8

Start

جونميون تنهد بضيق حين لم يتلقي رداً من هانييل فهو لم يتوقف عن الإتصال بها و كذلك أتي إلي منزلها، و ها هو يقف أمام الباب منذ أكثر من ساعة لكنها لم تُجيبه

عقد حاجبيه ينظر إلي الساعة يتفقدها حين فكر أنها لربما ذهبت إلي قبر والدها لكن الوقع متأخر بالفعل و هانييل لن تجرؤ علي الذهاب إلي هناك وحدها و بهذا الوقت من الليل كما أن سيارتها كانت بالخارج

(رجاءً أجيبي بكلمة واحده علي الأقل كي أطمئن)

أرسل تلك الرسالة قبل أن يصعد إلي سيارته مُغادراً فتصادف معه دخول جونغ إن بسيارته ليتبادلا نظرات حاقدة قبل أن يتخطيا بعضهما

"طفل مزعج"

هسهس جونغ إن بحنق ليخرج بعدها من السيارة مُتجهاً إلي الداخل حيث غرفته يضع حقيبته علي طرف السرير ثم بدّل ثيابه قبل أن يتجه إلي غُرفة هانييل ينوي إزعاجها

دفع باب غرفتها بهمجية و اقترب منها لكنها لم تلتفت نحوه كونها كانت شاردة بالحائط كما حالتها منذ الصباح

"هل تستغلين غيابي و تأتين بالرجال إلي المنزل؟"

نبس ببرود و مجدداً لم يحصل منها علي رد فعل فزفر و تحرك إلي الجانب الآخر من السرير كي يري وجهها

"ما بكِ تبدين كالجثة هكذا؟"

قهقه بسخرية لينحني نحوها يمد كفه نحو رأسها كي يتفقد حرارتها فصفعت يده بقوة و رفعت عينيها ترمقه بحده

" وقحة صغيره... أنا المُخطئ لأنني قلقت من أن تكوني مريضه، هيا جهزي طعاماً لأجلي فأنا جائع"

صاح بها بإنزعاج ليسحبها من ذراعها كي تنزل عن السرير فجذبت ذراعها منه بعنف و خرجت بعدها تتجه إلي المطبخ بهدوء مبالغ و نظرات فارغة

"ما خطب هذه المجنونة؟"

تمتم بعدم فهم ثم لحق بها و وقف أمام نافذة المطبخ من الخارج يُراقبها تتحرك و كأنها جسد بلا روح فرفع حاجبيه بتفاجؤ

"ما خطبك؟ هل حدث شيئ بغيابي؟ ذاك صديقك هل فعل شيئاً ما؟ تحرش بكِ؟ أو ربما هو اعتدي عليكِ؟ ااه كما تعرفين الحصول علي الكثير من العلاقات مع الرجال تعني الكثير من المشاكل خاصة و إن كانت علاقات قذرة و..."

التفتت تُلقي نحوه سكيناً فاتسعت عينيه بفزع و هو يتفاداه ليصرخ بعدم تصديق

" يااااا، هل تحاولين قتلي الآن؟ "

مدت يدها نحو سكين آخر تُمسك به فركض نحو غرفة المعيشه ليجلس هناك و هو يلتقط أنفاسه بصعوبة بينما يُحرك رأسه بالأرجاء بتوتر إلي أن وقعت عينيه علي شهادة هانييل المتواجدة قريباً منه

________

جونغ إن pov

دقات قلبي أشعر بها عنيفة و كأن قلبي سيندفع خارج صدري بعد لحظات

من الجيد أنني لم أتبول من شدة الخوف حفاظاً علي صورتي لكنني بحق أرتجف منذ أن ألقت السكين نحوي

و كأنها أرادت قتلي و ليس مجرد مزاح

ألقت السكين نحوي أنا لكن تصويبها السيئ و تفادي لها هو ما أنقذني و لا أدري ما خطبها هذه

خرجت إلي غرفة المعيشه لأكون بعيداً عنها و أستعيد رباطة جأشي التي فقدتها من الخوف لكن حينها لمحت شهادتها و شيئ مُغلف بجانبه لأتذكر أمر الحفل الذي نسيت حضوره

تباً...

هل هذا سبب غضبها؟!

ليس لتلك الدرجة... أعني إنه مجرد حفل تخرج ليس له أهمية ثم ليس و كأنني والدها الحقيقي كي تتأذي مشاعرها

ربما هي غاضبة بسبب صديقها ذاك فأنا رأيته حين أتيت لذا لا شك أنه هو

انتفضت بفزع حين وضعت أمامي صينية تحمل فاكهة مُقطعة بعشوائية لأعقد حاجباي

"هل هذا ما سأتناوله؟"

تمزح!

