xxxviii.
تَبتِعد أجفانُ الزِهري عَن عَينيه قَبل إعادة إغلاقِها بسبَبِ دخولِ ذلِك الضوءِ الساطِع داخِل حدقتيه، يُحاول رَفع يَده بِنيه فَرك عَينه لكِنه لَم يَستطع، يُعيد فَتح أحد عَيناه مُلقياً نَظرة حوله
ليقابِل الأصغَر المُتشبث بِجسده كَدميه محشوة، مُقيداً كِلا يديه غير سامِح له بالتَحرك، يُطلق تَنهيدة طَويلة لتبدأ تِلك التعابير المُنزعجة بالتكون عَلى وَجه هذا ألذي رَفع احد يَديهِ لتُمسك بِوجه الأزرق عاصِرة وجهَه بِقوة
"لتَستيقظ أيها الأحمَق!" صَرخ بهدوءٍ تحت أنفاسِه وأنامِله لا تزال عاصِرة لوجه الآخر ألذي لَم يتحرك إنتشاً، يُطلق تَنهيدةً أطول "طِفح الكيل" يَرفع قَدمه راكِلاً سوبين بِقوة مُسبِباً سُقوطه مِن السرير، يرمش عدة مراتٍ قبل البدأ بالتآوه مُتمسكاً بِظهره "هيونغ!"
"الآن تَستيقظ؟" قال مُستقيماً عامِلاً عُقدة بإذرُعه، ليًنظر الأثنان بإتجاه البابِ الذي فُتح دون طَرق مُظهراً تايهيون بِخصلاتِه الغَير مُرتبه وأعينه المَفتوحه على النُصف "ماذا حدث لَقد سَمعتُ صوتً"
يَنظر إلى الأسفل رامِشاً لتَلتقي أعينه مَع سوبين "مالذي تَفعلهُ على الأرض؟" أردف ذاهِباً بإتجاهَه مُعطيه كفه ليتمسك الأزرق بِه مُستقيماً بِصعوبة "مالذي فَعلته هذهِ المَرة هيونغ؟"
"لَقد قَبلتهُ" رَد بدونِ تِفكيرٍ فارِكاً عَينيه "فَهم- مهلاً ماذا؟!" قَال تايهيون لتُفتح حدقتيهِ بِشكلٍ كامِل لتذهب إلى يونجون عَلى الفور، ذلِك الذي تَحول وجهَه إلى لونِ شَعره "ل-لا أيها الأحمق لقد كُنت تَمنعنيَ مِن الحَركة ولَم تستيقِط لِذا-"
"المِعذِرة؟" يَنظر إليهما بحواجبٍ مَعقودة وَفمٍ مَفتوح قَليلاً، ليطلقَ تنهيدة صِغيرة مُعطياً الإثنانَ ظَهره "لا إريدُ المِعرفة لِتحلا إموركما بِنفسكما، سأذهَب لصُنع الفطور" أكمَل خارِجاً مُغلقاً خلفه الباب، يُلقي يونجون نَظرا على الأزرق الذي لا يَزال نَعِساً "هَل حقاً مَنعتك مِن الحرَكة؟ آسِف"
"هَل لازالَ عَقلك مَع هذا؟" ليَنظر له الأصغَر غَير فاهِم قَصد الزهري، ليُطلق الأكبر تَنهيدة خارِجاً هو الآخر، تارِكين ذلِك صاحِب الخُصل الزرقاءِ المُبعثرة بِمفرده مَع أفكاره، لكِنه إستسلم إلى غبائِه ليَخرج هو الآخر مُتثائِباً...
....
"نَعم، أجل فِهمتك لتُرسِل الموقِع وسَنكون هنالِك بَعد ساعة" اكمل فِيلكس حَديثه مَع كاي مُغلقاً هاتِفه لتَلتقي أعينه مَع بومقيو الذي كانَ يُحدق بِه طوالَ مُحداثته مَع البُني "إذا ماذا قال؟" سأل مائِلاً برأسه إلى ذلِك الذي أطلق تَنهيدة صَغيرة مِن فاهه
"قال إن يون تشول إعترفت إن كُل هذا مِن فِعلها وأيضاً إعترفت إنها كانت السَبب الرئيسي لموتِ سانا، وسَتُرسل إلى المحكمة اليوم" يُكمل بومقيو التَحديق بِه قَبل صُنع تِلك الأبتسامة البَهِجة على محياه "سوفَ يَنتهي كُل شيئٍ اليوم ليكس!"
