The End
Start
"إلي اللقاء"
هانييل لوّحت بإبتسامة إلي زُملائها بالعمل بينما تودعهم ثم التفتت كي تتجه إلي سيارتها
لكن علي الجانب الآخر هي لمحت جونغ إن يجلس بسيارته بينما ينظر نحوها
قلبها اضطرب حين رأته... كانت المرة الأولي منذ انفصلا
لكن هو لم يتقدم منها، و هي تجاهلته لتصعد إلي سيارتها مُغادرة إلي المنزل الصغير الذي تمكث به حالياً
___________
بأحد الفنادق الفخمة حيث سيُقام بقاعته حفل زفاف الإبن الثاني لعائلة دو مع الإبنة الثانية لعائلة جيون
كيونغسو سحب نفساً عميقاً و هو يتقدم من غُرفة مين هاي ثم طرق الباب و انتظر قليلاً حتي فُتح الباب بواسطة أختها الكُبري
تقدم من مين هاي التي لم تبدو سعيدة بهذا الزفاف تماماً مثله ثم وقف أمامها حيث كانت تجلس علي كُرسي ما أمام طاولة التزيين
"هل يُمكنني التحدث معها؟"
نبس بهدوء و هو ينظر إلي مين هاي يصنع معها تواصلاً بصرياً فأشارت إلي أختها دون أن تلتفت نحوها ليخرج الجميع من الغرفة تاركين كيونغسو معها وحده
"ماذا تُريد؟"
"لقد فكرت بالأمر كثيراً"
همس بهدوء ليعدل نظارته بسبابته بينما هي همهمت بعدم فهم
" عليكِ رفض هذا الزواج"
نظرت إليه بهدوء لبعض الوقت قبل أن تنفجر ضاحكة
"نعم، هذا مُضحك للغاية"
لكن نظرات كيونغسو الجدية لم تختفي أو حتي تهتز
"لقد أردتِ الإنتقام مني لشيئ لم أكن أنا المُخطئ به.. و سويون كانت مُحقة، حبيبك السابق كان يستحق فتاة أفضل "
"كيونغسو"
صرخت به بغضب ليهز رأسه إلي الجانبين
"لا... لن أصمت لمجرد صراخك بوجهي و هذا الزفاف لن يتم، أنا أمنحك فرصة لأن الصحافة ستنقل جميع أخبار الزفاف لذا سأكون جيداً حتي اللحظة الأخيرة و أسمح إليكِ أنتِ برفضي، لأنه إذا رأي حبيبك السابق الأخبار فستكونين مثيرة للشفقة بنظره كما أن الجميع سيتحدث عنكِ كالفتاة التي تم هجرها بيوم زفافها ... لذا ارفضي هذا الزواج"
"لن أفعل "
صرخت به بصوت مُهتز ليرفع كتفيه ثم ابتلع ريقه
" هذا الفارق بين مشاعري و مشاعرك... أنتِ رغم عدم رغبتك بعقد خُطبتنا إلا أنكِ لم تتجرأي علي الرفض و ألقيتي اللوم عليّ بينما بالحقيقة أنتِ من كُنتِ جبانة و ضعيفة، مشاعرك لم تكن عميقة كما تظنين.. "
ابتسم بتصنع ليميل نحوها قليلاً ثم هسهس من بين أسنانه
"لكن أنا مُستعد للرفض، لذا ارفضي من أجل كرامتك أو سأرفضك أنا و لن أندم علي فعل ذلك "
خرج بعدها من الغُرفة بخطوات سريعة لينتظرها بالأسفل حيث من المفترض أن يستلمها من والدها
وقف بمكانه بتوتر، خائف؟ هذه كلمة بسيطة لما يشعر به الآن
لكنه علي الأقل راضٍ عن نفسه و عن ما يفعله
التفت برأسه ينظر جانباً حيث كانت تتقدم بكرسي متحرك مع والدها حتي وقفا أمامه
رأسها كان مُنخفضاً بعبوس و بكاء صامت لم يلحظه أي من المتواجدين
مراسم الزفاف بدأت و كيونغسو سمع السؤال الموجه إليه لينظر إلي مين هاي لبعض الوقت ثم فرق بين شفتيه يُعطي إجابته فأسرعت تُمسك بيده لتجذبه نحوها ما جعل عينيه تتسعان بخفة
" مين هاي.."
همس بتفاجؤ حين رأي عينيها الباكيتين فهمست بخفوت
"ارفض أنت"
"ماذا؟"
أمال برأسه بإستغراب فرفعت كتفيها بشهقة مكتومة
" كنت و لازلت جبانة، حتي و ان لم أكن كذلك فأنا أريده أن يراني مُثيرة للشفقة، أنا أستحق ذلك.. لذا ارفضني أنت، رجاءً"
همست بضعف ليستقيم كيونغسو بجذعه و هو ينظر إليها بتردد ثم تنهد مُعطياً إجابته بصوتٍ مسموع
"أنا أرفض هذا الزواج"
مين هاي ابتسمت بإنكسار بينما أصوات الشهقات تعالت و معها همس مُزعج فتراجع كيونغسو بظهره و انحني بخفة إلي مين هاي قبل أن يلتفت كي يُغادر
" إلي أين تظن نفسك ذاهباً؟"
والده اعترض طريقه يُهسهس بحدة فانحني إليه كيونغسو قائلاً بجدية
"شكراً لك علي كل شيئ فعلته لي سيد دو، علي الرغم من أنك لم تفعل شيئاً أردته أو حتي شيئاً أسعدني لكنني شاكر إليك ..."
