Chapter •18•
دخوووللل مووللععع يطييررر السرررااووييللل👹🔥🔥🔥🗡💉💣🔪🛡🛡
جاهزون يا أطفال؟
لا أسمعُكممم؟؟!
أوووهه من يسكنُ البحر و يحبهُ الناس؟
حرفيا شكراً على تفاعلكم الموولعع يجماعة خيرر لييشش انتم حلوين كذا بزيادةة اخاف آكلكم بالغلط😭🍬💓💓💓
•••
«هذه الأفعال، و إخفاء إبنتهِ عنا دون أن يُخبِرنا بما يُخطط له مرفوض! نحن لسنا أغبياء حتى يتم تجاهُل مطالبنا كوزراء و لنا دور مهم و حق كبير في أن تُسمع كلِمتُنا و تصل للشعب و الملِك!»
صاح رئيس الوزراء بينما يمشي في ذلك الممر فأجابه أحد الوزراء
«إطفحَ الكيل و أصبحت مملكة جوسون ملجأهم الوحيد، و كأن لا شعب و لا جمهورية لهم! ما هذا الإهمال!»
«لم يتبقى لنا سوى المُطالبة بتنحي الحاكم عن عرشِه! إن لم تكن لديه القُدرة على حماية بلاده من الأعداء و القيام بواجِبه فنحن لن نصمت و نحنيَ رؤوسنا له»
«فليسقُط حاكِم الصين!»
أردفوا بنبرة مُرتفعة و صوتٍ واحد ليصرُخ رئيس الوزراء
«ما الذي تتفوهون به أيها الحمقى، تنحي الملك عن العرش قبل موعد تتويج إبنته يُسرع فُرصة تربعها على العرش و حُكمها للبلاد»
«و نحنُ علينا إيقافُها عن حدّها»
أجابه أحد المُستشارين فرمقه بنظرة مُظلمة و أردف
«و محيُ أثرِها عن الوجود!»
«فلتسقُط جاي إن! فلتسقُط جاي إن، العدلُ للحكومة و الشعب!»
صرخوا في صوتٍ واحد ثم تفرقوا متوجهين كل منهم لعملِه...
...
جونغ إن:
قد أبدو غير مُكترث بما يحصُل حولي، لكن عيناي على كُل شيء بالتفصيل، عقلي لا يتوقفُ عن العملِ طوال الليلِ و النهار.
و كوني سأكونُ الملِك المُستقبلي للبلاد، و ولي العهد الوحيد، فهذا بمثابة أكبر تحدٍ منحتهُ لي الحياة منذ وِلادتي...
لقد كبِرتُ بين عائلة لم تُشعرني يوماً أنني شخصٌ غير مرغوبٍ به، تلقيتُ الحب الكامِل منذ أول يومٍ لي، لكنني بدأت أشعر و كأن هذه العائلة تُحاول وضعي بصندوق ما، صندوقٍ مُحكمِ الإغلاق بحيث يجبُ عليكَ إتباع قوانين مُعينة حتى تظل على قيد الحياة و أنتَ بداخِله.
إفعل هذا، و لا تفعل ذلك، تعلّم هذا و أبعِد الباقي عنك فهو مجرد تفاهاتٍ و أنت ستُصبح الملِك لذا كُن كما نريد نحنُ و ليس كما تُريد أنت!
هل تُصدقون أنني أخدتُ دروساً حتى لا أبكي مهما حصل و لا أضعُف؟
لذا لا أذكر أنني بكيتُ يوماً أو تمّ السماحُ لي بذلك.
قالوا أن البُكاء للضُعفاء، و الملوك لا يضعفون!
و حتى عندما تعرضتُ للإختطاف مِن قبل المُستعمرين و أنا بسن صغير، قاموا بضربي كثيراً حتى أبكي لكنني كنت خائفاً من كسرِ القواعدِ التي تربيتُ عليها!
هذا مُثيرٌ للسُخرية صحيح؟
أحيانا أتمنى لو أنني لم أولد بهذه المكانة، رُبما مجردُ شخصٍ عادي يعيشُ مع الشخصِ الذي يُحِبه بمنزِل مُستقر و حياة هنيئة..
