9

Start

جونميون كان يدق جرس منزل سولار بفزع خشية أن تكون والدته تحدثت بأمر ما، هو لم يرغب أن يكون إعترافه هكذا

ليس مُستعداً بعد و كذلك لا يُريد أن يعتمد علي والده في بداية حياته

لكن حين فُتح الباب بواسطة والدة سولار التي ابتسمت بإتساع بطريقة مُريبة هو أدرك أن والدته تحدثت بكل شيئ تقريباً

" مساء الخير عمتي..."

ابتسم بتوتر لتومئ الأخري برأسها تُجيبه بخفوت ثم تحركت جانباً تسمح له بالدخول

دخل غرفة المعيشه حيث أشارت له والدة سولار، و حيث كانت تجلس حبيبته بجانب والدته التي تُمسك بيدها بينما تتحدث معها بحماس فتنهد بإحباط... ما كان عليه أن يثق بوالديه

" أمي "

هو تقريباً صرخ بإنزعاج يجعل من جسد سولار ينتفض بخفه لكن سرعان ما تورد وجهها حين رؤيته يقف بجانب والدتها

بينما والدته التفتت نحوه بإبتسامة مُتسعة لترفع حاجبيها ببراءة مُصطنعه

"أووه، يبدو أنني تفوهت بالكثير دون قصد"

______________

"مرحباً مين هاي "

كيونغسو همس بإبتسامة للفتاة الواقفة أمام باب منزله فأومأت الأخري بعبوس ليعقد حاجبيه بإستغراب

"هل.. حدث شيئ ما؟"

أمال برأسه يتسائل بتقطع فأومأت إليه و اقتربت منه تحتضنه بقوة ثم أجهشت بالبكاء

" إنه بسببك أنت "

همهم بعدم فهم فتشبثت به بقوة أكبر بينما تصرخ عليه من بين بكائها

"أنت السبب... لقد تركني، أنت السبب"

ضم كيونغسو شفتيه بعبوس و رفع يده يُربت علي ظهرها بلطف هامساً

"آسف لذلك"

هو لم يكن يشعر بالذنب تماماً... ربما كان خطأ كلاهما، و ربما هو لم يكن مُخطئاً

ليس واثقاً نحو ذلك لكن ما هو واثق تجاهه أن الخطأ لم يكن خطأه هو بالكامل

____________

جونميون و سولار كانا يجلسان بجانب بعضهما علي أرجوحة صغيرة بمنطقة قريبة من منزل سولار حيث ذهبا بعد أن طلب جونميون الحديث مع سولار وحدهما محاولاً إصلاح ما أفسدته والدته

" هـ... هل... ما قالته والدتك..."

سولار همست بخفوت ثم ضمت شفتيها بخجل حين همهم جونميون و تنهد بعدها

" لم أرغب أن تعرفي بهذه الطريقة... آسف لأنني لم أمنحكِ إعترافاً رومانسياً رائعاً"

همهمت سولار و أشاحت بوجهها إلي الجانب الآخر بإبتسامة تحاول إخفائها

" لا يجب أن تقلق بشأن ذلك، أعني يجب أن تقلق نحو رفضي لك و ربما أمتلك مشاعر نحو شخص آخر... تعلم.."

رفعت كتفيها تهمس دون أن تلتفت نحوه فقهقه جونميون بخفه

" هل من اتصلت بي بوقت متأخر من الليل تغار من أن أمتلك مشاعر نحو أخري قد ترفضني؟"

قهقه مجدداً فعقدت سولار حاجبيها بخجل

" أنا لم أكن أغار... "

التفتت نحوه بحركة سريعه لتبتلع ريقها حين رأته قريباً منها و ابتسامته الجانبية نمت فوق شفتيه عندما ابتلعت هي ريقها بخجل

" حقاً؟! "

أمال برأسه قليلاً و هو يقترب منها لتخفض نظراتها نحو شفتيه كما فعل ثم التقت نظراتهما مجدداً لتهتز مقلتي سولار

" أ أعني..."

عضت علي شفتها السُفلي بإبتسامة خجوله ليبتسم جونميون ثم أمال أكثر يُقبّل وجنتها فتحركت أعين سولار معه و هو يبتعد عنها

" أحبك سولار"

أخفض بصره نحو كفه التي اتجهت نحو خاصتها ليحتضنه بلطف ثم أكمل بإبتسامة دون أن يُبعد نظره عن أنامله التي تُلاطف خاصتها

" في البداية رفضت تقبل مشاعري هذه كي لا أفسد صداقتنا، ربما كان الأمر قد تعدي الإعجاب لذا لم أستطع التخلص من مشاعري ... هذه المشاعر احتفظت بها لنفسي لسنوات و لم أرغب بأن يلحظها أحد خاصة أنتِ، سويون أو حتي هانييل..."

قهقه بخفه و رفع عينيه نحوها لترفع حاجبيها بخجل فتنهد مُجدداً و هو يرفع أحد كفيه نحو وجنتها يحتضنها تاركاً كفه الآخر مُمسكاً بكفها

" لكنني فضحت نفسي بغيرتي نحوك و... حسناً لأنني وثقت بوالداي، لا أعلم كيف لأمي أن تركض إلي هنا بمجرد أن أخبرها عن هوية الفتاة التي أحب"

كلاهما ضحك بخجل ليميل جونميون برأسه قليلاً

"ألا يجب أن تقولي شيئاً بهذا الموقف؟"

"شيئاً مثل.. دعني أُفكر؟!"

