17 | عاهرة المجلّات.
بَدَا لهُ المنزِل بَشِعاً وجلوسهُ لدقائقٍ بِه كإحتراقهُ لساعاتٍ في الجحيم
التوتُر يسود الأجواء .. الألسِنة المعقودة .. والهدوء المُمِل .. وبرودِ الأعصاب
وهو .. لا يتحدث ولكن دمهُ يغلي ويكادُ ينفجِر صارخاً أمام الجميع ، حيثُ يجلس علي الأريكة شارداً في الأرضية ووالدتهُ تقرأُ صحيفة الأخبار وترتشِفُ من كوب قهوتها كعادتها الصباحيّة ، بينما والدهُ في غُرفتُه يُجهِّز نفسهُ للذهاب للعَمَل ، وجيما تجلِسُ بجوار هاري وتُحاوِل تلطيف الأجواء وكل محاولاتها تبوءُ بالفشل
" إسمعِ جيما لا أريد أن أكذب عليكِ فَحديثكِ منذُ ساعة يدخُلُ في أُذُني مروراً بالأخري ، إترُكينني الآن " تحدث هاري ومسح وجههُ بيديه بِعُنف فإختفت إبتسامتها ، إقتربت منهُ في جلستِها لتضع يدها علي كتفِه هامِسة بخفّة " أعلمُ أنك مُستاء هاري ، لك الحقّ في ذلك .. أنا أيضاً لا أعلمُ كيف خرجت تلك الكلمات من فَمِ والدتنا ! "
" لِما هي لا تبالي هكذا ؟ كما يقولون .. إن القَريَة تحترِق والمخبولة تُمشِّطُ شعرها " إنفعَل هامساً حتي كاد ينفجِر فقهقهت هي ووضعت يدها علي فمها سريعاً حين ظهر وجه والدتها من خلف الصحيفة التي تقرأها ، تركتها علي الطاولة الزجاجية لِتُكمل كوب قهوتها وينظُر لها هاري بغضب ينبعِثُ من عينيه
" ما الذي فعلتِه أمس ؟ أيُعقل أن تقولين أشياءً كهذه ؟ " وجّه حديثهُ لها بهدوءٍ حارَب علي الحصول عليه وإخفاء غضبُه ، فنظرت لهُ بسُخرية وقالت " أيُعقل أن تُحب بائعة زهور هاري ؟ أنَسيت نفسَك ؟ "
" ماذا بها بائعة الزهور ؟ " ردّ بغضب فإنعقدت حواجِبها قائلة " أتسألني ؟ لقد فقدت عقلَك بالفعل ! "
أردفَت مُنفعِلَة : " وما أدراك أنها تُحِبُك كما تُحبها ؟ رُبما تستغِّلُك لتحصُل علي المال ، فتاةٍ كهذه لن تري سوي المال الذي تفتقِرُ إليه ، لا تجعل حُبك لها يُعميك هاري ! "
" كيف لكِ أن تقولي هذا ؟ كيف لكِ أن تتحدثي عنها هكذا ! أنتِ لا تعرفينها بقدري أنا ! " صرخ فإنتفضت جيما بجانبهُ وحين رأت عينين والدتها اللتان تَوَسعتا ، قالت " إهدأ هاري إنها تخافُ عَليك لا أكثر ، عليك أن تستمِع إليها ! "
نفض يَد جيما من علي ذراعهُ وإلتف إليها صارِخاً وعينيهِ تترغرغُ بالدموع " واللعنة لا أحد يعرفها بقدري أنا ! كيف لكُم الحق لتحكموا عليها ؟ "
" لم أري أنقَي وأصدَق من حُبّها في حياتي .. " أضاف بنبرةٍ خافتة ضعيفة وإستطاع التحكُم بدموعهُ لتنكفيء للداخل فتظاهرَت جيما بأنها لم تري ما حَدَث وربتت علي ظهره بهدوء
" هاري إنَّ مهنة والدها ذات راتبٍ ضعيف .. ستفعل أي شئ لمساعدته " فسرت والدتهُ بهدوء فنظر إليها بحِقد
