xxxix.
قَبل خَمس سِنين.
"بارك سيهيو مالذي تَفعله" نَطقت تِلك صاحِبة الخُصل الفَحمية القصيرة خاطِية بإتجاه ذلِك الذي تَجمد مُمسكاً بِهاتِفه بداخِل ذلِك المصنع الجالِس بِمنصف الغابِة في هذه اللَيلة المُفتقدة للقَمر "فَ-فَقط أكلم حَبيبتي"
"بِمنتصف العَمل!" يَجفل سيهيو والرعب يَتمشى بين ملامِحه مُحدقاً بتِلك التي تُنظر بِداخل حدقتيهِ بنظرة جَعلت مِنه يُقشعر "أ-أنا أعتَذر سيدة تشوي" قال بصوتٍ واطِئ وحَذر قَبل أن يُراقب الأخرى تَلتف ذاهِبة إلى ذلِك صاحِب البُنيه الضخمه "هَل تَعلم أين تَسكن حَبيبة سيهيو؟"
"مهلاً سَيدة تشوي لِما عَليكِ مَعرفة ذلِك؟؟" ذَهب بإتجاهِهم بطريقة شِبه هستيرية، تُعيد الأستدار واضِعة إيديها خَلف ظَهرها مُعطيه البُرتقالي إبتسامة عَريضة، لكِنها كانَت أكثر شيءٍ إرعاباً بالنِسبة إلى ذلِك الذي وسع حدقتيهِ عالِم بما ستقوله "لِقتل حَبيبَتك هذهِ، أتعلم كَم تُزعجني تِلك الفتاة؟ تُلهيك عن العَمل وقد اوشكت بإخبار الشُرطة عَنا"
"لكِن سَيدة تشو-" "أو مَهلاً لَدي خُطة أفضل، ما رأيك بإنهاء حياة مَعشوقتِك تلك؟ سيكون ذلِك مُمتعاً" يُنزل البرتقالي أيديه مُحدقاً بالأرض بأعيُن مُرتعبة، لأنهُ يَعلم إن تَجرأ و رَفض سَيكون هو الميت لا سانا...
تَتمشى تِلك الفتاة، ذاتُ السيقان الشِبه طويلة المُتعرضة للهَواء في هذهِ اللَيلة الدافِئة بالرَغم مِن ذلِك النسيم الذي يَدخُل مُتغلغلِاً بَين خُصلاتِها الشَقراءِ الطَويلة، بتِلك الأعيُن الراجِعة إلى خاصة جروٍ تُحدق بِشاشة هاتِفها
مُعلقة حدقتيها على تِلك الرِسالة مِن معشوقها بالقدومِ إلى الجامِعة في هذا الوَقت المُتأخِر، تَرفع رأسه مُلقيه نَظرة على مُحيطها لامِحة خَلفها ذلِك الوَجه المألوف ألذي بَدا غَريباً بين الظُلماتِ "سيهيو؟"
تُنهي بإطلاقِ إسمه لتُحدق بِه يَجري بإتجاهَها ليَحط في أحظانِها، ضاغِطاً بِشدة عليها "هَل إشتَقت ليَ أو شيءٍ ما؟" قالَت مُحيطه جسده بإذرعها النَحيلة راسِمة تِلك الأبتسامة البَهِجة على محياها الظَريف "أنا أحبُك للغاية سانا، وأنا آسِف لِلغاية"
"على ماذ-" تَتوقف شاعِرة بشيءٍ حاد يَضغط على مَعدتها، تَتصلب مُنزلة أذرعها لتراقٍب الآخر يَبتعد حامِلاً ذلِك السكينِ تُحيط بِه أنامل سيهيو ألذي شَعر بِيديه تَبدا بالأرتِجاف، يُحدق بالأرضِ غالِقاً عَينيهِ بشدة مِن ذلِك الصداع الذي يُراوده "س-يهيو"
نَطقت بِصعوبة راغِبة بالرجوعِ إلى الوَراء لكِنها تَجمدت بِرؤية ذلِك الظلِ الأسود الطويل خَلف عَشيقها، تَتمتد أنامِلها العظمية ساحِبة السِكينِ مِن كف الآخر الذي لا يَزال يراوده ذلك الصداع الفضيع "كَلب جَبان" أردفت قَبل الجري ناحِية تِلك التي تِحركت قدماها فجأة لتبدأ بالجري داخِلة بإحد القاعاتِ
تَنظر حولها لِمكانٍ للأختباءِ "بَدأت بالتقدم بالعُمر لكِنني لازلَت جَيدة بالجَري" تَتصلب شقراء الخُصل قَبل الرجوعِ خطوة بَعد تِقدم الأخرى خطوة، تَتعثر بأحد الكراسي ساقِطة على الأرض لتَستمر بالزحف إلى الخَلف لاهِثة بِسرعة