أمالت برأسها مُقلّدة إياه بينما تهمس بقهقهة رقيقة ليقلب جونميون عينيه و هز رأسه بضحكة بسيطه

" لستِ مُنزعجة من الطريقة التي اعترفت بها؟... أعني لقد عرفتي بواسطة والدتي، لا يبدو موقفاً لطيفاً "

رفع كتفيه يحاول شرح الأمر فهزت رأسها تنفي بعنف و هي تعض علي شفتها بخجل

" كدت أفقد وعيي من السعادة"

أدارت وجهها إلي الجانب الآخر تعترف بكلمات تفوهت بها بوتيرة سريعه فضحك جونميون بصخب ثم وقف من مكانه ليقف أمامها يُعيق حركة الأرجوحة

" ربما والدتي تتفق مع والدتك حالياً بشأن الزواج كونها هي و والدي يُريدان مني أن أتزوج سريعاً كما تعرفين... "

قلب عينيه نهاية حديثه فضحكت سولار برقة و أومأت بتفهم كونها تعرف مدي تعلق والد جونميون بأمر الزواج و انجاب الأطفال فأكمل جونميون و هو ينحني قليلاً يُمسك بمسند الأرجوحة خلف ظهر سولار مُحاصراً إياها بين ذراعيها و يترك مسافة بسيطة بينهما

" لذا إلي حين تنتهي نقاشات الأكبر سناً تلك... هل تقبلين مواعدتي؟"

همهمت سولار بتفكير و هي تُحرك عينيها بصورة دائرية ثم أعادت نظراتها نحوه هامسة بإبتسامة

"سأسأل سوهو صديقي أولاً إذا كنت شخصاً تليق بي"

أخفض رأسه يضحك بخفه ثم اومأ إليها ليرفع رأسه مُجدداً و اقترب أكثر يضع قُبلة رقيقة فوق شفتيها ثم همس أمامهما

" أظنني سمعته يقول أنني أفضل خيار لكِ"

_______________

" اشربي القليل من الماء"

جونغ إن نبس بهدوء و هو يناول هانييل كوب الماء كي تبتلع بها الدواء ثم تنهد بعدما انتهي من إعطائها جميع أدويتها و هو اليوم تأكد أنه ليس الشخص المناسب للإعتناء بالآخرين فهو يري ذلك مضيعة للوقت و استهلاك لصحته

"هايون ستأتي قريباً لتقضي بعض الوقت معي لذا إذا أردتِ شيئاً لا..."

"أخبرها أن لا تأتي"

قاطعته بإنزعاج فرفع حاجبيه بإستغراب

"عذراً؟!"

"كما سمعت... ألم تقل أنك هنا لتعتني بي؟ أم أنك تريد إهمال ابنتك و هي مريضة و تقضي الوقت مع عشيقتك؟"

مرت لحظات صامته قبل أن يضحك جونغ إن بعدم تصديق ثم عقد ذراعيه إلي صدره

" ابنتي؟"

" ألم تقل أنني ابنتك و يجب أن تهتم لأمري؟ لماذا تريد إهمالي الآن؟ "

ضحك بخفه لينقر أنفها الذي تجعد بسبابته ثم أومأ

" حسناً ابنتي... والدك أعطاكِ الدواء و تناولتي جميع وجباتك لذا حان وقت النوم و والدك يريد من يقضي معه بعض الوقت"

" حسناً سأقضية معك أنا"

انتفضت من مكانها تسحب ذراعه معها ليعقد جونغ إن حاجبيه بإستغراب من تحولها المُفاجئ

"أنتِ لم ترغبي بالحديث معي منذ الصباح، لم فجأة تتصرفين بغرابة؟ هل حرارتك مرتفعه؟ "

اقترب يضع يده علي جبينها كي يتأكد ثم تراجع بذهول حين لم يجد حرارة

هانييل كانت غريبة حقاً بتلك اللحظة و كأنها...

طفلة!!

"هيا أبي لنقضي بعض الوقت سوياً"

جرّته من ذراعه خلفها نحو غرفة المعيشه ليجلس علي الأريكة أولاً ثم ارتمت هي بجانبه تضم قدميها إلي صدرها تستند بذقنها فوقهما

و بينما هو يُراقبها بعدم فهم كانت هانييل غارقة بين أفكارها محاولة تجاهل مشاعرها السيئة

إذا سمحت لنفسها بالضعف أمام مشاعرها فستبقي حزينة لوقت طويل، و هي كانت بحاجة لكل دقيقة تقضيها بجانب جونغ إن كي تُحقق أمنية والدها الأخيرة

ربما سون هون كان يرغب فقط بمحبة و مشاعر صادقة من حفيده لكن هانييل أدركت صعوبة تلك المهمة في الفترة القصيرة التي قضتها مع جونغ إن، و إلي الآن هي لم تُحرز تقدماً معه

"أبي"

همهم بفزع حين همست هانييل دون قصد لكنها سرعان ما استوعبت ما تفوهت به و التفتت إليه بنظرات غريبة قبل أن تبتسم بخفة هامسه

"هل.. جربت من قبل أن تكون وحيداً؟"

سألته أول سؤال خطر بعقلها و بلمحة سريعه مرت من أمامها صورتها و هي تقف فوق المسرح تنتظر ظهوره كولي أمرها