" لِنفترِض أنها تُحِبُّك ، إن تزوجتها ألن يتحدث الناس عنكُما ؟ سيقولون أنك أشفقت عليها فتزوجتها هاري ! أنا خائفة عليك وعلي الفتاة .. لن تستطيعوا الإمساك بألسنة الناس وإغلاق أفواههُم إلي الأبد " رقّت ملامحها ناظرةً إليه فردّ سريعاً " وهل سأتزوجها هي أم الناسِ أم راتِب والدها ؟ "
ثم أردَف حين صمتت والدتُه " ما العَيبُ في أنها تبيعُ الأزهار ؟ هل تبيعُ المُخدرات أم تعمَل في حانة ؟ عليكِ أن تحمدي الرب أن فتاةً بمثلِ ظروفها تجاهلت جميع طُرُق الإنحراف التي كانت ستجعلها تنام علي ريشِ النعام وإختارت أن تفتح متجر تبيع به أزهارها بكُل براءة ! ألا تستحق الإحترام والتقدير والتشجيع ؟ ولكن بدلاً من ذلك قد أهَنتِ كرامتها أمامنا جميعاً بكُل قسوة وهي لم ترُد لإحترامها لأنكِ والدتي .. وايضاً لم تُقدِّري إحترامها لكِ ! أنا لم أعُد أفهَمُكِ حقاً .. " كانت نبرة صوتهُ مُرتفِعة جعلت جيما تتأكد من أن تلك المُحادثة لن تنتهي علي خَير ، تنهدت والدتهُ لتنظر إليه بتعب من عنادهُ الشديد
" أنا لا أُصدِّق أنك جعلتني أهاتف والدك ليترك الفرع الرئيسي من الشركة هناك وأُهاتِف جيما لتترُك زوجها ويأتيا لِمُقابلة تلك الفتاة ! لو أنك أخبرتني من البداية أنها بائعة زهور لَما كنتُ وافقت علي مقابلتها بالأصل "
" فلتتحدثي عنها بطريقةٍ أفضَل ، فلم يمنعني شيئاً مِن الرَد عليكِ أمس سوي صدمتي التي جعلتني أشُكُ بأنكِ والدتي .. فلتُبعدين تلك الأفكار عن رأسكِ .. هي لا تطمعُ بي وبمالي ! " قال هاري من بين أسنانهُ فرفعت آن إحدي حاجبيها قائلة " هل تملِكُ دليلاً عزيزي ؟ "
" أجل .. لقد تعرّفتُ إليها حين جِئت لأشتري منها الازهار .. وبدأنا نخرُج سوياً وهي تثقُ بي ثقة عمياء رغم أنها لم تعرف عني شيئاً حينها ، لم تعرِف أنني رسّام مشهور أو أعمل مع أبي ولم تعرِف أهمية عائلتنا بالبلد سوي منذُ شهر ! إنها ليست هذا النوع من الفتيات اللوات يسعن للحصول علي المال بأي طريقة .. وإلا كان ليظهَر هذا بها منذُ البداية ! " نهض ليُشيح بيديه بينما يُحدِثُها لتترُك كوب القهوة وتنهض لتقف أمامهُ وتنظر بعينيه بِحدّة قائلة بنبرةٍ غاضبة " إسمع هاري أنا لن أُعرِّضُك للخطر أتفهم ؟ أنت تُسلِّمُ لها مالك ومركزك وقلبك علي طبقٍ من فضّة بكل سذاجة ألا تُدرِكُ هذا ؟ لن أدع إسمك يغوصُ في الوَحل بسبب عقلك الذي أعطيتهُ إجازة طويلة المدي ! إنك لازلت في الواحد والعشرون من عمرك لم تعرِف عن الدنيا شيئاً ، تنخدِعُ بسهولة .. أما أنا فلديّ نظرة للأشياء وأعرف جيداً ذلك النوع من الفتيات مثلها وكم هن خبيثات "
" لِما وافقتِ علي إرتباطي بـ آيلا رغم أنكِ تعلمين أنني لا أُحبها ؟ " سألها فتفاجأت لتقُل مُكتِفة يديها أسفل صدرها " آيلا من طبقة مميزة ، والدها كوالِدُك يُدير شركةً ذات فروعٍ عديدة ، إرتباطك بها لم يجلِب لنا المشاكل بل كان شيئاً عاديّاً ولم يجذِب إهتمام الناس ، أما بيلا فستجعل الجميع يتحدث عنك .. ونحنُ في غِني عن تلك الثرثرة لا تنسي أن شركتنا خسرت أسهم كثيرة في البورصة مؤخراً ، لا نريد المشاكل هاري "
