chapter 20
عدت إلى منزلى و احمل الكتاب المسمى بـ'سطور'..
لم اكن قادرة حتى على ان اكمل باقى الكتاب و قررتُ ان اذهب للنوم.
*****
مرَّت بضعة اسابيع و انا لا ازال احاول التدرب على التحكم فى رياحى حتى استطيع صنع رمح حاد منها..
حواسى بدأت تندمج مع الطبيعة من حولى بشكل ملحوظ ، استطيع الشعور بما حولى على مدى يبعد عنى بمقدار مترين تقريبا ، حتى اننى استطيع الشعور بالحشرات فى ذلك النطاق.
فى 'سطور' لم يلفت نظرى اى شئ حتى الآن ، كلها اشياء اعرفها حتى الآن..
و لكن ما لفت نظرى بالفعل هو شئ واحد
لم أجد اسم الكاتب فى أى جزء من الكتاب حتى الآن..
ولا حتى المقدمة الخاصة بالكتاب يوجد بها تعريف للكاتب.. لاشئ..
يمكن لأنه كتاب من العصور القديمة و طرق كتابتهم كانت تختلف عن طرقنا الحديثة الآن ، قد يكون هذا تفسير مناسب لعدم وجود اسم للكاتب ، قد أجده وسط قراءتى للكتاب.
و أيضا طريقة السرد نفسها غريبة ، تكاد تكون مخيفة..فطريقة السرد تُشعِرك و كأن الكتاب يُحَدِّثُكَ و يخاطبك...ليس و كأن احدهم قام بتأليفه هكذا...
و كأن الكتاب..حى..؟..
يبدو ان كثرة أفلام الخيال العلمى أثَّرَت على عقلى!.
أغلقتُ الكتاب و قررتُ أن أذهب إلى عملى حتى لا أتأخر و إذا وجدتُ وقت فراغ أثناء العمل سأقرأ بعض الصفحات فقد أستفيد شيئا منها..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ذهبت إلى الشركة مارست روتينى المعتاد من تحضير شاى و البدء فى تنفيذ لعبة جديدة و إلى آخره... جلست فى فترة استراحتى التى تمتد نصف ساعة تقريبا و بدأت أقرأ فى الكتاب مجددا.
الصفحة التى كنتُ اقرأها كانت بعنوان "اسيتكس"
'الأسيتكس ، ظهروا فى منتصف القرن العاشر الميلادى ، كانوا من المشعوذين ، دمجوا علمهم بشعوذتهم ليظهر سلالة جديدة من المشعوذين...الأسيتكس ، يستطيعوا أن يتحكموا بجميع أشكال المادة من حولهم إذا كانت حديد أو ذهب أو خشب أو حتى جرانيت ، و لكنهم لا يقدرون أن ينتجوها...على خلاف النينجمون ؛ فالنينجمون يستطيعوا أن ينتجوا المادة من العدم و أن يتحكموا بها و أيضا إذا كانت حولهم يستطيعوا التحكم بها..و هذا يعطى الأفضلية النينجمون'
'فى إحدى الروايات قيل أن الأسيتكس ظنوا لبعض الوقت أنهم أقوى من النينجمون و أنه حان الوقت لهم لأن ينقضوا على الباكيمون و ينتقموا منهم و يقضوا عليهم نهائيا...و لكن ما كانت هذه إلا حماقة منهم لا أكثر...
لقد قاموا بتجميع أنفسهم و اتجهوا إلى ملوك الباكيمون السبعة و وقفوا أمامهم ظنا منهم أنهم بتلك الطريقة سيبثون الرعب فى قلوبهم ، و لكن كما قلت سابقا..لم تكن هذه إلا حماقة..
لقد جعل الأسيتكس أنفسهم يبدون كمجموعة من المراهقين الذين بدا لهم أن لا شئ يستطيع أن يهزمهم..
و كانت هذه اسوأ خطوة قاموا بها فى حياتهم...فلم يسمع أحد أى شئ عن الأسيتكس من بعد ذلك'
يبدو أن هناك جماعات ذات قوى أخرى غير القوى السبع الأساسية...هذا مثير للفضول.
عدتُ لعملى مجددا حتى أنهى ما على من أعمال اليوم بسرعة لانى سأذهب للغابة مجددا.
.
.
.
.
.
.
.
أنهيتُ العمل أخيرا!...خرجتُ من الشركة و ركبت سيارة اجرة و اتجهت إلى الغابة مركزة تفكيرى فى شئ واحد...قطع تلك الشجرة اليوم!
