6 | مُلهِمَة.

شعروا ثلاثتهم بقلوبهم تدُقُ بعنف ، وأخذوا يبحثوا عنها في كل مكان ويسألون الجميع ولحظهم العسير كانت الاجابة ذاتها حين يسألون اي شخص 'لا لم اراها'

سمعوا صوت صُراخها وتتبعوا الصوت حتي قادهُم لخارج النادي ، وجدوها تصرُخ بينما هناك رجُلٌ يُدخلها بسيارتهُ بعُنف

" من أنت لتأخُذها ؟ " صاح أليكس علي الرجُل الذي نظر لهُ بسُخرية قائلاً " إذهب من هُنا يا صغير "

ركضت بيلا نحو مولي وإحتضنتها بقوّة قائلة بفزع " مولي ماذا حدث ؟ من هذا الرجُل ولما يأخذكِ معه ؟ "

قالت مولي بصوتها المُضطرب " أنا لا أعرفُه "
ضحك الرجُل قائلاً " يا رفاق بالتأكيد تعرفون مولي حين تثمل لا تتذكر شيئاً ، أنا عمّها وقلق عليها لذا سأوصلها للمنزل "

" كاذب " حركت مولي شفتيها بهمس لينظُر لها بعينيه الضيّقة وكأنهُ يتحداها

" كيف نتأكد من كونك عمّها بالفعل ولن تؤذيها ؟ " قالت بيلا بينما تمسحُ علي شعر مولي التي مازالت تضع رأسها علي صدر الأخري مُختبئة من هذا الشخص

" ولما أحتاجُ لإثبات هذا لشلة حمقي مازالوا في المدرسة ؟ " قال الرجُل مُستهزئاً ثم فتح باب السيارة قائلاً " هيا مولي إركبي " وسُرعان ما حركت رأسها للجنبين عدة مرات

إلتَوَت شفتيّ أليكس في إبتسامة مُستهزئة قائلاً " أبي قال لي ألا أضرِب من هو أكبر مني سناً ، وأن أُحسِن مُعامتله ، فماذا إن كان لا يستحق ذرة من الإحترام ؟ "

أكمل لوي " مهلاً أليكس ! إرحل هيا أيُها العجوز ، إحمِي عِظامَك الهشّة "

إبتسم الرجُل مُجدداً ومُجدداً ثم صاح بغضب حين نفذ صبره " إدخُلي أيتها العاهرة ! "

" ل- .. " قبل أن تتحدث مولي قاطعها لوي بلكمُه للرجُل في وجهه ليستند علي السيارة ويضع يدهُ علي وجهه بتألُم صارخاً بـ " اللعنة عليك "

نظر الجميع للوي بدهشة بما فيهم مولي حتي قال هو " ماذا ؟ اوه يا إلهي وجهه حديديّ يدي تؤلمني "

ألقي أليكس بمافتيح سيارتهُ إلي بيلا قائلاً " أوصليها للمنزل رجاءً "

عقدت بيلا حاجبيها قائلة " ولما لا تقود أنت ؟ "

" لأنني شربتُ كأسين ! " حرك كتفيه ببساطة وتركها ليدخُل فتذمرت ونظرت لمولي التي تُغلق جفنيها وتستسلم للنُعاس وتُرخّي جسدها مما جعل بيلا تشعُر وكأنها ستقع بسبب ثُقل مولي

لوي أخبرها أنهُ سيعود للمنزل وسيأخذ سيارة أجرة ، حتي أصبحت تقفُ وحدها في الشارع تُحاول أن تُفيق تلك الشقراء وتلعن الصبيّان تحت أنفاسها لأنهم لا يتحملوا المسؤلية أبداً

فتحت سيارة أليكس لتُلقي بجسد مولي في المقعد الخلفيّ وتُغلق الباب وقبل أن تركب هي لمحت شخصٍ تعرفهُ يصفُ سيارته أمام النادي