" أجل ، أنتِ خائفة علي الشركة ! " أومأ برأسهُ حين إستنتج هذا ومررّ لسانهُ علي شفتيه ليلعقهُما ثم يضغط عليهما بأسنانهُ كاتماً لغضبهُ
" لا بل خائفة عليك أنت ! أنا أُمُك وتُهِمني مصلحتُك ! الشركة في آخر أولوياتي " صرخت بوجهه فإبتسَم ليستدير ويذهب ناحية السُلّم ببرود بينما يصيح " جيِّد أن بعد كل تلك الأعوام قررتِ وأخيراً أن تكوني أُمي ! "
" هاري توقّف وتعالَ الي هُنا .. أنا أُحدِثُك ! " صرخت ليستدير ببطئ بارِد ويقول " ليس لأنكِ طوال الوقت تتعاملين مع أشخاصٍ لا يمكنكِ الوثوق بهم والخداع يجري في دمهم تحكُمين علي تلك الفتاة ! الأمهات يُخطِئن أحياناً "
" ما تلك الطريقة التي تحدثني بها ؟ وكيف عساك ان تقول هذا هاري ؟ "
" ماذا هل ضايقكِ ما قُلتَهُ ؟ ألم تُفكِّري لثوانٍ في ما قُلتِهِ أنتِ لـ بيلا البارحة ؟ أم أنكِ مُراهِقة لا تستطيعين التحكُّم بألفاظكِ ؟ " وضع يديه في جيوبهُ ليرمقها بنظرات غضب فإكتفت بالتحديق به بصدمة في المقابل
" هاري لا تتحدث معها هكذا ! " قالت جيما بغضب بينما تنهض من علي الأريكة
" شيءٌ رائِع أن أري أن إبني الذي أمضيت أكثر من نصف عمري لأُربيه وأضمن لهُ مُستقبلٌ جيّد يتحدث معي هكذا ويوبخني ، شعور جيد أن تري كُل ما بنيتهُ ينهار أمامك أليس كذلك ؟ " قالت آن ساخرة والدموعُ تترقرقُ في عينيها وجيما تنظُرُ لهاري تؤنِبهُ
" هذا تماماً ما شعرت بِه حين غادرَت بيلا ذلك المنزل وهي حزينة " تمتم ليبتسِم بسخرية محدقاً بوالدتُه ، ثم صعد لغرفته أثناء نزول والدهُ علي السلالم ليخرج من المنزل متجاهلاً كل ما يحدُث
-
وضعَت يديها في جيوبِ سترتها لِتُخبِّئها من الرياح البارِدة التي تهُبُ عليها حين خرجت من المدرسة برفقةِ لوي ، إبتسم علي مظهرها اللطيف وهي تُخرِج يديها من السُترة مجدداً لِتفرُكهُما معاً بسرعة
جمَّعَت خصلات شعرها خلف اذنيها قائلة " ولم أخبر والداي بما حدث بَعد ، نِمت أمس لكثرة البكاء وحين إستيقظت لم تشأ والدتي أن تُزعِجني وتضغط عليّ وتذكرني بالأمر فلم تتحدث معي عن أي شئ ، أعلمُ أنها تنتظِرُ عَودتي من المدرسة لنتحدث ، لكنني حقاً لا أَوَدُ أن أتحدث بهذا الشأن "
هزّ رأسهُ مُتفاعِلاً مع كلامها ثم وقفا أمام بعضهما لثوانٍ وسألتهُ هي " أتعرِف لِما لم يأتي كلاً مِن أليكس ومولي اليوم ؟ "
" لا " أجاب ببساطة فأومأت مُتنهِّدَة ، كادت تفتح معهُ حديثاً ولكن صُراخِ تِلك المُزعِجة من خلفها أوقفها
