11 | قبِّلينني.

إنضَم ليام إلي نايل وهاري الجالِسَين علي السَرير ليقُل بِإهتمام " إذاً كيف سار الأمر ، هاري ؟ "

إعتدل نايل في جلستُه حيثُ كان يعبثُ بِهاتفه ، وأعطاهُما إهتمامُه وكِلاهُما مُترقِب إجابة هاري

" أخبرتُ آيلا أنني أُريدُ مُقابلتها وحين تقابلنا أخبرتها أنني لم أعُد أحتمِل تِلك العلاقة المُزيّفة وأنهُ سيكون مِن الأفضل لو إنفصلنا وكلٌ مِنا يبحثُ عن سعادتهُ الحقيقيّة فإبتسمت لي ورحّبت بالفكرة علي الفور ، يبدو وكأنها كانت تُخطط للتحدُث في الأمر ذاتُه ، أخبرتكُما مِن قَبل أن عِلاقتنا مُريحة للأعصاب " قال هاري مُقهقِهاً لينفتِح فَم نايل وليام سويّاً

" توقعتُ الإنفعال والشِجار والدُموع والصُراخ وتلك الأشياء " إنفعل ليام مُحرِكاً يديه في الهواء مما أدّي إلي قهقهة هاري ثم أردف " أتعلم هاري ؟ لقد شوّقتنا علي لا شئ ! أين الدراما ؟ "

" إنها مُمِلة كما أخبرتُك سابِقاً ! حتي إنها مُمِلة في إنفصالِها عنك " قال نايل بجديّة فقهقها وصمت هاري قليلاً ليتحدث مُقاطِعاً الصمت " لِمَ لم تُهاتِفني بيلا منذُ البارِحة ؟ أيُعقل أنها لم تقرأُ الورقة ؟ "

" هاري إهدأ لِتوّك قد إنفصلت عن 'حبيبتك' " قال نايل فأدار هاري عينيه بسخط

" ثُم انك تستخدِمُ الأساليب البِدائية ! ألا تعرِفُ أن هُناك شئ يُدعي رسائل نصيّة ! أتترُكُ إليها ورقة ! بربِّك أنت تُذكِرُني بالمرأة حين تترُك لِزوجها ورقة بِها طلباتُ المنزِل " أخبرهُ نايل ليتلقّي تِلك النظرات التحذيريّة مِن هاري دلالةً علي إنزعاجهُ من سُخريتهُ المُتكرِرة

" هاتِفها أنت " قال ليام لينظُر لهُ هاري بتملُل

" هي مَن عليها أن تُهاتِفني ! ثم أنني أشعُر بالتوتر حالياً " حدّق بالأرضيّة ليبتسِم كلاً مِن ليام ونايل ويقترِبا منهُ

" مِمَ تتوتر عزيزي ؟ " تسائل ليام واضِعاً يدهُ علي كتِف هاري الذي نظر لهُ بِسُخرية ثم أجاب " أخشي أنني لا أعلم ! "

" أظُن أنك مُتوتِر لأنك تخشي ألا تكون مُنجذِبة إليك " نهض نايل مِن علي السرير ليقِف أمام هاري ناظِراً في عينيه ، نظر هاري بعيداً هارِباً مِنهُ وقال " رُبما "

" إستمِع لِنصائِح نايل التي لا فائِدةَ لها هيا ! " صفع ليام مُقدمة رأسُه بينما يُخبِر هاري بضجر

" ليام إصمُت أُريدُ التركيز ! " نظر نايل لليام بِحدّة ثم عاد ينظُر لِهاري قائِلاً " هل تلعبُ بِخُصلاتِ شعرِها حين تتحدثُ معك ؟ "

ضيّق هاري جبهتُه وعقد حاجبيه وأخذ يُفكِر قليلاً ثُم قال " لا أذكُر ! وفيمَ سيفيد هذا الأمر ؟ "

" أحمق ! حين تعبثُ بِشعرها يعني أنها تُريد لفت إنتباهك إليها وهذا ناتِجٌ عن إعجابها بِك " قال نايل بِحماس لينظُر لهُ هاري مِن أسفلهُ إلي أعلاه بِإحتِقار