و على ذِكرِ الشخصِ الذي أحب.
فأنا تربيتُ معها داخِل هذا القصرِ الكبير، و مشاعِري نحوها تفوق تِلك التي يُسمونها بالأخوّة..
فجاي إن هي الشخصُ الذي كان يُحرّرُني من ذلك الصندوق بالسر لأفرِد جناحاي نحو الحرية و أنا مُستمتع بالنظر لإبتسامتها التي لطالما كانت تُبهجني..
أعلمُ أن هذا لا يجوز، و أن لا أحد يعلمُ بما أشعُر بِه سواي، و لو أفصحتُ عنه يوماً سينهالُ العالمُ بأجمعِه علي لِاُصبح الآثِم الذي زرعَ بذرة داخِل قلبِه و تماسكت جذورُها بداخِله حتى أصبحا واحِداً...
هناك الكثيرُ من الزهور التي تنتظر الخروج و التفتُّح ثم تُثمر من تِلك الشجرة التي كانت مُجرد بذرة ذات يوم...
لكنها و مع الوقت، قد تفقِد ألوانها، و الزهور ستدبُل، و الثِمارُ ستجِف، و الأوراقُ قد تتساقط، فتُصبح مُجرد شجرةٍ خالية من دون حياة!
هذا ما يحدثُ بداخِلي..
«لا أستطيع!»
أجابت أون مي ناظِرة نحوي و قد بدا لي الحزن يُخيم على عينيها، لم أستطع فهم هذه الفتاة بعد، و لا دخولها لحياتي بشكلٍ مُفاجئ..
تبدو لي كشخصٍ أضافهُ كاتبٌ ما لقصّته بشكلٍ عشوائي في حين أن له دوراً كبيراً في تغيير أحداثِ القصة..
و في الواقع أنا أُشفِقُ عليها بعض الشيء، لم يسبق لي و أن حصلتُ على صديقٍ مُقرب أشارِكُه أسراري، فأنا لا أعتبِرُ جاي إن صديقة لي بل أكثر من ذلك...
لذا قررتُ إتخاد هذه الفتاة التي ظهرت فجأة لحياتي صديقة رُبما؟ أشعر و كأن بإمكاني الوثوق بها رغم ما يحصُل معها من متاعِب و مواقف تُشكِّكُني بهويّتِها الحقيقة!
«لماذا لا تستطيعين؟»
سألتُها فبدت مترددة في الرد، لديها الكثير من الأمور التي تهتم بها، و فتاة في مِثل سنها يُساعد الناس و يهتم للمُحتاجين ثم يعملُ بجد لا يستحق كل ما يحصُل معه...
«لا أستطيعُ العيش هُنا، القصرُ ليس مكاني جلالتك، و لا أريد سحبَ مشاكِلي إلى هنا و لا التورط في المزيد من المتاعِب»
لا أنكر أنها عنيدة أيضا، و لديها كِبرياء لا يعود عن كلِمتِه، لكنني لن أُجبِرها على شيء هي لا تُريده، فليس من عادتي القيام بذلك!
«حسنا، توقفي عن التفكير بما حصل الآن، أكملي عملك، و عودي لمنزلك، أنتِ لن تُضطري إلى القلق بشأنِ عودتهم مُجدداً لأنكِ ستكونين تحت حِمايتي»
•••
غادر جونغ إن ساحة التدريب تارِكاً إياها تجلس هناك، أخبرها أنه يُمكنها الذهاب للمنزل إن لم تكن تشعر أنها على ما يُرام و هذا ما فعلته.
حملت حقيبتها ثم أخدت حصانها و خرجت من القصر مشيا على الأقدام لأنها تريد التفكير أكثر بما حصل..
و مع إقترابِها للمنزل لمحت بعض الحُراس الذين يبدون كحُراس القصر مختفينَ في الأماكن المحيطة بمنزِلها.
«ما الذي تفعلونه هنا؟»
سألت أحدهم فإنحنى لها قليلا و أجاب بنبرة رسمية
«هذه أوامر جلالته، نحن سنقوم بحمايتِك و حماية منزِلك من اليوم لذا لا تهتمي لوجودنا، نحن سنحاول عدم الظهور أمامك قدر الإمكان»
حدقت به لبعض الوقت بشرود قبل أن تتجه نحو المنزل و تستقبلها يي سو بحضنٍ دافِئ...
