Chapter •21•

دخول مطاطي شمالي جنوبي عكسي شرقي وطني مربرب✌👹

شتقت!

يلي يقولون يارب ما تكون انو مي و لا و ليش 🤡اقول رح تندمون و تغيرون رأيكم لأنكم قلتم هالكلام😂✌

°°°

بعدَ مرورِ يومينِ من قدومِ جونغ إن لزيارة أون مي، هي ظلت بإنتظارِه ظناً أنه سيعود في الغد لكنه لم يظهر!

لكن و من جهة أخرى، كان جونغ إن مشغولا بتحضيرِه للعديد من الأمور، وقف أمام الخياط و هو يُراقِبه يخيطُ ذلك االفستان الحريري ذو اللون الأحمرِ فتقدم حتى يسحب الفستان من جهة الخصرِ و يُردف

«قُم بتضييقِ الخصرِ أكثر بقليل حتى يكون مُناسِباً، لا تنسى طول الفسان مُهم و يجبِ أن يكونَ طوله ممتداً على الأرضِ أيضاً!»

«أمرُك جلالتك»

أجابهُ الخياط بهدوء ثم مرّ نحو الرجُل الذي يُضعُ حباتِ الجواهِر على ذلك التاجِ بدقة، إنحنى جونغ إن قليلا ثم أخده منه ليضيق عينيه و ينظر له

«لا أريدُ أن يستمر التاجُ في السقوطِ عن رأسِها حتى لا يُعيقها مفهوم؟»

«أمرُكَ جلالتَك!»

هز رأسه بهدوء ثم تقدم نحو صانِع الأحذية الذي كان يقوم بتطريز فردة الحِذاء بخيطٍ ذهبي.

«دعني أرى ذلك الحذاء»

مده له فبدأ يضغطُ عليه برفقٍ حتى يُجرب ما إذا كان صُلبا جداً

«أضِف له المزيد من القُطن، هذا يبدو كالصخرِ حتى حوافِرُ الأحصنة لن تتحمله!»

مده نحو صانع الأحذية و قد إنحنى له و هو يعتذر بسبب ذلك لأنه لم يُقم بإضافة القُطن لهُ بعد...

كان جونغ إن يسيرُ بذلك الممر الطويل حيث الجميعُ يعملُ و ينفذ أوامِرهُ بينما يقف عليهم و يراقِبهُم.

دخلت زوجة حاكِم الصينِ بهدوء تراقب العاملين فوقفوا جميعاً حتى ينحنوا لها لتتوجه نحو جونغ إن

«هل كُل شيء يسيرُ على ما يُرام هنا؟»

«أجل، كما تريْن، لقد أوشكوا على الإنتهاء»

هزت رأسها و قد تنهدت بحزن، و على ما يبدو أنها تذكرت إبنتها الممتدة على الفراش دون حراكٍ مُجدداً

«ماذا عن الفتاة؟ متى ستأتي إلى هُنا؟»

سألتهُ بفضول فنظر لها بصمتٍ لبعض الوقت ثم أجاب بنبرة مُطمئِنة

«ستحضُر للقصرِ بحلولِ الغد، و أنا من سيُشرف على تدريبِها بنفسي»

«بني، أنت أكثرُ شخصٍ يعرف جاي إن كأخيها الأصغر تماما، و أنا واثقة أنك ستنجحُ في تدريبِها على كُل حراكتِها بدقة حتى لا يُكشف أمرُنا! لدينا وُزراءٌ أعيُنهم حادة كالسيفِ و إن لاحظوا شيئاً قد ينقلبون عليها و تعم الفوضى و نُعرضُ الجميعَ للخطر!»

هز رأسهُ مُتفِقاً على كل كلمة تقولها زوجة عمّه فأنهت كلامها و غادرت المكان، حدق هو بالفراغِ مُقطباً حاجبيهِ بينما يُفكّر، هو واثقٌ جداً من قرارِه  و يعلمُ جيداً أنها لن تخدله و ستمُثّل الدور بشكلٍ جيد.

...

جلست أعلى الجبل مُستسلمة للرياحِ العليلَة، هيَ ذهبت للمكان الذي كانت تزوره هي و العجوز سيجونغ، و إشتاقت له كثيراً...

فهو لم يظهر مُجدداً و لم يعُد و لا أخبار عنه، سألت الكثير من الأشخاص، حتى أنها إنتظرتهُ بالأماكِن التي كان يتسولُ بِها لكنه لم يأتِ و هذا أحزنها و جعلها تفقِدُ الأملَ برؤيتِه مُجدداً.

نامت على العُشبِ ناظِرة نحو السماء و الغيوم التي تبدو كالقُطنِ و هي تتتحرّكُ في هدوء..

أغمضت عينيها مُستسلمة للنومِ بسبب شعورِها بالإسترخاء فغفت بالفِعل..

تقدّم بهدوء ليجِدَها ممددة على الأرض فأزالَ قُبّعتهُ ثم وضعها جانِباً و جلسَ على العُشب، نظر لها لبعضِ الوقتِ ثم تمدد بالقُربِ منها و أغمضَ عيناه.

شعرت هي ببعض القشعريرة لذا إستدارت نحو اليمين دون أن تفتحَ عينيها و أكملت نومها لأنها لم تشعُر بقدومِه!

