21 | تباً لحياتي مِن دونَك.

  كانت عيناها مطفأتَين من أثرِ البُكاء الَموصول ، وكانت لِزوَايا فَمها إلتواءَة الألمِ المألوف تلك الّتي تراها علي وجوه المرضي البؤساء الذين لا علاج لهم ، كانت مشيَتها ، وهيئتها ، وجرس صوتها ، والفتراتِ بين كلّ كلمة من كلماتها والأخري ، ونظراتها ، وصمتها ، وإقتصادها الحركة ، كان كل ذلك يُفصِحُ عن فكرةٍ واحِدة : الحزن

كان الحُزن منثوراً عليها ، بل كانت مُغطّاةٌ بِه

تجلِسُ علي مقعدها في الصفّ ، والكُتُبِ خاصتها موضوعة أمامها تَعْلُوها رأسها ، مُنفصِلةٌ عمّن حولها سابِحة في أفكارها اللا مُتناهية ، قد ألمتها رأسها لشدّة الصداع وشعرَت بالأفكار المُشوّشة تتردّد في أعماقِ رأسها المسحوقة ، تتلوّي وتُعانِد ثم تقبعُ لا تريد الخروج .. كفأرٍ مُطارَد إلتَزَم جُحرهُ

لم ترفعُ رأسها عن المِقعد إلّا حين رنّ الجَرَس مُعلِناً عن إنتهاء اليوم الدراسيّ ، رغم أنها إشتاقت للمدرسة إلا وأنهُ كان يوماً شاقاً مُمِلاً بالنسبة لها وشعرت وكأن همّاً إنزاح من علي عاتِقها حين إنتهي

نهضَت بعد أن لملمت أشيائها آخذةً حقيبتها معها وخرجت من الصف كما فعل الجميع ماشيةً في الرواق بتباطُئ بلا هَدَف كالجسدِ الذي لا روح فيه ، حتي أوقفها صياحُ أحدهم بإسمها بصوتٍ عالٍ تردد لأكثر من مرّة في الرواق الخالي من الطُلّاب الذين فرّوا سريعاً للخارج هروباً من المدرسة

إلتفّت بهدوء لتجِد أليكس يبتسِم متجهاً إليها حتي وقف أمامها وقال " ماذا بكِ بيلز ؟ "

" لا تنعتني بهذا اللقب السخيف رجاءً أليكس .. " أدارت عينيها قائلة بنبرة باردة جعلتهُ يرفعُ حاجباً مُستنتِجاً بأنها قد تشاجرت مع مولي ؛ التي تنعتها بهذا اللقب

" لكِ ما تُريدين. لكنكِ تبدين كمَن لم تنَم منذُ أيّام ، ما الأمر ؟ " سألها بجديّة واضِحة فأجابت ساخِرة ممّا تقولهُ " نِمتُ ولكنني لم أهنأ بِنَومي طويلاً البارِحة ، نِمتُ لِساعة واحِدة .. أبدو كالأموات الأحياء ها ؟ "

حرّك رأسهُ بالنفي سريعاً وقال " واضحٌ عليكِ التعب والإرهاق وحسب "

تنهدَت وإستدارَت لِتُكمِل طريقها فسارَع بالوقوفِ أمامها ليُعيق حركتها قائلاً بمرحهُ المُعتاد المُحبب إلي قلبها " لازلتِ لم تُخبرينني ماذا بكِ ولن أترككِ ترحلين دون أن أعلَم عزيزتي "

" أليكس إفسِح لي الطريق " قالت مُبتسِمة بخفّة حين إتجهت لليَمين فوجدتهُ يفعلُ مثلها أيضاً ولا طاقة لها للمُجادلة وهو حرّك رأسهُ بـ لا غير عابئاً بملامحها التي لا يستطيع قرائتها الآن ، بعد ثوانٍ من البرود المُتبادَل شعَرَ بأنها إنزعجت فأفسح لها الطريق رافعاً يديهِ بإستسلام وقال بينما يسير بجانبها متجهَين للخارج " كيلي تريدُ الإعتذار لكِ علي كُل ما بدر منها "

