23 | إركبي لِتفهمي.

وقفت بيلا أمام المِرآة تتفحصُ مظهرها للمرة الأخيرة وتضبُط شعرها وتُرجِع بعض خصلاته للخلف ، لم يُعجبها مظهرها فأمسكت بربطة شعرها لترفعه علي شكل ذيلِ حصان ، وقبل ان تقوم بربطه قامت بتغيير رأيها مجدداً ، تأففتت لتتركه منسدلاً كما كان وتُرتِّب مظهرها بعجلة

" بيلا فطورك جاهز عزيزتي !" دخلت والدتها الغرفة بهدوء فإتجهت نحوها إبنتها لتقبل وجنتها بحب قائلة " شكراً لكِ أنجيلي ، ولكن .. فلتتناوليه أنتِ فأنا قد تأخرت "

كانت علي وشك الخروج من غرفتها آخذةً معها حقيبتها المدرسية ، لكن أوقفها سؤال والدتها " أنتِ وهاري .. بخير سوياً ؟ "

" نعم ، بخير سوياً لِما تسألين ؟ " ردّت بيلا بهدوء مع قليلٍ من التعجُّب

" لا شئ ، إرحلي يا بيلا فلقد تأخرتِ بالفعل " إبتسمت والدتها لتتعجب بيلا ، ظلت تنظر إليها وهي تتحرك بتباطُئ للخروج من الغرفة .. ولكنها لم تجد حلّاً آخر فخرجت وهي ترفعُ كتفيها بلا مبالاة ، ثم خرجت من المنزل بِرُمتُه لِتجد سيارتهُ أمام المنزل فإبتهجَت 

كان يعبث بهاتفه فإقتربت منه لتدخل السيارة وسارعت بِطَبعِ قُبلة علي خدهُ الأيمَن وقالت متصنعة وجه عابِس لطيف " لستَ غاضِباً مني ، أليس كذلك ؟ "

إحمرّت وجنتيه ليضع يداً علي المقود وينظر إليها ويبتسِم بخفّة ، لتظهر أسنانه ببطئ ويُحرِّك رأسهُ بالنفي ويقول ضاحكاً " أتمني لو أغضب كل يوم لأحصُل علي قُبلةٍ ناعِمةٍ كهذة "

" آه هاري لقد أختفني كثيراً البارحة ! شعرتُ بشعورٍ أتمني ألا أشعر به مجدداً " تنفست بيلا بِرَاحة بينما تُرجِع رأسها لِتُريحها علي المقعد وتُغلِق عينيها ، ليبدأ هو في القيادة ثم يسأل بفضول " وما هو هذا الشعور ؟ "

" شعورُ خسارتك ! " ردّت ناظرةً لهُ رغم أنه كان ينظر للطريق ، وحين رأت إنعِقاد حاجبيه دافعت عن نفسها بهدوء " أنا لستُ دراميّة لهذا الحد ولكنني لم أُرِد أن أجعلك غاضباً مني فهذا يجعلني أشُكُ للحظة بإحتماليّة إبتعادنا عن بعضِنا وذلك الإحتمال البسيط يدفعني للجنون "

" بيلي ، سجِّلي في رأسكِ الصغير هذا ما سأقولهُ لكِ الآن ، أنا لن أترُككِ مهما حدث بيننا من مشاكل وشجار وما إلي آخرُه ، هذا مُستبعداً ، بل مُستحيلاً ، لا تُفكري بتلك الطريقة مجدداً عزيزتي ، حسناً ؟ " ألقي نظرة خاطِفة عليها ليُعيد ناظريه للطريق فتبتسِم هي بخفّة ، وتضع يديها خلف رأسها لِتنفُح تلك الخصلة التي تمرّدت وهربت من ذيلِ الحصان لتقع علي عينيها ، ثم تمتمت " حسناً "

بعد دقائق من القيادة بهدوء .. ضغط هاري علي المكابِح فجأةً لوجودِ إشارة حمراء ، لِتفزع بيلا ويَرتمي جسدها للأمام فوضعت يدها علي صدرِها مُهدِئةً نبضاتِ قلبِها وهي تتنفّسُ الصعداء