نظر لها ثم إستدار ليُقابِلها مُستنِداً على ذِراعِه و قد فتح عيناه، كان يبدو كأنه ينتظر إستيقاظها لذا هو لم يُمانع الإنتظار هذه المرة.. رغم أنه يكرهُ ذلك في العادة.

تبدو حزينة و هي نائمة، لديها أثرُ كدمةٍ بالقُرب من شفتِها لم يختفي بعد، و أيضا كانت تضفِر شعرها من جذورِه هذه المرة تاركة بعض الخصلاتِ الصغيرة على جبينها لأنها إنفكّت بفِعل الرياح..

بعد فترة، و لم يستسلم هو للنوم رغم شعوره بذلك، فتحت عينيها و كأن أول شيء قامت برُؤيتِه هو عينيه اللتان تُدقّقانِ النظر بِها..

«مرحباً أون مي»

رمشت مرتين و قد أغمضت عينيها بقوة ثم أعادت فتحهُما حتى تتأكد أنها لا تتوهمُ أو تحلمُ أو ربما تداخل الخيالُ بالواقِع، لكنه أعاد قائلاً بنبرة متسائلة

«قلتُ مرحباً أون مي!»

جلست مكانها بسرعة ثم وقفت، هي شعرت بالدوار بسبب وقوفِها السريع فإنحنت له قائلة

«مرحباً جلالتك، ولكن... ما الذي تفعلهُ هنا؟»

جلست على الأرضِ بتردد فجلس مكانهُ أيضاً ليُجيبها

«كيف حالُك؟ هل تحسّنتِ قليلاً منذ آخر مرة رأيتُكِ بِها؟»

أنزل نظراتِه نحو بطنِها بنهاية كلامه فحدقت ببطنها أيضاً على الفور ظنا منها أن هناك شيئاً على ملابسها، لكنها إستوعبت أنه يحاول التلميح لآلامِ بطنها و هذا جعلها تضع كلتا يديه عليه قائلة

«أجل أنا بخير، و لكن كيف علمتَ بمكاني جلالتَك؟»

سألتهُ بفضول و هي تُضيق عينيها بسبب أشعة الشمس فحدق بها دون أن يقول شيئاً، هو كلّف أحدهم حتى يُرافِقها دون أن تشعُر و ذلك من أجلِ حمايتِها من أي هجومٍ من قِبل تلك العصابة...

«لقد تتبعتُ حدسي و حسب، و أظن أنكِ تُحبين الأماكِن المُرتفعة»

«ليس كثيراً، لكنني أجِدُ راحتي بهذا المكان، هناك شخصٌ مميزٌ يُذكّرُني بِه»

أردفت بإبتسامة حزينة فعقد حاجبيهِ بغير فهم ليُردف

«شخصٌ مُميز، هل إعتدتُها للحضورِ إلى هُنا معاً؟»

هزت رأسها دون أن تقول شيئاً و قد تذكرت العجوز سيجونغ مجدداً فصمتَ دون أن يقول شيئاً كذلك و قد بدى و كأنه يُفكّر بأمرٍ ما لذا أردفت قائلة

«هل أصبحت جاي إن بخير؟»

هز رأسهُ نافياً ثم أجاب

«فتحت عينيها، لكنها لا تزالُ كما هي.. في الواقِع أنا هُنا من أجلِ التحدثِ لكِ بخصوصِها»

دقّ قلبُها بعنفٍ و قد أخفت أصابِع يديها داخِل أكمامِها الطويلة، هل سيَعترفُ لها أنه واقِع بحبّ إبنةِ عمّه جاي إن؟ هل سيصِفُ مشاعِره الغير مرغوبٍ بها بحيث عليها أن تكون قوية أمامه و تتظاهرَ أنّ كُلّ شيء على ما يُرام؟

إبتلعت ريقها و قد هزت رأسها بإيمائة بسيطة تتطلّعُ لما سيقولهُ في حين هو مسحَ وجههُ بكِلتا يديه و نظرَ قليلا نحو اليمين و كأنه يُفكّرُ بكيفَ سيبدأُ الموضوع معها...

«هل من الصعبِ إخباري بهذا الأمرِ لهذه الدرجة جلالتَك؟»

طرحت عليه سؤالها فحدق بِها مُباشرة و نطقَ أخيراً بنبرة جدية

«كيفَ سيبدو لكِ الأمرُ إن أخبرتُكِ أن تكوني حاكِمة جمهورية الصينِ لبعض الوقت؟»

رمشت مرتين بغير فهمٍ تحاول إستعابَ ما يقوله، هل هو يمزح؟ لقد كانت على وشكِ الموتِ من التوتر و الآن هذا ما كان يقصِده؟ أنه يُطلِق بعض النّكات...!

لكن مهلا، هو يبدو جاداً للغاية و لم يبتسم بعد حتى!

«أنا لم أفهم شيئاً جلالتك، كيف يُمكنني أن أُصبِحَ حاكِمة للصين هذا مُستحيل!»

...

عادت للمنزِل و هي شاردة طوال الطريق تُفكّر بكلامِ وليّ العهد، أخبرها أن تُمثل دورَ جاي إن من أجلِ الذهابِ للصين و إلقاء الخطاب الملكي الذي كان على الأخرى إلقاءه..

و أيضاً الوقوف أمام الشعبِ الصيني بأكملِه و التحدثُ معهم، ثم تحضُر إجتماعَ أعضاءِ الحُكومة من رُؤساء و وزراء و أُمراءَ آخرين..