بينما حدقتاها لَم تَترك يون تشول التي نَزلت إلى مستواها مُعطيه إياها إبتسامة صغيرة قَبل رفع يدها الحامِلة للسكين الذي دَخل كالزُبدة بِمنتصف صَدرها مائلاً على اليسارِ قليلاً، بِداخِل قَلبها
تَلتف أصابع سانا المُرتجفة حول كف تِلك التي تراقب حراكاتها بِكل برودٍ "أ-ءمي، أ-ن-ا أحب-ها" لتَسقط تِلك الدَمعة الدافِئة على خَدها، تَتحرك حدقتيها إلى خلف يون تشول لتَشهد منظر حَبيبها يَسقط على الأرضِ لتَتحرك أجفانُه بسرعة بِعدم تَصديق ومَعه تِلك شفتيه اللتان بدأتا بالأرتجافِ بِشدة
تُخرج تِلك السكين مِن جسدها مُستقيمة حامِلة لذلِك السكين الذي لا يَزال يُقطر دمائاً، لتَنصرف خارِجة مِن القاعة تارِك هذان الإثنان يُحدقان بأعين بَعضهم بحدقتين مَليئتين بالدموع، تُغلِق يون تشول الباب ليدخل ذلِك الصراخ العالي المُرعب مِن الغُرفة، صُراخٍ باكي شاهِق بألمٍ شديد
تَمشي خارِج الجامعة داخِلة بتِلك السيارة السوداءِ التي يَقودها ذلِك الذي يحمل تعابيرٍ قَلقة لكِنه لَم يجرأ بالنَبس بِكلمهٍ واحدة...
الوَقت الحالِي.
تُطلق جيهيو تنهيدة طَويلة مُعدلة نظاراتهِا، بَعد قرائة أعترافات يون تشول "هَل كُل ما قرأتُه كانَ صحيحاً؟" أردفت صاحِبة الخُصل البُنية موجِهة سؤالها إلى تِلك التي حدقَت بِها قَبل قولِ "أجل"
"الموتُ لتشوي دونغوون ألذي هو كانَ زوجَك وقتها، ولميناتوزاكي سانا التي لا تَصلك بأي شيءٍ عدى كونِها عشيقة بارك سيهيو الذي يَعمل مَعك بتجارة الأعضاءِ والمخدرات، هل تؤكدين إنك مَن أنهى حياتهم؟" قالَت بصوتٍ جدي وحازم لتكمِل الأخرى التَحديق بِها قَبل الرَد ب"أجل" مرة أخرى
"سَيدة تشوي، هَل خَططتي مُسبقاً إلى موتِهم أم كان ذلِك بِسبب حرارة اللحظة؟" يَهز بومقيو بِقدمه قاضِماً شَفتيه مُستمعاً إلى المحاكمة بإنتباهٍ شديد، يَتوقف لينظر تَحت، إن أنامل الأصغَر تَمسح على خاصته بِرقة مُستمعاً بِحذرٍ هو الآخر "لَقد خَططتُ مُسبقاً"
"يُظهر في مَعلوماتِك إنك مُصابة بِمتلازمة ألكسيثيميا، متلازِمة تَمنعك مِن تَحليل أيه مشاعِر بداخِلك، هَل مُتلازِمتك هذه لَها دَخل بِكل القَتل في تاريخك؟" يَعقد كُل مِن سوبين ويونجون حاجبيهما ليحدقا في بَعضهما لِلحظة قَبل إعادة تركيزهما إلى الأخرى "لا يُمكنني تأكيد ذلِك، كُل شيءٍ كان بِداخل رأسي"
"إذا بعد او قبل قَتل ضحاياك، او حتى اثناء فِعلها هَل شَعرتِ بأي ذَنب أو ندم أو أي نوعٍ من المشاعِر السَلبية؟" أكملت جيهيو مُراقبة الأخرى مَع بومقيو الذي عقد حاجبَيه بِخفة، إن يون تشول كانت تُفكر وكأن بأمكان شيءٍ كهذا بالحدوث
"كان هنالِك مرة واحِدة" يَزيد انعقاد حواجِب الفَحمي مُحدقاً بوالِدته، تِلك الشاردة بالأرض قليلاً قبل أن تُكمل "بَعد سقوط دونغوون، لَقد كان يتكلم بصوتٍ خافت، كيف إنه كان يُريد أن يرى إبنه مرة أخرى ويعتني بِه، لأنه غير عالِم كيف يِفعل كُل هذا بِنفسه"