" فَلتُبقي إعتذارها لنفسها .. لا أحتاجُه " ردّت بيلا بغضب وأسرعت من خطواتِها لتسبِق أليكس بسبب ما إعتراها من غضب وأصبحت خارج المدرسة وإرتطمت الشمس بوجهها فأعاقتها عن الرؤية

شددت قبضتها علي الكِتاب الذي بيدها بينما باليَدِ الأخري ضلَلَت علي عينيها فإستطاعت الرؤية وبينما هي تكادُ تشُقُ طريقها للإبتعاد عن المدرسة رأت هاري يقِف مستنداً علي سيارتهُ ووقف بإعتدال حين رأها بينما هي جفلَت وأوقعت كتابها جرّاء المفاجأة

إقترب منها وإنحني ليأخُذهُ ويُعطيهُ لها مبتسماً بخفّة وقال " إنتظرتُكِ طويلاً حتي ظننتُ أنكِ لم تأتِ للمدرسة اليوم "

أخذت الكِتاب منهُ ثم نظرت بالأرض وهي تعُضُ علي شفتيها .. تُحاوِل العثور علي كلماتٍ مُناسِبة ترُدُ بها ولكنها لم تتوقع رؤيتهُ ثانيةً بعد ما قالتهُ لهُ أمس ، رفعت عينيها لتنظُر بخاصتيه قائلة " هاري أنا لا أستطيع تركك هكذا طويلاً دون أن أُخبرِك بمصير عِلاقتنا .. "

حَشَر يديهِ في جيوب بدلتهُ الأنيقة مُستمِعاً إليها وهي تقول بتردُد " إنهُ ليس مجرّد سوء تفاهُم أو شِجار ، بل ... "

زفرت الهواء بغضب لكثرة توتُرها ثم حاولت إستعادة شجاعتها لتقول " علاقتنا فاشِلة هاري ، لاحظتُ أنك بدأت تُهمِل في عملك بفترة إبتعادنا عن بعض ، وتشاجرت مع أهلك جميعهك بلا إستثناء ، ثم رفضت دعوة الكثير من الحفلات التي أرادتَك ضيف شرف بها ، وفوَّت أكثر من مسابقة لم تُرشِّح إسمك بها ، أشعُرُ وكأنني دخلتُ حياتَكَ لِأُدمِّرها .. وأشعُرُ بأنك ستُبلي حسناً إن إبتعدت عنك ، سيكون هذا الأفضل لك .. "

لم يُعلِّق علي كلامها وظلّ ينظُر في عينيها مباشرةً بثبات ، فنظرت هي بجانبها لتفصِل ذلك التواصل البصري الذي يُشتتها ، ثم عاودَت النظر إليه قائلة " هاري رجاءً لا تأتي لرؤيتي مُجدداً ولا تُحاوِل الوصول إليّ بعد الآن .. لا تُعذِّب كِلانا ! "

فاجئها بصمتهُ الطويل الذي ظنّت أنهُ لا نهاية لهُ فتحدثت لشعورها بالإستفزاز " هاري هل فقدت حاسة النُطق أم أنك فقدت حاسة السَمَع ؟ "

إبتسم ساخراً وقال " كِلاهُما. لأكُن صريحاً لا أستطيع تصديقكِ وتصديق ما تقولينهُ وتصديق فِكرَة أنكِ مُفتنعة بما تتفوّهين به "

" إرحَل هاري ! " قالت بنفاذ صبر لتُدير وجهها للجهه الأخري وبعد لحظات تجمّعت الدموع في عينيها لِتُشكِّل طبقةً زجاجيّة عليهما ، أطلقَت شهقة خفيفة ومسحت إحدي دموعها فسألها هاري بإهتمامٍ مُغلّف ببعض الغضب في نبرتُه " لِما تَبكين الآن ؟ "