«لماذا أنتِ هنا بوقتٍ مُبكر، هل كل شيء على ما يُرام؟»
أومأت أون مي و هي تجلس على إحدى الوسائد قائلة
«ولي العهد طلب مني المُغادرة لأنني لا أبدو بخير بسبب ما حصل»
«آوه، أحدهم بدأ يهتمُ أخيراً؟»
أجابها العجوز بينما يمسك قنينة النبيذ و يبدو ثملاً كثيرا لذا نظرت له و أخدت القنينة منه لتسأله
«أخبرني ما هو إسمك، ألا تلاحِظ أن الجميع يناديك بالعم، أو المتشرد؟ هل يروقك هذا؟»
جلست يي سو أمامهُما فأخد منها القنينة و شرب الكثير من النبيذ قبل أن يُجيب، تنهد ثم إبتسم مُشيراً إليهن
«لم يسألني أحدٌ من قبل على أي حال، حتى أنني نسيتُه!»
نظرن له في إستغراب منتظراتٍ الإفصاحَ عن إسمه الذي بدا لهن و كأنه يحاول تذكُّره بالفِعل..
«سيجونغ، أجل! إسمي هُو سيجونغ»
إبتسم بنهاية كلامه ثم وقف مُتجهاً نحو إحدى الأشجار و جلس على الأرض ليبدأ بالغِناء فحدقن به بحُزن..
هو كان يبدو حزيناً بعض الشيء مؤخراً و لم تفهم أي واحدة منهن سبب حُزنه!
في المساء، كانت تتدرب مع يي سو و تُعلمها طُرق المُبارزة في حين يعطيهما العجوز سيجونغ بعض النصائح...
فالغدُ هو يوم عطلة و لن تذهب للقصر، لذا بعد إنتهاءها من التدريب بدأت تخطط للمهامِ التي ستقوم بِها في الغد...
في حين، كانت جاي إن تتدربُ على إلقاء خِطابِها الأول على الشعبِ الصيني لأنها ستعود حتى تُحاول إتباث مكانتِها و وجودِها...
جلسَ جونغ إن يُراقِبها و على شفتيه إبتسامة هادئة في حين تُلقي عليه الخطاب و يُعطيها بعض المُلاحظات.
«أنا متوترة حقاً، لا أعلم كيف ستكون ردة فِعلهم جونغ إن»
وضعت الورقة جانباً ثم أمسكت يده حتى تضعها على قلبِها لتُكمِل
«قلبي يكادُ يتوقف، ألا تظن أن أبي تسرع لتتويجي؟ لا أريدُ أن أُصبِح الحاكمة الآن أنا لستُ مستعدة و أشعرُ بأنه سيتخلى عني بأول مُشكلة قد تحصل»
قهقهَ بخفة رافعا يده حتى يضعها على وجنتِها ثم أجاب
«إن تخلى عنكِ ستجدينني واقفاً خلفكِ حتى أمسكَ بيدَك، أنا أثِقُ أنكِ ستكونين أفضل حاكِمة و قرار الملكِ بتتويجِك يعني أنه يثقُ بأنكِ ستتحملين المسؤولية الكامِلة»
إبتسمت بتوتر و قد هزت رأسها ثم زفرت الهواء، هي عادت للتدرُّب، و هو عاد لإكمالِ دروسِه.
رغم مرورِ يومين، أون مي لم تلمح جونغ إن مُطلقاً، فهو كان مشغولاً مع جاي إن طوال الوقتِ لأنها كانت تستعِد من أجلِ أول خطوة للتتويج..
حملت حقيبتَها حتى تُغادر القصر بهدوء كما دخلته هذا الصباح ثم مرّت بجانب الساحة، الحُراس كانوا يتدربون لوحدِهم و هي وقفت قليلا تُراقِبُ تدريباتِهم بشغف...
تِلك السيوف الثقيلة التي تصتدمُ ببعضِها البعض بقوة كانت تجعلُ قلبها يقفِزُ مكانه!