كيونغسو بلل شفتيه ليقترب من والده ثم أكمل
" أعتقد أنني لن أتمكن من فعل ذلك بعد الآن.. أقصد محاولة جعلك تُعاملني كفرد من العائلة، إذا لم تفعل ذلك و أنت راضٍ بذلك فلا داعي لمحاولاتي الفاشلة... ظننت أنك ستُعاملني جيداً يوماً ما لكنك لا تستحق محاولاتي هذه فبعد كل شيئ أنت تُحمّلني ذنب شهواتك التي لم تتحكم بها لتقيم علاقة مع خادمتك و تُنجبني ... "
" إذا خرجت من هذه القاعة قبل انتهاء الزفاف فلن تكون فرداً من عائلتي بعد الآن.. عد إلي مكانك "
والده هسهس بحدة ليبتسم كيونغسو ثم رفع كتفيه بلا مُبالاة
" الزفاف انتهي بالفعل...و أنا لم أعد أريد أن أكون فرداً من هذه العائلة لأنني لم أكن جزءاً منها يوماً "
تخطي والده كي يُغادر فوقف بوجهه والد مين هاي ليتنهد كيونغسو
" إلي أين تظن نفسك ذاهباً؟ "
"لقد أخبرت السيد دو بالإجابة فلتسأله لأنني لن أعيد حديثي مرة أخري "
ربت علي كتفه بينما يتخطاه هو الآخر ثم بقهقهة عالية استدار نحوهم ليقول بصوتٍ عالٍ بينما يتراجع بخطواته إلي الخلف غير مهتم لتلك النظرات التي يرمقه بها الجميع
" لتعتبروا هذه الفضيحة انتقاماً علي جرحكم لمشاعر حبيبتي "
لوّح لهم بإبتسامة مُتسعة مُدركاً أنه الآن بنظر الجميع ليس سوي مجنون لكنه لا يهتم فبرأيه هو للتو عاد لعقله
سحب نفساً عميقاً ثم زفره براحة بمجرد أن خرج من الفندق بأكمله لينظر حوله و كأنه تحرر من سجنه للتو
و في الواقع هذه حقيقة الأمر... كيونغسو لتوه تحرر من سجنه
"أمسكوا به"
التفت ينظر إلي مصدر الصوت فوجده السيد جيون يُشير نحوه من بعيد بينما حُراسه ركضوا نحو كيونغسو فاتسعت عينيه ليركض سريعاً كي يهرب منهم ثم أوقف سيارة أجرة علي عجل و أشار إليه بالذهاب
لو أنه تأخر لحظة لأمسكوا به فهو سمع صوت أيديهم التي ارتطمت بسيارة الأجرة من الخلف محاولين إيقافها
" هل أنت لص؟"
سائق الأجرة قهقه مُمازحاً إياه فانفجر كيونغسو ضاحكاً ليقول بينما يلتقط أنفاسه
"لا، بل عريس هارب من زفافه"
"أوه"
السائق رفع حاجبيه بتفاجؤ ليُهمهم كيونغسو ثم التفت ينظر إلي النافذة بجانبه بينما يُخبره بالعنوان الذي يجب عليه أن يتجه إليه
"هل يُمكنك انتظاري هنا حتي أُحضّر لك المال؟ لقد هربت بدون شيئ"
ضحك نهاية حديثه كشخص ثمل، و السائق أومأ إليه بإبتسامة بسيطة فتقدم كيونغسو بخطوات مُترنحة من منزل سويون ليدق الجرس
من يراه بهيئته تلك قد يظنه شخصاً ثملاً لكنه في الواقع ليس سوي شخص مازال تحت تأثير الصدمة من تصرفاته
كيونغسو كان سعيداً حد الثمالة
" كيونغسو!"
مينسوك عينيه اتسعتا ليلتفت ينظر إلي سويون التي تجلس علي الأرض بغرفة المعيشة تبكي كما تفعل بالعادة ثم أعاد نظراته إلي الرجل ذو الهيئة المُبعثرة أمامه
"أعتذر لكن سيارة الأجرة بالخارج.. هل يُمكنك أن تُعطي السائق حسابه؟"
كيونغسو حك كفيه سوياً بينما يتحدث بإحراج لينظر إليه مينسوك بإستغراب حتي استوعب الأمر
"اااه... بالطبع ،انتظر قليلاً"
هتف بتلعثم ليتجه إلي غرفته بخطوات سريعة كي يُحضر الأموال ثم عاد إلي الخارج كي يُحاسب سيارة الأجرة
" تفضل بالدخول "
مينسوك أشار إلي كيونغسو نحو الداخل بينما يتقدم منه حتي تخطاه ليدخل هو أولاً ثم خلفه كيونغسو المتوتر
"مُعلمي"
ميني صرخ بحماس حين رأي كيونغسو ليركض نحوه بإبتسامة مُتسعة بينما سويون التي كانت تضم قدميها إلي صدرها و تدفن وجهها بين قدميها رفعت عينيها سريعاً لتنظر إليه
"ماذا تفعل هنا؟ أخبرتك أنني لا أريد رؤيتك"
صرخت به بإنفعال ثم دفنت وجهها مُجدداً بين قدميها و انفجرت باكية ليبتلع كيونغسو ريقه بصعوبة و التفت ينظر إلي مينسوك بتوتر
" ميني أخبر جدتك أن تُكمل معك تلوين اللوحة"
"لكن جدتي نائمة"
ميني أمال برأسه بإستغراب فتنهد مينسوك بينما يسحب الصغير نحوه ليدفعه بخفة تجاه غرفة والدته
"إذاً أيقظها ولا تخرج من الغرفة حتي أسمح إليك بذلك "
ميني حرك عينيه المُتسعتين بحركة دائرية ثم قهقه بخبث طفولي و هو يسير نحو غرفة جدته كونه اكتشف أنه ذكي و فهم أن والده يريد أن يتحدث بأمور الكبار مع عمته و مُعلمه
ذكي للغاية!