" لن تكون وحيداً إذا اعتدت الإعتماد علي نفسك و عدم التعلق بالآخرين... هذا ما يجعلك ناجحاً و لا يُمكن كسرك بسهولة"

رفع كتفيه نهاية حديثه فابتسمت هانييل بخفه و التفتت نحو التلفاز المُغلق لتقف من مكانها كي تفتحه ثم عادت تجلس بجانبه

" هل واعدتي شخصاً من قبل؟ "

حركت نظراتها نحوه ثم قهقهت بسخرية لتضيق عقدة حاجبيه

" إذا قُلت لا فلن تُصدقني و ستقول 'أوووه هل هذا لأنكِ تميلين لكبار السن الذين يمتلكون أموال'"

قلّدت أسلوب حديثه حين يسخر منها فقلب عينيه بإنزعاج

"جيد أنكِ تعرفين"

هسهس بحنق و تكتف ليلتفت إلي التلفاز مُتجاهلاً إياها

" لم أواعد من قبل..."

مررت لسانها علي طرف شفتها السُفلي لتُكمل بهمس

" و قُبلتي الأولي سرقها شخص غريب بمكان أكثر غرابة... "

حركت نظراتها نحوه ليلتفت إليها هو الآخر فأكملت بإبتسامة

" شخص و مكان لا يليقان بي"

قهقه بسخرية ليميل برأسه قليلاً

"و ما الذي يليق بالأميرة بارك هانييل؟"

ضحكت بخفة و كأنه يمتدحها ثم التفتت نحو التلفاز و سحبت جهاز التحكم لتقلب القنوات بعدم اهتمام

"للأسف لا يوجد من قد يلفت نظري و يليق بي فكما تعرف..."

أمالت برأسها تنظر إليه من الأعلي إلي الأسفل بإحتقار قبل أن تكمل

" شخصاً مثالياً كأبي سون هون لن يكون له وجود... كيف يتواجد نسخة منه بينما من يحمل نفس دمائه لا يمتلك منه أي صفة"

"ممتن لأنني لا أملك صفات ذاك المراهق "

أجابها يضغط علي أسنانه بإستفزاز فأومأت هي

"و لن تكون مثله يوماً جونغ إن... أنت لن تكون يوماً كأبي سون هون "

وقفت من مكانها و تحركت كي تعود إلي غرفتها فأمسك بيدها سريعاً و هو يصرخ بوجهها بحنق

" لم تُحبينه إلي هذه الدرجة؟ "

" لا تأتي بالنساء إلي هنا فكما تعلم... مراهقة مثلي لن تمانع مشاهدة الأفلام بالإباحية علي الواقع و هذا سيكون سيئاً فقد أُقلّد ما أراه مع الغرباء و أضعك بموقف محرج بصفتك والدي "

دفعت يده بعيداً عن خاصتها ثم عادت إلي غُرفتها لتُغلق الباب خلفها و اقتربت من السرير تدفن جسدها أسفل الغطاء بينما تنظر إلي كفيها اللذان يرتجفان بتوتر

______________

" دائري وسيم "

سويون تمتمت بخفوت و هي تُقلّب بين صور كيونغسو القليلة التي وجدتها بموقع المدرسة الخاصه بـ ميني و ذلك بعد أن فشلت في إيجاد أي حساب خاص بالمُعلم الدائري الذي لفت انتباهها

وسيم و... غريب ربما

ليس كشخص قابلته من قبل

و سويون كانت عالقة بتلك المرة التي صرخ فيها عليها بسبب ميني

كيونغسو غفل عن جمالها و جسدها...لذا سويون كانت مفتونة بتلك النقطه

و كأن شخص ما رآها هي و لم يعميه مظهرها الخارجي كما يحدث دائماً

بالطبع هي تتغاضي عن حقيقة أنه صرخ بوجهها و يكره رؤيتها

" سأجعلك تُحب رؤيتي، لا تقلق"

همست بإبتسامة متسعه و قهقهت بعدها تدفن وجهها بالوسادة أسفل رأسها

______________

كيونغسو وقف أمام الحوض يغسل وجهه ثم رفع رأسه ينظر إلي نفسه بالمرآة بينما يتذكر بكاء مين هاي باليوم السابق

رأسه يؤلمه من كثرة التفكير و قلة النوم و عينيه كذلك تحرقانه

تنهد حين انتهي من ارتداء ثيابه و خرج بعدها من المنزل لينظر إلي دراجته لكنه شعر أنه لا يمتلك الطاقة لقيادتها لذا عاد إلي الداخل يُخرج مفتاح سيارته و مجدداً خرج ليصعد إلي السيارة مُغادراً

وصل أمام المبني حيث يُقام التدريب الخاص بالمسابقة الوطنية و أول من قابله كانت سويون التي ابتسمت إليه بإتساع و لوّحت بيدها بحماس و كأنهما مُقربين فتنهد ليخرج من السيارة

"تمتلك سيارة رائعه"

صفّرت بإعجاب فأومأ بلا مُبالاة و ضغط علي مفتاح السيارة ليُغلقها ثم سار نحو الداخل فلحقت به سريعاً

" صباح الخير لك أيضاً"

أمالت برأسها كي تنظر إليه و هو فقط... تجاهلها

" هل هناك خطب ما؟ تبدو غير سعيد برؤيتي"

