2 - وأضعت الحب بيدي
جلست هيلين في محلها المخصص لبيع فساتين الاعراس ودخلت فتاة مع خطيبها لغرض اختيار احدى البدلات وكان خطيبها شابا وسيما وذا شخصية ساحرة بينما كانت الفتاة متوسطة الجمال وحادة المزاج علاوة على انها بدينة للغاية
- اهلا بكم في محل التألق لفساتين الاعراس ادعى هيلين وانا هنا لمساعدتكم في اختيار الفستان المناسب
- وانا مينا وهذا خطيبي سامي
قالت الفتاة بابتسامة
ثم قادتها هيلين نحو الفساتين
واخذت مينا تجرب الفستان تلو الاخر بانزاعج وملل
بينما كان الشاب يجلس صامتا دون إبداء اي رأي يذكر
والتفتت هيلين صدفة لتجد ان الشاب يتأملها بهدوء لابد أنه اعجب بها خاصة وانها جسدها رشيق وملامحها فاتنه ثم استدار بخجل بعد ان لاحظته هيلين
وعادت هيلين لرؤيتة الفساتين ووجدت جهدا كبيرا لايجاد فستان يلائم جسد الفتاة الا انه لموديل قديم
ووجدت جهدا اكبر لاقناعها به
وعندما عادت هيلين الى البيت لم يغب عن بالها ذاك الرجل الوسيم ياألهي كيف اقتنع بهذه الفتاة انها شرسة للغاية علاوة على انها متوسطة الجمال كان بالتاكيد اجمل منها بكثير
"وربما لو التقيت به قبل تلك الفتاة لربما ارتبطنا معا"
فكرت هيلين مع نفسها
"ياالهي هيلين انه مرتبط وعلى وشك الزواج فلتتركيه وشأنه"
**
ومرت عدة ايام وقبل ان تنسى هيلين الحادثة عادت مينا قائلة ان الفستان لم يكن يليق بها وان التصميم قديم جدا وان قريباتها سخرن منه
ثم اختارت فستانا جميلا حديث الموضة الا انه كان يناسب الرشيقات وحاولت هيلين اخبارها بذلك الا انها لم تجد التعبير المناسب
- حسنا بأمكانك تجريبه
وبعد ان قيسته مينا بدى واضحا ضيقه عليها
- هل تشعرين بالراحة بداخله
- راحة تامه
- الا تعتقدين انه ضيق قليلا
- بل انه مناسب جدا اليس كذلك سامي
ابتسم الشاب قائلا
- كل شئ يبدو عليك جميلا عزيزتي
- حسنا بما انه اعجبك الفستان بالموفقية والف مبروك وزواج سعيد مقدما واشكرك لاختيارك متجرنا مع ابتسامة كبيرة شقت فمها
بعد يومين عادت مينا وخطيبها
- قريبتي أخبرتني بان الفستان لا يليق بي وانه يجعلني ابدو بدينة
قالت مينا بانزعاج واضح
" بل انتي بالفعل بدينة " فكرت هيلين مع نفسها
- حسنا عزيزتي مينا في الحقيقة خلال اسبوع ستصلنا طليبة من المنشأ وقد خابرتهم واوصيت فساتين خصيصا لمقاسك
- حقا هذا جيد اذن سأعود بعد اسبوع
- انتظري خذي رقم الهاتف وخابريني قبل ان تأتي كي اؤكد لكي وصول الطلبية
- حسنا هذا افضل شكرا لك
- دوني عندك 364328655
- دونته شكرا لك مع السلامة
- مع السلامة
وبعد اسبوع اتصلت مينا لتؤكد وصول الطلبية وبالفعل وصلت
وعندما جاءت كانت هيلين قد احضرت انواع مختلفة من الفساتين كبيرة المقاس وطلبت من مينا الاختيار
وهذه المرة اجتذبت هيلين مختلف انواع الحديث مع سامي ريثما تقتني مينا الفستان واخيرا استقرت على احدهم
وبعد يومين وردها اتصال من سامي طلب منها مقابلتها وذهبت بفرح
-انا اسف لمخابرتك ولكني اوجه مشكله في التفاهم مع مينا واظن ان الفتيات يعرفن تفكيرهن افضل من الفتيان
-لامشكلة معك حق
وهكذا تبادلا اطراف الحديث عن مينا وعصبيتها الزائدة ومزاجها المتغير
ثم استمرت الاتصالات بينهم وكانوا يتحدثون اغلب الحديث عن مينا وعن مواضيع عامة
**
كانت هيلين جالسة تهيم بتأملاتها عندما قطع تفكيرها جرس الباب
- سارااا !!!!!
