29 | حفلُ التخرُّج.

هالو، شغّلوا الفيديو يلا عشان تدخلوا في أجواء الحفلة❤ ولو خلص شغلوه تاني عشان الشابتر طويل..

-

رَنَّ المُنبِّه أعلي المَكتَب ، والمُنبِّه الإلكترونيّ في هاتِف بيلا ، كما رَنَّ المُنبِّه في هاتف هاري في اللحظةِ ذاتها، مِمّا جعل بيلا تصحو هالِعة وهاري علي يسارها غارِقٌ في نَومِه لا يُبالي ..

نظرت لَهُ في تعجُّبٍ مِن نَومِه الهادئ الساكِن ، وكأنَّ العصافير تُحلِّقُ حولهُ وَتُغرّد بِرِقّة ، فنهضت لِتُغلِق المنبّهات ثُم تنظُر في الساعة لتجدها الخامسة صباحاً ، تأفأفت وكانت علي وشك العَودة للإستلقاء علي فراشها .. فتذكّرت معاد طائرة هاري ! وحفل تخرُّجها ! صرخت بحماسٍ ليتقلّب هاري علي السرير بإنزعاج .. فتهكَّمَت واضِعةً يديها علي خصرِها " أحقاً أزعجك صياحي ؟ "

إقتربت مِنهُ وجلست بجوارِه ، دفنت أصابعها بين خُصَيلاتِ شَعرِه البُندُقيّة ، لتهمس " عزيزي ، إستيقظ ! "

تعالي صوتها مُكرِّرَة جُملتها ، فَـ رَفَع هاري رأسَه لينظُر إليها بعينيه الناعِستين مُترجّياً " إمهليني دقيقَتَين .. "

قهقهت لتردف " فرضاً بأنني أمهلتُك بعض الوَقت ، هل طائرتُك ستفعل ؟ " أومأ لها حيثُ دفن رأسه في الوسادة وعقلهُ مُغيّب لا يشغله سوي العَودة للإسترخاء

" كما تُريد هاري ، لن أُيقِظُك " رفعَت كتفيها لِتَهِم بالرحيل من الغرفة .. وما كادت تفعل حتي إنزعج ورفع جسده عن مستوي السرير ليُتمتم " لقد إستيقظت يا بيلا ! " ثُم جَذَبَتهُ الوِسادة للوراء مجدداً ليُتمتِم بكسل " تباً لا أستطيع فِعل هذا ! "

أدارت بيلا عينيها قبل أن تَجُر قدميها نحوهُ حاسِمة قرارها ، وأخذت بيده لِتشُدَّهُ بِكُل قوّتها .. ثُم أدركت بأنه يقاومها ولم يتزحزح من مكانِه ، ملأها الغضب ، وقبل أن تُفلِت يَدهُ وَجدتهُ يَقبِض علي خاصتها بقوّة .. عقدت حاجبيها بتعجُّب قبل أن يُفاجِئها بسحبه لها لتنضم إليه علي السرير

" إترُكينني أنامُ في هدوء أيتُها المُشاغِبة ! " 

قهقه علي ملامحها التي لازالت تَحمِلُ آثار الصدمة .. وضَرَبَتهُ علي كتفِه وهي تقول بنبرةٍ تحذيرِيّة " إبتعد عني هاري كَفاكَ مضيعةً للوقت ! "

" قُبلة صباحيّة رومانسيّة رجاءً ؟ " ترجّاها مُتلاعباً بعواطفها .. فضيّقت عينيها بتشوُّش.

" لِما لا ؟ " أومأت ببساطة لتقترِب منهُ وتراه يبتسِم ، فطبعت قُبلة سريعة علي خده لتبتعد عنه مُسرِعة وتركُض خارج الغُرفة بينما تسمعهُ يصيح " لِمعلوماتِك ، سأحصُل عليها لا محالة ! "

-

" هل أنتِ بخير ؟ "

" أجل " أومأت بيلا مُطمئِنةً هاري الذي أمسك بيدها ليُكمِلا سيرَهُما في الشارِع الذي يكاد يكون خاوياً

" إذاً لما ترتجفين ؟ " سألها بإهتمام ليتوقّف أمامها .. إبتسمت بحنوٍّ قائلة بينما ترفعُ كتفيها بإستهزاء " لنُتابِع هاز ، ستفوتك الطائرة .. "