بعضُ الدُول المُجاورة سيكون أُمراؤها حاضرون من أجلِ التصويتِ على أن تكون جاي إن حاكمة و يرو ما إن كانت تستحِقُ الجلوسَ على العرشِ و إستحقاقَ لقبِ الملِكة أم لا.

و هذه تبدو مُهمة صعبةً بالنسبة لها للحدّ الذي جعلها لا تُجيب ولي العهد لا بالمُوافقة أو الرفض، مما جعله يُمهِلها فترة اليوم بأكملِه حتى تُفكر و تأتيَ إلى القصر ليلاً!

أخبرها أن لا حلّ آخر غير هذا و إلا ستنقلِبُ الأوضاعُ بالبِلادِ و تُصبِح الأمور فوضاوية و ينقلبُ العديد الأعداء، قد يستغلون الأمر لتقسيمِ و نهبِ أموالِ الدولة و قتلِ الفقراء و و إستغلال الأراضي الخاصة بالمملكة و حتى مناجِم الذهبِ و كل الأملاك.

فتحت باب المنزِل مُتاجهلة نداء والدها
الذي كان يتحدثُ مع أحدِ أصدقاءه في الحديقة و دخلت لغُرفتِها ثم أغلقت الباب عليها و جلست أرضاً.

لماذا هي؟

سألتهُ عندما أنهى كلامهُ و أخبرها أنها الفتاة الوحيدة القادرة على أخدِ ذلك الدورِ بجدارة، لكنها لا تثق بنفسِها بشكلٍ كافٍ و لا تظن أنها قادرةٌ على ذلك...

زفرت الهواء بسخطٍ عندما طرَق والدها الباب بهدوء فأجابت دون أن تقوم من مكانِها أو تفتحه

«عزيزتي هل أنتِ بخير؟»

«أجل بخير أبي لا تقلق!»

أجابته فهز رأسه و إستدار حتى يذهب لكنه توقف و عاد ليُردف من خلفِ الباب

«والِدتُك و يي سو ذهبا للتسوق، هل تُريدين تناول شيء ما؟»

«لا لستُ جائعة شُكراً»

هز رأسهُ بهدوء ثم غادر عائداً إلى صديقِه الذي ينتظرُه في الحديقة، جلس أمامه ثم إرتشف بعض الشاي الأخضر ليُردف

«إذن أين وصلنا بالبضاعة التي أخبرتني عنها؟»

«أنصحُك بنسيِ البضاعة قليلا و الإهتمامِ لإبنتِك، لا تبدو بخير»

«أون مي بخير، هي متقلبة المزاجِ و حسب»

«ألا تُفكّرُ في تزويجِها؟ أعتقدُ أنها بالسنّ المُناسِب الآن من الأفضلِ ألا تتأخّر حتى لا تظلّ عالِقة لكَ هُنا!»

أنهى كلامه بإبتسامة ساخِرةٍ و قد إرتشفَ من كوبِه بعض الشاي ليعقِدَ الآخرُ حاجبيه

«عالِقة هنا؟ و هل إشتكتْ عليكَ أم ماذا؟»

«بالطبعِ لا، لكن يا رجُل! الفتياتُ وُلِدن من أجلِ الزواجِ و الإنجاب، لا أعلمُ ما الذي تنتظرُه بِصراحة، إن لم تجد عريساً بعد أؤكدُ لكَ أنني سأجِدُه لك في أقربِ وقتٍ ممكن، و لا تُفكر في المهرِ لأنهُ سيكونُ عالياً جداً»

وضعَ والِدُ أون مي كوبَ الشاي على الطاولة ثم وقف ليُردف مُشيراً نحو الباب

«أخرُج من منزلي!»

«ماذا-»

تقدم نحوه ثم قام بدفعِه بقوة على الأرضِ و قد صرخ بوجهه بصوتٍ مُرتفِع

«هيا أغرُب عن وجهي و الآن! إن كنتُ أنا تاجراً للبضائع فإبنتي ليست سلعة حتى أبيعَها و أشتريها بالمال، إبنتي أنا لا تُقدر بأموال الدُنيا هل سمِعت؟ و من اليومِ فصاعِداً... لا أريد أن أتعامل معك في العمل مُجدداً!»

حدق به الرجُل بصدمةٍ فخرجت أون مي راكِضة فور سماعِها لصُراخ والِدها، هي وجدت صديقه على الأرض في حين يُشير له والدها بتهديد

«أبي؟ ما الذي يحصُل هنا؟»

وقف الآخر من على الأرض و قد بدأ ينفضُ الأتربة عن ملابسه، حدّق بأون مي ثم خرج من المنزل بسخط.

«أبي هل أنتَ بخير؟ أخبرني ما الذي حصل؟»

نظر لها والِدُها ثم قام بإحتضانها ليُردف ماسحاً على رأسها بخفة

«لم يحصُل شيء، أنظري لنفسِك تبدين جائعة! هيا سأقوم بشوي بعض اللحمِ المُتبل من أجلِك»

إستدارا حتى يعودا نحو الداخِل و قد إحتضن كل منهما الآخر فأجابته برفض

«لكنني أريدُ الدجاج المُتبّل!»

قهقه بخفة ثم هز رأسه و توجها نحو المطبخ...

في المساء، هي طرحت الموضوع على يي سو، و التي لم تستطع إقتراح أي حلول لها لأن الموقف الذي حطّها به جونغ إن صعبٌ جداً!