وصلتُ إلى الغابة و حاولتُ أن أصل لنفس المكان الذى كنا به المرة الفائتة إلى أن وصلت أخيرا..
وقفت اخيرا استشعر المكان من حولى دامجة كل حواسى مع الطبيعة حولى...
..
"أنتَ خلفى صحيح؟" سمعت صوت خطواتٍ تتجه نحوى بعد نطقى لتلك الكلمات.
"يبدو انكِ تحسنتِ بعض الشئ ، فى المرةِ القادمة سأزيد المسافة بيننا أكثر...و الآن ، حاولى قطع الشجرة"
"حسنا" أرخيت كل حواسى و صببت كل تركيزى على أصابعى..تخيلت اننى احمل سلاحا و لكنه مصنوع من الرياح.
أخذت نفسا عميقا و أغلقت عيناى و بعدها حركت يدى بسرعة فائقة..سمعت صوت تمزق خشب و شعرت بسعادة غامرة.
فتحت عيناى لأنظر أمامى وجدتنى قد قطعت جزءا ليس بسئ من تلك الشجرة..فلنقل انى اخترقت جزئين من عشرة أجزاء منها.
نظرت إلى ليفاى نظرة طفل ينتظر المدح من أبيه..
و لكن بالطبع...هذا ليفاى..
"اربعة أسابيع من التدريب و لم تقطعى أكثر من هذا القدر!!"
"و أصبحت قادرة على استشعار كل شئ على بعد اكثر من مترين!"
"ليس كافٍ! يجب أن تتدربى أكثر من ذلك..نحتاج لنتيجة أفضل من تلك بمراحل و كل ذلك و نحن لا نزال بأول عنصر من أصل سبعة بالإضافة لانكِ يجب أن تتعلمى تعاويذ الجاشى..و نحن لا نعلم ماذا يخبئ لنا المستقبل"
تنهدت قليلا و قررت أن أسمع منه ما يقوله.
"يجب عليكِ أن تعلمى أننا لا نواجه خطر الباكيمون وحدهم ، انقسم النينجمون لعدة قبائل و لكل قبيلة معتقداتها الخاصة و منهم من يسعى لتدمير باقى النينجمون ، بل و أيضا يريدون القضاء على البشر لإرضاء كبريائهم..
و مهمتنا نحن الاثنان أن نحمى الجميع..هذا ما طتبه لنا القدر.
لذلك يجب عليكِ أن تضغطى على نفسكِ أكثر من ذلك..أكثر مما تتخيلين"
شردتُ قليلا إلى أن جاءت بعقلى فكرة قد تساعدنى.
"ليفاى ، هل معك شئ حاد!"
"لماذا؟!"
"فقط إذا معك قم بإعطائى إياه"
ييدو أنه لم يكن يمتلك شيئا..
"ماذا تريدين بالضبط؟!"
فكرتُ قليلا قبل أن أجاوب..لقد وصل عقلى لما يريد فعله
"شيئا بحجم السكين الصغير"
قام بعمل واحد عن طريق ثلجه...كان يبدو حادا جدا..أظنه سيفى بالغرض..
استنشقتُ نفسا عميقا و وضعتُ تركيزى كله فى تخيل رياحى و كأنها طاقة تنبعث من نصل هذا السكين...بنفسِ حدته..
و نفذتُ حركتى..
وقعت..الشجرة..أخيرا!!
"ليس سيئا"قالها ببرود تام..كالعادة.
و لكن يكفينى أنه اعترف بأننى حققتها!..أو..شبه اعترف..
"الآن..لن نخرج من تلك الغابة قبل أن تُسقطى عشر شجرات أُخريات..فى مدة لا تزيد عن نصف ساعة"
إنه ينوى قتلى لا محالة..
******
عدتُ إلى المنزل أخيرا...لقد بدت لى عودتى إلى هنا و كأنها حلم..
بعد أن انتهيت من تلك الأشجار بدأنا بالعودة من الغابة ركضا مجددا!
لا أنكر أن سرعتى أصبحت اعلى مما كانت عليه و لكن على الأقل ليس اليوم فجسدى لا يكاد يحتمل كل ذلك!
ارتميت على الأريكة غير آبهة بملابسى التى لم أغيرها بعد و غططت فى نوم عميق جدا..
