22 | صَدمة ثُلاثيّة الأبعاد.

الأجواء الكلاسيكيّة ، والموسيقي الهادئة البسيطة التي تُبعِثُ الراحة في نفوسِ البشر هُنا ، ورائحة اللحم المشويّ وكُل ما لذّ وطاب من الطعام يجعل معِدتك تُقرقِر رغماً عنك ، العائلات التي تستولي علي جميع المقاعِد هُنا وكل طاولة لا تخلو من الضحك والمُتعة بادية علي وجوههم ، نَصِفُ إحدي المطاعم الشعبيّة بفلوريدا التي نالت من إعجاب الناس خير منال ، دلف كآيلب وبرفقتهُ بيلا إلي ذلك المطعم باحثين بأعيُنهُم عن طاولة خالية نظراً لأن كآيلب لم تُتاح لهُ الفرصة للحجز قبل وصولهما ، لم يجدا طاولة واحدة فارغة! إتجهت إليهما نادلة ذات شعر أحمر لامِع كاللهب مُبتسِمة وقالت بنبرةٍ تُجبِرُكَ علي الإبتسام " مرحباً بكما هُنا ، أتبحثانِ عن طاولة ؟ "

إكتفي كآيلب بهزّ رأسهُ بخفّة بينما بيلا إبتسمت ، فأشارت النادلة لإحدي العاملين بهذا المطعم فأحضر طاولة إضافية ووضعها أمامهما قائلاً " تفضلا ! " وذهب ليُحضر المقاعد ثم رحل مجدداً لتعود الإبتسامة لوجه بيلا بينما كآيلب يسحبُ لها مقعدها للخلف بطريقةٍ نبيلة

بعد أن جلسا تحدثت النادلة بسرور " في الخدمة ! " ثم رحلت هي أيضاً

" إنها لطيفة " قالت بيلا في محاولةٍ منها لخلق حديث صغير فأومأ إليها مُعترِفاً " أجل ، إنها لطيفة .. "

" إختيار المطعم كان جيد كآي ، فأنا أُحِبُ تلك الأجواء البسيطة ! " عاودت التحدُث مُبتسِمة بينما تُمسِكُ بيده علي الطاولة فنظر إليها لدقائق ، ثم بادلها الإبتسام قائلاً " أجل ، إختيارٌ جيد .. "

تنهدَت بيلا لشعورها بالكَمِّ الهائل من الحُزن الذي يُبطِنهُ وكم هو صعبٌ عليه أن يُبادلها الإبتسام حتي ، هي لا تشعرُ بالإنزعاج من ذلك .. إنها فقط تريد مساعدته ولا تعرف كيف ، تنهدت للمرة الثانية ونظرت إليه هامِسة بإسمه لتجذب إنتباهه بعد أن كان يلعبُ بأصابعه بملل ، ثم قالت " تذكّر أنني حين إقترحت أن نخرُج سوياً فكان الهدف الأول والأخير هو الإبتعاد عن أجواء المنزل الكئيبة والمحاولة لنسيان ذلك الحزن ولو فقط لدقائق معدودة .. أنت لا تحاول كآي ! أخشي أن يؤثر هذا علي عملك حين تنتهي عطلتك أو تدخُل في حالة إكتئاب وتلك الدوّامة اللا مُنتهية من المصائب ، حُزنك علي والدك لا ولن يُعيدهُ أبداً ، وأظُنُ إن كان حَيّاً لن يسعد برؤيتك نحيل وبائس هكذا ! الحُزن لا يعني بأن تظل مُجرّد صَنَم لا تضحك لا تعمل لا تخرج لا تأكُل ولا تتحرّك .. الحُزن دائماً يكمُنُ في القلب ! ها أنا أمامُك .. أذهب الي مدرستي وأضحك وأتحدث مع أصدقائي .. نوعاً ما ، ولكن هل هذا يعني أنني لستُ حزينة ؟ " رفعت حاجبيها لِتردف بِنَفَسٍ واحِد وهي علي وشك البكاء " قد أكون من أكثر الناس حزناً علي وجهِ الأرض ولكن يجب أن أتغلّب علي حزني عاجلاً أم آجلاً ، حين تحزن وتهمل في عملك وتُماطِل في إجازتك حتي تكون مطروداً بشكل رسمي هل سيكون والدك فخوراً بك إن كان هُنا ؟ بدلاً من أن تُكئِب نفسك كآيلب فلتُفكِّر فيما سيُسعِد والدك وإفعله .. وفيما سيُسعدني أنا ! أُحاوِلُ أن أتغلّب علي الأمر ولكن رؤيتك بتلك الحالة لا تساعدني إطلاقاً ، علينا أن نخرج من تلك المحنة سوياً .. "