إنحني نايل لينظُر بعينين هاري الجالِس علي السرير وقال " بِمعرفتي القويّة بِـ بيلا والتي دامَت لِساعَتين .. أستطيعُ أن أقول أنها مُنجذِبة إليك ، ثُم مَن الذي لا يفعل يا هاري ؟ أُراهِن إن كُنا فتيات لَوَقعنا لك فوراً "

قهقه هاري بِرفقة ليام ثم تحدث ليام " أنا أعترِض ! فإن كُنتُ فتاة لأحببتُ ليوناردو ديكابريو "

أعطاهُ نايل نظرةً جافة وجلس علي السرير بِجانبهُما ثم تحدث هاري ناظِراً لِنايل " لِتوّفِر نصائِحك لِنفسك نايل " ثم غمز لهُ فعقد الآخر حاجبيه

" ماذا تعني بِكلامك ؟ " تسائل نايل بإرتباك

" العارِضة .. ذات الشعر البُني .. والعيون الزرقاء " قال هاري بِبُطئ وغمز بِنهاية حديثُه ليتنهد نايل وتتدفق الدِماء لِوجنتيه حين شعر بالإحراج

" هل بيلا أخبرتك بهذا ؟ يا إلهي إنها أسرعُ مِن طريقة حديث ليام ! " قال بغضبٍ ليقهقه هاري قائلاً " لا هي لم تفعل ، لقد رأيتُك بِأُم عينيّ وأنت تُعانِقها "

" حسناً تهرّب مِن موضوعك هيا لِتُقلِب الحديث عنّي ! " هتف نايل بِغضب لينظُر لهُ ليام بِعدم فِهم وقال " أنت أخفيت الأمر عني ؟ لِمَ لم تُخبرني عن إعجابك بِها ؟ "

" لأنني كنتُ - " تحدث نايل فقاطعهُ ليام واضِعاً يدهُ علي قلبُه بطريقةٍ دِرامية " لا تتحدث معي ! لقد أُصِبتُ بِذَبحة صدريّة "

" توقفا ! " نهض هاري تارِكاً إياهُم ليلتفت إليهما قائلاً " حسناً سأُهاتِفها ، وإبقَوا هُنا في حين إحتجتُ لِمُساعدتكُم

ضغط هاري علي إسم بيلا المُسجّل بِهاتفهُ لينهض كُلاً من ليام ونايل من علي السرير ليقُل ليام " وداعاً هاري عليّ أن أذهب لِمُلاقاة صديقٌ لي .. حالاً "

خرج ليام من المنزِل سريعاً ونظر نايل لِهاري قائلاً " وأنا سأذهبُ معُه " وخرج هو أيضاً ليصيح هاري عليهِما " وماذا عنّي أنا ؟ "

في تِلك اللحظة كانت بيلا تُجيبُ علي الإتصالِ قائلة بِصوتِها الذي دفعهُ للإبتِهاج " مساءُ الخير هاري ! "

" مساءُ الخير بيلي ! هل رأيتِ اللوحة ؟ " إبتسم هاري وأخذ يسيرُ بالغُرفة بينما كان هُناك مَن يتجسسان عليه خارِج الغُرفة

" بالطبع ، شُكراً لك للمرةِ الثانية .. إنها مُذهِلة ، وآسفة علي عدم إتصالي بِك ولكنني كنتُ مُنشغِلة اليوم بالمدرسة "

" لا بأس ، هل أنتِ مُتفرِّغة الآن ؟ " إبتسم بهدوء بينما يُحدِّق بالسقف مُنتظِراً إجابتها وسَمعها تتنهد فإختفت إبتسامتُه بِبُطئ

" لستُ مُتفرِّغة تماماً فلديّ فروضٌ منزليّة ، ولِتوّي أغلقتُ المتجر وأتسكعُ مع لوي ذاهبين إلي المنزِل " ألقَت نظرةً خاطِفة علي لوي وإبتسمَت حين رأتهُ يشتري لهُما المُثلجات

" حسناً لا بأس " تنهد بخيبةِ أمل لِترُد بيلا سريعاً " هل أنت بخير ؟ "