تحركت حتى تذهب لكنها سمعت أحد الحُراس يناديها
«آنسة أون مي، هل تريدين الدخولَ بجولة سريعة؟»
توقفت مكانها فور سماعِها لإسمها ثم إستدارت ناظرة نحوهم فوجدتهُم توقفوا عن التدريب و يُحدقون بِها.
أشارت لنفسِها دون أن تقولَ شيئاً فهز حارِس ولي العهد الشخصي رأسه لكنها هزت رأسها نافية.
«لا شُكراً»
«فُرصة كهذه لا تُعوض، و أنتِ تُراقبين تدريباتِنا كل يومٍ تقريباً من الساحة الأخرى!»
كانت الى وشكِ الذهاب، لكن كما قال، فرصة كهذه لا تُعوض!
أزاحت حقيبتها عن كتفيها و تقدمت نحوهم فمد لها أحدهم سيفاً أحكمت قبضتها عليه جيداً ثم وقفت أمام الحارِس...
السيف كان ثقيلا بحق، لكنها سبقَ لها و جربت حمله فلن تستغرِب على أي حال.
ركضَ الحارس حتى يقوم بمُهاجمتِها رافِعاً سيفهُ نحو الأعلى لكنها تصدت له و إستدارت حتى تضربه، لكن ضرباتِها تِلك كانت ضعيفة بعض الشيء و مُتوقعة كما أنه يتصدى لأي حركة تقوم بها.
كتفيها بدآ يُؤلِمانها و ذراعيها أيضا فقررت إنهاء المُبارزة بالحركة الأخيرة رافِعة سيفَها نحو الأعلى حتى تقوم بضربِ سيفِه مُغمضة عينيها...
إرتطم سيفُها بسيفٍ آخر مُصدراً صوتاً قوياً إمتد صداه لمدة قصيرة من الزمن ففتحت عينيها و تجمدت مكانها.
إبتسم جونغ إن بجانبية ثم قام بدفعها فإرتدت للخلف، إنحنت بإحترام حتى تتعتذر منه لكنه قام بمُهاجمتِها على الفور لتحاول حماية نفسِها.
«ما الذي تفعلينه؟ سيقطعُ العدو رأسكِ إن قُمتِ بالإنحناء له!»
قهقه بخفة على تصرُّفاتِها، لكنها في الواقع لم تستوعِب ما يحصُل بعد.
لم تستوعب أن ولي العهد يقف أمامها و يُمهد لمُبارزة بالسيوف معاً!
تقدم حتى يضع يديه على كتفيها ثم أعادهُما للخلف لأنها كانت تُحني ظهرها قليلا بسبب التعب و تدريب الأحصنة طوال اليوم!
وقف خلفها ثم ضرب قدمها بقدمِه بخفة ليُردف
«وقفتُكِ يجبُ أن تكون بهذا الشكل»
إعتدلت بوقوفِها حسب ما يقولُه ثم رفعَ ذِقنها بمُقدّمة سيفِه فرفعت رأسها بسرعة خوفاً من أن تلمسها مقدمته الحادة.
ضرب معِدتها بظهرِ أصابعه بخفة فشعرت بمعدِتها تتقلص ليُردف
«قومي بشدّ معِدتِك، و ضعي كُل قوّتِك على قدميكِ حتى لا تسقُطي مُجدداً للخلف و يديك حتى تُحكمي سيفَكِ و لا ينفلِت مِنك!»
نظر لعينيها مُباشرة و قد إنعكست أشعة الشمسِ على عدستيهِ مُظهرة لونهما البُني الساحِر، في حين إنسابت خصلات شعرِه الطويلة و الحُرة على جبينه لتتحركَ مع الرياحِ الخفيفة.
«و الآن، حاولي التصدّي لضرباتي»
عاد للخلف قليلا فأعادت خصلات شعرها التي إنفكّت من ضفيرتِها خلف أذنيها..
بللت شفتيها المُنفرجة فتقدّم بخِفة و حركاتٍ ليست سريعة كونها مُبتدئة في رفعِ السيف، لكنها كانت لا تزالُ منصدمة مِما يحصُل فحُلمها تحقق اليوم!
