Chapter •17•
•.•.•
أون مي:
قد أبدو قوية و لدي القُدرة على التحمل و إستقبال كل ما هو سيء و كل ما يجرحُ مشاعري دون إظهار تعابير تُتبثُ أنني متأثرة بما يحصل حولي..
لكنني و رغم ذلك قد أضعُف أحيانا عندما يتعلقُ الأمر بالذكريات، أو الأشخاص المُقربين لي و الذين أُحبهم بشدة!
غياب والداي المُفاجئ كان يُحيرني طوال الوقت، و رسائلهم المجهولة تِلك كانت تُرعبني على الدوام، لطالما تعرضَ منزِلنا للهجماتِ و تعرضتُ للإختطاف مرتين و كُنت على وشكِ الموتِ و أنا صغيرة و مع ذلك لازلت على قيد الحياة و تعودت على كل الأحداث التي قلّت عن الوقوع أو لنقُل توقفت عندما بلغتُ الثامنة عشر.
أكرهُ التعلق بالأشخاص كثيراً، لأنني أخشى من أفقدهم يوماً ما، فقلبي إعتاد على إختفاء والداي دون سابق إنذار و لا أنكر أنني أحيانا لا أشعر بأي شيء تجاههُما، يأتيان كالضيوف ثم يعودان للإختفاء مدة أطول...
أما يي سو فهي سندي الأول و الأخير، أشعر أنها الشخص الوحيد الذي يتفهمي و إن فقدتُها قد أفقِد الألوان التي تُبهج حياتي!
ثم يأتي بعدها العم المتشرد، لم يدُم الكثير من الوقت حتى إنضم لنا ليُشعرنا بالدفئ العائلي..
و أخيرا... جونغ إن.
الرجُل الوحيد الذي وقعتُ بحُبّه، دون أن يعلمَ بذلك، و تخيلوا معي، لم أكن أعلم أنه ولي عهد البلاد عندما رأيته للمرة الأولى، و الآن ماذا؟
أنا واقعة بالحُب أكثر، هذا مثير للسُخرية صحيح؟
لا أعلم ما قد يحصُل إن علِمَ والِداي بهذا الأمر، رُبما والدي سيشعُر بخيبة الأمل، إبنتُه القوية و الصلبة تُفكر برُجل ما؟ و من يكون؟ الملك المُستقبلي للمملكة...
ماذا عن أمي، ستُخبرني أن آمالي مُرتفعة كثيراً لكنها لن تدعمني بهذا الأمر لأنها تُجنبني من أمور العلاقات و تخافُ من أن أقعَ بالحُب و أضعُف أمام رجل ما و تتدمر مشاعري..
لكن صدّقيني أُمي، مشاعِري دُمّرت بفِعل الأحداث التي وقعت لي طوال حياتي التي عِشتها و أنها أهرُب معكما من بلدة لِأُخرى خوفاً من الموت.
لحقتُ جونغ إن و إبنة عمه بعيناي و هما يدخُلان إلى القصر حتى إختفيا عن أنظاري تماما، أنا لا أشعُر بالكُره تجاهه.
و هذا لأنني أشعر بما يشعُر بِه تجاهها، فمِثلما أنا أحبه، هو يفعل المثل نحوها، و المشاعرِ التي تنبعُ من قلبٍ واحد دون أخدِ مقابل أو إهتمام مُؤذية بحق.
هو أنه واقِعٌ بحُبها منذ طفولتِه أيضا، كما أنه يعلم أن حبه ذلك غير لائق و مُحرّم، و من الصعبِ عليه نسيان حبه كما من الصعب التخلص منه أيضاً..
أحياناً أفكر في التوقف بشكلٍ نهائي و قطع كل ما هو صلة به، لكنني أشعُر و كأنني خُلقتُ مع إسمهِ داخل قلبي، قد يكون كالمرضِ المُزمِن الذي يُرافقك طوال حياتِك..
هذا ما أشعر به!
وقفتُ حتى أعود لعملي، كان يتوجب عليّ إخراجُ ما يُقارِبُ المئة حِصان من أجلِ الإستراحة لذا بدأت بفتحِ الأبواب الواحِد تِلو الآخر ليخرجوا راكِضين.
دخل أحدهم للإسطبلِ و كان يتحدث مع المدرب الأعلى لكنني لم أنظر ناحية الباب لأنني كنت أتفقد كاحل أحد الأحصنة الذي تأذى بسبب شجار بينه و بين حصان آخر.
«أيها المُدرب، هلا ناديتَ الطبيب»
توجهت نحو المدرب فوجدت يونسان يقف هناك بينما يتحدث مع المُدرب الذي تبين أنه من أحدِ أصدقائه.
