27 | يا جَميلَتي.

ياريت تسيبوا كومنتات مُشَجِّعَة ومتنسوش تعملوا كومنتس علي الفقرات عشان حاسة بإحباط مش طبيعي :).

بحبكوا جداً♥

-

" بيلا إفتحي الباب ! "

صاحت عليها السيدة أنجيلي بينما تطرُق باب الحمّام بِعُنف لشدّة قلقها ، فـَ بيلا قد طال وجودها بداخِلِه إلي ما يُقارِب الساعتين ونِصف

كانت شارِدة الذِهن .. حتي أنها لم تسمع صُراخ والدتها عليها لأن رأسها يعجُّ بالفوضي ..

" بيلا هل أنتِ بِخَير ؟ رجاءً فلتفتحي الباب ! "

عاوَدت والدتها التحدُّث ولكن بِصوتٍ قد ظهر فيه الجَزَع .. فإستفاقت بيلا مِن شرودها لِتتجه نحو الباب وتَصيح مِن خلفِه " أنا بخير ، أنا فقط أستحِم ! "

" بيلا أنا لا أسمع صوت المياه حتي ! ماذا تفعلين بالداخل ؟ " 

" قد ملأتُ المِغطَس مُسبقاً .. " نظرَت لِلمغطس الذي ملأتهُ بالفعل ولكنّها لم تستخدمه ، كانت تَنوِي الإستحمام وإنتَهَي بِها الأمرُ غارِقة في أفكارها التي تَحوم حول هاري ، مُنذُ ليلةِ أمس وهو لم يحدّثُها ، لم يُرسِل الرسائل النصيّة أو يهاتفها كما كان يفعل .. هي قَلِقَة مِن فِكرة أن يكون قد أصابهُ مكروه بعدما تركتهُ ورحلت .. وخائفة مِن أن تكون والدته منعتهُ مِن التواصُلِ معها بطريقةٍ ما ! ولكن لِمعرفتِها بحبيبها الجيّدة فهي تعلمُ مِن أعماقِ قلبِها أنهُ سيأتي إليها قريباً .. ولكنها لا تَعرِفُ الصَبر حين يَكون الأمر يَخُصُّ هاري.

" لماذا كُل هذا القلق ؟ لقد مرّت عشرون ساعة .. ليس بالوقت الطويل لأقلَق أليس كذلك ؟ " تنهّدت مُحتضنةً رأسها بين كفّيها لتزفُر الهواء مجدداً وتتجه نحو المِغطس وتنزع ثيابها عن جسدها ..

غطّت المياه الدافِئة جسدها بأكملُه .. لِتُسنِد رأسها علي حافة المِغطس وتُغلِقُ عينيها بتعب ، فهي قد نامَت لثلاث ساعاتٍ فقط .. لقد أمضَت ليلها في إسترجاع ما حدث عندما قابلت والدتهُ سابقاً وتذكرت ما ترتّب عليه ذلك مِن مشاكلٍ تسللت بينهُما ومسافاتٍ خُلِقَت بين قلبيهِما ، وتذكّرت كَم مِن وقتٍ طويلٍ أُخِذَ لإصلاح ما أفسدتهُ والدتهُ .. مما زادها إنزعاجاً !

أخذَت نفساً عميقاً لِتطرُد مَعهُ جميع الأفكار التي تحتلُّ رأسها وتبدأُ بالإغتسال 

أخذت المنشفة حين إنتهت وأحاطت جسدها بها لِتأخُذ واحدةً أُخري ووضعَتها علي شعرها الذي يُسقِطُ قطرات المياه أينما تذهب ..

خرجت مِن الحمام مُتجهةً نحو غُرفتها ، أغلقت الباب خلفها جيّداً ثُم إتجهت نحو خزانتها لِتُخرِج ملابس منزليّة قُطنيّة لطيفة وفضفاضة ، حينما إنتهت مِن إرتدائها جلست علي المقعد أمام المِرآة لِتُمسِك بالمِشط وتُمشِّطُ شعرها بإهتمام ..

رَنَّ هاتفها وقد كان لوي هو المُتَصِل فأجابت سريعاً بنبرةٍ يتخلّلُها القَلَق " هل كُل شئ بِخير ، لُو ؟ "

" أجل حُبي ، أردتُ أن أُخبِرُكِ بأنني في طريقي إلي المتجر وسأتولَّي أمرَهُ حتّي تأتين ، سأنتظِرُكِ هُناك " نَبرتهُ المَرِحَة جعلتها تبتسِم قائلة " حسناً لوي ، فقط لا تنسي إرسال باقةً مِن الورود البيضاء لِلسيّدة أنيتا وباقةً زرقاء للرَجُل العَجوز "

" أليست الزرقاء للسيّدة أنيتا ؟ " تسائَل مُتعجِّباً فتهكَّمَت بيلا " علي أي حال لقد تركت لك ورقة علي المكتب بها كُل شئ قد تحتاج إلي تذَكُرُه ، أمُتأكِّدٌ مِن أنَّكَ ستتولَّي الأمر ؟ "

" يُمكِنُكِ الإعتماد عليّ عزيزتي " 

" أتعلم أنَّكَ تُخيفني حين تقول هذا ؟  ثُم أنَّهُ عَليك بإغلاقِ هاتِفُكَ بينما تَقود ! " أدارت بيلا عينيها لتهوُّرَهُ حين سخر في المُقابِل " أنا لا أقودُ شاحِنة ، إنني أركبُ عَجَلة بيل ! "

" لوي أنت تحتاجُ كِلتا يَديكَ في تَوجيه الدرّاجة ! "  إستسلَمَ إليها وقال " معلومةٌ جيّدة ، شُكراً لَكِ " وَتَبِعَ هذا بإنهائهُ لِلمُكالَمَة ..

