26 | رَفض.

نزلت وان شوت جديدة بعنوان "إعترافات خجولة" إقرأوها فضلاً❤

قِراءة مُمتِعة❤

-

> بَعد مرورِ ثلاثة أسابيع <

صَمتٌ مُريبٌ يُسيطِرُ علي الأجواءِ في غُرفتِها ، دقّاتُ الساعة تَرِنُّ بصخبٍ في أُذُنيها .. لكن دقّاتُ قََلبِها كانَت أعلي مِن ذَلِك

نَظَرَت للساعةِ مُجدداً وعضَّت علي شفتيها بقوّةٍ بالِغة .. في النهاية حَسَمَت قرارها ونهضَت لِتَخرُج مِن غُرفتها .. أخَذَت مِعطفها لتنزل للطابق السُفلِي وتَجِد الجميع في إنتظارها بالأسفل 

" إشتقتُ إليكِ كثيراً بيل ! " تقدّم لوي نحوها لِتحتضنُه بقوّة فإبتَسَم وهو يُبادلها ويَلُفُ ذراعيه حول جسدها النَحيف ; فهي قد إمتنعت عن الأكل الفترة السابقة كي تُركِّز في مُذاكرتِها

" سأبكِ .. " همست بنبرتِها المُتحشرِجة بجانِب أُذُنَيه ، نظر لها قائلاً " إيّاكِ ! فَقَط تنفّسي بِراحَة وأرخِ أعصابكِ قليلاً ، ظهور النتيجة لن يجعلكِ تفقدين أعصابكِ بهذا الشكل ، أليس كذلك ؟ " إبتسم إليها مُهدِئاً إياها فأومأت برأسها لعدّة مرات

إنتبهت لِوجودِ كآيلب أيضاً ، تقدّمت نحوهُ لِتُصافِحهُ مُبتسِمة " مرحباً كآي ! "

نَظَر إلي يديهِما المُتشابِكة ثم نظر بعينيها ولم يَرُد ، فقد تعجَّب مِن طريقتها الرسميّة قليلاً ، فقد إعتاد علي معانقتها لهُ فور رؤيتُه والتصرُّف بعفويّة .. ولكنها أصبحت تُراقِبُ حركاتها وتحسبها بدقّة أثناء وجودها معه .. أدرَكَ ما يفعلهُ فإبتسم وقال " ستحصُلين علي أعلي العلاماتِ يا بيلا ، فهذا هو ما تستحقّينهُ .. جميعنا مؤمنون بِكِ "

إبتسمت لهُ ثم شكرته لِتجلس معهم علي الأريكة وتُعطيها والدتها كأساً مِن الماءِ كَي تهدأ

جلس والدها بجانبها ليحتضِنها ومَسَحَ علي شعرها قائلاً " أثِقُ بِكِ يا بُنيّتي وأعلمُ بأنكِ سَتجنين ثَمرةِ تعبكِ ، وستجعليننا فَخورَينِ بِكِ "

أمسكت والدتها بيدِ إبنتها بحنان وقالت بنبرةٍ هادِئة " إسمعِ عزيزتي .. حتي وإن كانت علاماتكِ ليست مثاليّة فإعلمي أنكِ ستظلّين الأكثر تفوّقاً في عينَينا ، نحنُ فَخورَين بِكِ مهما حدث ، مَفهوم ؟ وهذا هو كُل ما يُهِم .. نحنُ نعلم كَم تعبتِ منذُ بداية الدراسة ونُقدِّرُ مجهودكِ ومهما حدث بشأن النتيجة سنظلّ فخورين لِكَوننا والديكِ يا طِفلتي .. " قبَّلَت يدها فإبتسمت بيلا لِتدمعُ عينيها بسعادة ، فذلك الكلام كان كافياً لتغيير مزاجها ومدّها بالدعمِ الذي تحتاجهُ بتلك اللحظة

" أُحِبُكُما كثيراً .. " همسَت لِوَالِدَيهَا ثم نظرَت لِلوي وكآيلب قائلة " أنتُم أفضلُ عائلة علي الإطلاق ، أنا مُمتنّة لوجودكم جميعاً بِجانبي "