رمقني بنظرةٍ حاقدة من رأسي لقدماي و قد توقف عن الحديث لكنني أدرتُ وجهي نحو المُدرب
«سأذهبُ لمُناداتِه بنفسي»
أومأ لي بهدوء فمررتُ من جانبه و خرجت من الإسطبل، لكنني توقفتُ مكاني فور سماعي لكلامِ يونسان عني
«كيف توظفت هذه الفتاة هُنا؟»
«مهاراتُها الجيدة هي من مكنتها من أخدِ الوظيفة»
«لا أُصدق ما تقوله، أنت لا تعلمُ العداوة التي بينها و بين جاي إن؟ و الآن هي عادت للعيش بالقصر من جديد بعدما أقنعها ولي العهد و إسترجع الأراضي و السواحل التي سيطرت عليها، كِلاهُما وقّعَ مُعاهدة صُلح بتراضي الطرفين، و الآن هذه الفتاة ستُعيق حياة جاي إن التي هربت من الخطر لتجد النار أمامها!»
«يا رجُل، إن سمعتك تتحدثُ سأظن أنك تقصدُ ساحِرة شريرة أو وحشاً خطيرا، لكنها مُجرد فتاة تهتمُ لعملِها و حسب و لا نسمعُ صوتها حتى!»
بدأ المدرب بالضحك فإبتسمتُ بجانبية و ذهبتُ لإستدعاء الطبيب، فأنا سمعتُ بما فيه الكِفاية!
بعدما تركتُ الطبيب برُفقة الحصان حملتُ السوطَ ثم توجهت نحو ساحة التدريب، لقد قال ولي العهد أنه سيُغير مكان تدريبي لكنه لم يفعل هذا بعد!
في طريقي للذهاب، سمعتُ الخادمات يتحدثن عن إقامة عشاء كبير بمناسبة الصُلح الذي وقع بين حاكم الصين الذي سيحضُر لتناوله، و الملكِ، و أيضاً تفاهُمهما على ملكية الحدود.
لكنني سأعود للمنزل بعد إنتهاء فترة عملي، و ربما هذا أفضل لأنني لا أريد البقاء هنا كثيراً ما دُمت أُشكل علقة في الحلقِ على أحدِهم.
••
«أهلا بِك جاي إن، من الجيد رُؤيتك مجدداً بعد وقتٍ طويل»
أردفت الملكة و هي ترتشفُ بعض الشاي من كوبِها لتبتسم الأخرى بهدوء و تردف
«شُكراً لكِ جلالتك، من الجيد رُؤيتُكِ أيضاً»
إستدارت لتجد بونغ تشا تحدق بها و هي مختبئة خلف إحدى الخادمات فلوحت لها لتُردف
«ماذا هناك بونغ تشا؟ ألم تشتاقي إلي؟»
تمسكت الأخرى بملابس الخادمة فإستدارت الملكة ناظرة نحو إبنتها الصغيرة التي لا تتحرك من مكانِها.
«تعالي صغيرتي هيا»
أردفت الملكة بينما تمد يدها نحوها فركضت الأخرى لتجلس بحضنها و تُعانقها في حين تنظر لجاي إن بتوتر
«ماذا عني؟ أنا إشتقتُ لكِ كثيراً هيا تعالي!»
أردفت جاي إن بإبتسامة لكن الأخرى هزت رأسها نافية لتُجيب متسببة في إختفاء إبتسامتها تلك
«أنا لا أحب تواجدك معنا، عودي لمنزِلك»
نظرت الملكة لبونغ تشا بغير تصديق فهمست بالقرب من أذنها أن هذا غير لائق لكنها وقفت لتشير نحو جاي إن التي إنفرجت شفتيها بصدمة
«أنتِ كُنتِ تريدين قتل صديقتي أون مي بذلك اليوم، لقد رأيتُك و أنتِ تحملين سيفكِ و تُوجهينهُ نحوها!»
«بونغ تشا!»
صرخت الملكة بِها فهربت راكِضة بسرعة ثم لحقن بِها الخادمات حتى يحاولن الإمساك بِها.
نظرت نحو جاي إن التي كانت تحدق بالفراغ لتُردف
«تعلمين، هي لا تزالُ صغيرة»
«لا بأس...»
أجابت بإبتسامة بسيطة ثم إرتشفت من كوبِها بهدوء...
...
حملت أون مي حقيبتها مستعدة للمُغادرة ثم خرجت من الإسطبل لكنها توقفت عندما إرتمت عليها بونغ تشا مُحتضنة رُكبتيها معاً
«آوه؟ ما خطبُكِ عزيزتي بونغ بونع؟»
نزلت و قد كوّبت وجهها بإبتسامة لتُجيب الأخرى
«هل يمكنك البقاء معي قليلا؟ لا تذهبي الآن أرجوك»
...
«هيا هيا، هل كُل شيء جاهز؟»
أردفت رئيسة الخدم و هي تأمر الخادمات في الإسراع بتجهيز مائدة الطعام الطويلة التي بالحديقة، حيثُ فُرشِت الأرضُ بالسجاداتِ المُخملية و السميكة و وُضعت وسائدة من الحرير المُطرزة.