مينسوك راقب الصغير حتي دخل غُرفة جدته و أغلق الباب خلفه ليُعيد عينيه نحو كيونغسو هامساً بخفوت
" ألم يكن زفافك اليوم؟"
"لقد هربت"
كيونغسو أجابه بهدوء فـ فغر فاه مينسوك بـ' ااه ' خافته ثم أومأ بتفهم قبل أن يُشير بعينيه نحو سويون التي تجلس أرضاً ليتقدم منها الآخر بتردد
"سويون"
كيونغسو همس بإسمها بعدما اقترب ليجلس علي ركبتيه أمامها فتجاهلته
" لقد رفضت الزواج من مين هاي "
ابتسم حين انخفض صوت بكائها قليلاً ثم أكمل
" و أيضاً أخبرت أبي أنني لا أريد أن أكون جزءاً من عائلته بعد اليوم"
رفعت رأسها ببطئ حتي ظهرت عينيها الدامعتين فقط لتنظر إليه
" و حراس والد مين هاي كادوا يُمسكون بي"
ضحك بخفة لترفع رأسها قليلاً و همست بعبوس بينما تتكئ بذقنها فوق قدميها
" أنا أكرهك.. لقد تركتهم يسخرون مني "
ضم شفتيه بينما يُهمهم إليها بعبوس ثم اقترب منها قليلاً ليحتضن وجنتيها بكفيه بينما إبهاميه تحركا بلطف يمسحان دموعها
" أعلم أنني خيّبت ظنك بي لكنني أخبرتك من قبل أنني لطالما مُنعت من كل ما أحبه"
"لكنني لسه قيثارتك التي تُظهرها نادراً و تُخفيها طوال الوقت لأنك خائف"
قاطعته بصوتٍ مُختنق ليومئ برأسه
"أعرف هذا..و لذلك أنا رفضت الزواج من مين هاي و تركت والدي، لا يُمكنني استبدالك بأي إمرأة أخري أو حتي التضحية بكِ لأجل أي شخص آخر و إن كان أبي "
مينسوك ابتسم بإتساع مُعجباً بما قاله كيونغسو بينما سويون عبست أكثر و أخفضت عينيها
"أهذه كذبة أخري؟"
كيونغسو ضحك ليهز رأسه نافياً
" أعتقد أن الأخبار انتشرت بالفعل... كان هناك العديد من الصحفيين لذا الفضيحة ستنتشر بلا شك، لكن... "
أمال برأسه نحوها نهاية حديثه فرفعت عينيها نحوه لتتسع ابتسامته و أكمل مُمازحاً إياها
"لا تتفاجئي حين ترين الخبر كاملاً حيث أخبرت الجميع بوضوح أن هذه الفضيحة انتقاماً لما فعلوه بحبيبتي "
استنشقت ماء أنفها و لوت شفتيها بإبتسامة تحاول إخفائها
" هل فعلت هذا؟"
همهم بينما يومئ برأسه فضحكت بخجل ثم رفعت يديها كي تمسح دموعها ليدفعها بلطف و تولي هذه المُهمة
" ماذا سيحدث بعد هذه الفضيحة؟ ألن يحاولوا إيذائك؟ "
سألته بقلق ليرفع كتفيه بعدم اهتمام
"لا أظن ذلك.. سوف ينشغلون بمشاكلهم، مشكلة كهذه ستتسبب بإنخفاض سعر الأسهم بالشركات و كذلك ستحدث مشكلة بين عائلتي دو و جيون و ربما تنقطع علاقتهما ... لا أعرف لكن بالنهاية هم سينشغلون بمشاكلهم و ينسون أمري "
همهمت بتفهم ثم أشارت إليه هو و أخيها بتحذير
" إذا شحذوا بالشوارع لا تُفكروا بمساعدتهم، هل تفهمون ذلك؟ "
كلاهما ضحك بصخب لتستنشق سويون ماء أنفها و عقدت ذراعيها إلي صدرها بينما تعتدل بجلستها
" الأمور لن تصل إلي هذه النقطة لكن كما تُريدين "
همس بلطف فأومأت سويون
"إذاً... هل توافقين علي الزواج مني بالرغم من أنني لن أكون قادراً علي إقامة حفل كبير؟ "
عينيها اتسعتا بلطافة لتنظر إلي مينسوك الذي يبتسم بخفة ثم أعادت عينيها نحو كيونغسو
" أقسم لو أخبرتني أننا سنتزوج غداً لن أمانع بأن يكون مجرد زواج بالمحكمة"
"سويون"
مينسوك عينيه اتسعتا بإحراج بينما كيونغسو ضحك بصخب و اقترب ليحتضنها
" إذا لم يُمانع مينسوك فسوف نتزوج بعد المسابقة مباشرةً.. أيضاً لن نتزوج بالمحكمة، سنُقيم حفلاً صغيراً بحضور عائلتك و أصدقائك "
تحدث بهدوء بينما يُربت علي رأسها من الخلف فتقدم مينسوك ليجلس علي الأريكة
"لا أُمانع ذلك بالطبع، و أيضاً أنت ستبقي هنا اليوم لنتحدث قليلاً "
كيونغسو ابتعد عن سويون ليلتفت نحو مينسوك مومئاً إليه بالموافقة
__________
رافي تمطي بنعاس و هو يتقدم من باب منزله حين أيقظه صوت الجرس ليفتح الباب بكسل ثم تنهد حين رأي هايون تقف أمامه
" مرحباً رافي"
لوّحت إليه بإبتسامة متوترة فهمهم ببرود لتتحمحم متسائلة
"هل يُمكنني الدخول؟"
وضع يده سريعاً علي إطار الباب يمنعها من التقدم فنظرت إليه بإستغراب ليبتسم بتصنع ثم قال كاذباً
"لا يُمكنكِ ذلك فلدي ضيوف بالداخل"
"أوه.. فهمت"
همست لتومئ بتفهم ثم حركت عينيها بالأرجاء دون حديث فزفر رافي بنفاذ صبر
"ما الذي أتي بكِ إلي هنا بهذا الوقت؟"
ابتلعت ريقها لتُعيد عينيها نحوه قائلة بتردد
"أتيت للإطمئنان عليك"
"أنا بخير شكراً لسؤالك "
تحرك ليُغلق الباب فدفعته سريعاً بينما تقول بتوتر
"أتيت لطلب فرصة أخري"
فتح الباب قليلاً لينظر إليها بهدوء
"فرصة؟ معي؟"
أومأت بإبتسامة فضحك رافي بخفة
" لقد حصلتي عليها بالفعل، كنت ثملاً لكنكِ استغليتي مشاعري و بالرغم من ذلك لم ترغبي ببداية جديدة معي بل ركضتي خلف كاي مُجدداً"
"أنا كنت غبية، آسفة لأنني أدركت قيمتك مُتأخرة"