لم تُجيب لتُلقي بنظرة نحو الشهادة بين يداي فسحبتها بعنف ثم سارت مُبتعدة عني لأقف سريعاً مُمسكاً بمعصمها أمنعها عن المغادرة

"اا.. بشأن البارحة..."

نبست بتوتر بسبب نظراتها الباردة التي تنظر بها إلي ثم ابتلعت ريقي قبل أن أكمل

" لقد نسيت بشأن الحفل، كنت مشغولاً و.."

"لقد اتصلت بك"

رفعت حاجباي حين قاطعتني بهمس خافت فهمهمت إليها

"كنت مع هايون،ظننتك تُريدين إزعاجي لذا أغلقت الهاتف لكن الحفل كان رائعاً أليس كذلك؟"

قهقهت بخفه لتومئ هي ثم رفعت يدها الأخري تُبعد كفي عن معصمها هامسة بتساؤل

" لم تُجيبني لأنك كنت مع حبيبتك؟ "

همهمت لها لتومئ مجدداً و التفتت كي تُغادر كشخص مُغيب

" أغلقت الهاتف كي لا أزعجك و أنت معها؟ "

" هـ هانييل "

تقدمت منها خطوة لتلتفت نحوي بتلك النظرات الفارغة

لم تبدو مخيفة فجأة؟!

" تركتني أنتظرك و لكنك خشيت أن أُزعجك؟ "

تراجعت أمسك بالسكين المتواجد بطبق الفاكهة كي لا تؤذني به لكنها فقط بدأت تصرخ و هي تُحرك قدميها و كأنها تركض بموقعها جاعلة من قلبي يفزع لأقترب منها بتردد

لقد بدت مُخيفة بحق

" هـ هانييل... اهدئي و..."

حاولت تهدئتها لكنها لم تفعل... كانت تصرخ أعلي من السابق مع دموعها التي انزلقت علي وجهها الأحمر فأمسكت بكتفيها بينما أصرخ عليها بأن تهدأ لكن...

هي وقعت بين ذراعاي فاقدة الوعي لتتسع عيناي

هي لم تمت صحيح؟!

"هانييل"

يا إلهي هذا ليس وقته

تنهدت لأسحب هاتفي من جيبي بحركة سريعه و لكوني لا أعرف ماذا أفعل فأنا اتصلت بـ رافي

"ماذا تر..."

"هانييل فقدت الوعي، لا أعرف ما خطبها لكنها ليست بخير"

صرخت عليه أقاطع حديثه لأسمع صوت شهقة مفزوعة

"ماذا فعلت بها كاي؟"

" لم أفعل شيئاً أيها الأحمق"

هسهست بحنق و أخفضت نظري نحو جسد هانييل المُلقي بحضني ثم زفرت بضيق

" أين أنت؟"

"بالمنزل "

" هل رآها الطبيب؟ "

همهمت بالنفي لأدفع الهاتف بعيداً عن أذني حين صرخ بغضب

"أيها الغبي و ماذا تنتظر؟ اتصل بالطبيب أو خذها إلي المشفي أم أنك تنوي قتلها؟ "

رفعت حاجباي بتفاجؤ كوني لم أفكر بذلك ثم همهمت إليه لأسمع تنهيدة حانقه

"سأحضر الطبيب، لن اتأخر "

"يمكنني الإتصال به لا تقلق لن أقتلها"

قلبت عيناي بسخرية من قلقه المبالغ عليها فسمعت نبرته الحادة قبل أن يغلق الهاتف بوجهي

" قلت سأحضره أنا "

ما خطب هذا المزعج؟!

زفرت قبل أن ألقي الهاتف جانباً ثم انحنيت أحملها كي أضعها بسريرها بغرفتها و عدت بعدها أجلس بغرفة المعيشه كي لا أري وجهها

أن تصرخ بوجهي و تفقد الوعي و كأنني قتلت لها عزيزاً أليس هذا مبالغاً به؟!

