xli.


الشعُور بشفتي الأكبر تَتبعد عن خاصته، مودِعاً تِلك الشفاهِ الدافِئة، يُلقي نَظرة على الفَحمي ليراقبه وهو يَسقط على كَتفه نائماً مستسلِماً لِلكحول التي في جسده، يُحدق تايهيون أمامه شارِداً بينما يديه تحاوط جسد الآخر المُرتمي عليه

تَرتفع حواف شفتَيه بِبطئ مكوناً تِلك الأبتسامة العريضة، ليشد على جسد الأكبر معانقاً إياه بِقوة أكبر، ليشعُر بالمقابٍل أنامِل الأكبر تَتلمس ظَهره، ليليه هو يَرفع رأسه لتلتقي أعيُنه مَع خاصة الأصغر محدقاً بِمحياه بتِلك النظرة التي أعتاد تايهيون عليها

تِلك نظرةُ مُعجب يُحدق بلوحة رَسامِه المفضل، وكأنها الوحيدة بين جَميع اللوحات التي تُحيطها، يُعطيهِ إبتسامه صغيرة قبل أن يَتقدم مُريحُ رأسه على كتف الأشقري الذي قشعر مِن أنفاسِه الساخنة "أنتَ بالِغ الفُتن تايهيوناه".

....

بَعد أسبوعَين.

في تِلك القاعة الواسِعة ذاتُ الجُدران المَليئة بشتى أنواعٍ الزهورٍ، ذاتُ الطاوِلات العَديدة التي تَصبغت بلِونٍ أبيضٍ ناصِع التي تجلس أمامها تِلك الكراسي الحامِلة لذات اللونِ، ليتوزع هؤلاءٍ الناس المُرتدين لمَلابسٍ أنيقة لِلغاية في كُل رُكن من القاعة.

يَدخل إليها بومقيو ويَده اليُمنى قَد تمسكت بيد تايهيون، ذلِك الذي لَمِعت بُندقيتاه عاكِسة تِلك الأضواءِ التي تُحيط المكانِ بأكمله "وااه، المكانُ جميلٌ لِلغاية!" أطلقها تايهيون ليدخُل وأعيُنه تَتمشى بَين الزهورٍ وهيئة الحاظِرينَ البهئة

"بالفِعل، هيونغ لنحظى بِزفافٍ مشابه لاحِقاً-" لَم يُكمل سوبين كلامهُ بَعد رؤية زهريُ الخصل يخطوا أمامه متجاهِلاً إياه ذاهِباً ليَستقيم بِجانِب تايهيون، يُربت بومقيو على أحد أكتافِه متنهداً ليتركهُ ذاهِباً ليَقف بِجانب اشقري الخُصل هو الآخر

يَخطوا بِداخِل المكانَ بشكلٍ أعمق، لتبدأ أعيُن الفَحمي بالتَجول بين الحاظِرين، لتتوقف بَعد رؤية ذلِك الوجه المألوف "ريوجين" هرب هذا الأسم من فاهِه ليقع عَلى مَسمع تِلك التي إستدارت لتقابِلهُ

خُصلها الأمامية كانَت شقراءُ تُغطي أعيُنها، لتنسدل خُصلاتها البُنيه الباقية على كَتفيها، بِشفاهٍ بلون الكَرز، و وجه شاحِب اللونِ حامِل لتِلك الأعيُن الشِبه مسحوبة قَد أشرقت بعد الوقوعِ على خاصة بومقيو الذي تَقدم ناحيتها بأبتسامةٍ هو الآخر "بومقيو؟"

"مَن غَيره" رَد ليَفتح ذراعيه لتدخل الأخرى بَينهما مُحاوطة جسده بيدٍ واحِدة، أما الأخرى كانت تستريح بداخِل جيبها، كُل هذا تَحت أنظارِ تايهيون الذي صَنع ذلِك الأنعقاد الطفيف بَين حاجبيهِ "مالذي تَفعليهِ هنا؟"

"إنه زِفافُ خالِي كيف لِي تفويته" ليومئ له بومقيو قبل عقد حاجبَيه بِخفة "كاي هو خالُك؟" لتدخل قهقهات ريوجين مَسمعه قبل النفي برأسها "لا بَل زوجه، جونغ هوسوك" ليزيد إنعقاد حواجِب الفَحمي لتُطلق الأخرى تنهيدة صغيرة باحِثة بأعيُنها عَن خالها