" ماذا بكِ ؟ " سألها هاري مُدعياً الحماقة ففتحت عينيها لتنظُر لهُ قائلة " شعرتُ بالفزع "

" لِما ؟ "

" لأنني شعرتُ بالفزع ؟ " رفعت إحدي حاجبيها ومالت نبرتها للإستفهام ، فإبتسم قائلاً " لتوَّكِ ذكَّرتِنِي بعجوزٍ كانت تسكُنُ بِجواري "

رفعت بيلا حاجبيها ووجهت إليه نظراتٍ ثاقِبة ، فوضَّحَ كلامهُ مُضيفاً " لقد أنجبت ستّةُ أطفال لطفاء وزوَّجَت مُعظمهم ، وحين أجرت بعض التحاليل مؤخراً عرفت أنها أُصيبت بمرضٍ في الرَحِم سيمنعُها من الإنجاب ، فحزنت كثيراً حتي أن حُزنها الهائِل هذا كان سببِ موتها بعد عدّة أشهُر ، لا أفهمُ لِما حزنت حتي !! "

" حسناً ، بعيداً عن أنني لا أفهمُ وجه الشبه بيني وبينها لِأُذكِرَكَ بِها .. ولكنها مُحقة للغاية بأن تحزن ! " قاطعها هو " ولكنها قد أنجبت ستة أطفال لم يعودوا أطفال ، بالإضافة إلي أنها أرملة ! ما أقصدهُ هو أنها لن تحتاج إلي أن تُنجِب ثانيةً "

" هاري ، إن المرأة لا تُحِب أن تشعُرَ بالنقصِ بأي شكلٍ كان ، فحتّي وإن كانت لا تريد الإنجاب في المستقبل فهي قد شعرت بأنها فقدت شئ غالي الثمن لا يمكنها إسترجاعُه ، وببساطة هذا ما يُشعرها بأنها أنثي ! أنت فقط تسخر لأنك لستَ بِموقفها " رفعت كتفيها لِتنظُر لهُ مُنتظِرة ردّهُ تلك المرة ، كما حدّق بها ولم يرمِش ، فقاطع هذا التواصُل البصريّ بوقُ السيارات من خلف سيارة هاري ، فالإشارةُ قد تبدّلت لِللونِ الأخضر أثناء شرودهُما

قهقهت بيلا ليُشارِكها هاري ويعودَ للقيادة ، تحدّث بعد ثوانٍ " لا أعلم كيفَ تشعُرين بغيركِ إلي هذا الحَد ! ألازلتِ مليئة بالمُفاجئاتِ بيلي ؟ "

" سيكونَ عليكَ إكتشافُ هذا " أخبرتهُ بقليلٍ من الثقة لتظهر غمازتيه العميقتين مُجبرةً إياها علي التحديقِ بهما مُبتسِمة

توقّفا أمام مدرستها والقليل من الطُلاب يقفون بالخارج مُصدرين الضوضاء ، هارِبين من الحصّةِ الأولي ، فإبتسمت بيلا بسُخرية أثناء تحديقها بهم وقالت لهاري " مساكين ، ستمُرُّ المُستشارة الآن وتُعاقبهم "

" كيف عرفتِ ؟ " سألها مندهشاً فإلتفتت إليهِ قائلة بِمَكر " أنا مليئةٌ بالمُفاجئاتِ أتذكُر ! "

صمت هاري ورفع إحدي حاجبيه ، ثم توسعتا عينيه حين رأي سيدة ذات زيّ رسميّ توبخهُم فإستنتج أنها المُستشارة لينظُر إلي بيلا بِعَجَب

إنفجرت ضاحكة بينما تقول " أوه هاري أتخافُ مني ؟ أنا فقط رأيتها من بَعيد ! "

" أنا خِفتُ منكِ ؟ " سألها بإستنكار ليضحك بإستهزاء فنظرت إليه وقالت مُمازِحة " أتُصدِّقُ نفسَك ؟ لا تقلق حبيبي ، لن أُخبر أحداً بأنك تخافُ الساحرات "