ما إن ترجل وعرفت أنهُ هاري ! إبتسمت بخفة لتُغلق الباب بعد أن كانت علي وشك الدخول ، سُرعان ما تقدم هاري نحوها ليقف قِبالتها حين لاحظها

" مرحباً بيلا ! " قال مُبتسماً لتبتسم هي الأخري مُحدقةً بوجهه ثم قالت " آسفة هاري لا وقت لقول مرحباً ، عليّ توصيلُ تلك الجُثة لمنزلها والعودة إلي هُنا لأُسلِم المفاتيح لِصاحِب السيارة ثم أستقلُ سيارة أجرة كي أعود للمنزل وعليّ فعل كل هذا قبل أن يتأخر الوقت .. علي أي حال مرحباً ، أو وداعاً ! "

قهقه هاري ثم أمسك بمعصمها لتلتفت لهُ بدهشة حيثُ قال " وماذا إن عرضتُ عليكِ توصيلةً مجانية ؟ "

" أعني أنا وسيارتي تحت أمرُكِ يا أميرة ، هيا إحضري تلك الفتاة وإتبعيني " قال وذهب لسيارتهُ وسُرعان ما عادت بيلا لرُشدها وحاولت أن تحمِل مولي لخارج سيارة أليكس ونجحت بصعوبة

أدخلتها في سيارة هاري في المقعد الخلفيّ ونامت مولي فور أن دخلت ، تنامُ بأي مكان وفي أي وقت.. لا تكترث

" سأعود حالاً " قالت بيلا لهاري ثم ركضت للداخل وأخذت تبحثُ عن أليكس حتي وجدتهُ يرقُص مع إحدي الفتيات وذهبت نحوه لتعطيه المفاتيح ولكنهُ سحبها معهُ ليُراقص بيلا والفتاة الآخري معاً وعلي ما يبدو هو قد ثمِل هو الآخر..

" تباً " همست بيلا لنفسها ثم إبتسمت قائلة " أليكس تفضل مفاتيحك ! "

" لورا أُعرفكِ علي بيلا - "

" أليكس لقد وضعتُ مفاتيحك في جيب بنطالك ، ولا تقود ! دع أي شخصٍ من أصدقائك يقلك للمنزل " قاطعتهُ لتبتعد عنهُ وتخرج عائدةً لهاري

ركبت في المقعد المُجاور لهُ وإنطلق هاري بسُرعة مما جعلها تفزعُ قائلة " هاري ، لِما العجلة ؟ "

" ستعرفين .. " قال وتنهدت بيلا لتُلقي نظرة علي مولي بالخلف وتقُل بنفاذ صبر " مولي أين منزلكِ ؟ "

بعد محاولاتٍ عديدة لجعلها تتذكر.. اخبرتهم وأخيراً بعنوانِ منزلها وتوقف هاري أمامهُ لتترجل بيلا ويُساعدان مولي علي المشي

قرعا الجرس ولم يفتح أحدهم الباب رغم أن المنزل مُنيراً ، بعد دقائق تذكرت مولي أن المفتاح بحوذتها وأن والديها ليسوا بالداخل

إطمأنوا عليها ثم ركبوا السيارة مجدداً لتبتسم بيلا قائلة " شكراً علي مساعدتك لي ! "

" لا شُكر علي واجب ! " أخبرها بإبتسامةٍ مُماثلة وإنطلق

" أردتُ إخباركِ شيئاً " قال مُحاولاً جذب إنتباهها فإلتفتت لهُ وأومأت بالموافقة

" كما تعرفين أن أرسمُ كثيراً ، ولديّ معرضي الخاص وقد رُشِحَت العديد من لوحاتي في مسابقة عالمية والحفلة الليلة والإعلان عن النتائج سيكون في نهاية الحفل لذا .. " إسترق النظر إليها بينما يقود ليقُل " أنتِ قادمة معي لتُشجعينني ، صحيح ؟ "

" يا الهي هاري ! سيكون هذا رائعاً ، ولكن عليّ العودة للمنزل الآن كي لا يقلقوا والداي بشأني ! "