لم يحدث شيئاً لكل ذلك

End pov

--------------------

جونغ إن وقف من مكانه بملل ليفتح الباب و بدا و كأنه لم يعد متأثراً بما حدث إلي هانييل... فقط فزع لأن ذلك حدث فجأة لكنه سرعان ما عاد إلي طبيعته غير مهتم لها

رفع حاجبيه بتفاجؤ و هو ينظر إلي رافي لكن سرعان ما ابتسم بسخرية بسبب سرعة وصول الآخر مع الطبيب و ذاك القلق الواضح علي وجهه كان مضحكاً بالنسبة إلي جونغ إن

رافي فقط تجاهله و قلب عينيه بينما يشير إلي الطبيب بالدخول فسبقهم جونغ إن بخطوات سريعه نحو غرفة هانييل ليتركا الطبيب يفحصها بينما رافي سحب صديقه جانباً يهسهس بحدة

"أخبرني الآن ما الذي حدث؟"

قلب جونغ إن عينيه متجاهلاً إياه بينما يراقب الطبيب و هو يفحص هانييل التي لم تستيقظ بعد ثم تحرك جانباً حين انتهي الطبيب ليتجها معه إلي الخارج

" جسدها يحتاج إلي بعض الطاقة فربما امتنعت عن الطعام و الشراب كما تُظهر شفتيها لذا... "

توقف الطبيب عن الحديث بينما يُدون أسماء بعض الأدوية قبل أن يناول الورقة إلي جونغ إن لكن رافي أسرع بسحبها منه ينظر إلي ما كتب بها بحاجبين معقودين

" هذه الأدوية لتتناولها بالموعد لمدة أسبوعين ثم سأعود للتأكد من أنها أصبحت أفضل... "

حرك عينيه من جونغ إن الذي لم يبدو مبالياً بالأمر و التفت إلي رافي القلق ليُكمل

"لقد أُصيبت بإنهيار عصبي لذا أتمني أن تبتعد عن أي شيئ قد يُضايقها، يُحزنها أو يوترها"

انحني برأسه بخفه قبل أن يُغادر و خلفه غادر رافي بهدوء ليُحضر الدواء لأجلها بينما جونغ إن ظل واقفاً بمكانه إلي أن عاد صديقه

"لم تتجاهلني؟"

سأل بإستغراب حين مر رافي من جانبه دون حديث ليتجه إلي غرفة هانييل يضع الدواء بجانبها فوق الطاولة ثم عاد إلي الخارج حيث يقف جونغ إن بغرفة المعيشه

" رافي..."

"ماذا فعلت لها كاي؟ لا تُخبرني أنك لم تفعل شيئاً لأنني سمعت الطبيب بوضوح... ماذا فعلت لتنهار الفتاة بهذه الطريقه؟!"

ضغط علي أسنانه بنفاذ صبر إلي أن صرخ بنهاية حديثه فرفع جونغ إن حاجبيه متفاجئاً

"ما خطبك رافي؟"

قهقه بتوتر ليتقدم الآخر خطوة منه

" أخبرني بالتفاصيل كيم جونغ إن... الآن "

تنهد جونغ إن بضجر و قلب عينيه ليتكتف قائلاً

" نحن كنا نتحدث لكنها أوشكت علي قتلي، لقد ألقت سكيناً نحوي دون مزاح، و فجأة بدأت تصرخ ثم فقدت وعيها"

رفع كتفيه نهاية حديثه ليومئ رافي بقهقهة ساخره ثم تكتف هو الآخر

"عن ماذا تحدثتما؟ "

" عذراً؟ "

ادّعي الغباء فزفر رافي

" جونغ إن"

هسهس بحنق ليتنهد الآخر ثم فك عقدة ذراعيه بينما يُشير بيديه بعشوائية

" هي طلبت مني أن أحضر حفل تخرجها لكنني نسيت، أعني لقد ذهبت إلي هايون و نسيت الأمر تماماً... حسناً الحفل انتهي و مر علي ما يرام لذا لماذا تصنع هذه الدراما؟..."

جونغ إن توقف عن الحديث للحظات يسترق نظرة نحو رافي الذي بدا كـ بُركان علي وشك الانفجار

"لكن حين أتيت قابلت صديقها بالخارج لذا لا بد أنه سبب انهيارها فهي لن تفقد وعيها لأجل حفل سخيف "

همهم رافي يومئ برأسه بينما يضم قبضته بقوة قبل أن يهمس

" غداً سأحصل علي اجازة لمدة أسبوعين لأجلك لذا لا تأتي إلي العمل"

"ماذا؟ يااا أنا..."

جونغ إن صاح بعدم تصديق فقاطعه رافي بحده

" لا أطلب رأيك بل أخبرك بما سيحدث و طوال الأسبوعين أنت سوف تهتم بهانييل.."