" وأيُ نوعٍ من الساحراتِ أنتِ ؟ " سألها ليعقِد ذراعيه ويفرِد ظهرهُ علي المقعد فقبل أن تُجيب ، أجاب علي نفسِه " ساحرةُ القلوب ؟ "

إحمرّ وجهها ليُقهقه هاري ، فقالت بعدما إستعادت رُباطة جأشها وهي تفتحُ الباب مِن جِهَتَهَا " أكرهُ حين تُحوِّل حديثنا العاديّ إلي غَزَل وكلامٍ معسول سيد ستايلز ، تجعلني معقودة اللسان "

" هذا أبسطُ ما أستطيع فعله ! "

" أجل ؟ وما الذي تستطيع فعلهُ أيضاً ؟ " ضيّقت عينيها فإعتدل بجلسته وفكَّ عُقدة ذراعيه ليقول " أستطيع فعل هذا أيضاً ! "

سَرَقَ قُبلةً مِن شفتيها لتتسع عينيها ويزداد وجهها إحمراراً ، حتي أنها لا تتذكّر متي قام بتقبيلها وكيف فقدت الإحساس ببساطة ! قهقه علي خجلها مما جعلهُ يزداد الضِعفَين

ترجّلت بصمت لتعُضَّ علي شفتيها بينما تغلق الباب خلفها وتضع حقيبتها المدرسية علي كتفِها بينما تدخُلُ المدرسة ، لتسيرُ بذلك الرواق الطويل وعلي جانِبيه الكثير من الخزانات

كان الرواق خالٍ تماماً ، فهي قد تأخرت وجميع الطلاب والمدرسين متواجدين في صفوفهم وقد مرّت نصفُ الفترة الزمنيّة للحصة الأولي

أخذت كُتُبِ التاريخَ من خزانتها لتضعها بالحقيبة وتتوجّه لصفها ، وهي تتذكرُ تلك القُبلة الخاطِفة ، والتي خطفت قلبها ، يُحيِّرُها كَونهُ فتي مُغازِل ولعوب .. ثم برئ بالوقتِ ذاتهُ ! إبتسمت لتترُك شفتاها اللتا تلونتا باللون الأحمر جرّاء العَض عليهما ، ودخلت الصفّ بعد أن نالت حصتها من التوبيخ

-

" إركُلها يا مُخنَّث ! " صاح لوي علي أليكس غاضباً بِوَسَطَ الملعب ليركُل لهُ الكُره ، فركلها أليكس بقوّة وكان لوي مُترقِّباً وصول الكُره أمامهُ ، ركلها فَلَم تُصِب الشبكة وطارت بعيداً عنها ، وصاح أليكس شامِتاً بمزاح " أوه لويس لقد أضعت الهدف !! لا يُمكِن ! "

نظر لهُ لوي والشرارُ يتطايرُ من عينيه ، فذهب عِند المُدرّجات مُتجِهاً نحو بيلا التي كانت تعبثُ بهاتفها ولكنها إنتبهت إلي قدومه فأمسكت بحقيبته لتخرج قنينة الماء منها وتُناوِلهُ إياها

" هل إنتهيتُما من المُشاجرة أم تبقّي الكثير ؟ " سألتهُ بملل وهو يشرب الماء بلا توقف

أنهي القنينة ليضعها بحقيبته وينظر إليها مُتوعِّداً " يُمكنكِ قول ذلك ، سأركُلُ مؤخرتهُ أولاً "

" حسناً ، سأذهب للمرحاضِ حالما تركُلُها " نهضت بيلا ضاحِكة وتوجهت نحو المرحاض بخطواتٍ سريعة

دخلت مرحاض الفتيات لتأخذُ إحدي الكابينات وتبدأُ بترتيبِ ملابسها

سَمِعَت خُطواتِ إحداهُن بالخارج ويليها الكثير من الضَحِكات الأنثويّة المُرتفِعة ، والتي ميَّزَتَها بسهولة ، إنهُ صوتُ كيلي وصديقة من صديقاتها