تنهدت بعبوس لتُمسد جبينها بتوتر فهز رافي رأسه إلي الجانبين
"ليس لي دخل بهذا.. مشاعري أنا سأتعامل معها جيداً لكنني لست بديلاً لأحد و لن أسمح أن يتم استغلالي بسبب مشاعري النقية... علاقتنا انتهت هايون حتي صداقتنا لم تعد ذات قيمة "
حاولت التحدث مُجدداً لكن رافي أغلق باب المنزل بعنف غير آبه إذا تسبب بأذيتها
هو قرر بداية جديدة بالفعل لكن بعيداً عنها، و هي كانت سيئة للدرجة التي جعلته يتقزز منها رغم وجود بقايا مشاعر بداخله نحوها
___________
جونغ إن سحب نفساً عميقاً و هو يقف أمام الكُشك الذي ذكرته هانييل سابقاً
حتي البارحة فقط كان مُقتنعاً أن هانييل مُخطئة و أنه لن يعود إليها حتي و إن ترجته لكن ما إن رأي تاريخ اليوم... اليوم الأول بالشهر الجديد
هو ركض إلي هنا... لا موعد مُحدد تم وضعه لذا كل ما فعله كان الإنتظار
أشخاص مختلفين يمرون عليه طوال اليوم، ثم الشمس غربت تدريجياً و الليل قد حل
تم إغلاق الكُشك و مدينة الملاهي أوشكت علي أن تُغلق و قد تم تحذيره مرتين بالفعل بواسطة الحراس لكنه بكل مرة يطلب أن ينتظروا
"سيدي نحن نعتذر لكن لا يُمكننا الإنتظار أكثر"
وقف أمامه حارسين يطلبان منه الرحيل فوقف من مكانه لينظر من حوله يتأكد من عدم حضورها ثم تنهد ليومئ إليهما
خرج من هناك بخطوات مُتباطئة خشية أن تأتي بأي وقت ولا تجده.. هي من وضعت هذا الاتفاق بينهما لكنها بالرغم من ذلك لم تأتي
تنهد بضيق حين خرج من البوابة ليرفع رأسه فاتسعت عينيه تدريجياً حين رأي سيارتها تقف أمام خاصته ليركض نحوها بلهفة يبتسم
"هانييل"
طرق علي النافذة لتستفيق من شرودها ثم حركت رأسها جانباً تنظر إليه بهدوء قبل أن تخرج من السيارة
"لقد أتيتِ"
همهمت ببرود و انحنت تُخرج بعض الأوراق من الدرج المتواجد بالسيارة ثم اعتدلت بوقفتها لتُغلق الباب قائلة
"وصية أبي الحقيقية كانت أن تتكفل بدراستي حتي أنتهي و إذا أردت أن أدرس تخصصاً آخر عليك تولي ذلك.."
همهم و ابتلع ريقه بينما هانييل رفعت كتفيها
" لن أدرس تخصصاً آخر لذا أنت لم تعد مسؤولاً عن أي شيئ يتعلق بي، الجزء الآخر من الوصية كان يقول بأنك تحصل علي جميع مُمتلكات أبي عدا قطعة الأرض التي أردتها لمشروعك، هو سجلها بإسمي أنا.. "
رفعت يدها تناوله تلك الأوراق فعقد حاجبيه بإستغراب و مد يده يأخذها منها
" أعرف أنك فكرت أن أبي فعل هذا كي يُفسد حياتك لذا أنا تنازلت عن تلك الأرض لك لكن لدي طلب واحد فقط... اذهب إلي تلك المنطقة وحدك أولاً و ابحث عن الأسباب التي جعلت أبي يرفض منحك قطعة الأرض لأجل مشروعك ثم قرر هل ستكون أنانياً و تستغلها لصالح عملك أم تتركها كما هي مثلما فعل أبي "
" هانييل لقد اتفقنا علي... "
نبس بتنهيدة مُرهقة فهزت رأسها إلي الجانبين مُقاطعة إياه
" أنت لطالما ظننت أن أبي لا يثق بك لذا لا يُريدك أن تقوم بعمل آخر بعيداً عنه... لست آسفة لقول ذلك لكنك لطالما كنت غبياً جونغ إن"
قهقهت ساخرة لتعض علي شفتيها بينما تشيح بنظراتها بعيداً عنه
" لماذا سيرغب بأن تستلم أعماله و شركته التي اجتهد لجعلها رقم واحد إذا كان لا يثق بك؟...أبي لم يكن يثق بأحد سواك و لطالما كان فخوراً بأبسط ما تقوم به أنت لكنك كنت بارعاً في كسر قلب أكثر شخص أحبك بصدق"
جونغ إن ابتلع ريقه ليُخفض عينيه نحو الأوراق فتنهدت هانييل بينما تُعيد عينيها نحوه
" رافي أخبرني الحقيقة "
رفع رأسه نحوها سريعاً قائلاً بلهفة
" إذاً تعرفين أنني لم أقم بخيانتك؟ "
همهمت لتومئ بخفة فابتسم لكن سرعان ما تبددت ابتسامته حين همست
" لكنك كذبت عليّ، و أيضاً حصلت علي قطعة الأرض التي تُريدها و ستذهب الآن لتُفسد حياة الآخرين بأنانية كما كنت تفعل دائماً...أنا أحبك جونغ إن و هذه حقيقة لا أستطيع إنكارها لكنني لن أسمح لك أن تكسر قلبي كما فعلت بأبي، فكما أخبرتك.. أنت لطالما كنت بارعاً في كسر قلب الشخص الذي أحبك بصدق فكيف أثق بك؟.. ظننتك تغيرت لكننا عدنا إلي نُقطة الصفر.. جونغ إن الطفولي و اللطيف الذي أحببته لم يعد متواجداً و كل ما أراه أمامي هو جونغ إن الأناني و المغرور "
دفعته بخفة كي تفتح باب السيارة فأمسك بيدها سريعاً يمنعها عن ذلك
" لن أكسر قلبك...أنا أحبك حقاً، لم أحب أحداً من قبل كما أفعل الآن "
" هناك مُذكّرة يوميات بمكتب أبي بالشركة.. تيمين يعرف مكانها "
همست بخفوت ثم أكملت بينما تفتح باب السيارة
" إذا كنت تهتم فلتُضيع القليل من وقتك الثمين بقرائتها"
ابتسمت ساخرة تتذكر بكل مرة أخبر جده أنه لا يستحق وقته الثمين ثم صعدت إلي السيارة وغادرت تاركة جونغ إن يقف بمكانه ينظر إلي تلك الأوراق بشرود و أعين لامعة
____________
باليوم التالي..