يَتلاشى إنعقاد حاجبَيه، لترتاح تعابيرهُ قَبل الضغط على أسنانهُ شاعِراً بتِلك الرجفة البسيطة، لا يَعلم إذا كانت غضباً هائِل أم حُزن مَدفون، تَتجعد ملامح تايهيون مِن بومقيو الذي يِضغط على يَدهِ بقوة، يُلقي نَظرة عليه ليرى ذلِك الوريد الذي ظَهر على جبهة هذا الذي يَضغط على شفتيهِ مُغيراً لونها إلى أخرى زهرية غامِقة
"لا أعلم، فقط آخر أنفاسه قَد بنت بِداخلي يُمكنك وصفَه بكُره إلى إبني ذلِك الذي جرى إسمه تحت آخر أنفاس زوجي، كان أمامي وانا أمامه وقد ذَكر إبنه ولا كَلمه عني!" كاد بومقيو الوقوفِ والذهاب إليها مُتخيلاً إنه يُمسك بعنقها خانِقاً إياها بقوة، لكِنه جلس بمكانه
احد قدميه تَضرب الأرض بِسرعة جنونية بَينما يُعنف شفتيهِ بسبِب ذلك التوتر الشديد الذي يُراوده، لا يَعلم كيف يَهدء حَتى أفلت كِف تايهيون قَبل كَسر أحد أصابِعه بدونِ قصد "إذا هذا كانَ سَبب رَغبتك بِقتلِ إبنكِ؟ هَل تَعلمين إن كُل ما تقوليه سوف يُؤخذ ضدك ولأنك قررتِ الدخول إلى مَحكمة دون محامي، تعرفين الأواخِر مِن كُل هذا؟"
"أجل أعلم" تومئ لها جيهيو مُخرجة ملفاً ما من بين أيديها "سيدة تشوي، مُذنبه إلى قَتل تشوي دونغوون وميناتوزاكي سانا والعديد من الأشخاصِ الغَير مذكورين، أعلن إن تشوي يون تشول مُذنبة بِموتهم كما ينص قانون 111 في مادة 206 (القتل من الدرجة الأولى) بالأضافة إلى التجارة الغير قانونية بكِلا من المخدرات والأعضاء، وبالتأكيد من صحة المعلومات مِن المذنب والشاهدين إن تشوي يون تشول سوف تُرسل إلى ال(سجن المؤبد) إنتهت الجلسة"
ليتصدى صوت المطرقة الذي ضرب الطاوِلة مرتين، مُسبباً تحول تِلك الوجوه القَلِقة والمتوترة إلى أخرى مرتاحة ومبتسمة، يُطلق بومقيو تنهيدة طَويلة منزلاً رأسه ألذي بدا ثقيلاً قَبل الاستدارة ساقطاً في أحضان فِيلكس الذي بدأ بالتربيت على ظهرهِ "مبروكٌ صديقي لَقد إنتهيت مِن هذه اللعنة"...
يخرجون مِن تِلك الغرفة الكئيبة واقفين يُحدقون بِبعضهم قَبل يَفتح بومقيو كِلا يداه بشكلٍ واسع داعياً أي منهم بالدخول "شكراً لكم جميعاً لَم يكن بإمكاننا فعلها بدون أيٍ منكم" قالها ساحباً تايهيون أولاً واضِعه في أحضانِه لينظم له فِيلكس وبانغ تشان
ليطلق كاي قهقة صغير قبل الدخول هو الآخر ليوشك سوبين الأنظمام ليحدق بيونجون الذي يحدق بِالفَحمي بحِدة "لِتترك غضبك إلى وقتٍ لاحق هيا" أردف مُمسكاً بيده جاره إلى الباقين، لتَتكتل أوزانهم مُفقدة الجميع توازنه عدى يونجون الذي أبتعد على الفور، ليشاهد الآخرين يسقطون متآوهين بألم
"اللعنة لتُذكرني في المرة التالية إن هذه فكرة سيئة" نطق بومقيو وهو لا يزال مُتمدداً على الأرض وذارعه تحيط بتايهيون الذي يُمسك بكتفه بألم "اللعنة لَن أحضنك مِن اليوم" رَد فِيلكس ليعطيه تشان إبتسامه واسِعة غامِزاً بنصفها، ليُطلق فِيلكس تنهيدة طَويلة مُبتسماً هو الآخر...