" لأنك لست مُدرِكاً كَم أنّ ما أقولهُ لَكَ يجرحُني قبل أن يجرحك ، لست مُدرِكاً ولن تُدرِك أبداً أنهُ ليس من السهل أن أُخبِرك أن تبتعد عنّي وأكثر ما أُريدهُ الآن بقائَكَ بجانبي ، لست مُدرِكاً كم أن قلبي مُحطماً لعدّة أجزاء متناثرة لا أعلم أيُهما أتبَع .. " إنفجرت شاكية ولكن بنبرةٍ مُعتدِلَة الإرتفاع بينما تمسحُ دموع عينيها بِعُنف وهي تحاول أن تتوقّف عن البُكاء

أخذ خطوتين لتُقربهُ منها وضمّها إلي صدرُه ليُعانِقها بقوّة ويُحكِمُ ذراعيه علي جسدها قائلاً من بين أسنانهُ " تذكّري أنهُ حتي في خِصامنا وغضبنا يمكنكِ أن تضعي رأسكِ الغبي علي كتفي دون أن تعتذري ! "

ما قالهُ جعلها تبكي أكثر لشعورها بكم هو صعب الإبتعاد عنهُ بينما هو لطافتهُ لا حد لها ، إبتسمت بخفّة وبادلتهُ العناق منهوكَة القوي ، ثم إبتعدت عنهُ ومسحت دموعها لتنظُر إليه وتجدهُ يسألها بِشَك " هل إنتَهيتِ ؟ "

" لا أفهم ! " ردّت سريعاً فأجابها " لا يُهِم ! " ثم سحب يدها ليَجُرّها خلفهُ بِسُرعة شديدة وكأنها ستهرُب ، بينما هي تأخُذُها الصدمة وكُل ما تفعلهُ هو تَفَادِي ما أمامها كي لا ترتطم به

حتي أدخلها بسيارتُه سريعاً وصفع الباب ليركب هو ويقود دون أن يتحدّث رغم أنها سألته لأكثر من مرة عن وجهته ، ولم يرُد

توقف بإحدي الشوارع فنظرَت من النافِذة ولم تستطِع أن تُميِّزها ، ثم أصبحت النافذة عبارة عن لَوحة سوداء وورديّة .. عقدت حاجبيها بينما ترفع عينيها فوجدت أن هاري وقف أمام النافذة وبدلتهُ تعيق رؤيتها مما جعلها تترجّل وتنظُر لهُ وعينيها الواسعتان تتساءلان في إستفهام علي ما يحدُث

لم تأخُذ الوقت الكافي لتتفحّص المكان حولها وتُحاوِل تحديد موقعها حيثُ سحبها من يدها مجدداً متجاوزاً الأُناس حولهم حتي دخل معها في إحدي المطاعِم الشهيرة ووقف خلفها ليضع يديه علي عينيها مما فاجأها ، ولكنها سريعاً إعتادت الأمر فَكُل ما يفعلهُ منذ أن رأتهُ هو أن يُفاجِئها

" تقدّمي " أمرها بنبرةٍ سعيدة مما جعلها تبتسِم لِمُجرّد تخيُّلها لإبتسامتهُ المُبهِجة بينما يُخبِرها بذلك ، وتقدمت بضعة خطوات حتي أمرها بالتوقُف وأزال يديه عن عينيها ولكن بطبيعةِ الحال كانت عينيها مُغلقة ، فبدأت تفتحهما برويّة

ما كادت الرؤية تتضح بعينيها حتي غطّت فمها بيديها وكتمت صرختها مُحدقةً بما أمامها بتوسُّع