أنزل سيفه نحو الأسفل و كأنه سيُصيبُ معِدتها لكنها أوقفته و تصدت له فأعاد رفعهُ مُحاوِلاً إصابة كتِفها لكنها أعادت رفعَ سيفِها مُوقِفة إياه...
تقدم خُطوة كبيرة نحوها مُحاوِلاً دفعها للخلف لكنها تمسكت بنفسها بقوة قدر الإمكان حتى لا تسقُط.
و هذا جعلهُما مُتقارِبينِ جداً بحيثُ سيوفهما مُتلامِسة و كِلاهُما ينظر لعينِ الآخر..
«عملٌ جيد!»
قهقه بخفة بالقُرب من وجهها ثم إبتعَد بسُرعة و قد وضعَ يدهُ على رأسها حتى يُربّتهُ و يُبتعثر شعرها!
ناداهُ أحد مُستشاريه فوضع سيفه و توجه نحوه في حين ظلّت هي واقفة بصدمة.
«هل أنتِ على ما يُرام يا آنسة؟»
أردف أحد الحراس نحوها عندما وجدها تقِفُ بشرود فرفعت نظرها نحوه قائلة
«هاه؟ أجل بخير»
مدت السيف له ثم توجهت نحو حقيبتِها و غادرت القصر على الفور!
...
وصلتْ لِلمنزِل فلمحت أحصنة والدِها عِند الباب!
إستعت عينيها بشدة فأسرعت بالدخول لتجِدَ العديد من الحقائب المُجهزة بالملابِس و هناك خدمٌ يُفرِغون المنزِل في حين يتحدثُ والدُها مع و والِدتها...
«أبي، أمي؟»
أردفت بتردد فإستدارا منتبهين لها لتركض ناحيتهُما و يحتضِناها معاً
«عزيزتي نحن إشتقنا لكِ كثيراً!»
أردفت والدتها فإبتعدت قليلا متسمكة بيديهما معاً
«ظننتُ أنني لن أراكُما مُجدداً، أين إختفيتُما فجأة و ما الذي حصَل معكُما؟»
نظرا لها بصمتٍ فحدقت بِهما مُنتظرة ما سيقولانِه لكن والِدها أجاب
«صغيرتي، إذهبي لأخدِ أغراضِكِ جميعِها، نحن سنرحلُ من هنا!»
هزت رأسها نافية بغير تصديق بينما تنظر لهما لتُجيب بتوتر
«لماذا؟ إشرحا لي ما الذي يحصل؟ هل تُخفيانِ عني شيئاً؟»
مسحَ والِدها على وجههِ بنفاذ صبر ثم أشار لزوجتِه حتى تُخبرها
«هذا المكان لم يعُد آمناً لنا أون مي، نعلمُ أنكِ تعرضتِ للهجوم و لن نبقى هُنا لمزيدٍ من الوقت!»
وقفت تُحدق بهما بإستغراب لتُقهقه بسُخرية، فقد نفذ صبرُها هذه المرة و إطفحَ الكيلُ بالفِعل!
«تعلمانِ أنني تعرضتُ للهجوم و لم تأتِيا؟ تعلمانِ أنني كُنت مُعرضة للخطر و الآن أنتُما هنا حتى نهرُب مُجدداً؟ إلى متى؟ إلى متى سأستمر في الهروب خوفاً من الموت و ما هو السر الكبير الذي تُخفيانه عني؟»
لمحت يي سو و هي تحمل الحقائب فصرخت بها مُشيرة نحوها بإصبعِها السبابة
«ضعي ما بيديكِ يي سو! نحن لن نذهبَ لأي مكان! و إن كانوا يريدون قتلي فليفعلو ذلك، أفضل أن أموتَ لمرة واحدة على أن أموت ألفَ مرة خوفاً!»
قطّب والدها حاجبيه ليُردف بإنفِعال
«ما هذا الكلام أون مي؟ نحن نبدل ما بوسعِنا لحمايتِك و أنظري لكلامِك، نحنُ سنُغادر من هنا و الآن لا أريد سماعَ أي كلمة أخرى مِنك!»
وضعت زوجته يدها على كتفيها حتى تجعله يهدأ في حين رمقتهُما أون مي بغضب، عادت للخلفِ قليلا ثم هربت خارج المنزل مُبتعدة بعد أن ركبت حِصانها.
