chapter 25

Amy's POV:

كان يوم مرهق بالنسبة لى ، نفسيا و جسديا.

مجرد رؤية أبى و التعرف عليه و كم الكلمات و الأحاديث التى انفجرت بداخل عقلى و التى من كثرة تزاحمها بداخله لم استطع قول منها إلا القليل،و كم المشاعر التى اختلطت بداخلى لا يوصف؛ كل هذا و لم استطع التعبير عن أيٍ منها.. أو حتى تمييزها عن بعضها، كل ما ميزته هو اختلاط مشاعرى.

ظننت أننى قد اهاجم أبى بأقصى ما أملك من الكلمات و جعله يشعر بكم كرهى تجاهه و لكن مجرد حديثى معه جعل قلبى يلين ، لن يغير هذا من تعاملى معه إطلاقا..و لن يغير من حقيقة أنه يدين لى بتفسير أكبر بكثير مما قاله لى ، و أسلوبى الحاد لن يتغير حتى أفهم كل شئ.

و الحفلة التى أُقيمَت على الرغم من جمالها و أحداثها التى تُشعِرُنى أننى فى فيلم تاريخى سعيد ، إلا أننى أصاب بتعب و إرهاق شديد نتيجة لأى حفلة بشكل عام.

كل ما فعلته أننى قمت بتغيير ملابسى إلى ملابس مريحة للنوم و وضعت رأسى على الوسادة و كل ما أعرفه بعد ذلك أننى ذهبت فى نوم عميق.

*******

استيقظت فى اليوم التالى أفكر فى خطتى لليوم و ما الذى سأفعله و كيف سأتحدث مع أبى و بماذا أبدأ.

إذا بى أسمع طرقة خفيفة على باب غرفتى و بعدها فُتِحَ الباب و رأيت والدى.

"صباح الخير ، ايمى"

"صباح الخير"..

عمَّ الصمت لعدة ثوانٍ حتى استأنف أبى الحديث مجددا

" اتوقع أنكِ يدور بعقلك أسئلة كثيرة جدا ، و لكن قبل الحصول على إجابة يجب عليكِ الحصول على وجبة الإفطار أولا" صمت قليلا و تنهد مبتسما حتى أكمل حديثه قائلا "لا تقلقى"

خرج ابى من الغرفة و تبعته بعدها بدقائق قليلة جدا و حصلت على أول وجبة إفطار لى مع أبى

أول مرة منذ أكثر من ثمانية و عشرين عاماً ، كم أتمنى لو كانت امى معنا الآن.

...

"إذا ، أبى ، ااا..."فقدت كلماتى التى أردت أن أقولها..حتى أننى لا أعرف من أين نبدأ و عن ماذا سنتحدث.

"سأقص عليكِ كل ما حدث من البداية ، حتى تتمكنى من تجميع خيوطك مع بعضها البعض"

أمأت له برأسى حتى يكمل حديثه

" قبل أن أقابل والدتك و قبل أن أزر عالم البشر كنت فضولى جدا لأعرف كيف يبدو عالم البشر ، كيف يعيشون و فيما يختلفون عننا و ما إلى ذلك.

كل ما يعرفه النينجمون عن البشر أنهم كائنات تتسم بكل الصفات السيئة من الجشع و الأنانية و الخيانة و الكذب و كل شئ

من معلوماتى أنه أثناء اختلاط البشر بالنينجمون و قبل انفصالنا عنهم كانوا فعلا كذلك ، خاصة أن البشر نبذوا النينجمون أثناء حربهم مع الباكيمون.

و لكن ما كان يُحَيرُنى...ما الفرق بيننا و بينهم؟
قبل كل ذلك كنا منهم..كنا بشر عاديين مثلهم و لم يكن هناك أى فارق ، أعرف أنهم كانوا سيئين و لكن كلنا نتغير ، و كل عصر يختلف عن العصر الذى يليه.

كنت دائما ما أحاول التطرق مع أبى فى الحديث إلى نقطة أنهم يمكن أن يكونوا قد تغيروا و لكنه كان دائما يهاجمنى و يُحاول اقناعى أنهم بشعين..قد يكونوا أقرب للشياطين!

عندها تملكنى الفضول..و بدأت فى تخطيط كيف أذهب إلى عالم البشر بدون أن يكتشف أحدهم.

و فعلا نجحت خطتى و ذهبت إلى هناك لأول مرة ، كنت فى البداية حقا خائف...و لكننى اكتشفت أنهم فعلا يشبهوننا!فى كل شئ!

و قرأت فى تاريخهم و وجدت أنهم معترفين بسوء البشر فى تلك الحقبة القديمة من الزمن.

تزامن ذلك مع مقابلتى لوالدتكِ ، يا الهى كم كانت جميلة ، ودودة و كان كل الناس يحبونها من أصغرهم حتى أكبرهم..

لم أكن أتوقع و لو للحظة واحدة أن أقع فى حب بشرية ، و لكن هذا كان أفضل ما حدث لى فى حياتى كلها.

و بعدها تزوجنا و حدث كل ما تعرفينه بعد ذلك"

ابتسامة ممزوجة بحزن شديد ، هذا كل ما أراه على وجه أبى.

