7 | أخجل أن أتمني شيئاً آخر.
" شكراً لك ك-.. هذا ليس طريق منزلي أبداً .. مجدداً هاري ؟ "
قهقه علي ردّة فعلها الهالعة ليرُد بنبرةٍ تلاعبت بمشاعرها " إهدأي لن أخطفكِ مثلاً "
" إلي أين ستأخذني رغماً عني تلك المرة ؟ " قلبت مُقلتيها بغضب لتنظُر له منتظرة إجابته
" أنا جائع جداً ، وأنتِ بالتأكيد جائعة لذا .. "
سُرعان ما ذهب غضبها لتحُل محلهُ إبتسامة لطيفة علي محياها بينما تقول " لا بأس بهذا النوع من الإختطاف "
" كنتُ سأكون أكثر سعادة إن قُلتِ لا بأس بكونك أنت مُختَطِفي " أعطاها إبتسامة جانبية لينظُر للطريق مجدداً وتقهقه هي ثم خيّم الصمت علي الأجواء بطريقة غريبة ، بيلا تشعر بالتعب لكثرة ما حدث اليوم فأرخت رأسها علي النافذة قليلاً ولكن مع الوقت ومع إرتطام الهواء المُحبب بوجهها جاعلاً ملامحها تَرِق شعرت بجفونها تضعف ولا يمكنها الصمود أكثر .. فأغمضت عينيها لتُريحها قليلاً .
-
نظر لها هاري حين أوقف مُحرِك السيارة فوجدها نائمة بسلامٍ وهدوءٍ وسكون ، لا شئ يُضاهي جمالها وهي نائمة وشعرها المُنسدل علي كتفيها يُزعجها من حينٍ إلي آخَر ، شَعَرَ بالبراءةِ تكسو وجهها ولم يستطع إيقاظها فهو لم يُشبِّع نظرهُ بجمالها بَعد
" إستيقظي رجاءً .. لا أحب التحديق بوجهكِ فهو يُقيدني ويجعلني لا أستطيع النظر إلي شئٍ آخَر كي لا أري بَشَاعة العالم بعد رؤية جمالكِ " تمتم وأرجع رأسهُ للوراء ليتنهد ثم نظر إليها مجدداً بقلة حيلة
" أنتِ لن تستيقظي ها ؟ " كانت نبرتهُ هادئة فإقترب منها قليلاً ليمُد أصابعه المُرتعشه لوجهها ويُبعِد خصلات شعرها المُتساقطة عليه
" هيا بيل ، أنا جائع " تذمر بينما هي بدأت تسمعُ أصوات السيارات التي تمُر بسرعة قصوي من جانبهما وسمعت صوت هاري يُناديها لعدة مرات ولكنها غير قادرة علي تحديد هل هو حلمٌ أم واقع .. فلم تستطع فتح عينيها
" بيل هل تعذبينني ؟ " قال هاري ليلمس وجنتها بيدهُ البارِدة التي جعلتها تُغالِب ضحكتها فإبتسمت بخفة مما جعلهُ يفقد عقلهُ وهو يشاهد تلك الشفتان المتوردتان تَلتَوِي في إبتسامة جميلة
أبعد يدهُ عنها ليأخذ شهيقاً ويصرُخ بجنون " إستيقظي ! "
إنتفضت هي آثر ذلك قائلة بتوبيخ " اللعنة هاري أنا مُستيقظة "
قهقه وترجل من السيارة ليفتح لها الباب كي تفعل مثلهُ ولكنها بدلاً من ذلك نظرت له طويلاً مما جعلهُ يعقد حاجبيه من تصرفاتها الغريبة مؤخراً
" ماذا ؟ "
" إعطِني يدكَ أشعُر بالدوار " أجابت مُغمضةً عينيها ليمسك بيدها سريعاً ويُساعدها علي النهوض ولكنها تنظُر للأرض وتراها تدورُ بها فقال هاري بصوتٍ ساخر " اللعنة هل نِمتِ أم ثَمِلتِ ؟ "
" وهل تسخر أيضاً ؟ أتعلم أن تلك أبشع طريقة للإستيقاظ ؟ " دفعتهُ عنها بقوة لتسيرُ وحدها وهو يلحقُ بها
" أري أنكِ تستطيعين المشي وحدكِ وبخطواتٍ مُتزنة ها ! " قال قاصداً إغاظتها لتنظر لهُ بغضب ويدخُلا المطعم سوياً صاعدين للطابق الثاني منهُ وتطاير شعر بيلا بسبب المُكيف الهوائي وبدأت تشعر بالبرد ولكن رؤية المكان بتلك الفخامة والجمال أسعدتها للغاية