" مهلاً .. هل قُمتِ برفض دعوتي للتو ؟ " نظر إليها رافعاً حاجبيه لتنفي برأسها سريعاً " لا ! أنا أتمني أن أكون معك في الحفل ولكن مولي أصابتني بالصداع وكما أخبرتك سابقاً يجب أن أعود للمنزل قبل أن يتأخر الوقت ، آسفة هاري ! "

" إعتبري نفسكِ لازلتِ بحفلة مولي تِلك ، والديكِ لن يلاحظوا " ردّ مُثبتاً عينيه علي الطريق

" مَن الذين لن يلاحظوا ؟ هاري نحن عائلة صغيرة جداً .. حين غيرتُ طِلاء أظافري لاحظوا ذلك " قهقهت بيلا لينظُر هاري إلي أظافرها كردّة فعل عفوية وقال " أظافركِ جميلة "

" شكراً هاري ولكن تلك المُجاملة لن تُغير شيئاً .. لن أذهب " قهقهت بخفة لتُحيط صدرها بيديها وتسمعهُ يتمتم بـ " حسناً كما تشائين "

إنعطف هاري يساراً لتتوقف بيلا عن الضحك وتتحدثُ بتوتر ناظرةً لهُ " ه- هذا ليس طريق المنزل .. وليس طريق حفلة مولي ! "

" ومن قال أننا ذاهبين لمنزلكِ ؟ أنتِ ستأتين معي للحفلة " قال بحسم دون أن ينظر لها لتبتلع ما بحلقها

" لماذا تُريد أن تصطحبني معك ، هاري ؟ "

" لأنني أُريد أن أصطحبُكِ معي ! " قال ثم صمتوا لكثيرٍ من الوقت ، ثم أوقف هاري المُحرِك لينظُر إليها مُتفحصاً جسدها بتمعُن من الأسفل صعوداً حتي نظر بعينيها قائلاً " يا إلهي ملابسكِ مثالية ! واثقٌ من أنكِ ستقضين وقتاً رائعاً اليوم "

نظرت لهُ وتنهدَت ليقُل " هيا ترجلي ! هل ستبقين هنا تتأففين طوال الوقت ؟ "

ترجلت هي كما فعل ثم ذهبوا سوياً للداخل ، حيثُ الأضواء الكثيرة والبالونات ذات ألألوان المُتعددة والنظام الرائع ، تفحصَت المكان بعينيها لتبتسم بهدوء آثر ذلك المنظر الرائع وشعرت بأنها لن تندم علي مجيئها مع هاري

" سأُعرفكِ علي أصدقائي " همس هاري في أذنها لتومئ سريعاً ويتوجهان نحو شابيّن

" هذا نايل ، المُصوّر المشهور " قال هاري مُشيراً نحو الفتي الأشقر الذي يتميّز بقسامت وجه لطيفة وعينان زرقاوتين فاتنتين وجسدٍ ممشوق ، إبتسمت بيلا وصافحت يد نايل الممدودة قائلة " تشرفتُ بك "

" لا داعِ للرسميات آنسة .. ؟ " قال نايل ليُزيل الحواجز بينهما ولكنهُ توقف رافعاً إحدي حاجبيه بإستفهام

" بيلا " أكملت هي لتتوسع إبتسامتهُ ويومئ

ثُم يُكمل هاري " وهذا هو ليام ، يعملُ صحفيّاً " مُشيراً علي فتي أطول من نايل بقليل ذو جسدٍ رشيق وإبتسامة جذّابة وعينين بُندقيتين تنطِقُ باللُطف

صافحها ليام ثم قال " لا تُصدقيه أنا لستُ صحفياً ، هو فقط يُحب المزاح " ثم رمق هاري بنظرةٍ غاضبة وعاد ليبتسم لبيلا

" إذاً هل أنتما مُشتركَين في المسابقة مثل هاري ؟ " تسائلت بيلا في محاولة منها لتخلق حديثاً بينهم