" إنهُ أحمق ! " قالت مُقَهقِهَة لِإنعكاسها في المرآة لِتُمسِك بِجُزءٍ مِن شعرها وتُعاوِدُ تمشيطهُ بينما تتسائل تحت أنفاسها مُحدقةً بتفاصيلِ وجهها  بِضيق" لماذا يبدو علي وجهي التَعَب كما لو أن أحدهم لَكَمَني لعشرات المرّات هذا الصَباح ؟! " 

" أنا أُحدِّثُ نَفسي ! وأنعتُ لوي بالأحمق ؟! " سَخرَت لِترمي المشط علي تسريحتها وتنهض لتفتح الباب وتنزل الدَرَج حين سمعت أصواتٍ غريبةً صادرةً مِن الأسفَل ..

وجدت والدتها تفتحُ الباب حينما قُرِعَ الجَرَس فصعدت لِغُرفتِها في لَمحِ البَصَر إحتِساباً لِكَون الزائِر إبنُ عمِّها كآيلب ، أغلقت الباب خلفها لتتجه نَحو السَرير وتتمدّد مُتصنعة النَوم

هي تَفتقِدُ كآيلب والحديثِ مَعهُ ، ولكنها تُحاوِل بذل ما في وسعها كي لا تُعلِّقَهُ بها وتُساعِدهُ علي تجاوُز المشاعر التي يكنّها لها

الطَرَقات الخفيفة المُتقطِّعَة كنغماتٍ مِنَ الموسيقي علي بابِ غُرفتها إنتشلتها مِن تفكيرها لتلتفِت نَحوَهُ وتبتسِم لا إراديّاً ، سَمِعَت الطرقات المُتناغِمة مُجدداً فإستبعدت فِكرة أن تكون الطارقة هي والدتها .. هبّت مِن مكانها في حماسٍ وحرَّكَها فُضولُها لِتفتح الباب بِلهفةٍ لرؤية الطارِق

ذَلِكَ الشَخصُ الماثِل أمامها مَمشوقُ الظَهر ويُغطّي وَجهَهُ بباقةِ وَردٍ مِن شتّي الأنواع والألوان حيثُ لا يظهر مِنهُ سوي شعره المُصفف بطريقةٍ جَميلة ويضعُ يدهُ الأخري في جيبِه ، غطّت بيلا فَمِها مُبتسِمة بِتوسُّع بينما هو أنزَل الباقة بِبُطء ليَكشِف عن وجههُ بطريقةٍ دراميّة ، وظهرت إبتسامتهُ المُشرِقة قائلاً بِخُبث " إحذِري مَن أتي مَعي ؟ "

" عَلِمتُ ذَلِك .. " صاحت بسعادة لِتَقفِز بين ذراعيهِ بعفويّة هامِسةً في تأثُّرٍ" أُحِبُكَ ! " فتسارعَت نبضاتُ قَلبِه أمام كَلِمَتهُ المُفضَّلة التي خرجت مِن بَين شفتيها مُخترقةً قََلبهُ .. لِتَنمو إبتسامَتهُ علي محياه بينما يُحيط جسدها بذراعيه ولازالت باقة الوَردِ بَين يديه ، تَمتَم بصوتٍ مُتقطِّعٍ " أنا أيضاً .. أُحِبُكِ يا جَميلَتي "

أطلقَت العنان لأنفها لتستنشِق رائحة عِطرهُ الأخّاذ ولأصابِعها لتضعها في شعرِه بينما تَضُمَهُ أكثَر مُتشبثةً في عُنُقِه بِيَدِها الأُخري ، وكأن الغِياب كان أياماً طويلةً وليست ساعاتٍ مَعدوداتٍ

فَصَلَ هاري ذَلِك العِناق ليرفعها بِرَشاقة فأحاطت خصرَهُ بساقََيها وإبتسم إليها قائلاً " ألن تأخُذي الوَرد حتّي ؟ "

" أخبرتُكَ مُسبقاً أنك أغلي وَردةً أمتَلِكُها ! " أمالت برأسها كي تَلمِسُ شفتيها وِجنَتهُ الناعِمة وتطبعُ قُبلةً هُناك قد جعلتهُ يَعَضُّ شفّته السُفلية مُحارباً إبتسامتهُ مِن الظُهور ، طال تحديقها بمعالمِ وجهه الفاتِنة فسألها " لما تُحدِّقين بي بهذه الطريقة ؟ فيمَ تُفكِّرين يا جَميلَة ؟ "

 " في تَقبيلِك ! " هَرِبَت الكلمات مِن بَين شفتيها لتشتَعِل وجنتاها خجلاً بعدها ، عَكسَ هاري الذي رفع حاجبيه بينما يُحدِّقُ بعينيها مُباشرةً ويَهمِس " إذاً فلتفعليها ! "

قد بدا الخجل علي وجهها فبدأت إبتسامة واثقة ترتَسِمُ علي شفتيه .. ولكن بيلا قاطعتها في منتصفِ طريقها بِوَضعِ شفتيها علي خاصتيه ، قام هاري بإفلاتِها مُبادِلاً إياها لِتَقِف علي الأرض ، وحينها إستغلَّ فُرصتهُ ليقترِب منها فتعود للخلفِ بِدورها ويلتصق ظهرها بالحائِط .. أثناء القُبلة.