تقِفُ الآن داخل مطعمٍ خالٍ من البشر ، أمامها لَوحة بِطولِ وعَرضِ الحائِط بأكملُه مرسومةٌ لها .. حدّقت بتفاصيلها فإمتلأ قلبها غراماً بتلك اللوحة وبِمَن رسمها ، تبتسِمُ بها وتضع القليل من مساحيق التجميل وشعرها منسدلاً بطريقةٍ مُرتّبة علي طولِ ظهرها ، ومُعلّقٌ علي الحائِط الكثير مِن البالونات والشرائِط المُلوّنة والأيقونات التي تأخُذُ شكل قلوباً حمراء ولَوحة أخري مكتوبٌ عليها 'أُحِبُكِ بيلي' بالإنجليزيّة ، أزاحت يدها من علي فمِها ولازال مفتوحاً ، بينما هاري ينظُرُ إليها مبتسماً ومترقّباً رأيها وردّ فعلها وأصابهُ التوتُّر فلَعَق شفتيه وعضّ عليهما بخفّة

تقدَّم ليقِف أمامها ويقول " أعلمُ ما يَدورُ بعقلكِ .. ماذا توقّعتِ مِنّي ؟ أن أغضَب مِن كلامَكِ أمس وأُقسِمُ ألّا أتحدث معكِ مجدداً ؟ أو حتي كلامكِ هذا الصباح ؟ علي العكسِ تماماً .. إنني مُدرِك بأنكِ تَمُرّين بظروفٍ صعبة وتقعين تحت الكثير من الضغوط فَلَم أخُذ بكلامكِ علي محمل الجَد ، أُقدِّرُ حالتكِ النفسيّة بهذا الوقت بيلا .. وأعرِفُ تماماً أن ما تقولينهُ ليس ما تُريدينهُ "

إبتسَم حين رقّت ملامحها وقال غارِقاً بهِم " أنتِ جميلة. أجمل مِن أن يتشوّه مزاجكِ لحدثٍ عابِر تسبب بِه كائِن مُغفّل لا يُدرِك كم أنكِ جميلة ! "

" أري إبتسامتكِ تَبهَت .. وضحكاتكِ تَقِل .. ووجهكِ يشحب ، لا تَذبَلي وأنتِ التي إعتاد الجميع أن يراها مُزهِرة ! " أخذ خطوةً إضافيّة لِتُقلِل المسافة بينهما ليتحدث مجدداً بنبرةٍ حالِمة

" أتعلمين بيلي ما الذي أتمناه ؟ لو بإستطاعتي أن أخطِف مِنكِ كُل ما يُحزنكِ .. وأرسِم لكِ دَرب السعادة الذي يَليقُ بِعَينيكِ الفاتنتين "

إقترب منها أكثر والإبتسامة تُزيِّنُ شفتيه حتي ظهرت غمازتيه وأخذَ خصلةً من شعرها ليُرجِعها خلف أذنها قائلاً بجديّة " أنتِ لا تستحقّين شيئاً غَير البًسمة علي وجهكِ الجَميل "

" أردتُ أن أؤكِّد لكِ أنني لن أبتعِد عنكِ حتي وإن إلتصقت السماء بالأرض ، عزيزتي " أنهي حديثهُ هامساً فَدَمِعَت عينيها لشدّة سعادتها

إنّ علامات الحزن والألم الّتي كانت على وجهه قد تغيّرت ... وحلّت محلّها ملامح السّعادة والأمل

ظلّت في مكانها تُحدِّقُ بِهِ في دهشة دون أن تتكلّم وكأنها في حُلمٍ لا تُريد الإستيقاظ منهُ

" هل في يقظةٍ أم في منامٍ أنا ؟ " همست لنفسها بدهشة ثم نظرت بعينينِ هاري قائلة بسعادة عفويّة  " داخلي لا يتسع لبعضه ! وكأن قلبي سيخفِقُ خارج قفصي الصدري لشدة الشعادة ! "

إتسعت إبتسامتهُ لا إرادياً مع إتساع خاصتها ، فَدَمِعَت عينيها لِتسقُط دمعة علي خدّهها،  فساهَم هاري بمسحها بأنامله فنظرَت إلي عينيه مباشرةً هامِسة " تباً لحياتي من دونَك "