" ليست أهم منكِ ! " لمس فكّها ليرفع وجهها إليه وتتلاقا عيناهُما .. سُرعان ما إقترب لوي من كلاهما ليُربِّت علي كتف هاري ويدفعه ليعود للسير " لقد أخبَرَتك أنها بخير أيُها الرومانسي ! "

قهقهوا جميعاً جاعِلين لهذا الشارِع حياة ، حيثُ أن لوي يسيرُ بجوار هاري الذي علي جانبه الآخر تسيرُ بيلا مُتشبِّثةً بيدِه ، وبقيّة الرفاق بالخلف وكُل ما يفعلونه هو السخرية من كل شيء يحدُث حولهم ، ليُدرِك هاري بأنه سيفتقد مرحهم

بعد مُدّة من صمتِ بيلا ، تحدّث هاري بضيقٍ تغلغل في نبرته " هل ستذهبين مع هذا الـ أليكس إلي حفلة التخرُّج ؟ "

" لا ، ولكن مَن أخبرك بأن الحفل ميعادَهُ الليلة ؟ " ضيّقت عينيها لِتُبعِث بعض النظرات الثاقِبة لِلوي ، فسُرعانِ ما دافع عن نفسِه " لم أفعل أُقسِم ! "

تعجّب هاري ليتسمّر بمكانِه حيثُ أخذته دهشته متمتماً " الحفل ميعادَهُ الليلة ؟ " أومأت بيلا بخفّة وتوقَّف الجميع بدورهم 

دفعه لوي بخفّة مجدداً ليُعاوِد السَير وقال " طائرتك ستُحلِّق يا هاري إن أخذت تتوقّف كل ثلاثِ دقائق ! "

أثَّر الخبر علي نفسِه ولكنه كتم غضبه .. وتابع السير حيثُ حاولوا الفتيان فتح الكثير من المواضيع وتهرّب هاري من المشاركة في أيٍ منهم ، مُلتزِماً الصمت والهدوء

قبضَت بيلا علي يده بخفّة لتميل عليه هامِسة " لقد سلكنا الطريق سيراً علي الأقدام لنقضي أطول فترة ممكنة سويّاً ، تحدّث معي بربِّك ! "

" أنا فقط أشعُرُ بالأسف والندم الشديدان .. أعلم كم تعني لكِ تلك الليلة ، كان يجب أن أكون متواجِداً ! " ألقي نظرة عليها ليبتسِم بِحُزن ، فإبتسمَت بخفّة لِتُهَوِّن عليه قائلة " لا تشعُر بالأسف أبداً ! أنا كذلك أعلم كم يعني لك هذا المهرجان وكم أن ذهابك إليه مُهِم .. يجب أن تذهب ، أتفهّمُ ذَلِك " بعد تحديقٍ طويلٍ ، جعل إبتسامتها تتحوّل لقهقهه لطيفة ، فعانقها حيثُ لَفّ ذراعه حول شعرها ليسيرا مُلتصقين ببعضهما ثُم أخذا يتحدّثان بشأن أمستردام وشاركا الرِفاق في الحديث عن أعمالهم

 حتي جائت اللحظة التي نَسَت بيلا لثوانٍ أنها ستأتي ..

" هل إنتهي الطريق بِسُرعة ؟ " سألهُم ليام ناظراً لهاري والحُزن بادٍ علي ملامحه ، يقفون أمام المطار لتعصف الرياح العاتية بملابسهم بلا رحمة ، وتمتليء الأجواء بالمشاعر

 تنهّد هاري ليقترب منهم جميعاً ، وعانقهُم فرداً فرداً بشبابيّة ..

عاد بمكانه مواجِهاً بيلا التي حدّقت بِهيئته وإبتسامتها ترتسِمُ علي شفتيها الورديّتَين ، إنعِكاس الشمس عليه جعل مقلتيه كالزُمُرُّد البَرّاق وشعره كالذَهَب النقيّ ، أخذَت تُحدِّق بلا إنقطاع وكأنها تتمتّعُ بجمالِه لأطول قدرٍ مُمكِن ..