الوقتُ كان يمر، و لم تُخبر والديها بشيء لأن جونغ إن أخبرها بأن تحتفظ بالسر و تفكر في عُذر للحضورِ إلى القصر و المكوثِ بِه حتى ينتهي ما يخططون له...

بعثرت شعرها و هي تحاول أخدَ قرار ما، ماذا لو لم تنجح؟ ماذا لو لم تكُن قادرة على أخدِ الدورِ بشكلٍ جيد؟ ماذا لو أفسدت كل شيء و تعرضت للكُره من الناس الذين يعتمدون عليها؟

«إسمعيني أون مي، أعلم أنكِ ستُوافقين لأنكِ تحبين جونغ إن و تُريدين مساعدته، لكن فكـري بنفسِكِ أيضا!»

أردفت يي سي و هي متمددة على فراشها و تقرأ أحد الروايات فتنهدت الأخرى و سحبتها من ملابسها بتوتر

«يي سو هوَ يثقُ بي، و يعتمِدُ علي هل تُصدقين هذا؟ لم أفكّر أن هذا قد يحصُل معي يوماً»

حدقت بها الأخرى بفزعٍ و قد أبعدت كتابها عن أون مي التي كانت تحدق به و تبدو و كأنها تريد تقطيعهُ أو شيء من هذا القبيل فأجابت

«غامِري إذن، ألستِ من أخبرته بنفسِك أن والدنا أخبركِ أن تكوني شُجاعة؟ هيا إذهبي له ما الذي تنتظرين!»

تقوست شفتي الأخرى بينما تنظر لها و قد لمعت عينيها لتردف بصوتٍ خافت

«و لكن لماذا تصرُخين علي يي سو أنا لم أفعل شيئا أردتُ معرفة رأيك و حسب...»

زفرت يي سو الهواء و جلست أمامها مُباشرة لتهمس بخفة

«أنا خائفة على مشاعِرك التي جُرحت و قد تُجرحُ مُجدداً، أريدك إن ذهبتِ إلى هناك أن تتحملي كل ما سيحصل و لا تتأذي حسنا؟ نعلمُ أن ولي العهد يُحب إبنة عمّه، و لكن لا أريدُ منكِ أن تستمري في الشعور بالحزن و إرمي بتِلك المشاعِر جانباً حاولي فقط أنت تتصرفي على طبيعتِك كما أنتِ، أون مي القوية التي أعرفُها لا تُهزم بسهولة!»

نظرت لها أون مي بتأثُر و لا تعلمُ لماذا أصبحت مشاعِرها فائضة فجأة لأنها قامت بإحتضانها و حاولت عدم البُكاء

«هل يمكنك مساعدتي لجمع ملابسي؟ سأذهب للتحدث مع أبي و أمي»

هزت يي سو رأسها بالمُوافقة و قد أغمضت عينيها بإبتسامة فوقفت أون مي و خرجت من الغرفة متوجهة نحو غرفة والديها...

طرقت الباب ثم فتحته لتجدهما  يتحدثان لكنهما صمتا على الفورِ فأردفت والدتها

«ماذا هناك عزيزتي؟»

«أريد التحدث معكُما بأمرٍ مُهم!»

أشار لها والدها بالجلوس  فجلست بينهُما لتتنهد و تُردف

«أنا سأغيبُ عن المنزلِ لبضعِ أيام..»

نظرا لبعضهما البعض بإستغراب فأجاب والدها بفضول

«لماذا؟ هل هناك شيء لا نعرِفُه؟»

هزت رأسها نافية و صمتت قليلا ثم أجابت قائلة

«لقد تغيبتُ عن عملي بالقصر و المسؤول أخبرني أن علي العودة و المكوث  هناك لتدريبِ الخيول الجديدة، و أيضاً لأنهم يريدونها من أجلِ الذهاب لأحدِ الإجتماعات المهمة في الإيام القادمة»

نظر والدها لزوجته التي بدورها ضيقت عينيها و كأنها تحاول إستيعاب ما تقوله إبنتهُما فأردفت

«و لكن لمَ عليكِ المكوث هناك دون العودة إلى المنزل كالعادة؟ أعني.. أنكِ لستِ مدربة الخيول الوحيدة في القصر!»

هي لم تتوقع أن تبحث والدتها في الأمر أكثر و قد بدأت تشعر بالتوتر لذا قطبت حاجبيها قائلة

«أمي أنا بدأت بالعمل معهم قبل أيام، و لكنني  تغيبتُ و أشعر أنني لم أقُم بواجبي على أفضلِ حال، أيضاً أنا من إقترحتُ البقاء هناك، سأكون بخير على أي حال، و الآن إعذراني سأذهب للقصر قبل أن تغربَ الشمس، سآتي لزيارتكما عندما أتفرغ! »

«وآه! لم أكن أعلمُ أن إبنتي مهمة لهذا الحد!»

إبتسم بجانبية بينما ينظر لزوجتِه فهزت رأسها بإبتسامة أيضا قائلة

«من قال أنها ستُصبح هكذا عندما تكبُر..»

«حتى نحن لم نكن نعلمُ بذلك»

...

