xxiv.

يَتمشى صاحِبُِ تِلكَ الخصلات القَهوية عائِداً إلى سيارته بأعين تُحَدِق بالأرض بشرود "يبدو أنك قد أنتهيت" صَوتٌ جَعل مِن رأسه بالأرتفاع قليلاً مُودعاً تِلكَ الأنظُرِ الشاردة مُبدِلها بأخرى طبيعية

"هَل كُنت بإنتظاري طوال هذا الوقت؟" قال كاي متقدماً ناحية الأكبر الذي أومئ له بأبتسامة صغيرة "لنذهب أنا مَن سَيقود فأنت تَبدو مُتعباً" يَستدير هوسوك فاتِحاً بابَ السيارة إلى الأصغر الذي أطلق تنهيدة طفيفة متقدماً ناحية الأكبر

يدخل ليغلق الآخر الباب ذاهباً ليدخل هو الآخر جالساً في مقعد السائق مشغلاً السيارة منطلق إلى مَكانِ الأصغر، الرحلة كانت صامِتة، صامتة بِشكلٍ غريب؟ يُلقي هوسوك نظرة على صاحب الخصلات القهوية ليراه يَجلس بأستقامة مُغلقاً كِلا عينيه

يبتسم مرجعاً ناظِره على الطريق، يصل إلى وجهته ليوقف السيارة ملقياً نظرة على الأصغر مرة أخرى ليراه نائِماً بعمق، يطلق تنهيدة صغيرة خارجاً من السيارة متجهاً إلى الجهة الاخرى من منها فاتِحاً الباب لتذهب يد تحت افخاذه ويد أخرى تتمسك بكتفه

يحمِله مُخرجه من السيارة ليغلق الباب بقدمه متجهاً إلى ذلكَ البناء العالي.

يَفتح أعينه ويغلقها عدة مرات محاولاً الاعتياد على الضوء حوله، ينهظ ليتعرف على مُحاطِهِ بسرعة، إنها غرفة نومه، ينظر على يساره ليقابله ذلك الحائط الزجاجي المُظهر لتلِكَ الأبنيه العديدة المُضيئة لهذِه الليلة العَتمة

"مهلاً" ينهض بسرعة مِن سريره بَعد تَذكر اين كان قبل نومه، يخرُج مِن غرفته بسرعة ليقابله هوسوك الجالس على الأريكة حامِلاً بَعض الملفات بيده اليسرى وانامل يدِه اليمنى تَحمِل ذلكَ القَلم الذي يضغط على فك ذلِك الذي يبدو مُندمجاً بِعَملهِ

"لما لازلت هنا؟" أردف كاي خاطِياً باتجاه الأكبر الذي نظر له بتفاجئ طفيف قَبل ان يبتسم مؤشراً للآخر بالجلوس بجانِبه "لَم أرغب بتركك بمفردك" رَد مغلقاً الملف واضعه على الطاولة "لَقد طلبت الطعام سيصل بعد قليل"

ينظر له ذا الخصلات القهوية بشرود قَبل أن يومئ زافِراً بقلة حيلة، يَفتح التلفاز ليرى أن مُسلسَلِه يُعرض الآن، يريح جلسته مبتسماً بحماس، يحدق به الأكبر قبل أن يقهقه مبعثِراً خُصلاتِه القهوية

يرمش عدة مرات رافِعاً يده لتَحط انامِله على خُصلاته، إنه لا يزال يَشعر بلمسات الاكبر بالرغم إنه قَد أبعد يده، يُقاطع افكاره صراخ البطلة بمسلسلته ليُعطي كامِل تركيزه إلى المسلسل مرة أخرى.

موقِد النار مفتوح مُدفئاً الغرفة لهاذان المُندمجان بأمريهما جالِسان بِذات الغُرفة شاعِران بالراحة الداخليه، كأنهما في مكان حقاً يُمكن تسميته 'المنزل'.

...

"أين نَحنُ ذاهبين بالضَبط؟" ينظر بانغ تشان حولهُ بتعابِيرٍ متجعدة، انهم في زقاق مُظلم، وهذا الضباب الذي يحاوطهم يجعل منهم ذاهبينَ الى الامكان "نَحنُ نَبحث عَن مَطعم تَم اغلاقُه" رد بومقيو ناظراً بالأرجاء بينما يَده مُتمسكة بخاصة الأشقر بقوة

"تَقصد مَطعم المأكولات البحرية التي كانت تُديرهُ والدتكَ؟" قال فيلكس مُتعرفاً على مُحيطه قليلاً مُتذكراً تِلكَ الأيامِ التي تأتي بالحنين لَه، بينما انامله تضغط بشدة على مَلابس تشان الذي يتمشى بأبتسامة صغيرة على وجهه "أجل"