كانت الشموع المزخرفة تُحيط بالمائدة الممتدة على طولِ الحديقة، جميعُ أنواع النبيذِ و أشهى الأطباق المُعدة بعناية شديدة.
«و بعد هذا، نزلَ الفلاحُ و هو يعزفُ على الناي الخاصِ به، و بدأ بالمشي بخطواتٍ بطيئة و هُو يراقِبُ النمورَ و هي ترقصُ على ألحانِه، و عندما تأكد أنهم غطوا في نومٍ عميق، تسلل و ركبَ حِمارهُ ثم غادر»
أغلقت أون مي الكتاب الذي كانت تقرأه لبونغ تشا بينما تجلسان على الأرجوحة فنظرتا لبعضهن البعض و تبادلن الإبتسامة.
«قصة أخرى! صوتُك جميل حقاً»
أردفت و هي تضع رأسها على ذراعها و تحتضنها لكن الأخرى هزت رأسها نافية و أجابت قائلة
«لقد قرأتُ الكثير من القصص و تأخرتُ عن العودة إلى المنزِل، أنا علي الذهاب، أعِدُكِ أنني سأقرأ لكِ المزيد بالغد»
نظرت لها بونغ تشا بعبوس و هي تقفُ مكانها فوقفت الأخرى أيضا ناظرة نحو الأسفل بحيث تعقد الأميرة يديها لصدرها و تنزل رأسها للأسفل.
«آه ماذا الآن، هل سأذهبُ للمنزل و هذا الوجهُ العابس هو آخر ما رأيته؟»
هزت الأخرى كتفيها ثم نظرت لأون مي رافعة يديها نحوها كعلامة على طلبِ حملها لها، رمشت الأخرى مرتين ثم حملتها و قبلت وجنتَها اليمنى لتُردف
«هيا أين قُبلتي قبل أن أذهب؟»
نظرت لها بحزن ثم قبّلت وجنتها أيضا و إحتضنتها لتُردف
«ظننتُ أنكِ ستعيشين معنا هنا، أنا حزينة»
كانت أون مي على وشكِ التحدث لكن الخادمة جاءت فجأة و قاطعت حديثهُما قائلة
«أميرتي، الملكةُ تريدِك الآن على مائدة الطعام، هيا العائلة موجودة هناك»
قطبت الأخرى حاجبيها مُحيطة ذراعيها حول رقبة أون مي حتى تحتضنها و كأنها ترفُض الذهاب معهم
«أنا لا أريد، ألا ترينَ أنني أتحدثُ إلى صديقتي؟»
«أعتقدُ أن عليكِ الذهاب معهم، فأنتِ الأميرة و الجميعُ بإنتظار حضورِك المُهم جداً»
همست أون مي بالقرب من أذنها دون أن يسمعنها الخادمات فبدأت بونغ تشا بالضحك جاعلة منهن يستغربن من تغير ملامح وجهها من العصبية و الغضب إلى الضحك...
«لن أذهب معكُن، أون مي ستأخدني إلى هناك»
أغمضت الأخرى عينيها بنفاذ صبر و قد قضمت شفتيها لتنظر الخادمات نحوها فقالت إحداهن
«أرجوكِ يا آنسة، نحن مطالبون بأن يكون جميعُ أفراد العائلة الملكية على مائدة الطعام قبل حضورِ الملك، و لم يتبقى على تجهزه سوى القليل من الوقت!»
أومأت لهن أون مي بهدوء ثم تقدمت حتى تلحق بهن بينما تحمل بونغ تشا التي كانت تبتسم و هي مُتمسكة بها و كأنها ستهرُب بأي لحظة!
لا تنكر أنها كانت تشعُر بالتوتر، فالجميع سيكون جالساً بمكانه هناك الآن!
و هذا الأمر مُربك بالنسبة لها!
بدأت تلمح الأضواء و المائدة مع رائحة الطعام الزكية.
كان أول من رأته زوجة حاكم الصين، ثم زوجها على رأس الطاولة من جهة اليسار، و إبنته عن يمينه و جونغ إن بجانبها مع والدتِه و مكان الملك على رأسِ الطاولة من جهة اليمين، ثم يونسان و بعض المستشارين المهمين و زوجاتهم!
تبقى مقعدُ بونغ تشا و الملك، و أخت حاكم الصين...
رفع جونغ إن رأسه فلمحها تتقدم و هي تحمل بونغ تشا، قطّب حاحبيهِ ناظرا ً نحو أخته التي تبتسم و ها قد ظهر الملك فتوقفت مكانها و إنحنى الجميع له بعد وقوفِهم بأماكِنهم.
أشار لهم بالجلوس فعادوا لأماكِنهم.
إنحنت أون مي قليلا حتى تُنزل بونغ تشا و تسمح لها بالذهاب لكن الأخرى تمسكت بها أكثر محيطة قدميها حول خصرِها..
«هيا بونغ تشا إذهبي الآن»
همست أون مي و هي تُحاول إبعاد يديها بخفة في حين لم تُجيبها و هذا جعل جونغ إن و الباقين يستديرون نحوها بإستغراب.