وقفوا حتى يودّعوها في حين صعدت على حِصانِها و وضعت حقيبتها أمامها ثم نظرت لهم بإبتسامة خافِتة

«ما هذا، لستُ ذاهبة للأبد، سأزوركم بين الحين و الآخر، و أنتِ يي سو لا تخرجي من المنزل لوحدك و إلا معك أحد الحراس إتفقنا؟ المنحرفون بكل مكان! و أنتم يا رفاق قوموا بحراسة المنزل بشكل جيد و إعتنوا بالأحصنة و لا تنسوا إخراجهم قليلا، أمي.. أبي! لن أشتاق إليكم لأنني سأنظر إلى الشمس و القمر كلما إفتقدتُكما!»

بدآ بالضحك و قد هزوا رؤسهم لتردف يي سو بصراخ

«سأشتاقُ إليكِ لا تغيبي كثيرا!»

«صغيرتي، إعتني بنفسك جيداً و كوني حذرة حسنا؟»

أردف والدها بهدوء و هو يضع يده على كتِف زوجته فهزت أون مي رأسها و لوّحت لهم ثم غادرت نحو القصرِ تاركة إياهم يقِفون أمام الباب...

لا تُنكر أنها شعرت بغصة في حلقها و هي تودعهم، لا تعلمُ كم ستمكُث و لا متى ستعود أو كم سيستغرق الوقت حتى تشعر بالحرية و العودة للمنزل.

فهي بقيامِها بتلك المُهمة تشعر و كأنها مُحاصرة و مُقيدة، وصلت للقصر فأخدت نفسا عميقاً...

و قبل أن تنزِل من على حصانِها فتحَ لها الحراس البوابة الكبيرة فظلت مكانها تنظر لهم بإستغراب، هي ظنت أن أحدهم سيخرُج لكن لم يخرج أحد!

«تفضلي بالدخول آنسة أون مي!»

أردف أحد الحراس فتقدمت بهدوء و هي تتمسك بحزام اللجام، و فور دخولِها وجدت حاكِم الصين و زوجته، ثم الملك و الملِكة... و ولي العهد الذي كان يُحدق بها.

إنتبهوا لها فسمعت حاكِم الصين يحتضن زوجته قائلاً

«الفتاة وافقت، هي هنا أخيراً!»

إبتسم الملك فنزلت أون مي على حِصانها و إنحنت لهم جميعاً، تقدمت الملكة و قد مدت يديها حتى تُمسك يد أون مي و تُردف بإبتسامة

«سعيدة برُؤيتِك هنا أون مي، و شاكِرة لأنكِ وافقتِ على طلبِ ولي العهد... في الواقِع كنا سنفقد الأمل بظننا أنكِ سترفضين!»

«ما دام ولي العهد من أحضركِ بنفسِه و وضع ثقته بك، و لأنه لم يفشل بأخدِ قرار من قبل، أنا أضعُ ثقتي الكاملة بقرارِه أيضا!»

أردفت زوجة حاكِم الصين فهزت أون مي رأسها بصمتٍ و إنحنت لهم فأكمل حاكم الصين

«رغم ما فعلتهُ إبنتي معك أنتِ وافقتِ على القدوم، و هذا يعني أنكِ شخصٌ جيد!»

قامت بشُكره بهدوء و قد إنحنت مجدداً فذهب هو و زوجته و ذهبت الملكة أيضا لكن قبل ذلك نظرت نحو جونغ إن لتردف

«بُني، مُهِمتُكَ تبدأ من الآن!»

هز جونغ إن رأسه بهدوء فأشار لأون مي بالتقدم نحوه، الملكة ذهبت، و أون مي مرّت بجانبِ الملكِ الذي لم يقُل شيئاً و ظل صامِتاً..

تبادلا النظرات في اللحظة التي مرت بها من جانبهِ فإبتسم بوجهها بهدوء و قد هز رأسه بإيمائة بسيطة فإبتسمت أيضاً و أومأت له...!

إبتعدا قليلا و هي شعرت بيدٍ جونغ إن التي تُمسك ذراعها بخفة، توقفا في الحديقة فحدقت به بغير فهم، و فجأة هي وجدت وجهها مُصتدماً بصدرِه!

أحاط يديهِ حولها و قد قام بإحضانها فتوقفت عن الحركة في حين توسعت عينيها بشدة دون أن ترمُشَ لوهلة واحدة!

إبتعد واضِعاً يديه على كتفيها و قد هزها بخفة حتى كادت تفقد توازُنها ليُردف

«شُكراً لقدومِكِ أون مي، لم أندمَ على إختياري لكِ كصديقة!»

إبتسمت بتردد معيدة خصلات شعرها للخلفِ ثم هزت رأسها قائلة

«شكراً لثقتكَ بي جلالتك!»

«هل تناولتِ العشاء؟ تعالي معي سأُريكِ غرفتك، أصبحت جاهزة الآن»

تقدم للأمام فلحقت به من الخلف في حين تفكرِكُ أصابع يدها ببعضها البعض و قلبها إستمر بالخفقان بشكلٍ جنوني!

فتح الخدمُ الباب لغُرفتِها و أشار لهُم بالمُغادرة فإنحنوا و تركوهما معاً.

دخلت للغرفة و قد إنفرجت شفتيها ناظرة نحو المكانِ الواسِع، حيث يطغى اللون السماوي و الأزرق الغامق... كيف؟

«كيف علِمت أن لوني المفصل هو الأزرق جلالتك؟»

نظرت له بتفاجُؤ فإستدار نحوها عاقداً يديه لصدرِه فأجاب قائلاً

«مُجرد تخمين، لوني المفضل هو الأزرقُ أيضا بالمُناسبة!»