" إلا إن كانت خُطتك ألا تأكُل وتفعل هذا بنفسك لتلحق بوالدك ! فأنا لن أتحمل ذلك أبداً ، تباً لك !! " أردفت بإنفعال لتدير وجهها للناحية الأخري بعيداً عنهُ ، وتُحاوِل إلتقاط أنفاسها بطريقةٍ مُنظمة بعد هذا الحديث الطويل الذي لن يعود بفائدة مع كآيلب

" بيلا .. " إعتدل في جلستهُ فنظرت إليه ثم قالت بغضب " لن أسمع منك حديثاً قبل أن تَعِدني أن تتوقف عن فعل هذا بنفسك وبي ! "

نظر أرضاً ثم عاوَدَ النظر في عينيها مُتنهِداً .. وقال " أعِدُكِ سأتوقف "

فكّت عُقدَة ذراعيها لتضع كلتا يديها علي الطاولة وتقترِب معطيةً إياه الإنتباه .. فتحدث قائلاً " أنا آسِف حقاً لجعل مزاجكِ يتغير بنسبة كبيرة كما أري ، أُقسِمُ أنني أردت تلك الخروجة بشدّة لأُرفِّه عن نفسي وأُحاوِل إنتشال الحُزن من كِلَينا ولكنني لم أستطيع .. ولكن من أجلكِ سأحاول "

أومأت بيلا لتُمرِر أصابعها بشعرها المُنسدِل فجعلت كآيلب يبتسم ثم يُشير الي النادلة وما لبثت ثوانٍ حتي وجدها بجانبُه ، فإستعدت بيلا لقولِ طلبها وفاجأها كآيلب حين سبقها قائلاً

" نُريدُ طبقين من اللحم المُقدد مع السلطة ومشروبٍ غازيّ ! " سجَّلَت النادلة بدفترها ثم رحلت لتنظُر لهُ بيلا بفمٍ مفتوح ، ثم قالت " أكرهُك كآيلب ، أنت تحفظُ طلبي بطريقةٍ تُثير أعصابي "

" ولِما تُثير أعصابكِ ؟ " تسائل ساخراً لترُد مُبررة " أينما نذهب تجعلني كالصمّاء ، وتدهشني بكل مرة حقيقةً ! كيف لك أن تحفظ ذوقي بالطعام ؟ "

إكتفي بالإبتسام وتجاهل سؤالها ..

بعد دقائق من الصمت وسماع الموسيقي الخاصة بالمطعم تحدّث كآيلب مرتبكاً " ب- بيلا هل .. "

نظرت لهُ عاقدةً حاجبيها غير متوقعة ما يحاول قوله ، نظر لها بجديّة ليقُل " قد يصدمكِ هذا قليلاً ولكن يجب أن أقولهُ بكُل الأحوال .. "

" لا حاجة لتلك المُقدِمات فهي تجعل مُعدَّل الأدرينالين بجسدي يرتفع ، أخبرني بما يوُّتِرُك إلي هذا الحَد كآي ؟! " رفعت كتفيها ثم إبتلعت ما بحلقها جاهزة للصدمات ، ومن بين كل ما توقعتهُ تشوَّشَت أفكارها

" أنتِ دائماً بِقُربي ، لا تتأخرين حين أحتاج إليكِ ولم أطلُبكِ يوماً إلا وساعدتِني ، لقد كنتِ دوماً ملاذي حين تقسو الدنيا عليّ ، لم ينصحني أحد بقدرِك رغم صُغر سنّك حينها ، ولازلتِ تفعلين ، لطالما أحببت قضاء الوقت معكِ بمختلف الطُرُق .. لطالما أحببت مُضايقتكِ ورؤية وجهك العابس اللطيف ، أنتِ شخصية فريدة لم أري مثلها بحياتي بيل .. أنا .. "

كانت تتسع إبتسامتها مع كُل حرف ينطقُ به وشعرت بالخجل لكثرة المديح في حديثه ، ولكنها شعرت بالغرابة أيضاً فهي لم تعتَد علي كآيلب يتحدّث معها بتلك اللطافة وتلك الطريقة المُختلفة .. بينما كآيلب يُحاوِل تجميع الكلمات رنّ هاتفها فأخرجتهُ من حقيبتها سريعاً وقد كان هاري مما جعلها تبتسِم بإشتياق ، هي تعلمُ أنهُ كان يُجري مُقابلة مع مذيعة ذات سيطٍ وشهرة اليوم فأرادت بشدة الإطمئنان عليه ..

