༺إنتقام༻

صلوا على الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام-.

البارت 1590 كلمة.

قرأة ممتعة..
لا تنسوا تلوين النجمة بالأسفل♡

********

لم أنم جيدًا بسبب تفكيري بما يحدث لي، أعني هل خلايا جسدي تموت شيئًا فشيئًا بعد استخدام قدرتي؟ صدقًا، ما زلت لا أعلم تحديدًا. 

نفضت أفكاري وقمت من سريري أستعد للذهاب إلى المدرسة، ولكن هذه المرة دون أمبر، فهي ستستمر بالدراسة من المنزل بعد أن يذهب أبي اليوم لمناقشة الأمر مع إدارة الثانوية. 

جلست بجانب والدي على كرسي السيّارة الأمامي، ثم أغلقت الباب واسترقتُ نظرة خاطفة نحو ملامحه التي لم تبدُ مختلفة كثيرًا عن ملامح والدتي التي وجدناها تقطع البصل بدلًا من الطماطم على مائدة الإفطار صباح اليوم. 

أحنيت رأسي فنظر لي ثم قلت بابتسامة مطمئنة: «لا تقلق أبي، سيوافق المدير على طلبك بلا شك.» حسنا إن لم يوافق سأجعله يوافق. 

بعد مدة ليست بالطويلة وصلنا فهممنا بالنزول معًا، طلب أبي وعلامات التشتّت تأكل وجهه: «أرشديني إلى غرفة المدير بنيتي.»

«بالطبع، هيا بنا.» 

في الواقع أنا أيضا أرغب بالتحدث مع ذلك العجوز الخرف، سوف أريه قوانين مدرستنا على أكمل وجه. كما قلت سابقًا، أنا أحمل قلبًا حاقدًا يتوق الانتقام.

دلفنا إلى داخل غرفة المدير بعد أن استأذن والدي، نهض أوّلًا فصافح أبي وأشار له بالجلوس في حين رمقني بنظرات مستنكرة كعادته معي هذه الأيام. 

سألني بنبرة ثقيلة: «هل يمكنك انتظارنا في الخارج؟» أومأت متفادية الجدال أمام والدي ولكن قبل أن أخرج حدقت في عينيه بدقة وهمست: «ستوافق على طلباته كلها دون جدال.» ثمّ خرجت بقلب مطمئن. 

كنت أنتظر في الردهة ظهور أبي وعندما خرج سألته ماذا حدث، من أخدع؟ كنت أنتظر خروجه كي أدخل وأنفّذ انتقامي فأنا أعلم أنه سيوافق. 

لم يُطل كثيرًا وخرج وهو يشكر المدير على سرعة تفهمه وتقبله الأمر بسلاسة، ثم أغلق باب مكتبه وابتسم مردفًا: «الحمد لله لقد وافق دون نقاش، إنّه رجل متفهم بحقّ!» أنهى والدي حديثه فقلبت عينيّ بسخرية ثم أعقب قائلا: «هيا عزيزتي، لا تضيعي وقتًا أكثر والحقي درسك.»

أردفت بابتسامة مصطنعة: «حسنّا، وأنت أيضا لا تضيع يوم عملك.» ودعته فهَمَّ بالذهاب ثم سرعان ما تبدلت ملامحي لأخرى مظلمة عكس ما كنت أتظاهر به من حب وسلام. 

دفعت باب مكتب المدير بقوة فرأيت ملامحه الغاضبة إثر دخولي الوقح ولكنني لا أبالي، اتجهت نحوه بخطوات غاضبة وضربت مكتبه بكف يدي بقوة ثم أمرته بصرامة: «افصل إيفا من المدرسة ولا تقبل أي أعذار تقدمها أو يقدمها والداها.»

قال بنبرة وكأنه منوم مغناطيسيا: «سأفعل.» 

فقلت: «وقم بفصل جابريل أيضا هو ومجموعة المتنمرين من المدرسة، ولا تنسَ تقديم خطاب جاد ومرموق بشأن التنمر؛ فعلى الجميع أن يعلم سبب فصلهم! وأخيرًا اتركهم يعتذرون مما فعلوه بأمبر.»