فََصَلَت هي القُبلة كما بدأتها .. ثُم إبتسمَت إليهِ بِرِضا وتذكَّرَت شيئاً قد جعلها تَصيح غير مُصدِّقَة " يا إلهي لازلتُ أرتدي ملابساً قُطنيّةً سخيفة ! "

" لا إنها ليست كذلك .. " عارضها فقاطعتهُ بينما تتخطّاهُ وتذهب بإتجاه خزانتها  بتوتُّر " اللعنة هذا مُحرِج ! "

" لا الوَضعُ لَيس كذلك .. " عقد حاجبيه بخفّة مُراقِباً حركاتها السريعة وسمعها تُحدِّثُ نفسها في حيرة " ماذا أرتدي ؟ "

" أيُمكنني مُساعدتَكِ ؟ " إقترح سائِلاً فإلتفتت إليه بطريقةٍ مُفاجِئة لتهزّ برأسِها نافية وتقول " فقط إجلِس هُنا وأنا سأذهب لتبديل ملابسي ثم أعود لأخذِ رأيِك قبل أن ننزل معاً ، حسناً ؟ حسناً " أخذت ملابسها مِن الخزانة لترحل غير تاركة لَهُ مجالاً لِلرَد ..

إبتسم علي جنونِها المُفاجئ وترك باقة الوَرد علي مكتبِها ، ثم سار بخطواتٍ بطيئة نَحو سريرها ليجلِس علي حافتهُ ويتأمَّلُ الغُرفة ! رأي القليل مِن المُلصقات والأعمال الفنيّة فإستنتج أن حُبّها لِلفَن عَميقاً للغاية ، ثم وقعت عينيهِ علي لَوحةٍ خاطفةٍ لِلأنفاس إستقرَّت بإحدي أركان الغُرفة وإلتهمها الغُبار بِلا رَحمة .. غَير عابئاً بِمَدي الإبداع فيها .. وَجَدَ نَفسَهُ ينهض متجهاً نحو اللوحة وكأنها جَذَبَتهُ كالمغناطيس .. ليحملها بِحِرصٍ شديد ويَنفُخُ التُراب مِن عليها فتطاير إلي وجهه ليُقوّس شفتيه ويُجعِّد جَبينَهُ في إنزعاجٍ لَطيف

إنتهي مِن تنظيفها حتي إتضحَت لَهُ أكثر ، كانَت لَوحة مُبهِجة لكثرة الألوان المُستخدَمَة بها .. تُجسِّدُ مَشهَد فلوريدا المَدينة الحالِمة أثناء غروبِ الشمس وظهور ألوان الشفق ، تدرُّج الألوان المنطقيّ لآشعة الشمس قد جعله يرفع حاجبيه معاً في إعجاب .. وكأنهُ يري ذلك المنظر واقِعاً أمامهُ ! وكذلك تدرُّج اللونِ الأزرق في البَحر الذي تكادُ تتوَاري الشمس خلفَهُ مُوَّدِعة العالم إلي لقاءٍ جديد قد جعلهُ يبتسِم بِدِفء ، شعر بالشفقة نحو ذلك الإبداع المَدفون .. وشعر بأنهُ عليه فعل شيءٍ ما لِيُظهِرَهُ لِلعامة ويأخُذُ هذا الفَنّ حقَّهُ مِنَ الثناء والتَقدير ..

عادَت بيلا إلي الغُرفة بِحماسٍ شديد لِرؤية ردّة فعله حينما تُريه ما إرتدتهُ ، فقد إرتدت بنطالاً أسود اللون ذو قماشٍ ناعِمٍ .. ضيّقاً مِن منطقة الخصر ثُم يزداد إتساعَهُ حتي أصبح فِضفاصاً وصولاً إلي قدميها ، وسُترة بيضاء أكمامها قصيرة وذات فَتحة أنيقة مِن عِند منطقة الصدر والرَقبَة وضيِّقة نِسبيّاً ، بينما كان حذاؤها ناصِعُ البياضِ ذو كعبٍ رفيعٍ ويتماشي مع لَون سُترتها كما يتماشي شعرها الأسود الذي رفعتهُ في شكلِ ذيلِ حِصان مَع بنطالها .. كانت إطلالتها بسيطة لِحَدٍ كَبير ومع ذلك بَدَت رائِعة بشكلٍ كافٍ

" هارلود .. " نادَتهُ هامسةً كي تنتشلهُ مِن شرودِه ولكنهُ لم يسمعها بَتاتاً ولازال مُحدِّقاً في اللوحة مُفكِّراً في طريقةٍ سليمةٍ لعرضِها أمام الناس ..

