xxxii.

قَبلَ خَمسِ سِنينٍ.

خطوةٌ تَتبعُها خطوة أخرى يِخطو بِها ذلِك الفتى صاحِب الخُصلات المُنسدلة عَلى جبهتهِ الممتلِك لتِلك الشفائف المُمتلئة ذاتِ اللونِ الزهريِ الطفيف، تقودهُ قدميهِ إلى مَنزله بَعد يومٍ طويل في المَدرسة

الشَمسُ بدأت بالتلاشي مِن سماءِ هذا اليوم الأعتيادي، ليصبح لونُ الشارِع الذي أمامهُ برتقالياً مُصفر، يرمش محدقاً بمكانٍ فارغ أشبه بالزقاقِ تجلسُ فيهِ أشِعة الشمسِ اكثر من غيرها

يَذهب ليتوقفُ أمامه، رائِحة سجائِر قوية دخلت إلى أنفهِ ليليهُ هو يرى ذلِك الدخان المسمومِ يخرج مِن فَم ذلِك الذي هو زميلهُ في الصَف وأيضاً صديقٌ لَه "سوبين؟" ينظر إليه بعدَ سماع إسمه

"إنه تشوي يونجون! ياله مِن حظٍ" نطقَ ذلِك الفتى المستقيم فيِ الجهةِ المعاكِسة لسوبين الذي عقَد حاجبَيه مخرجاً تِلك السيجارة مِن فمهِ "ما رأيك بالأنضمامِ لنا، يونجوناه~؟" يحدق صاحِب الأسم هذا بتِلك السيجارة التي قُدمت له بأعين ليست مهتمة

"لتجرِبها على الأقلِ" عاود فتح ثَغره مخرجاً صوته الذي دخل إلى مسمعِ الأكبر كنباحِ كلبٍ مزعج، يُمسك بيدهِ ليشعِل سيجارة قبل وضعها بين أنامِله "مارك يَكفي" بصوتٍ ثخين منزعج أردف سوبين ساحِباً يد الأكبر من بيد يديه

"أنتَ مُمل للغاية سوبيناه" قال مارك هذا معطياً الأثنان نَظرة ليست ودودةً البتة، يضع سوبين الآكبر ورائه محدقاً بالآخر أيضاً "لِما تحميهِ وكأنني سوف أعضه او شيءٌ كهذا؟ ألم نكن أصدقاءٍ؟"

هذا الفتى لَم يكذِب، فهو وهذان الأثنانِ بالأضافةِ إلى تايهيون أصدقاء طبيعيون في المدرسة "أعلَم لكِن لا تورطهُ بشيءٍ كهذا، فيونجون هيونغ ليس مهتماً بالتدخينِ" قالَ ليخطو عَلى تِلك السيجارة التي كانت بين أنامِله لتنطفئ تِلك النيران التي كانَت تسكن فيها

يُحدق مارك بهذان الواقفان أمامه قبل أن يُطلِق قهقهة تليها تعابير مُنزعجة "شَخص ذا بُنيه ضخمة وشكلٍ مخيف مثلُك، لِم قد يِهتم بمهووس قراءةٍ مِثله؟" يؤشر ناحيه ذلك ألذي ابعد سوبين مِن أمامِه متقدماً ناحيه ذلِك الذي أعطاه إبتسامة ساخِرة

"ما الخَطب يونجوناه؟ هَل تُريد تلقي درساً حتى تَبعد تِلكَ النظرة مِن وجهِك؟" قال بينما يُمسد على خُصلات ذلِك الأكبر الذي أبعد يده على الفور محدقاً بِه بنَظرة منزعجة للغاية "يا إللهي إنني أرتجِف خوفاً!"

