20 | أنتِ تُخيفين الزبائِن بيل.
" كآيلِب ، لقد مرّت ساعة وانت تبكي .. فلتتماسَك قليلاً ، أنا أستمِد قوّتي منك " تمتمت بيلا بينما تمسحُ علي رأسِه التي علي صدرها معانقاً إياها ويبكي بحرقة
رفع رأسهُ عن جسدها لينظُر بوجهها فوجدها تبكي ليقُل بنبرتهُ المُرتجِفة " أنتِ رأيتِه لمرّاتٍ معدودة في حياتكِ ولازلتِ تبكين ، فما بالُكِ بأنهُ والدي ؟ لا يمكنكِ أن تلومينني مطلقاً "
" كآي ، لقد جئتُ إلي هُنا رغم أنها الثانية عشر منتصف الليل لأطمئِن عليك ليس لكي أُشجِّعُك علي البُكاء ، بُكائك لن يُغيِّر شيئاً فلتدعو لهُ أفضَل " إبتسمت لهُ وسط دموعها لتَهِم بمسحهم سريعاً وتدعو لعمّها فأومأ لها بِبُطئ مراقباً إياها ، ثم دعا لهُ طويلاً
" إذاً .. لقد تأخّر الوقت ولن أجعلك تقود بي إلي المنزل وأنت بتلك الحالة وبالتأكيد لن أخرُج وحدي ، سأبيتُ معك الليلة ولِنخرُج غداً أنا وأنت لِتَملأ صدرك بالهواء العليل فأنا أعلمُ أن أجواء المنزل تُصيبُ بالكئابة " وضعت يدها علي يدهُ لتنهض وتسحبهُ معها ، فأومأ مبتسماً مُجامِلاً إياها وشعر بالدوران حين وقف مما جعلهُ يتوقّف حتي إتضحت الرؤية وتابع معها التوجُه إلي غُرفتُه
-
" صباحُ الخير بيل ! " ألقي عليها لوي التحيّة حين دخلَت المتجر ، إقترب منها حين أومأت لهُ دون الرد عليه بملامحٍ جامِدة فوضعَ يديه علي كتفيها ليجذِب إنتباهها قائلاً " عَلِمتُ بما حدث الليلة الماضية ، أنا آسف لسماع خبرٍ كهذا .. أتمني لهُ الرحمة "
ترقرقت الدموعُ في عينيها بينما تنظُرُ في خاصتيه مباشرةً لتذكُرها ما حدث .. رغم انها لم تنسَ الأمر بالتأكيد إلا وأن كلام لوي جعلها تفشلُ في كَبتِ ألمها ، حَزِنَ حين رآها علي وشك البكاء وتُدير وجهها للناحية الاخري كي لا يراها فحاول النظر بوجهها قائلاً بتوتُر " يا إلهي .. تباً لي لن أتحدث مجدداً .. بيل لا تبكِ .. "
" لقد ت- تظاهرتُ بالقوة أمام كآيلب بصعوبة البارحة ، بينما كانت روحي متناثرة في كل مكان .. لا أُصدِق أنني فقدتُه لوي " تكلّمت بصعوبة وصوتها ظاهرٌ فيه التعب وبحّة شديدة فإبتسم لوي بِحنان ليأخُذها في عناقهُ ويُقبِّل شعرها قائلاً مع تنهيدة خفيفة " أنا أعرِفُكِ منذُ زمن بيل ستتخطين تلك الفترة من حياتكِ حتي وإن كانت صعبة .. ستتخطينها "
إبتعد عنها ليمسح دموعها ويقول مبتسماً " هيا فلتفعلي شيئاً تُحبينهُ لتستمتعين بوقتكِ قليلاً ، سأعملُ أنا هُنا طوال اليوم وأنتِ
إذهبي إلي منتزه او ما شابه. ولكن لا تعتادي علي هذا ! "
إبتسمت بعد محاولاتٍ عديدة وقالت " أُفضِّلُ أن أبقي معك هُنا ونَعمَل علي أن أتنزّه وحدي "
إبتسم بتوسُّع ثم رقّص حاجبيه قائلاً " وإن تَنَزَّه هاري معكِ ؟ "
" آه هاري ! " تنَهَدَت تنهيدة طويلة وكأنما أخرجَت جميع الهواء الذي تنفّستهُ طيلة عمرها ثم أردفت " منذُ أن أرسلت لهُ الورد ولم يتصل أو يُرسِل لي الرسائل ، علي كُلِ حال لقد وَصَلَتني رسالتهُ بالفعل "