إبتسم إليها بهدوء فأذاب قلبها عشقاً ، كما يفعل دائماً .. لتظهر غمازتيه اللطيفتين مُجبِرةً بيلا علي الإبتسام رغم المشاعر الحزينة المختلطة التي ملأت قلبها

" ما هو أكثر شيء ستشتاقين إليه بي ؟ " همس بتلاعُب بينما يقترِبُ منها ليلتصِق بها تماماً ، فحاوطَت عنقه بيديها لتبتسم بينما تُميلُ برأسها للجانِب قائلة " سأشتاقُ إلي كُل شيء بِك "

" هيّا ، أعلمُ أنكِ ستفتقدين قُبُلاتي الرائِعة ! " قال ضاحِكاً لتقهقه معه ثُم تقول " لستُ مُنحرِفة مِثلك ! " وإسترسلت مُبتسِمة " ولكن ، أجل سأفتقدها " قبل أن يَنقَضّ هاري علي شفتيها بشغف 

" لديّ جفافٌ عاطفيّ ! " غطّي ليام وجهه بيديه مُتظاهراً بالبُكاء بينما يرمي برأسه علي كتف زين ، ليُربِّت الآخَر عليه قائلاً " ألسنا جميعنا مِثلُك ؟ "

" لا " إحتجّ نايل ببساطة لتتوجّه الأنظار نحوه تزامُناً مع إنتهاء القُبلة ، رمقتهُ بيلا لتكتشِف بأن هُناك فتاة جميلة تُمسِكُ بيده تُشبِهُ مواصفات الفتاة التي أخبرها مسبقاً بأنه معجبٌ بها ، غمزَت لَهُ حين إستنتجت ما حدث .. فإبتسم إليها ورقّص حاجبيه بتلاعُب

" أخبرتُكِ بأنني سأحصُلُ علي القُبلة ! " غمز لها هاري مُديراً رأسها إليه ، فتذكّرت الأمر لتضحك ..

" إذاً ما هو موعد طائرتك ؟ " سألا ليام ولوي بنفس الوقت ، لينظُرا لبعضهما ويضحكان بصخب

" تبقّت خمسة عشر دقيقة .. يَجِب أن أنتظِر بالداخِل ! " تنهّد ليتبادلوا جميعاً النظرات الناطِقة بعبارات الوداع قبل ألسنتهم ..

" أعلمُ بأنّكِ ستكونين جميلة في الحفل ، أتمني لكِ وقتاً طيّباً ، ولوي .. " نظر إلي لوي بالنهاية ليلتفت إليه بإهتمام ، فأردف " إعتني بفتاتي ، أنا أثِقُ بِك ! "

رفع لوي كتفيه وإبتسم ، فإطمأن هاري لينظُر لبيلا مجدداً ويقول وإبتسامتهُ في نماءٍ مُستمر " سأشتاقُ لكِ يا جميلتي ! "

" أنا أيضاً أيُها الأمير ! "

" أمير ؟ " ضَمّ حاجبيه معاً ، فأومأت قائلة " أجل ، فقد بحثتُ عن إسمك وإتضح لي أنهُ إسمٌ لأمير المملكة المُتَّحِدة "

قهقه حين أدرَك ما ترمي إليه ، ثُم تمتم " أُحِبُكِ ! "

" وداعاً أحِبّائي ! " لوّح لهُم بفرح ليَسحَب حقيبته خلفه ويتوجّه داخل المطار ، حدّقت به بيلا وهو يبتعد عنها رويداً ، ثُم تمتمت بخفوت " وأنا أيضاً أُحِبُك ! " وتنهّدت بعدها ، ليضع لوي يدهُ فوق كتفها قائلاً بِدراميّة مُفتَعَلَة " ما أصعب الفُراق ! "

رمقتهُ بنظراتٍ يتطاير منها الشرار قبل أن تضرب كتفه ضربةً قاسية

-

طرقاتٌ خفيفةٌ صنعَت نغمةً موسيقيّة علي باب الحَمّام الذي تتواجد به بيلا وتَضبِطُ مظهرها أمام المِرآة للمرة الثالِثة

" إدخُلي أنجيل ! " خاطَبَتها بعفويّة ، فدخلَت والدتها باسمة الثغر بينما تقول " وصل لوي ! "

إتسعت إبتسامتها بحماس لتنظُر للمرآة مجدداً ، ووقفت والدتها خلفها تتفحّصُ ملامحها الرَقيقة والتي إزدادت جمالاً بلمسةٍ من مساحيق التجميل ، وعانقت كتفيها بكفَّيها قائلة " تبدين جميلة بحق ! "

" لطالما كُنتُ جميلةً مثلكِ ! ما الجَديد في الأمر ؟ " راقبَت إبتسامة والدتها في المرآة لتُبادلها

عادَت تقفِزُ في حماس " الحفل سيكون رائعاً ، يا إلهي أنا سأتخرّج أتُصدّقين ؟! "