إبتسم لها الجميع وحمّسها لوي لِتنهض ويذهبا للمدرسة لرؤية النتائج سويّاً .. خرجت من المنزل بخطواتٍ بطيئة ومُتراخية وكأنها تَسلُكُ طريقاً طويلاً مُعلّقٌ في نهايتة حَبلُ مشنقتِها ، وصلت لسيّارةِ الأجرة التي أوقفها والدها لتركب هي والجميع ذهب معها ليُحفِّذونها طوال الطريق ويُقلِّلوا من توتُرها الجامِح

أخرجت هاتِفها لِتُرسِل الرسائل النصيّة إلي هاري .. ولكنهُ لم يَرُد ، هاتفَتَهُ فَوَجدَت هاتفهُ مُغلَق فأدخلت هاتفها في حقيبتها بغضب .. لاحظَت والدتها ذَلِك لتمسحُ علي كتفِها جاذبةً إنتباهها وهمست بـ " لا بأس ، سيتصلُ بِكِ حين يري المُكالمات الفائِتة "

-

بَحَثَ عن إسمها في قائمة كشف النتائج في حرفِ الباء .. لم يَجِد إسمها فتنهّد بينما يُرجِعُ شَعرَهُ للوراء بغيظٍ شديد ، ثم تذكَّر أنها تُدعَي إيزابيلا لِيَعود ويبحث عن إسمها في حرفِ الألِف .. حتي إستقرّ إصبعهُ عليه " إيزابيلا مارين " تهجّأ إسمها ليتجِه إصبعه نحو درجاتِها بإهتِمامٍ شديد وقد عضّ علي شفّتهُ السُفلية حتي كاد يقطعها...

إبتهجَ تلقائياً وظلّ يبتسِم بتوسُّع وقفز مسروراً وشعر بفخرٍ كبير يملأُ صَدرُه ..

وصلَت بيلا إلي المدرسة فترجّلت بعجلة لِتضغط علي يدِ لوي بقوّة قبل أن تسير معهُ للداخِل .. وترجّلت خلفها عائلتها ليتبعانهما

إلتفتت أنظارها للحشد الكبير من الناس لمعرفة نتائجهم ثُم قابلت عينيها عينين كيلي اللتان يُطلِقان الشرار نحوها فحوّلت بصرها عنها لتنظر أمامها سريعاً ، تعرّقت بيلا وإرتجفت أطرافها حتي لاحظ لوي لينظر إليها ويقول " تباً بيل إنها مُجرّد نتيجة غبيّة ، تَمالَكِ أعصابكِ رجاءً "

أومأت لهُ ثم ذهبا سوياً نحو القوائم المُعلّقة علي الجُدران .. أخذَت شهيقاً ثم أطلقتهُ لتدخُل بين الناسِ ويدها مُمسِكة بخاصة لوي 

قبل أن تتقدّم أكثر وجدت شخصاً يركُضُ نحوها بسعادةٍ عارِمة ، توقفت لِتبتسِم علي مَدي حماقتهُ وهو يركُضُ بتلك الطريقة ثم توقّف أمامها ليلتقِط يدها ويقول بسعادة " لقد كُنتُ هُنا مُنذُ ساعاتٍ لأطمئِنّ علي نتائجكِ "

" يا الهي هاري ظننتُكَ نَسيت ! " عانقَتهُ وإنتظمَت أنفاسها لشعورها بالإرتياح الآن .. حاوَط خصرها بقوّة قائلاً " قد أنسي أي شئ إن كان لا يتعلّقُ بِكِ ، حبيبتي "

إبتسمت بيلا أثناء عِناقها لهُ ثم همست " لم أكن ممتنّة لوجودِ أحدهُم في حياتي بهذا القََدرِ "

تذكّرت أنها لم تعرف نتيجتها بَعد فإبتعدت عن هاري مُتسائِلة بقلقٍ شديد " هاري هل نَجَحت ؟ هل علاماتي جيدة ؟ "

كَوَّبَ وَجهها بين يَديه ليصنع تواصلاً بصريّاً معها ويقول مُطمئِناً إياها " بيلي إنَّ علاماتكِ رائعة .. لقد حصلتِ علي إمتياز في جميع الموادّ ! "

" أنا فعلت ؟ " أفلَتَت مِن فَمِهَا صرخةً كبيرةًَ جعلتهُ ينتفِض غَير متوقِعاً رَدّة فِعلها الغَريبة حيثُ إندفعَت بيلا لِتَترُك قُبلَه جريئة علي شفتيه قد تركت أثراً كبيراً في قلبِه كذلك.