أدركت بيلا أنهُ يُمسِكُ بِلَوحتِها بين يَديه فإبتسمَت بِخفّة لرؤية الإعجاب بادٍ علي تقاسيمِ وجهه ، ثُم عادت تتحدّث عاقدةً يديها أسفل صدرها " عزيزي أيُمكِنُكَ أن تترُك تلك اللَوحة وتذهب معي للأسفل ؟ "

" أو إنظُر لي علي الأقل ! " أضافت بينما تُدحرِجُ زُمُرُدَتيها بإنزعاج ، فهمس بإنفعالٍ مُفتَعَل ولازال مُحدِّقاً باللوحة " لا أستطيع نزع عيناي عنها ! فهي تُثيرُ غريزتي كفنّان ! كيف أمكنكِ إخفاءُ تِلك التُحفة البَديعة ؟ "

" حسناً أيُّها الفَنّان .. " تابعت حديثها بينما ترفعُ إحدي حاجبيها بِمَكرٍ " أنا أقِفُ عارية ! "

سُرعان ما إرتفعتا عينيه لينظُر إليها في ذهول .. ثُم إختفت صدمتهُ حين وَقَع في حيلتِها لتتجمّد ملامحهُ مُتمتماً بِحماسٍ مُنطفِئ " كاذِبة ! "

" وَنِلتُ مِنك ! " نزعت اللوحة من بين يديه لِتُعيدها أدراجها ، لم تترُك فُرصةً لهاري ليتذمّر حيثُ سحبت يدهُ لينهض بالإكراه ودَفعَتهُ خارج الغُرفة لِتتبَعَهُ وتبتسِم بِنَصر ، قام بِمَدِّ ذراعَهُ لها فأدخلت يدها بِه لِيُحكِم الإغلاق عليها وكأنها ستهرب .. بينما ينزِلان الدرج أمالَ علي أُذنِها هامِساً " تَبدين جَميلة .. كعادتكِ تماماً " ثم إبتسم ونظر أمامَهُ كي لا يتعثّر ، وهي إكتفت بالتحديقِ في إبتسامته في توتُّر بينما تزداد إبتسامتها تَوَهُّجاً ، إلتفّ لتتلاقي عينيهما فَطَغَت الحُمرَة علي وجنتيها لتُشيح برأسها سريعاً وتنظُر أمامها ، ثم هَرَبَت قهقهه صغيرة من بين شفتيها لِكَونِها قَد كُشِفَت للتوّ مما جعلهُ يُشارِكها ..

وأخيراً قد إتجها سويّاً بيدان مُتشابِكتان لِغُرفة المعيشة. وبينما بيلا تقترِب مِن مَجلِسهُما قد رأت السيدة آن التي كانت تجلس مُعاكِسة للدَرَج فلم تتمكّن بيلا مِن رؤية شئ سوي شعرها القصير المُنسدِل ، توترت قليلاً لعدم رؤيتها لتعابير وجهها بينما تتحدّث مع السيدة أنجيلي وقد تبيَّن أن حديثهما شيِّق .. أفلتت يدِ هاري إحتراماً لِوالدتُه لِتَقِف قبالتها وتَرسِم إبتسامةً علي ثغرها مُرحّبةً بِضَيفَتِها بِكُلِّ أدَبٍ وإحترام " مرحباً سيِّدة آن .. "

كانت ملامِح بيلا تُظهِرُ عكس ما تُبطِن ، فقد كانت إبتسامتها بَشوشة وعينيها ثابِتة في ثقة بينما هي في داخلها تَشعُرُ بالرُعبِ لرؤية ردّة فعلها ، حيثُ أن السيدة آن نظرت إليها لِثوانٍ .. ثم إبتسمت في حُنُوٍّ قائلة " مرحباً يا إبنتي .. "

إندهشت بيلا وتسمَّر جسدها ، رُبما لم تندهش مِن نبرتها الحانية أو إبتسامتها الصافية بِقَدرِ ما إندهشت لِكَلِمَة 'إبنتي' التي نطقتها -السيدة التي ظنَّت بيلا أنها تَمقُتُها- للتوّ !

إبتسمَت حين إنبعثت الطمأنينة الي قلبها .. وأشارت لها والدتها بالجلوس في حذاها علي الأريكة ، فجلست بينما هاري جلس علي كُرسيٍّ بجانبِ الأريكة مُواجِهاً والدتُه

نظّفت السيدة آن حلقها ثم نظرت لَها مُبتسِمة بأسف : " لقد أردتُ الإعتذار مِنكِ ، إيزابيلا .. " 

قبل أن تُفكِّر بيلا في الحَديث ، إسترسلت السيدة آن بِنَدَمٍ غَلَّف نبرتها التي بَدَت صادِقة للغاية " لقد أسأتُ الحُكم عَليكِ .. آسِفة لِذلك ! وآسِفة لِتَدَخُّلي في شئونِ عائلتكِ وإستقبالي لَكِ إستقبالاً غير لائقاً ، لا أُريدُ أن تَكون بيننا أيُ ذَرَّةٍ مِنَ العَداوة أو عدمِ الإستلطاف بينما أنتِ حَبيبَةُ إبني الوَحيد .. "

تجرّعت بيلا ما بحلقِها بصعوبة ، فإعادةُ تكرير كَلِمَة 'آسِفة' أمامها لأكثرِ مِن مرّة مِن بين شفتين آن كانت بمثابة الصدمةِ لها !