*****
يوم جديد فى الشركة مع بداية تدريب مرهق بلا رحمة مجددا ، تذكرت ما قاله لى لية أمس قبل أن يتركنى
"من الآن فصاعدا تدريباتكِ ستكون أكثر صرامة و بدون ميعاد محدد"
يا اللهى ماذا فعلتُ فى حياتى لاتورط فى كل هذه القصص.
بدأت فى تحضير كوب الشاى المعتاد...اخشى ان تأخرت فى اعداد الشاى أن يقوم ياعطائى عقاب ما متعلق بالتدريب..
أنهيت تحضير ذلك الكوب و توجهت إلى مكتبه..
دخلت المكتب و وضعت الشاى على مكتبه.
"أتريد شيئا آخر منى؟!"
"لا ، تفضلى"
أعطيته ظهرى و توجهت إلى باب المكتب..
كان يفصل بينى و بين الباب المغلق نصف متر تقريبا إلى أن شعرت بشئ ما متوجه نحوى بسرعة غريبة..
مددتُ يدى بسرعة و أمسكت بذلك الشئ قبل أن يصل إلى ظهرى..
من خلال شعورى به و بشكله عن طريق اختراقه لمجالى أمكننى ذلك من التعرف عليه..سكينا!!
بحق الخالق ما الذى حدث!
أمسكت بتلك السكين بحيث لا يمكنها إيذائى..و وجهتُ نظرى نحو ليفاى الذى كان جالسا على مكتبه بكل استرخاء ينجز عمله و كأن شيئا لم يكن!
"بحق الإله ما الذى حدث الآن!"
"لا شئ ، مجرد جزء من تدريبك..أخبرتكِ مسبقا أن تدريباتك ستصبح أكثر صرامة و بدون وقت محدد"
"و ماذا إن لم استطع الشعور بها!كنت سأموتُ الآن!"
"لا..كانت السكينة مرتبطة بخيط رفيع من الماء الخاص بى.. إن لم تشعرى بها كانت ستتوقف قبل أن تصل إليكِ"
"يا اللهى"
"ردة فعلكِ كانت بطيئة..جدا"
" و لكننى أوقفتها!"
"لقد قلتِ أنكِ تستطيعين الشعور بالأشايء من حولكِ على مسافة مترين ، ما رأيته الآن أنه كان يفصل بينكِ و بين تلك السكين بعض السنتيمترات لا غير"
"و لكن السكين كانت سريعة جدا!"
"عذر غير مقبول ، على أرض المعركة سرعة تلك السكين لن تقارن بسرعة هجوم العدو...لقد كنت متساهلا معكِ فى هذه المرة..المرة القادمة سأزيد من سرعتى"
يا اللهى ، أكاد أجزم أنه لا يفكر قبل أن يتصرف حتى!
خرجت من المكتب قبل أن يقوم بالقاء شئ آخر علىّ.
اتجهتُ إلى مكتبى الخاص و جلستُ عليه آملةً أن أنجز عملى اليوم بأسرع ما يمكن حاى اريح جسدى المنهك قليلا.
"ايمى ايمى ايمى ايمى ايمى ايمى"
"ماذا!" صرختُ فى وجه كونى الذى كان يكرر اسمى و كأنه ذبابة تطير بجانب أذنى!
"اهدئى يا فتاة ، احمل أخباراً سارة"
"أعتذر منك فأعصابى تالفة بعض الشئ اليوم"
"لا عليكِ"
"إذا،ما هى الأخبار السارة؟"
"سوف نذهب فى رحلة تابعة للشركة"قالها و عيناه تبرق كطفل صغير حصل على هدية كان ينتظرها منذ زمن.
"أحقا!متى؟و إلى أين؟!"
"لا أعلم ، سيجمعوننا اليوم لإخبارنا بالمكان و الميعاد"
يا اللهى هذا يشعرنى بالراحة...على الأقل لن يوجد هناك فرصة لليفاى ليدربنى فيها..سأحاول أن استرخى قليلا فى تلك الأثناء.
*****
ذهبنا جميعا إلى ذلك الإجتماع بعد أن انهينا العمل..تحدثنا قليلا عن العمل و عن اللعبة و أخيرا تطرقنا إلى اللحظة المنتظرة
"و نحب أن نخبركم بخبر سعيد ، قررت الشركة أن تقوم برحلة مجانية مدتها أسبوع كامل على جزيرة اشيجاكى كمكافأة لجميع موظفى الشركة على مجهودهم الذى بذلوه فى آخر لعبة اصدرناها"قال السيد ايروين تلك الكلمات و سرعان ما ظهرت علامات السعادة على جميع الموظفين.