«الجميعُ يحدق بنا، هل تريدين إيقاعي بالمشاكِل؟ سأغضبُ منك هكذا»
همست مجددا بالقرب من أذنها و هي تقف و تعود للإنحناء مُدعية أنها ستُنزلها على الأرض، لكنها تمسكت بها بشكلٍ أقوى فحاولت إبعاد قدميها بخفة مجدداً
«ما الذي تفعلينه عِندك؟»
أردف الملك فنظر جونغ إن نحو جاي إن ليجدها تُحدق بأون مي و قد تغيرت ملامح وجهها للجدية.
«أعتذر جلالتك، هيا إذهبِ لتناول العشاء»
أردفت بصوتٍ مسموع نحو بونغ تشا التي تدير ظهرها عنهم للجهة الأخرى لأنها لا تزال تحتضن أون مي...
و هي هذه المرة وُضعت بموقف محرج جداً!
نظرت لهن بتوتر بعدما عادت للوقوفِ لأن بونغ تشا أبت الإبتعاد عنها فصرخ جونغ إن في عصبية
«ما هذه التصرفات بونغ تشا هي تعالي إلى هُنا!»
رمقهُ والده بنظرة خالية من التعابير ثم أشار نحو أون مي بيدِه حتى تتقدم فنظر الباقون لبعضهم البعض
«هل ستتناول العشاء معنا أم ماذا؟»
أردفت زوجة حاكِم الصين و هي تحدق بالملكة فنظرت لها الأخرى بهدوء دون أن تقول شيئاً
«لا أظن أنه سيكون من الجيد جلوسها معنا على نفسِ الطاولة جلالتَك»
أردفت الملكة بهدوء بالقُرب من أذن الملك فتوقفوا عن الحديث فور إنحنائها لهم و بونغ تشا لا تزال مُتعلّقة بِها..
أدارت جاي إن وجهها في حِنق و قد عقدت ذِراعيها لصدرِها في حين حمحمَ والدها و إرتشف القليل من المياه.
«إجلسي أون مي»
إتسعت أعينُهم ناظرين نحو الملك الذي كان هادئ جداً، فجلست الأخرى بالجهة المُقابلة أمام جاي إن و جونغ إن، فإستدارت بونغ تشا أخيراً نحوهم و قد بدا عليها الخوف من والديها و لم تترُك أون مي أيضاً.
رفع الملك كوبَ النبيذ نحو الأعلى ثم أردف
«بما أن هذا العشاء هو إحتفال بمناسبة صُلحِنا، لنجعلها فُرصة حتى نُصلح سوء الفهم الذي بين جاي إن و أون مي، بصِحتكُم!»
لم يتفوه أي أحدٍ منهم بأي كلِمة و رفعوا كؤوسهم قليلا ليرتشفوا من النبيذ و هم يحدقون بها...
هي شعرت بعدم الراحة، فالعائلة الملكية تُحيط بها، و بونغ تشا قربت وِسادتها حتى تُلاصقها معها و تجلس بجانبها...
حتى أنها لم تتذوق من النبيذ الخاص بها رغم كلِمة الملِك!
كانت تشعر بنظراتِ جاي إن التي لا يبدو عليها و كأنها تريد إصلاح الأمور معها مُطلقاً.
أما جونغ إن، فهي لم تفهم نظراتِه تِلك مُطلقاً!
بدأ الجميعُ بتناول الطعام في صمتٍ واضح و عقلُها كان يردد أنها السبب في صمتهم، فهم كانوا يتحدثون و يبتسمون بعفوية قبل حضورِها.
و حتى الملكة لم تنظُر لها و كانت تبدو منزعجة..
سكبت بونغ تشا عصيرها على ملابِسها فإستدارت نحوها و حملت المنديل لتبدأ بمسحِ ملابسها من أجلِها كردّ فِعل غير إرادي!
إبتسمت بونغ تشا بإتساع و هي تنظر نحو أون مي التي تجفف لها ملابسها لكن الملكة أشارت نحو الخادمات حتى يأخدنها لتذهب و تُغير ملابِسها فحملاها فجأة و هذا جعلها تتمسك بملابس أون مي بقوة و هي تصرخ
«دعوني و شأني أريد البقاء مع أون مي»
أخدنها بالرغم عنها و على ما يبدو أنها لن تعود لهنا بسبب أوامر الملكة...
و ها قد ظلت وحيدة بينهُم!
«شُكراً على إقامة عشاء كهذا جلالتك، لقد مر وقتٌ طويل على إجتماعٍ كهذا»
كسرت جاي إن حاجز الصمتِ بعدما تحدتث باللغة الصينية، فإبتسم الملك و هز رأسهُ ليُردف
«كان قرار جونغ إن جيداً جداً فهذه كانت فِكرتهُ منذ البداية»
أجاب الملك باللغة الصينية أيضا فنظرت جاي إن نحو أون مي لتجدها تُحدق بصحنِها، فهي تعمدت التحدث بالصينية حتى تجعلها لا تفقهُ شيئاً و لا تفهم ما يتحدثون عنه.