" أوه إنظُرن يا فتيات ! " صوتُ كيلي إخترق مسامع الجميع حيثُ إلتفّت حولها مجموعة الفتيات صديقاتِها بينما يقرأنَ إحدي الصُحُف بِـأفواهٍ مفتوحة علي مصرعيها ، إستدارت بيلا بتعجُب لتنظُر لهُما مُنهمِكين بقراءة المكتوب فأدارت عينيها بإنزعاج لتلتفت للوي مجدداً وتُحرِك شفتيها لتتحدث ولكن حدث ما أوقفها للمرةِ الثانية
" تلك الفتاة الشابة ذات الثمانية عشر هي الوجه الجديد لِمجلّة نايل هورآن ، رغم جمالها اللافت ورشاقتها إلا وأنها لا تُحبِّذ العَمَل كعارِضة وقامت بصنع جلسة التصوير تلك بهدف المتعة ، فكيفَ إن كان الأمر جاد بالنسبة لها ؟ ، كُل ما نعرفهُ أنها لازالت لم ترفض العمل بذلك المجال ، الشرِكة التي ستتمكن من إقناعها لا شك بأنها ستكون الأكثر حظّاً ، نتمني لها مستقبلاً جيداً مليئاً بالنجاح "كان صوتُ كيلي للمرة الثانية تقرأ المكتوب مما جَذَب إهتمام بيلا وإبتسمت علي مقال ليام الذي يمدحها به
تركت كيلي الصحيفة ونظرت لبيلا بملامحٍ معقودة بِشَفَقَة قائلة " أوه بيلا .. صحيح ألم يأتِ حبيبُكِ ليأخُذكِ من المدرسة إلي المنزل أيتها المدللة ؟ "
قهقهت الفتيات معها فإحتدت نظرات بيلا المُصوَّبَة نحو كيلي ورفيقاتها ، فلم تصمُت الاخري وقالت بنفس النبرة الإستهزائية " هل سئم منكِ أم ماذا ؟ هل فَطَرَ قلبكِ الرقيق عزيزتي ؟ "
" إهتمي بشؤونكِ كيلي أنتِ وقَطيع الغَنَمِ أتباعكِ " تكلّم لوي بتهديد فردّت كيلي وهي تلعبُ بخصلات شعرها الشقراء " وكيف لي ألّا أهتم بِـ بيلا ؟ عاهرة المجلّات تِلك ! " قهقهت بقيّة الفتيات فإقتربت منها بيلا وهي تُهددها بإصبعها السبابة الذي كاد يدخُلُ في عينين الاخري " فلتنتبهي لما تقولينهُ فأنتِ تتعدين حدودكِ ! أن تكوني مُجرّد عاهِرة ولازلتِ في الثانوية هذا لا يعني ان الجميع مثلكِ ! "
صمت جميع من حولهم فشعرَت كيلي بالإستفزاز وقالت بِمَكر قاصدةً مضايقتها " لا تمثلي البراءة يا بيلا ، لا تكوني واثقة هكذا مِن كَونكِ فتاة شريفة فنحن لا نعرف إلي أين يأخذكِ ذلك الشاب المجهول كل يوم "
إرتسمَت إبتسامة نَصر علي شفتين كيلي التي تستمتِعُ بمشاهدة نظرات بيلا المصدومة من هَولِ ألفاظِها وما تقولهُ أمام الجميع ، تستمتِعُ برؤية غضبِ بيلا يصِل لأعلي مُستوي .. ولكن إستمتاعها وإبتسامتها لم يدومانِ طويلاً حيثُ لم تشعُر بيلا بنفسها سوي وهي ترفعُ يدها بحركةٍ مُفاجِئة وتصفعُها بِكُل ما تحملهُ بداخلها من غضب
وضعت كيلي يدها علي مكان الصفعة ونظرت لبيلا والدموع تترقرقُ في عينيها لتركض داخل المدرسة ويتبعنها صديقاتِها ، بينما إلتفّ حول بيلا الكثير من الناس ولم تستطِع حبس دموعها أكثر حيثُ إلتفتت لتجِد صدر لوي يرتطِمُ بها فتشبّثت بِهِ باكية ليُحيطها بذراعيه ويمسح علي رأسها بإهتمام
" فلتبتعدوا رجاءً ، لا اريد سواه " قالت بإختناق بينما تتشبّث به أكثر فإبتعد الجميع وظلّت تبكي في عناقه