إكتفت بالإبتسامِ بِلُطف وحدّقت بالأرضيّة ولازالت شفتيها مُزيَّنة بِتِلك الإبتسامة التي جعلت هاري يُحدِّقُ بِها مُبتسماً وإستطاع التنفُّس بأريحيّة حين إطمأنّ لِوجود السَلَام بينَهُما ..

إنتقلت أنظارُ السيدة آن للسيدة أنجيلي قائلة بصوتٍ مُتقطِّعٍ " وأنتِ أيضاً سيّدة مارين ، أتأسَّفُ لَكِ بشأنِ كُل ما بَدَرَ مِنّي ، ولكنَّكِ أُمّاً أيضاً وستتفهَّمين مَوقِفي .. فالفتيات الخبيثات كثيرات ، وكان عليّ حماية إبني والتأكُّد مِن إختياره للفتاة الصحيحة للوقوعِ لها .. " ثم توقّفت ناظِرَةً بعينين بيلا مباشرةً بينما تُلقي بِجُملتها الأخيرة " ولكنّني تأكّدتُ مِن ذَلِك حين رأيت حُزنهُ الشديد ولَوعته حين كانت توّترت العلاقة بينهُما .. ورأيت تَمَسُّكَهُ الشديد بها رغم تهديدي لَهُ بعدم الحديث مَعهُ ثانيةً ، لقد رأيتُ هاري يتصرّف بجراءةٍ وحَزمٍ لم أعهَدهُ قَبلاً وقرَّر أن يُعصي أوامري في إبعادِه عنها .. تأكدتُ آنذاك بأنكِ مُختَلِفَة يا بيلا وتستحِقِّين حُبَّهُ لكِ "

صاحَ بَريقُ عَينَي بيلّا بِمَدَي سعادتها .. قبل أن يُفصِحَ عنها لسانُها قائلةً في أدب " أشكُرُكِ سيِّدَة آن علي إعتذاركِ ومجيئكِ إلي هُنا .. أنا أُقدِّرُ ذَلِك "

" أجل أنا أفهَمُكِ ، وَسَعِدتُ بالتَعَرُّفِ إليكِ سيّدة ستايلز .. " إبتسمت السيدة أنجيلي ثُم نهضت قائِلة " سأُحضِرُ المَزيد من العصير " لِتنسحب مِن مجلسهُم بينما تَسترِقُ النظر إلي بيلا بطرفِ عينيها

رفعت آن عينيها إليها هامِسة بِلُطف " إذاً هَل قُبِل إعتِذاري ؟ "

إبتسمت بيلا بينما تومئُ برأسِها بالإيجاب ، ثُم قالت وهي تعبثُ بأصابِعها " كَيف يُمكنني رَدُّ إعتذاركِ سيدة آن بعد أن جِئتِ إلي مَنزلي ؟! "

قهقهت آن قائِلة " وَكيفُ لي ألّا آتِ بعد إلحاحِ هاري الطَويل ؟ " أدار هاري عينيه بينما آن إسترسلَت مُبتسِمة " ومُباركٌ لَكِ النجاح عزيزتي .. لقد عَرَفتُ مِن هاري أنكِ حصلتِ علي درجاتٍ مُشَرِّفَه "

بادلتها بيلا الإبتسام قائلة " شُكراً لَكِ سيدة آن ، ويبدو أن هاري يُحِبُّ إخباركِ بِكُلِ ما هو جَديد " وطالَعَت هاري بنظراتٍ ساخِرة فغطّي وجههُ بكفّيه ليُقهقه حين عَلِم أن الحديث إنقَلَب عَنهُ في لَحظات .. وتابعت بيلا حديثها " الفضلُ يَعودُ لِهاري .. فَهو مُعَلِّمٌ لا بأس بِه "

أخذت آن تُخبِرُها عن قوّة علاقة هاري بوالدته في الآونة الأخيرة ثُم أخبرتها عن مُستقبلُه وعملهم خارِج الولاية حينما إنضمّت السيدة أنجيلي لمجلِسهُم مُجدداً ، إمتلأت أجواءُ المَنزِل بالثرثرة والسُخرية والحديثِ عن المُخططات المُستقبلية للجميع ، ناهيكَ عَنِ القهقهات التي لم يخلو اليَوم مِنها ..