كُلاً من سويون و هانييل كانتا تجلسان بحديقة منزل سولار و جونميون بينما النساء الثلاثة تتبادلن أطراف الحديث، جونميون كان بالداخل يقوم بتجهيز بعض الوجبات الخفيفة لأربعتهم
"إذاً كيف كان شهر العسل؟"
سويون هتفت بحماس بينما تحتضن كفيها أسفل ذقنها بحالمية فابتسمت سولار بخجل
"كان جيداً"
"الزواج رائع صحيح؟"
رقصت حاجبيها بخبث فضمت سولار شفتيها بإبتسامة خجولة بينما هانييل ضحكت بخفه
"سوهو شخص مُتفهّم، هادئ و لطيف هذا ما يجعلني أشعر بالراحة... كنت خائفة من أن لا أكون مُستعدة لتحمل المسؤلية و ربما لا يتحملني لكنه كان رائعاً كما أنه يُقدم بعض النصائح لي أثناء كتابة روايتي و يقرأ الكثير من الكُتب ليساعدني"
سولار نبست بهدوء و ابتسامتها المُحبة جعلت من ابتسامة هانييل تتسع بينما سويون كانت تصرخ بصوتٍ مكتوم
" هذا المُزعج يعرف كيف يكون رومانسياً "
هانييل و سولار ضحكتا بصخب بينما جونميون الذي كان يخرج حاملاً مع الأطعمة الخفيفة و العصائر قلب عينيه و هو ينضم إليهم ليضع ما بيديه فوق الطاولة أمامهم
"دعوني أخمن.. هذا المُزعج يكون أنا"
"ذكي للغاية"
سويون صفّقت بسخرية ليضرب رأسها قبل أن يجلس بجانب سولار ثم سحب كفها ليضع عليه قُبله رقيقه
"مُقزز"
سويون صرخت بإنزعاج و تكتفت بطفولية ليقلب جونميون شفتيه بعدم اهتمام ثم بدأ بوضع أكواب العصير أمامهم
" بالمُناسبة..."
سويون تحمحمت بصوتٍ عالٍ قبل أن تقف من مكانها لتُشابك كفيها معاً بينما تتحدث برسمية
"أتشرف بدعوة سيادتكم إلي المُسابقة الوطنية يوم الإثنين القادم حيث ابن أخي أحد الطلاب المُشاركين و مُعلمه الدائري اللطيف يـ..."
"اجلسي بينما تتحدثين"
جونميون قاطعها بسخرية فرمقته بحدة قبل أن ترتمي بمكانها و التفتت تُخرج الدعوات من حقيبتها
"تذكروا عدم إحضار هذا الرجل معكم "
أشارت نحو جونميون بتقزز فالتفتت إليها سولار
" لن أذهب بدون زوجي "
جونميون ابتسم ليُقبّل وجنة سولار بينما سويون قلبت عينيها بملل
"انتظروا حتي أتزوج فقط"
____________
يوم المُسابقة حيث اجتمع كيونغسو، مينسوك ، ميني و الأصدقاء بالمقهي - الذي اعتاد أربعتهم علي الالتقاء به - للإحتفال بفوز كيونغسو و ميني
جونميون كان يجلس بجانب سولار يُقابلهما كيونغسو و سويون بينما يترأس الطاولة مينسوك علي قدميه يجلس ميني، تُقابله هانييل التي كانت تجلس بهدوء علي عكس البقية الذين يتبادلون الأحاديث بصوتٍ عالٍ
" أليس كذلك؟ لطالما شككت بأنها تعرف شيئاً يُدعي الخجل "
جونميون سخر من سويون بضحكة صاخبه موافقاً حديث مينسوك و الذي قال أن أخته أحرجته كثيراً بينما يسرد عليهم ردة فعلها حين عرض عليها كيونغسو الزواج
"كيونغ"
انتحبت و أمالت برأسها نحوه بعبوس مُنتظرة أن يُدافع عنها فابتسم بينما يعدل نظارته بسبابته ثم نبس بجدية مُصطنعه
"هذا ظُلم... إنها تشعر بالخجل أحياناً"
"متي حدث ذلك؟"
جونميون سأله بعدم تصديق فرفع كيونغسو كتفيه
"لست واثقاً لكن أشعر بانني رأيتها تخجل من قبل"
انفجر جونميون ضاحكاً كما فعل مينسوك بينما سولار ضحكت بخفة فضربت سويون علي كتف كيونغسو ثم تكتفت بإنزعاج
"لا تُزعجوا عمتي "
ميني ضرب علي الطاولة بصرامة طفولية لتبتسم سويون بإتساع و هي تميل برأسها فوق كفها علي الطاولة أمامها
" أرأيتم؟ هذا الصغير هو أفضلكم "
" إذا..."