" لحظة كآيلب سأرُدُ علي الهاتف ! آسِفة ولكنهُ أمر ضروري " أخبَرَتهُ بينما تنهض ولكنهُ حرّك رأسهُ بالنفي وقال وعينيه تترجانها بأن تنتظر " رجاءً لا تفعلي فأنا علي وشك قول شئ هام أتدربُ منذُ ساعات لقوله بيل !! إجلسي رجاءً "

جلست مجدداً لتقول بتعجب " أنت تُقلقني ! أصبحت غريباً مؤخراً كآيلب ! أنا لن أرحل .. فقط سأُجيب علي الهاتف فلتنتظر ! "  وضغطت الزر الأخضر في هاتفها وقبل أن ترفعهُ علي أذنيها كان كآيلب يصيح " أنا أُحِبُكِ بيل .. بِشِدّة ! "

توسعت عينيها وذابَت الكلمات علي شفتيها كما تسمّرت تماماً وبالكادِ تأخُذُ أنفاسها ، سارت في جسدها من قمّة شعرها لأخمص قدميها رَعدَة .. كانت أعنَفُ ما يُمكِن لأوصالها ، تلقّت صدمة ثُلاثيّة الأبعاد وما زادها أضعافاً هو صوتُ هاري القَلِق عبر الهاتف " بيلا ؟ مَن تُحدثين ؟ "

" بيلي ؟ "

" بيلا أين أنتِ ؟ "

" اللعنة ! ماذا يحدُث ؟ "

" بيلا هل تسمعينني ؟ "

يُتابِعُ التحدُث في أذنيها بينما هي جفلت وإنفصلت عن الواقع .. تستطيع سماع نبضات قلبها الصاخِبة ، وتشعرُ بسخونة أنفاسها وتصلُّب حنجرتها ، ولا تعرفُ كيف تتصرّف الآن ...

-

دلفت إلي المنزل سريعاً لتغلق الباب خلفها وترمي بالحقيبة علي الأريكة ، لاحظت أن والديها نائمَين فحمدت ربّها لتفتح التلفاز علي المحطة التي من المفترض ان تُذاع بها حلقة لإحدي المذيعات بضيافة هاري ستايلز .. ولكنها فوّتتها أثناء خروجها مع كآيلب فقررت أن تشاهد الإعادة ..

جلست علي الأريكة وهي تُشبِّكُ يديها وتعُضُ شفتيها مُتلهِّفه لرؤيتِه ..

" بالحديثِ عن آخرِ لوحاتك سيد ستايلز والتي كانت تحملُ الكثير من المعاني السامية ، وتَلفِتُ أنظار الجميع لنقاءِ الحُب ، فهل يُمكِن أن تكون وراء تلك الموهبة الرائعة واللوحات العظيمة إمرأة تُلهِمُك ؟ " كان هذا سؤال المُذيعة الأوّل لهاري بعد الترحيب والحديث عن ترشيحهُ في العديد من المهرجانات تلك السنة .. توّترت بيلا وظهر هذا بعضها بقوّة علي شفتها السُفلي وهي تُراقِبُ شفتَين هاري تتحركان ببطئ للردّ علي هذا السؤال ، إبتسَم أولاً ثم قهقه بخفّة ليصمت لثوانٍ بعدها .. ثم قال مُبتسِماً " أجل بالتأكيد ! وأنا أشكُرُها كثيراً علي وجودها بجانبي طوال الوقت "

إتسعت إبتسامة بيلا قَدرَ المُستطاع وشعرت بنبضات قلبها تتسارع ، أومأت المُذيعة وإبتسمت بتفهُّم في المُقابِل لتسأله مجدداً " يسُرنا أن نعرِف سيد ستايلز ، مَن مِن بَين تلك الوجوه الجَميلة إختَرت ؟ "

تعرّقت بيلا وإرتعشت أطرافها وكاد قلبها يخرُجُ مِن قفصها الصدري لسرعة خفقانه .. ثم شعرت بأنها ستكون مِحوَر أسئلة المذيعة لهاري اليوم