" وماذا فعلتِ معها بعد ذلك ؟ " سألت إحدي الفتيات لِتُجيب كيلي قائلة بدراميّة " أُقسِمُ أنني إعتذرت لها ولكنها قليلةُ زوق ولم تتقبّل إعتذاري ، ألا تستحق ما كنت أفعلهُ معها ؟ "

" الساقطة ! بالفعلِ تستحق "

" علي أي حال سأجعلها تبكِ الآن ، دبّرت خُطة لئيمة " ردّت بِخُبثٍ لئيم بينما تنظُرُ في المرآةِ وتُلطِّخُ شفتيها بأحمرِ الشِفاه القاتِم الذي أعطاها مظهراً أكثر لُؤماً من ذي قبل

" وما الجديد في تدبيرَكِ للخُطَطِ اللئيمة كيلي ؟ " سخرت صديقتها لِترمقها كيلي بإنزعاجٍ من سُخريتها وتقول " الجديد أن تلك المرة سأدُسُّ لها السُمَّ في العسل ، فصديقتُكِ كيلي ستعودُ وبقوّة "

" صدقينني لا أفهمُ حرفاً ! "

" صدقينني هذا لا يُهِم ! فقط توقعي أن تري بيلا تبكي اليوم بعد حصولها علي الضربة القاضية " إلتوت شفتيها في إبتسامة ساخرة لتُعيد ناظريها للمرآة وتضعُ اللمسة الأخيرة فوق شفتيها لتُلملِم أشيائها وتخرج برفقة صديقتها ، جاعلةً بيلا تُغلِقُ عينيها مع سماع الباب ينغلِق مُعلناً فكّ حصارها

" إهدأي .. لن يحدُثَ شيئاً ، فلتكونِ حَذِرَة فقط .. " همست لنفسها ولازالت مُغلقة العينين ، ثم فتحتهما لتتنفّس الصعداءِ وتخرج من الكبينة ثم من المرحاض برُمته وهي متأكدة من أن مزاجها الآن إنقلب مائةَ وثمانون درجة

عادَت لتجلس بجوارِ حقيبة لوي وأخذت تهزُّ قدميها بإنزعاجٍ واضِح ، وذهب بها توتُرُها بعيداً حيثُ كانت شاردة الذهن بما قد تفعله تلك الحيّة السامةُ الطليقة .. هي لا تفهمُ لما تكيدها لتلك الدرجة رغم أنهما لم يتحدثا من قبل ، ولكن هُنالك هذا النوع المريض من البشر الذي لا يحتاج أن تفعل لهم شيئاً لِيَكِنّوا لك الكُره والحِقد الدَفين

راقَب لوي ملامح وجهها وهو ينتظِرُ من أليكس أن يُنهي مكالمته الهاتفيّة ليعود لللعبة التي باتت مُمِلة لكثرة شجارهما سوياً

لوّح لها ولكنها لم تُبدِ أي ردّة فعل فتأكد بأنها مُغيّبة حالياً ، تنهد ليُحضِّر نفسهُ لسماعِ مُصيبةً جديدة بينما يتجه إليها ليُلطِّف الجو ويتفقّد أحوالها

" لما الجميلة حزينة ؟ " سألها بنبرة قلقة تميلُ لنبرة الأُمهات فإلتفتت لهُ لتجده مُنحنٍ ليصل إلي طولها ، فإبتسمت لِتُدير وجهها للأمام بصمت

" أريد العودة إلي المنزل لوي ، هل إنتهيت ؟ " قالت متجاهلةً سؤاله بطريقةٍ لطيفة فضيّق عينيه ليقِف أمامها مباشرةً ثم يجلس علي ركبتيه ويُمسِكُ بإحدي يديها

" لا أُحِبُ إنقلابات مزاجكِ بيل ، فلتُخبرينني بما يدورُ في ذهنكِ أو تُخبرينني بما يدورُ في ذهنكِ ! " 