" كُل شيءٍ يَحدُثُ بِسُرعةٍ جنونيّة عزيزتي ! " عانقتها بِحُبٍّ ثُم إبتعدت لتخلع العقد الذي كانت ترتديه حول رقبتها وتضعه حَول رقبة إبنتها مُبتسِمة ، في حينِ أنّ بيلا عقدت حاجبيها قائلة بتوتُّر " هل أنتِ مُتأكده ؟ أعلمُ كم يعني لَكِ لذلك أنتِ لستِ مُضطرّة لفعل هذا .. "

" إصمُتِ ، دعيني أُلبِسهُ لَكِ ! " وقفت خلفها فتناولت بيلا شعرها المُنسدِل ورفعته للأعلي كي تُسهِّل الأمر عليها بينما تبتسِم بإمتنان " أشكُرُكِ حقاً ! " 

" بل إشكُرينني لاحقاً ، الفتي ينتظِرُ مع والدكِ بالأسفل ! "

إلتفّت لتُقابِل المِرآة وتُمَرِّرُ إصبعها علي أطرافِ شفتيها لتمسح الزوائِد من أحمر الشفاه ، فقهقهت والدتها علي إهتمامها بأدقِّ التفاصيل ثُم نَزِلا سويّاً

كان لوي يَقِفُ في غرفة المعيشة أمام السُلَّم ويتحدّثُ مع والدها بشأن الجامِعات ، أوقَف حديثهُما فور أن سمع صَوت حذائها الأنثَوِي الرَقيق .. نظر لِلسُلّم فوجدها تُمسِكُ بِفُستانها الأزرَق الداكِن الطويل الذي يتماشَي مَع كُحلِ عَينيها .. إبتسم ليبتهِج وجهه ، ثُم إقترب ليلتقِط يدها وينحني مُقبٍّلاً إياها " أنحَني إحتراماً لجمالكِ آنِسَتي ! "

" أوه ، هل أعرِفُك ؟ " قهقهت مُمازِحة فإعتدل لوي بصدمة ، لتضحَك علي مظهره

أردف والدها " هيا إستمتِعوا الليلة ! "

" أتُريدان التخلُّص مِنا بتلك السُرعة ؟ " إنفعل لوي بدراميّة فقهقهت بيلا لتقِف بجانبه وتقول لوالدها "خُذ لنا صورةً معاً ، هيا رجاءً ؟ "

" مهلاً ، هل أعرِفُكِ ؟ " تفحّصها لوي مِن أسفلها صعوداً لعينيها ، فلم يتمالك نفسه حين قابلتهُ بنظراتٍ جامِدة جعلته ينفجِر ضاحكاً

وضع يدهُ حول خصرها ليبتسِم للكاميرا ، كما إبتسمت بيلا بإتساع وهي تَميل علي جسدِه ، إلتقط والدها الصورة ثُم تحدّث لوي " أولُ مرّة نلتقِطُ فيها صورةً طبيعيّة كَـ صِوَر البشر .. "

" اليوم سنفعل أشياء كثيرة لأول مرة ، والآن هيا ! " سحبت يده للخارج بحماسٍ شديد ، ثُم ودّعت والديها ، رَكِبا سيارة الليموزين السوداء الخاصة بالمدرسة لهذا الحَفل ، ثُم جلسا سويّاً يتناغيان ، حتي أرسلت لهاري الصورة في رسالةٍ كان مضمونها ' حبيبي ، أحظي بوقتٍ جيِّد .. كان سيكون أفضل إن كُنت مَعي ، لكن لا بأس '

مَضَي الوقتُ سريعاً في الأحاديث الشيِّقة حتي وصلا أمام الفُندُق الضخم ، فُتِح باب الليموزين بواسطة موظّف الأمن ، إتسعت عينَا بيلا لجمالِ المكان ولرؤيتها للسِجّاد الأحمر مَبسوط علي المَدخَل ، ترجّلت كما فعل لوي ثُم أمسكت بذراعه قائلة " يا إلهي ، نحنُ نجومُ هوليوود ! "

" لم نبدأ بَعد ! " هتف بمرح ليسيرا بخطواتٍ مليئة بالحماس إلي الداخل مع بقيّة الطُلّاب ، تعرّضا للتفتيش إن كان أحدهُم يُخبِّئ السجائر أو الخَمر ، ثُم دخلا بسلام ، ووجدا أصدقائهم يلتقطون الكثير من الصور أمام اللافتة المُزيّنة قبل الوصول إلي القاعة ..

