chapter 24
"لقد انتظرت سبعة و عشرون عاما لكى اقابلكِ ، ايمى"
"سبعة و عشرون عاما..كدت قبل قبل أن اتم ربيعى الخامس و العشرين و أنا لا أعرف أن لك وجود من الأساس!!..و والدتى التى قُتِلَت على المدى البطئ..بماذا نفعها انتظارك؟..هل كنت تفكر بنا من الأساس أم أنك نسيتنا ثم تذكرتنى لتوك! ، كثير من الكلمات تقف فى وسط حلقى منذ يوم معرفتى من أنا بالفعل و بأنك حى..و لكن الآن..الآن فقط علمت أن حتى الكلمات لن تكفينى لأصف مشاعرى الآن..حتى أننى لا أعرف ما إذا كنت أحبك... أو أكرهك"
نعم..حتى أنا لا أستطيع وصف مشاعرى أو تفسيرها ، فى كل يوم كنت أفكر فيه فى امى ، فى حقيقتى ، فى ما خبأه لى قدرى و ما يخبئه لى ، كلما تذكرت ليفاى و وقوعى فى شباكه كما تقع الفراشة فى شباك العنكبوت... أشعر بألم فى صدرى ، يجعلنى أُدرِك كم أننى كنت ساذجة و مستهترة ، يجعلنى أشعر أننى لو لم أولد لما حدث كل هذا،و لكنه القدر.
تنهد ميساكى قليلا قبل أن يجيبنى و جاء جلس بجانبى أرضا و أشار لى حتى أجلس بجانبه..
"لا يمكننى أن الومكِ ، بالعكس ، لقد توقعت أن تكون مشاعركِ ناحيتى أسوأ من ذلك..
يوجد الكثير من الأشياء التى لا تعرفينها و هى أهم من أى شئ الآن ، حتى أهم من محاولة تغيير مشاعركِ ناحيتى ، ففى نهاية الأمر كل ما يحدث الآن هو نتيجة تجاهلى لما رأيته
و لكنى غير نادم،لأننى لولا تجاهلى لهم لما قابلت والدتك"حينما ذكر والدتى ابتسم ابتسامة خفيفة كانت ممزوجة ببعض من الحزن
قررت الجلوس بجانبه و الاستماع إلى حديثه فيمكن أن يغير ذلك من مجرى الأمور
"إذن ، اخبرنى بتلك الأشياء الكثيرة التى لا أعلمها"
"بعد زواج ايبيكى بثلاثة أعوام رأيت حلما ، لم أفهم معنى الحلم إلا يوم ولادتك..
كنت أقف فى هذه المدينة و هى بشكلها الحالى و فجأة ظهر شخص لم أكن أعرف من هو..كانت فتاة قالت لى جملة واحدة..
"ما تراه الآن لن يتمكن أحد من اصلاحه سواها..
ايمى..
خليفتى التى ستنهى ما بدأه أجدادنا و ما فشلت أنا فى انهائه"
لم أكن أعرف من تلك الفتاة ، حتى أننى لم أفكر فى أن أبحث أو أسأل عن الأمر و أكملت حياتى بشكل طبيعى ، حتى جاء يوم كنت اقرأ فيه كتب تاريخية كالمعتاد ، و رأيت صورة الحامل السابق للقوى السبع ، كانت نفس الفتاة التى رأيتها فى الحلم و لكن فى ذلك الوقت لم أكن أعرف أى أحد باسم ايمى لذلك تجاهلت الأمر مرة أخرى
قابلت والدتكِ ، احببتها أشد الحب ، و جاء يوم ولادتكِ ، أصرت والدتكِ أن تسميكى ايمى ، و هنا تذكرت.
فى ذلك الوقت تشتت افكارى كثيرا و أصبحت غير قادر على تفسير أى شئ ، تساءلت عما فشلت هى فى انهائه و لكن ما أعرفه أنها قامت بختم وحوش الباكيمون مجددا و لا أحد يعرف كيف ختمتهم أو حتى أين ذهبت عندما فعلت ذلك.
و بعدها بفترة علم والدى و ايبيكى بشأنك و بأننى تزوجت والدتكِ و حدث كل ما تعرفينه ، و لكن قبل رحيلى تركت مفتاح البوابة الخاص بى مع والدتكِ ، كنت أعرف انكِ عاجلا أم آجلا ستكشفين الحقيقة و أنكِ ستأتين هنا لتصلحى كل شئ ، علمتُ أننى سأكون غير قادر على رؤيتك انتِ و يومينا و لكنى وثقت بكِ و بها"
عُقِدَ لسانى و عجز عن الكلام لفترة و عقلى توقف عن التفكير و كل ما فعلته هو أننى بقيت احدق به.