مَرة أخرى، ياله مِن صوتٍ قبيح يدخُل مسمعَ ذلِك الذي أغلق عينيه بأنزعاجٍ شديد قبل أن يلتفت ناظِراً إلى سوبين الذي كانَ يُحدق بِه لتتعانق أعينهما للحظة قَبل أن يمسك مارك بوجهِه جاعِلا منه ينظر لَه مرة أخرى "إلى أينَ تنظر؟"

يُمسك يونجون بيده التي تشد عِلى وجهه محاولاً إبعادها لكِن لا فائدة فقوة هذا أضعاف خاصته، يُمسك سوبين بمعصَم الآخر الذي اعطاهُ نظرة قاتِلة "لا تَتدخل أيها الجبان" يُفلت الأكبر مبعداً يد سوبين عن خاصَته

يمسك بيدي يونجون معلقهما على الحائط بيد، ويد أخرى ذهب لتلتف حول خصرِ ذلِك الذي جفل محاولاً سحب يداه لكِن بِلا فائدة "وجهُك الكئيب هذا يمكن لجسدك التعويضُ عنه" يده هذه لَم تحظى وقتاً لتلمس الآخر أكثر مِن تِلك الضَربة القوية التي وضِعت على وجنته جاعِلة مِن جَسده يسقط

يُمسك الأصغر بيونجون ملقياً نظرة على يديه ليراه يَرتجِف بشدة، يرفع حدقتيهِ لتقابِله أعينه التي على وشكِ ذرفِ تِلك الدموع الامِعة التي سكنت عينيه، تتوسِع أجفانِه على مصاريعها بعد إن رأى مارك ينهض متلمساً خده الذي تلون بلونٍ أحمر طفيف

يترك سوبين يدي الأكبر ذاهِبا لأمساكِ ياقه الآخر قبل إعطائه لكمة على ذاتِ الوجنة لتبدأ الدماءُ بالسقوط مِن أنفه، لَم يسمح له بأستيعابِ تِلك اللكمة قبل أن يعطيهِ واحِدة أخرى، تذهب يده لتسديد ثالِثة ليوقفه ذلِك العناق مِن يونجون الذي سحبهُ للخلف "هذا يكفي سوفَ تِقع بمشاكِل عديدةٍ إذا أكملت!"

يتراجع إلى الخلف ليراقبان الآخر يحاوِل الوقوفِ على قدميه لتأبى محاولتهُ بالفَشل ليعيد السقوط، يمسك سوبين بيدِ الأكبر ساحِبه "لنذهب" يخرجانِ مِن هذا الزقاق لتقابلهما تِلك الشمس التي تُظهر آخر جُزء منها قبل رحيلها لهذا اليوم

ينظر يونجون إلى أيديهما بينما يسيران، إنه لا يزال يشد عَلى يده التي لا تزال تحمل تِلك الرجفة الصغيرة بِها، يرفع حدقتاه ليرى وجه الأصغَر الذي يعقد حاجبَيه، الذي يحدق بأي شيءٍ وكأنه قد إفتعل جريمة لشخصٍ مهمٍ له

يطِلق تنهيدة طفيفة مبتسماً ليضغط على يدهُ بصغر هو الآخر، يُلاحظ سوبين ذلِك ليغير تعابيره قبل ان يلقي نظرة على الأكبر الذي نظر له هو الآخر لتلتقي أعينهما متمشيان تحتَ ذلِك الضوء الذهبيِ متشاركان هذهِ اللحظة البسيطةِ.

....

الوقتُ الحالِيِ.

"أذكرُ إنك سألت عن سوبين و يونجون هيونغ سابِقاً" قال تايهيون ذاهِباً ليجلس بجانِب ذلك الذي راقبَ خطواته محدقاً بِه بكل إهتمام، "هم؟" يشرد تايهيون للحظة قبل أن يَبتسم بشكلٍ غير معتادٍ للفحمي هذا

إنها إبتسامة غَير مرتاحة

"في ايامِ الثانوية لَم نكن نحن الثلاثة فقط، كان هنالِك فتى يُدعى مارك أيضاً معنا، كان دائماً ما يأخذ سوبين معه في أماكِن كالملهى أو حانة للشرب بالرغم إنه كانَ قاصِراً" يَنظر أشقري الخُصل إلى الأكبر الذي اومئ مستمعاً له بأعين مهتمة تطلب مِنه ان يُكمل