إلتفّ صاحِب الكاميرا إليهما وقال " هيا ، حان دورَكُما ! "

تقدّما مُبتسمين بفرح ، ثُم أخبرهما " أنا جيف المسؤول عن الكتاب السَنَوي المَدرَسِي "

عرّفا بنفسيهما كذلك ، ثُم وقف هو خلف الكاميرا الحَديثة خاصته وإلتقط الصورة الثانية لهما في هذا اليَوم

-

زَمجَر في وَجهها ، وهو يَضرِبُ كَفّاً بكَف ، تقدّم نحوها أكثر ولكن نظراتها لم تَضعَف وإقتربت منهُ هي الأُخري كشيءٍ مِن التحدِّي ..

" أنت لا تتحكّمُ في حياتي ! " صرخت لتتخطاه فأمسك بيدها قائلاً " أنتِ مِلكي ! أنا صنعتكِ وأنا جعلتكِ تؤدّين علي هذا المَسرَح ، كيف لَكِ أن تتخلّين عن كل شيء ؟ "

رَمَتهُ بنظراتٍ تُفصِحُ عن غضبها قائلةً " أنتَ تطلُبُ مني أن أؤدّي علي هذا المسرح فقط لأن زبائنك باتوا يسألون عنِّي ! أنتَ لَم تُقدِّرُ موهِبَتي قَبلاً ! "

" دَعني أسعي وراء حلمي وأبحثُ عن مُستقبلي في مكانٍ أفضَل .. " سحبت يدها من خاصته لتخرُج في لمحِ البَصَر ، فـَ جَثَي علي رُكبتيه بعد رحيلها ليحتضِن رأسه بين يديه ، ويُصفِّقُ الحُضور 

خرج طاقِم التمثيل إلي المسرح مرةً أُخري ليُحيّوا الجمهور والإبتسامة لا تُفارِقُ وجوههم ، وكانت كيلي تَقِفُ بجانب بيلا ، وهمست لها بينما تُثبِّتُ عينيها علي الجمهور " كان أداؤكِ جيداً ! " 

عقدت حاجبيها بتعجُّب ، كادت أن تشكرها ولكن سُرعان ما إنضم لهم مُقدِّم المسرحية ليتحدّث مع الجمهور ويختفوا هم خلف الكواليس مجدداً

" صديقتي أشعَلَت المَسرَح ! " أخذها لوي في عناقٍ ضَيِّق لتقهقه مُبادلةً إياه بسعادة

ذهبا للجناح الخاص بهما مستخدمين المِصعَد ، قد قُسِّم عدد خريجي المدرسة علي عشرة أجنحه ، لوضع مقتنياتهم وأخذ قسطٍ من الراحة أو تبديل ملابسهم أثناء الحفل وما شابه ، وقد كان شُركاء بيلا ولوي في الجناح ثمانية أشخاص ، مِنهُم أليكس

بعيداً عن أجواء الحفل الصاخب ، بدّلت بيلا ملابس شخصيّتها المسرحية إلي فستانها الأزرق لإستكمالِ الحفل ، بينما إنتظرها هو بالخارج

أمسكت بالفرشاه لِتُسرِّح شعرها جيداً وتصنع جديلتَين لطيفتَين مِنَ الجنبَين ، لتُرجِعهما إلي الوراء وتعقِدهُما معاً لتترُك ما تبقّي من شعرها مُنسدلاً علي كتفيها ، خرجت بعد أن تعطَّرَت ، فأزال لوي هاتفه من علي اذنه ليحشُرَهُ بجيبِه ويبتسِمُ قائلاً " هيا ، التكريم علي وشك أن يبدأ "

إنقضي وَقتُ الحفل في مُمارسة بعض الأنشطة والتحديّات بين الخريجين ، وإلتقاط المزيد من الصور ، والرقص علي الأغاني المُرَجَّحَة ، وتجمُّعات الأصدقاء التي تبَعِثُ منها الضحكات الرَنّانة ، وبالطبع .. لم يخلو الجو من الدراما !