" ماذا تقصدين ؟ " ضيّق عينيه فأجابت بإنزعاج ووجها إكتسَب بعض الحُمرة لغيظها الشديد " إنهُ لم يسامحني بَعد علي خطئٍ لم أرتكبهُ أصلاً ، أنا المخطئة لم يكُن عليّ أن أُرسِل شيئاً .. تُري هل أثرت والدتهُ عليه ؟ ... لا يُهِم " نظرت إلي الأرضية الكِريمية وهي تُحرِك قدمها عليها بإنزعاج وتُكتِف يديها علي صدرها ، ثم فكّت عقدة ذراعيها وقالت ناظرةً للوي " أحضِر للسيدة أنيتا باقتها المُعتادة وارسل ورد النرجس للرجُل الذي طلبهُ البارحة " ألقت ما عندها من كلام لتعود لطاولتها وتقف منتظرة الزبائن وهي تُراجِع الحسابات وتُشغل نفسها عن التفكير بأي شئ مما يُشغِل بالها حالياً
لم يشأ لوي أن يُجادلها او يسألها عن المزيد من التفاصيل فإنصرف إلي تنفيذ ما قالتهُ وذهب ليُجهِّز الباقات المطلوبة ، أثناء دخول بعض الزبائن وبيلا شارِدة في دفتر الطلبات
" مرحباً يا آنِسة .. " قالت فتاةٍ ما مَن دخلت المتجر توّاً فرفعت بيلا عينيها لتنظُر إليها وتومئ منتظرة طلباتها
" لقد أعجبتني قلادة من الفضة مُعلّقة علي الحائط خلف مقعدكِ مباشرةً .. أجل تلك التي مكتوبٌ عليها أصدقاء " قالت الفتاة مُشيرة بحماس علي القلادة لتلتفت بيلا وتراها بينما تسمعُ الفتاة تردف " أُريدُ واحدة مثلها مع كلمة للأبد بجانب كلمة أصدقاء "
نظرَت لها بيلا رافعةً حاجبيها بِـ حقاً ، فتعجّبت الفتاة ثم صمتت وقالت " وأريد بعض الورود الحمراء وأُخري بيضاء مُزيّنة بطريقةٍ رومانسيّة كلاسيكيّة في باقةٍ أنيقة "
" لِحَبيبكِ ؟ " همست بيلا لنفسها وإقتربت من الطاولة الزجاجيّة لتستنِد عليها بكلتا يديها وتبتسم بخفّة ناظرةً للفتاة بينما تقول " يا لكِ من مسكينة ! "
" أصدقاء للأبد ؟ للأبد ؟ في أي قاموس توجد هذه الكلمة ؟ صديقتُكِ ستترككِ عاجلاً أم آجلاً عزيزتي " سخرت منها لتنظُر لها الفتاة بإنزعاج قائلة " لا شأن لكِ ! ولستُ عزيزتكِ .. أنتِ بالكاد تعرفينني "
" أنتِ مُجرّد طفلة بريئة لا تعرفين شيئاً عن حقيقة مَن حولكِ ، لا صداقة تدوم للأبد ، صديقتكِ ستتخلّي عنكِ حين تجد من هي أفضل منكِ .. ربما أجمل أو أنجَح أو أغني ولكنها لن تختاركِ أنتِ ، أتعرفين لما ؟ لأنهُ لا يوجد أحد بتلك المجرّه يُقدِّسُ الصداقة بأثمي معانيها ، صديقتكِ ستتحدثُ من وراء ظهركِ كبقيّة الناس ، وعندما تتشاجران ستُصبِح جميع أسراركِ علي ألسنة الجميع ، صديقتكِ حتي وإن كانت من نوعٍ آخر جيّد ستحدُث مشاكل لتبتعدان عن بعضكما ، اتحدثُ عن تجارب سابقة مررتُ بها .. لا شئ يدوم للأبد لا الصداقة ولا حتي أنتِ ستدومين للأبد " قالت بيلا وهي علي حافة الإنفعال فقهقهت الفتاة الصغيرة وقالت " أنتِ أيضاً لن تدومين للأبد .. مَن يعلَم ؟ قد تموتين اليوم "
" أتمني ذلك " ردّت بيلا بلا مشاعر لتنظُر لها الفتاة بجديّة وتقول " أريد الباقة سريعاً "