و فى الحقيقة أنا أيضا شعرت بسعادة غامرة فبالنسبة لى هذا راحة من ثلاثة أشياء:
العمل فى الشركة ، التدريب ، ليفاى.
تنهدت براحة و بعد القليل من الحديث عن الرحلة و ما إلى ذلك انتهى الإجتماع و بعدها توجه كل موظف إلى منزله.. إلا أنا بالطبع.
******
وصلت إلى تلك الغابة التى بدأت احفظ طرقها و أميز بين أشجارها ، و على غير توقع شعرت فى مجالى بشئ قادم بسرعة شديدة ناحيتى ، انحنيت أرضا حتى لا يصيبنى و أصاب الشجرة التى كانت خلفى.
إنها سكين ليفاى!
"هيا الآن ، فلتعترف ، أنت بالفعل تريد قتلى!"
ظهر أمامى فجأة..
"حسنا لقد كان تفاديكى للسكين الآن مرضٍ قليلا عن الصباح..و لكن ردة فعلكِ لا تزال بطيئة"
"حسنا حسنا سأتدرب أكثر على ذلك ، الآن ماذا سنفعل"
"أولا ، أترين تلك الشجرة هناك؟"قالها مشيرا إلى شجرة ضخمة بعض الشئ تبعد عنا حوالى سبعة أمتار.
"نعم أراها ، ماذا بشأنها"
"من موقعكِ هذا قومى بشقها نصفين و بعد أن تنتهى من ذلك سننتقل اليوم إلى عنصر الماء"
حسنا هذا يبدو صعب بعض الشئ و لكن لا يوجد وقت للتذمر الآن...يجب على أن انضج قليلا.
لحسن حظى لم أنس أن أحضر معى سكين صغير حاد حتى أتمكن من التحكم فى شكل و مسار الضربة التى سأوجهها و بدأت بالمحاولة.
و لكن بالكاد تقطع ضرباتى الهوائية مترين تقريبا!
أعدت الكرة مرة تلو الأخرى..و فى كل مرة تزداد المسافة التى يقطعها نصلى أكثر فأكثر إلى أن وصل إلى القشرة الخارجية للشجرة.
بدأت عزيمتى فى قطع تلك الشجرة تزداد أكثر فأكثر و خاصةً أن هذا الخدش الذى سببه نصلى اعطانى دفعة إلى الأمام...حتى اذا كان خدش بسيط..و لكنه لايزال خدشا..و لايزال يعتبر نجاحا.
وقفتُ قليلا فى مكانى و هدأت جميع حواسى و استرخيت قليلا..أغلقتُ عيناى و احكمت قبضتى على تلك السكين و لا أزال حافظة فى عقلى شكل تلك الشجرة و مكانها و بعدها اطلقتُ نصلى بهدوء تام.
.
.
.
فتحت عيناى بكل هدوء حتى أرى النتيجة التى اصابت كلانا بالدهشة!
لقد قطع نصلى تلك الشجرة و الشجرة التى تليها أيضا!
"أنتِ ذلك النوع من الناسِ إذا!"
"أى نوع؟"
"هناك بعض الأشخاص الذين عندما يواجهون صعوبة فى تعلم أول خطوة من شئ و يتعلموه..تصبح كل الخطوات بعد ذلك سهلة بالنسبة لهم لأنهم وصلوا للطريقة المثلى لتعلم ذلك الشئ"
نظر بعدها إلى و قالى لى أن أبدأ فى التدرب على عنصر الماء بكل بساطة..ظننتُ أننى سأستمع لموسيقى تصويرية لتدل على النصر و النجاح و ما إلى ذلك القبيل و لكن قد نسيت أننا على أرض الواقع.
أدار لى ظهره بعدها..
و رأيتُ شبح إبتسامة على وجهه..
"بالمناسبة،لقد أنجزتِ أصعب جزء من التدريب ، فعنصر الهواء هو أصعب عنصر فى التحكم به بعد عنصر النار..باقى العناصر ستتعلمين التحكم بها أسرع مما تتخيلين..و سنترك النار للنهاية ليكون عندك جميع العوامل التى ستساعدكِ على التحكم بها".
و جلس بعدها بعيدا ليراقب التدريب عن بعد كعادته..
و لكن المفرح فى الأمر أنه حقا بدأ يعترف بى..و هذا يدفعنى أكثر للتقدم.
******
انتهى.❤
رأيكم؟!
بعتذر عن الغيبة الطويلة كتير😢❤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top