بينما بيلا ولوي كانا يشربان كأسَيهِما إنضم إليهما أليكس مُبتسِماً ، وحصل علي كأسٍ من العصير هو الآخَر ، وبادَر الحديث موجِّهاً تركيزه نحو بيلا " أداؤكِ كان رائعاً يا سندريلا ، كما هي طلّتكِ ! "

" اوه ، شُكراً سَيِّد أليكس ! " أنهَت كأسها ، فأردف " إسمعي ، سأُصَوِّتُ لكما للفوز بلقب ملك وملكة الحفل ، لا تخبران كيلي "

إندهشَت قائلة " ولِمَ لا تصوّتُ لها ؟ ألستما أصدقاء ؟ "

" أجل ، ولكنها لا تستحِقُّ هذا اللقب تِلك السنة أثناء وجودِ ملكة مِثلُكِ ! "

" أنت مَلِكُ المُغازَلَة ! " قهقهت بخفّة فعقَّب بإبتسامةٍ طفيفة " كُلٌ مِنّا مَلِكٌ في مملكتِه ، يا ملكة الجمال ! " 

نظر لوي لكليهما قائلاً " جيّد ، رسالةٌ إلي هاري ورسالةٌ إلي كيلي وسينتهي أمرَكُما ! "

قهقهت بيلا حتي دمعت عينيها ، بينما رَدَّ أليكس مقهقهاً " إهدأ يا رفيقي ، أنا فقط أُغازِلُها ! "

   " شُكراً أليكس ، هيا تابِع مُمارسة مهاراتك في المغازلة مع فتاة أُخري .. " سخرت فكاد أن يرحل إن لم توقِفهُ جُملتها " وتوقّف عن كَونَك ذو وَجهَين "

" ماذا تقصدين ؟ "

" ألسنا أنا وأنت اصدقاء ؟ لماذا تستخدِمُك عشيقتك للنَيلِ مِنّي ؟ "

" عشيقتي ؟ النَيلُ مِنكِ ؟ أنتِ سيّئة في إختيار الألفاظ " كتم ضحكتَهُ في باديء الأمر ، ثُم إسترسَل حديثَهُ قائلاً " هي لا تستخدمني في أي شيء سوي للفوز بمسابقة اليوم ، أنا لم أساعدها في أي شيء يتعلّقُ بِكِ ، كُل كلامي لكِ نابِعٌ من عقلي وأفعالي معكِ نابِعة من قلبي ، وإن كُنتِ تقصدين شجارُكِ مع هاري ذات يوم بسببي فلم أكُن أعلم بأنه سيأتي ويغضب لرؤيتكِ معي .. "

إقترب منها قائلاً بهدوء " لقد هاتفتني حينها تطلبُ مني قضاء الوقت معكِ فلم أرفُض نظراً لإشتياقي إليكِ ، لم يطوف بذهني أن يأتي هاري ويُسيء فِهمنا ، لا أمتلِكُ وجهين ! "

ساد الصمت ليرحل أليكس رافعاً كتفيه بِلا معني ، وبيلا إصطحبَت لوي للرقص لِتُرفِّهُ عن نفسها ، وفي تزامُنٍ مع إنتهاء الرقصة ، أُغلِقَت الموسيقي والأضواء ..

إبتعد الجميع عن المسرح مُفسِحين لمُديرة المدرسة ، وبحوذتها ورقة بيضاء جامِدة ومُكبِّرُ صوت ، إنصَب عليها ضوءٌ خفيفٌ من درجات اللون الأحمر ، فإبتسمت مُتحدِّثة في المُكبِّر " يُشرِّفُ أُسرَة المدرسة تهنئة الـ 208 طالبٍ علي نجاحهم .. ونتمني لكم مُستقبل مُشرِق ، ونَخُصُ بالتهنئة الخريجين المتميزين الذين حصلوا علي أعلي الدرجات لهذا العام ! "

" بدأ التكريم ، أين أهلي ؟ " إلتفتت بيلا إلي لوي بتوتُّر ، فطمأنها بإبتسامةٍ لطيفة مُخرِجاً هاتفه من جيبه ليهاتفهما

مَرَّ الوقت والمسرح يمتلأ بالطُلّاب التي تُنادَي أساميهم للتكريم ، حتي سَمِعَت بيلا إسمها الثُلاثي فلم تترَدَّد بأن تتقدم نحو المسرح دافِعة الأجساد التي تُعيقها .. تسلَّمَت الجائِزة ، وتقدّمت مُنشرِحة الصَدر لِتُكمِل صَفّ الطُلّاب المتفوقين والإبتسامة تُزَيِّن شفتيها ..