" ما الفائدة بأن تشتري لحبيبكِ الورد ؟ حقاً لا أفهم لِما تلوِّثون الورد ومعانيه بإعطائهُ لشخصٍ لا يُقدِّر ذلك !! الحُبُ زائِف يأتي ليخلِق التعاسة والنكد في حياتكِ ثم يترُككِ في ألمٍ مُزمِن .. لا وجود للحب وإن وُجِد لن تكتمِل حياتكِ مع من تُحبين كما تظنين ، أنتِ وُلِدتِ وحدكِ وستعيشين وحدكِ وتموتين وحدكِ لا تتوقعي غير ذلك " صرخت بها فإتسعتا عينَي الفتاة بذهول ثم حين صمتت بيلا تحدثت الاخري بتعجرف " أنتِ غريبة الأطوار "
" لستُ غريبة الأطوار " ردّت منفعلة فإبتسمت الفتاة مقتربة من الطاولة بإستفزاز " أجل أنتِ كذلك ! اوه هل نسيتِ أن تأخُذي مُهدِّء الأعصاب هذا الصباح ؟ "
" لا لم أفعل لأنني لا آخُذ واحداً ، بالتأكيد والداكِ يفعلان ليتحمّلا طفلةً مثلكِ ، أشعُرُ بالسوءِ نحوهما ! " ردّت بيلا بنفس الطريقة الإستفزازية فإنزعجت الفتاة وقالت " وأنا أشعُرُ بالسوءِ حيال وجهكِ "
" حسناً أيتها الطفلة المزعجة ، إتصلي بي حين ينموا ثدييكِ " إبتسمت بيلا بتكلُّف لتُغيظها فإشتعلت الفتاة داخلياً ثم ردّت ببرودٍ كالجليد " إتصلي بي أنتِ حين يكبُرا خاصتيكِ "
" لا أملِكُ رقمكِ أيتها الحمقاء " أخرجت بيلا لسانها ثم تابعت حديثها قائلة " كم عمركِ ؟ "
" ثلاثة عشر سنوات " كتفت الفتاة يديها اسفل صدرها فقهقهت بيلا بقوّة ثم نظرت إليها قائلة " أوه يا لكِ مِن طفلة ! لا يجب أن تنخدعي بالمظاهر فتتألّمين بهذا السِن .. ولكنكِ عنيدة .. "
نظرت لها الفتاة بحدّة وقالت وغيظٍ حانق يطحنُ في نفسها " إنكِ مُعقدة ومُختلّة ولن تحصلي علي أحباء ابداً ولا حتي أصدقاء ، وتحتاجين للذهاب إلي طبيبٍ لمعالجة الفوضي في وجهكِ "
" جيِّد ، وأنتِ فتاةٌ صغيرة مزعجة تحتاجين إلي تعلُّم الأخلاق " نظرت لها بيلا منتظرةً ردّها تلك المرّة فإنزعجت الفتاة قائلة بغضب " جيِّد ، وأنتِ قبيحة وسمينة "
" وأنتِ لازلتِ فتاةٌ صغيرة مزعجة تحتاجين إلي تعلُّم الأخلاق " قالت بيلا ببرود ورفعت كتفيها بإستهزاء لتهز الفتاة قدميها بغضب وتعُض شفتيها بقوّة
" احضِر لها باقة من الزهور الحمراء والبيضا- .. " أوقفتها الفتاة بصياحها " يا إلهي لا ! " وخرجت من المتجر مُسرِعة لتقهقه بيلا حتي فاضت عينيها بالدموع لفرطها في الضحِك
جاء لوي من خلفها ليقُل بعدم تصديق " أنتِ تُخيفين الزبائن بيل ! "
" لا أعلمُ ما خطبي .. " تمتمت وهي تُغطّي وجهها وتتنهّد فسحب يديها من علي وجهها وقال " لِتستريحي اليوم لا تضغطي علي نفسكِ أكثر ، يُمكنني تولي الأمر وحدي "
أومأت لهُ برأسها بِبُطئ فعاود التحدُث مقهقهاً " الطفلة الصغيرة وجهها كاد ينفجر من الغَيظ ، لقد منعتُ نفسي عن الضحك بصعوبة .. لا أعلم من أين أتيتِ بالطاقة لتحمُّل ردودها والداومة علي إستفزازها "
" ماذا ؟ إنها ليست طفلة لقد شعرتُ وكأنها زوجة أبي .. " علّقت بيلا لتدخُل معهُ في نوبة هستيريّة من الضحك
" ما ذنبُ الفتاة بما مررتِ به من مشاكل ؟ " قال لوي ممازحاً فتنهّدت بيلا ثم إبتسمت إبتسامة باهِتة إستطاع أن يلمحها