سحبها إليهِ ليُحيط خصرها بيديه ويُعطي ليدهُ الحريّة بأخذِ جَولة علي شعرِها المُنسدِل حتي أمسك بمؤخرة رأسها فإقتربت منهُ كما فعل لتتلاشي المسافة بين شفتيهما تدريجياً .. حتي إلتصقا بحميميّة

وضعت يدها علي مؤخرة رأسهُ للتحكّم بالقُبلة بشكلٍ أفضل ، وبينما كِلاهما منهمِكٌ في التقبيل تعالَت الصيحات والتصفيق حولهما ، ولم يُبالي أياً منهما حيثُ لم يُفكِّرا بِإنهاء القُبلة حتي

بعد ثوانٍ إبتعد هاري ليضع يديه علي فَخذَيها ويرفعها لِتُحيط خصرهُ بساقيها ويُعاوِدان تقبيل بعضهما وكُلٌ مِنهُما ضائِعٌ بين شفتَين الآخَر

إبتسمت بيلا بين قُبلاتهما لتصنع مسافة بسيطة بين شفتيهما وتبدأ بالقهقهه بينما هاري يُنزِلها حتي بلغت قدميها الأرض وعانقتهُ مُستنشقةً رائحة عِطرهُ المُميزة التي إشتاقت إليها كثيراً ، وتنفّست بِراحة أعلي كتفيه كما أغمض هو عينيه بإرتياح لعودتها إلي صدرهُ مُجدداً بعد أن ظَن أنهُ كادَ يخسرها لمدي حياتهُ

إبتسم هاري لأصدقاؤه الذين يُصفِّقوا منذ زمن حتي أخذت أياديهِم اللون الأحمر ، ونايل تظاهَر بِمَسح دموع عينيه الوهميّة قائلاً " أولادي ! كم أنا فخورٌ بِكُما "

إبتعدت بيلا لشعورها بالصدمة لسماع غَير صوت هاري بهذا المكان ، إلتفّت لنايل وبقيّة الرفاق فعلّق ليام علي دهشتها " أحقاً مُندهشة ؟ ألم تشعُري بتصفيق حَولكِ أبداً طوال هذا الوقت ؟ "

نظرَت إلي هاري مُقهقهه وهو كتم ضحكتهُ فتحدّث زين آخذاً خطوة للأمام لِتجعلهُ مُتقدماً عن الرفاق خلفهُ آخذين شكل المُثلّث " هاري لم يفعل كل شئ وحدهُ .. لقد ساعدناه بالكثير من الأشياء ، لأجلكِ "

إبتسمت بيلا علي لُطفهُم مع إيماءة كلاً من ليام ونايل مؤكدان علي كلام زين وقالت " شُكراً لكُم جميعاً ، لقد كنتُ قد بلغت أقصي درجات الإنزواء والكآبة لكن حقاً ما فعلتموهُ غيَّر الكَثير .. أنا - شُكراً لكُم يا رفاق بحق ! "

" علي الرُحبِ بيلي " تحدث جميعهُم في آنٍ واحِد لتقهقه علي تلك النغَمة بينما تحدث هاري " في الحقيقة أولائِك الرفاق قد فعلوا كل شئ ، أنا فقط رسَمت .. أنا شاكِرٌ لِوجودَكُم في حياتي ! "

تابع حديثهُ قائلاً " لقد بدأتُ أرسمها منذُ أن بدأنا نتحدث سوياً .. قبل أن نصبح أصدقاء حتي ، وأخذت مني الكثير من الوقتِ والجُهد وكُنتُ أُتجاهل باقي اللوحات وأُكرِّسُ إهتمامي لِتِلك حتي سهرت أعملُ بها وأنهيتها أمس ، أتمني أن يكون تَعَبي واضِحاً عليها وأن تكون قد أعجبتكِ بالقدرِ الذي تمنيتهُ .. " إبتسم لها في نهاية الحديث فنظرت بعينيهِ باسِمة " أُقسِمُ إن قدمت لي تُراباً فسأسعدُ بِهِ هاري .. " إتسعت إبتسامتهُ فسَرَحَت في وَميضِ عينيه قائلة بنبرةٍ خافِتة نتيجة لشرودها " أُحبُّكَ كثيراً ! "