-

" لوي وبيلا ! "

صعدا المسرح مُمسِكان بيد بعضهما ، صافح أليكس لوي فإبتسمت بيلا .. وإنضمّا لبقية المُرَشَحين لمسابقة الملك والملكة ، وإنتظرا مُقدِّمَة المُسابَقَة حتي تناولت ظرفاً مُغلقاً من أحد المُساعِدين والذي سُجِّل به إسم الثُنائي الذي حصل علي أعلي تصويت ..

ألقَت بيلا نظرة علي كيلي التي تَقِفُ في شموخٍ وتبتسِمُ بثقة .. وكأنما أُعلِن إسمها ، إبتسمت بخفّة ثم نظرت أمامها هامِسة لِـ لوي " لا أهتمُّ بهذا اللقب السَخيف ! "

بعد ثوانٍ سُوِّيَت أعصاب كيلي من القلق ، حتي تفوّهت المُقدِّمة بإسمَي لوي وبيلا ، فلم تتحمَّل الجمود طويلاً وتجمَّعَت الدموع في عينيها

تقدّما ليرتديا التاجَين والفرحة في عينيهما ، لم تتوقّع بيلا حصولها علي اللقب نظراً لأصدقاء كيلي الكثيرون الذين ضَمَنَت أصواتهم لها ، عانَقَت لوي ليلتقِط لهُما جيف بعض الصور للكتاب السنويّ للمدرسة ، كما صَوَّر بعض الطُلّاب هذا المشهد والشرائِط اللامِعة والمُلَوَّنة تَسقُطُ عليهما مع إندِلاع الموسيقي الإحتفاليَّّة

لَمَحَت بيلا والِدَيها من فوق المسرح ، فإزدادت فرحتها ، هنّأها بعض أصدقائها ومن لا يعرفونها علي حصولها علي اللقب .. ثُم تخلّصت من تلك التجمُّعات حولها لتَخطو خطواتها نحو عائلتها

" نحن فخورين بِكِ عزيزتي ! " عانقتها والدتها فإنضمّ إليهما والدها وكآيلب في عناقٍ مليء بالحُب والمشاعِر الصادِقة

" أنا أيضاً فَخورٌ بِكِ عزيزتي ! " نَقَرَ أحَدُهُم علي كتفها العاري ، إلتفتت مُبتسِمة ، فغطّت فمها وبزغت عينيها من الصدمة ..

" هاري ؟ "

تابعت بتشوُّش " ألست في أمستردام ؟ ألا تُحَضِّرُ للمهرجان ؟ كيف أتيت إلي هُنا ؟ ألم أترُكُكَ أمام مدخل المطار ؟ "

قهقه مُفَسِّراً المَوقِف " بينما أنا أنتظِرُ رحلة الطائِرة أخذتُ أُفكِّرُ في حفلَتَكِ .. إقتنعتُ بأنني لا يمكنني الرحيل وعدم الإحتفال معكِ بتخرُّجكِ وتكريمكِ فوجدتُ نفسي أُهاتِفُ مُدير المهرجان ، كان عليّ الذهاب اليوم للتعرُّف علي أمستردام وتجهيز الإضاءة وإمضاء العقود نظراً لأن المهرجان سيبدأ في نهاية الإسبوع ، فأقنَعتَهُ بألّا أذهب مبكراً وأن يفعلوا التجهيزات من دوني وسآتي مباشرةً علي مَوعِدِ المَهرجان ! "

إقتحمَت مشاعِرُ الفرحة قلبها ، فعانقتهُ بقوّة قائِلة " لا أُصدِّقُ أنك فعلت ذلك لأجلي ! أنت أفضلُ رَجُلٍ علي الإطلاق ! "

فَصَلَت العِناق فأحاط خصرها لتردف " أتعلم أنني في بعض الأحيان أحسِدُ نفسي علي حصولي عليك ؟ "

 قهقه ثم قال " عَلِمتُ الآن ! "

" تعلمين أنهُ غير مسموحٍ لغير الأهل بالدخول للحفل ، فإختبأتُ بين عائلتكِ ومثّلتُ أنني فردٌ مِنهُم ، لقد عانَيت اليوم لأصِلُ إلَيكِ ! "

" أنت فَردٌ مِن عائلتي بالفعل ! " قهقهت لِتُقبِّلُ وِجنتِه فتورَّدَت ، ليلعق شفتيه ويَنظُرُ أرضاً ، وخَفَّت قبضتهُ علي خصرها فَـ راودها شعورٌ غريب