في حين أون مي كانت تشعر بالتردد لمدّ يدِها نحو طبقِ الدجاج المُتبل و الذي يبدو لذيذاً جداً لكنه كان أمام جونغ إن، و آخرُ كان أمام زوجةِ أحد الوُزراء.
«جاي إن علِمت جيداً أن تركَ تِلك الأراضي لي هو أفضلٌ حلٍ دون أن نُقيم حرباً بيننا»
أجاب جونغ إن أيضاً باللغة الصينية و قد إبتسم ليُقهقه الباقون و تبتسم جاي إن لتُجيبه
«لم أكن أريدكَ أن تخسِرَ أمامي كما عهدنا في مُبارزتِنا معاً»
قطّب هو حاجببه بخفة و قد إبتسم ليُردف
«تعلمين أنني كنت أتعمدُ جعلكِ تفوزين أليس كذلك؟»
إستغلت أون مي لحظة إنشغالِهم بالتحدث و مدت عيدان طعامِها حتى تأخد بعض الدجاجِ فنظرت لها جاي إن بإبتسامة و أردفت مُكملة تحدثُها باللغة الصينية.
«أرى أنكِ صنعتِ لكِ مكاناً في القصر بسُرعة كبيرة! حتى الأميرة بونغ تشا تعلقت بكِ كثيراً!»
تجمدت الأخرى مكانها بسبب نظرِ الجميع لها و هي تحمل الدجاج بعيدان طعامِها فوضعته بصحنِها و أجابت بهدوء...
«الفضلُ يعود لولي العهد، أنا شاكِرة لمحني فُرصة كهذه»
تلاشت إبتسامة جاي إن عندما أجابتها أون مي باللغة الصينة و التي بدت و كأنها تُتقِنُها كلُغتِها الأم فإرتفعَ حاجباي الملك و أردف
«أنتِ تتحدثين الصينية بشكلٍ جيد أون مي! أينَ تعلمتِها؟»
وضعت عيدان طعامِها على الطاولة لتضع يديها على رُكبتيها و نظرت ناحية الملكِ فأجابته بإبتسامة.
«بدأتُ أخد دروسَ اللغة الصينية و أنا بعُمر السبع سنوات، عندما كُنا نمكثُ بالصين لفترة من الزمن بسبب تِجارة والدي، و إعتدتُ على الذهابِ إلى المدرسة الخاصة بالأطفال الرحالة»
هز الملك رأسهُ بإعجاب فأومأت بهدوء ليسألها مُجدداً
«و هل أتممتِ دراستكِ الأولية عندما بلغتِ السن القانوني أم بدأتِ بتدريب الخيول كمهنة لكِ؟ ما الذي تُجيدنهُ أكثر من هذا؟»
هو أكمل تحدثه باللغة الصينية لذا فعلت المثل و قد شعرت أن قلبها يدق بسرعة بسبب الأنظار الموجهة نحوها..
«في الواقع جلالتك، تعلمتُ تدريب الخيول منذ طفولتي، بالإضافة إلى تعلُّمي لفنون القِتال المُختلطة أيضاً و أخدتُ بعض الوقتِ في ذلك لأن على الشخص أن يكتسب القُدرة الكاملة، لكن والدتي كانت تُصر على أن لا أنسى أُسُسَ الآنساتِ النبيلات و ما يُجدنه، لذا كنتُ مجبرة على تعلم الخياطة و التطريزِ و الطبخِ و الرقصِ على الموسيقى التقليدية بإعتبارِهم جزء مهماً من حياتِنا، لكنني إستقررتُ على تدريب الخيول بإعتبارِها هواية و مهنة أيضاً! ولأنني زُرت الكثير من البلدان إكتشفتُ أنني إكتسبتُ الكثير من المعرفة و الثقافات»
صفقَ الملكُ بكلتي يديه بإعجاب و هو يضحكُ على كل ما قالتهُ فإبتسمت الملكة لتُردف
«أنتِ ختمتِ كل الأمورِ أون مي، لم أكن أعلم أنكِ موهوبة لهذا الحد!»
أومأت لها بإحترام فأشارت لها بتناول طعامها و أكملت
«هيا جميعاً إستمتعوا بالطعام!»
عادوا للأكل في حين تضع الخادمات لهم الطعام في صحونِهم، رفعت نظرها حتى تُلقي نظرة على جاي إن فوجدتها تبدو منزعجة جداً...
إنتقلت نظراتُها لجونغ إن فرفع نظره حتى يصنعَ معها تواصُلا بصريا و إبتسم بجانبية...
توقف الطعام بحلِقها فوضعت يدها على شفتيها لأنها بدأت بالسُعال فأسرعت الخادمة بسكبِ المياه من أجلِها.