"أعلَم، يُمكِنك الراحة بِنهاية اليومِ يا صَديقي" قالَها مُربتاً على كَتف الآخر الذي اومئ لَه، صوتُ رَنين هاتِف الفضيِ لِلحظة مُعناً إن رِسالة قَد وَصلته، يُمسك هاتِفه مِن أعلى الطاوِلة لترتَفع إحدى حواف شِفتيهِ، ليَستدير باحِثاً عَن مفاتِيح سَيارتهُ "إلى أين؟"
"إلى المَحكَمة، إن مَن سيَتولى بِالقضية هي القاضية بارك جيهيو" ليراقب حواجِب الفَحمي تَنعقد "بارك جيهيو؟ إن إسمها مألوف" "إنها صَديقة سانا المُقربة، تِلك التي إلتقيتَ بِها مع تايهيون"
يُطلق بومقيو "آه!" رافِعاً إحدى يديه قَبل يومئ "أذكر الآن، بارك جيهيو، شَعر قَصير بُني، وجنات زَهرية وأعين بُندقيه واسِعة" ليعقد فِيلكس حاجِبيه هذه المَرة مُعطياً الآخر نَظرة مُستغربة "ماذا بِعد هَل تَعلم لون طِلاء أظافرها؟"
"لَقد كانَ أزرقاً، لِما قَد يكون هذا معلومة مُهمة؟" قال رافِعا أحد حاجبيه ليشاهِد الفضي يَضرِب جبهته بِكفه "إذا لِما تَذكرهُ أيها الأحمق؟؟" ليَرفع لَه بومقيو كَتفيهِ غَيرِ عالِم هو الآخر
"هذا لا يَهم الآن، لتُحظر سُترتك سَنذهب إلى المَحكمه، النَصر بإنتظارِنا"...
....
"إلى هُنا!" صَرخ تايهيون مُلوحاً إلى كُل مِن فِيلكس و بومقيو، بجانِبه سوبين، ذلِك الذي يَتشبث بيونجون المُعطي كامِل إنتباهه إلى هاتِفه، يَخطوانِ بإتجاهِهم ليقفانِ أمام أبوابِ تِلك المَحكمة الضَخمة، ذات الجدرانِ الخَشبيه المُزغرفة في بَعضٍ مِن حوافها
"لا يوجَد صحفيين، بِالرَغم مِن إقتراب موعِد المُحاكمة" أردف أحمر الخُصل خاطياً خَلفهما بِعد الإنتهاء مِن رَكن السيارة "أخبرتك الشُرطة لَم تُعلن عن فَتح هذهِ القَضية إلى العامية" رَد عليهِ فِيلكس دافِعاً ذلِك البابُ الضَخم ليَخطوا بِداخِله، لتقابِله تِلك الرائِحة الشبه دافِئة، إنها رائِحة خَشبٍ قَديم
"وااه!" أطلقها سوبين مُحدقاً بالمَكان هذا، ذا الأرضية ذاتُ البساطِ المُزغرف الأحمر، وتِلك الجدرانِ الخَشبيه القَديمة التي تَم طَليها بذلِك اللون البُني الغامِق، وبِتلك الأنوارِ القليلة لكنها كانَت كفيلة بأضائة كامِل المكانِ
"أوه؟، إنه أنتما" صَدر ذلِك الصوت الأنثويِ الحامِل لتِلك النبرة البالِغة بداخله خلفهم، يَستدير فِيلكس لتقابِلة تِلك ذاتُ الشعر البُني الغامق القصير، ذات وجناتٍ مُتورِدة وأعيُن بُندقيه واسِعة تُحدق بالفَحمي وتايهيون الواقِف بِجانِبه
إنها كما وَصفها بومقيو بِشكلٍ غريبٍ لكِنه كانَ شِبه مِثالي
"مرحَباً سَيدة بارك، إن ذاكرتك لَم تخذلك إنه تشوي بومقيو وهذا بِجانبي كانغ تايهيون، الأثنان اللذان زاراكِ قَبل أشهرٍ ليست بِبعيدة" بادر فَحمي الخُصل مُوجهاً كف يَده بإتجاهِ تِلك التي اعطَته إبتسامة صِغيرة مُصافِحة يَده
"بارك جيهيو القاضية التي سَتتوكل القَضية التي أنتم قُمتم بِحلها، كَيف لِطلابٍ فِعل شيءٍ كهذا أنا لازِلتُ في صدمة لكِن بالطَبع مُتشكرة للغاية لِلقبض على مَن فعل كُل هذا لِصديقة كانَت مُهمة لي" بالطَبع كانت تَضع ذلِك الوجه المُبتسم بِطبيعيه لكِن كُل مَن في الغُرفة قَد رأى ذلِك العبوسِ المَدفون وراء هذا الوجه المُبتسم