توقف فجأة فتوقفت هي الأخري لتمسح علي وجهها حيث غُرّتها ثم ابتسمت ببلاهة

" من الجيد أنكِ لاحظتي ذلك لذا رجاءً آنستي اختفي من أمامي الآن لأنني لست بمزاج للتحدث معك "

"مهلاً هل للتو نسبتني إليك؟ "

عقد حاجبيه بعدم فهم فقهقهت لتُشير بسبابتها في الهواء بأحرف كلماتها التي نطقتها تالياً

"لقد قُلت للتو 'آنستي'... تبدو مُعجباً بي"

قهقهت بخجل مُصطنع فتجعدت ملامح كيونغسو بتقزز ثم غادر تاركاً إياها تنظر إلي ظهره بعبوس

كيونغسو صعب المنال

___________

جونغ إن دخل غرفة هانييل دون طرق الباب فدفنت نفسها أسفل الغطاء تضغط عليه بأناملها أكثر بينما هو قلب عينيه حين لاحظ ذلك ليقترب بالصينية الخاصة بالإفطار و جلس علي طرف السرير قائلاً

"الإفطار هانييل، هيا من أجل الدواء"

تجاهلته فضم شفتيه بخط مُستقيم بإنزعاج و ترك صينية الطعام علي طرف السرير بينما يقترب منها إلي أن جلس بجانبها ليسحب الغطاء بحركة سريعة لكنها تشبثت به بقوة أكبر

"هانييل لا تكوني طفلة"

"أنا طفلة بالفعل، أبي"

ضغطت علي أحرف كلمة 'أبي' بسخرية فقهقه جونغ إن بعدم تصديق ثم عاد يسحب الغطاء مُجدداً لتتركه فتبعثر شعرها يُخفي وجهها

" هيا صغيرتي، لنتناول الطعام من أجل الدواء"

بلطف مصطنع مسح علي وجهها يُبعد خُصلاتها فأغمضت عينيها بإنزعاج ليميل بوجهه تاركاً أنامله تتحرك علي وجنتها بلطف

لم يكن يلمسه بقصد الإزعاج أو لغرض منحرف

هو فقط....

ربما لم يلحظ ذلك... أنه أعجب بملمس وجنتها أسفل أنامله

" كنتِ تتحدثين عن شخص يرغب بمواعدتك"

همس ليُمرر ظاهر سبابته علي وجنتها لمرة أخيره قبل أن يعود إلي مكانه مقابلاً لها

أعين هانييل اتسعت بخفة حين تذكرت كذبتها و التي كانت قد تناست أمرها فاعتدلت سريعاً تنظر إليه بإبتسامة متوترة

"هـ هذا... أعني لم... نحن لم نتفق "

اتسعت ابتسامتها نهاية حديثها و صفعت نفسها داخلياً علي ما تفوهت به

كذبتها كانت للتخلص من تلك المواعيد المُدبرة التي لا يتوقف عن جعلها تحضرها لذا الآن و بقولها ذلك هي ستعود مجدداً للقاء شاب جديد و آخر و آخر...

" أنا أيضاً قُلت من الأحمق الذي سيقبل بكِ"

ضم قبضته أمام شفتيه يُقهقه ساخراً فرفعت هانييل طرف شفتيها بإنزعاج عاقدة ذراعيها إلي صدرها

" أطعمني أبي"

جونغ إن ضحك بخفة و هو يهز رأسه ليقترب منها بعدما وضع الصينية فوق فخذيه ليضع بعض الطعام بفمها قائلاً بإبتسامة

" هل أتخيل أم أنكِ حقاً أصبحتي تتدللين؟"

حركت عينيها بصورة دائرية تُهمهم بتفكير ثم أومأت بعنف قبل أن تبتلع ما بفمها قائلة

"أليس هذا ما تفعله الفتيات مع آبائهن؟!"

وضع ما بالملعقة بفمها ليمسح طرف شفتيها بأنامله بلطف قبل أن يُهمهم

"هل هذا يعني أنه يُمكنني العودة إلي العمل؟ تبدين بخير و كما يبدو فصغيرتي سامحتني"

قلب عينيه بسخرية نهاية حديثه لترمقه هانييل بنظرات فارغه

" أنا أحاول تجاوز الأمر ... "

همست بخفوت و أخفضت عينيها ليعقد جونغ إن حاجبيه

"أنت لا تعلم ما فعلته بي بتصرفك ذاك.. "

رفعت عينيها نحو خاصتيه و ابتلعت ريقها لتُكمل

" أعلم أنك لن تتفهم مشاعري لكن..."

تنهدت و عادت تخفض بصرها مُجدداً

" لقد جعلتني أشعر بالوحدة... لا يمكنني وصف بشاعة مشاعري بتلك اللحظة التي وجدت بها نفسي فوق المسرح أنتظر حضور ولي أمري و جميع الأعين تنظر نحوي ... لم يكن يجب أن تُعطيني الأمل بحضورك جونغ إن"

عم الصمت للحظات حين سمع جونغ إن شهقة خافته تصدر عن هانييل التي أخفضت رأسها أكثر كي لا يراها

و إلي الآن جونغ إن لم يفهم سبب حزنها المبالغ بنظره

مجرد حفل!

