༺لِيكسْ༻
صلوا على الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.
قراءة ممتعة♡.
*************
سمعت أن الببغاء يملك القدرة على تقليد الأصوات البشرية وتعلم مئات الكلمات من لغتنا.
أزرق اللون بخطوط برتقالية لامعة كلون شعري القصير تمامًا، لقد أنفقت مصروفي من أجل شراء طائري المفضل الأسبوع الماضي، وهأنذي الآن أجلس على الكرسي الأسود الصغير داخل غرفتي أحاول عدم الندم بصعوبة.
تمتمت بعد انتهائي من قراءة مقالة تامة حول ذكاء طير الببغاء وقدرته على الحديث: «كاذبون!»
لقد أمضيت الكثير من الوقت، حسنًا، يومان فقط في الحديث معه وهو لا يردّد أيًّا مما أقول، بالطبع صاحب محل الطيور ذاك خدعني وباعني ببغاءً مزيّفًا.
أطلَّت والدتي بعد طرقها باب غرفتي مرتين، رفعت رأسي ونظرت إليها، كلتانا تملك لون الشعر نفسه والعينين السحابيتين، لطالما أشاد من يرانا بكم نحن متشابهتان، على عكس أختي أمبر التي تملك شعرًا أسودَ قاتمًا كشعر والدي.
تنهدت بهدوء وقالت: «لقد أعددت العشاء، نحن بانتظاركِ بالأسفل.»
عندما طال صمتي حدقت بي وهلة ثم ابتسمت قائلة: «يا إلهي! كم أن صبركِ قليل، أنتِ تعلمين بأن الببغاء لن يتحدث خلال أسبوع وأنتِ بالكاد تتكلمين أمامه، أليس كذلك؟»
قلبت عينيّ بتأفف ولم آبه لتهكُّم والدتي فقلت: «سألحق بك.» أومأت وخرجت مغلقة الباب خلفها.
استقمت من مكاني وتقدمت نحو هذا الطير عديم النفع، انحنيت نحو قفصه الذهبي الكبير أحدق به عن كثب بنظرة غاضبة وقلت: «هل أعجبك ما حدث؟ جعلتني أضحوكة أمام عائلتي يوم شرائك والآن!»
لِمَ أشعر أنّه يقلب عينيه بتأفف وهو يبتعد عني كردة فعل عند سماعه كلماتي؟
صرخت بغضب محدقة في عينيه بتركيز: «تحدث!» رفع رأسه نحوي بسرعة مردّدًا كلمتي على الفور.
ابتعدت بصدمة لأنه خالف اعتقادات والدتي بشأن أنّه لن يتحدث، ثم قفزت بسعادة وهرعت أفتح باب غرفتي المقابلة لغرفة أختي بالطابق العلوي، أخرجت رأسي قليلا وصحت بصوت عالٍ: «عليكم رؤية هذا!»
عدت ووقفت أمام عزيزي «لِيكس» فقاطعني دخول أمي وأبي بنظرات مترقبة.
قال أبي: «ما الأمر؟»
قلت بتكبر: «فلتشاهدوا ما سيحدث.» ثم نظرتُ إلى ليكس ووقفت بقربه قائلة بنبرة واثقة: «تحدث!»
مرت بضع دقائق ولم يحدث أي شيء مما جعل أبي يشارك والدتي السخرية.
حقا ليكس؟ هذه المرة الثالثة التي تجعلني أبدو أضحوكة أمامهما.
نزلت برفقتهما بملامح مستاءة مما حدث، ولكن فور رؤيتي أمبر تجلس بانتظارنا على طاولة الطعام بدلت ملامحي ورسمت ابتسامة لطيفة، ثم جلست أمامها وسردت لها موقفي الغبي بطريقة كوميدية كعادتي عندما أتحدث عن المواقف المحرجة التي تحدثُ معي.
بادلتني الضحك وأضافت: «أليكسا أنت حقا لا تعقلين!»
برّرت بجدية: «لم أتخيل ذلك، لقد كرر كلمتي حقًّا!»
قالت بنبرة مازحة: «نعم، نعم، صدّقتك، لكن لِمَ أسميته بحروف من اسمك؟ يبدو الأمر غريبًا، ألا تظنين؟» ابتسمت وأردفت: «إنه اسم جميل، تعلمين أنني أحب اختصار ليكس أكثر من أليكس الذي يناديني به الجميع، لذا لا تسخري من رغباتي!» أنهيت حديثي ثم قاطعنا أبي مشيرًا لنا ببدء تناول الطعام بصمت.
نظرت إلى أمبر خلال تناول طعامي وكم شعرت بالهالة الكئيبة التي تنبعث منها، فهذا آخر يوم في عطلة الربيع وغدًا نعود لنكمل الفصل الدراسي الثاني، أعلم أنها حزينة جرّاء ما تتعرض له من تنمر، وخائفة مما ستقابله غدًا، ما ذنبها إن ولدت بوجه مشوه؟ أليس هذا ما يميّزها عنا؟
إنّها تحمل قلبًا طاهرًا، مليئًا بالجروح، أمّا أنا فأحمل قلبا حاقدًا، غاضبًا لفشلي في حمايتها يومًا بعد يوم.
صعدت إلى غرفتي بعد انتهائي من تناول صحن الأرز ووقفت أمام مرآتي أحدق في هيئتي الفوضوية، بشرتي البيضاء بدت شاحبة لقلة اهتمامي بها، وأطراف خصلات شعري الذي يصل إلى أذني باتت متقصّفة هي الأخرى، زفرت نفسًا طويلا ينمّ عن إرهاقي ثم اتجهت نحو خزانتي وأخرجت قميص نومي المفضل، واتجهت نحو دورة المياه الملحقة بغرفتي متوسطة الحجم.
خلعت قميصي أسود اللون وكنت سأغيّر ملابسي لولا أنني لمحت كدمة سوداء في كتفي الأيمن من خلال المرآة.
اقتربت ببطء ونظرت إليها عن كثب، مرّرت أصابعي فوقها بحرص شديد خوفًا من الشعور بالألم.
لا أذكر أنني سقطت أو حتى اصطدمت بشيء صلب لتظهر، ولم أدخل في أي جدال هذه الفترة كوني ألزم البيت بجانب أمبر.
إنها غريبة، طوال حياتي لم أرَ كدمة تشبهها، يبدو وكأن لون عروقي بهذه المنطقة تبدل للأسود.
يتبع..
***********************
البداية 28/6/2021
تصنيف القصة " إجتماعي، خيال"
النوع : قصة قصيرة.
رأيكم بالإفتتاحية؟ حاولت تكون مختلفة.
لماذا تحدث الببغاء فجئة برأيكم؟
بارت تمهيدي للأحداث.
القصة من وجهة نظر أليكسا.
توقعاتكم؟
لن أطيل أكثر أتمنى ينال إعجابكم.
.. ترقبوا القادم ..
أليكسا | ALLEXA
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top