25 | ليلةٌ بارِدة.

أخباركم إيه؟ يارب تكونوا بخير كلكم♥

إعملوا كومنتس كتير عشان الشابتر طويل ولطيف:(♥ وأنا حاسة بإحباط الحقيقة فا إرفعولي معنويّاتي لو سمحتم:"

-

فلــوريــدا ...

تلك المدينة مُترامِيَة الأطرافِ ومُتَسِعَةُ الأرجاء .. التي تفوحُ برائحةِ الوَرد الذي يُنعِشُكَ أينما تذهب .. وَ ناسها يحتشِدون في كل الأمكنة بهذا المساء ينتظِرون الحافِلات ، أو يجتازونَ الشوارِع بحذر ، أو يسيرون بتأنٍّ عِند مُلتقي الطُرُق مُحافظين علي نظامِ حركة السَير .. غَضِبَت عليها سماؤها لتتلبَّد غيومَها وَتُمطِرُ بالماءِ الغَزير الذي جعل الطُرُقاتِ غارِقة في لحظات ... 

لم تنجو بيلا مِن تلك الأمطار حيثُ كانت تَقِفُ أمام منزِل هاري وتحتَمي من برودة الجو تحتَ فِراءِ مِعطفها ، طرقت الباب مجدداً وشعرت بأن يدها قد تجمّدت وَلا تقوي علي تحريكها .. فالجرس قد إحترق لتوّه بسبب الأمطار ، سَمِعَت صوتَ قعقعة السماء فإنتفضت بِخَوف .. إزدادت الأمطار غزارة وظلت هي تلعنُ هاري تحت أنفاسها لِعدم فتحه للباب بسرعة حتي إبتلّ معطفها وأصبح إرتدائهُ دون جدوي !

فُتِحَ الباب فجأة ليظهَر هاري أمامها فدفعتهُ للداخل لتدخُل سريعاً قائلة بإنزعاج جعلهُ يُقهقه " رائع هاري لِما لَم تترُكني بالخارج لوقتٍ أطوَل ؟ فأنا لم أتجمّد بعد "

" أنا آسف حقاً ، لم أسمعكِ بسبب الرَعد ! " إعتذر لها بأدب ثم إقترب منها معانِقاً إياها بخفّة لكي يُدفِئها ، ولكنهُ هو مَن شعر بالبرودة حين لاحظ أنها مُبتلّة !

إبتعد ليُمسِك بيدها المُتجمدة حرفياً وأخذ ينفُخُ بها بأنفاسهُ الساخِنة .. إبتسمت بيلا علي لطافتُه وقالت بإعجاب " كم أنتَ لطيف ! "

إبتسم خجلاً وترك يدها لِتخلع معطفها الذي لم يَعُد يُدفِئُها .. نظرَ لها بحرجٍ وقال " بيل هل ستبقين هكذا بِتِلك السُترة الخفيفة ؟ "

" سأنتظِرُ أن يَجِفّ مِعطفي وحسب .. " رفعت كتفيها كَرَد فإبتسم وأشار لها علي رُكنٍ من أركان المنزل وقال بِلُطف " إجلسي حيثُ توجد المَدفئة ! سأُعِدُ لنا كوبَين من المشروبِ الساخِن وأعود .. إكتسِبي القليل من الدفء "

أومأت لهُ مُبتسِمة ثم جلست أمام المدفئة كما قال .. ظلّت تحُكُ يديها ببعضهما البعض صانعةً حرارة فيما بينهُما مما أدفئها لِلحظات ، سَماعِ صوت إرتطام المياة بالشوارِع بالخارج جعلها تبتسِم نوعاً ما .. فهي تعشقُ الأمطار ، ولكنها لا تعشقُ نزلات البَرد وإنقلاباتِ الجوّ المُفاجِئة ..