أخَذَتها اللهفة ليلحَظ هاري بعدما إستفاق مِن شرودِه أنها إختفت من أمامِه !

إلتفت باحثاً عنها بِزَوجِ عينيه حتي إستطاع رؤيتها وهي مُلتصِقة بالحائط تبحثُ عن درجاتها بتركيزٍ شديد .. قهقه علي لطافتها ليتجِه نحوها ويُراقِبها

إلتفّت بيلا لِتنظُر لَهُ قائلة " يا إلهي !! هذا .. تباً ! " إنعقد لسانها مع نِزولِ أول دِمعة علي وجنتِها لفرحها الشديد ، خبأت وجهها بيديها لتبكِ أكثر ويزداد وجهها إحمراراً ، فإبتسم هاري ليسحبها بسهولة نحو صدره قائلاً " أجل هذا رائع .. لا تُقلِّلي من قُدراتِك مجدداً أخبرتُكِ قَبلاً أنكِ ستحصلين علي علاماتٍ ممتازة ، ولقد حصلتِ علي أكثر مما توقعته حتي ! إنكِ تستحقين كُل ذلِك بيلي ! "

تشبثت بِه لِتمسح دموعها وتنظُر لهُ مُبتسِمة .. وكان وجهها أكثر إشراقاً ; لِشدّة نقاء تِلك الإبتسامة التي جعلته يبادلها فَوراً .. لم يَطُل التحديق طويلاً حيثُ إقتحم كلاً من لوي وعائلة بيلا تلك اللحظة 

" اوه صغيرتي لا تبكِ ! " عانقتها والدتها بِحنان بينما تبكي ، فعقدت بيلا حاجبيها مُتسائِلة " ولكنّكِ تَبكين .. ؟ "

" لا شأن لَكِ " صفعتها والدتها علي ظهرها بخفّة لِتَحَاذُقِهَا ، فقهقهت بيلا بينما تُبادلها العناق بِحُبٍ شديد

" يَكفي يا أنجيل سَيطري علي مشاعركِ " سَخر والدها من زوجته ليُبعِدها عن بيلا ويُعانقها هو بينما يهمس في أذنيها " لديّ مُفاجأةُ لَكِ "

" ما هي ؟ " سألَت هامِسة بحماس فإبتسم قائلاً " هذا سؤالٌ غبيّ .. "

" أنت مُحِق ! " إعترفت بيلا ليُقهقها ثم يَقِفُ لوي بجانب والدها الذي لازال يُعانقها ، وحَمحَم ناظراً للسيّد مارين فإبتعد تاركاً بيلا لهُ ليَشكُرَهُ لوي

" هاري قد أعدَّ لَكِ .. " توقّف لوي عن الحديث فجأةً ليشعُر بحماقة ما قاله للتو ثم غطّي علي الأمر بتوتُر " مرحباً بيل عزيزتي كيف حالُكِ اليَوم ؟ "

" بجديّة لوي ؟ " رفعَت إحدي حاجبيها فإبتسم إليها قائلاً " أنا حقاً سعيدٌ لأجلكِ .. فقد حصلتِ علي الدرجات التي حَلِمتِ بها "

" رغم أنّك تتهرّب من الموضوع ولكن شكراً لك ، أنت أيضاً درجاتك رائِعة ! " بادلتهُ الإبتسام ثم تحدّث والدها قائلاً " هيا لنغادر المدرسة عزيزتي ؟ "

إتسعت عينيها لتهزّ رأسها رافضةً تلك الفكرة " وهل تظن أن الأمر قد إنتهي بتلك السهولة ؟ عليّ رؤية درجات جميعِ مَن في المدرسة أولاً ! "

قهقه الجميع وكان هاري يشاهدهم من بَعيد وإبتسم لرؤيتِها سعيدة ، شرد لدقائقٍ ثم إلتفّ وأوقفهُ صوتها الحنون " عزيزي .. "

عَلِمَ أنها أتت خلفَهُ وإلتفّ إليها مبتسماً ، عانقها بصدرٍ رَحِب ليستنشِق كلاهما عطر الآخر الذي داعب أنفيهما

" أين ستحتفِل بي الليلة ؟ " سألتهُ بحماس فردّ قائلاً " سنذهبُ إلي السينيما في الثامِنة مساءً وقد حجزتُ تذاكر فيلمكِ المُفضَّل ! "

" وكيف عرفت فيلمي المُفضَّل ؟ " ضيّقت عينيها بتعجُّب فقهقه علي مظهرها وقال " لوي أخبرني "

رَنَّ هاتِفهُ في جَيبِه فنظر بإسمِ المُتَصِل وعاوَد النظر إلي بيلا وكأنّهُ يستأذِنُها بأن يَرُد .. فأومأت مُبتسِمة بخفّة ، تركها ليبتعِد ويَرفع الهاتف علي أذنه ويبدأ في الحديث ..