"كان يحاول ان يدعينا انا ويونجون هيونغ، لكِن الهيونغ هذا لَم يَكن معجباً بمارك وحاول إبعاد سوبين عنه لكنه لَم يستمع لَه وقتها، ومارك كان يبادل يونجون هيونغ بمشاعِر الكرهِ هذه ويحاول إزعاجه دائماً" أردف محدقاً بالحائط متذكراً تِلك الأيام الغريبة

"في يومِ الذي يسبق التَخرج قال يونجون هيونغ إن سوبين ومارك قد حضيا بقتالٍ وتَم إستدعاء مارك إلى مركز الشرطة متورطاً بقضية مخدراتٍ ما، ومنذ ذلِك اليوم سوبين ويونجون هيونغ اصبحا غريبان، ولم أرى مارك بعدها" توقف ملقياً نظرة على الفحمي الذي يرتدي على وجهه تعابير مركزة معه

"كيف غريبان؟" قال ليقطب تايهيون حاجبَيه مفكراً "سوبين أصبح ملتصقاً بالهيونغ الذي بدأ يكره الملامساتِ خاصته" يرمش بومقيو مراتٍ عدة مفكراً "إذا إنهما لا يتواعدان؟" يهز الأشقري رأسه نافياً

"حقاً؟ يبدوان كأزواجٍ علاقتهما إستمرت لوقتٍ طويلٍ" تخرج قهقهة صغيرةٍ مِن ثغر تايهيون، يبتسم بومقيو بِصغرٍ محدقاً بتِلك الأبتسامة التي تجلب لداخِله البهجة المريحة لبالِه..

....


"هنالك مَطعم جديد قَد تمَ فتحة بالقُرب مِن هنا، لنذهب إليهِ!" بنبرة متحمسة خرجَت كلمات الزهريِ هذا ممسكاً بيد سوبين جارهُ مَعه متجهانِ ناحيه ذلِك المَطعم ذا الأنوارِ الخافِته، يحدق سوبين بيد الأكبر التي تُمسك بمعصمه


ينتبه يونجون إلى يده المتمسكة بخاصة الأكبر ليفلتها رامِشاً عدة مراتٍ محمحماً، يأخذ الأزرق بيدهِ هذه مالئاً تِلك الفروقات بَين أنامِل الزهريِ بأناملهِ "لِنذهب" يأخذ بيديهما داخِلاً خلال ذلِك الباب الذي يجلس أعلاهُ جرس يُعلن دخول أي زبون

يُحدق يونجون بيديهما تَحت ضوءٍ المطعم الشبه أصفر مرجعاً له ذكرياتٌ عديده، يبتَسم رافعاً رأسه ليرى وجه سوبين المشغول بالبحثِ عن مكانٍ مناسب ليجلسا فيه، يشعُر بنظرات الزهري له لينظر له مائلاً رأسه مبتسماً

يهز الأكبر رأسه يميناً ويساراً نافياً، ليومئ له الازرق ساحبه ليجلسا في طاولةٍ بالقربِ مِن نافذة مُظهرة ألوان الليلة المُرصعة بالنجوم هذهِ، يرمش محدقاً بالازرق الذي ينظر ألى النافِذة الزجاجية هذهِ بشرودٍ

ترتفعُ حواف شفتيه مبتسماً بِصغر، دِفئ مريح بدأ يملئه محدقاً بيديهما التي لا تزالا متشابكتان، فما لهما غير بعضهما لتمتلئ فراغاتهما؟...

























































"‏لَم ألمَس طَمأنينَتيَ يْومًا كَما لَمِستُها في كَف يَدكَ"





























































[word: 1044]...

هلا هلا.

بارت كلة يونبين.

الدوام قرب، ومظن اقدر اخلص الرواية الملعونة ذي قبل الدوام بس بحاول اكتب حتى وانا اداوم، انيواي.

كيف كان؟.

لا تنسوا التعليق والسوالف زي كذا.

للقاء يخوان😔.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top