أخذت تنظُرُ حولها تتفحّصُ الغُرفة .. حتي وقعت عينيها علي صورةٍ موضوعةٍ بداخلِ إطار ذهبيّ تحتوي علي هاري وأُختِه ووالده 

نهضت من مكانها لتذهب نحوها وتُمسِكُ بِها لِتُحدِّق بملامحهُ الصغيرة الملائكية .. ولاحظت كم كان ضَئيلاً ويُمسِكُ بالكُره التي تُشكِّلُ أضعاف حجمهُ بينما يُخرِج لسانهُ بطريقةٍ وقحة ، لكنها لطيفة ! ركّزَت علي تعابير وجه جيما وهي تنظر لهاري بحقدٍ لأنهُ أخذ منها الكُره -كما إستنتجت- ووالدهُ السيد ستايلز ينظُرُ للكاميرا مبتسماً وهو يضعُ يداً فوق كتف هاري والأخري فوق جيما ، شئٌ ما بتلك الصورة جعلها تقهقه بخفّة ثم عادت لتتمعّن بملامح هاري .. وتفاصيلهُ الصغيرة اللطيفة وكم بدا بريئاً أثناء طفولتهُ

تركَت الصورة بمكانها وقبل أن تعود أدراجها لَفَت إنتباها دفترٌ ذو غُلافٍ أحمر اللون يوضَعُ فوقهُ قلم باهظ الثمن ويبدو أنيقاً للغاية ، أمسكت بذلك الدفتر لتفتح الصفحة الأولي بفضول ..

" مع تحيات هـاري سـتايلز " كان ذلك كُل ما كُتِب في الصفحة وَبِخَطٍّ ضَخم فَعَلِمَت أنها مُقدِمةٌ لشئٍ ما ، قلّبت بين الصفحات بعفويّة وأعجبها الكثير من رسوماتِ هاري البسيطة بجانبِ الأحرُفِ التي يكتُبُها .. هي لم تَكُن تقرأ بل كانت تشاهد رسمِه البسيط والرائِع في الوقتِ ذاته

حتي توقفت عِند صفحةٍ بعنوانِ " الحُبُ مُجرّد وَهم غبيّ .. "

جَرَت عينيها علي الأسطُر تلقائيّاً لتقرأ ما كُتِب بها وهي تشعُرُ بنوعٍ مِن الغرابة .. فما قرأتهُ جعلها تتعجّب

" لا يوجد شئ في هذة الحياة يُسمّي بالحب. أنتُم إخترعتموه. الحُبُ مُجرّد وَهم غبيّ مِن صُنعِ الإنسان توهِمون أنفسكم به حتي يدفعكُم للتنازل عن كرامتكم ويجعل من المرء إنساناً ضعيفاً ذليلاً. الحُبُ وَهم ملعون لا فائدة منه ، توقفوا عن جعل أنفسكم سُجّاناً لَهُ. يُقال أن الإنسان لا يعطي الوفاء والإخلاص والإهتمام والصفات الجيّدة سوي إن أحبَّ بصدق. وكان ذلك أتفهُ ما سَمِعت ، فإذاً الحُب يجعل المرء إنساناً صالحاً ؟ كلا ، أنت تُعطي الوفاء والإخلاص والإهتمام والصِدق لأنك تَرَبَيت علي ذلك ليس إلا. أؤمِنُ أن الحُب ليس هو إلا تفاعُل كيميائيّ ولكنكم تُعطونه مُسمّي مُختلِف.. "

بعد كثيرٍ من تحديقِ بيلا بِما كُتِب علي تلك الصفحة قررت أن تقرأ المزيد .. ولاحظت أن تاريخ الصفحة كان منذُ عام ، فإرتاح قلبها نوعاً ما ، قَلَبَت الصفحة فوجدَت التاريخ قد تغيّر .. تاريخُ إسبوعٍ مَضي

تجاهلت تعجُبها من أنهُ لم يُضِف شيئاً في الدفتر في خلال تلك السنة وقررت أن تُتابِع القراءة بتعطُّشٍ للمزيد والتعمُّقِ في المعاني التي تتوارَي خلف حروفهُ التي تنبِضُ بالمشاعرِ الصادِقة 