أرجع يده للوراء ليَحُكَّ مؤخرة رأسِه مُتسائِلاً بتوتُّر " ما رأيُكِ بأن أكون فرداً من عائلتكِ بطريقةٍ رَسميَّة ؟ "

عقدت حاجبيها لعدمِ إدراكها لغايتِه ، فسارَع بالقول " أعني .. بيلا ستايلز إسمٌ مُذهِل أليس كذلك ؟ "

ذُهِلَت بيلا فأسكَتَها بقوله "  ألن نبدو لطيفَين علي كعكةِ الزِفافِ معًا ؟ "

إبتسمت حتي ظهرت أسنانها وأخفت وجهها بيديها تُحاوِلُ إدراك الأمر غير مُصدِّقة ما يَحدُث ، فأزالت يديها عن وجهها لتنظُر إلي عينيه التي تُسيطِرُ عليها نظراتٌ متوتِّرة ، وحركاتهُ المستمرّة التي توحي بإضطرابِه ، وتجنُّب النظر في عينيها بشكلٍ مُباشِر

أخذ نَفَساً عميقاً ليُطلِقَهُ ، ثُم يَلتَقِطُ كلتا يديها ، وينظُرُ إلي عينيها الفاتِنة ويقول تائِهاً بهما " بيلا مارين ، أتتزوجينني ؟ "

" يُمكِن أن يؤَدِّي الرفض إلي ضغوطٍ عاطفيةٍ لِكِلانا وضغطٍ نفسي ، والضغطُ النفسي يُمكِن أن يؤدِّي إلي مُضاعفاتٍ جسديّة مثل الصُداع والقرحة والأورام السرطانية ، وحتي المَوت ! لذلك لأجل صِحَّتي وصحّتكِ ، فقط قولي نَعَم ! " نظر إليها مُترجياً ، وقبض علي يديها بقوّة ، فتحدّثت مُقهقِهَة " تباً ، إترُك لي الفُرصة لأتحدّث ! "

" أنا متوتِّر ! " إبتسم بخفّة وسقطت بَعضُ خصلات شعره علي جبينه لتعطيه مظهراً لطيفاً ، ثُم عضّ شِفتَهُ السُفليّة

" أنت أحمَق ! " إبتسمت لتقترِب أكثر ثُم تضع شفتيها علي خاصتيه ، فبادلها بِكُلِّ حُبٍّ وتفاعُل ، وأُرخَت أعصابُهُ وشعر بالطمأنينة ، فأحاط جسدها بذراعيه مُتعمِّقاً في نَعيمِ شفتيها بشكلٍ أكبَر 

فَصَلا القُبلة ليبقيا علي وضعيتهما ويقولُ هاري " إذاً ، أتتزوجينني ؟ "

إبتسمت قائلة " لا أحد يُمكِنهُ أن يَرفُض هاري ستايلز الوَسيم المُثير الفاتِن ، أليس كذلك ؟ "

" رَبّاه ! كان عليكِ قَولُ ذلك من البداية .. " سمح للهواء أخيراً بالمرور لرئتَيه ، فسُرعان ما منعت هي الهواء من الوصول إليه بتقبيلها لشفتيه بسعادةٍ عارِمة 

-

عدد الكلمات: 3220

آسفة الفترة اللي فاتت كانت فترة امتحانات وزفت، معوّضاكوا عن الغياب بشابتر طويل ومُبهِج اهو❤ وحشتوني جداً+ رمضان كريم عليكوا يارب.

رأيكوا في الشابتر؟

رأيكوا في هيلا ؟ ماي بيبيز هيتجوزوا☹⁦⁦⁦⁦❤️

رأيكوا في أليكس ؟

لوي ؟

 ترقَّبوا الشابتر اللي جاي، هو الأخير☹⁦⁦⁦⁦☹⁦⁦⁦⁦☹⁦⁦⁦⁦ مش مصدقه والله

عايزين شابتر إضافي؟☹⁦⁦⁦⁦❤️ (هعمله كده كده، ادادادا)

نزّلت رواية جديدة إسمها "Disease | مرض" نوعها خيال علمي وأتمني تقرأوها عشان انا تعبت فيها جداً وهعمل فيها أبديتس كتير، وتقولولي رأيكوا⁦⁦⁦⁦❤️
وبردو نزلت كتاب إسمه Lets Say What ده عشان نتواصل سوا ونرغي مع بعض فا هبقا سعيدة لو لاقيتكوا هناك⁦⁦⁦⁦❤️

تصبحوا علي خير.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top