....
"نَخبكم!" صَرخ سوبين رافِعاً كأسه المليئ بالبيرة، ليتصادَم مَع كؤوس الآخرين الذين أرتشفوا مشروباتهم بَعد إنزالِ أيديهم "إن الكحول حُلوة اليوم" ردَد سوبين مُحدقاً بكأسة بإبتسامة صَغيرة "كنت على وَشك قول ذلِك" قال تشان مؤشراً ناحيه سوبين الذي اومئ لَه بوجهٍ متحمس
"اللعنه ما هذا الطعم الفَضيع" أردف بومقيو بأعين قَد إنكمشت مُحدقاً بكأسه بملامح مُضطربة، ليَشعر بتِلك اليد التي وضِعت على ظَهره مُربتة عليه بِبطئ "ستعتاد عليه" رادفه تايهيون واضِعاً بعض الطعامِ بِفمهِ، ليلحظ الفَحمي سوبين، ذلِك الذي يَشرب البيرة كالماء
يَعقد حاجباه محدقاً بكأسه الذي لا يزال مملوئاً، ليُمسك بِه بوجهٍ حازم مُبتلعاً كُل ما تبقى مِن البيرة الخاصة بِه ليُنزل الكأس و وجهه يتمشى عَليه التقزز، "اوهه بومقيو-شي لَم أعلم إن بإمكانك الشُرب بسهولة"
قالها سوبين بإندهاش ناحيه ذلِك الذي أعطاه نظرة حادة "هَل هذا تايهيون؟" صوتٌ عَميق شِبه مَبحوح صَدر خلفهم ليلتفت كُل مِن أشقري الخُصل وبومقيو الذي لا يَزال بحالة تَقزز مِن الكحول التي تَحرق مريئه
تَتوسع أعيُن تايهيون لتَرتسم تِلك الأبتسامة البَهِجة على محياه "يا إلهي مايك؟" أردف مُستقيماً ليقابل ذلِك ذا الأعين الناعِسة التي تزينت بتِلك الرموش الشبه طويلة وذلِك اللون البُني الفاتِح مَع خُصلاتَه السوداء القاتِمة نازِلة على مَقتليه ليُرجعها إلى الوراء مُمشطها بإنامِله
"لَقد غيرتَ لون شعرُك؟ الزَهري كان أللطف عليك" تَنعقد أعين بومقيو بَعد رؤية ذلِك الذي أمسك بأحد خُصلات الأصغَر الشقراءِ، يُلقي يونجون نظرة على سوبين الواضِع كف يده على وجهِه كاتِماً بسمته، مُتحمساً للدراما التي سَتحصل
"لكِنه لونٌ مزعج ويُمحى بسهولة، الأشقر مُريح أكثر" قالها مُتلمساً خُصلاته هو الآخر غَير مُعطي ردة فِعل لِملامسة أسود الخُصل، ليَستقيم بومقيو مُقرباً تايهيون ناحيته لتَنزلق خُصلات الأصغر مِن بين أنامِل ذلِك الذي ذهبت أعيُنه إلى الفحمي، ذلِك الذي رَفع لَه أحد حواجِبه مُتسائلاً عن هوية الذي أمامهُ
"المَعذرة لَم أقدم نَفسي بشكلٍ واضِح، انا مايك، أنا وتايهيون أعتدنا المواعدة في ايامِ الثانوية، يُمكنك قول حَبيبه السابِق" أكمل تَرتيب جُمله ليُخرج كف يَده موجِهه بأتجاه ذلِك الذي أعطاه إبتسامة عَريضة ليقترب مُصافِحاً يَد الآخر "تَشرفت بِك مايك، أنا بومقيو، حَبيب تايهيون الحالي"...
"لتَكن انتَ ذلك الطَريق الذي مهما مَر الوقتُ سَوف تُرجعُني قَدماي لكَ، ولأكونَ انا زائركَ الوحِيدُ"
[word: 1520]...
بارت طويل.
كيف كان؟
لا تنسوا التعليق والسوالف زي كذا.
لِلقاء~.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top