" إنه مجرد حفل... حضوري لم يكن سيمنع حقيقة أنكِ يتيمة و لا تمتلكين عائلة "

قهقهت بخفة لتومئ برأسها ثم رفعت كفيها تمسح علي وجنتيها بعشوائية

" أنت لم تحضر يوماً تجمعاً عائلياً،لم تعرف معني العائلة ولم تعرف ماذا يعني أن يكون هناك شخص قادم لأجلك أنت فقط... لذا لن تفهم "

رفعت عينيها نحو خاصتيه و ابتسمت بإنكسار

" إنه مجرد حفل بالفعل كما قُلت و ليس هو المهم بالنسبة لي... بل من أتي لأجلي و اهتم لأمري،من بجانبي و من يبتسم بوجهي بصدق فخوراً بي... جميع المتواجدين ليسوا مهتمين بمعرفة من حصل علي المركز الأول أو الاخير فجميعهم أتوا لأجل أبنائهم لذا تصفيقهم و ابتساماتهم نحوي تكون فقط للمظهر العام و أنا أردت... مشاعر صادقة! "

أبعدت الغطاء عن جسدها لتتجه إلي الحمام تاركة إياه ينظر نحو السرير بشرود حيث كانت تجلس هي

" إنها مُملة "

همس بقهقهة مُرتجفة ليتنهد بصوتٍ عالٍ بعدها

وضع الدواء فوق الطاولة و بجانبه كوب الماء يلفت نظرها إليه ثم غادر الغرفة هو الآخر كي يُعد لنفسه كوب قهوة

تلاعب بهاتفه بملل و بعض القلق سيطر عليه كونه لم يتلقي اتصالاً من مديره، مساعدة المدير أو حتي رافي يُخبره عن ما حدث حين طلب الإجازة لأجله لذا هو دون التفكير لمرتين اتصل علي رافي

لكن الآخر أغلق الهاتف بوجهه فنظر جونغ إن إلي هاتفه بعدم تصديق ثم قهقه بسخرية قبل أن يعيد الهاتف نحو أذنه مُتصلاً بصديقه الذي تجاهل اتصالاته العديدة

(أجب أيها الوغد)

بعث بتلك الرسالة إلي رافي الذي سرعان ما أجابه برسالة أخري

(لست بمزاج لسماع صوتك المزعج)

قلب جونغ إن عينيه قبل أن يبعث بالعديد من الشتائم القذرة إلي صديقه

هو كان يشعر بالملل بصورة مبالغه و كأن الملل سيقتله بعد قليل

و لكونه فكر في استفزاز هانييل للحصول علي بعض المرح لم تخطر لعقله سوي فكرة واحدة جعلته يبتسم بجانبية قبل أن يرفع هاتفه نحو أذنه يتصل بـ هايون

___________

"كيونغسو"

أغمض عينيه بإنزعاج حين سمع صوتها العالي و بتصنع ابتسم يلتفت نحوها فرأي سويون تقترب منه مُمسكة بيد ميني الذي ينظر نحو الأرض بخجل من مُعلمه بسبب عمته و تصرفاتها الغريبة

" ما رأيك أن تقوم بإيصالي أنا و ميني إلي المنزل؟"

كيونغسو ضغط علي أسنانه بغضب كي لا ينفجر أمام ميني، و سويون ببراءة ابتسمت ترمش عدة مرات ليومئ الآخر بإبتسامة مُصطنعه و سبقها نحو سيارته

"ماذا تفعلين؟"

ميني سحبها إلي الخلف يهسهس بخجل فرفعت كتفيها بلا شيئ ليتكتف الصغير

" انظري إلي اصبعه.. "

الصغير رفع كفه أمامها لتومئ سويون بعدم فهم

"انه يرتدي خاتم لذا توقفي عن مغازلته، أعرف أنه وسيم لكن أنتِ تحرجينني"

تنهد بضيق فأومأت سويون و رفعت أحد كفيها أمام الصغير بينما تُشير إلي ذاك الكف بسبابة يدها الأخري

" أنا أيضاً أرتدي خاتماً، هذا لا يعني شيئاً"

"إذاً أنتِ تتغزلين به حقاً"

ميني صرخ بهمس فقاطعهما صوت كيونغسو العالي

" ألن تصعدا؟ "

سويون ابتسمت إليه بإتساع و جرّت الصغير معها ليهز رأسه بإحباط ثم صعد إلي الخلف بينما سويون جلست بجانب كيونغ سو الذي تنهد بضيق قبل أن يتحرك بالسيارة

" سيارتك رائعة من الداخل كذلك "

همست بإنبهار، السيارة لم تكن مختلفة عن بقية السيارات لكن...

سويون فقط تبالغ فيما يتعلق بكيونغسو

"هاتفك"

صاحت بحماس لتسحب الهاتف المتواجد بالدرج المفتوح أمامها فمد كيونغسو يده بسرعة كي يسحبه منها لكنها فقط تشبثت به بينما تُبعده عنه

" سترتكب حادثاً، ركز مع الطريق"

أشارت نحو الأمام بعينيها فزم كيونغسو شفتيه بغيظ و التفت يسترق نظرة سريعه نحو ميني ثم أعاد نظراته إلي الأمام

و بين فينة و أخري هو يُحرك عينيه نحو سويون التي تعبث بهاتفه براحة

" أنت لا تمتلك أي صور بهاتفك"

كيونغسو رفع حاجبيه بتفاجؤ ينظر إليها لبضعة لحظات قبل أن ترتخي ملامحه و أعاد نظراته إلي الطريق أمامه

"لا أحب الصور"

"لماذا؟... أعني إنها للذكري كما أن.."