" أردتُ قضاء بعض الوقت معكِ فقط لا غير " قال ريثما يجلِسُ علي السرير وهي إبتسمَت مُجيبة " ومن قال أنني لا أُريد ؟ ولكن ماذا بِشأن آيلا هل ستغضب حين تراني مُجدداً ؟ "

" ماذا ؟ آيلا لن تكون معنا أصلاً " ردّ هاري بتفاجؤ فقهقهت هي مِن الجانِب الآخر جاعِلةً إياه يبتسِم بِتوسُع

" إذاً هل أعتبِر تِلك القهقهه جواباً بالمُوافقة ؟ "

" لا .. دَعني أُعيد التفكير بالأمر لرُبما - " تحدثت بنبرةٍ إستفزازيّة وكأنها تُفكِر فقاطعها هو سريعاً " بربِك ! أعلمُ أنكِ مُوافِقة "

" حسناً هاري أين سأُقابِلُك ؟ " قالت بِقهقهه خفيفة بينما تُشاهِد لوي يقتربُ مِنها مُبتسِماً

" فقط إذهبي عِند الساعة الثامنة لِلمُنتزه الذي ذهبنا إليه في أول موعد وسأكون هُناك " قال مُحاوِلاً إخفاء اللهفة الشديدة لِرؤيتها مِن نبرتُه

" إتفقنا " قالت مُبتسِمة وأنهَت المُكالمة ليقف لوي أمامها مُباشرةً ويقُل " مَن كان هذا ؟ "

" صديق .. " نظرت لهُ مُبتسِمة وأخذت المُثلجات مِن يدُه لِتبدأ بأكلها بينما يسيرا سوياً

" صديق ؟ " رقّص حاجبيه بطريقةٍ لعوبة فأدارت عينيها وتجاهلت سؤالُه

" هيا ! أعلمُ أنكِ تُخفين شيئاً ، إنهُ ذاك الشاب الذي ينعتُكِ بالوردة التي تبيعُ الورود الذي نسيتُ إسمُه أليس كذلك ؟ " نظر لها بشك فتظاهرت بإنشِغالها بأكل المُثلجات ليتنهد مُتمتِماً " أجل إنهُ هو ، صَمتُكِ يُفصِحُ لي عن كُل شئ "

" اللعنة عليك لوي ! " نظرت لهُ بغضب فقهقه قائلاً " أتلعنين ؟ عيبٌ عليكِ يا فتاة ! "

" الفضلُ يعودُ لكَ ! ثُم لا تُمثِّل دورُ الأب يا لوي لأنهُ إن رآك أحداً وأنت تسيرُ بِجواري هكذا سيظُن أنني والِدتُك " قهقهت فهفّ الهواء بغضب وقال " سيري وحدكِ إذاً "

تسارعت خُطواتُه ليتخطاها ويُصبِحُ يبعُدها ببِضع خطوات فأسرعت إليه قائلة بإهتمام " تعلمُ أنني أُحِبُ السير معك لِذا توقّف عن جعلي أركُض كالمجانين "

" عزيزتي أنتِ لستِ 'كالمجانين' أنتِ واحِدَة منهم بالفِعل " نظر لها ببرود ثم أخرج لِسانهُ لِتُقهقه حتي دَمِعت عينيها وعادا يسيران سوياً بِسُرعة مُعتدِلة حتي وصلا للمنزِل ، تناول الغداء معها وجلس مع عائِلتها لبِضعة ساعات ثم رحل سعيداً ، وهي أخبرت والدتها عن خروجِها مع صديقٌ لها اليوم وصعدت لِتُغّيِر ملابِسها

أخرجت فستاناً ورديّاً قصيراً بحمّالاتٍ رفيعة ويبدو بسيطاً ، إرتدتهُ ووضعت الأقراط المُناسِبة ثم وقفت أمام المِرآة تتفحصُ شكلها ، تذكرت أنهُما ذاهبين إلي المُنتزه حيثُ أنها ستحتاجُ ثياباً رياضية أو ما شابه وعليها تغيير ملابسها ، لكن هاري قاطع لعنها لِنفسها برنينهُ عليها ، أمسكت بهاتفها وأجابت سريعاً فأتاها صوتهُ الذي يدفعُها للإبتسام " مرحباً بيلي ! "

" مرحباً هاز ! هل إنتهيت ؟ "