لم ألحظ أنني أتحدث بغضب عارم إلا عند رؤيتي لظلي على الحائط أمامي وقد كان شعري يتطاير. 

توقفت عن الحديث قليلا ثم استطردت: «بعد أن تفعل ذلك قدم استقالتك، فأنت غير كفء لإدارة مدرسة.»

أنهيت كلماتي فأومأ دون جدال، بل سحب الهاتف الذي بجانبه واستدعى إيفا وجابريل على الفور، واتجهت إلى الخارج بنظرات محتدة وأنفاس مضطربة، ليس لشعوري بالذنب بل أظنها أحد الأعراض الجانبية لاستخدام قوتي. 

لم أتحرك خطوة من أمام مكتبه، بل بقيت في انتظار ظهور إيفا، أرغب في التحدث معها وتسهيل إجراءات فصلها. 

ظهرت بعد مدة وهي تمشي بتغطرس كعادتها وكأنها أفضل شخص موجود بيننا، وعندما رأتني ابتسمت بمكر واتجهت نحوي وقالت: «أليكس الفتى الصغير، لمَ تقف هنا وحيدًا؟ أين قريبتك المسخ؟»

أنهت سخريتها فظهر وراءها جابريل الذي انفجر ضاحكا، وهنا لم أستطع السيطرة على غضبي أكثر، في الحقيقة لم آتِ اليوم لأسيطر عليه، أنا هنا لأظهره على أكمل وجه.

سكت جابريل بارتباك عندما رأى الصفعة التي تلقتها إيفا مني ثم بصقتُ بحنق وقلت: «إن كان هناك مسخ بيننا فهو أنت إيفا، انظرا لنفسيكما!» 

ثم أشرت عليهما بسبابتي وقلت: «هل تعتبران نفسيكما بشرا مثلنا؟ تتنمران على من هم أضعف منكما بسبب شعوركما بالنقص، أرغب في إبراحكما ضربا ولكنني أشفق على عقليتكما المريضة، من يدري؟ ربما حياتكما خارج هذه الأسوار مقيتة أكثر من الأفعال الشنيعة التي تقومان بها، أنصحكما بزيارة طبيب نفسي عاجلا.» 

تنفست الصعداء أتابع نظراتهما التي لم أستطع تفسيرها وليس لدي الوقت لذلك، ثم تنهدت فتبدلت نبرتي لأخرى جادة: «المدير سيقوم بطردكما، لا تجادلا كثيرًا وتقبلا جزاء أفعالكما بصدر رحب.»

انتهيت من كلماتي ودفعت كليهما بسخط فأبعدتهما عن طريقي وتحركت نحو فصلي، دلفت دون طرق الباب فرمقتني أستاذة التاريخ باستنكار لذا همست:

«اصمتي!»

وبالفعل لم تعقب على فعلتي وأكملت شرح درسها بهدوء تحت نظرات الطلاب المتعجبة، جلست خلف لونا التي التفتت إلي وسألتني عن حالي فأجبت باختصار: «أنا بأفضل حال لا تقلقي.»

عدت بظهري للخلف أبتسم ابتسامة خبيثة وما لبثت دقائق حتى صدح صوت المدير وهو يعلن عن خبر فصل هذين المتنمرين قائلا بنبرة حازمة: «طلبتي الأعزاء، فليستمع الجميع بحرص شديد لما سأقوله، عندما تم قبولكم بيننا تعهد الجميع ألا يخالف شعار مدرستنا والقاعدة الأساسية بها التي تقول (لا للعنف!) والعنف لا يعني التعرض لأحدهم جسديا فقط، بل هناك عنف نفسي يمارس من قبل بعضكم هنا، التنمر هو أحد أنواعه، ونحن سنتخذ الإجراءات اللازمة ضدَّ هذا الفعل، وعليه قد تم فصل زميليكم الطالب جابريل ريّسْ والطالبة إيفا سيلفيا بشكل نهائي إثر تنمرهم على الطالبة أمبر، ولن تُقبل أي أعذار يقدمونها، شكرًا لحسن استماعكم و آمل من الجميع أن يتقيد بالقوانين؛ لأننا لن نتهاون مع أي أحد من الآن فصاعدًا!»