لتَلحظه ملوِحة لَه بأبتسامة عفوية "هذا هو" ليلتفت بومقيو باحِثاً بين الناس العَديدة، لتَتوقف عينيه على ذلِك الذي يُقهقه بأشراقٍ مُكلماً شخصاً ما أمامه مُرتدياً تِلك البدلة السوداء القاتِمة تُحيط بذلِك القَميص الحريري بِذات اللونِ لتُفتح أول أزرارِه "ما اللعنة" "لِما تَلعن" ردَد تايهيون ناظِراً حيث ينظر الآخر ليقبع ذلِك صاحِب الخُصل البُنية المُمشطة لِلوراءٍ ظاهِرة وجهَه الوسيم ذاك

"إنه ذات الهيونغ الذي رأيته بِرفقة كاي في الحانة" ليعقد تايهيون حاجبَيه بدورِه "مَهلاً إذا لِما قال ما قالَه، أحقاً كاي يَجهل هوية زَوجه؟" ليرفع الفَحمي له كتفيهِ بعدمِ عِلم

ليُرجع إلى ريوجين مُمسكاً بيدِ تايهيون "لَم أعرِفكما على بَعضِكم، هيون هذهِ ريوجين صديقة لي مِن الثانوية، ريوجين هذا تايهيون" ليشاهِد الأثنان يتبادلانِ البسماتِ مُتصافِحان "إنه عَشيقي" هَمس لتَخرج ضِحكة صغيرة مِن فاه الأخرى لتومئ له "أنتما واضِحان لا داعيَ لِلشرح"

يُفلت الأشقر يدها ليجد طريقه وراءَ الفَحمي مُخبئاً وَجهَه المُحرج، ليُقهقه الإثنان بِفعله "أنا أيضاً أحظرتُ شَخصٌ حَبيبٌ لي اليوم" تؤشر خَلفها على تِلك الفتاة ذاتُ السيقان الطَويلة الرَشيقة، رافِعة أنامِلها مُبعدة خُصلاتها البُنية الطويلة عن وَجهِها مُرجعتها خَلف إذنها، ليظهر وَجهِها ذا المَلامِح الحَسنة والأعيُن الواسِعة

"لازالتِ مُغرمة بشين يونا؟" لتومئ الأخرى مُتلمسة عُنقها بأحراجٍ "لكِن الأمورُ تَحسنت بَعد الأنتقال إلى شُقة سوياً" لتَرتفع حواجِب الفَحمي ضاغِطاُ على شفتيهِ مانِعاً تِلك الضحكة مِن الخروجِ "سَعيدٌ لكِ" أردف مُربتاً على كَتف الأخرى "إذا سأذهَب الآن أراكَ بالجوارِ" قالت مُلوحه لِلآخر الذي إلتفت بِسرعة إلى تايهيون مُمسكاً بيده "هيا علينا إخبارُ كاي عَن زوجِه هذا"...

عَلى تِلك الأريكة التي تَصبغت بِذلك اللونِ الأبيض الناصِع يَجلس ذلك صاحِب الخُصل البُنية المُصفَفة بِشكلٍ لَطيفٍ لِلغاية، بالإضافة إلى تِلك البِذلة البيضاء التي تُحيط بِجسده، لكِن تعابيرهُ لا تَبدو بَهجة مِثل هيئته

يُحدق بالأرضِ شارِداً، كانَ صوتُ الصَمتِ عالياً لِلغاية بأذناه مُستمعاً إلى حَبل أفكارِه العشوائية، يُقاطِعه صوتُ دخول أحدهم إلى الغُرفة، يَرفع رأسه مُتمنياً لو إنه لَم يرفعهُ إطلاقاً "ما خطب وجهك هذا، لتَبتسم"

"أيُمكنك تَركي بِمفردي؟ أنا سوفَ أتزوج لصالِح شَركتك واللعنة ألليس هذا كافياً بالنسبة لِرأسكَ الأناني؟" حافَظ على هدوئه بالرَغم مِن إنه كان على وَشك لَكم وجه هذا المدعو بوالِده "أنا لَن أوبخك اليوم، فَشخصٌ آخر سوف يَتكفل بِذلك مِن اليومِ"

لتَتمشى تِلك التعابير الكارِهة والمُتقزِزة على وَجه كاي حافِظاً لَعناته بِداخله "لا أريد رؤية هذا الوَجه عندما تَخرج" ردَد ما عِنده خارِجاً ليَلتقي بهوسوك الذي كانَ يَقف بِجانِب الباب، يُعطي الأكبر إبتسامة عَريضة قَبل التَحديق بِظهرهِ بِحده

ليُبعد ما كان برأسه مُريحاً جسدهُ على الحائِط راغِباً بالدخول ورؤية الآخر لكِنه لا يَعلم بما عَليهِ قولَه او فِعله، يُقاطع افكاره خروجِ كاي مِن الغُرفة لتَلتقي أعيُنهما "مالذي تَفعلُه أنت هُنا؟"