" لا ، نحن نأتي لنراهُ يخسر في كل مرة " قال ليام ضاحكاً ليُشاركه نايل بينما هاري تنهد قائلاً " سأفوز بمركز تلك المرة وسأريكما أيُها الفاشِلَين " 

" هل يمكنني رؤية اللوحات التي شاركت بها ؟ " قالت بيلا بفضول ناظرةً لهاري الذي أومأ لها في الحال وذهب معها ليُريها لوحاتهُ تاركاً نايل وليام يُكملان ثرثرتهما حول العمل

توجها نحو إحدي الحوائط التي تكسوها اللوحات المُختلفة لجميع المُشتركين ، وكان هناك لافتة بيضاء بعنوان 'هاري إدوارد ستايلز'
إبتسمت بيلا لتلك اللافته حين تأكدت ان تلك اللوحات جميعها تخصُ هاري ثم رفعت عينيها لتري اللوحات وبقي فمها مفتوحاً بينما تتمعنُ بتفاصيلهم

واحدةٍ منهم كانت عبارةً عن بُحيرة صغيرة وهناك الكثير من الأطفال يقفون أمامها وينظرون لإنعكاسهم عليها فيجدون إنعاكسهم بشكل مُسنّين ، ألوانها مُلهِمة ومرسومة بإحترافية كبيرة ، نظرت لهاري بعدم تصديق ثم نظرت للوحات مجدداً ، كانت الثانية عبارةً عن إمرأة تجلس أمام المِرآة مُتزيّنة وهناك رجلٌ يُلبِسها عُقداً متوهج والمِرآة تنقسمُ إلي نصفين إحداهما به نصف وجه المرأة وهي سعيدة والرجل يُلبسها العقد والنصف الآخر وهي تبكي ويسيلُ كُحل عينيها بينما يلُف إحدي الحبال علي رقبتها ، لفتت إنتباهها تلك اللوحة مما جعلها تحدق بها كثيراً ليتحدث هاري مُقاطعاً لهذا الصمت

" إنها تُعبِر عن- "

" تُعبِر عن كونهُ مصدر سعادتها ومصدر وجعها في الوقت ذاته ، بأنها تُحبه رغم ألمها منه ، بأنهُ يؤذيها بقدرما يُفرِحها ، بأنها تتحملهُ كثيراً وتُعاني بصمت " قاطعتهُ بيلا بشرودٍ تام في تلك اللوحة لينظُر لها بدهشة عارمة إحتلّت وجهه قائلاً " بالضبط ! "

" هاري ، أنت رائع بحق ، لا يمكنني وصف إبداعك بالكلمات " إلتفتت لهُ بيلا مُبتسمة لتشعُر بسعادتهُ وهو يبتسم بخفة مُحدقاً بتفاصيل وجهها

" وماذا عن هذه ؟ " تسائل وأشار لها علي لوحتهُ الثالثة لتلتفت إليها

اللوحة أذهَبَت عقلها ، حيثُ أنها عُبارةً عن عينين زرقاوتين لإمرأة وتلك العينين مُحاطَين بالأزهار الزرقاء المُماثلة للون عينيها ، ورودٌ  تشبه لون الأملّ ، لون السماء الصافيّة

" هاري- " تحدثت بيلا مُحدقةً باللوحة ليقترب منها هامساً في أذنيها ليُقشعر بدنها " أجل ، إنها أنتِ ! يجب أن تعرفي أن عينيكِ مُلهِمَه "

إبتسمت بخجل لتلتفت لهُ وتتحدث بعد القليل من الصمت " هذا يُفَسِر لي سبب تحديقُك بعيناي طويلاً كل يومٍ تأتي فيه إلي المتجر "

إبتسم هاري ليلعق شفتيه وينظُر للأرض اللامعة أسفلهُ ثم يحشُر يديه في جيوبهُ .. مما جعلها تقهقه علي خجلهُ اللطيف