حَديثُ آن عَن طفولة هاري وثناؤها علي بيلا وذكائها وَقُدرتها علي الإهتمام بمتجرها ومُستقبلها معاً كان قد جعل بيلا تطمإن وتُشارِك في الحديث أكثر ويَزول خجلها وتوتُّرها شيئاً فَشيئاً ، حتي إنقسم المَجلِس لنصفين : حديثُ آن وبيلا عن هاري ... وحَديثُ أنجيلي وهاري عن بيلا

 في تِلك الأثناء إسترق هاري النظر إلي فتاتِه حين رَنَّت ضحكاتِها في أُذُنيه فإبتسم مُحدِّقاً بِها  .. ثُم إلتَفَت لِأنجيلي وَمالَ علي أُذُنَيها .. ليسألها بِخُبث " أيُمكِنُكِ إسداء خِدمةٍ لي ؟ "

-

هَمَّ الجَميع بِالوقوف في تناغُمٍ غَير مَقصود حين نهضت السيدة آن حامِلةً حقيبة يدها .. وإبتسمت لأنجيلي قائلة " كانت ليلةً رائعة شُكراً لإستضافتكِ لي .. "

" لا تَشكُرينني فَهَذا واجبي "

وإنتقلت أنظارها لبيلا قائلة في حماسٍ قويّ " وسنتقابلُ كثيراً في المُستقبلِ يا عزيزتي " لم يستطِع هاري كَتمان دهشتهُ حيثُ ظهرت في عينيه الكثير مِن التساؤلات عَن تقدُّم علاقتهما بهذا الشكل .. وبيلا إبتسمت لِـ آن قائلة " بالتأكيد "

إتجهت السيدة أنجيلي وبيلا بِمُرافقةِ السيدة آن وهاري إلي الباب .. ثُم تذكرت بيلا حقيبة يدها لتنسحب سريعاً متوجهة نحو غرفتها حتّي وجدتها .. لِتنزِل وتُخبِرُ والدتها " سأذهبُ إلي المتجر ..و سأعودُ باكِراً لِأتناول العَشاء مَع أبي ! "

كانت قد خرجت السيدة آن وَرَكِبَت سيّارتها بينما هاري لازال في منزل بيلا وكان يُحدِّثُ والدتها أمام الباب

إبتسم إلي بيلا قائلاً لِوالدتها " أجل سَتَعود باكِراً سأحرِصُ علي ذَلِك .. " إلتفتت بيلا إليهِ بِتعجُّب .. ثُم تجاهلتهُ مُقبِّلَة خَدِّ والدتها لِتنصرِف مَعهُ 

أثناء إتجاههما نحو السيّارة سألتهُ مُتعجِّبَة " وما شأنُك بِعَودتي باكِراً ؟ هل ستأتي مَعي ؟ "

" أجل ! فَلدينا بَعضُ المشاغِل المُهِمَّة .. "

أدركت بيلا ما يَرمي إليه .. فتوقّفت عَن السَير لِتقف أمامهُ في حَزمٍ وتُحدثهُ بإصرارٍ علي موقفِها " هاري أنا لا أُريدُ مِنك أن تهتم بالمتجر الخاص بي .. فأنت لديك عَملك لِتوفِّر وقتك وطاقتك لَهُ ! ثُم أنني أخبرتُكَ مُسبقاً بأنهُ يَكفي ما أرسلتهُ لي مِن ورودٍ كانت تَنقُصُني .. رجاءً لا تُجادلني في هذا ! "

إبتسامةٌ واثِقةٌ إرتسمت علي شفتيه قائلاً بِلا مُبالاة " علي مَهلكِ فأنا لم أقُل شيئاً ! "

عقدت حاجبيها وأردَف هو حاشِراً يديه في جيوبِه " لم أقُل أنني أنوي مُساعدتكِ ! أنا فقط سأذهبُ معكِ يا جَميلَتي .. "

فأنا قد فَعَلت بالفِعل .. هكذا هَمس لِنفسِه حيثُ لم تتمكَّن مِن سماعِه ليبتسِم إليها بِهدوء

إلتفتت لِتُتابِع السَير بينما هو قد سار بجانِبها ولَفَّ ذِراعهِ حول خصرها ليَضُمها إليه ، إنتقلت أنظارها ليدهُ المُلتفّة حولها فإبتسمَت

" هيا لأوصلكما لِوِجهَتِكُما " دَعتهُما السيدة آن مِن داخِل السيّارة .. فتلقيا الدَعوة بالتِرحاب ليركبا في المِقعَدَين الخلفِيَّين لِلسيارة

تسائل هاري بِملل " ألَم تُخبِرينني بأنَّكِ ستذهبين للتسوُّق ؟ "

نظرَت لَهُ السيدة آن عَبر المِرآة قائلة بنبرةٍ أثارَت إستفزازَهُ " أجل ، وسأذهب بالفِعل بعد أن أُوصِلكُما ، هل توجد مُشكِلةٌ في ذَلِك يا صغيري ؟ "  

أدارَت المُحَرّك فَصَفع هاري جبهتهُ بِخفَّة مُتمتِماً "  لا ، لم أجِد مُشكلةً في ذَلِك حتي قُلتِ 'صَغيري' في الحَقيقة .. " 

" ماذا ؟ " لم تَسمعهُ ، فسارَعَت بيلا مُشارِكَةً في الحَديث " لقد قال أنَّهُ يُحِبُّ مُناداتَكِ لَهُ بِصغيري " ثُم قهقهت ليَحتَج هاري سريعاً " أنا حتماً لم أفعل ! "