"بومقيو هل هذا هو؟" التفت الفحمي جراء سؤال سوبين الذي يَقف أمامَ ذلِك المَطعم الذي لَيسَ بكبيرٍ او صغيرٍ، يُخرج هاتفه فاتِحاً الضوء لينير المكان الذي امامهم "نعم انه هو"

"لكِن أليس مكاناً سيء لها بالأختباء هنا؟ إنه.. واضِحٌ للغاية" رادف يونجون الفحمي بينما أيديهُ كانت تُعانق خاصة الأزرق الذي رَبت على رأسه مطمئناً إياه "معكَ حق إنه مكان ليس بذكي الأختباءُ فيه، لكِن المجرم دائماً ما يَختبئ بالمكان الواضِح، لأن لا احد يَبحث بِه لأنه 'مكانٌ واضِح' "

"كَلامكَ ذكي وبِهِ استراتيجية محددة لكِن لما بِحق الجحيم نَحن ذاهبونَ لكَهف الوحش في مُنتصف الليل!؟ أحمق" أعطى فيلكس ضربة على رأس الآخر بنهاية بِآخر جُملَة قالها، ينحني رأسه كَردة فِعل ليَرفعه مرة أخرى وتعابيره لم تتغير إطلاقاً

"لديك بانغ تشان، لا شَيء سيؤذيك" قال بينما يفركُ رأسه موجهاً ناظِره إلى هاذان الأثنان اللذان نظرا له بأحراج مستغرب "بالواقع الأجابة لسؤالِك سهلة للغاية، فالوحوش لا تَظهر فَقط في الليل" رد تايهيون عَن الفحمي لينظر له الأكبر قبل ان يبتسم

"إذا كانت هنا بالفعل أليس علينا على الأقل الأتصال بالشرطة، فوجودنا هنا بدون خطة ليسَ بشيء ذكي لفعله" أردف سوبين بجديه "معكَ حق، لكن أنا أريد التحقق إذا كان هنالك علامات لشخص قَد كان هنا، لا أريد إضاعة طاقة الشرطة اذا لم نَجد شيئاً ما"

تقدم بومقيو مِن الباب مُفلتاً يَد الأشقر، يَنظر إلى تَحت ليرى إن المكان مَقفول عَبر تِلكَ السلاسل التي تُحيط مقبض الباب، يطلق ضِحكة مُستهزئة "هذهِ المرأة لم تتغير" يُمسك بالسلسلة تِلك محاولاً التفكير بطريقة لفتحها

ليتجه عقلهُ إلى الطريق السهل بَعد الأستيعاب إن البابَ زجاجي "لتتراجعوا لسلامتكم" حذر الآخرين ليستدير ليراهم يتراجعون بالفعل لكِن تِلكَ النظرة المُستغربة تَجلس على أوجههم "مالذي ستفعل-" توقف تايهيون عن الكلام بعد أن رَفع الفحمي قدمه بسرعة راكِلاً هذا الباب الزجاجي كاسِره إلى قُطع صغيرة

لتَذهب أحد تِلكَ القُطع متشبثة بيد الفحمي الذي نَظر لكف يده بفراغ قَبل أن يمسك بها مُبعدها عَن جِلده لتبدأ الدماء بالخروج مِن تِلكَ النٌدبة التي تكونت على ظهر كف يده، لينظر له الجميع بتفاجئ ليجري له تايهيون ممسكاً بكَف يده "هل أنت فقدتَ عقلَك! إنظر إلى نفسك لقد آذيت يَدك!"

"ليست بهذا العُمق لا داعي للقلق" اردف معطياً الأصغر إبتسامة صغيرة متلمساً يَديه الدافِئة التي تُحيط خاصته، يُرجع تِلكَ النظرة الجدية على وجهه بعد إفلات الأشقر ليده "سأدخل أولاً، لتبقوا انتم هنا"

"سآتي معك" قالها صاحب الخُصلاتِ الزرقاء ذاهِباً ليقف بجانب الفحمي الذي نَظر لَه لثانيه قَبل قول "كما تُريد" سريعة لَه يُرجع ناظره أمامه ليقابلة ذلِكَ المَطعم الذي لا يزال يَحوي بداخله طاوِلات وكراسٍ كذلك

"تشان لتراقب المكان، لا نعلم إذا كانوا بالداخل أم بالخارِج" رادف بومقيو الأحمر الذي أومئ لَه بنَظرة جديةَ تَجلِس على محياه "لتَكُن حذر" اردف تايهيون متمسكاً بأكمام ملابس الفحمي الذي نَظر له معطيهُ نَظرة مُطمئنة مع إبتسامه صغيرة