رفع عينيه إليها قائلاً " أولاً لم أكن أُحدق بعينيكِ بهدف حِفظ تفاصيلها لأرسُمها ، بل حفظتُ شكلها منذ أول مرة ، أنا أحدق بهما لأنهما فائقتان الجمال ليس إلّا ، وثانياً أنا لا أُحدِق بعينيكِ مُطولاً! لأنني إن فعَلت.. سأغرقُ في هذا المُحيط بداخلهما " هي مَن خَجَلَت تلك المرة لتُخفي هذا بإبتسامة خفيفة وتقُل " تباً هاري ، هذا لطيف .. لطيف للغاية "

" أعلمُ أنني لطيف جداً " قال مُمرراً أصابعهُ في شعره لتقُل بيلا " لا تتفاخر هكذا .. لقد كنتُ أتحدث عن إنتقائك للكلمات كم هي لطيفة ! ولست أنت "

إختفت إبتسامتهُ وسُرعان ما ضيّق عينيه قائلاً " أجل ، أنا أيضاً قُلت أن عيناكِ فائقتان الجمال ولستِ أنتِ "

رفعت لهُ إحدي حاجبيها لتُكتف يديها ويتنهد بخفة قائلاً " حسناً أعترف بأنكِ جميلة "

" اوه ، شكراً لك " قالت بينما تعبثُ بشعرها المُنسدل ولا تنظُر إلي هاري مما جعلهُ يتأفف قائلاً " هيا ألن تعترفي أنتِ أيضاً بِكَوني لطيف ؟ "

نظرت لهُ بطرف عينيها لتذهب في قسم تسجيل الأصوات وتُصوّت للوحات الثلاثة خاصة هاري ، ثم جلست معهُ علي إحدي المقاعد حتي أعلنوا إنتهاء التصويت ليتوجه كلاً من هاري وبيلا وليام ونايل إلي المقاعد المتواجدة أمام المسرح التي تُشبه بمقاعد السينيما ، جلسوا عليها كما فعل جميع من هُم بالمكان ، ثم بدأوا يُنادون أسامي المُشتركين تاركين لهم الفرصة لشرح لوحاتِهِم بشكلٍ مُبَسَط ثم صعدت إمرأة ترتدي فستاناً أحمَر يتماشَي مع لون الستائر لدي المسرح وألوان البالونات .. أمسكت بظرفٍ أمامها به أسامي الفائزين بالترتيب

نظرَت بيلا إلي هاري ووجدتهُ يتعرق ويزفُر الهواء بقوّة لعدة مرات لتقُل " لِما كل هذا القلق ؟ لوحاتك رائعه لا أظن أن لديكِ مُنافِس علي المركز الأول "

نظر لها ليقُل " أنا خائف ، تلك اللوحات تعني لي الكثير أخشي ألا أفوز بأيٍ منهم "

" حسناً لا يجب أن تتوتر هكذا ، إن كنت من الفائزين كيف ستصعد علي المسرح بتوتُرك الزائد هذا وكيف ستشكُر المُصوتين لك والذين أحبوا لوحاتك ؟ لا تنسي أن كل ما يحدُث هنا يُسجَّل وينتشر علي وسائل الإعلام فـ علي حسب علمي إنها حفلة ضخمة ومسابقة عالمية "

" ماذا أفعل إذاً ؟ " نظر لها بإرتباك لتبتسم بدفء قائلة " ما الذي تفعلهُ كي تُقلل من توتُرَك ؟ "

" أُمسِك بيد أحدهم وأضغط عليها بقوّة " أجاب ببساطة لتتسع عينيها ثم تنهدت لتُعطيه يدها ونظر إليها بتفاجؤ

أمسك بها ولم يسعهُ الضغط عليها بل رفعها لمستوي شفتيه ليُقبلها بنعومة وترتعش بيلا جرّاء ملمس شفتيه لبشرتها

" أنت كاذب ، لم تضغط علي يدي ، أنت لست متوتراً وتوترني وحسب " قالت لتسحب يدها منهُ بعدها بعنف

" اللعنة ! كيف لي أن أضغط علي يديكِ ؟ ألا تشعرين بقدرِ نعومتها ؟ أخشي أن أُمسِكها بطريقة خاطئة فتذوب " قال بتعجُب وها قد إختفي توتره ولكنهُ عاد مجدداً حين سمع المرأة تنطِقُ بإسم الفائز بالمركز الأول