كان والدها سيلحقُ بها لكن زوجتهُ أوقفته قائلة
«دعها، هي ستعود بعد أن تُفكّر بالأمرِ قليلا لوحدِها»
إستدارت نحو يي سو التي تحتضن حقيبتها و هي تبدو حزينة لتُردف قائلة
«و أنتِ يي سو، أكملي جمعَ أغراضِك هيا صغيرتي»
...
ركضت أون مي محاولة قدرَ الإمكان عدمَ الإستسلامِ لدموعِها، والديها الآن هنا و يبدوان مُصِرانِ على أخدها من هذا المكانِ حيث إستقر قلبُها به!
نزلت بالقرب من النهر فجلست و قد ضمت رُكبتيها لصدرِها، هي لا تُريد الذهاب، و لا الإبتعاد و لا الرحيل مُجدداً.
لا تريد تركَ المكان الذي وقعت بِه في الحُب، و المكان الذي أكملت بِه فترة مُراهقتِها و مرّت بِه بالعديد من الأمور و الذكريات التي لا تُنسى..
كيف ترحلُ و تبدأُ حياة جديدة في مكان آخر تجهلُه و لا تعلمُ كيف ستتأقلمُ بعد رحيل والديها و تركِها وحيدة مُجدداً!
«دعوني و شأني!»
رفعت رأسها فجأة فور سماعِها لذلك الصوتِ المألوف فوقفت بتردد ناظِرةً حولها
«جاي إن؟»
همست عاقدة حاجبيها و هي تسمعُ صوتَ صُراخِها القريب فأفرغت حقيبتها من علب الطعام و فتحت أحد جيوبها حيث تحتفظُ ببعض الشفراتِ الحادة!
أعادت إرتداء الحقيبة و هي تعد عدد الأسهم القليلة التي تملِكها بحيث لديها ستة أسهُم وحسب.
أسرعت بوضع الشفراتِ داخِل صدرِها حتى تُخفيها هناك فتوقفت فور سماعِها لصوت صُراخِ جاي إن مُجدداً!
رفعت شعرها نحو الأعلى ثم قامت بقطعِ أكمامِها الطويلة حتى لا تُعيقها...
ربطتَ حصانها بالقُرب من أحد الأشجار ثم لحقت بالصوتِ بهدوء إلى أن وصلت لوسطِ الغابة!
لم تُفكّر و لو لوهلة واحدة، لربما أنه مجرد فخٍ من جاي إن، ربما هذه المرة تحاول إيقاعها و قتلها بشكلٍ نهائي، و لم تفكر بالعلاقة المضطربة التي بينهُما أيضاً..
فهي ليست من النوعِ الذي قد يفقد إنسانيتهُ و روحَ المُساعدة بسبب بعض المواقِف.
تسلقت إحدى الأشجار ثم جلست على جِذعها فتوسعت عينيها بشدة واضعة يدها على شفتيها بصدمة!
جاي إن كانت مُقيدة بينما تجلس على رُكبيتها في حين يُحيط بها عددٌ كبير من الجنود الذين تبين أنهم من الصين!
لكن ما صدمها أكثر، هو تواجُد يونسان الواقِف أمامها!
«لقد وثقتُ بِك يونسان! كيف تفعلُ هذا بي؟»
صرخت جاي إن بنبرة مترجية و خصلاتُ شعِرها مبللة بالكامِل بسبب إغراقها في النهرِ من قِبلهم حتى تُخبرهم عن مكانِ الختمِ الملكي الذي يريدونه من أجلِ التحكم بِها.
بدأ يونسان بالضحكَ ثم جلس القُرفصاء أمامها ليهمِس بخفة
«تِلك الليالي الحميمة التي قضيناها معاً، كانت مُمتعة صدقّيني»
أعاد إحدى خُصلِ شعرِها للخلف بإبتسامة فبصقت بوجهه حتى تجمّد مكانه، رفع يده ثم صفعها بقوة حتى سقطت على الأرضِ لتصُرخ باكية...