حين هدأت إبتعدت عنهُ لتمسح دموعها فسحب ذراعها نحو عجلتها وذهب هو نحو خاصتهُ وقال " فلتنسي هاري الآن وسيارتهُ المُريحه ، ألم تشتاقي لعجلتكِ ؟ "
" بلي ، وإشتقتُ لِمُسابقتِك في الشوارِع " قالت ومسحت آخر دمعه بعينيها لتبتسم بينما تبدأ تقود العجلة فَفَعل المِثل بعدما إبتسَم علي جعلها بحالٍ أفضل وبدأا سباقهما المعتاد حين يعودان من المدرسة معاً
-
أغلقَت باب المنزِل بقدمها بينما تخلع حقيبة ظهرها لترميها علي الأريكة وتتنهد ، سرعان ما نظرت أمامها فوجدَت والدتها تقفُ أمامها مباشرةً بملامحٍ تخلو من المزاح وقبضةٍ مشدودة بغضب ونظرةِ خَيبة ، كُل هذا جعلها تتجرّع ما بحلقها مُسترجِعة أحداث اليوم بأكملُه لتتذكر إن فَعَلَت شيئاً خاطئ ، حين كادت تموتُ رُعباً تحدثت بصعوبة وحاجبيها مقطوبين بتعجُب " ما الخطب ؟ أنتِ تخيفينني من دون سبب "
أخذت بيلا خُطُواتاً إضافيّةً لِتُقرِّبها من والدتها فرفعت أنجيلي إحدي حاجبيها قائلة " هل أنا أستحِق مُحاضَرَة في 'كيف تكونين أُمّاً صالحة' من وجهة نظركِ ؟ "
" لا أفهم ! " عقدت حاجبيها أكثر فتنهدت أنجيلي بينما تقولُ بحسرة " لقد حصلتِ علي رفدٍ من المدرسة لثلاثة أيام يا بيلا "
" رَفد ؟ " رَدَدَت بذهول فأومأت والدتها لتردف بيلا وتُدير عينيها " وكأن هذا ما كان ينقُصُني "
قالت أنجيلي ناظرةً لبيلا بِشَك " والسببُ أنكِ تهجَّمتِ علي فتاةٍ مسكينة وقُمتِ بِشتمها وضربها ، حقاً بيلا ؟ ليست من عاداتكِ أن تفتعِلي المشاكل ! "
إنفعلت بيلا قائلة وهي تُشيحُ بيدها في الهواء " أولاً هي ليست مسكينة علي الإطلاق ، لقد إستفزّتني ! إنها الوحيدة القادِرة علي جعلي أغضب في دقيقةٍ واحِدة .. صفعتها لأنها إستحقّت ذلك وأكثر .. يا للعجب ! وكأنها خططت لذلك كي أنفعِل وأضربها ثم تركض لتدّعي البراءة أمام المديرة ! " صمتت لتأخُذ أنفاسها فعقدت والدتها يديها أسفل صدرها وتنظر لإبنتِها وتقول " بسببِكِ وبسببِ أفعالكِ التي باتت طائِشة تلك الفترة سَمِعتُ مُحاضرَة في الهاتِف من مُستشار التربية عِندكِ بالمدرسة يشرحُ فيها كيف يجبُ عليَّ أن أُربِّي إبنَتي ! لِما جعلتِني أسمع تلك الإهانات في حقّي كَأُم ؟ وتُجلِبين المشاكل إلينا وإلي نفسَكِ أولاً ! أنا لم أُضيِّع ثمانية عشر عاماً مِن عُمري كي أُربِّيَكِ ويأتي ذَلِك الرجُل ليُخبِرني بأشياء فعلتها إبنتي ولم أعتقِد أن تفعلينها في حياتَكِ .. ويُعطِني نصائِح في تربيتكِ .. أنا لا أنتظِر مِنهُ أن يُعلِمَني ما الاسلوب الذي يجب أن أتَّبِعَهُ مع إبنَتي ! إن كُنتِ تَرين إنفعالي مُبالغٌ بِه وتَرين الموضوع ببساطة فهذا لأنكِ لا تعرِفين شعور أن تكوني أُم وتُضيِّعي زهرة عُمركِ في تربية إبنتكِ ويأتي شخصاً آخر لا يعرف عنكُم شيئاً ويُوَبِخُكِ وكأنكِ أضعتِ عُمرَكِ ومجهودكِ هباءً ومُضطرَّة إلي عَدَمِ الرَد عليه ! لأنكِ أخطأتِ .. "