" نُقدِم لكم الفائز بالمركز الأول وهو .. هاري إدوارد ستايلز بِـ لوحَة الألم في الحُب "

" أرأيت ؟ " صاحت بيلا بينما تقفزُ من مقعدها وتُصفِق لهاري الذي إبتسم لها إبتسامة عريضة كادت تلمسُ أذنيه ، ونهض ليصعد علي المسرح بخطواتٍ مُتسارِعة ويُصافح تلك المرأة ثم تبتعد هي عن المنصه ومُكبر الصوت لتترك لهُ الفرصة ليُلقي كلمة للجميع

" شكراً لكم جميعاً ! شكراً لكل فردٍ منكم علي هذا الدعم الرائع ، أشعُر بأن لساني معقود - " قال هاري بحماس ثم إبتسم بخفة ليردف " أنا مُمتن لكم ، لقد شاركتُ بتلك المُسابقة لأربعة مرات ، وفي كل مرة لم أحصل علي إحدي المراكز ، وهذه المرة الرابِعة لأشترك بها وها أنا .. حاصلٌ علي المركز الأول !  لن أنكر فشلي الذريع في الثلاث سنوات الماضيه من المسابقة ولكن الفشل هو الفرصة التي تُتيح لك البِدء من جديد بذكاءٍ أكبر ، والنجاح الحقيقي هو أن تنتقل من فشلٍ إلي فشل دون أن تخسر حماسك ، محاولتك للصعود بنفسك أعظم بكثير من إنتظارك لأحدهم أن يرفعك ، وشكراً للمرة الثانية " أنهي حديثهُ مُبتسماً بفخر ليُصافح المُشرف علي المسابقة ويأخذ منهُ جائزتهُ وظرفٍ ما ثم يعود ليجلس بجانب بيلا بينما الجميع يُصفق بحرارة خصيصاً ليام ونايل وبيلا

أعلنوا عن الفائز بالمركز الثاني ثم الثالث ثم جاء دور الإعلان عن الفائز بالمركز الرابع

" هاري إدوارد ستايلز مُجدداً بِـ لوحة وردةٌ تبيعُ الورود "

وضعَت بيلا يدها علي فمها بصدمة ولا تعلم هل هي مصدومة لأن هاري قد حاز بمركزين وجائزتين في نفس المسابقة أم أنها مصدومة بسبب إسم لوحتهُ التي كانت لعينيها!

وفاز هاري بالمركز الخامس مجدداً باللوحة الثالثة والأخيرة والتي هي للأطفال الصغيرة الذين ينظرون للمستقبل ، كان سعيد للغاية ليس لأنهُ فاز فقط بل لأنهُ إنتظر هذا طويلاً وعَمَل بِجِدٍ علي تلك اللوحات الثلاث وفازوا جميعهم !

خرج الرفاق من الحفل ليستنشقوا الهواء النقي الذي تتميز به فلوريدا .. تلك المدينة التي لا تنام مهما تأخر الوقت ولا تهدأ أبداً

" يا إلهي هاري لقد فُزت " صاحت بيلا لتقفز عليه وتعانقه بقوة ثم أدركت الامر لتبتعد قائلة بحرج " آ- آسفة ، لقد كانت ر- ردة فعل عفوية "

إستعاد هاري رُشده سريعاً ليجيبها " لا ، لا بأس لا تعتذري "

" كانت فكرة ذكية منك بأن تشارك بثلاث لوحات ، لن أقُل أنك رائع وأشياء من هذا القبيل بل حالفك الحظ فقط تلك المرة ، مباركٌ لك علي أي حال " قال نايل مُمازحاً ثم أخذ صديقهُ في عناقٍ شبابيّ دام لثوانٍ حتي إبتعد هاري قائلاً " كفي نايل أعلم أنك تحقد عليّ بشدة ، لأنك لا تستطيع رسم شمس حتي ولكن لا بأس جميع الناجحون لديهم حاقدون "