" أجل لقد فعلت ، إقتربتُ مِن المُنتزه .. ماذا عنكِ ؟ " قال بحماس فشعرَت بالتوتُر

" إقتربتُ من باب غُرفتي " قالت بيأس فقهقه بقوّة مما دفعها لِمُشاركتُه

" هاري أنا أرتدي فُستاناً وأشعُر بالخمول لتغييرُه ، فهل أفعل ؟ أم سيكون هذا مناسباً لما تُخطِط لِفِعلُه ؟ " وضعت مُلمِع الشفاه الخفيف بينما تتحدثُ بعجلة فردّ بهدوء " أجل سيكون هذا مناسباً ، لن نبقي بالمنتزه سأصطحبُكِ لمكانٍ آخر "

إبتسمت قائلة " تحمستُ بالفعل ، أنت تُعطِلُني بالمُناسبة ! سأُهاتِفُك حين أصل ! "

قهقه وتبادلا جُمَل الوداع ثم أخذت حقيبتها الصغيرة لتخرُج من الغرفة فوجدَت والدها كان علي وَشَكِ طَرق الباب فقهقهت علي شكلهُ حين تسمّر

" ماذا هُناك أبي ؟ " تسائلت بقلق فإبتسم قائلاً " أنا ذاهِبٌ لكايلب كي أُعطيه المال ليُعالج عمّكِ ، أشكُرُكِ عزيزتي علي التضحية بالمتجر ، أُقدِرُ هذا كثيراً ! "

قبّل مُقدمة رأسها بينما هي شعرَت بأنها تائِهة وسط كلماتُه لا تستطيع الرد

ظلّت صامتة لأنها تجهلُ كيف تصرفت والدتها فلا تشأ أن تتفوه بكلمةٍ خاطئة قد تتسببُ بإفتعال مُشكلةٍ بينهُما ، أومأت مُبتسِمة فعاد والدها يتحدث " هل تودين الذهاب معي لرؤية كايلب ؟ أم .. أراكِ حقاً مُستعدة للذهاب لمكانٍ ما "

" أجل في الواقِع سأذهبُ لأُقابِل صديقٌ لي ، يُمكننا زيارة كايلب في وقتٍ لاحق ، إذهب أنت لا أُريد أن أُعطِّلُك "

" حسناً .. إنتبهي لنفسكِ " رفع إحدي حاجبيه بِخُبث فغالبَت إبتسامتها وعانقتهُ ثم خرجت بِرفقتُه وكلاً منهما توجه إلي طريقُه

ترجلت من سيارة الأجرة وهاتفت هاري علي الفور بينما تبحثُ عنهُ بِكُل الوجوه أمامها

" هاري لقد وصلت ، أين أنت الآن ؟ "

" لقد رأيتُكِ ! " قال مُبتسِماً وإلتفتت حولها فلم تجد أثراً لهُ مما جعلها تعقد حاجبيها مُتسائلة " لكنني لم أرَك ! أين أنت ؟ "

" هُنا " همس بجانبها فإنتفضت لتستوعِب الأمر وأغلقت هاتفها لتنظُر لهُ بغضب وهي تحاول تنظيم أنفاسها

" تعالِ " سار ساحباً إياها من يدها وأخذت تأخُذ خطواتاً إضافيّة لِتتماشي سُرعتها مع خاصتُه حتي توقف أخيراً أمام متجرٍ بالداخل وإبتاع لها حلوي غزل البنات

شكرتهُ ثم بدأت بأكلُه بينما هو يتحدثُ معها عن عائلتُه فإكتشفت أنهُ من طبقة غنيّة مما جعلها تتوتر قليلاً ، إستلقي علي العُشبِ الأخضر مُحدِقاً بالسماء ومُنتظراً منها أن تفعل المثل ولكنها أشارت لهُ علي فُستانِها فأومأ بِتفهُم ، سُرعان ما أمسك بيدها وشدها بقوة فإستلقت بجانبهُ بالإجبار ، أخذت تلعنهُ علي فُستانها الذي إتسَخ حتماً وهو ظل يُراقِب تفاصيل وجهها بشرود حتي تلاقت عينيها مع خاصتيه لثوانٍ