يُفلته ليدخل الأثنان لتبدا اعينهما بالنظر إلى كُل رُكن بالمكان، ينظر بومقيو إلى جِهة المطبخ بنظرة ميته مؤشراً للأزرق بتسليط الضوء على المكان أمامه، ليقابلهما ذلِكَ المطبخ الاعتيادي الخاص بالمطاعم، يذهبان ناحيته لتدخُل تِلكَ الرائحة العَفنة إلى أنف الأزرق الذي توقف بلحظة دخوله

يَبتلع سوبين ريقه بَعد رؤية ذلِكَ السكين الجالِس بين بُحيرة الدِماء حَوله "بومقيو" اطلقها دون إبعاد نَظره عَن السكين، ليلتفت الفحمي جراء سَماع إسمه، يَنظر إلى الأزرق قبل تحريك مقلتيه تَحت حيث الآخر ينظر بفزع

"لتهدء" قالَ متقدماً مِن الآخر مطبطباً على كتفهِ قَبل النزول إلى بُحيرة الدِماء الصغيرة هاذه، يتلَمس هذا السائل بأنامله لتتَبدل تعابيره على الفور إلى أخرى متقززة، يُخرج منديل مِن سترته ماسِحاً الدماء مِن أنامله "ماذا؟"

"إنها دِماء شَخصٍ ما، اعرف التفريق بين دماء البشر والحيوانات بما اني كُنت أعمل هنا كل يوم في عُطل الصيف" كلامه جَعل مِن الأزرق يأخذ نفساً عَميقاً مُغطياً مقلتيهِ بكف يده، يُبعدها لتلتقط أعينه شيء ما ليسلط الضوء عليه بسرعة

لتظهر كُل تِلكَ الصناديق المصنوعة مِن الفلين الأبيض الذي تَلطخ باللون القرمزي، داكِن بأماكن وفاتِح بأخرى "ماللعنة!" بدأت كُل الأمور بالترتيب بعقل الفحمي الذي أمسك بذراع الأزرق بسرعة "علينا الرجوع إلى الآخرين"

يومى سوبين له خارجان من المطبخ ليتمكنا أخيراً مِن التنفس بطبيعيه، فالهواء هُناك ثقيلٌ للغاية، يذهبان على الفور قاصدان الباب الذي دخلا مِنه، جاعِلان مِن الآخرين بالنظر لهما بأستغراب "ماذا حَد-"

"هذهِ المرأة اللعينة تتاجر بالأعضاءِ" قاطع بومقيو الأحمر على الفور بينما يَضع تِلك النظرة المرتاحة بعد استنشاق الهواءِ الطلق مرة أخرى "مالذي تقولانِه؟" اردف يونجون عاقِداً حاجبيه "ليتصل أحد منكم بالشرطة الآن ليس لدينا وَقت لتضييعه"

يومئ تشان مخرجاً هاتِفه محاوِلاً الأتصال بالشرطة ليضع الهاتف على إذنهُ ناظِراً بالأرجاء بينما يستَمع إلى الرنات، لتلتقط أعينه حركة خلفهم لينزل الهاتف من إذنه بخفة "ماذا؟" قال فيلكس ناظراً خلفهما هو الآخر

ليرى ذلِك الفتى المُرتدي لذلِكَ الهودي الأسود محدِقاً بهم بداخل العُتمة بين الأزقة، تَلتقي أعينه مع خاصة فيلكس الذي شهق موسعاً عينيه متمسكاً بذاع الأحمر بشدة، يلاحظ بومقيو ما يحدث ليذهب جارياً حيث يَقع ذلِك الزقاق الذي ليس ببعيد عنهم

لتختفي هيئة ذلِك الشخص ومعه بومقيو الذي غاصَ بالعُتمة جاعِلاً مِن نفسه متخفياً بَين الظُلمات "بومقيو!" صرخ الاشقر بأعين متوسعاً فاتِحاً ضوء هاتفه محاوِلاً اللحاق بالفحمي، لتوقفه تِلك اليد الراجعة لسوبين الذي نفى برأسه بنظر جديه "لتبقى هنا"

ليليه هو يجري بداخِل الظُلمات، يحدق بانغ تشان بالظلام بفراغ "إنها مَحطة *** ما هيَ حالتكَ الطارِئة؟"...























































"إذا لَم أستَطِع أَن أكونَ نَجماً يَضيئُ سَمائِكَ عَلى الأقَل إريدُ أن أكونَ مِصباحاً يُضيءُ لَكَ مَنزلِكَ بأمَلِ جَعلِه أكثَر دِفئاً"
























































[word: 1262]...

هلا ؛-؛.

كيف كان البارت؟.

لا تنسوا التعليق والتصويت.

احظوا بيوم لطيف.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top