"ليس و كأنني سأنسي ملامح وجهي إذا لم أنظر إلي صوري... و إذا حدث فسأنظر إلي المرآة لا تقلقي "

هز رأسه ساخراً لتبتسم سويون بخفه ثم رفعت هاتفها

"كيونغسو"

همهم فلم تُصدر صوتاً مما جعله يلتفت نحوها و حينها هو سمع صوت التقاط صورة ليرمش بضعة مرات بتفاجؤ و هو يراها تنظر إلي الصورة التي التقطتها بهاتفها للتو

" لم فعلتي ذلك؟ "

اتسعت ابتسامتها لتحرك رأسها نحوه هامسه

"هناك شخص آخر لن يراك إذا نظر إلي المرآة لذا بحاجة إلي هذه الصورة ، في الواقع أنت تبدو لطيفاً لذا لا تضع صورك علي وسائل التواصل كي لا تُعجب بك إحداهن و أجد منافسات لي"

أعين ميني اتسعت بصدمة ليتبادل النظرات ما بين عمته التي تبتسم بإتساع و معلمه الذي احمر وجهه بغضب... أو ربما بخجل و الصغير هو من ظنه غاضباً

تحمحم كيونغسو يُعيد نظراته إلي الطريق أمامه مُتجاهلاً أن سويون لازالت تعبث بهاتفه حتي رآها تضعه بمكانه ليرمق الهاتف بنظرة سريعه

"لقد وصلنا"

همس بخفوت و الصغير ميني خرج من السيارة سريعاً يركض نحو الداخل كي يصرخ و يفرغ ما بداخله من غضب تجاه عمته

بينما سويون أمالت برأسها قليلاً تنظر إلي كيونغسو الذي تمسك بالمقود بقوة حين لاحظ نظراتها نحوه

و أسفل نظارته الطبية كانت مُقلتيه ترتجفان بتوتر من الفتاة غريبة الأطوار تلك

"ألـ ألن تنزلي؟"

تسائل بتلعثم و لم يلتفت نحوها فتنهدت هي بإبتسامة و أمالت بوجنتها فوق كفها كي تراه جيداً

" ميني قال أنك تمتلك إبتسامة لطيفة تُشبه القلب، أنا حقاً فضولية لرؤية هذا الوجه اللطيف يُصبح أكثر لطافة"

التفت نحوها بحركة سريعه بأعين مُتسعة لتُقهقه سويون بصوت مكتوم

"أعينك دائرية"

همست بهيام و تنهدت مجدداً قبل أن تنسحب من السيارة تسير إلي الداخل، و كيونغسو راقبها من الخلف إلي أن اختفت ليلتقط أنفاسه

هي... كانت صريحة و جريئة!

دلف إلي منزله بخطوات غير مُتزنة و كأن كلمات سويون جعلته يثمل

مديحها كان صريحاً و مُبالغاً بنظره و هو طوال حياته لم يسمع كلمات كتلك

والدته بنفسها لم تُخبره يوماً أنه لطيف

توقف أمام المرآة ينظر إلي عينيه الواسعة

"أدائرية تلك مديحاً كانت أم ذماً؟!"

همس بخفوت ليخفض عينيه نحو أنامله التي أخذت تتجول فوق شفتيه، و حين بدأت شفتيه ترتفعان بإبتسامة هو لمح ذاك الخاتم الذي يلتف حول بنصره ليُبعد كفه عن شفتيه بينما ينظر إلي الخاتم بشرود قبل أن يتنهد، و هز رأسه يطرد تلك الأفكار الغريبة قبل أن تحتل عقله

____________

بغرفة المعيشه جونغ إن كان يجلس بجانب هانييل يشاهدان التلفاز بصمت تقطعه تنهيداته المُنزعجه بين الحين و الآخر تليه تنهيدة من هانييل

"لقد أتت"

انتفض من مكانه بحماس يركض نحو الباب حين دق الجرس فوقفت هانييل بعدم فهم تنظر إليه بإستغراب و بفضول وقفت أمام بداية غرفة المعيشه تري من الزائر

"حبيبي، اشتقت إليك"

هايون انتحبت حين فتح لها الباب لتُحيط عنقه بذراعيها بمجرد أن رأته

جونغ إن ابتسم بإتساع يميل نحوها مُقبّلاً شفتيها بحميمية أمام أعين هانييل التي تجعدت ملامحها بتقزز و كفيها شابكتهما خلف ظهرها بينما تشيح بوجهها بعيداً عنهما مُغلقة عينيها بألم حين شعرت بشيئ غريب يؤلم قلبها

هي لن تُفكر به... هانييل لن تهتم لأمره كما أخبرت جونميون

"أووه يوجد طفلة هنا"

جونغ إن شهق بتصنع ليبتعد عنها مُحتضناً خصرها يدفعها نحو هانييل التي تراجعت بظهرها بضعة خطوات حين شعرت بإقترابهما منها

"هذه هانييل ابنتي... أليست طفلة لطيفه؟"

قرص وجنة هانييل يُحركها يميناً و يساراً بإستفزاز فتجعد أنفها بإنزعاج بينما رأسها كان يتحرك مع أنامله

"طفلة؟!"