"ألا تِعلم رؤية العَروسِ قَبل الزواج يَعد حَظاً سيء؟" يَعقد بُني الخُصل حاجبَيه مُعطياً الأكبر تِلك الأعيُن المُستغربة، بينما الآخر كانَ يُحدق بمعالِم وجهِه مُتفحصهُ مِن رأسِه إلى أخمص قَدميه "تَبدو جَميلاً"

"م-مهلاً، ما هو أسمُك الكامِل.؟" قالَ ما برأسِه مُتردداً، ليشعر بيدُ الأكبر تُمسك خاصتهُ بينما أعيُنه لا تَرغب الأبتعاد عن مَجرة هوسوك الذي تنهد مُبتسماً بِصغر "إنه جونغ هوسوك، يا زوجيَ هيونينغ كاي"

لَم يَستطع التفاجُئ بِسبَب ذلك الفَحمي الذي يَجري بٍصحبة تايهيون الذان توقفا بَعد رؤية الآخران بِجانب بَعضيهما وأيديهما قَد تَمسكت بِخاصة الآخر "أ-أظن إننا نُقاطع شيئاً" هَمس تايهيون إلى بومقيو الذي أومئ وأعيُنه لم تَترك الأثنان، يَسحب كاي يديه مِن بَين خاصة الأكبر واضِعهما بِداخل جيوبِه "ما الخَطب؟"

"هَل بِنا بكلمة مَعك؟" رادَفه بومقيو مؤشِراً له باللحاقِ بهما، يَتنفس البُني الصعداء مُعطياً هوسوك نَظرة سريعة قَبل الذَهاب بالأثنانِ كَما طُلب مِنه، "لِم لَم تَقل لنا إنك سوف تَتزوج مِن ذلِك الهيونغ الوسيم؟؟"

"إنه يَقصد ذلِك الهيونغ الذي أنتَ مُعجب بِه" أكمل بومقيو بَعد تايهيون "أنا أيضاً عَلمت بالأمر مُنذ ثوانٍ" رَد عليهم الأصغر مُتلمساً كَتفه شبه شارِد بالأرضِ "بالواقِع ظَنِنت إنه سوف يكونُ رجُل عجوز مُقزِز وقَبيح، ليس وكأن هوسوك هيونغ و-وسيم"

يُحدق كل مِن تايهيون وبومقيو بالأصغر وعلى وَجهِهم شَبح إبتسامة عَريضة "الآن فَهِمت شعورِ والِداي" ردَد تايهيون مُغلفاً ذراع الفحمي بيَديهِ، ليَتلمس الأكبر يديه قبل الأيماءِ برأسِه

يَرمش كاي مُعطياً الإثنانِ نَظرة مُستغربة قَبل إنتشارِ صوت رَنين هاتِفه ليُدخل يدَه بجيبِه مُخرجاً إياه، "أينَ أنت سَتبدأ المراسِم بَعد دقائِق! سأتجِه إلى غُرفة التَبديل وإذا لَم أجدك هنالِك تَعلم ما سَيحدث" ليُغلق أبيهِ الخط قَبل أن يَفتح البُني فاهَه راداً "عَلي الذَهاب، أراكما لاحِقاً" قالَ ليستَدير جارياً وأيديهُ تَضغط على هاتِفه بِقوةٍ...

إنتَشرت تِلك الألحانِ الهادِئة بالمَكان أكمَله بَينما جَميع الكراسي الموجودَة قَد أحتوت على شَخصٍ ليشغِلها، يُحدق الحاظِرين بتِلك المنصة التي تَستريحُ متوسطة القاعةِ، يَخرج هوسوك ليَقِف بِجانب ذلِك القِس الذي يَستقيم على أيمنه، ليبدأ بتحريك أنامِله بسرعة بِشكلٍ من التوتر بينما أعينه إنتقلت إلى صاحِب الخُصل البُنية الذي تَقدم أمامَه وبِجانِبه أبيه الذي قَد تَمشى مَعه إلى أن وَصل ليَستقيم أمام الأكبر بالِعاً ريقه

بالطَبع كانَ مُمتَن إن زواجُه المُدبر هذا ليس صاحِبه الشَخصٌ ذاته الذي صَنعهُ رأسه، لكِن وجودِ الأكبر الآن أمامهُ يَجعل مِن داخِله يَشعُر بشيءٍ من الراحةِ مَمزوجة بذلِك الأنعقادِ الطفيف الذي وَجد طريقه بِداخل مَعِدته بينما تَتمشى أعينه بهيئة الآخر، بأيديهم المُتشابِكة وأعيُنهما التي لا تَنظر إلى شيءٍ عدى مَجرة بَعضِهم