«كان علي الوثوقُ بجونغ إن! أخبرني منذ البداية أنه لا يرتاح لوجودِك! اللعنة عليك»
مسح وجهه بعنفٍ ثم قام بركلِها ليردف
«جونغ إن؟ ولي العهد الواقعُ في حُبك إلى القاع! دورُه لم يحِن بعدُ عزيزتي جاي إن، آه أتسائل إن علِم بما يحصُل معكِ الآن»
أردف بنبرة هادئة ناظِراً نحو جنودِه فبدأوا بالضحكِ لتتمسكَ أون مي بقبضة سهمِها بقوة...
سحبتهُ مُشيرة نحو الشخصِ الذي يُمسك جاي إن ثم أطلقتهُ مُباشرة نحو رقبتِه فسقط ليضطربَ الباقون!
«ما الذي يحصل؟ من هناك هيا أظهِر نفسك إن كُنت رجُلا»
صرخ يونسان و هو يدور حول نفسِه فقفزت أون مي وسطَ الدائرة التي يصنعونها حول جاي إن.
«أنتِ؟»
همست جاي إن بغير تصديق ثم وقفت بصعوبة لتبتسم أون مي بوجه يونسان قائلة
«للأسفِ لستُ رجُلا، لكنني أظهرتُ نفسي لكَ حتى يخيبَ ظنُك»
إستدار ناظرا نحوها بينما يُقطب حاجبيه و قد ظهرت عليه ملامِحُ الإندهاش ليبدأ بالضحك
«وآه، أنظروا من لدينا هُنا! و الآن سأضِربُ عصفورين بحجرٍ واحِد، لطالما كُنتِ تسببين لي المرض رغم أن عدونا واحد»
سحبت سهمها مُوجهة بِه نحوه عندما بدأ بالإقتراب فرفع يديه مُتوقفاً مكانه ثم وجه جميعُ الجنود سيوفهم نحوها بسُرعة.
ألصقت أون مي ظهرها بظهرِ جاي إن فوقفتا ينظرن نحو الجنود بحذر لتهمس بخفة
«إسمعي، قد يبدو ما سأقوله مُستحيلا، لكننا يجبُ أن نبقى على قيد الحياة»
قطبت الأخرى حاجبيها عندم مدت لها بعض الشفرات الحادة من الخلف لتُجيب في تردد
«لِماذا تُساعدينني، ألستُ عدوّتك؟»
«الحاكِمة المُستقبلية مُحقة! هي عدوتك هيا إبتعدي و شاهِدي موتها أعدك أننا سنجعلُه مُمتعاً قدر الإمكان»
أردف يونسان بإبتسامة عريضة و كأنه يمنحُ فُرصة أخيرة لأون مي لكنها صرخت
«الآن!»
تفرقت جاي إن و أون مي في مُحاولة لتشتيتِ الجنود في حين بدأت جاي إن بالإنفلاتِ من ضرباتِهم القريبة محاولة أخد أحدِ السيوف و قد نجحت كِلتاهُما بذلك لتصتدم ظهورُهما مجدداً
أشار يونسان نحو جنودِه حتى يُهاجموهن فأردفت جاي إن
«حاولي البقاء بالقُرب مني قدر الإمكان، أعلمُ أنكِ لا تُجيدين القِتال»
إبتسمت الأخرى بجانبيه لتُردف و هي تصيب أحد الجنود
«تحدثي عن نفسِك! كيف جعلتيهم يُحضرونكِ إلى هنا؟»
وقفت جاي إن أمامها مُتصدية لأحد الجنود الذي كان على وشكِ الإنقضاضِ على أون مي لتُجيبها
«لقد تم تخديري»
«توقفوا!»
صرخ يونسان بنفاذ صبر ثم أخد سيفاً من أحدِ أتباعه بعدما دفعهُ أرضا ليُكمل
«ما هذه المسرحية الساخِرة، إن لم تستطيعوا قطعَ رأسها سأفعل أنا بنفسي أيها الحمقى!»
توجه نحو جاي إن و كان على وشكِ سحبِها من شعرها لكنه إبتعد بِسرعة بسبب الجُرح العميق الذي تسببت له به أون مي بأحدِ شفراتِها الحادة.
صرخ بألمٍ مُسقطا سيفه و قد بدأت الدماء تتدفق من ذِراعه فبدأت تلفُ شفرتها الحادة تلك حول أصابِعها قائلة..