قهقهت هايون بسخرية لتُحرك عينيها علي هانييل من الأعلي إلي الأسفل بعدما ترك جونغ إن وجنتها، و حاجبي هانييل ارتفعا و هي تنظر إلي جسدها تري ما الذي يجعل من الأخري تضحك مجدداً

" تبدو طفلة حقاً"

عينيها توقفتا بمنطقة معينه فحركت هانييل عينيها نحو جونغ إن بعدم فهم فرأته يكتم ضحكته بينما ينظر إلي جسدها فعادت تنظر إلي نفسها بعدم فهم

لحظات حتي استوعبت الأمر لتتسع عينيها و ضمت يديها إلي صدرها بفزع بينما تتحرك جانباً كي يتوقف جونغ إن و هيونا عن النظر إليها

"لا يُمكنكما النظر إلي جسد أحدهم بهـذه... بهذه الوقاحة"

صرخت بخجل حين لم تجد ما قد يصف أسلوبهما في تفحص جسدها فاقترب منها جونغ إن قليلاً لتتراجع و هي تتحرك جانباً كي تخفي جسدها عنه

" ألستِ مُدمنة أفلام إباحيه؟! إذاً لماذا تسمحين لنفسك برؤية أجساد الآخرين و لا تسمحين لنا بذلك؟ "

ارتفع علي أنامله و هو يميل برأسه كي ينظر إلي ما تُخفيه، و أعين هانييل اتسعت و هي تتبادل النظرات بينه و بين عشيقته قبل أن تصرخ بوجه تورد من الخجل

" أنا لا أشاهد تلك الأشياء البشعة "

" من السيئ الصراخ بوجه والدك "

حركت عينيها نحو هايون التي تفوهت بتلك الكلمات بسخرية فصرخت هانييل بقهر و عادت إلي غرفة المعيشه حيث كانت تجلس ليضحك جونغ إن بصخب بينما هايون التفتت إليه بإبتسامة مُتغنجه

"حبيبي"

اقتربت منه تحتضن خصره و هو همهم إليها بإبتسامة بينما ينظر نحو هانييل التي تمسح علي شعرها بإنزعاج و من ظهرها هو شعر و كأنها تتحدث مع نفسها... ربما تشتمه ،و تلك الفكرة جعلت من ابتسامته تتسع فظنت هايون أن تلك الإبتسامة كانت نتيجة قُبلاتها المُتفرقة التي تضعها علي شفتيه بينما تتحدث بأمور عشوائية لم يسمعها الآخر

"هل تناولتي الغداء؟"

سألها بتشوش و حرك عينيه عن هانييل لينظر إليها فعبست هايون و نفت برأسها ليومئ بتفهم

"ارتدي شيئاً من ثيابي حتي أقوم بتجهيز الغداء"

"لقد أحضرت ثيابي الخاصة بالفعل"

همست بتلاعب لتُقبّل شفتيه بحركة سريعه قبل أن تعض علي شفتها السُفلي بإبتسامة خبيثة

" إذاً ارتديها"

ابتسم بجانبية و قبّل شفتيها قبل أن يتركها و يتجه نحو المطبخ بينما هي التفتت إلي الباب حيث تركت حقيبتها كي تأخذها معها إلي الغرفة

هانييل حركت عينيها نحو المطبخ حين سمعت صوتاً يأتي من الداخل فرأت جونغ إن يقف هناك لتلتفت باحثة عن هايون و انتظرت إلي أن دخلت الأخري إحدي الغرف لتقف بعدها متجهة إلي المطبخ

وقفت أمام النافذة من الخارج و استندت بكتفها علي الطرف تنظر إلي جونغ إن بعبوس فتوقف هو عن ما يفعله و ابتسم بإتساع

"هل تريدين شيئاً صغيرتي؟"

تنهدت بضيق و تحركت تدخل المطبخ لتقف أمامه بحاجبين معقودين بإنزعاج

" هل تُريد مساعدة؟"

هز رأسه بالنفي و كفيه أمسكا بخصرها ليحملها بحركة سريعه جعلتها تشهق بفزع تستند بكفيها فوق كتفيه ليقترب بها من الطاولة يجعلها تجلس عليها

" أنتِ مريضة لذا سأتولي الأمر"

همهمت إليه بتوتر و أخفضت بصرها نحو كفيها المتواجدين فوق كتفه لتسحبهما إلي صدرها بخجل

جونغ إن ابتعد يُخرج شيئاً سريعاً ليقوم بتحضيره، و هانييل أخذت تؤرجح قدميها بالهواء و هي تُراقبه إلي أن تذكرت أمر هايون

"هل عشيقتك ستبقي هنا الليلة؟ "

همهم و هو يُقلّب المعكرونة بالماء فوضعت هانييل كفيها علي الطاولة بجانبها و هي تتحرك جانباً كي تري ما يفعله

" إنها حبيبتي فكلمة عشيقة تبدو مُهينة بحقها، و نعم هي ستبقي هنا الليلة"

"دعها تُغادر فأنا لا أشعر بالراحة بوجودها"

كطفلة صغيرة مُزعجة هي أمرته تُتقن دورها الذي منحها إياه فالتفت جونغ إن نحوها بأعين مُبتسمة لترفع هانييل كتفيها بلا مبالاة و التزمت الصمت بعدها

اقترب منها جونغ إن ببطئ إلي أن وقف أمامها لينظر الي كفيها المتواجدين علي جانبيها و بإبتسامة بسيطه رفع كفيه يضعهما علي خاصتيها فارتجف جسدها لتُحرك عينيها علي كفيها الغارقين أسفل خاصته ثم رفعت عينيها تزامناً مع رفعه لعينيه نحوها

"هل صغيرتي تشعر بالغيرة؟"

ارتجفت مُقلتي هانييل بتوتر بينما تنظر إلي عينيه مباشرةً عاجزة عن الرد فابتلعت ريقها حين انخفضت نظراته نحو شفتيها و هو يقترب منها ببطئ هامساً

"لم تنزعجين من تواجدها؟"

حرك عينيه نحو خاصتيها بحركة سريعه مُصدراً همهمة متسائلة ثم أعاد نظراته إلي شفتيها لتبتلع هانييل ريقها بتوتر

"فقط... هي..."