يَنطق القِس بَعض الكَلمات التي لَم يَفهمها كاي قَبل إغلاق القِس للكِتاب الذي بَين يديهِ مُبدلاً حدقتيهِ بين الأثنان لتَتوقف على الأكبَر أولاً "جونغ هوسوك هَل تأخذ هيونينغ كاي زوجاً لَك، وأن تَبقى كذلِك بدءاً مِن هذا اليوم، لِلأفضَل، لِلأسوء، ولِلأغنى، ولِلأكثر فُقراً، وفي المَرضِ والصِحة، لِمحبته والأعتزازِ بِه حتى الموتُ يُفرق ما بَينكما؟"

"نَعم، سأفعل" يَزيدُ نَبض أيسر الأصغَر ضاغِطاً على يَد الأكبر المُتشبثة بِخاصته، ليعصر تايهيون يَد يونجون الذي على شَذير البُكاءِ هو الآخر مُريحاً رأسه بين كف يَده مُعطياً كامِل إنتباهِه لِلأثنان أمامه

"هيونينغ كامال كاي، هل تأخذ جونغ هوسوك زوجاً لَك، وأن تَبقى كذلِك بدءاً مِن هذا اليوم، لِلأفضَل، لِلأسوء، ولِلأغنى، ولِلأكثر فُقراً، وفي المَرضِ والصِحة، لِمحبته والأعتزازِ بِه حتى الموتُ يُفرق ما بَينكما؟" أعادَ القِس ذات الكَلمات لكاي الذي صَنع تِلك الأبتسامة الصغيرة قائِلاً "نَعم، سأفعل"

"يُمكنكما تَقبيلِ بَعضِكما الآن" يَسحب هوسوك خُصر الأصغَر مُقرباً إياه ناحِيته أكثر، ليراهُ يَنكمِش بإحراجٍ مُغلقاً عَينَيه بتَوتِر، لتَرتسم تِلك الأبتِسامة الصغيرة على وجهِه قَبل الأقترابِ مِن شفتيه رافِعاً كف يدهُ مُغطياً وَجهيهما بينما يَضع تِلك القُبلة السَطحية على شِفاه ذلِك الذي فَتح عينيه بَعد إبتعاد الآخر عنه، ليَستوعِب إن كف الآخر كان يُغطي وجهيهما، ليشعر بحرارة تَصعد إلى وجنتيهِ مُنزلاً مِحياهُ...

يُعانِق تايهيون كاي مُرتمياً عليهِ و وَجهَه يُنذر إن دموعه سوف تَنهمر بأي لَحظة "أنا حقاً سَعيدٌ لَك!!" أطلقها أشقري الخُصل شاداً على جسد الآخر الذي قهقه مُبادِله "شُكراً لكِن لا داعِي لِلبكاءِ حقاً" لتَتقوس شفتي تايهيون بشكلٍ أكبر "لا تقل شيئاً كهذا، سوفَ تجعله يَبكي بالفِعل"

خاطَبه بومقيو ليَسحب الأشقر من بين أذرع البُني ليَضمه إلى حُضنه، يشخر يونجون للفحمي قبل التَربيتِ على كَتف الأصغَر مُبتسماً "أتمنى لَك زواجٌ بدونِ مشاكِل، يبدو هوسوك كشخصٍ جيد لكِن إذا أزعَجك بأي شكلٍ قُل لي، أنا جَيد بأستعمال يداي"

"بالفِعل، أؤكد لَك هيونينغ" قالها سوبين ويَديه مَضمومة إلى صَدره مُعطياً الزهري تِلك الغَمزة اللعوبة، ليضرب الأكبر كَتفه مُعطيه نَظرة مُحرجة "لِتَصمت" يُقهقه كاي مِن عراك القِطط الذي بَدأ أمامه، لتَذهب أعيُنه تَتجول بَين العامة ليَلحظ هوسوك، ذلِك الذي بإمكاني مُناداته بِزوجه

ليَشرد بهيئته وهو يُكلم احد الحاظِرين حامِلاً كأس بأحد أيديهُ، ليشعر بأعيُن تُحدق بِه، يلتفت لتلتقي عينيه مع بُني الخُصل الذي إندهش إن الآخر لاحظه يُحدق بِه، لتهدأ تعابيرهُ بعد رؤية الأكبر يلوح لَه عالِياً حامِلاً على محياهُ تِلك الأبتسامة البَهِجة الموجهة ناحيَة كاي الذي أبتسم ملوحاً هو الآخر...
































































"لم يَنل أحَد مِني ما نالَتهُ عَيناكَ"





















































































[word: 1535]...

اهلين، كيفكم؟

سوري تأخرت شوي بس أخذت أستراحة لاسبوع يمكن، شكرا لأنتظاري😔.

بخصوص البارت الجاي هو الأخير، وإذا حصل تفاعل بكتبلكم سبيشل قريب.

كيف كان؟

لا تنسوا التعليق وكل العلوم ذي.

نلتقي بوقت لاحِق.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top