إرتشفت الماء فشعرت بنظراتِه لذا نظرت له فأشار بعيناه أن تستدير خلفها، ضيقت عينيها تحاول فهم ما يقصِدُه فأعاد توسيع عيناه و هو يُشير لها بأن تنظُر للخلف لذا إستدارت حتى تُحدق إلى المكان الذي يُشير له..
تجمدت مكانها فور رؤيتِها لأرنبٍ بني اللون بعيدٍ قليلا عنها و هي كانت تريد الهروب بسُرعة!
قفز الأرنبُ مكانهُ مُقترباً فإنتفضت مكانها و إستدارت نحو جونغ إن لتُحدق به و تبدو و كأنها تُطالِب بالنجدة و المُساعدة.
إستدارت مُجدداً و كان الأرنب يبدو و كأنه يريد القفز على الطاولة بسبب صحنِ الخس الموضوع بجانِبها فتحركت مكانها قليلا مُبتعدة...
حمحم جونغ إن فجأة ثم أردف نحوها مُقطبا حاحبيه.
«أون مي، أريدُ التحدث معكِ بموضوع مهم هيا!»
وقف مكانه فنظر له الجميع بإستغراب ثم حدقت الملكة بالملكِ و قد قطبت حاجبيها لكنه هز كتفيه و أعاد النظر لإبنه ليُردف
«ألا ترى أننا نتناول العشاء الآن؟»
«أمرُكَ جلالتك!»
وقفت أون مي بسرعة لتنحني لهم و تُكمل
«شكراً على الطعام، و أعتذر إن تسببتُ لكم بأي إزعاج»
لم يُجِب جونغ إن والِده لكنه أشار برأسه نحو أون مي حتى تتقدم و غادر مائدة العشاء تارِكاً إياهم في حيرة من أمرِهم.
وضعت جاي إن ملعقتها على الطاولة بإنزعاج و هي لا تزالُ غير مُصدقة لما يحصل أمام عينيها!
...
إبتعدا كثيرا متوجهين نحو الجهة الثانيةةمن الحديقة فوضعت أون مي يديها على صدرِها قائلة
«شُكراً لإنقاذي جلالتك، أنا حقا ممتنة لك، لقد كنت على وشكِ الصراخ و الهرب و هذا محرج جداً!»
وقفت أمامه فهز رأسه و قد بدا و كأنه يُحاول كتم إبتسامتِه ليُجيب
«لقد كُنتِ تساعدينني سابقاً أيضاً، لذا نحنُ مُتاعدِلان الآن! لكنني حقا لا أفهمُ تصرف بونغ تشا معك؟ و ما الذي أبقاكِ هنا إلى هذا الوقتِ المُتأخـر؟»
هزت رأسها واضعة يدها على جبينها قم أردفت بقلة حيلة
«لقد أنهيتُ عملي، و كنت على وشكِ الخروج، لكن فجأة بونغ تشا أتت إليّ راكضة و هي تبدو منزعجة، و طلبت مني قراءة قصة من أجلِها لذا فعلتُ لكنها لم تكتفي و قرأتُ لها الكثير من القصص، و عندما أردتُ الذهاب تمسكت بي بقوة و رفضت تركي لذا أخدتها لمائدة العشاء، لكنها لم تكن تنوي تركي أيضاً و هذا ما حصل! لقد ظننتُ أنني سأقعُ بالمشاكِل بعد ما حدث لكن لحُسن الحظ الأمور مرت بسلام»
أنهت كلامها بإبتسامة واسعة فهز رأسهُ قائلاً
«لقد كان العشاء فُرصة لمعرِفة سرّك، و الآن علمتُ كيف تُجيدين القيام بالكثير من الأشياء، سألتُكِ بذلك اليوم لكنكِ رفضتِ الإفصاح عن إسمك حتى!»
حكت أرنبة أنفِها بتوتر لتُجيب بتردد
«لقد رفضتَ إخباري من تكون أيضاً جلالتك»
«لكنّكِ كنتِ تعرفين من أكون بالفعل»
أخفض من نبرة صوتِه قليلا و هو يعقد ذراعيه لصدرِه لتِجيب
«لقد كُنت أريد مُسايرتكَ في الحديث و حسب، أنا آسفة»
إنحنت عدة مراتٍ فأشاح بنظرِه بعيداً ثم أردف
«كنت تعلمين أنني ولي العهد و مع ذلك تحدثي بتلك الطريقة الغير مُحترمة و الرسمية، هذه ليست تصرفاتِ فتاة نبيلة مُطلقاً»
تأتأ بينما يهز رأسه بخفة فوقفت أمامه و هي تمسحُ يديها ببعضهم البعض
«أنا أعتذِر مجدداً جلالتك، أرجوكَ عاقبني إن كان هذا يُرضيك»
رغم نبرتها الرسمية عينيها كانتا مُبتسمة لأن وجهه المُنزعج بدا لها مُضحِكاً فنظر لها بينما يُوسع عيناه.