" مُضحِك جداً هاري ، ثم أنك أيضاً لا تستطيع الإمساك بالكاميرا حتي ، دعنا لا نتدخل في عمل بعضنا البعض "

" أجل لأن لديّ هاتفي ! تلك الكاميرا من قديم العصور ، نحنُ في القرن الواحد وعشرون يجب أن تنضم إلينا نايل " قال هاري بسُخرية ليُقلب نايل عينيه بتملُل

" هذا فن عزيزي " قال نايل ليُقاطعهم ليام قائلاً " أنتما الإثنان هل إنتهيتم ؟ "

" لا " ردّ الإثنين في آنٍ واحد لتضحك بيلا ويُشاركوها بينما ليام تنهد بينما يُخبرهم " حسناً أنا أشعر بالصداع ، سأقابلكم غداً في المقهي المُعتاد ، وعملٌ رائع هاري أنا فخورٌ بك ! أصبح الأحمق المُجعد رمزاً للإبداع الآن " ووخز كتف هاري بمزاح ليعانقه أيضاً ثم يذهب

" أجل أنا أيضاً سأذهب ، وداعاً أيها الفنان " قال نايل ثم إسترق النظر لبيلا وثبت نظره بعدها علي هاري وكأنهُ يخبره -نحتاج لأن نتحدث في الأمر

أومأ هاري ثم ذهب نايل لتحمحم بيلا قائلة " أظن .. أنهُ يجب عليّ الذهاب ! "

" أيُعقل هذا ؟ ألن تحتفلي بي ؟ " غمز لها لتتنهد قائلة " أود ذلك ولكن يمكننا الإحتفال غداً أليس كذلك ؟ "

" أجل أنتِ مُحقة " إستسلم هاري سريعاً لترفع إحدي حاجبيها بشكٍ ثم ركبت سيارتهُ وركب هو أيضاً ليبدأ بالقيادة

" لم تُخبرينني .. ما أخبار بحثُكِ حول الثورة الروسيّة ؟ " قال هاري بينما ينظر إلي الطريق ووضعت بيلا يدها علي النافذة لتُسنِد رأسها عليها وتقُل بملل " أجل لقد حصلتُ علي درجاتٍ مُرتفعة و ... " صمتت لتعقد حاجبيها ناظرةً لهاري ثم صاحت " ك- كيف عرفت أنا..  إلهي ، هل أنت من أرسلهُ لي ؟ "

أومأ برأسهُ وقهقه لتقهقه الاخري بعدم تصديق قائلة " حقاً هاري ؟ لكن كيف عرفت إسمي الثُلاثي وكيف كتبت هذا البحث هل فعلت هذا لأجلي وحسب ؟ "

" إسمكِ الثلاثي مكتوبٌ علي لافتة المتجر لا تتحامقي بيلا " قال هاري ثم إسترق النظر إليها ليُقهقه علي إندهاشها وأردف " لم أكتبهُ في وقتها .. لقد كان بحثي حين كنتُ في الثانوية وإحتفظتُ به .. هؤلاء الأغبياء لا يُغيروا مواضيع الأبحاث أبداً "

" شكراً لك ك-.. هذا ليس طريق منزلي أبداً .. مجدداً هاري ؟ "

-

حسيت الشابتر هيبقا رخم لو كملت اليوم كله وكتبت الأحداث اللي حصلت لهاري وبيلا بعد الحفلة وهيبقا طويل جداً سو هخليهم للشابتر اللي جاي كفايه كده للشابتر ده .. أني وايز متوقعين إيه ؟

عدد الكلمات: 3000

رأيكوا في الشابتر ؟

رأيكوا في تصرفات هاري ؟

رأيكوا في اللوحات ؟ حاولت ادور علي صور تعبّر عن اللي انا كتبته بس ملقتش كان ممكن تساعدكوا في التخيُل شوية، أتمني أكون وصفتها بطريقة سهلة

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top