- هيلين حبيبتي اشتقت اليك كثيرا
- وانا اكثر
وتبادلا العناق الحار وبعد دخول سارا أوضحت انها جاءت لزيارتها وستبقى معها مدة غير محددة من الزمن .
وذات يوم جلسن يتناولن العشاء فتحدثت سارا فجأة
- اسمعيني هيلين الا تظنين ان الوقت قد حان لارتباطك ، انتي الان في 32 ومازلت عزباء
انظريني انا متزوجة منذ ان كنت في 27 والحمدلله جدا سعيدة ومرتاحة مع داني كما اننا الان نفكر في انجاب الاطفال .
- حقا خبر سعيد جدا
- والان ؟
- ماذا !!!
- بشأن ما قلت
- حسنا انتي تعرفين انا لا اعارض فكرة الزواج وانما لم اجد الشخص المناسب
- اجل ( بحماس)
في الحقيقة كيف اقولها انا جئت ليس فقط لرؤيتك لقد تعرفت على احدهم انه لطيف ومناسب جدا وفكرت ربما اساعدك في اختيار شريك فأنتي دائما ما تجدين حبك الخاطئ ولهذا بقيت عزباء حتى الان
- ماذا كيف تفكرين هكذا ( بغضب)
- كفى هيلين لابأس من المحاولة فربما نهايتها سعيدة ، ارجوك فقط حاولي رؤيته
- حسنا حسنا سأحاول ( بتملل)
- اسمه ادم وهو هادئ وظريف ومحبوب ايضا
- لقد قلت ذلك من قبل
- اعلم لكنه فعلا كذلك
**
بعد عدة ايام كانت هيلين تجلس بأنزعاج واضح في مطعم تنتظر قدوم ادم
و فجأة وقف رجل كث اللحية غير مرتب الثياب
( مبهذل )
- انسة هيلين
- نعم
- تشرفنا انا ادم
" يااللهي انه لايشبه سامي بأي شئ من الجيد اني لم ابني احلاما وردية " فكرت مع نفسها
وفي البيت جلست سارا منتظرة هيلين بأحر من الجمر وعندما وصلت
- اذن
- ماذا
- بسرعة تكلمي كيف كان لقائكم لابد انك اعجبت بأدم كثيرا
- كلا البتة
- لما !!!!
- حسنا ان لحيته كثيفة وملابسه مبهذلة ماذا اقول اكثر منظره فظيع للغاية
- ماذا!! ياله من تعليل غبي اقول لك شخصيته اهم شئ تكون مناسبة لك ، اما لحيته يقصها وملابسه بأمكانك ان تختارين الملابس التي تعجبك وسيلبسها انا افعل ذلك مع داني
- لا تحاولين قلت لا وانتهى الأمر
**
وفي العشاء جلسا الاثنان بصمت ورن الموبايل فجاة نظرت هيلين لهاتفها ابتسمت بعمق ثم وضعته قائلة
- انه ليس شيئا مهما سأرد بعد العشاء
- حقا من كان (قالت سارا بعد ان لاحظت ابتسامتها)
- اممممم حسنا القصة طويلة
- اخبريني انا استمع
- قبل شهر جاءت فتاة مع خطيبها من اجل اختيار الفستان وكانت الفتاة بدينة جدا ..............
وهكذا روت لها التفاصيل بدقة
- حسنا ثم ماذا
- ماذا تقصدين
- قلتي انها اختارت الفستان وانتهى الامر لما لايزال الشاب يهاتفك
- لاشئ مجرد اصدقاء
- هل هو السبب لرفضك ادم
- كلا بالتأكيد
- بل هو السبب ياأللهي انه خاطب يا هيلين الاترين الامر بوضوح
- لربما غير رأيه بعدما رأى انه يوجد افضل منها
- كلا ولن يغيير رأيه اتعلمين انهما امران لاثالث لهما وكلاهما سيئ
الاول انه يخدع الفتيات الغبييات امثالك يصادقهن فترة من الزمن ثم يتركهن وحتى خطب تلك الفتاة لابد انه احبها بصدق ولن يتركها مطلقا
والثاني انه ايضا يخدع الفتيات ثم يخطبهن وبعد فترة يتركهن ليخطب غيرهن واذا ترك تلك الفتاة وتقدم لك فسيتركك بالتاكيد ليخطب غيرك
ارجوك هيلين فكري بشأن ادم ثانية
- لا استطيع ارجوك فقط كفي عن الإلحاح
**
وذات يوم طلبها سامي لاجل اختيار هدية لفتاة لم يذكر اسمها وانه يود ان يقدمها بعيد رأس السنة ففرحت وظنت انها لها واختارت عقدا جميلا
وبعد شهران دخل ادم لمحل التألق ولكن بصحبة فتاة
حيته هيلين
- ادم !!!!!!