إلتَوَت شفتيه في إبتسامةٍ مُميتة لشدّة لطافتها .. أذابت قَلبِ تلك المسكينة التي تُشاهِدُه حُبّاً ، فتلاشي توترها لتبتسم بهدوء ... حتي ردّ بنبرةٍ حالِمة " أتعلمين ميليسا ؟ الوجوه الجميلة كثيرة وَبِكُل مكان ، ولكنني وجدتُ عِلاوةً علي ذلك قلباً جميلاً وروحاً نقيّة ، وحتي الآن لا أُصدِّقُ أن ذاك القلب ينبِضُ لي ، وأشعر بالسعادة العارِمَة لإمتلاكي لهُ " 

صَرَخَت بيلا بسعادة لِتُغطي فمها مانعةً إصدار صوت يُزعِج والديها النائمَين ، نبضاتِ قلبها لم تنتظِم بل تضاعفَت حتي إستطاعت سماعها كَموسيقي الروك أند رول الصاخِبة .. شاهدت باقي الحلقة بإبتسامةٍ لا تختفي لثانية أثناء مُراقبة هاري يبتسم ويُجيب بإتزانٍ وهدوء .. حتي إنتهت الحلقة لتسمع المُوسيقي الختامية للبرنامج مما جعلها تتأفف وتُغلِق التلفاز .. تسللت يدها لهاتفها بحقيبتها لتخرجه وتفتحهُ مُتجهة مباشرةً إلي رسائِل هاري ، فأرسلت واحِدة وهي بقمّةِ سعادتها : " هاز ، لِتَوّي شاهدتُ إعادة البرنامج ولقد كُنتَ مُذهِلاً كالعادة. أُراهِنُ أنك لم تكُن متوتراً بل إدعيت الأمر برُمتِه لتجعلني آتي معك😂 أُحِبُكَ كثيراً. رجاءً لا تغضب مني علي عدم مجيئي معك ! فلتُصبِحُ علي خير عزيزي. "

إبتسمَت بهدوء وهي علي وشك أن تُغلِق هاتفها ولكن ما جعلها تتراجع هو رؤية هاري نَشِط الآن ..

إنتظرت أن يُجيب ، ولكن مرّت دقائق ولم يفعل ، حتي تثائبَت ودَمِعَت عينيها لشدّة إحتياجها للنوم ، فظلّ التفكير بأحداثِ اليوم يقتُلُها..

" أنا أُحِبُكِ بيل .. بِشدة ! "تردد صوتُ كآيلب بعقلها لِتُغلِقُ عينيها وتعتصِرُ رأسها لشدة الصداع مُسترجِعة المزيد من الأحداث..

" أنا أيضاً كآيلب ولكن.. أنت تعلم كم أُحِبُك فأنت بمثابة أخي تماماً وأقرَبُ أقرِبائي ، أنت شخصٌ رائِع كآيلب وحقيقةً لا أجِدُ بِكَ عَيباً واحِداً ولكن قَلبي وكياني وروحي بأكملها ملكٌ لشخصٍ آخر " ردّت بأسف مُحاولةً ألّا تَحبِطهُ أو تجعلهُ مُحطماً وبنفس الوقت تحاوِل عدم ترك أي أمل لهُ في علاقةٍ تجمعهما سوياً ، إبتسم لها بخفّة ساخراً بحزن ، رفع عينيه لينظُر إليها قائلاً " كنتُ أعلم ذلك بالفعل يا بيلا ! ولكنني أردت الإفصاح عن مشاعري .. أنا آسِف علي أي حال لِكَوني فكرتُ للحظة أن... "

قاطَعَتهُ قائلة " لا كآيلب أنت لست آسِفاً..  صدِّقني لم يحدُث شئ علي الإطلاق ! " فإبتسم لها ليُحدِّق بالأرض .. فنهضت قائلة " لقد طلبنا الطعام منذ فترة ولم يصل .. الخدمة سيئة هنا ، لنرحل ؟ "

هزّ رأسهُ بالموافقة ليرحل معها بعد أن ترك بعض المال علي الطاولة.