" أذكُرُ أنني كتبت قبلاً عن كم أن الحُب شيئاً سخيفاً. لكنني أعترف أنني كُنتُ مُخطئاً في حقِّه .. للغاية ، الآن .. إسألني ما الحُب ؟ سأقولُ لَكَ أنهُ أمواج تتراقصُ فَوقَها الأحزانُ ، تَذوبُ فيها كل الأشجانِ ، تُولَد في ثناياها الأحلامُ ، وهو نسمةُ الهواء في ليلةٍ حارةٍ ، أُحِبُكَ/كِ كلمة نسمعها ولا نملّ مِنها ابداً مهما تكررت ، ففي كل مرةٍ يكونُ لها مذاقاً مختلفاً .. شعورٌجديدٌ يُولَد مع كل مرة تُنطَق بها تَلتَمِسُ أوتارَ القلبِ لِتُخرِج معزوفةً من أرقي وأرقِّ ما يكون ، الحُب هو ما نحتاج إليه في كل أوقاتنا .. في فرحها وحزنها ; فهو المُعادلة التي تَقتَرِبُ مِنَ الكَمال ، هو الرّاحة التي يحسّ بها المرء عند الشّعور بالأمان مع شخصٍ ما ، هو ذلك الشعور الذي لا يمكن التّعبير عنه بدقّة ، ولا يمكن وَزنهُ بالأفكار ، ولا شرحهُ بالكلمات ، إنّهُ فيضٌ يَنسابُ مِن القلب مُنهمِراً مُنساباً من الحنين والإشتياق. كثيرون يموتون لأنهم لا يَجِدون خبزاً ، لكن هنالك أيضاً كثيرون يحتضِرون وهم عطشي لقليلٍ مِن الحُب. فالحُبُ قد يَنقِذُ إنساناً يائِساً وقد يُعيد الحياة للشخص ذو الأحاسيس المُنعدِمة. أصدقُ قولٍ سَمِعتهُ في حياتي أن الحُب جحيمٌ يُطاق والحياة دونهُ نعيمٌ لا يطُاق. قد يُولَد الحبّ بِكَلِمَةٍ ، بِنَظرَةٍ ، بِإبتِسَامَةٍ .. فَلا تيأس وتَمَلّ من البحثِ عَنهُ ، فهو يَستَحِقُ أن تُضيِّع كل لحظةٍ من حياتِكَ في سبيل العثورِ عليه "

جَفَلَت لتبتسِم بتوسُّع .. فقد وقعت في غرامِ كُل حرفٍ قام بكتابتهُ ، شعرَت بالسعادة تغمُرها والفخر بالوقت ذاته ، لِشدّة إعجابها بِوَصفِه عادت تقرأُ ثانيةً مُتمعنةً في دِقتهُ بإنتقاءِ الكَلِمات المُناسبة ..

" تباً هاز .. ذلك يَخطِفُ أنفاسي " تمتمَت مُبتسِمة وأغلقت الدفتر حين شعرَت بأن قلبها كاد يُحلِّقُ عالياً لشدة سعادتها ، عانقََت الدفتر وإلتفَّت ، فَوَجدَتهُ يَقِفُ علي الناحية الأخري حامِلاً معطفهُ علي ذراعه ويُمسِكُ بكوبين ساخنين .. مُحدِقاً بها بلا تعابير .. حتي سألها بنبرةٍ لعوبة جعلت وجنتيها كالحُمم البُركانية .. تحترِقان خجلاً " هل كُنتِ تقرأين مُذكِراتي بالفعل ؟ "

نظرَت إلي الدفتر بيدها وبعدها رفعَت عينيها لِتُقابِل خاصتيهِ ثم قالت " هذا الدفتر ؟ لا .. أبداً " هزّت كتفيها ببساطة لِتترُك الدفتر بمكانه مجدداً ثم تبتسِم إبتسامة زائِفة لِتُنقذِها من الأمر .. بعد كثيرٍ مِنَ التحديق المُتبادَل تحدّثت مُستسلِمة بعدما أخذت نَفساً عميقاً " أجل .. لقد فَعَلت "