" لِنأكُل البيتزا ؟ " عقد حاجبيه بإستفهام ونبرتهُ مالت للشَك فنظرت له سريعاً وبريقاً في عينيها يتوهّج حين إبتسمت بتوسُّع قائلة " بالطبع "
إبتسم إليها لينهض مع دخول فتاة للمتجر يعرفانها جيداً .. أشد المعرفة
توقف لوي لينظُر إليها ثم إلي بيلا غير متوقعاً سبب مجئ كيلي إلي هُنا ، وبرفقتها صديقتَيها ، نهضت بيلا أيضاً لتقُل بحدّة " ممنوع دخول الكلاب "
توقفت كيلي مذهولة لا تُدرِك ما قالتهُ بيلا للتو فتلعثمت وهي تحاول التحدُث لتقاطعها بيلا بتكرير جملتها بنبرةٍ أعلي " ممنوع دخول الكلاب إلي متجري ! " تورّدتا وجنتان كيلي لشعورها بالإحراج وضَحِكا صديقتيها عليها بخفوت وخرجن جميعهن ، فإلتف لوي إلي بيلا مبتسماً بخفّة وهو يخبرها " سأعودُ مع البيتزا "وخرج من المتجر ذاهباً إلي أقرب مطعم بيتزا يُقابِلُه ، بينما هي أمسكت بهاتفها لِتنقُر علي رقمُه وتضعهُ علي أذنها مُترقبة إجابتُه
أتاها صوتُه المُرهَق الأجش قائلاً " أهلاً بيلا ! كيف حالُكِ ؟ "
إبتسمت بخفّة علي لطافتُه ثم تلاشت إبتسامتها وهي تقول " بخير كآيلب .. " ثم صمت كلاهما لدقائق حتي إستأنفت حديثها مُتنهِّدة " عَلي مَن أكذِب ؟ أنا لستُ بخير ولا أنت كذلك ، كلانا يعلم هذا "
" أنتِ مُحِقّة "
" أنا دائماً كذلك " علّقت مُبتسِمة ثم قالت ببعض الحماس الزائف لِتُخفف عنهُ " أنا لم أنسَ بشأن وعدي لك بأن نخرُج اليوم ولكنني أشعُرُ بالإرهاق حقاً ، مازال بإمكاننا أن نخرُج غداً حسناً ؟ "
" سنخرُجُ بأي وقتٍ تُحبين يا بيلا ، فأنا قد أخذتُ عُطلة من عملي تقديراً للظروف الطارئة وأصبحتُ مُتفرغاً طوال اليوم "
" إذاً إتفقنا "
-
" يا إلهي ! لقد كُنتُما الثُنائي المُفضّل لدي ! " قال ليام ببعضٍ من الحزن وهو يجلس علي سريرِ هاري الذي إبتسَم بخفّة وسرح بخيالهُ بعيداً حين نظر إلي باقة الورد أعلي مكتبهُ الصغير في الغرفة
" هل هي منها ؟ " سألهُ نايل بنبرةٍ لعوبة مُحدقاً بالباقةِ معُه فأومأ هاري برأسهُ بخفّة ، وعاد ينظُر أمامهُ بصمت
" مما يعني أنكُما لستُما علي خلافٍ الآن ؟ مهلاً هل تحدثت معها بعد أن أرسلت لك تلك الباقة !؟ " سألهُ نايل آمِلاً علي أن يحصُل علي إجابة تجعلهُ مُرتاح البال ولكن هاري صدمهُ بتحريكهُ لرأسهُ بالسلب ونظر بعينين نايل قائلاً " لم أشأ أن أفرِض نفسي عليها ، أردتُ أن أترُكها تُفكِّر وتأخذ كل الوقت الذي تحتاجهُ لِتُقرر ما إن كانت ستُكمِل في العلاقة أم لا .. "
" ولكنها أرسلت لك الورد ! مما يدُل علي أنها قد إتخذت قرارها وهذا هو الرد ! " تحدّث ليام فأومأ نايل مُتفِقاً معهُ فيما قال ليبتسم هاري قائلاً " الأمر ليس بهذه البساطة ، ما أدراكُما أنتُما أنها قد إتخذت قرارها ؟ "
" هاري عزيزي لقد أرسَلَت لَكَ الوَرد مُعطَّراً برائحة عطرها .. هل تُفكِّر من مؤخرتك ؟ تلك هي حِيَل الفتيات ، لا يجب أن تقول 'لم استطع العيش من دونَك هاري ، انا اُحِبُكَ كثيراً' فما فعلتهُ يقول ذلك ! " قال نايل بدراميّة مُقلِّداً صوتها الأُنثويّ مما جعل كلاً من ليام وهاري يضحكان بأصواتٍ مسموعة