" لِما لا تُحدِق بالنجوم بدلاً من أن توترني ؟ " قهقهت بخفة لتنظُر للنجوم فإبتسم هو لتظهر غمازتيه وقال " ولِما سأُحدِقُ بالنجوم .. وبِحوذتي القمر ؟ "

شعرت بوجنتيها تلتهب ورفعت جزئها العلوي عن العشب لتلعب بأصابِع يديها بينما تبتسِم بسعادة

" بيلا " تمتم فإستدارت لهُ

" ما هو مفهوم الحُب وأهميتُه من وجهة نظركِ ؟ " حدّق بها فإبتسمت لِتنظُر أمامها

" الحُب هو أساس كل شئ بهذه الحياة ، فهي طبيعتُنا أن نُحِب .. هذا ما يجعلنا بشر ، كل شئ بالحياة مبني علي الحُب ، هل رأيت فيلماً لا يحتوي علي مشهد رومانسي قبلاً ؟ حتي وإن كان من أفلام ألأكشن أو الرعب .. تكون هناك قصة حب ، والروايات كذلك مهما كانت فِئتها يكونُ الحب متواجداً بِها ، فحتي وإن لم تُحِب يوماً فبالتأكيد تُحِب عائلتك ، أصدقاؤك ، هذا هو الشعور الغريب الذي يراودنا ويتحكمُ بِنا و يُميّزُنا عن بقيّة المخلوقات حولنا ، الحُبُ هو التفاعُل الكيميائي بين شخصين والإنجذاب بين الشخصِ وكَمالُه ، إنهُ الشئ الوحيد القادر علي تغييرُك للأفضل ، والشعورُ الوحيد الذي يجعلُك تخضع تحت رحمتُه وبالوقت ذاتُه تشعُر بالقوة ، ولِلحُب مفاهيم مُتعددة وأنواع مختلفة فيكون من السهل أن تُفرِّق بين الحُب الحقيقيّ والإعجاب الزائف الذي يزولُ مع مرور الوقت ، فالنوع الأول آتٍ من الإيثار .. أن تُبذِل كل ما بِوِسعِك لتجعل الطرف الآخر سعيداً ، والنوعُ الثاني هو مُجرد إعجاب بالمظهر أو الجوهر ولكن ليس حُباً عميقاً ، والحُب دائماً مصدر السعادة للإنسان .. لم يكُن يوماً عذاباً كما يصِفهُ البعض ! الناس يظلِمون مفهوم الحُب نتيجةً عن تجارِب سيئة قد مرّوا بها سابقاً ، فإن خانك الطرف الآخر أو قل إهتمامهُ بك أو أساء إليك وهجرك وما إلي آخرُه فهذا بالتأكيد لا يُعَد حُب ولم يكُن كذلك يوماً ، فإن إبتعد عنك من تُحِب فهذا مُقدّرٌ لك لأنهُ ليس الشخص المناسب ، والدليل علي هذا نسيانك لهُ مع مرور السنوات ووقوعك في الحُب ثانيةً لأنك وجدت الأفضل منهُ ، فلا يجب أن نلُم الحُب بل نلوم أنفُسُنا علي إختيارنا للأشخاص الخطأ. "

إنتهت لِتلتفت لهُ وتجدهُ لازال يُحدق بها بعدم تصديق ، رفع حاجبيه قائلاً " هل أنتِ مُتأكدة أنكِ فتاة في الثامنة عشر من عُمركِ ؟ "

قهقهت هي ونظرت لهُ قائلة " قبل أي كَلِمَة هيا لِنرحل من هُنا " نهضت وضبطت ملابسها وساعدها هاري ليسيرا خارج المُنتزه

" لقد تركتُ آيلا " قال دون النظر لها بينما يتجه لسيارتُه فإبتسمت قائلاً " هذا رائع ! "

نظر لها بِحاجبٍ مرفوع فتوترت وبدأت تتلعثم " أعني .. هذا مؤسِفاً ، لِما حدث ذلك علي أي حال ؟ "

فتح لها الباب بينما يقول " كما قُلتِ منذُ قليل أن الحُب الحقيقي من السهل إكتشافُه ، وهي لم تكن الحب الحقيقي الخاص بي "