"لَقد إستعنا بالكَثيرِ مِن المُساعدة لِذا لا داعي لِشكرنا، وأيضاً كانَت هنالِك بَعض الأشياء المُتصلة بالقضية هذهِ، لَم تَكن لِسانا فَحسب" نَطق أشقري الخُصل مُلقياً نظرة على بومقيو الذي بادله لِلحظة قَبل أن يُعيد وِضع حدقتيه على تِلك التي اومئت لَه بِصغرٍ
"لَقد قرأت الملفات، لِقد قُمتم بِعملٍ أكثر مِن رائع، مُتأكدة إنني سوفَ أدعم كُل مِنكم في المُستقبل" أنهت كلامها بوجهٍ قَد جَعل مِن كُل ما حصل يَستحق كُل ذلِك العناء، كانَ وجهاً مبتسم بإمتنان شديد وكأن ثُقل شديد قَد ذَهب مِن أعلى أكتافِها
"قاضِية جيهيو يُرجى وجودِك هنا بإسرع وقتٍ!" صوتُ رجُلٍ ما صدر مِن داخِل أحد الغُرف الموجودة مُقاطِعها "عَلي الذهابَ الآن أراكم في الداخِل، لِنضع نِهاية لِكل هذا" تَنحني بِصغر ليفعل الآخرين المِثل ملوحين لها مُحدقين بِظهرها الذي تلاشى بِعد دخولها خَلف ذلِك الباب الذي أُغلِق
"واه إنها رائِعة" قالَ سوبين بَين الآخرين الذين بقوا بِصمتٍ مُحدقين بأعين مستغربة مُحدقة بِه "ماذا لَقد قُلت رائِعة ليس مُثيرة، وأيضاً أنا أفضل الفتيان ماذا مَع هذهِ النظراتِ؟"
ليُحدق بالآخرين يُطلقون تَنهيدة صَغيرة مُبعدين حدقتيهم عَنه مُنتقلة إلى كاي الذي دَخل بِرفقة عَمِه، او عَلي أن اقول مُدير الجامعة الخاصة بِهم، ذلِك الذي بَدأ كُل هذا "علِمت إن بإمكاني الوثوق بِكم، إنظروا إلى أنفسكم لقد قُمتم بإمساك الفاعل بعد أقل مِن شَهرين"
أنهى كلامِه مُربتا على كتف بانغ تشان الذي تَصلب متوتِراً مِن وجه الأكبر المُبتسم، إنها المرة الأولى التي يرى بِها مُديره يَبتسم بإشراقٍ هكذا، يُريح الأكبر تعابيره بعد أن وقعت أعينه بِداخل خاصة بومقيو، ذلِك الذي إنحنى لَه بأبتسامة وَدودة، لتَنعقد حاجبَيه قليلاً
يُقاطِعهم صوت بوقِ سيارة خلف ذلِك الباب الضَخم، يُفتح مُظهراً سيارة الشُرطة تِلك التي خرج مِنها شرطيانِ مُتجهانِ إلى المَقعد الخَلفي فاتِحين إياهُ مُخرجين تِلك صاحِبة الخُصل الفَحمية القصيرة التي بدت اليوم شِبه مُبعثرة
يُمسك كُل شُرطي بذراعٍ جاعلين مِنها المشي بإتجاه ذلِك الذي حَدق بِها بأعيُنٍ حادة بينما يَضغط على قبضته مُحاوٍلاً التحكم بِنفسه مِن الذهاب وإعطاء التي أمامه لَكمه تُفقدها وعيها، ليَشعر بتِلك الأنامِل الدافِئة تَلتف حولَ قبضَته ليستدير ليقابِله الأشقر، ذلِك الذي إبتسم لَه مُربتاً على ذراعِه
ليُمحى ذلِك الهدوءٍ الطفيف الذي راوده بَعد أن مَرت تِلك بِجانِبه لتَلتقي أعينهما للحظة قَبل دخولِها خَلف ذلِك الباب ليبقى مُحدقاً بِه قَبل الخطوِ بإتجاهِه داخِلاً، بينما أنامِله لازالَت مُتشبِثه بِخاصه الأشقري الذي ذهب خَلفه داخِلاً هو الآخر...
"هُناك أمَل بَعد اليَأس، والكَثير مِن الشموسِ بَعد الظُلمة"
[word: 1135]...
هاي^^
معرف كم بارت بتكون الرواية ذي، بس اظن اكثر من اربعين، يوه اطول شي كتبته.
انيوي كيف كان؟
لا تنسوا التعليق والسوالف زي كذا.
نلتقي بكرا يحلوين~
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top