«إقترب للحصول على المزيد»
تمسك بسيفِه ثم رفعهُ بقوة متوجها به نحو بطنِها لكن جاي إن دفعتها و تصدت له لتتوقف مكانها و قد إتسعت عينيها بشدة.
شهقت أون مي واضعة يدها على شفتيها في حين إبتسم الآخر و أخرج سيفهُ من بطنِها بقوة و عندما كان على وشكِ إعادة إدخاله نحو قلبِها أصابهُ سهمٌ بقلبِه فسقط كِلاهُما على الأرض.
صوت الأحصنة بدأ يقترب و ظهر حُراس الملِك للقضاء على الجنود الصينين فجلست أون مي على الأرض لتُردف
«جاي إن! أنظري إلي، هيا أنظري إلي»
وضعت يدها على الجُرح و ذراعها أسفل ظهرها حتى تجعلها تجلس في حين إمتلئت عيني الأخرى بالدموع و هي تحدق بها دون أن ترمُش
«أنا... آ-آسفة..»
أردفت بصعوبة و قد بدت و كأنها تلفِظُ أنفاسها الأخيرة فهزت الأخرى رأسها نافية في حين قد بدأت بالبُكاء
«لا! ستكونين بخير، أنتِ ستكونين بخير أعِدك بذلك، و نحن سنُصلِح سوء الفهم الذي بيننا»
«جاي إن! جاي إن لا!»
سمعت صوت جونغ إن و هو يركض بإتجاههن فنظرت له جاي إن بإبتسامة خافتة رافعة يدها نحو وجنتِه، هي كانت تُحاول التحدُث و قول شيء ما في حين ترفعُ يدها نحوه لكنها سقطت و أغمضت عينيها ليضرب وجنتيها بخفة
«جاي إن أرجوك! لا تُغمضي عينيك أرجوكِ جاي إن آه!»
قام بحملِها متجها نحو حِصانه ثم رفعها حتى يجعلها تجلِسُ بجانبه، قضى حُراسهُ على الباقين و ركبوا أحصنتهُم ثم غادروا المكان تاركين أون مي تجلس على الأرضِ و يديها ملطخة بدماء جاي إن...
نظرت ليديها اللتان ترتجِفان ثم مسحت دموعها بظهرِ يديها و قد تقوست شفتيها، وقفت بإنهاكٍ ناظرة نحو الجُثث المرمية على الأرضِ و منهم يونسان الذي مات...
جلست بالقُرب من النهر تغسل يديها و ملابسها ثم ركبت حِصانها و غادرت المكان متوجهة نحو المنزِل بعد أن حل المساء..
أدخلت حِصانها نحو الإسطبل باحثة عن العم سيجونغ لكنه لم يكن موجوداً بمكانِه لذا توجهت نحو غرفة يي سو التي أصبحت فارغة، فهي لم تتحدث إلى والدها اللذانِ يجلِسان بالحديقة رغم نداء والدتها لها و أغلقت باب الغرفة بقوة.
«أين العم سيجونغ؟»
أردفت نحو يي سو لكن الأخرى توجهت نحوها بقلق بسبب الجروح التي على وجهها
«ما الذي حدث معكِ أون مي؟»
تأوهت بخفة بسبب لمسها لإحد الجروح فجلستا على الأرض لتجيب
«حدثت أمورٌ لم أتوقعها...و لكنكِ لم تُجيبيني»
«لقد خرجَ منذ الصباح و لم يعُد إلى الآن، أخدَ ملابِسهُ و كل ما يتعلقُ به و غادر، إنتظرتُه على الغداء و لم يأتِ، أون مي أعتقد أنه رحل عنا»
أنهت كلامها بنبرة مُهتزة متمسكة بيدِ أون مي فتنهدت الأخرى بقلة حيلة قائلة بهمس
«لقد تخلى عنا إيضاً؟»
«ما الذي سنفعلهُ الآن؟ هل نذهبُ مع أبي و أمي؟»
أردفت يي سو و هي تسند على كتِف أون مي فهزت الأخرى رأسها قائلة...
يُتبع...🖤
عرعرعرعرعررعرعرعرعر👹👺
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top