16 - استرجاع الضحك( بهجتي الصغيرة )
في صبيحة يوم مشمس تم ولادة طفلة جميلة ناصعة البياض لاسرة قروية متعلمة
اسمي زينة وانا البنت الثالثة من اصل ثمانية اخوان
ابي يعمل قاضيا واخي الكبير قُبل في كلية الطب اما اختي التي تليه فهي متزوجة بعمر 15 وزوجها جعلها تترك الدراسة
نعم فعائلتنا ورغم كونها متعلمة الاانها تبقى قروية حيث ظلم المرأة واعتبارها مجرد اداة لخدمة الرجل هذه عائلتي حيث الضحك ممنوع فيه للاناث ويجب عليهن خدمة الرجال من دون اي اعتراض .
انا الان في الصف الثاني متوسط فقد سمح لي ابي باكمال دراستي المتوسطة لكن اخي الكبير كان معترضا على دراستي ، ورغم كون عائلتي قروية الااني كنت ذاشخصية قوية ومغرورة بعض الشئ وقررت ان ارسم طريقي وان اكمل دراستي وافعل ما اريد
طبعا اخي الكبير لم يكن راضيا عني مطلقا وكان دائم الضرب لي لكني لم اهتم يجب علي ان اتحرر من القيود كلها التي وضعها مجتمعنا علي
وكانت زوجة اخي ( نسيت ان اخبركم ان اخي متزوج منذ ان كان في الصف الرابع اعدادي)
كانت زوجة اخي شديدة الغيرة مني رغم انها ابنة عمي ربما لانها لم تكمل حتى دراستها الابتدائية كما انها اقل جمالا مني ، وكانت دائما ماتحيل اخي لضربي وانا ايضا لم اكن احبها ...
في هذه السنة تم نقل ابي الى المدينة للعمل هناك بدلا القرية واضطررنا الانتقال للعيش في المدينة وبعد سنتان اكملت دراستي المتوسطة وانتقلت للمرحلة الاعدادية لكن ابي أبدى تحفظا من دراستي وبدا وكأنه ينوي جعلي أترك المدرسة وامي كانت تقنعه بان اكملها وبالفعل اكملت الرابع اعدادي
ثم حدث ان جاء بيت عمي لزيارة ابنتهم لكن فيما بعد علمت ان هنالك سببا اخر للزيارة الا وهو خطبتي لابنهم اللذي يكبرني بأربع سنوات .
امي اشترطت دراستي وبيت عمي وافقوا على الفور عندما علمت لم اكن راضية طبعا فأنا عمري 16 سنة لكن امي أخبرتني انه مادام ابي موافقا فرضاي ليس مهما واخبرتني انها اشترطت عليهم اكمال دراستي وأنهم لايمانعون
حسنا فرحت بعض الشئ على الاقل سأكمل دراستي
تزوجت وعدت الى قريتي ومسقط رأسي لكن بصحبة زوجي وليس عائلتي
فيما بعد اتضح ان زوجي لا يختلف كثيرا عن اخي الكبير ولم يكن راضيا لدراستي وكان يريدني ان اترك المدرسة لكني اصريت على الدراسة وواظبت على أعمالي المنزلية وواجباتي الزوجية دون اي ملل وكلل
وقبل النوم بنصف ساعة كنت ادرس واجباتي المدرسية
طبعا ذلك لم يؤثر في دراستي ودرجاتي لم تنخفض عن المئة مطلقا
وبعد مدة قصيرة تبين اني حامل وقد شاء الله ان يحفظ لي جنيني رغم الاعمال الشاقة والدوام في المدرسة
اكملت دراستي للسنة الثانية في المرحلة الاعدادية ( الخامس اعدادي ) مع حملي لكني لم اتأثر كثيرا
وبعد تسع اشهر جاءت صغيرتي الجميلة وكم كانت فرحتي كبيرة انها المرة الاولى التي اشعر بها بالفرح منذ زواجي وحتى الان
لكن الاقدار ترفض ان اضحك للدنيا فبعد شهرين من ولادتي تلقيت خبر وفاة والدي
وكانت صدمة كبيرة جدا لي حيث مرضت بشدة وانقطعت عن الدوام لشهر كامل فقد كان ابي السند الوحيد لي الذي استند عليه وبرحيله لن يكون لي اي كرامة واين اجدها مع زوجي وامه التي تقرأ برأسه ام مع اخي وزوجته
وبالفعل وكما هو متوقع فقد تغير زوجي بل تغيرا جذريا نحو الاسوء اصبح يحاسبني على اقل شئ ويتهمني بالتقصير بواجباتي الزوجية والمنزلية وبل وامتدد الامر الى الضرب ويتعلل بأن المدرسة تلهيني عن واجباتي لكني اصريت على دراستي فقد كانت سنتي الاخيرة بالمدرسة وكنت جدا متفوقة
وذات يوم .... لم يكن مجرد يوم بل كان مشؤوما للغاية عدت من مدرستي كلعادة وانهيت تنظيف البيت كله وطبخت على احسن وجه وأتصلت به لأرى متى يعود للمنزل فأخبرني بانه سيتأخر
لم يكن لدي ما افعله فقررت ان ادرس قليلا فقد كان لدي اختبار غدا وبشروعي بالدراسة استيقظت صغيرتي من النوم فاحضرتها قربي وتابعت دراستي وهنا رأتني حماتي وطلبت ان اعطيها الطفلة للمساعدة ريثما اكمل دراستي
ففرحت واعطيتها لها وليتني لم افعل فبمجرد دخول زوجي البيت ورؤيته للطفلة مع والدته ثم دخل الغرفة فوجدني ادرس استشاط غضبا واخذ باللعن والسب وكيف اني في سبيل دراستي اهمل طفلتي واتعب والدته المسنه معها ثم تطور الامر الى الضرب بل الضرب المبرح وبعد ان فرغ طاقته وغضبه علي اخذني لكي يرميني على اهلي وعندما اردت اخذ طفلتي معي منعني واخذها مني قائلا اني لا أستحق ان اكون أما
ثم رماني امام بيت اهلي وعند دخولي مع الكدمات التي تملئ جسمي والالام المبرحة التي اشعر بها استقبلتني امي واحتضنتي وسألتني عن السبب لكن زوجة اخي اسرعت لتخبر اخي الله اعلم ماالذي اضافته
جاء اخي مسرعا وعيونه تشع شرا وبدل ان يكون اخي سندي بعد والدي اتهمني باني جلبت العار للعائلة ثم اخذ يسبني ويشتمني ويضربني حتى فقدت وعيي ثم اصطحبوني للمشفى ممددة لا اقدر على تحريك عظمة واحدة وماكان بإمكاني قول شيء فهو وللأسف اخي بالنهاية
بعد اسبوع سمعت بأن ابنتي صغيرتي مريضة جدا فهي لاتزال رضيعة وبحاجة لعنايتي عندها اسرعت الى المشفى لأرها
طفلتي بهجتي الصغيرة سأنسى كل شي من اجلك لن اتركك بعد الان وسأجاهد لكي تكون حياتك ليست كحياة امك وسأجعل للضحك في حياتك مكانا
يا بهجتي الغيرة يا طفلتي
- النهاية -
للاسف هذه القصة احداثها واقعية من الريف العراقي وندعو الله ان يرفع الظلم عن المرأة القروية اسوة باختها المدنية 😭😭😭
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top