كاد يتحدّث فقاطعتهُ بدفاعها عن نفسها ببراءة " اُقسِمُ لم أقرأ الكثير .. " 

" لا أُمانِع إن فَعَلتِ " أخبرها ليقترِب منها أكثر ، فأكثر ! ظنَّت بأنهُ قد يُقبِّلُها أو ما شابَه .. ولكنهُ فقط وضع المِعطف الشتوي خاصتهُ علي جسدها وأغلق لها أزرارهُ كي يحرِصُ علي سلامتها من البَرد .. نظرَت لهُ بصدمة وخابَت آمالها ، فقد أرادَت أن تُقبِّلهُ كَهديةٍ مِنها علي إبداعه .. من ناحيةٍ أُخر كانَت تبتسِم علي إهتمامهُ هامِسة " أشكُرُكَ هاز ! "

" لا عَلَيكِ ! تفضّلي كُوبَكِ " أعطاهُ لها ولِسخونَتهُ عانقتهُ بأصابِعها التي إلتفّت حَولَهُ وشعرت بأنها تُمسِكُ بلهبٍ يُبعِثُ الدفء لِيَديها البارِدَتَين

 جلس كلاهما علي الأريكة الكَبيرة وظلّا يشربان المشروب الساخن بينما بيلا تُحَضِّرُ الكُتُبِ خاصتها ليبدأا بالمُذاكرة ..

تذكرت أمراً مُهِم تَلِحُّ علي معرفتهِ منذُ أمس فنظرت لهاري وقالت مُتسائِلة " هاري .. هل أرسلت لي زهوراً في المتجر أو ما شابه ؟ "

" لا ! لم أفعل " نظر إليها عاقِداً حاجبيه بإستنكار 

" إذاً مَن فَعَل ؟ " همسَت لِنفسها فَسَمِعها وصَمَت .. عادَت لتنظُر له مجدداً قائلة بحماس وفضولٍ لا يمكنها كبحُه " هل قُلت لأحدٍ شيئاً عن متجري ؟ فجديّاً منذُ أمس والزبائن تتوافدُ عليه بالأضعاف "

رَفع لها إحدي حاجبيه وقال " لِنُذاكِر بيلا ! "

" تباً عَلمتُ أنك وراء هذا ! " إرتفعت نبرتها لحماسها فقال مُخيّباً آمالها " أنا لم أقُل ذلك حتي ! "

" إذاً فأنت تعلم مَن فعل هذا ؟ " سألتهُ آمِلَةً أن يُعطيها إجابة صريحة ولكنهُ إلتزم الصمت وقهقه بخفّة علي فضولِها فقالت بغضب " لا تَستَفِزّ فُضُولِي "

صَمَت مجدداً فقالت " أعلم بأنك مَن فَعَلَ ذلك بأيّ حال " وعقدت يديها أسفل صدرها فأومأ إليها قائلاً " حسناً ، كما تُريدين "

" لِنبدأ أيُها الكَتوم .. " قالت ودحرجت عينيها بغيظٍ شديد فقهقه عليها قبل أن يقترِب منها ويأخُذ الكتاب ليتقمّص دَور المُعلِّم

-

" تَرجمي 'لا أستطيع العيش من دون حبك' للأسبانيّة " أخبرها هاري قارِئاً السؤال في كتابِها فإبتسمت لِسهولتُه ..

" No puedo vivir sin tu amor " إبتسمت بِرقّة فنظر إليها مُبتسِماً ، ثم أضاف " والآن ترجِميها إلي الفرنسيّة "

" Je ne peux pas vivre sans ton amour " وقَعَت جُملتِها علي أذنيه كنغماتٍ من الموسيقي الناعِمة وحين قامت بإرجاعِ شعرها البرّاقِ الي الوراء وإبتسمَت إبتسامةً صافية ، خَفَقَ قلبهُ عشقاً في تفاصيلها الصغيرة ..

