xxxi.
تردَد صوتُ فتح البابِ في هذهِ الغُرفة الهادئة، ليظهر خلفَها صاحِب الخُصل الفضيةِ، ليلتفت الفَحمي بجهته مراقباً إبتسامتهُ التي تَشكلت بَعد رؤيته "أنت مُستيقِظ؟" أردف بعد أن بدأ بالمشي تجاهه جالِسة على ذلِك الكرسي الذي بجانب هذا الذي اومئ له بخفة
يَرمش مائِلاً برأسهِ قليلاً بعد أن نظر بأنحاءٍ الغرفة "أينَ تايهيون ألم يَزركَ؟" ينظر له بومقيو للحظة قبل أن تتكون إبتسامة صغيرة ناظراً بجانبه
يُبعد تِلك البطانيةِ البيضاء ليلمح فيلكس فروة شقراء تُعانق جسد الفحمي هذا، تنتقل أعينه إلى الفحمي الذي وضعَ سبابتهُ على شفتيه "إنهُ نائم" ليعيد وضعَ ناظِره على الأشقري هذا النائم بعمق
تَهرب ضحكة من فاه الفضي الذي وضع يده على فمه "هَل حصلتَ عليهِ؟" هَمس بينما تِلك البسمة العريضة لا تزال تجلس على محياه، ليرى الآخر يومئ لَه بعد ان خرجت منه قهقهة صغيرة
ينزل كف يده عن فمه ذاهباً لضرب كتفه "أنت بخير إذن؟" يُمسك بومقيو بكتفه معطياً الفضي نظرات مستغربة "آه" أخرجها محدقاً بكتفه بتفاجئٍ لكن ليست متَفاجئة أكثر مِن تعابير الفضيِ هذا
"ه-هَل آلمتكَ؟" ينظرانِ إلى بعضهما للحظة قَبل أن يرمش بومقيو عدة مرات غيرُ عالِم بالإجابة أيضاً، لتذهب أنامل الفضي ممسكة بخدي الفحمي ضاغِطة عليهما بقوةٍ
"ماذا تفعَل، هل تريد إقتلاعَ وجهي؟" قالَ بعد إبعاد يدي الفضي ممسكاً خديهِ ماسِحاً عليهما، لكِن بالرغم بِعدم وجود شيء يضغط على وجنتيهِ الآن لكنه يشعرُ بموجاتٍ مِن نوعٍ غريب من الآلام يتمشى على وجنتيه
"صديقي العزيز، عندما تُشفى بالكامل لِنذهب ونرى طبيباً ما، فأن جسدك بدأَ باستشعارِ الألم حتى!"...
....
"آسف تأخرتً، اليوم كانَ مُزدحمٌ بشكلٍ غريب" قال صاحِب الخُصل البُنية داخِلاً ليرى الجميع منتشر جالسين يحيطون بفحميِ الخُصل المستلقي وبجانبهِ يجلس تايهيون "لا داعِي للأعتذارِ" خاطبهُ بانغ تشان مؤشراً له بالجلوس بجانبه
"سأدخل في صلب الأمرِ" أردف بُني الخُصل معطياُ ملفاً ما إلى كُل من فيلكس والأحمر "هذهِ خريطة للأمكان التي تَم رؤية تشوي يونغ تشول فيها، جميعها داخِل سيئول يبدو إنها لا تسافِر لمكانٍ بعدين لنستغِل شيئاً كهذا لصالحنا، تكملتُ مع جدي وتَم نشر الخبر في مجلةٍ ما وهنالك محطاتُ شرطة عديدة تِعرف بالأمر"
يشرد الأحمر محدقاً بهذهِ الورقة التي بينَ أنامِله "شكراً هيونينغ-شي هذا عَمل مُدقق" يعطيهِ كاي إبتسامه لطيفة كَردٍ على كلامِه "دَعني أرى" نطقَ بومقيو مؤشراً لفيلكس ليعطيه الملفُ هذا
ينظر الأشقري مُقرباً رأسه ليضعه على كتف الفَحمي لينظران إلى هذهِ الخَريطة المخططة والمؤشرة بشكلٍ دقيقٍ، ومثل ما قال بُني الخُصل إن جميعها بداخِل سيئول "الاماكِن هذهِ جميعها مألوفةٌ"
"برأيك أي مِن هذهِ الأماكِن كانت تَذهبُ إليه بشكلٍ ملحوظ؟" أردف كاي قاصِداً بكلامه الفَحمي الذي عقَد حاجبَيهِ محاولاً التَذكر "إنها ليست معجبة بالأماكِن المزدحمة والمملوئةِ بالأشخاص، لهذا فتحت مطعماً في بداية الغابة"
يشرد أكثر ليلقي نظرة على فِيلكس الذي كانَ يُحدق به "ألَم تَكن تَعمل بمصنَع بمكانٍ بعيد في العُطل؟ أين كان؟" يستمر بالنظر إلى بومقيو الذي عقد حاجبَيه لَه "مَعك حق، لكِنها لَم تسمح لأي مننا بالذهابِ إليه لذا لا أعلمُ انا ايضاً"
"يُمكنني البِحث عَن طبيعةِ أعمالها في ذلِك الوقت، أتذكرانِ أيه سنة؟" أردف بُني الخُصل مبدلاً حدقتاه بين الفضي وبومقيو "كُنا في الثانوية وقتها إذا 2018 او 2017؟" يومى له كاي بتفهم "سأبحث بالأمرِ" ليربت على كتفه سوبين مبتسماً بِصغرٍ