" أُمي .. ه- هل تَبكين ؟ " رقَّت ملامِحَ بيلا مُقترِبة مِن والدتها فمسحَت أنجيلي عينيها بيدها بِعُنف ثم إبتعدت عن بيلا قائلة " هاري هو سبب كُل المشاكل أليس كذلك ؟ "
" هاري ؟ وما دَخلَهُ بالموضوع ؟ "
" أنَسيتِ أن سبب المشكلة بينكِ وبين تلك الفتاة هو الحديثُ عن هاري ؟ وهاري الذي جعلكِ غاضِبة أمس فمنذُ ذلك الوقت وأنكِ تكرهين الهواء الذي يُحيطُ بِكِ وجاهِزة للشِجار مع أي أحَد في أي وَقت .. ماذا يحدُث معكِ بيلا ؟ حتي الآن لم تُخبرينني بما حدث أمس " نظرت لها أنجيلي وعلامات الإستفهام تملأُ وجهها فتنهدت بيلا لِتجلِس وتُخبِرها بجميعِ ما حدث وهي تُحارِبُ دموع عينيها
فَزادَت دموعُ أنجيلي المتراكِمة بمقلتيها بعدما سَمِعَت ما حَدَث وقالت بِحَسم " حسناً .. نسبةً لِلمُشكِلة في المدرسة فَبَعد الثلاثة أيام ستذهبين إلي المدرسة ولا تُخاطبين تلك الفتاة أبداً فأنا لم أستَلِف المال وأدَّخِرَهُ لأدفع مصاريف مدرستكِ كي تُرفَدين منها في النهاية ، ونسبةً إلي هاري فلن تتحدثي معهُ ثانيةً أبداً ، وإنتهي الأمر " نهضت من علي الاريكة فتلعثمت بيلا بينما تتحدثُ إليها لتستدير أنجيلي قائلة بنبرةٍ حادة " بيلا ! فلتصعدي لغرفتكِ وتنامين لتستيقظين مُبكراً وتُذاكِري .. لا نِقاش فيمَ قُلتَهُ .. إنسي هاري تماماً "
-
عدد الكلمات: 2320
بوومم. أنجيلي vs آن💣🔪😂😂😂😂
الشابتر اللي جاي هيبقا فيه تفسير للقرار اللي خَدِتُه مامت بيلا في الاخر ده ، وأحداث جديدة طبعاً ، مُتحمِسين ؟😂
إوعوا الأحداث والدراما اللي بتحصَل لِـ 'هيلا' تنسيكوا مولي وأليكس عشان لسه هنرغي عنهم كتير😂
مَصر دَخَلِت كأس العالَم الحمد لله:)♥ يارب تِكمَل علي خير وميخروجوش من اول ماتش بس😂😂😂
رأيكوا في كلام آن ووجهة نظرها ؟
في كلام هاري لما دافِع عن بيلا ؟
قرار أنجيلي ؟
لو كنتوا مكان بيلا وقت خناقة كيلي كنتوا هتعملوا إيه ؟
كنت حابة بس أقول حاجة، لو كُنت بكتب الشابترز طويلة فا ده عشان فِكرِة الشابتر كُلها تِوصَل بالطريقة اللي انا عايزاها، مش بملاه بأحداث وخلاص، بس بشوف مثلاً لو وِقِفت عند مشهد معيَّن هيبقا الشابتر ملوش هدف او ناقِص ومُمل، انا اقدر اكتب شابترز قصيرة والله بس الفكرة مش هتوصلكوا كاملة يا إما القصة هتبقا طويلة جداً علي الفاضي وممكن تتلَخَص فِكام شابتر اصلاً! فا اسفه للناس اللي بتحس بملل لما تقرأ كتير بس والله القراءة إستمتاع فا يا تِقرأي وإنتِ فرحانة وبالك رايق وبتاع يا اما مش هتعرفي تتخيلي الاحداث اساساً😂 حبيت ارغي في الموضوع عشان قبل كده كذا حد قالي اقلل الشابتر شويه فا سيبوني اعمل اللي انا شايفاه أفضَل عشان انا لما ارتاح في الكتابة هترتاحوا انتوا في القراءة. ღ
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top