- هيلين !!!!!
- ارى ان معك صحبة ؟!!
- اجل نسيت اعرفك ، خطيبتي مايا
مايا هيلين زميلة قديمة
- تشرفنا
- تشرفنا
واضاف ادم
- في الحقيقة جئنا لاختيار فستان ملائم لمايا
- اجل اجل بالطبع تفضلي مايا لاريك الفساتين
**
اقتربت رأس السنة الميلادية
وقبل يوم من العيد خابرها سامي وعندما ذهبت نظر اليها بجدية قائلا
- هنالك امر مهم جدا علي ان اخبرك به
- اعلم وانا ايضا معجبة بك بشدة
- ولكني اردت ان اقول لكي أنني قررت ان يكون زفافنا غدا في عيد السنة الميلادية سيكون يوم مميز واردت دعوتك لحضوره
- ولكن !!!!!! ولكن مينا عصبية ومتغيرة المزاج كما انها بدينة جدا
- اعلم انا اسف هيلين ولكني احب مينا حقا
- والهدية
- انها لها
**
عادت هيلين والصدمة واضحة عليها وعندما رأتها سارا سألتها عن الامر
- سارا س س سوف يتزوج غدا
- من االشاب الخاطب
- نعم سامي هيهيهيهييييي
سيتزوج مينا
- من مينا
- خطيبته انه يحبها
- بالتأكيد يحبها الم يخطبها
اخبرتك ولم تصدقيني
على كل تعالي الى هنا فأنا معك ولن اتركك
احتضنتها سارة واخذت تواسيها
**
وفي رأس السنة الميلادية كان الاسوء على هيلين وقفت مع سارا في الكنيسة بعد ان اصرت على المجئ لتشهد زواج سامي من مينا التي بدت مع مكياجها الخفيف وفستانها الرائع الذي اختارته لها هي كتفاحة متوردة ومتلئلئة
اكيد وبعد انتهاء الكاهن من مراسيم الزفاف وتلبيس الخواتم قام سامي باخراج العقد وتلبيسه لمينا فبدت رقبتها الببضاء مع العقد كقمر مضئ
بينما كانت دموع هيلين تتساقط بغزارة
- كان يجب ان اكون انا مكانها
**
وبعد اسبوع رن جرس الباب وعندما فتحته وجدت شابا وسيما يرتدي بذلة رسمية
وحياها باسمها فأستغربت كما كان صوته مألوفا واستغرقت دقائق لتعرفه
كان ادم ادخلته وبعد ان حيا سارا جلس واخذ نفسا
ثم قال ببهجة
- جئت لادعوكم لحفل زفافي الاحد المقبل
- الاحد المقبل !
كلتاهما صاحتا وفي الوقت نفسه
وبعد خروجه صرخت هيلين
- يااللهي سارا هل رأيتي كم كان وسيما لم اعرفه بالبداية أنه حليق اللحية كما أن ملابسه مرتبة للغاية
- من المؤسف لقد ضيعتي فرصة من بين ايديك لقد كان جوهرة بحق واضعتيها بغبائك
- ولكن ولكن الا يمكن أن تكلميه ليترك خطيبته ويعود الي
- دعي عنك هذا الغباء اما زلت مصرة على غبائك لم ارى شخصا يكرر الخطأ ذاته مرارا وتكرارا
من يترك خطيبته سامي ام ادم
- كفى سارا لاتسخرين مني
**
وفي الاحد كانت هيلين وسارا في الكنيسية
واخذ الكاهن يتلو كلماته بينما اخذت الدموع بالانهيار من عيني هيلين بغزارة
- كفي عن البكاء وكأنه ينفعك
- لا استطيع كان يجب ان اكون انا مكانها
- هذه المرة الثانية التي اسمعها منك هذا الشهر
على كل انا سأذهب غدا
- الى اين
- سأعود لبيتي لقد تأخرت على داني بما فيه الكفاية اردت ان اغيرك لكن لا فائدة منكي
.
.
.
لطالما كانت فاشلة في اختيار الشخص المناسب
ووقعت في الخطأ ذاته
فقد احبت الشخص الغير مناسب في الوقت الغير مناسب
واضاعت الشخص المناسب في الوقت الغير مناسب
- النهاية -
عدد الكلمات / اقل من 1400
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top