أنهى خطابه الذي أبهرني حقا، لم أفكر بأن قدرتي تسيطر على العقول بهذا الشكل وتجعلهم يفعلون ما آمرهم به عن قناعة تامة وكأن القرار صادر منهم. هدأ الوضع قليلا ثم صدح صوت إيفا وجابريل اللذين قدّما أشد كلمات الأسف والاعتذار من كل ما فعلوه بأمبر، تمنيت لو أنها كانت بيننا واستمعت لهما ولكن ما بيدي حيلة. 

عدت إلى المنزل بعد هذا النهار الحافل والمليء بالإنجازات القيمة التي قمت بها، ناديت أمبر بحماسة أثناء صعودي الدرج باتجاه غرفتها، طرقت الباب بهدوء عكس دفعي أبواب المدرسة اليوم. فتحت باب غرفتها وكانت عيناها متورمتان قليلا بسبب بكائها بالأمس ومع هذا زيفت الابتسامة وقالت: «لمَ كل هذه الحماسة؟»

قلت دون مقدمات: «لقد تم فصل إيفا وجابريل من المدرسة اليوم.»

ابتسمت ثم تنهدت بعمق مردفة: «أعلم أنك ترغبين بعودتي إلى المدرسة ولكنني حقا آسفة أليكسا، لا أظن أنني قادرة على العودة، على الأقل هذه الفترة.»

تلاشت ملامحي السعيدة، ومع هذا لم أكن أرغب بعودتها إلى المدرسة بقدر رغبتي بأن تشعر بتحسن وحسب.

«بالطبع، افعلي ما ترينه مناسبا، أنت تعلمين أنني سأقف في صفك دائما.» 

أخذتني في عناق قصير قائلة بود: «ماذا كنت سأفعل من دونك؟»

ربتُّ على كتفها ثم ابتعدت عني قليلا فأردفتُ: «سمعت والدتي تقول أننا سنخرج في نزهة عائلية اليوم، هل لديك أي معلومات عن المكان؟»

«لقد أخبرتني بذلك، صدقا لا أرغب في الخروج ولكنني لا أريد زيادة قلقها علي، لذا واقفت ولم أسألها إلى أين سنذهب وهي لم تفصح عن ذلك أيضا.»

أومأت بتفهم ومن ثم اتجهت إلى غرفتي، قلت بحب: «مساء الخير ليكس، طائري الجميل.»

اتجهت نحوه وفور وقوفي أمامه قال: «أنت سيئة أليكسا.»

هل ضميري الذي يحدثني أم ببغائي؟

«إنه خطئي أنني تحدثتُ معك منذ البداية.»

من السيئ سماع أفكارك بصوت مسموع، أردف قائلا: «ولكنك منطقية.»

قلبت عينيّ ثم جلست على سريري. أعلم أنني أحمل قلبا حاقدا، ولكن ما أفعله يعرف بالعدل؛ فليس من العدل أن تجلس أمبر في المنزل في حين من جعلها بهذه الحالة يلهو في الخارج ويبحث عن فريسة أخرى ليفعل معها المثل.

«أتعلم ليكس؟ أنا حقا لا أبالي إن كان ما أفعله صحيحا أم لا طالما أنني أراه صحيحا، ومن ثم ألا تظن أن اكتسابي هذه القوة كان غرضها جعلي أنتقم منهم وأحمي أمبر؟»

«الانتقام؟ ألا تجدين هذه الكلمة ثقيلة؟» 

شعرت أنه أصبح يتحدث من تلقاء نفسه، لست بذلك الذكاء حتى أطرح على نفسي أسئلة لا أجد أجوبة لها. 

كرر بتساؤل: «هل حقا تظنين أن قدرتك غرضها الانتقام؟» 

فأجبت: «بالطبع هي كذلك، أنا أحاول حماية أمبر من خلالها.»