لِما إبتَعَد ؟

كان هذا السؤال يتردّدُ في ذهنها بلا إنقِطاع ، حتي أتي أمامها شخصٌ حجب رؤيتها ومراقبتها لهاري ..

" بيلا مُباركٌ لَكِ علي النجاح ! " صافحها أليكس فإبتسمت لتشكُرُه وتتمنّي لو يذهب من أمامها الآن كي لا تحدُث المشاكل بينه وبين هاري

" أنتِ تَعلمين بشأن حفل التخرُّج أليس كذلك ؟ سيُسُرّني إصطحابكِ معي إليه ! " غمز إليها فعقدت حاجبيها متسائلة " لماذا توَدُّ إصطِحابي أنا وليست أي فتاة أخري ؟ "

" لأنهُ قد مرّ الكثير من الوقت ولم نتسكَع سويّاً ! ولأنكِ جميلة ويُمكِنُنا الحصولِ علي لقب 'مَلِك ومَلِكَة الحفل' إن ذهبنا معاً ! " 

عَقدَت بيلا يديها أسفل صدرِها ونظرت لهُ بعدم إقتناع بما يقول ..

" هيا بيلا ؟ لا أظُن أنهُ لديكِ مَن هو أفضلُ مِنّي ليُرافِقكِ إلي الحفل ! " 

" أوه رجاءً كَفاك تواضُعاً أليكس .. " أدارت عينيها ثم أردفت " هذا حقاً لُطفٌ مِنك أن تدعوني للذهاب بِرفقتِك ، ولكنني أعلمُ بشأنِك أنتَ وكيلي .. "

" ماذا بِشأننا ؟ لم أفهم ! "

" حسناً لا يهم ! " إنزعجت بيلا ونظرت بإتجاهٍ آخر لتتنهّد ، ثم لاحظت نظرات كيلي الثاقِبة نحوها لتصيح قائلة لأليكس " أليكس إن كانت تلك المُتطفلة هُناك لِتتأكد من أنني قبلت مِنك الدَعوة فإجعلها ترحل رجاءً لقد سَئِمتُ مِنكُم جميعاً ! "

صُدِم أليكس كُليّاً .. نظر إلي بيلا بغضب قائلاً " الآن أعرِفُ كَيف تَشعُر مولي ! " نظرَت لهُ بذهولٍ في المُقابِل .. إسترسَل بهدوء " أنتِ تُبعِدين كُل من يهتمّون لأمركِ .. ألا تلُاحظين ذَلِك ؟ لقد أردت فقط قضاء بعض الوقت معكِ خِلال ذلك الحفل لأنني إفتقدتُ وجودنا معاً .. "

تنهَّد هامساً لِنفسِه " إفتقدتكِ .. " 

" لأنَّكَ ماذا ؟ " إضطربت مشاعرها ، وتجمّد جسدها ، وصَعَد الدِماء لوجهها فأحرقُه لِتشعُر بِحَرٍّ شَديد وكأن الشمس لا تُسلَّط آشعتها سوي علي جسدها

" لا لم أقصِد ذلك ! أنا أتفهّمُ أنكِ في علاقةٍ عاطفيّة " قهقه في النهاية ثُم إبتسم بعدها حين صمتت وتنهدت وكأنها أزاحت هَمّاً مِن علي عاتِقها 

" أنتِ آتية علي أي حال لأنكِ مُمثِّلة بتلك المسرحية التي عَمِلنا عليها جميعاً في النشاط المسرحيّ ، لذلك سأعتَبِرُ صَمتُكِ مُوافقةً علي الحضور معي ! " رفع إليها كتفيه ببساطة ليبتسِم بخفّة ، تذكَرَت بيلا أمر المسرحيّة لتتأفف قائلة " ألا يُمكنني أن أنسَحِب مِن المسرحيّة ؟ "

" إذاً فستأخُذُ كيلي دَوركِ وأنتِ لا تُريدين ذَلِك ، صحيح ؟ " أقنعها أليكس فأومأت ..