كيونغسو همس و اقترب بجذعه من الطاولة ليميل نحوها حتي ارتطمت أنفه بخاصتها ما جعل من عينيها تتسعان بخجل
"هو أفضل مني؟"
سويون همهمت بالنفي لتضم شفتيها بإبتسامة خجولة ثم عادت بظهرها إلي الخلف
"أوووه"
كلاً من مينسوك و جونميون هتفا معاً بإعجاب ليضحكا بعدها بينما صفّق جونميون بدرامية
"لا أصدق أنني رأيت سويون تخجل، كيونغسو أنت رائع"
هانييل تنهدت بحزن لتنظر إلي هاتفها الذي يهتز فوق الطاولة قبل أن تستأذن منهم و انسحبت بعيداً
"مرحباً تيمين"
أجابته بهدوء ليُقابلها ضحكة صاخبة من الجانب الآخر فعقدت حاجبيها بإستغراب
"لن تصدقي الأمر.. للتو دخلت مكتب جونغ إن و رأيته يبكي و هو يقرأ مُذكرة السيد كيم"
هز رأسه بعدم تصديق بينما يدخل المصعد لتضيق عقدة حاجبي هانييل أكثر
"جونغ إن استلم عمل جده منذ يومين، رافي قال بأنه رفض المشروع و ترك عمله بعدما تشاجر مع المُدير بسبب ذاك المشروع لكنه مُهدد بالسجن إذا لم يدفع غرامة كونه تسبب بالخسائر لمديره السابق "
هانييل شهقت بفزع فابتسم تيمين لذلك
"هل المبلغ ضخم؟"
"للأسف هو كذلك و جونغ إن لا يمتلك هذا المبلغ لكنه لا يبدو مُبالياً بالأمر... أنا سأقوم بتنظيم كل شيئ و أري إذا كان بمقدوري مساعدته من خزينة الشركة كي لا يضطر إلي بيع أي شيئ.. أعني كل شيئ ملك له بالنهاية"
رفع كتفيه نهاية حديثه ثم خرج من المصعد مُتجهاً إلي سيارته بينما يُكمل
" حين رأيته يبكي أردت أن أُخبرك، قد يبدو حدثاً تافهاً لكن لأنني أعرف جونغ إن جيداً أردت إخبارك أنه لا بد و أنه نادم... لقد نجحتي بمُهتمك هانييل "
همهمت بعبوس لتُغلق الخط بعدها ثم شهقت باكية و هي تضم قبضتها أمام شفتيها محاولة تمالك نفسها لكنها فشلت بذلك
جونميون حين لمحها من الداخل تبكي استأذن منهم ليخرج من المقهي ثم تقدم منها ليُربت علي كتفها هامساً
" أنتِ بخير؟ "
أومأت برأسها لتُغلق عينيها بقوة فتنهد قبل أن يحتضنها من الجانب مُربتاً علي كتفها بلطف
___________
جونغ إن pov
منذ ذلك اليوم و أشعر بشيئ بداخلي تم كسره
فقدت لذة كل ما أقوم به و حتي نجاحي، الأوراق كانت بين يداي و بنفسي تقدمت من المُدير أُخبره بذلك لكنني لم أكن سعيداً كما تخيلت
حاولت إقناع نفسي أنني سأكمل حياتي بدونها لكن لم أكذب علي نفسي؟
فكرت مراراً قبل أن أذهب حيث تلك المنطقة التي تقع بها قطعة الأرض ثم حينها أدركت أسباب جدي في عدم رغبته بإعطائي إياها
انزعجت من تلك الحقيقة و وضعت اللوم عليه لأنه لم يُخبرني بأسباب رفضه لإعطائي إياها.. فقط كما اعتدت أن أفعل إلي أن قرأت مُذكراته
أنا كنت... شخصاً سيئاً للغاية
لقد أوصلت جدي إلي مرحلة أنه خشي أن يُعبر عن مشاعره الحقيقية بسبب ردود فعلي الباردة و المُستفزة
لن أكذب فقد كرهت نفسي حين قرأت مُذكراته
المُضحك أنه كلما فعلت شيئاً سيئاً له و جرحت مشاعره أجد تبريراته تلحق بفعلتي
مُذكّراته لم تكن تحتوي علي شيئ سوي بعض الذكريات التي جمعتني معه.. قليلة و لكن جميعها جرحت مشاعره بها
تبريراته لي
و هناك صور لي منذ صغري و حتي وصلت إلي هذا العُمر ثم هُناك الكثير من الأشياء التي تمني أن يفعلها معي
و أنا كُنت سافلاً فلم أشعر بحاجته لي
انهرت باكياً و أنا أقرأ كلماته، صوته تردد بأذني و ابتسامته ظلت تمر أمام عيناي مع كل كلمة أقرأها
هانييل كانت مُحقة بشأني... أنا حقاً شخص أناني
بعد قراءة مُذكرات جدي كنت خجولاً من رؤية وجهها، يُمكنني تخيل كيف كانت تراني دائماً لذا أنا بجدية أشعر بالخجل منها
بصعوبة منعت نفسي من الظهور أمامها و انشغلت بأعمال جدي و من جانب آخر هناك تلك الغرامة التي فُرضت عليّ
لكنني لست نادماً... ربما كنت كذلك حينما خرجت من مكتب مديري السابق لكنني الآن أشعر بأنني أصبحت شخصاً طبيعياً
جلست بأحد المقاهي أرتشف قهوتي بينما أُراقب الطريق من النافذة بجانبي
مطر... هذا يُذكّرني بيوم انفصالها عني
تنهدت بضيق بينما اتكئ بوجنتي فوق كفي مُنتظراً قدوم مين جون
في الأشهر السابقة و منذ توليت عمل جدي كنت أشعر بشيئ مفقود... هناك شيئ لم أفعله بعد... ثم تذكرت أمر المشروع الذي استلمته بدلاً من مين جون
"جونغ إن"
التفت نحو مصدر الصوت لأبتسم إليه بإتساع ثم اعتدلت بجلستي بينما أُشير إليه بأن يجلس
"لماذا طلبت رؤيتي فجأة؟"
قهقه بتوتر واضح و هو يحك مؤخرة رأسه لأتنهد... بالطبع علاقتي به سطحية إلي جانب أنني الشخص الذي سرق مجهوده بكل وقاحة
حتي و إن لم يكن بيدي شيئ لفعله حينها فهذا ليس تبريراً
"أتيت لأعرض عليك العمل"
رفع حاجبيه بعدم فهم لأرفع كتفاي
"اترك عملك الحالي و اعمل معي... ستكون مُساعدي"
"أعتذر لذلك لكن مجال عملنا يختلف الآن كما أنني لا أفهم شيئاً بمجالك و لا يُمكنني أن.."