أومأت بتفهُم وهو ركب بِمقعدُه لينطلِق ويقول " حسناً سيكون هذا أولُ موعد حقيقياً ، فأين تُريدين الذهاب ؟ "

" موعِد " تمتمت مُبتسِمة لِتعُض علي شفتيها بقوّة بينما تُفكِر

" عادةً في الموعد الناس يذهبون إلي المطاعم ، والحانات ، والسينيما ، والحفلات ، لكنني لستُ تقليدياً " قال بغرور فقهقهت مُتسائِلة " إذاً أين ستأخُذُني ؟ "

" إلي منزلي "

" هاري لا أمزح " أدارت عينيها فإبتسم بتوسُع وقال " سأخُذُكِ إلي جميعِ ما سبق ، لنقصِد البار أولاً "

" أُحِب الإحتفال والرقص لا تظُنني مُمِلة ولكنني لا أُحِب الذهاب إلي البار ، أُرجِحُ الذهاب لمكانٍ آخر "

" لن أثمَل لا تقلقِ " قهقه فإبتسمت بينما تُراقِب شفتيه تَلتَوِيان وظهرَت غمازاتهُ التي أجبرتها علي القهقهه من لُطفِهما

" لِما تُحدقين بي هكذا ؟ " قال مُتعجِباً قهقهاتِها بينما تُحدق به فأجابت " لا شئ ، إنك لطيف ومُثيرٌ للتحديق "

" بيلي هل فقدتِ عقلكِ ؟ " سخر ليسترق النظر إليها وقال " بالمُناسبة تبدين خلّابة اليوم "

" مَن الذي يتحدث عن الجمال ؟ أوسَمُ الرجال ؟ " إبتسمت لهُ فتورّدت وجنتيه مما زاد لطافتهُ أضعافاً

ترجّل حينما توقفا أمام إحدي البارات التي تُصدِرُ الضجيج بالمكان المُحيط بها ودخلا سوياً وأحاط خصرها ، نظرت لذراعهُ علي خصرها وإبتسمت بينما يتجِها لإحدي المقاعد للحصولِ علي المشروبات

" ماذا ستشربين ؟ " نظر لها مُبتسِماً ففكرت قليلاً ثم عقدت حاجبيها وحركت رأسها بالنفي بِبُطئ قائلة " لن أشرب شيئاً ، رُبما كوكتيل فواكه "

" حقاً بيلي ؟ هل تتصرفين كالأطفال الآن ؟ إنهُ بار .. إشربي كأساً واحِداً علي الأقل " نظر لها بعدم تصديق فتنهدت وأغلقت عينيها لِتُفكِّر في العواقب ، ثم نظرت لهُ بجمود قائلة " لن أشرب "

" إنها تحتاجُ لِبعض التشجيع " همس هاري للنادل الواقف أمامهما فقهقهت بيلا علي أفعالُه ثم عاود هاري التحدُث إليها " هيا لِتشربي كأساً واحداً لأنني لن أشرب وحدي ، ويُمكنكِ أن تطلُبي مني أي شئ أفعلهُ كما طلبتُ منكِ شُرب الجعة "

" وإن لم أشرب ؟ "

" أنا من سيطلُب ! الأمر أشبهُ بالتحدي ولكن بطريقةٍ ألطَف " إبتسم لها بتوسُع فنظرت لهُ بعدم إرتياح بينما تُضيّق عينيها مما أدي إلي ضَحِكُه بصوتٍ عالٍ فإبتسمت

فكرَت مِراراً ثم قالت " حسناً إطلُب مني شيئاً "

" لِنرقُص أولاً " أشار برأسُه علي ساحة الرقص فرحّبت بالفكرة ليتجها نحوها سوياً ويرقُصا بِتناغُم بعد أن أحاط خصرها بيديه 

صنعت تواصلٌ بصريّ معُه فحدّق بمُقلتيها لبضعة ثوانٍ ثم إلي شفتيها وقال " قبِّلينني "

-

عدد الكلمات:2500

 بقف في حتت جميلة😂

رأيكوا في الشابتر ؟

في كلام بيلا عن الحُب ؟  نقلتلكوا مفهومي عن الحب من وجهة نظري💙

ايه اكتر شخصية عجباكوا لحد دلوقتي ؟

في أمان الله❤

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top