و لكن فجأة خطر بعقلى سؤال
"و ماذا حدث لتلك الأرض ، هل كانت كذلك منذ بداية انشائها؟"
"لا ، هذه الأرض هى مملكة الظلام ، كانت تملك جمالها و رقيها الخاص ، و لكن بعد أن عرفت الممالك الأخرى عن زواجى بوالدتكِ اتُهِمتُ بالخيانة و كنت دائما ما اتشاجر مع أبى عن أننا لا نعرف شيئا عن البشر و أنهم أفضل من تلك الصورة النمطية التى نعرفها عنهم بمراحل و لكنه لم يكن يستمع إلى ، حتى أن بعضا من سكان المملكة تركوها و قرروا العيش بأى مكان آخر حتى لا يصبحوا منبوذين.
و من بقى من هؤلاء السكان هم من يثقوا بى فقط ، و من أنجب منهم طفلا علمه أن البشر ليسوا سيئين كما نعتقد و لكنهم أشخاص عاديون مثلنا.
إلى أن جاء يوم تكاتفت فيه الممالك الأخرى و هاجموا مملكة الظلام..و أنا مجددا لم استطع فعل شئ..لم استطع حمايتهم وحدى..مجددا فشلت فى حماية ما أحب.
و لم يبق منذ ذلك الوقت سوى القليل من السكان و أنا ، جميعنا نحاول أن نعيش و لقد تأقلمنا مع كوننا منبوذين"
"اذن ، فى تلك الحالة من هو العدو بالضبط!"
"الباكيمون..فقط الباكيمون هم الأعداء ، سمعت اسطورة من قبل تقول أنه يمكن لروح ما أن تسيطر على تفكير شخص و تكمل عملها الغير كامل عن طريقه ، و أعتقد أن ذلك ما حدث لايبيكى و أن من يسطر عليه هو زيماناك ، هذا هو اعتقادى
ايبيكى يستطيع أن يسيطر على تفكير والدنا بسهولة و يوجد العديد من الطرق لفعل ذلك..
أما بالنسبة لباقى الممالك فكل ما اعتقده انهم فقط يحتاجون لمن يريهم الحقيقة لا أكثر"
"أى أن عدونا الأول و الأخير..هم الباكيمون لا غير..
بالتفكير فى الأمر فالنينجمون هم بشر بقوى خارقة لا أكثر ، أنا لا أرى أى اختلاف ولا أرى أى سببا مقنع يجعلنا أعداء" نعم هذا هو اعتقادى ، حتى أن البشر يوجد منهم المشعوذين فما الفرق إذن؟
تحرك ميساكى و وقف و هو يبتسم قائلا
"حسنا طالما أنك قلتى ذلك..يمكنكم الخروج الآن"قال آخر جملة بصوت عالٍ قليلا و بعدها بدأت أشعر أن الظلام الذى كان يحيط بنا بدأ الاضمحلال شيئا فشيئا حتى اختفى و رأيت أشخاصا واقفون يقتربون منا شيئا فشيئا و أعينهم مليئة بالفضول الممزوج بالخوف..
كانوا أطفال و بالغين و عجائز..رجال و نساء..شباب و فتيات..و لكن ملابسهم تعطى طابع العصور الوسطى..
"دعينى اعرفكِ بسكان مملكة الظلام..شعبى"قالها ميساكـ-.. أبى و هو مبتسم
"ابنة الملك!!" قالوها جميعا بصوت عال و بدأوا..يهللوا؟
و كأنهم يحتفلون..
فجأة جاء طفل ما احتضننى و طوله لم يتجاوز منتصف فخذاى و نظر إلى
"أمى انها تبدو مثلنا..انها جميلة!"قالها مبتسما إبتسامة واسعة ارسلت السعادة إلى قلبى و بعض القشعريرة إلى جسدى.
"ااه..اعتذر منكِ جدا..تسوبارو اخبرتك أن تحافظ على اخلاقك انها ابنة الملك!!"قالتها مرأة فى منتصف العمر تقريبا لذلك الفتى الصغير..يبدو أنه ابنها
"لا لا أنا شخص مثلكم لا تعاملونـ-.."كنت على وشك إنهاء جملتى التى كنت أحاول أن اخبرهم فيها بأنهم لا يجب أن يعاملونى بتميز لأننى ابنة الملك فأنا شخص عادى مثلهم إلا أن أبى قاطع جملتى
"كم مرة يجب على اخباركم أننى واحد منكم و لا يجب تعاملونى بتلك الرسمية أنا و ابنتى"
بعدها اخذونى جميعا حتى أرى أرجاء المملكة..كانت فوضوية قليلا و لكنهم اخبرونى أن ذلك بسبب هجوم الممالك الأخرى..و لكنها رغم ذلك كانت جميلة.
فى طريقنا مررنا على قبور الذين قُتِلوا أثناء ذلك الهجوم..تلونا عليهم الصلوات و اكملنا طريقنا..اشعرنى ذلك بالحزن ، فعلى الرغم من أنهم مسالمين و لكن حدثت لهم كل تلك الأشياء المروعة..ولا يزالوا يرسمون تلك البسمة على وجوههم.
و أكملوا احتفالهم بيهم و كأنى فرد جديد انضم لعائلة..لقد كنت..
سعيدة.
*****
انتهى~💛
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top