"صحيح، ألم تَكن معكما في وقتِ الحادِث؟" خاطب الفضي هاذان اللذان نظرا ناحيتهُ بذات الوقتِ "لا أعلم أين ذهبت، عندما وصلَ الإسعاف حاولت البحث لكنها أختفت" رد عليه الأشقري متلمساً رقبته مرتدياً على وجهه تعابير متوترة متذكرةً ما حدث
"علينا البَحث أكثر، وقد تواصلتُ مع العديدِ من محطاتِ الشرطة لذا اذا حصل شَيء سوف يَتم إعلامي، وإلى ان نجدَ موقعها سوفَ يكونُ هنالك وقت لكَ لتستريحَ وتشفى بالكامِل بومقيو-شي" قالها بانغ تشان ناهضاً من مكانهِ مربتاً على كتف الآخر بخفه
ينهض معه فيلكس جاراً معه كاي ليخرج كُل مِن هؤلاءِ الثلاثة مِن الغُرفة ليبقى سوبين ويونجون محدقان بالفحمي الذي إعطاهما إبتسامة متوترة مُلقياً نَظرة سريعة على الأشقري الذي يضغط على شفتيه مانِعاً تِلك الضحكة مِن الخروج
نَظرة هاذان الأثنان كأنهما والدين ينظران ألى عَشيق إبنتهما لأول مرة يَفحَصانهِ مِن الأعلى إلى الأسَفل "لتعتني بِنفسكَ أكثَر بومقيو-شي، لا تجلِب لهيون مشاكِلاً زائِدة" أردف زِهري الخُصل قبل خروجِه معطيهُ نظرة قاتِلة لآخر مرة قبل أن يسحبه سوبين خارِج الغرفة
ليبقى الأثنانِ بمفردهما بهذه الغُرفة التي أصبَحت هادئة مرة أخرى، ممزوجةٍ برائحة المنظفات الراجِعة للمشفى، تخرج قهقهة صغيرة مِن فاه تايهيون الذي أخذَ بيد الأكبر مطبطباً عليها مطمئنة هذا الذي أطلَق زفيراً مطولاً
"هاذينِ صديقاكَ فحسب، ماذا إن إلتقيتُ بوالديك بذاتَ يوم؟" نظر ناحِيه الأشقري المبتسم ممسكاً بكف يدهِ "ليس لدي غيرُ والدتي وهي شخصٌ لطيف للغاية، إنها تُحب الجميع كيف لَها ألا تُحبك؟"
"والنونا خاصتُك؟" يشرد تايهيون مفكراً قليلاً "إنها ليست مِثل والدتي لكِنها شخصٌ حنون يحترم آرائيَ، لذا ستكون بِخير" يربت على فروة رأسه ذات الخُصل الفَحمية مطمئناً إياه "بالنسبة لي يونجون هيونغ هو الأسوء من بينهم" قالَ مقهقهاً ليحدق بِه الأكبر
تِلكَ الأبتسامة البَهِجة الموجهة ناحيَته، إنها قد افتَعلت شعوراً غريباً بداخِل معدته، وحرارة طفيفة قَد صعدت إلى وجهه، ترتفع أنامله مُتلمسه خده بأستغرابٍ مَلحوظ على محياه
"أنتَ بخيرٍ؟" عقد حاجبَيه متلمساً جبهة الأكبر لتصِل ليدهُ تِلك الحرارة الطفيفة "هَل لديكَ حُمى! سأذهب وأرى ممرضة ما" نهض بتفاعل لتوقفه تِلك اليد الراجِعة لهذا الذي نفي برأسِه ساحِبه للجلوس بجانِبه
"أنا بِخير لا داعي للقَلق" يربت على رأسِه قبل أن تُغلف أذرعه جسد الأشقري هذا مقربتاه لهُ أكثر "لترتاحَ أكثر فأنتَ لَم تَنم سوا ساعِة واحِدة اليوم" يَجعل مِن جسده يستلقي ليضمهُ إلى أحضانه ماسِحاً على رأسهِ مِن الخلف
يَتخدر الأصغَر مِن لمساتِه الدافِئة وتِلك النظرة التي تُحدق بخاصته بِكل إهتمامٍ و رِقة، جفنيه أصبحا أكثر ثُقلاً، يحاوِل المقاومة لكِنه استسلَم لهما في النهاية، لِيسقط نائماً دونَ شعورٍ مِنه
تتكونُ إبتسامة عريضة شاقةَ وجه بومقيو بَعد أن رأى تايهيون الذي غفى على الفورِ، يشدُ على جسدِه محدقاً بِمعالِم وجهه لِبضعٍ من الوقت، ليجد نَفسه نائماً هو أيضاً بوسطِ هذا الدِفئِ المُطمئن...
أشِعة الشَمسِ دَخلت متطفِلة مِن هذهِ النافِذة الزجاجية ذاهِبة لتجلس على هاذان النائمانِ بعمق بأحظانِ بعضِهما، صوتُ فَتح الباب يتردد في الغرفة لتليها صوتُ خطواتٍ راجِعة إلى تِلك صاحِبه الخصل الفحميهِ القصيرة، تَخرج قهقهة صغيرة مِن ثغرها محدقة بالأثنانِ "ياللطافة"...
"مِحياكَ البَهئ مُبتسِمٌ تِجاهِيَ، ما المُمكِن لِروحٍ مُحِبة أن تَتَمنى أكثَر مِن ذلِكَ؟"
[word: 975]...
هلا بيكُم.
كيف كان؟.
لا تنسوا التعليق والسوالف ذي~.
قدباي😔.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top