«وهل استطعت حمايتها؟» 

صمتُّ ثوانٍ، في الواقع لا، لم أستطع حمايتها، ومع هذا ما زلت أحاول، وبالطبع سأجد الطريقة الأمثل لفعل ذلك. 

«هل ستلازمينها في جميع الأماكن وجميع الأوقات؟ حتى وإن فعلتِ، هل حقا ستستطيعين حمايتها؟»

قلت بجدية: «لا أعلم، توقف عن طرح أسئلة معقدة، كل ما أعرفه هو أنني سأتصدى لهم.»

أدرت ظهري له فلا أرغب بسماع المزيد من تساؤلاته، ثم أكملت قائلة: «لمعلوماتك أنت لا تساعد بتاتًا!»

-

نكزتني والدتي وقالت: «أليكسا انهضي، إنها السادسة مساءً، عليك تحضير نفسك للنزهة.» 

فتحت عينيّ وأومأت لها، لكنها لم تتركني حتى ضمنت استيقاظي وتحركي من سريري. غريب أنها لم توقظني للغداء، بدأت أفكر في محتوى الطعام الذي فاتني، لفت نظري كتفي الأيسر عندما مررت من أمام المرآة، لقد كانت عروقه سوداء كسائر ظهري. لن أذعر، أعلم أنني أهدرت الكثير من القوى هذا اليوم وهذا أحد الأعراض الجانبية، ربما سأتحسن غدا، ربما.

فتحت خزانتي وسحبت أول شيء قابلني، وقد كانت سترة سوداء بكمين طويلين تزينها خطوط رمادية، بالإضافة إلى بنطلون بني. لم أبذل الكثير من الجهد في تحضير نفسي، في الواقع شعري القصير يساعدني على تسريحه بشكل سريع. تزامن خروجي من غرفتي مع خروج أمبر التي بدت جميلة بلون قميصها الوردي وقبعة بيرت الفرنسية التي تضعها فوق رأسها بعناية، إنها جميلة دائما.

قلت بحماسة: «هيا بنا ننزل!» 

سحبتها معي وخرجنا برفقة والدتي التي كانت تحمل سلة طعام متوسطة الحجم، ثم صعدنا السيارة مع والدي الذي كان يبتسم لنا بحب.

سألت قائلة: «إذا، إلى أين سنذهب؟»

أجابت والدتي بنبرة ودودة: «المنتزه القريب من حيّنا.»

ثم أردفت قائلة: «سنحظى بوقت ممتع معا، فقد مرّ الكثير من الوقت على آخر نزهة قمنا بها.»

أومأ أبي فقالت أمبر بنبرة سعيدة مصطنعة: «صحيح، متحمسة لتذوق وجباتك الخفيفة يا أمي.»

نظرت نحوها وقلت بمزاح: «لا شك أنها وضعت الملح على الرمل و ستقدمه لنا.» 

ضحكت أمبر على كلماتي وتمتمت: «مغفلة!» 

ابتسمت بصدق كوني شعرت بأن مزاجها بدأ يتحسن أخيرًا، النظر لعائلتي وهي سعيدة هكذا يجعلني أتمنى أن يتوقف الزمن في هذه اللحظات. 

يتبع ...

****************
♡رمضانكم كريم♡

تاريخ النشر 10\4\2022

العودة أخيرًا، حسن أعتذر للمرة المئة بسبب التأخير ولكن بأذن الله سأقوم بإنهائها خلال هذا الأسبوع.
تبقى جزأين وننتهي.

رأيكم بالبارت في المجمل؟

رأيكم بتصرفات أليكسا؟

لو كانت لديك قدرتها ما هي ردة فعلك في نفس موقفها؟

برأيكم هل ستسطتيع حماية أمبر بهذه الطريقة؟

توقعاتكم للقادم؟

أي نقد، تعليق، سؤال ؟

-مساحة للتعبير عن مشاعركم-

كيف هي أحوالكم مع رمضان؟ إفتقدتكم.

💙 دمتم في رعاية الله وحفظه 💙

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top