هل هذه صدفة؟ هي سألت نفسها بينما تنظر ناحيته، كلاهُما يُحبان نفس اللون!

أعادت نظرها للغُرفة و توجهت حتى تتفقد تلك المزهريات المنقوشة و بعض المنحوتات الخاصة بالأحصنة المصنوعة من الخشب بالإضافة إلى مكتبة على الحائط بها عدد كبيرٌ من الكُتب!

كانت هناك بعض النباتات الصغيرة جداً و المزروعة بين الحصى الصخور الملونة حيث وُضِعت على الرفوف، كما أن هناك شموعاً معطّرة برائحة القُرنفُلِ و الياسمين!

إبتسمت بإتساع و هي تمرر يدها على كل شي في حين تُطلق -وآه- بإعجاب عند كل شيء تراه لذا هو أردف بإبتسامة

«هل أعجبتكِ غُرفتك؟ هي أيضاً بعيدة على غرفة الأميرة بونغ تشا حتى لا تقوم بإزعاجِك!»

«أجل جلالتك! أنا حقاً شاكِرة لك، إنها مريحة جداً أيضا و -»

توقفت عن التحدث عندما أصدر بطنُها صوتاً مزعجاً دليلا على جوعِها فوضعت يدها على بطنِها و قد قضمت شفتيها بإحراج!

مسحَ أرنبة أنفِه محاولاً عدم الضحِك ثم رفع يديه و صفّقَ فقامَ الخدم بفتحِ الباب و دخلوا و هم ينحنون له ثم بدأوا بوضعِ الطعامِ أمامها.

وقفت تحدق بالأطباق و قد إنفرجت شفتيها قليلا، هي بالتأكيد ستكتسبُ الكثير من الوزنِ بهذه الفترة!

«سأدعُكِ الآن، لنتحدث بعد العشاء!»

هزت رأسها ثم إنحنت له فخرج بهدوء و خرجَ الخدمُ من خلفِه ثم أغلقوا الباب حتى تتمتع بخصوصيتِها...

...

بعد العشاء، هي غيرت ملابسها مُستعدة للنوم لأن جونغ إن لم يأتِ و تأخر كثيراً و هي شعرت بالنعاس، أخدت أحد الكُتب الفارغة و بدأت بكتابة يومياتها حول أول ليلة تبيتُ بالقصر!

و هي كانت تبتسمُ كلما تذكرت إحتضانهُ لها بتِلك الطريقة اللطيفة، تمنت لو دام ذلك الحضن أطول، أو لو أنها بادلتهُ بحضنٍ أكثر شدة، لكنها لم تستطع الحراكَ مكانها من شدة الصدمة!

أغلقت الكتاب و إنتظرت أكثر بقليل أيضاً، لكنها إستسلمت للنوم في النهاية و غطّت في نومٍ عميق...

خرج جونغ إن من غرفة جاي إن بعد أن تحدث معها و أفرغ قلبهُ ثم توجه نحو غرفة أون مي، البواب لمحه قادماً و كان على وشكِ الإعلان بصوت مرتفع أن ولي العهد هنا حتى تستعِد أون مي لدخولِه.

لكنهُ وضعَ أصبعهُ على شفتيهِ و أمرهُ بإلتزامِ الصمت.

فتح له الباب فدخل بهدوء ثم أُغلِقَ خلفه فنظر لها ليجِدها نائمة.

يعلمُ أنه تأخر، لكنه هنا حتى يتأكد أنها نامت بالفِعل و لم تظل بإنتظاره حتى يقطعَ الشكّ و حسب!

إستدار حتى يخرج لكنه توقف مكانه عندما أردفت بصوتٍ ناعِس

«جلالتك؟»

الغرفة كانت مُظلمة بعض الشيء و بعضُ الشموعِ الصغيرة هي من تُضيء المكان بخفوت، ضيقت عينيها و فور تعرفها عليه هي وقفت مكانها فإستدار نحوها

«نومُكِ خفيفٌ جداً»

همسَ بينما يتقدم فإنحنت له و أشار لها بالجلوس ففعلت، ثم جلسَ أمامها، هي بدت متوترة بعض الشيء و بدأت بتضفيرِ شعرِها بسرُعة فتوقفت عندما رمقها بنظرهِ..

«لقد غفوتُ قبل قليل، ظننتُ أنكَ لن تأتي جلالتك، أعتذِر!»

«لقد كُنتُ بغُرفة جاي إن..»

إجابها بسُرعة فور صمتِها فحدقت به بصمت، هي هزت رأسها بهدوء قائلة

«كيفَ حالُها؟»

بعثرَ خصلاتِ شعره الطويلة معيداً إياها للخلف فإرتفعت نظراتها نحو يدهِ التي تقوم بذلك، هو تنهد بعمقٍ قبل أن يُجيب

«حالُها لم يتغيّر، و الوقتُ يمُر!»

«أنا هنا من أجلِ المُساعدة، و يمكنني القيام بذلك في أي وقتِ أنتَ فقط أخبرني بما يجبُ علي القيام به جلالتك!»