شهقت بيلا لِتنظُر لَهُ بِصدمة قائلةً بإستِنكار " أتَقصِد بأنني أكذِب ؟ "

بَقي صامتاً ، لا يُحَوِّلُ عينيه عنها .. كما فَعلَت هي ، وكأنَّهُما يتسابقان في كَتمِ القهقهه لِوَقتٍ أطوَل ، وكانَت البادِئة في الضَحِك هي والدتُه حين حدّقت بهما في المِرآة .. جاعِلةً كِلاهُما يُقهقِه بقوّة

أوقَفَت السيدة آن سيَّارتها أمام إحدي المتاجر الكَبيرة ، لتترجَّل قائِلة " إبقيا هادِئَين "

قهقهت بيلا فَور إنغِلاقِ باب السيّارة قائلةً لِهاري " إنها تُعامِلُكَ كَطِفلٍ صَغير .. "

" أعلَمُ ذَلِك " تنهَّد في مَلَلٍ مُضحِك ثُم عاد يسألها بينما تَنمو إبتسامَتُه " هل أحببتِها ؟ "

أومأت لَهُ بينما تُخبِرُه مُبتسِمة " إنها سيدةٌ لطيفة ، وَلديها حِسٌّ فُكاهِيٌّ لَطيفٌ أيضاً .. رُبما كِلانا أساء الحُكم علي الآخَر " 

  إبتسم هاري وإقترب مِنها حتي قَضي علي المسافات الصغيرة التي كانت بينهُما ، ونظر إليها قائِلاً " أتعلمين أنَّني مُتَيَمٌ بِكِ ؟ "

نظرَت إلي كَفِّ يدها لتعبث بِه بينما تبتسِم قائِلة بخفوت " وأنا كَذَلِك .. " ثُم نظرَت لَهُ مُتسائِلة " ولَكنني أري في عينيكَ لَمعةً غَريبة ، أكان ما قُلتَهُ مُقَدِمَةٌ لِشيءٍ ما ؟ "

حَمحَم هاري ثم نظر بعينيها مجدداً ليَقول " لا .. أو رُبما ؟ " لاحظَت توتُرَهُ الذي فشل في إخفائِه .. لتعقِد حاجبيها بينما تعتدِلُ في جلستِها مُمسكةً بإحدي يديه " هاز ؟ هل أنتَ بِخير ؟ وَعَمَلُك بِخَير ؟ "

" أجل .. لا تُصابين بالذُعر ! " إبتسم مُهدِّئاً إياها ثُم إسترسل في هدوء قَضي علي قلقها " لَقد رُشِّحت بإحدي المهرجانات السنويّة الشهيرة لِلفَن التي سَتُقام في نهاية الإسبوع .. " تنهَّد لِيُتابِع " تُقام في أمستِردام .. "

 إنتفضت بيلا وشعرت بِوَخزٍ في قلبِها جعلها غير قادرة علي الحَديث .. وهو فقط راقَب ردّةِ فِعلها في هدوء ، حين أدركَت أنَّهُ لا مَفر لها مِنَ الرَد .. همست في قلق " أتَعِدُني بأنَّكَ سَتُهاتِفُني في كُل ساعة لِتُطمإنني علي أحوالِك ؟ "

إتسعت عينا هاري بقوّة مُتعجِّباً " أهذا كُل شئ ؟ أيعني هذا بأنكِ وافقتِ علي سفري لِلمهرجان ؟ "

أومأت بعد أن راجعَت نفسها .. ثُم قالت رافعةً كَتِفَيها بإستِسلام " أجل. فسفرك لهذا المهرجان سَيكون خطوة جيِّدة للأمام حيثُ تنتشِرُ لوحاتك في المعارِض الخاصة بِـ هولندا ويتعرّف العالم عَلي إبداعِك ، ثُم أنَّكَ لَن تُطيل مِن الغياب أليس كذلك ؟ " كتفت يداها ليظهر الحُزن الطَفيف علي ملامِحها ، إلتقَط يدها سريعاً ليقول " لن أتاخَّر بالطبع ، فقد كُنتُ أنوي رَفض الذهاب لولا موافقتكِ ! " نظرَت إليهِ لِتبتسِم كي لا تُشعِرَهُ بِحُزنها وتَقول بِمرحٍ جعلهُ يبتسِم " إجعلني فخورةً بِك "

" سأفعل يا جَميلَتي "

قهقهت مُتسائِلة " أتُلاحِظُ أنَّكَ قَد بالغت في إستخدامِ تلك الكَلِمَة اليَوم ؟ "

" جَميلَتي ؟ " رفع حاجبيه فقهقهَت مُجدداً ، ليبتسِم ويُفسِّرُ لها " إنها لَيسَت كلمة ، إنها إسمُكِ ! "

عقدت حاجبيها بخفّة ، فعاوَد يتحدَّث بِحماس " بيلا. الإسمُ ذو الوَقعِ الخَفيف علي الأُذُنَين والنُطقُ اللَطيف .. يَعني الجَمال باللاتينيّة ، فأضفتُ لَهُ ياءَ المِلكيّةِ فقط .. "

إبتسمَت في إعجاب .. ثُم قالت مُحدقةً بِوجهه الذي تَعلوه إبتسامةٌ لَطيفة " لا أعلمُ كَيفَ سأقضي عُطلة نهاية الإسبوع مِن دونَك ! "

إنتفَض كِلاهُما لِسماع إنفِتاح باب السيّارة فجأة .. ودخلت السيدة آن لِتُدير المُحرِّك مُجدداً وتفتح معهُما بَعض المواضيع الشيِّقة ، ولكن بيلا كان جُزءٌ مِنها ليس حاضِراً مَعهُما .. كانت تُحدِّقُ بِهاري خِلسةً ولم تستطِع إخفاء حُزنها لرحيلَهُ القَريب عنها ..