إستفاقَت من شرودها تدريجياً ، تنهدت وتأففت لتقُم بِضَبط المنبه بهاتفها لتستيقظ مبكراً وصعدت لغرفتها ، وضعت الهاتف علي المكتب وأغلقت الضوء وسُرعان ما سَمِعَت إشعاراً من هاتفها فركضت نحوهُ في الظلام وكادت تقع

أمسكت بالهاتف لتُجعِّد جبهتها جرّاء الضوء الشديد المُسلّط علي عينيها تماماً ، ووجدت رسالةً من هاري ' لستُ غاضباً. '

رفعت حاجبيها في دهشة لإسلوبهُ الغريب وإختصارهُ الرَد ، وسُرعان ما بدأت أصابعها بكتابةِ الرَد ' تأكدتُ من أنك غاضب الآن. '

' مهلاً ألن تقُل أنك تُحِبُني أيضاً ؟ :( ' أرسلت عابِسة فأتاها الرد سريعاً ' شيءٌ واضحٌ لا أحتاجُ لِقوله. '

' :). أتمني لو أستطيع السهر أكثر لنُناقِش بعض الأمور معاً ولكن ليس بإستطاعتي الصمود أكثر. أراكَ غداً في السابِعة ؟ '

' أجل. سأقِلُكِ إلي المدرسة. '

' جيد. لا تنَم وأنت غاضب مني هاز رجاءً ! '

' مما يعني بأنني لن أنَم اليوم ؟ ' أرسَلَ لها ساخراً لتقرأ الرسالة وتعقد حاجبيها .. ' رجاءً لتتوقف هاري أنا أعلم لِما أنت غاضب. وسأُصلِحُ الأمر أعِدُك. هيا كَفاكَ عِناداً :( '

' لا أنتِ لا تعلمين شيئاً إيزابيلا. أنتِ فقط تُريدين إنهاء الأمر لِتنامين ، لا تشغَلي بالكِ إذهبي وإحصلي علي نومٍ هانئ ولا تُبالي بشأني. '

' لا لن أنَم هارلود. ' دَمعت عينيها لإفتقارها للنوم فمسحت تلك الدمعة سريعاً لتقاوم رغبتها

' جيد. ' أرسل لها ساخراً فردّت ' رائع. '

' إذاً ؟ كفاكِ أنتِ عناداً ولتنامي فلديكِ مدرسة غداً أيتُها الطفلة. '

' ليس قبل أن تنَام أنت. أنسيت أنهُ عليك أن تَقِل تلك الطفلة إلي المدرسة غداً ؟ '

' لا تقلقِ بشأني. ألم تذكُري أن عيناكِ تؤلمانكِ ؟ '

' أجل. أُفضِّلُ أن أتحمّلُ ألَمَ عيني لأُرضيك عَلَي أن أُريحها وأتركك غاضباً مني. ' قالت لتمسح دموعها ، ولكنها تلك المرّة دموعٌ حارِقة ناتِجة عن حُزنها لعدم معرفتها سبب غضبه منها

بعد دقائق ردّ هاري .. ' حسناً بيلا أنا لستُ غاضِباً. فلتنامي ؟ '

ردت بإنفعال ' تباً وهل أبدو لك بهذا الغباء ؟ شكراً لك. '

' عفواً عزيزتي. لكنني حقاً لم أعُد غاضباً وسأذهب لأنام ، فهيّا لِتفعلي المثل رأفةً بعينيكِ التي تؤلمكِ '

' أنت كاذِب. '

' هل أبدو لكِ كشخصٍ غاضِب أو مُستيقِظ ؟ '

إبتسمَت تلقائياً فور رؤية إبتسامتُه وعينيه الناعستين ، وذلك الوجه المُثير للتحديقِ ويَكسوهُ اللُطف ، بدأت تكتِبُ ردّها مُبتسِمة بخفّة ' حسناً سأنام هاري. '

' تُصبحين علي خير عزيزتي :) '

' أُحِبُكِ أكثر بالمُناسبة. '

' نِمتِ ؟ '

' حسناً لا بأس... '

-

عدد الكلمات : 2080

يا جماعة أنا شهادة السنه دي فا آسفة الظروف بتخليني أتأخر في تنزيل الشابترز، إدعولي السنة دي تعدي علي خير يارب عشان أنا تعبت الحقيقة😂✍️

وحشتوني كلكوا والله😻❤️❤️

تفتكروا هاري متضايق من بيلا ليه ؟

رأيكوا في كلام كآيلب لبيلا ؟ وردها عليه كان صح ولا غلط من وجهة نظركوا ؟

المسدجات بين بيلا وهاري ؟

أشوفكوا الشابتر اللي جاي😻❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top