مطعمٌ يتسع لمئات الزبائن ذو أرضيةٍ ذهبية لامعة وجدرانٍ كريميّة والكراسي بيضاء ومُريحة كالأرائك
سحب هاري مقعدها لتجلس وتشكره ثم جلس أمامها وقبل أن يتحدث معها لاحظ النادلة التي جائت نحوهم وبحوذتها دفترٍ وقلم قائلة " مرحباً بكما "
" مرحباً " رد الإثنان لتبتسم النادلة بهدوء مُعطيةً إياهم قائمة الطعام وترحل .. دقائق وستعود لتأخذ الطلبات حين يقرروا ما يريدون تناوله
" هل نأكل معكرونة فيتوشيني أم السوشي أم بيتزا مارجريتا أم لديكِ إقتراحٌ رابِع ؟ " قال هاري وأبعَد القائمة عنهُ ليُعطيها إياها ففتحت فمها لتُجيبهُ ولكنهُ أسكتها بقولهُ " أم دجاج بالعسل علي الطريقة الصينية ؟ "
" دجاج بالعسل ؟ اعتقد ..- "
قاطعها مُجدداً " أم معكرونة القواقع بالنقانق والكريمة مع كرات البطاطا المقلية ويُمكننا أن نُحلي بالمهلبية التُركية ؟ "
" في الحقيقة لا أظن-.. "
" أم اللازانيا بالدجاج ؟ " قاطعها مُتسائلاً لتتنهد ثم تنفجر بوجهه قائلة " هاري أنا أُحاول أن أتحدث وأُجيب علي أسئلتك ، حسناً ؟ إصمُت رجاءً يا لك من ثِرثار "
شدّ السوستة الوهمية علي فمهُ دلالةً علي أنهُ سيصمُت مما جعلها تقهقه قليلاً
" كُل ما قُلتهُ يجعلني أريد أن أتقيأ هاري .. أظن أنني أريد الدجاج المشوي " إبتسمَت بإقتناع بنهاية حديثها فتنهد لعدم إختيارها لأي شئ مما قالهُ
صاح علي النادلة لتأتي مُبتسمة وتُمسك بقلمها في إستعدادٍ تام لتكتب الطلب
" نريد الدجاج المشوي ودجاج بالعسل ومهلبية تركيّة "
أومأت النادلة لهاري بعد أن دونت كل ما قالهُ وذهبت ، لتنظر لهُ بيلا قائلة " لا أصدق كيف تريد دجاجاً بالعسل ! "
" سأترككِ تسخرين علي راحتكِ ولكن حين يصل طبقي لن أسمح لكِ بتذوقهُ أو لمسهُ حتي أفهمتِ ؟ يا صاحبة الأكل التقليديّ ! دجاج مشوي ؟ ما الجديد في الدجاج المشوي "
" أجل دجاج مشوي ، لأنني لن أُضيع وجبة العشاء في شئٍ سأتقيأ بعد أن أتناولهُ .. علي الأقل الدجاج المشوي أضمنُ طعمهُ " دافعت عن نفسها لتنتبه للموسيقي الهادئة في المكان التي جعلتها تبتسم وتنظر لهاري قائلة " بالمُناسبة هاري لوحاتك الثلاث من أروع ما رأيت في حياتي ، أنت موهوب "
" أتعلم ؟ أتمني لو كان بإمكاني أخذ اللوحة التي رسمتها لي " أردفت بيلا لتنظُر لهُ بإمتنان
" شكراً لكِ ، اتوق لرؤية لوحاتكِ أنتِ " إبتسم لها في المقابل ثم غير مجري الحديث قائلاً " أتذكرين حين ذهبنا لإحدي المنتزهات ؟ كنتِ تسألينني عن حياتي طوال الوقت والآن إنهُ دوري بما أنهُ موعدنا الثاني "
" حسناً " طبقت يديها علي الطاولة مُنتظرة سؤاله الأول
" كيف عائلتكِ موافِقين علي عملكِ بهذا المتجر ؟ "
" لأ- لأنني أُساعدهم في النقود ، حيثُ أن أبي يعملُ في مكتب لبطاقات المُعايدة ودخلهُ ليس كبيراً " إبتسمت بيلا بتوتر ليعقد هاري حاجبيه
" ظننتُ أنكِ تعملين في المتجر للتسلية أو من حُبكِ للزهور لا أكثر " قال لتبتسم