أصبحا الآن أمام المتجر ورحلت السيدة آن ، دَخلتهُ بيلا فَوَجدَت الأنوار مُطفأة .. أليس لوي مُتواجِداً ؟ عقدت حاجبيها لِتُنير أنوار المتجر وتسلَّلَت لِمسامعها صَيحة جعلتها تَصرُخ آخذةً بِضعُ خُطواتٍ لِلخلف بِفزع .. أدركَت أنَّهُ لوي حين رأتهُ يتجِه نحوها ، ثُم نظرت خلفِه لتُضيِّق عينيها في مُحاوَلَةٍ مِنها لِتمييز هذا المكان .. فقد تغَيَّر نَمَطُه ، والأثاث قد إزداد ! وأُضيفَت لِجُدرانِه لَوحاتٌ لِلورود .. كما أن الورود المرميّة علي الأرض بعشوائيّة جعلتها تبتهِج ، شعرت بِهاري يُعانِقُها مُحيطاً خصرها بيديه لِيُقبِّل كَتِفَها بينما يقول " اُحِبُّ- " إلتفَّت لِتُعانِقهُ بِقوّة حتي أنَّهُ كاد يختنِق .. وهمست " أُحِبُّكَ أكثر .. وأكرَهُكَ في الآنِ نَفسِه لأنَّكَ لم تَستَمِعُ إلي ما أقول ! "

" لقد قَطَعتُ لَكِ وعداً بأن أجعل هذا المتجر أكبر متاجر فلوريدا .. وأنا رَجُلٌ لا يَخلِفُ بِوعودِه " إبتسم بينما يُقَبِّلُ رأسها .. وشعرت هي بأنها لا تستطيع التعبير عن مَدي سعادتها أو مَدي حُبَّها لَهُ ... حَمحَم قائلاً " لقد إنتهزتُ فُرصة إنكبابَكِ المُتواصِل علي المُذاكرة في الثلاثة أسابيع الماضية فقرَّرتُ تَجديد المتجر .. وحصلتُ علي بعض المُساعدة هُنا " أشار لها برأسِه فإنتقلت عينيها لِلوي الذي إبتَسَم .. بالتأكيد ، ومَن غَيرُه يُمكِنهُ جعل هاري يَدخُلُ المَتجَر ؟ إبتسمَت بِدِفء وقبل أن تتحدَّث أشار لها هاري بيدُه مُردِفاً " وبعض المُساعدة هُنا أيضاً ! " فتَتَبَعَت عيناها إشارَتَهُ حتي إستقرَّت مُقلتاها علي أصدقائِه المُحَبَبين إلي قلبِها .. لِتَتَوَسَّع إبتسامتها بينما تتجِه نحوَهُم لِتُصافِح الجَميع  وتشكُرَهُم .. وتبادَلوا أطراف الحديث حتي رَنَّ جَرس الباب مُعلِناً عن دخول زبائِنٍ جُدُد ..

فَصَفَّق هاري بِحماس بينما يصيح " هيّا يا رِفاق لينصرِف كُلٌّ مِنكُم إلي عَمَلِه "

وذهب نايل ليُساعِد لوي في ترتيب الأزهار ، بينما بيلا وهاري جلسا علي المكتب الصغير يُحدِّثان الزبائِن بِلباقة ، أمّا ليام فقد تابَع تنظيفِ الأرضيّة ، وزين كان يُغازِلُ كُل فتاةٍ تَدخُل .. حتي مَرَّ الوَقتُ ولم يَشعُروا بِه ، ورُغم إنغِلاق مُعظم المحلّات المُجاوِرة لإقتِراب الساعة مِن مُنتصف الليل .. كان هذا المتجر مُزدحِماً ، مَليءٌ بالنشاط ومُفعماً بالسعادة والإبتسامةُ تُزَيِّنُ وَجه الكُل بِلا إستثناء

-

عدد الكلمات: 3616 الحمدُ لله:"D

ليا طلب صُغيَّر: حُطوا الرواية في الريدينج ليست لو سمحتوا♥

رأيكوا في الشابتر ؟ طويل أهو ومدلعاكوا والله:"♥

في آن ؟

وفي مُفاجآت هاري اللي مبتخلصش ؟

أكتر جُزء عجبكوا ؟

أي توقُعات ؟

ويا جماعة نزلت وان شوت عنوانها "إعترافات خجولة" هادِفَة جِداً لِكُل البنات، أتمني تقرأوها وتقولولي رأيكوا♥


Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top