" نحنُ غير مرغوبٌ فينا هُنا ، أليس كذلك !؟ " سألهُم ليام بِشَك فأومأ زين ونايل ليخرجوا من المطعم رغم صياح هاري عليهُم بأن يبقوا

قهقهت بيلا وعانقها هاري للمرةِ الخامسة عشر اليوم .. ثم سحب إحدي الكراسي لها وقال " فلتجلسِ بيلي .. لنتناول طعامنا ! "

" لِكَم مرّة عليّ أن أُخبِرَكَ بأنَكَ الأفضل هاز ؟ " ضيّقت عينيها مبتسمة وهي تجلس ليُقبٍّلها علي خدّها فإشتعلت كلتا وجنتيها حين عاد هو ليجلس علي كرسيه أمامها ، كُل مافعلهُ هو تصفيرٌ خفيف ليأتي النادِل مِنَ العَدَم واضعاً الأطباق أمامهما التي إختارها هاري سابقاً

" لا أُصدِّقُ أنك طلبت لي الدجاج بالعسل ! " قالت ناظرةً لطبقها بصدمة والإبتسامة تكادُ تشُقُ طريقها إلي وجهها ، فإبتسم هاري خاطِفاً نظرةٌ عليها وقال " أعلمُ أنكِ أحببتِه .. "

ظلّا يتحدثانِ في مواضيعٍ مُختلِفة والكثير من القهقهات ملأت المكانِ بهجةً وسرور ، وكُلٌ مِنهُما يشعُرُ بالراحةِ تكتسِحُ صدرُه ، بالطمأنينة ، بالحُب ، وكُلٌ منهما يتمني لو يستطيع إبطاء الوقت كي لا ينتهي هذا اليوم ، نظر إليها هاري قائلاً " والدتي سافَرَت مع أبي للفرع الرئيسي للشركة في سياتل ، وأًُختي سافرَت أيضاً .. "

" حمداً لله ، ولكنني سأفتقِدُ جيما لأكُن صادِقة ! " قالت بإندفاع فقهقه بصوتٍ مسموع ، ثم عاد يقول بجديّة " بيلا .. "

جَذَبَ إنتباهها لتترُك شَوكتها وتنظُرُ إليهِ بإستفهام .. فَوَضَعَ يدهُ علي خاصتِها علي الطاولة قائلاً " عِديني بأنكِ لن تُفكري مجدداً بأن نبتعد عن بعضنا البعض ، بأنكِ لن تشعُري باليأس مهما كانت العقبات التي ستُصادفنا ويُخبِئُها لنا القَدَر ، عِديني بأنكِ لن تضعِ علاقتنا علي المَحَك مجدداً ، والأهم .. عِديني بألا تُذْرَف مِن عينيكِ دِمعةً واحِدة ما دُمتُ بجانبكِ "

إبتسمت لترُد قائلة " أعِدُك هاز ! "

-

عدد الكلمات: 2175

عارفه ان الصورة فوق قََضِت عليكوا كلكوا وعليا قبلكوا، كان لازم أحطها بصراحة عشان هاري حلو بطريقة أوفرر مقرفة:(♥♥

رأيكوا في الشابتر ؟

رأيكوا في اللي هاري عمله عشان يصالحها ؟

توقعتوا أي حاجه من اللي حصلت دي ؟

تفتكروا كيلي كانت عايزه تصالح بيلا ليه ؟

أكتر حتة عجبتكوا في الشابتر ؟

سي يا بيبيز♥

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top