" لما تُحدِّقُ بي هكذا ؟ " سألتهُ ضاحِكة لشدّة خجلها فَرَدَّ بِلُطفٍ لم تتحملُه " كيفَ تَشعُرين حِيال كَونَكِ الفتاة الأجمل علي الإطلاق ؟ "

تَلاقَت عيناهٌما بالنَّظرات ، فَهَربَت عينيها بَعيداً لِتتورّد وجنتيها وترتدي شفتيها أجمل إبتسامة علي الإطلاق ، شَعرَ هاري بحيائَها فقال ناظراً بعينيها " إرفعي سِتار الخجلِ عن وَجهَكِ فهذا لن يجعلني أُوقِفُ مُغازلتكِ ، فَحيائُكِ هو ثاني أفضل شئ أُحِبُ رؤيتهُ بَعد إبتسامتكِ .. "

أدار وَجهها إليه لِتُواجِهَهُ ورأي إحمِرار وجهها المُتزايِد ليبتسِم محدقاً بِها " كَم أُحِبُكِ ! "

إنفكّت عُقدة لِسانها قائلة " جَميع الكلمات الرائعة لا يمكنها وَصفُ حُبِّي لَك "

ظلّت إبتسامتهُ تَنمو حتي أحاط جسدها بيديه لِيَضُمّها إليه ، إستقرّت رأسها علي صَدرِه تَستَمِعُ إلي لَحنِ قَلبِه الفَريد بينما هو أحكَم ذراعيه حولها كما وكأنها ستهرب من بين يديه في أيةِ لحظة

" لِما أحببتِني يا بيلي ؟ " جائها سؤالهُ المُفاجِئ بينما يلعبُ في خُصيلاتِ شعرِها لِتشعُر بأنها تناوَلَت مُخدِّرعالِ المفعول لِلتَو

" حقاً هاز ؟ " نظرَت إليهِ فبادَلها ليبتسِم علي مظهرها اللطيف مِن الأُفُق ، وقال " أجل أعلَمُ أنني رائعاً ولكن سيسُرني سماعُ ذَلِك منكِ "

تنهّدت لِتُحضِّر الكَلِمات المُناسِبة .. ثم قالت مُتأمِلَة " أحببتُك وأُحِبُك لأنني رأيتُ بِكَ شيئاً مُختلِفاً .. لم تَكُن كَغيرك من الرِجال ، كُنتَ مُميزاً بطريقةِ تفكيرك وبلباقةِ حديثك وفنَّك اللا مُتناهي ، مُهذباً .. نوعاً ما ! وَصادِق ، شُجاع ، ونَبيل ! إجتمعت بك كل الصفات التي جعلتني أقعُ لَكَ دون تَوَقُّف ، ولازِلتُ أكتشِفُ بِكَ شيئاً جديداً يجعلني أُذكِّرُ نفسي بِكَم أنا محظوظة لِوجودَكَ في حياتي ! "

" قد تكون كَلِماتي تافهة ولكنها ما أشعُرُ بِه ، فأنا لستُ شاعرةً وفنانةً مُتكاملةً مِثلُك " رفعت كتفيها فقامَت يَدهُ بإحتِضانِ يدها وقال " إصمُتِ فَتِلك 'الكلمات التافهة' هي أفضَلُ ما سَمِعتَهُ في حياتي "

قهقهت بسعادة فإعتدَلَ هو في جلستهُ لِيَنظُر إليها ثم إلي شفتيها وقال " هل تسمحين لي بأن أستَعير قُبلة ؟ وأعِدُكِ بأنني سأُعيدها الضِعفَين "

" لن تتوقّف أبداً عن كَونَكَ لَعوب ، أليس كذلك ؟ " قهقهَت ثم أضافَت " أوافِق بالتأكيد "