" هل يُمكنكِ أن توضحي إجابتكِ أكثر ؟ "
" أُوَضِحهَا كيف ؟ " رفعت إحدي حاجبيها ليصمُت هو فتنهدت وقررت إخبارهُ بالقصةِ كاملة
" أبي كان يعمل في شركةٍ مرموقة وكان دخلهُ جيداً ويكفينا وزيادة ، ولكنهُ أخذ الكثير من الأجازات لزيارة أخيه المريض في الريف الذي يرفُض الإنتقال إلي هُنا لأخذ علاجهُ ويُصرّ علي أخذ علاجهُ هنالك ، تم رفدُ أبي لأنه تجاوز العدد المسموح به للأجازات وها هو ذاك أصبح يعمل في مكتبٍ صغير لبطاقات المُعايدة وإقترحتُ عليهم المُساعدة ببيع الأزهار التي ازرعها في حديقة المنزل فإبتاعوا لي هذا المتجر الصغير ، ووالدتي ترسمُ لوحات في المنزل وتبيعها للمعارض "
" يا إلهي هذا صعب ! " فتح فمهُ بذهول ثم إبتسم قائلاً " أنتم عائلة مُتكاتفة "
" ولكن كيف تقبلين بوضعٍ كهذا ؟ " سألها لتتنهد قبل أن تُجيب
" وكيف لي أن أرفُض هذا الوضع ؟ وكأن رفضي لهُ سيُغيّر شيئاً ! لقد مرّ ثلاث سنوات علي هذا الوضع فإعتدتُ علي هذة الحياة ، ثم أنني لستُ مُستاءة من هذا .. أعني أنهُ ليس شيئاً يستحيل التعامُل معه ! وضعَنا أفضل من غيرِنا بكثير ، علي الأقل والداي أحياء ، نُحِب بعضنا ، علي الأقل ليسوا منشغلين في عملهم ويُعطوني الإهتمام الذي أُريد ، وعلي الأقل نملكُ منزلاً ، علي الأقل أنا أدرِس لم أترُك مدرستي بسبب الظروف ، علي الأقل صحتنا جيدة .. دائماً أنظُر للجانب المُشرِق من حياتي لأتجاهل الجانب المُظلِم منهُ وأشعُر بالرضا " إبتسمت لتنهي حديثها وهو كان مُندهش كُلياً
" أنتِ تُفاجئينني دائماً حين أتعرف علي شخصيتكِ بطريقةٍ أعمَق " قال بإعجاب بينما يلوح في عينيه بريقاً جذّاباً فإبتسمت هي بخجل ونظرت للنادل الذي توجه نحوهم ووضع لهم الطلبات
" أتعلمين يا بيلا ؟ أنا محظوظ لأنني أجلسُ مع فتاةٍ قنوعة لهذا الحد " قال هاري بينما يبتسم لها بدِفء
فتحت فمها لترُد فقاطعها قائلاً " وجودكِ معي اليوم يجعلني .. أخجل أن أتمني شيئاً آخَر "
" اوه هاري ! ليس بإستطاعتي أن أتحمل كل هذا اللُطف .. هل عادةً ما تكون بتلك اللطافة ؟ " إبتسمَت بيلا لتُحدق بمُقلتيه وتُلاحظ جمالهُما حين حدق بعينيها كذلك ، رُبما ليس أول إتصال بصريّ لهما ولكنها إكتشفَت مدي جمال فيروزيتيه تلك المرّة
" لا ليست عادتي ، أنتِ فقط تُخرجين الجانب اللطيف مني رغماً عني " رفع لها كتفيه ببساطة ليتدفق الدم في عروقها صاعداً لوجنتيها لتلتهب ، نظرت لطبقها مُتهربةً من تلك المُغازلات التي تجعلها معقودة اللسان
" أتُريدين تذوق القليل ؟ " إقترح هاري بينما يُشير لها علي طبقهُ الذي يحتوي علي الاكل الصيني
" لا ! " ردّت سريعاً لتراه يأكل ذلك الدجاج بالعسل ويتلذذ به ففكرت قليلاً ووجدت أن التجرُبه لن تضُر فهمهمت قائلة " حسناً ، ربما قطعة صغيرة "
" ولكنكِ قُلتِ أنكِ لا تريدين تذوقهُ " نظر لها بخُبث لتُدير عينيها قائلة " أنت لئيم ! "
" إنظُري خلفكِ .. أتعرفين مَن هذا ؟ " قال هاري مُحدقاً بِما خلفها لتلتفت سريعاً وتعقد حاجبيها لكثرة الناس هُنا