" سأُهاتِفُكِ الليلة .. " إبتسم إليها وقبل أن يرحَل .. قام برفع وجهها إليه بواسطة يدهُ أسفل ذقنها قائلاً " لِما لازلتُ أشعُر بأنكِ غاضبة مني مِن دون سبب ؟! "

دفع هاري يَدهُ عن بيلا سريعاً لِيَقُل بينما يَقِفُ بجانِبها مُحاوِطاً خصرها بِذراعِه " لَديك أربعة ثوانٍ لِترحل " حرَّك لِسانِه بداخل فمه بغضب بينما يُرسِلُ له بعض النظرات التي ثَقبتُه .. مؤكِداً لَهُ بأنها خاصتُه

" حسناً سأهاتفكِ كما إتفقنا ، وأيضاً أنا أُقيمُ حفلةً اليوم في إحدي النوادي بمناسبة التخرُّج ، سَيَسُرّني مجيئكِ " تجاهَل هاري تماماً ليبتسِم إلي بيلا ، وقبل أن تُجيب عليه سبقها هاري بِقولِه " إنها ذاهبة إلي السينيما اليَوم ، حَظٌّ أوفَر للمرةِ القادِمة "

ردّ أليكس بِمَرَح " أوه يا فتاة لم أعلم أنكِ تُحِبين الذهاب إلي السينيما ! "

وَمُجدداً سبقها هاري مُتحدِثاً بِبرود " لأنك لا تَعرِفُ 'تِلك الفتاة' كما أعرِفُها أنا ! "

 أدار أليكس عينيه وتركهما .. ثم نظر هاري إليها قائلاً بنبرةٍ هادِئة " هيا لأوصِلكِ مع عائلتكِ إلي المَنزِل "

-

" هل أبدو جَيِّدَة ؟ " سألت بيلا بينما تضعُ كِلتا يديها علي خَصرِها وتستعرِضُ ثَوبها الوَردي القصير أمام والدتها التي إبتسمت بإعجاب قائلة " وأكثر مِن جَيِّدَة ، خَلّابة ! "

" أُحِبُكِ ! " قبَّلَت وجنتَي والدتها بسعادةٍ عارِمة ، ثم أتي والدها إلي غرفة المعيشة لينضَم إليهِما قائلاً " هيا بيلا فلتذهبي فقد رأيتُ سيارة هاري بالخارج "

أومأت بيلا لِتُقبِّل وجنتهُ سريعاً ثم تخرُج

وجدتهُ يترجَّل مِن سيارتهُ ثم أتي ليقف أمامها بِكامِلِ أناقتِه ، بدلة سَوداء ذات وقارٍ جذّاب وأسفل معطفها كان يرتدي قميصاً ورديّاً ، وإكتَمَلَ ذَلِك المشهد البَديع بإبتسامتِه لِكَون أزيائهُما مُتناسِقة عن طريقِ الصُدفة وإلتقط يدها لِيُقبِّلُها قائلاً " هل أنتِ جاهزة للذهاب ، آنستي ؟ "

" بالتأكيد ! " ردَّت سريعاً وتشبّثت بِذراعِه ليبدوان كَثُنائيٍ لطيفٍ للغاية أثناء توجههما نحو السيّارة .. فتح لها الباب لتركب ثم ركب بمقعدِه ليبدأ القيادة ، تبادلا المُغازلات والإطّرائات والحديثِ عن عَملِ هاري حتي رنّ هاتفه ..

" ما قِصّةُ هاتِفُك اليَوم ، هاز ؟ " لم تستطع بيلا منع نفسها من السؤال عن الأمر ، فإلتقط هاتفه ونظر إليها ليَقُل بتفاجؤ ناظراً لشاشةِ هاتِفِه " إنها .. أُمي ؟ "

أجاب سريعاً بينما يَقود بِحَذَر ..

' مُفاجأة ؟ '
' أجل ، سعيدٌ للغاية '
' أحقاً تُريدين ذلك ؟ '
' حسناً لا مُشكلة '
' وداعاً ، أُمي ! '

أنهَي المُكالَمَة مُبتسِماً ، وإنعطف بالسيارة إلي اليَسار مُغيّراً إتجاههما وكأنهُ يَعود إلي جميع الطُرُق التي مرَّ عليها .. إنهُ يَعود أدراجه

" ماذا يحدُث ؟ " سألت بيلا محافظةً علي هدوئِها فنظر إليها وإبتسم ، ثبَّت نظرهُ علي الطريقِ مُجدداً وقال " والِدَتي تُريدُ رؤيتكِ "

" ماذا ؟ " إرتفعَت وتيرة صوتها بصدمة !