إبتسَم لها ليقتَرِب منها أكثر حتي أصبحت المسافة بين جسديهما مُنعدِمة .. نظر إلي شفتيها ليَعُضُ علي خاصتيه ثم أفلتهُما ليأخُذ خاصتيها في قُبلةٍ عميقة ... إختلّ توازُن بيلا فَقام بإسنادِها مِن الخلف وتابعا ما يفعلانه دون أن يقطعان إتصال شفتيهما ، جعلها ذلك تتشبّثُ بِرقبته بِنعومة .. حتي أفلتت شفتيها مِن خاصتيهِ ليبتسِم كلاهُما بسعادة

بعد ثوانٍ حاوَل الإقتراب منها أكثر ليُقبّلها مجدداً فحرّكت رأسها للجَنبين قائلة بتحدٍ " ليس قبل أن تُخبرني هل أنت من أرسل الزهور إلي متجري أم لا "

" إنكِ مُخربةٌ للحظاتِ الجميلة .. " أدار عينيه بضجر ثم أجابها مُتنهِّداً " أجل لقد فعلت "

" لماذا هاري ؟ أخبرتك مسبّقاً بأنني لا أريد مُساعدتك في هذا الأمر بالتحديد فل- ... "

إلتَقََط أنفاسُهُ مُفرِّغاً أذنيه مما تقولهُ وهَجَمَ علي شفتيها ، فأسكتها بطريقةٍ لطيفة !

كانت الّليلة بارِدة ، والمَطرُ يتوقّف ثم يَهذي مجدداً ، وَريحُ الشتاءِ تتلاعبُ في الخارِج 

إلا في هذا المنزِل .. كان الدِفءُ والضَحِكات الجميلة يملأآنهُ .. ثم أتت لحظةٌ مليئةٌ بالهدوء ليلتقط كلاً منهما أنفاسهُما 

وكاد الوقت ينقضي في أحاديثٌ حُلوة شائقة لا يريدانِ أن يقطعانها ، فنبّهتها رسالة والدتها عَبر الهاتِف لأن تَستعد للرجوع ، فنهضَت وإستعدّت مُتراخية كما لو أنها تصحو من حلمٍ جميل .. 

" عليّ الرحيل هاري .. ألقاكَ قريباً ! " إبتسمَت لَهُ وأخذَت مِعطفها الذي لم يَجِفّ بالكامِلِ بَعد ، ثم نظرت لهُ وهو ينهض خلفها لِترتمي بين ذراعيه معانقةً إياه بقوّة ..

" لازال معطفكِ مُبللاً ، يمكنكِ البقاء بخاصتي بدلاً من أن تُصابين بنزلةِ برد " قال ومسح علي شعرها بِخفّة فإبتعدَت لتبتسِم علي لُطفِه قائلة " وداعاًَ ، أُحِبُّك ! " وقبّلتهُ علي وجنته كالمُعتاد ليبتسم إليها ويُبادلها الوداع .. فتح لها الباب لِتنصرف ، وركبت سيارة أجرة كانا والديها ينتظرانها بها .. لوَّحا والديها لهاري بِلُطف لتتحرّك السيارة مُبتعِدة عَنِ المنزِل ..

أخرج هو هاتفه من جيبه ليُراسِلها ' أنا واثِقٌ من أنكِ ستجتازين الإختبارات بعلاماتٍ جيّدة. تُصبحين علي خير♥ '

ثم أغلق الهاتف مُتذكِراً كل ما حدث اليوم .. ليصعد إلي غرفته ويرتمي فوق سريره وكُل ما يسمعهُ هو صَوت ضحكاتها اللطيف .. حتي خيّم النعاس في جفنيه وإستسلم للنوم

-

عدد الكلمات : 2100

رأيكوا في الشابتر ؟

في كلام هاري عن الحب ؟

في علاقة هاري وبيلا ببعض ؟

سمعتوا ألبوم كاميلا ؟ فظيع والله♥♥♥

أحب أقولكوا إن بيلا قرّبت تخلص :( باي.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top