" لا أظن أن كيلي ستبتعد عني وتتركني وشأني قََط  ، أنا لا أفهم ما الذي تسعي إليه ، ماذا تُريد مني لوي ؟ " تحدثت بإنفعال لينهض ويجلِس بجانبها قائلاً " تُريدُ ما تفعلينه الآن ، تريد أن تراكِ حزينة وبائِسة فلا تتركيها تنالُ مُبتغاها ، هيا إبتسمي بيل "

" لوي ألن تلعَب ؟  " صاح أليكس لينظر إليه لوي قائلاً " لا لقد إكتفيت ، فلنذهب " ونظر لبيلا ليُمسِك يدها وينهضا سوياً 

خرج ثلاثتهما من ملعب كرة القدم الخاص بالمدرسة ، ليخرُجوا من المدرسة بأكملها ، توقف لوي لينظُر إلي بيلا قائلاً " سأذهبُ لِعمّتي ، وأنتِ سترحلين مع هاري صحيح ؟ "

" أجل ، لقد راسلني وأخبرني بأنه سيعود لأخذي " إبتسمت بيلا وقامت بتقبيل خدّ لوي قائلة " لا تقلق سأكون بخير "

إبتسم إليها وأوما برأسه ليرحل ، أمسكت بهاتفها لتُراسِل هاري تحُثهُ علي الإسراع لشعورها بالتعب ، فقام أحدهم بلمسِ كتفها بأنامله لتلتفت بفزع 

" هل تتناولين المُثلجات معي ؟ " سألها أليكس لتُدير عينيها قائلة " لطالما أتيتَ في الوقت الغير مُناسِب أليكس ! "

" لِما عزيزتي ؟ وهل هناك وقت لتناول المُثلجات ؟ " سألها ضاحكاً وتحدث " سأذهب لأحضر لكِ واحداً بنكهة الفانيليا ، لا ترحلين حتي أعود ! "

ذهب للشارِع المُقابِل لها ليشتري من بائع المُثلجات فإبتسمت ثم إهتز هاتفها في يدها لتنتبِه إليه ، فتحت الرسالة من هاري وكان محتواها أنهُ إقترب من المدرسة

أرسلت له وجه مُبتسِم ، دقائق وعاد أليكس مع المُثلجات ليبتسِم إليها ويقول " أحضرتُ النكهات جميعها لأنني لم أكُن مُتأكِداً من نكهتكِ المُفضلة ! "

قهقهت بقوّة حين لاحظت أنهُ يُمسِكُ بأربع نكهات مُختلفة ثم قالت " حقاً لا داعِ أليكس فإن تناولت المثلجات سأُصاب بنزلة برد "

" أعتقِدُ أنكِ ستُحبين نكهة البُندُق ، هيا تفضلي " تجاهل رفضها وأعطاها المُثلجات خاصتها ليبدأ هو في تناول خاصتُه ، إستسلمت لتتذوقها وتبدأ بتناولها ، ثم سألت رافعةً إحدي حاجبيها " وماذا ستفعل بالمثلجات الباقية ؟ "

نظر الي المثلجات الاخري في يده ليرميهم خلفه وقال " لا نحتاجهُم "

" تباً لك أليكس فسيتعثر بهم أحدهم ويتلطّخ حذاؤه " وبختهُ لتقترب من المثلجات وتضعها جانباً ثم تعود بمكانها السابق وتقول " عليك أن تكون مُهذباً "

" آسِف " كتم ضحكته فأكملت مُثلجاتها لِتُخرِج منديلاً وتُنظِّف فمها وهو يُراقِبُها

" مازال مُلطخاً " أخبرها ورقَّص حاجبيه لتنظُر إليه قائلة " حقاً ؟ " ثم عادت تنظفه بقوة أكثر ليضحك عليها 

" هل تمزح أم أنهُ لازال مُلطخاً بالفعل ؟ " تسائلت بإنزعاج ليومئ لها ويقول " هُناك القليل من المثلجات هُنا " إقترب منها بيدهُ ليُلطِّخ فمها بالمُثلجات خاصته فتأففت ليقهقه 

" أتعلم أنك الأكثر إزعاجاً بحق ؟ " وبخته للمرة الثانية فقلّد طريقتها " أتعلمين أنكِ ناكِرة للجَميل ؟ فَلِتوّي إبتعتُ لكِ المُثلجات "