توقفوا عن الضَحِك ليتحدّث هاري بجديّة وكان الامر أشبه بالتمتمتة " أُفكِّرُ بأن أقوم بزيارةٍ مُفاجِئة الآن إلي منزلها "
" وماذا تنتظِر ؟ فلتُحرِّك مؤخرتك اللعينة من علي السرير وتذهب حالاً ! " صرخ عليه نايل مما جعل هاري يُمازحهُ قائلاً " فلتترُك مؤخرتي وشأنها .. منذُ أن بدأت تتحدث وأنت تتحدث عن مؤخرتي ! "
" لأنك مُجرّد مؤخرة هاري ! " ردّ نايل ليُخبّئ ليام وجههُ مُتمتماً " إلهي فلتأخُذهُما ! "
نهض هاري ليقف أمام نايل مباشرةً ويقول " حسناً سأذهبُ إليها ، أما عَنكَ فَهَل تعرِف ماذا سأفعلُ بك بسبب هذا اللقب ؟ "
" ماذا ؟ " سخر نايل بإبتسامةٍ مُستفزّة لينظُر هاري إلي عينيه لدقائق ثم يقول ببساطة " سأتجاهل أنني سمعتهُ وحسب ! "
ثم توجه سريعاً لخارج المنزل مبتسماً لمُجرّد تخيُلهُ للهفتها حين تراه ، اشتياقها لهُ ، وأنهُما سيعودان كما كانا بالماضي .. عاش في نعيمٍ لدقائق أثناء قيادتُه حتي وصل أمام المنزل وترجّل ليأخُذ شهيقاً ويُطلِقهُ ليذهب نحو الباب ويقرع الجرس ويعبثُ بشعره البُنيّ حتي أسقط بعض الخصلات علي جبهته ورَسَمَ علي وجهه الوسيم إبتسامة بشوشة جعلتهُ أكثر لُطفاً
نظرَت السيدة أنجيلي مِن الفُتحة الصغيرة بالباب فلاحظَت أنهُ هاري وصاحت علي بيلا من غرفة المعيشة
" إنهُ هاري " همست والدتها حين أتت بيلا ، فرفعت إحدي حاجبيها ثم ردّت " فلتُخبريه أنني نائِمة " وصعدت إلي غرفتها بعدم إكتراث ، فرغم أن السيدة أنجيلي تعلم أن هذا ليس ما تريده بيلا لكنها لم تجد مَفَر امام فَتح الباب لهاري وإخبارهُ بتلك الكذبة
فتحت مُبتسِمة بخفّة لتظهر التجاعيد بجانب عينيها بشكلٍ لطيف وتقول " مرحباً هاري ! "
" مرحباً خالتي ! آسفٌ للإزعاج ، ولكن هل بيلا موجودة ؟ " تسائل وعينيه تجول المكان علي امل ان يلمحها خلف والدتها ولكن لا اثر لها مما جعل قلبهُ ينكمِش في قفصه الصدري خصيصاً حين سمع ردّ والدتها " إنها نائمة عزيزي "
" ش-.. شُكراً لكِ ! " إنكمش وجههُ ولكنهُ زيَّف إبتسامة سريعاً فأومأت لهُ وقبل أن يستدير أخبرها " رجاءً حين تصحو أخبريها بأنني أتيت لأجلها "
إنزعجت انجيلي من الموقف التي وضعتها ابنتها به حيث اضطرت للكذب قائلة " بالطبع بُني "
" طاب مساؤكِ " أخبرها راحِلاً فأغلقت الباب ، بينما بيلا لم تستطع كبح فضولها ولم تستطع منع رغبة عينيها من التمتُّع برؤيتهُ بعد هذا الإختفاء الطويل فذهبت مباشرةً إلي الشباك في غرفتها حيثُ إستطاعت الرؤية من الزُجاج بعد أن أمسكت بجُزءٍ من الستائر بإحدي يديها لتُسهِّل علي نفسها الرؤية بهذا الظلام
رأتهُ يسير نحو حديقة المنزل متجهاً لسيارتُه ، ولكنهُ توقّف فجأة فتعجَّبَت .. وإلتفّ بلا مُقدِمات ليُلقي نظرة علي شباك غرفتها فتلاقت أعيُنهُما بصدمة ...