أجابته بتلعثم لتسحب كفيها سريعاً و دفعته بخفه كي يبتعد ثم قفزت من فوق الطاولة تُكمل بتوتر و هي تُبعثر نظراتها بالأرجاء

" إنها غريبة عني"

سارت إلي خارج المطبخ فضحك جونغ إن بخفه و مرر لسانه علي شفته السُفلي قبل أن يستوعب ما يفعله

استقام بوقفته ينظر حوله بحاجبين عُقدا بإستغراب ثم هز رأسه ليعود إلي ما كان يفعله

فترة الغداء كانت صامتة بينهما... فقط هايون هي من تتحدث حول ما كانت تفعله بالأيام الماضية و أمور لم تهتم لها هانييل التي تناولت طعامها برأس مُنخفض

جونغ إن هل يذكرها؟

هو بدا علي وشك تقبيلها بجدية لذا هل هو يذكر أنه قبّلها من قبل أم هو اعتاد علي تقبيل أي امرأة تقابله؟!

بينما هو فضّل التزام الصمت علي الحديث و طوال فترة الغداء تجاهل النظر نحو هانييل كونه يشعر بالغرابة لما أوشك علي فعله

ثلاثتهم جلسوا بغرفة المعيشه... هانييل لم ترغب بمشاهدة الفيلم الرومانسي الذي اختارته هايون و قد شعرت بالإشمئزاز من الثنائي هذا لذا هي جلست بأريكة بعيدة عنهما تُعطي ظهرها لهما كي لا تري لمساتهما الحميمية و انشغلت بالحديث مع جونميون القلق عليها

و بالرغم من كرهها لتواجدهما حولها هي لم ترغب بتركهما وحدهما

هايون بالفعل لا تحترم وجودها و كل لحظة تُقبّل جونغ إن و تهمس له بأشياء تجعله يضحك لذا هي فكرت أنها بالفعل أشياء قذرة

فماذا لو تركتهما وحدهما؟!

( لا تتجاهليني مجدداً هانييل)

أرسل رسالة ختمها بوجوه تعبيرية باكية فضحكت هانييل بخفه تجذب بذلك انتباه جونغ إن الذي حرك عينيه نحوها

( آسفة لن أفعلها مجدداً)

(ما رأيك أن نلتقي غداً؟ هناك مفاجأة)

رفعت حاجبيها بإستغراب و اعتدلت بجلستها تُرسل علامات استفهام كثيرة فضحك جونميون بصخب

(لن أُخبرك الآن)

(لا تكن هكذا، هيا أخبرني)

أرسل الآخر الكثير من المُلصقات يرفض ذلك فتأففت بغضب طفيف و قامت بالإتصال به ليرد سريعاً مما جعلها تترك مقعدها و خرجت من غرفة المعيشه و معها أعين جونغ إن الذي يُراقبها

" أنتِ مُتحمسة للغاية"

قهقه بخفه فأومأت هانييل بعنف

" أكثر مما تتخيل لذا أخبرني ما الأمر... هل هي سولار؟"

همهم فصرخت هانييل بحماس جاعلة منه يضحك بصخب، و جونغ إن الذي سمع صوت صراخها انتفض من مكانه يركض نحو غُرفتها سريعاً لكنه وجدها تضحك مع شخص ما علي الهاتف فتكتف رافعاً أحد حاجبيه

"حقاً؟ ماذا حدث؟"

" لا شيئ... "

تنهد يهز رأسه بيأس ثم أكمل

" أخبرت والداي بالأمر و بالطبع أمي ركضت إلي منزل سولار لتتحدث بشأن الزواج و هكذا أمور... الأمر كان مُحرجاً حقاً و لن أكذب فقد كنت خائفاً من أنها لا تُبادلني مشاعري..."

" إذاً هل..."

"إنه موعد النوم "

جونغ إن قاطعها بسحب الهاتف منها و أغلق الخط بوجه جونميون الذي زفر بحنق كونه سمع صوت الآخر بينما هانييل حركت عينيها مع هاتفها الذي اختفي بجيب جونغ إن

" موعد النوم؟... الساعة لم تتعدي الثامنة بعد... أنا لست طفلة "

" بلي أنتِ كذلك و هيا إلي النوم "

أمسك بكتفيها يدفعها نحو السرير فتنفست هانييل بغضب و تركته يقودها إلي السرير إلي أن تمددت هناك فسحب الغطاء فوقها ثم خرج من الغُرفة بعدما ألقي نحوها قُبلة طائرة بإبتسامة مُستفزة

" سافل "

هسهست بحنق لتُلقي بالغطاء أرضاً تاركة السرير و اقتربت تجلس خلف مكتبها تفتح حاسوبها

"إنه مزعج"


To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top