«لماذا تضحكين الآن؟ توقفي عن الضحك»
«لكنني لا أضحك»
أجابت واضعة يدها على شفتيها فشعرت بيدِه توضع خلف رقبتها بحيث أحكم قبضته على ملابِسها ليُردف
«حسناً عودي لمنزِلك الآن هيا، و أخرجي من الباب الخلفي حتى لا يسألكِ أحدهم عن ما تحدثنا بشأنِه!»
دفعها بخفة فإستدارت حتى تنحني له ثم ركضت حتى تأخد حِصانها أولاً، و بعد ذلك خرجت فلحقها بنظراتِه إلى أن أُغلق الباب.
إستدار حتى يعود لمائدة الطعام لكنه توقف مكانه عندما وجد جاي إن واقفة أمامه و هي عاقدة يديها لصدرها في حين تُحدقُ بِه.
«ما الذي أحضركِ إلى هُنا؟»
أشارت للخلف برأسها ثم أجابت
«ما الذي تحدثت به مع تلك الفتاة؟»
عقد حاجبيه ناظراً نحوها لبعض الوقت قبل أن يُجيب
«طلبتُ منها المُغادرة»
«هذا فقط؟ حديثُكما كان طويلاً بعض الشيء..»
«جاي إن ما خطبُك؟ تحدثتُ معها أم لا تِلك شؤوني الخاصة حسناً؟ أم أنكِ خائفة من فُقدانِ صديقِك»
أنهى جملته بنبرة ساخرة فزفرت الهواء لتُجيبه
«جونغ إن أنا أكرهُ تلك الفتاة، لكنني عُدت للقصر من أجلِ طلبِك، ألا ترى أنه قد حان الوقتُ حتى تطرُدها أيضاً؟»
كان يحدق ناحية الباب و فور نُطقها بذلك الكلام هو إستدار بسرعة جاعِلاً منها تجفل مكانها
«جاي إن! لا أريدُ سماعِك تقولين هذا الكلام مُجدداً، هل كلامي مفهوم؟ أنتِ لستِ والدي لتُغيري قرارتي و تتحكمي بأفعالي، مهما إحترمتُك لن أسمح بكلامِ أي شخصٍ بأن يعلو على كلِمتي!»
حدقت به و قد إمتلأت عينيها بالدموع دون أن تقول شيئاً...
أنزلت رأسها للأسفل بصمتٍ فزفر الهواء بسخطٍ و سحبها نحوه حتى يقوم بإحتضانِها فبادلتهُ الحضن أيضاً...
...
كانت أون مي في طريقِها إلى المنزل في حين تركبُ حصانها و على شفتيها إبتسامة هادئة.
«بما أنك تُرافقني إلى القصر كل يوم، ما رأيك أن تتعرف على إحداهن و تتزوجها؟ هكذا سيُصبح لدينا صغير مُشترك، لسوء الحظ حصان ولي العهد ليس أنثى و إلا كنت سأعرّفُك عليها!»
أردفت و هي تخاطِبُ حصانها بينما تظفِرُ شعره، و عندما إقتربت من المنزل سمعت صوت صُراخ يي سو فإختفت إبتسامتها لتركُض بسرعة كبيرة.
وصلت فوجدت المنزل في حالة من الفوضى!
«يي سو!»
صرخت و هي تركض نحو الداخل و الخوف يأكل قلبها، لم يكن هناك حراس و لا حتى الرجل العجوز...
فتحت الباب فإندفع نحو أحدهم مسببا في سقوطِها نحو الخلف على الأرض، جمعت التراب الذي على الأرض بقبضتها ثم رمته على عيناه اللتان تظهران و حسب فقفز ليضربها بقوة بقبضته!
ظهر ثلاثة آخرون فوقفت و هي تمسحُ طرفَ شفتِها من الدماء لتُردف
«من أنتُم؟»
لم يتحدثوا بكلمة واحدة و هجموا عليها فبدأت تُحاول عدم تلقي ضرباتِهم قدر الإمكان، رفعت قدمها حتى تدفع أحدهم بعيداً فخرجت يي سو لتسحب سهمها بقوة ثم وجهته نحو آخر فأصابت كتِفه.
كانت أون مي تُقاتل الباقين في حين يي سو تُركز على ثالِثهم حتى تُصيبه، و هذا ما فعلته أيضاً!
لكمت أون مي الشخص الذي كان يحاول ضربها بقوة فبدأو بالهروب الواحد تِلو الآخر و هم يصعدون على السطحِ حتى إختفوا عن أنظراهن.
جلست على الأرض بإنهاك فركضت يي سو نحوها حتى تقوم بإحتضانها لتردف بنبرة باكية
«لقد ظننتُ أنني سأموت، هم قاموا بتقييدي و بدأو بالبحث بأرجاء المنزل»
بدأت الأخرى تستجمع أنفاسها و قد بادلت يي سو الحضن بخوفٍ لتُجيب
«لماذا أنتِ وحيدة بالبيت؟ أين الباقون؟»
«الحراس ذهبوا من أجلِ تناول العشاء، لكنهم لم يعودوا، أما العم فقد ذهب لحضور عرضٍ سيُقام بالسوق»
وقفت أون مي و هي تمسح الدماء من على ذِقنها ثم توجهت نحو الإسطبل فلحقت بِها يي سو، فتحت الباب و أشعلت الشموع فتنفست الصعداء عندما وجدت الأحصنة مكانها..