توقف عن تحريكِ يده بينَ خصلاتِ شعرِه ثم هز رأسهُ قائلاً

«لدينا خمسةُ أيامٍ و حسبِ، سيتمُ تدريبُك على بعضِ الأمورِ السياسية ثم أسماء الرؤساء و الوزراء المهمين و بعضِ الأمراء، و أيضاً حفظَ الخطابات التي يجبُ عليكِ إلقاؤها،ثم طريقة التحدث باللغة الصينية كما تفعلُ جاي إن تماماً، بالإضافة إلى حركاتِها و رداتِ فِعلها، أنتِ أطولُ منها بقليل و أتمنى أن لا يُلاحظ أحدهم ذلك، أما بالنسبة لوجهِك سنرى كيف نتصرف..»

هي ستُصبح جاي إن، هذا ما كان يقصده، عليها أن تُصبح جاي إن بتفاصيلها الصغيرة و الكبيرة!

«و من سيقوم بتعليمي كل هذا؟ أعني هل هناك أشخاص سيقومونَ بتدريبي؟»

«أنا!»

أجاب بثبات فإنفرجت شفتيها، هل هذا يعني أنها ستكون برفقتِه طوال اليومِ و سيتحدثانِ معاً طوالَ هذه الأيام؟

«بعدها ستذهبين إلى جمهورية الصين للمكوثِ هناك لمدة يومينِ كاملين حتى تُنهي مهمتَك و عندما يتمُ المُوافقة على تتويجِكِ من قِبل أُمراءِ الممالِكِ المُجاوِرة ستعودين إلى هنا، أما إن تم الرفضُ من قِبلِهم..»

توقف عن التحدث فحدقت به تنتظِرُ بقية الكلامِ بتوتر لتُردف

«ما الذي سيحصُل لي حينها؟ و هل سأكونُ لوحدي هناك بينهُم جلالتك؟»

لم تتلقى مِنهُ رداً فزادَ قلقُها أكثر حول الموضوع، هي لم تعُد مُرتاحة للأمرِ لكنها لا تستطيعُ العودة للخلف بعد مُوافقتها!

ولكن، ماذا لو أصبحت مجرد ضحية بينهم؟ مجرد تجربة يُغامِرونَ بِها من أجلِ إغلاقِ الثقوبِ التي تتسربُ منها المياه قبل أن يغرقوا جميعا!

«ممنوعٌ على أي شخصٍ من مملكة جوسون دخولُ جمهورية الصين في هذه الأوضاع، و لا أحد سيُرافقكِ غير عمي و زوجته ثم حراسهُم و حاشيتُهم، لكنني أعِدُكِ أنكِ ستكونين بخير أون مي، الجميعُ سيقومُ بحِمايتِك و لن يحدُث أي مكروهٍ لكِ ثقي بي»

تثقُ بِه؟ هي لم يسبِق لها أن وثقت بأحدِهم غير يي سو، حتى والديها تُشككُ بكُل ما يقولانَهُ لها!

لكنه جونغ إن، و رغم تكذيبِ عقلها و إخبارهِا لها بأن تكون أكثر حذراً هي هزت رأسها مُستمِعةً لقلبِها الذي أخدَ إتجاهاً آخر عكس ما يقولُه عقلُها.

«حسنا جلالتك!»

وضعَ يدهُ على كتِفها و قد ضغط عليهِ بخفة ثم همس قبل أن يقف

«نامي جيداً، بإنتظارِك يوم طويل!»

أومأت بصمتٍ في حين غادر الغرفة، عادت لتضع رأسها على الوسادة بشرودٍ تُفكّرُ بكلامِه، إن أصابها شيء ما و هي هناك، فعلى الأقل ستكون حققت إنجازا سيتحدثُ عنه الجميعُ من بعدِها صحيح؟

...




في الصباح، وصلتها وجبة الإفطارِ إلي حيث غرفتِها مع رسالة باللغة الصينية، و كانت من ولي العهد حيث قال

-من اليومِ سنبدأ بالتحدث باللغة الصينية أنا و أنتِ، حتى تتعودي أكثر عليها، لاقيني في قاعة الإجتماعاتِ بعد إنتهاءك، أنتِ تعرفين الطريقَ بالفعل إليها!-

إبتسمت بإحراج بسبب جملته الأخيرة المكتوبة بالرسالة، تناولت فطورها ثم خرجت تمدد ذِراعيها للأمامِ و الخلف حتى وصلت للقاعة ففتح الحراس الباب لها و دخلت..

كانت فارغة و واسِعة جداً بحيث العرشُ الملكي في الأعلى، جونغ إن كان يجلس عليهِ و يقرأ أحد الكُتُبِ فإنحنت له قائلة

«صباحُ الخير جلالتَك»

هز رأسهُ بهدوء ثم وقف من مكانه و بدأ بالنزولِ متجها نحوها، ليُجيب

«هل نِمتِ جيداً؟»

«أجل جلالتك»

أجابت بإبتسامة بسيطة فأومأ و مد لها أحد الكُتب، أخدته لتقرأ عنوانه فوجدته يتحدثُ عن بعض القوانين السياسية و القواعد و أوضاع جمهورية الصين حاليا.

«قومي بقراءة هذا الكتاب جيداً و إحفظي الأمور التي قمت بتحديدها بلونٍ مُختلِف، حتى تكون لديكِ نظرة على الأمر!»