عينيها تتلألأُ بهما نظراتُ شوقٍ لا يُمكِنها كبحُه من السيطرة علي أفعالها .. تتمنّي لو تركُضُ لِتعانقهُ الآن وتهمس لهُ بكم هي تحتاجه ولا تريد أن تبتعد عنهُ للحظات .. أن تخبرهُ بأن يومها لا يخلو من التفكير به .. بل يومها لا تفعل به شيئاً سوي التفكير به ! دَمِعَت عينيها لشعورها بأنها تقف مُكبلة الأيدي بينما هو إبتسَم بسُخرية وكان علي وشك أن يستدير ويُكمِل طريقهُ لشعورهُ بأنها لا تُريدهُ هُنا ،ولكن حركتها الغريبة أوقفتهُ ..
لم تستطِع تركهُ يرحل هكذا فقامت بفتح الشباك كامِلاً وأخرجت ساقها تَليها الأخري حتي أصبح جسدها بالخارج ، وحفّذت نفسها حتي قفزت في الحديقة ، نهضت لِتُرتٍِّب ملابسها السوداء وشعرها الاسود المنسدل وتمسح دموع عينيها لتتجه إليه
وقفت أمامهُ مباشرةً وطال الصمت ، يُحدِقان بعينين بعضيهما دون أن يرمِشا ، حتي تحدث متسائلاً بضيق " لماذا تبتعدين عني بيلا ؟ "
" هاري ، لقد مات عمّي و.. " تنهّدت لتنظُر نحو المنزل متجنبة النظر في عينيه واخذت شهيقاً خفيفاً لتنظر إليه قائلة " أنا أشبهُ بمغناطيس للبلاء يا هاري ، لا أستطيع أن أُقحمك بكل تلك المشاكل معي ! أنت تستحقُ حياةً أفضل "
" لا يُهم ! ما دُمت معكِ فلا يُهمني أي شئ ، والآن إخبرينني ماذا بكِ ؟ " ردّ سريعاً وهو يكاد يُجن من إحتمالية إفتراقهما عن بعض ، إقتربت منهُ ووضعت شفتيها علي خاصتيه ليتفاجأ ، قبَّلتهُ بهدوء وبادلها قم إبتعدت عنهُ لتذرف تلك الدِمعة التي كانت تترقرقُ في عينيها وتهمِس بخفوت وكأن كُل حرف من تلك الجُملة يُخدِشُ قلبها وهو يخرُجُ من فمها " وداعاً ، هاري ! "
-
عدد الكلمات: 2490
آخر الاحزان ان شاء الله😂
واقفين مع مين في الهوليلة دي .. بيلا ولا هاري ؟
رأيكوا ف رد فعل بيلا لما كيلي دخلت ؟ 😂😂
تتوقعوا هاري هيعمل ايه بعد اللي عملته بيلا ده ؟
وتتوقعوا إيه لخروجة بيلا وكآيلب ؟
الشابتر اللي بعده فيه مفاجأه حاولوا تتوقعوها! 😇❤️
سي يو بيبي جيرلز.❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top