رفض بتوتر فاقتربت من الطاولة أستند عليها بمرفقاي مُقاطعاً إياه
" أعرف كل ذلك لكنني أثق بك و سوف أتكفل بتدريبك حتي تكون قادراً علي فهم مجال عملي... لطالما كنت شخصاً ناجحاً و ذكياً لكنك لم تحصل علي الفرصة لإثبات نفسك و في الواقع أنا أحتاج إلي أشخاص مثلك ليعملوا معي... ما رأيك؟ أعدك لن تندم إذا وافقت كما أنني سأُقدّر عملك، أنت تعرف جيداً أنك لن تتحرك من مكانك و ستبقي بنفس منصبك إذا أكملت بتلك الشركة، أنت بمكان لن يهتم أحدهم لذكائك و مجهودك فكل شيئ يقوم علي العلاقات "
" و كيف أعرف أنك مُختلف؟ "
سألني بينما يميل برأسه بشك فرفعت كتفاي بهدوء
" سنوقع عقداً مبدأياً، إذا لم تشعر بالراحة في العمل معي و شعرت بأنه يتم اضطهادك أو عدم تقدير جهودك فيُمكنك حينها ترك العمل و الحصول علي تعويضات "
" تعرف أنني قد أستغل ذلك و أنهي العقد وقتما أشاء لأحصل علي التعويضات "
حرك عينيه يحاول تصنع الخبث لأضحك بصخب
هذا كان مُضحكاً بحق
End pov
--------
" أنت تسعي لإثبات نفسك و ليس الحصول علي المال لذا أنا أعرض عليك هذا العمل.. لأنني أثق بك "
جونغ إن أخبره بصدق ليبتسم مين جون
" هذا يبدو جنونياً بالنسبة لي لكنني سأُجازف و أتقدم للعمل لديك"
"ليس لدي بل معي"
جونغ إن صحح إليه ثم تصافحا يتبادلان ابتسامات صادقة
___________
" آسفة، تأخرت أنا أعلم لكن للتو خرجت من العمل... توقفي عن الصراخ سويون أنا لست زوجك"
هانييل زفرت لتُغلق باب السيارة ثم ألقت بهاتفها جانباً لتقود نحو منزل كيونغسو و الذي أصبح منزل صديقتها منذ تزوجت به
توقفت علي جانب الطريق تُحضر بعض الخيار المُخلل لأجل صديقتها التي أصبحت تتناوله بكثرة منذ أصبحت حامل ثم عادت إلي سيارتها لتُكمل طريقها بحاجبين معقودين و إلي الآن هي لا تعرف لماذا سويون تطلب منها هي الخيار المُخلل بينما تمتلك زوجاً بالفعل
دقت جرس المنزل ثم تراجعت بضعة خطوات بينما تضبط ثيابها لكنها سرعان ما انتفضت حين فُتح الباب و صوت صراخ متحمس قابلها بـ كلمة "مُفاجأة"
عينيها اتسعتا بصدمة و تجمدت بمكانها و هي تنظر نحو أصدقائها حيث جونميون الذي يحتضن كتف سولار و بجانبهما سويون ثم كيونغسو الذي يُمسك بالباب بإبتسامة بسيطة
"مـ ماذا يحدث؟"
حركت عينيها بينهم بإبتسامة متوترة فتقدمت منها سويون ببطنها المُنتفخ و أمسكت بيدها لتسحبها معها إلي الداخل بينما تقول بحماس
"و أخيراً صديقتنا العزيزة تم تعيينها كـ عاملة دائمة بالشركة و انتهت فترة تدريبها"
تحدثت و كأنها تُذيع خبراً هاماً علي مسامع العديد من الأشخاص فصفق البقية بينما يصدرون أصواتاً مُتحمسة لتضحك هانييل بخجل و هي تتقدم من إحدي الأرائك لتجلس عليها بتعب ثم جلس أصدقائها الثلاثة حولها
" ألم تتمكنوا من إيجاد خدعة أخري، كدت أقتل سويون بسبب الحاحها المُزعج"
مسدت جبينها بضحكة خافته لترفع سويون كتفيها بلا مُبالاة بينما سولار ضحكت قائلة
"لا يُمكنك رفض أو تأجيل طلب لإمرأة حامل"
"كنتِ لتكذبي عليّ أنتِ فأنت الأخري حامل و لكن سويون مزعجة"
هانييل قالت بإغاظة إلي سويون التي عقدت ذراعيها إلي صدرها تدّعي عدم الإهتمام كونها وعدت كيونغسو أن تصبح أكثر عقلانية بينما جونميون اقترب ليحتضن كتف سولار و التي برزت بطنها قليلاً ليقول بإستفزاز
"سولار حبيبتي هادئة لذا جذبك إلي هنا لن يكون سهلاً سوي عن طريق الإلحاح و الإزعاج و بالطبع هذه مُهمة سويون"
"تؤ تؤ تؤ، هذا ما أحصل عليه بعدما ساعدتكم"
سويون تأتأت تتحدث بدرامية مُبالغة بينما كيونغسو الذي دخل و معه الكعكة كان يضحك علي زوجته قبل أن يتقدم ليجلس بجانبها و قبّل وجنتها ثم شابك أناملهما سوياً
خمستهم قاموا بالإحتفال بينما يتحدثون حول التطورات التي حدثت بحياتهم مؤخراً فبعد أن انشغل كل منهم بمسؤولياته أصبح من الصعب الإلتقاء كما السابق
و علي الرغم من ذلك لم تطرأ عليهم الكثير من التغيرات ... سولار مازالت هي و هانييل رقيقتين و هادئتين
جونميون شخص مسؤول و لطيف كما اعتاد أن يكون و هذا ما سهّل عليه أمر الإهتمام بزوجته الحامل، والدتها، والدته، و حتي والده الذي بدأ يتحسن مع العلاج
و سويون هي...سويون
علي الأقل هي لم تعد تتذمر بشأن حبيبها الذي لا يستطيع التقبيل
و كيونغسو لازال المُعلم الدائري لكن أكثر بهجة و سعادة
____________
بعد أسبوع...
منذ وفاة كيم سون هون مرت سنة كاملة بالفعل
اليوم كانت الذكري الأولي لوفاته لذا جونميون كان مُدركاً أنه لا يجب علي هانييل أن تقود السيارة وحدها إلي المقبرة
كلاً من جونميون و سولار ذهبا إلي منزل هانييل لإصطحابها معهما، و سويون و كيونغسو لحقا بهم بسيارة كيونغسو
السيارتين توقفتا بالخارج حيث تواجد العديد من السيارات ليتجه خمستهم إلي الداخل
أمام مقبرة الراحل كيم سون هون كان يوجد بعض الأشخاص من المقربين له
هانييل تعرفت علي بعضهم
رافي و تيمين تواجدا كذلك لكنها لم تتوقع رؤية جونغ إن يجلس أمام مقبرة والدها و يبكي!