" حسناً شُكراً لك ! " إبتسمت بتكلُّف فنظر إليها طويلاً وقال " ومنذُ متي وأنتِ تشكرينني بهذه الطريقة ؟ تعلمين ما عليكِ فِعلُه "

" تباً لما أخذت منك المُثلجات ؟ .. " أدارت عينيها مُتمتِمة ليقهقه ، إقترب منها ليمد أصابع يدهُ حتي لمست فمها ليُزيل المثلجات ثم تنتقِل عينيه إلي خاصتها ويقول مبتسماً " الآن أصبح نظيفاً "

إبتسمَت بخفّة رغم تردُدها ثم إنتقلت عينيها لمكانٍ آخر حيثُ رأت هاري يستنِدُ علي سيارته وينظُرُ إليها بجفاف بينما يُكتِّفُ يديه ، إبتسمت بتوسُّع ثم نظرت لأليكس قائلة " سأرحل أليكس أراك لاحقاً " ولم تنتظر رده حيث توجهت نحو هاري وإختفت إبتسامتها حين رأت جمود ملامحهُ عن قُرب

" ماذا ؟ " سألتهُ عاقِدة حاجبيها فإبتسم ساخراً وقال " أحقاً تسألين ؟ "

لِشدّة صدمتها من طريقتهُ المُتغيرة لم تستطِع الرَد وفقط إكتفت بسماع المزيد 

" أتظنينني مُغفل لتلك الدرجة ؟ مهلاً .. هل تريدين مني أن أرحل حتي تنتهي أنتِ وهذا الشخص وأعود لأقلكِ فيما بَعد ؟ لأنهُ إن كان هذا حقاً ما تريدينه لن أُمانِع أبداً .. " 

" هاري ؟ هل فقدتَ عقلك حبيبي ؟ هيا لنرحل يبدو أنك مُتعب للغاية " زيفت إبتسامة لتقنع نفسها أن كل شئ بخير وقامت بسحبه من يده نحو السيارة ولكنهُ نفض يدهُ بقوة وقال بِصرامة " فلترحلي وحدكِ إيزابيلا "

" تباً هاري ماذا بك ؟ " صرخت بيلا بتشتُت فلم يُعيرها أي إهتمام وركب سيارتهُ ليقود مُبتعِداً عنها 

بعد دقائق أدركت أنهُ رحل ، رحل بالفعل ، نبضاتُ قلبها تتسارع مع مرور الوقت وهي تقف وحيدة لا تستوعب الأمر ، دفنت أنامِلها في شعرها لِتُرجِعهُ إلي الخلف وتتمالك أعصابها ، ثم تنهدت لترحل سيراً علي الأقدام غير مُلتفِتة إلي من يحدق بها بلا توقُّف من طُلاب مدرستها

عبرت إحدي الشوارع وهي تمسحُ دموع عينيها بباطِن يدها ، ثم لاحظت قدوم سيارة من خلفها بِسُرعة فتوقفت هالِعة كما توقفت السيارة أيضاً بجانِبها وفُتِحَت نافذتها ليقول السائق " فلتركبي عزيزتي " 

" إبتعد تباً ل- .. " تمعّنت في النظر إلي ملامحهُ لتجدهُ هاري !!

إبتسم إليها وقال " هيا إركبي بيلي ، أتتوقعين أنني سأترُككِ ترحلين وحدكِ فعلاً ؟ "

تسمّرت ولم تتحرك لإنشٍ واحِد فتنهّد ليقُل " أنا لست غاضباً منكِ لقد إفتعلت الأمر وحسب ، إركبي لِتفهمي "

-

عدد الكلمات: 2360 

شابتر طويل أهو بعوّضكوا😃

إيه رأيكوا فيه ؟

تفتكروا إيه اللي حصل خلّا هاري يعمل كده مع بيلا ؟ 

أي توقعات لشابتر 24 ؟ 

غيَرت الديسكرِبشن إيه رأيكوا فيه ؟

سي يو بيبيز ♥♀️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top