لكنها صُعِقت فور رؤيتها للحراس و هم مرميون على الأرض!
شهقت يي سو بصدمة فركضن لتفقدهن، و لحسن الحظ هم كانوا فاقِدين للوعي و حسب!
بدأت يي سو بالبكاء في حين حدقت الأخرى بالفراغ بحقد، هي حتى لا تعلمُ من قام بمُهاجمتهم و قد يتكرر الأمر مرة أخرى!
و الآن هذا المنزِلُ لم يعُد آمنا بعد الآن.
فهم كانوا يضعون نفس الأقنعة المنحوتتة بأرانِب مشوهة، و هذا جعلها لا تنام طوال الليل من التفكير.
بعد عودة العجوز هو لام نفسه لأنه غادر و ترك يي سو وحيدة بالمنزل، لكن أون مي أخبرته أن لا ذنب له بما حصل لأنها ليست المرة الأولى التي تتعرض بها للهجوم!
...
في الصباح، نزلت من على حِصانِها فحدق بها الحارسان، ظهرت لها بعض الهالات أسفل عينيها لأنها لم تنم خوفاً من عودتِهم مجدداً.
و وجهها كان به بعض الكدمات بالقرب من شفتِها و ذِقنها و جبينها...
دخلت دون أن تُلقيَ أي إهتمام لهُما و لم تتحدث لأي شخصٍ و لم تلقي تحية الصباح للمُدربين الذين إستغربوا من وجهِها.
رافقت الأحصنة الجديدة نحو ساحة التدريب و تركتهم يركضون لتجلِس و تحدق بالفراغ في شرود.
هي تريد التعرف على الأشخاص الذين يستمرون في الهجوم عليها و تريد معرفة من يقوم بإرسالِهم و زعيمهم أيضاً.
و إن حصل و علمت من يكونون فهي لن تتردد في الذهاب لهم لمواجهتم و معرفة سبب ظهورِهم ذلك!
رغم أن تدريبات ولي العهد و الحراس كانت عالية لم يستطع صوتهم إختراق تفكيرها العميق، فهي كانت تشعُر بالغضب و لا تنكر أنها تشعر بالخوف أيضاً.
توقفت الأحصنة مكانها و هي لم تتحرك و لم تقف لتدريبهم و هذا جعل ولي العهد يُلاحِظ تصرُفها الغير إعتيادي!
إنتهى التدريبُ بالفعل فذهب الحراس من أجلِ الإستراحة و تقدم جونغ إن بينما لا يزال يحمل سيفه...
قفز من على السياج و لم تشعُر به إلا و هو يقف أمامها فوقفت مكانها و إنحنت له دون أن ترفع رأسها عن الأرض.
عقد حاحبيه ثم مد يده حتى يرفع ذِقنها لينظر لوجهها الذي كان به بعض الكدمات في حين تُقطب حاجبيها بإنزعاج و هالاتُها السوداء واضحة.
تركَ ذِقنها ثم أردف
«ما الذي حصل هذه المرة؟»
هي لم تكن تريد إخباره بالمزيد على أي حال، و ههولم يكن يبدو مستعداً للذهاب قبل معرفة ما حدث معها لذا تنهدت قائلة
«لم يحصل شيء..»
«أنا أكرهُ الكذِب!»
قاطعَ جُملتها تلك فور نُطقها بها فجلست على الكِرسي قائلة
«لقد عادوا... مُجدداً»
مرر يدهُ على وجههِ مُعيداً خصلات شعرهِ للخلف بعد أن تنهد بعُمقٍ ثم أجاب بعد أن جلس القُرفصاء أمامها
«هل لديكِ عداوة مع أحدهم؟ أو رُبما والديك لديهم أعداء ما؟ فكّري جيداً! لا يُمكن أن يهجم عليكِ أشخاص مجهولون دون سبب»
حدقت به بينما يجلس أمامها فهزت رأسها نافية
«أنا لا أعلم، لكنني لن أرتاح حتى أجدهم و أعلم ما يحصلُ حولي، لا يُمكنني البقاء بمنزلي الحالي الآن و علي الإنتقال لمكان آخر، و لا أعلم بمكان والداي حتى أُعلمهُما بذلك، هُما رحلا حتى دون أن يُفكرا أنني قد أتعرضُ للهجوم مجدداً»
غطت وجهها بكلتا يديها فنظر للضربات و الجروح الصغيرة التي على أصابِعها...
«لماذا لا تنتقلين للعيش إلى هُنا إذن؟ ستكونين أكثر أماناً»
يُتبع...🖤
👹🐔🐻🐎🗡🔥💔
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top