" لقد هبطَت طيّارتها إلي فلوريدا مُنذُ ساعة وهي الآن قد وصلت أمام المنزل وهاتفتني مُلِحَةً عليّ بأن أدعوكِ للمجئ كَي تُقابِلُكِ مُجدداً ، لقد تفاجئتُ مثلكِ تماماً ولكنها أخبرتني بأنها لن تُعيد ما حدث المرة السابقة وتُريد مَعرِفَتَكِ أكثر .. خصّيصاً عِندَمَا لاحَظَت إصراري علي مواصلة علاقتُنا والتمسُّك بِكِ رغم مُعارضتها لي .. فَنحنُ الآن عائِدين الي منزل وسأوعَوِّضُكِ عن ذلك الفيلم غداً أو في أي وقتٍ تُحبين "

بَقيَت بيلا صامتةً لا تُحَوِّلُ عَينيها عن هاري .. تَنظُرُ إليه نظرة غيظٍ وحنق ، حتي لاحظ نظراتها الغريبة فأوقَف السيارة لينظُر إليها قائلاً " ماذا بِكِ عزيزتي ؟ "

طفح الكَيل حين إستفزّها هاري بسؤالِه فإنفجرت كالقُنبلة تَصرُخ وتَصيح بإنفعالٍ جَمّ " ماذا بي ؟ هاري أنت حتي لم تسألني إن أردت الذهاب معك أم لا ! لقد أخذت قرارَك وأنت الآن تقود فعليّاً نحو منزلك ! " 

" لا يُمكِنُكَ التحكُّم في حياتي بهذا الشَكل هاري ! وكان عليك إخباري مُنذُ البداية بأننا ذاهبين لمُقابلتها ! "

" بيلا لقد هاتَفَتَني لِلتَو ! " رفع هاري يديه بمعني إهدأي فصاحَت قائلة " لا هي لم تُخبِرُك بِذَلِك للتو ! لقد هاتفَتَك حين كُنا في المدرسة وأنت تعلمُ منذ ذلك الوقت بأنها آتية ولم تُفكِّر بإخباري حتي ! " 

" بيلا ! " حاوَل التحدُث ولكنها نظرَت إليهِ بِقساوة جعلت الحروف تذوبُ علي شفتيه .. فحدَّق بعينيها بِحُزن ، وهربت هي من التواصُل البصريّ لتنظر جِهة النافذة قائلة " هاري أنا لن آتِ .. "

 " بيلا إنها تُريد إصلاح الأمور معكِ والتقرُّب مِنكِ وَحَسب لما لا تفهمين ذلك ؟ " وضع يديه في شعرِه ساحباً إياه إلي الخلف بغضب.

سُرعان ما نظرَت لَهُ قائلة " وهي حطَّمَت قلبي المرّة السابقة ، لِما لا تَشعُر بِي ؟ " وأوشَك قلبها أن ينفجِر حنقاً

" أنا أشعُرُ بِكِ وأُقدِّرُ ذَلِك ولكن إعطِها فُرصةً أُخري لأجلي ! " تسللت يدهُ لِتُمسِك بخاصتها وضغط عليها بهدوء .. ولكنها لم تُبادلُه

" إن أرادت مُقابلتي فلتأتِ لِزيارتي في منزلي " قالَت بنبرةٍ مُبهمة ونظرت أمامها مُتجاهلةً هاري ونظراتهُ المصدومة ، سحبَت يدها مِن خاصتُه لتنظر بحدقتيه بينما تُخبِرُه " وداعاً ، سأستَقِلّ حافلة لأعود لِلمنزِل " وترجّلت مِن السيارة ، ليعتصِر هو رأسهُ بيديه ويَشعُر بِتَزاحُم الأفكار داخِل رأسِه ..

-

عدد الكلمات: 2390

هآلو بيبيز❤

رأيكوا في الشابتر؟

رأيكوا في حركات هاري وأليكس؟

رد فعل بيلا في آخر الشابتر؟

توقعاتكوا لأحداث الشابتر اللي جاي؟ متقولوش مبتعرفوش يَلّا توقعوا غلط عادي:""❤

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top