" هل هذه إحدي نِكاتك أم ماذا ؟ هناك الكثير من الرجال " إلتفتت لهُ ليبتسم لها ولم تفهم ما معني هذا
تجاهلت تلك الإبتسامة التي كانت غريبة مِن وجهة نظرِها لتنظُر لطبقها وتبدأ بتناول الفراخ المشوية ولكنها وجدت القليل من طبق هاري موضوعاً علي أكلها فرقّت ملامحها بينما تنظر لهُ قائلة " لئيم .. لكن لطيف "
" سأعتبرُ أنكِ قُمتِ بشُكري للتو ، علي الرُحب " قال لتُقهقه بصوتٍ مسموع ثم يُكملوا طعامهما
إنتهوا من الأكل ليترُك هاري الحساب علي الطاوِلة ويعودان للسيارة قاصِدين منزل بيلا هذه المرّة
" عليّ الإعتراف أن الدجاج بالعسل لم يكُن سيئاً " قالت بيلا بينما تُغلق باب سيارتهُ خلفها ليلتفت لها مُبتسماً
" أنا أُحِبُ تجربة الأشاء الغريبة والجديدة في القوائم دائماً ، أعني ما الفائدة في أكل ما تعرفينهُ في كل مرة؟ ألن تملِّ؟ لا أعرف لما لستِ متهورة مثلي " قهقه في النهاية ليضع يدهُ علي المقود ويدير المحرك ويبدأ في القيادة حيثُ قالت بيلا " ربما لأنني لا أُدعي هاري ستايلز "
" هاري ستايلز .. فقط ؟ " رفع لها إحدي حاجبيه لتقهقه بقوة قائلة " هاري ستايلز المثير الوسيم الفاتن "
" أحسنتِ ! "
بعد ما يُقارب الساعة ، أوصلها لمنزلها لتبتسم وتنظُر لهُ بإمتنان
" شكراً هاري علي هذا اليوم الرائع " إبتسامة خفيفة تَبِعَت كلامها
أومأ لها قائلاً " رُبما يجب علينا أن نكرر هذا ، أو أن نقضي وقتاً أكثر سوياً "
" رُبما " رفعت كتفيها مع تلك الإبتسامة الرقيقة التي تُزيّن شفتيها ، لوّح لها بلُطف ولكنها لم تكتفي بذلك فأمالت بجسدها عليه لتطبع قُبلة علي خدّهُ كما فعلت في المرة السابقة قائلة " تصبحُ علي خير "
خرجت من السيارة لتدخل منزلها تاركةً إياهُ في حالة جمودٍ تام .. وبعدها عاد لرُشده ليقود عائداً لمنزله وإبتسامةٌ تعلو وجهه
" مرحباً كايلب " صاحت بيلا فور أن دخلت المنزل ولكنها لم تجدهُ مما جعلها تتنهد لأنها لن تسهر برفقتهُ لمشاهدة الأفلام الليلة
صعدت لغرفتها ولكن صوت والدتها أوقفها " بيلا يجدُر بنا أن نتحدث "
" ليس الآن أرجوكِ ، أنا متعبة " إلتفتت بيلا بتذمُر
" الامر هام ، بدلي ملابسكِ وتعالِ سننتظركِ أنا ووالدكِ في غرفة المعيشة " كان صوتِها القَلِق كافي لجعل الرُعب يدب في قلب بيلا مما جعلها تومئ سريعاً وتبدل ملابسها وهي تُهيئ نفسها نفسياً علي سماع أي خبرٍ صادم أو مُصيبةٍ جديدة .. ولكنها ظنّت أن اليوم من أسعد أيام حياتها فقررت إبعاد الأفكار السيئة عن رأسها لتنزل لهم وتتجه لغرفة المعيشة بينما تُصلي داخلياً بألا يكون شيئاً سيئاً
" إجلسِ" أمرها والدها لتجلس دون نقاش وتستعد لِما هما علي وشك قولهُ ، فتحدثت والدتها مُربتةً علي ظهر إبنتها
" بيلا عزيزتي ، يؤسفُني أن .. بيلا .. نظُن أنهُ يجدُر بنا بيع متجر الأزهار "
-
عدد الكلمات: 1900
رأيكوا في الشابتر ؟
توقعاتكوا ؟
رأيكوا في بيلا وهاري سوا ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top