مده لها فهزت رأسها بالموافقة، هو غادر من القاعة تاركاً إياها تقف هناك، أهذا فقط؟ تقرأ الكتاب و حسب؟

خرجت كذلك، و توجهت نحو الحديقة، لتبدأ بقراءة المكتوب بالكتاب، لا تنكر أنها شعرت بالملل الشديد، و لا أحد تحدث إليها من الحُراس أو الخادمات كالعادة، حتى بونغ تشا لم تراها اليوم أيضاً!

أنهت الكتاب بحلول فترة الغداء و أغلقته فوقفت حتى تمد ذراعيها و رفعت قدمها أيضا حتى تمدها بسبب شعورها بالألم لجلوسِها لفترة طويلة و تركيزِها على القراءة.

«آنستي، لم نكن نريد إزعاجك بسبب أوامِر جلالتِه، هل تُريدين تناول الغداء الآن أم في وقتٍ آخر؟»

ظهرت الخادمة بجانبها فجأة فإستدارت بفزع، هي حتى لم تُصدر أي صوتٍ و هي قادمة!

«الآن! أنا جائعة جداً»

«هل نُجهز الطعام بِغُرفتِك أم تُفضلين تناوله في مكانٍ آخر؟»

حدقت الأخرى من حولها فأجابت و هي تعتدل بوقوفِها لأنها كانت تقوم ببعض الحركات

«بِغِرفتي... هل رأيتِ وليّ العهد؟»

سألتها بفضول فأشارت الأخرى نحو اليسار حيث يوجد غرفته التعليمية لتُردف

«جلالتهُ يحضرُ دروسَهُ الآن، هل لديكِ أي طلبٍ آنستي؟»

«لا شُكرا!»

أجابتها بإبتسامة ثم توجهت نحو غرفتها و جلست بإنتظارِ الغداء، و هم لم يتأخروا بالفعل!

جلست تتناول الطعام بصمتٍ في حين تحدق بأرجاء الغرفة الواسعة، شعرت بالملل و الوحدة، فلا أحد للتحدث معهُ أو تبادل ما يدور في رأسها كذلك.

خرجت من غُرفتها مجدداً حتى تتمشى بالحديقة و قد علمت أن ولي العهد لا يزالُ مشغولاً، هو لا يرتاح أبدا؟

أخبرتها إحدى الخادمات أنه لم يتناول وجبة الغداء بعد! و هذا جعلها تشعُر بالأسى..
توجهت نحو المكان الذي يجلس به مع الوزراء و يُناقشون بعض المشاكل في حين يبدون غارقين في تركيزهم فإختبأت خلف أحدِ الأسوار لكن نصف جسدها كان يظهرُ بالفِعل...

«ولكن جلالتك، إن قمنا بخفضِ قيمة الضرائب ألن يتسبب ذلك بالخسارة لنا؟»

أردف أحد الوزراء الماليين فرفع الآخر رأسه عن الأوراق في حين كان يقطب حاحبيه و يُفكر، لكنه توقف مكانه عندما لمحها تُحدّقُ بِه فإنفك حاجبيه...

حدق الوزراء ببعضهم البعض عندما كانوا على وشكِ الإستدار لرؤية ما جذب إهتمام ولي العهد فحمحمَ هو و قطب حاجبيه مجدداً

«حسنا لنكتفي بهذا القدر اليوم، في الغدِ سنقوم بدراسة حلول أفضل، لكنني لن أتغاضى عن رفعِ نسبة الضرائب!»

وقفوا أماكِنهم و إنحنوا له جميعاً ليبدأو بالمغادرة بهدوء الواحِدَ تلو الآخر إلى أن ظلّ جونغ إن وحيداً بحيث يجلس على كرسيه

«تعالي إلى هنا أون مي»

أردف يعيد ترتيب الأوراق التي أمامه فتقدمت بهدوء و قامت بالإنحاء، هو بعد ذلك نظر لها و أشار لها بالجلوس بعيناه و حسب...

«كيف حالكَ جلالتك؟ سمعتُ أنك لم تتناول الغداء بعد هل أخبرهم بإحضاره إلى هُنا؟»

وضع الأوراق جانِباً ثم حدق بها ليُجيب

«هل أنهيتِ الكتاب الذي أعطيتُه لك؟»

تصنمت مكانها بسبب تجاهُلِه لسؤالِها و هي شعرت بالإحراجِ و الندم بسبب طرحها لتلكِ الأسئلة و تمنت قطع لسانها على التلفظ بتلك الكلمات!

«أجل أنهيتُه جلالتك، قمت بالتركيز على الأمور التي أخبرتني بها أيضا»

مدت له الكتاب فوضعه جانباً قائلاً في حين يُخرج كِتاباً آخر و يمده لها

«هذا الكتاب يحمل مجموعة من أسماء الممالك المجاورة، و أسماء الأمراء مع شكل وجوههم، من الأفضل تذكرهم بشكلٍ جيد حتى لا يختلطوا عليكِ عندما تُقابلينهُم إتفقنا؟»

«أمرُك جلالتك!»

همهم ثم وقف ليُغادر هذه المرة أيضاً، تارِكاً إياها تجلِسُ هناك لوحدِها، إنها المرة الثانية التي يقوم بها بهذا الأمر و لا تعلمُ السبب، كما أنه يبدو مختلفاً و منزعج بعض الشيء..

بعض الحُزن كان يخيم على عينيه و يتفادى إطالة النظر إلى عينيها و كأنه قام بشيء في حقها و يرفض مُسامحة نفسِه!



يتبع...🖤



👹🖤👹🖤👹🖤

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top