"كانت دائما تحكى لى قصة الحب المحرمة بين أمير النينجمون و الفتاة البشرية ، كنت دائما اتمنى أن أقابل الأمير و أن أصبح فى جمال الأميرة و أعيش تلك القصة..و لكن كل ما حققته حتى الآن هو مقابلتى للأمير فقط"قلت آخر جملة مصحوبة بقهقهة خفيفة

" بربكِ ، كلما نظرت فى وجهكِ كلما أتذكر والدتكِ ، صدقينى عندما أقول أن جلوسى معكِ هنا حقا يُشعرُنى براحة لم أشعر بها منذ زمن"

جلسنا أنا و أبى نتحدث عن أمى لمدة كبيرة من الوقت ، لقد سُرِقَت مننا مبكرا جدا.

و لا أنا و لا ابى قادرين على مسامحة المتسبب فى ذلك..ايبيكى.

"أبى ، هل سمعت شيئا عن فتى يدعى ليفاى؟"

"نعم، الطفل المسكين الذى قُتِلَ هو و أمه فقط لأن أمه بشرية"

"لم يمت"

"ماذا؟!"قالها أبى بدهشة كبيرة

"هو الذى فكَّ تعويذة العداد ، هو الذى دربنى على استعمال قواى ، هو من أخبرنى أن النينجمون موجودين فعلا..هو سبب وجودى هنا اليوم"

كم الألم و الحسرة و الغضب الذى يتملكنى الآن غير معقول ، رغبتى فى رؤيته و قتاله الآن غير معقولة ، كلما تمر على خاطرى فكرة أنه جعل منى مغفلة تصدقه فى كل ما يقوله تُشعِل ناراً حامية داخل قلبى و عقلى ، فكرة كذبه فى حد ذاتها و تصديقى له...

..لقد جعلت من نفسى اضحوكة.

"لكن كيف؟"قالها أبى مقاطعا أفكارى حتى أجيبه بدورى

"قام ايبيكى بقتل والدته فقط ، و قام بأخذه و تربيته و أخبره أنك أنت من قتلت والدته بأمر من زكريوس..

هدفه أن نحارب أنا و ليفاى النينجمون ، و هو سيقوم بتحرير الباكيمون مجددا"

سردتُ على أبى كل التفاصيل ، بداية من مقابلتى لليفاى فى أول مرة إلى كل ما حدث حتى يومنا هذا.

"و ما هى خطتكِ؟هل فكرتِ فى ردة فعلك إذا قابلته أو حتى فيما ستقولين؟"

"غالبا ستكون نظرتى له باردة برود صعب ، نظرة تشعره بكل ما أريد أن أقول بدون أن أنطق بحرف واحد "

"و إذا حاول مهاجمتكِ..؟"

"سأهاجمه بكل قوتى ، حتى إذا انتهى الأمر بموتى أو موته"

" من تخادعين؟..هل تخادعينى أم تخادعين نفسك؟ لن تكونى قادرة على قتله!مهما تخيلتِ قدر كرهكِ له..فور رؤيتكِ له مجددا...ستنسى كل شئ..حتى كرهكِ له..."

"أبى... أنا لست بطيبة أو بتسامح أمى ، و لست بمسالمتك ، لقد عشت 28 عاما مليئة بمواقف و ظروف كافية لجعلى أقصى شخص تراه عيناك"

"ليس بوسعى إلا مساعدتكِ..

يجب علينا أن نوقف ايبيكى مهما كان الثمن ، حتى إذا كان علينا أن نضحى بأرواحنا فى سبيل الحفاظ على سلامة البشر جميعا ، يجب علينا القضاء على الانقسام بين البشر و النينجمون...كلنا بشر..كلنا لنا أصل واحد"

تركنى أبى و ذهب حتى يُدير شؤون مملكته الخاصة... انها حقا تحتاج إلى إهتمام وسط الدمار الذى حل بها.

تحركت من مكانى و قررت استكشاف المملكة قليلا.

مملكة بسيطة جدا ، تُذَكِرُنى بالأفلام التاريخية عن العصور الوسطى ، آثار التدمير واضحة على معالمها ، و يقدو أيضا أنهم يحاولون إعادتها كما كانت من قبل.

أمامى الكثير لأتعلمه عن هذا المكان ، عن هذه المملكة ، و عن الممالك المجاورة أيضا ، أن أتعلم أسلوبهم فى الحياة ، طريقتهم فى التعامل و كل شئ...حتى أصبح و كأنى واحدة منهم.

إثبات كونى نينجمون ليس صعبا إطلاقا ، فأنا أصلا نينجمون..

و لكن إثبات أننى لست أجنبية ، هذه هى المعضلة.

و يجب علىَّ الحصول على طريقة لأراسل بها هانجى و البقية لأطلعهم على كل الأخبار و عن ما سنفعله.

فكرة الإشارات بإستخدام قواى مفيدة للأمور العاجلة جدا و سريعة جدا أيضا ، و لكن غير مجدية من حيث التفاصيل المهمة.

اننى حقا أمامى الكثير لأفعله.

********

مش معنى أنى بقالى 8 شهور مبكتبش أنى مش هكتب خالص🐨

و طبعا مقدرش أطلب منكوا التماس أى عذر لى نهائى

بس ما علينا أنا رجعت تانى🌞

و طبعا مؤكد القراء القدامى ناسيين أحداث القصة:""

ما هو اللى أخرنى أنى قرأتها من تانى لأنى أنا نفسى نسيت أنا كاتبة ايه

بس خبر سعيد:بدأت كتابة الفصل القادم⁦。◕‿◕。⁩

أتمنى تستمتعوا بالفصل ده و بعتذر مرة ثانية عن التأخير الكبير ☹️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top