قلبها انتفض فجأة حين رؤيته و توقفت بمكانها ليضع جونميون كفه علي ظهرها من الخلف يدفعها للتقدم معه فالتفتت إليه برأسها ليبتسم بلطف بينما يرمقها بنظرة سريعه قبل أن ينظر أمامه
انضم خمستهم إلي الآخرين لينحنوا بخفة مُقدمين التحية ثم تراجع الأربعة إلي الخلف تاركين هانييل تتقدم من المقبرة لتجلس أمامها مجاورة إلي جونغ إن ثم وضعت الأزهار عليها
حرك عينيه نحوها ببطئ حتي تلاقت أعينهما فابتلع ريقه و ابتسم بخفة قبل أن يُعيد عينيه إلي اسم جده الذي يعلو تلك المقبرة
مع مرور الوقت الأعداد بدأت تقل حتي غادر الجميع و لم يعد هناك سوي هانييل و أصدقائها، جونغ إن و صديقيه
"كُنتِ مُحقة حين قُلتِ أنني سأندم لاحقاً علي ما فعلته به "
جونغ إن همس فجأة لتخفض هانييل عينيها نحو كفيها ثم حركت أحدهما بتردد نحو كف جونغ إن و شابكت أناملهما سوياً لتضغط بأناملها علي خاصته بخفة تواسيه بتلك الحركة
رافي أشار برأسه إلي تيمين كي يُغادرا فانسحب كلاهما من هناك بينما جونميون تقدم من هانييل ليُربت علي كتفها و انحني نحوها قائلاً بلطف
"هل ننتظرك؟"
رفعت رأسها إليه ليُشير بعينيه نحو جونغ إن فابتلعت ريقها و هو ابتسم بالمُقابل ثم أغلق عينيه و فتحهما بحركة بطيئة يحثها علي التحدث معه قبل أن يرحل هو و الآخرين
"هل أخبرته بأنك استلمت عمله؟"
هانييل سألته بهدوء فضم شفتيه و هو يومئ برأسه بعبوس لتبتسم بإنكسار و التفتت تنظر إلي مقبرة والدها قائلة بحزن
"أنا أيضاً أتيت لأُخبره بأنني أصبحت موظفة رسمياً الآن"
جونغ إن ابتلع ريقه ثم تنهد قبل أن يلتفت برأسه نحو هانييل قائلاً بصدق
" لقد اشتقت إليكِ كثيراً هانييل"
أخفضت رأسها لبضعة لحظات قبل أن تلتفت إليه ثم تنهدت بإرتجاف قبل همسها بصوتٍ مُختنق
"أنا أيضاً فعلت "
شهقت باكية فزم شفتيه ليسحبها تجاهه مُحتضناً إياها إلي صدره بينما يُربت علي ظهرها بلطف محاولاً عدم البكاء هو الآخر
______________
بعد دقائق توقفت سيارة جونغ إن أمام منزل هانييل لتفتح الباب ثم بهدوء خرجت من السيارة مُتجهة إلي منزلها لتلتفت حيث حقيبتها كي تُخرج المُفتاح لكنها لم تجد الحقيبة
"هانييل"
التفتت إليه فتقدم منها بحقيبة صغيرة ليمدها نحوها بتوتر فجذبتها منه لترتديها ثم أخرجت المفتاح كي تفتح الباب
"هل..."
صاح بصوتٍ عالٍ يستوقفها فتوقفت حين أوشكت علي دخول المنزل و ابتلعت ريقها ليُكمل بينما يتقدم منها حتي وقف خلفها مباشرةً
"هل يُمكنني رؤيتك من حين إلي آخر؟"
أغلقت عينيها حين شعرت بإنقباضة قلبها ثم ببطئ التفتت نحوه ليُقابلها صدره القريب منها فرفعت رأسها نحوها لتومئ بتردد
أخفضت عينيها نحو شفتيه ثم رفعتهما إلي عينيه بحركة ملحوظة فابتلع ريقه قبل أن يحتضن وجنتيها بلهفة و أمال نحوها يسحب شفتيها بقبلة عميقة
هانييل رفعت ذراعيها تُحيط بهما عنقه بينما تجذبه لينحني نحوها أكثر و هي تُحرك رأسها معه محاولة مجاراة قُبلته المليئة بالشوق
بينما هو دفع جسدها بلطف بينما يتقدم من الباب كي يدخلا ثم أغلقه بقدمه
"أنا حقا آسف هانييل"
همس وهو يلهث فهمهمت إليه لتجذبه نحوها تضع قُبلة سطحية علي شفتيه
"أنا أيضاً آسفة"
أومأ بحركة سريعة هامساً من بين أنفاسه بـ 'لا بأس' ثم انحني مُجدداً يُقبّل شفتيها بأعين أغلقها بتخدر
بعد لحظات فصل قُبلتهما ليستند بجبينه فوق خاصتها و كلاهما يلتقط أنفاسه بصعوبة فابتلع جونغ إن ريقه هامساً بطفولية
"نيني اشتاق إليكِ كثيراً"
قهقهت هانييل لتضرب كتفه بخجل ثم ارتفعت علي أطراف قدميها و هي تدفن وجهها بعنقه هامسة بصوتٍ مكتوم
"أنا أيضاً اشتقت إلي نيني كثيراً"
The End
-كده خلصت الرواية؟
_ااه كده خلصت الرواية
-مفيش بارت إضافي؟
_لأ مفيش بارت إضافي عشان خلاص الأفكار انتهت عندي تجاه الرواية دي و مش هعرف أكتب أكتر و أي حد يقوللي بارت إضافي هعمله بلوك خصوصاً اللي أول حرف من اسمهم نور هااا 👍🏻
🎤-أعزائي المُشاهدين انتهت رحلتنا في كوكب كوميديا و حان الوقت للعودة إلي أصلنا و حيث النكد نحن نسير هيهييييييي 💃🏻💃🏻
طبعاً الرواية الجاية ان شاء الله مش هتنزل غير بعد رمضان بس بحذركوا من دلوقتي اللي ناوي يقرأ رواية 18th of May :unknown أول بأول يكون قلبه جامد -دراما أوي أنا و الرواية هيهيهي-
بالنسبة للمناديل هنحتاج كتير
بالنسبة للشتايم هسمح ليكوا تشتموني عادي بس متدعوش عليا عشان أنا صحتي يادوبك مش محتاجه دعاوي 👌🏻
رواية متقرأوهاش وانتوا عندكوا امتحانات عشان كئابة الامتحانات و المذاكرة تكفي 🌚
فيه معلومة نسيت أقولها ليكوا من أيام رواية عائلة كيم هروح دلوقتي أقولها بقي علي منصة الإعلانات عشان تبقي موجوده هناك علي طول 🚶♀️🚶♀️🚶♀️
See you soon.....🖤🌨️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top