تقدم خطوة أخري من جونغ إن لينكز صدره بسبابته

"لا أهتم بأي صفة أنت ستهتم بها... والدها، حفيد عشيقها كما تقول أو فقط مجرد وغد تسبب في حالتها هذه لكن ما يهمني هو أنك ستهتم بها و أقسم إذا جعلت شخصاً آخر يهتم بها أو أهملتها فلن أكون صديقاً لك "

جونغ إن قهقه بعدم تصديق حين تفاداه رافي كي يُغادر ليصرخ بحنق

" أنت لا تستطيع أن تعاملني بهذه الطريقة فأنا لست طفلاً... "

" أنت لست طفلاً جونغ إن "

صرخ بالمقابل ليلتفت مجدداً نحو المقصود و أكمل بغضب

" أنت لا تمتلك براءة الأطفال، و كذلك لست رجلاً، أنت مجرد حثالة كاي و أنا حقاً بمواقف كهذه أفكر للعديد من المرات كيف يمكنني أن أتحمل وغداً مثلك كصديق لي؟!.. "

ضم شفتيه لبضعة لحظات و هو يشيح بنظره بعيداً عن جونغ إن ثم أعاد نظراته نحوه بينما يُكمل بنبرة أكثر هدوءاً عن سابقتها

" أتعرف لماذا انهارت هانييل؟... "

سار نحو جونغ إن خطوة ليميل الآخر برأسه بإستفهام

" لأنها كانت تمتلك والداً فقدته بوقت هي احتاجت إليه به، و أنت بعدم ذهابك ذاك الحفل السخيف برأيك لقد كسرت قلبها و ضغط بقسوة فوق جرحها... هذا أمر لن يفهمه شخص مثلك لأنك لم تعرف ما هو حنان الوالدين أيها البارد عديم الإحساس"

مرر لسانه علي طرف شفته السُفلي حين لاحظ ارتجاف مُقلتي جونغ إن، و للحظة هو ندم علي ما تفوه به لكن جونغ إن كان يستحق ذلك

" لا تأتي إلي العمل غداً "

تنهد قبل أن يُغادر لينظر جونغ إن إلي الفراغ

هذا كان مؤلماً بصورة غريبة

كانت كلماته ربما قاسية... ربما لأنها الحقيقة

أو لأنها صدرت من صديقه المُقرب

و ربما لتلك الأسباب جميعاً

ابتلع جونغ إن ريقه و قهقه بسخرية بينما يمسح بسبابتيه أسفل عينيه هامساً بقهقهة ساخره

"هذا...."

تنهد بضيق ليتجه نحو غرفة هانييل ثم جلس علي طرف السرير بعيداً عنها ليُكمل بينما ينظر نحوها بشرود

"... كان مُزعجاً "

________________

"كم مرة يجب.."

تحركت سويون بغير راحة فوق سريرها و هي تسحب الوسادة فوق رأسها تمنع صوت صراخ زوجة أخيها من التسلل إلي أذنها أكثر لكن سرعان ما انتهي ذاك الصراخ لتقتحم زوجة أخيها الغرفة و دفعتها بقدمها فوقعت من فوق السرير بقوة جعلتها تنتفض بفزع تنظر إلي زوجة أخيها بذهول

" اذهبي مع ميني إلي التدريب و لا تعودي إلي المنزل قبل السابعة لأننا نُحضّر لحفل مفاجئ لعيد مولده"

أومأت سويون بطاعة و هي تمسح علي عينيها بنعاس ثم وقفت من مكانها متجهة إلي الحمام

ليس و كأنها ضعيفة أو شيئ من هذا القبيل

هي فقط لا تريد مشاكل

تنهدت سويون و هي تقف مع ميني ينتظران سيارة أجرة لتنحني نحو الصغير حين طال الإنتظار

" ما رأيك بالحافلة؟ "

"إنها مزدحمة و مزعجة"

قلبت عينيها بملل ثم أمسكت بكفه تجره خلفها

"إلي أين؟"

"لازال الوقت باكراً لذا لنسير أفضل كي لا تتأخر"

حاول سحب يده من خاصتها لكنها فقط تشبثت بكفه و أخفضت نظراتها نحوه بإبتسامة

"معلمك حذر من تأخيرك مجدداً لذا من الأفضل أن لا تتأخر أو سأُخبره أنك تأخرت متقصداً"

قهقه ميني بسخرية و توقف بمكانه ليرفع ذراعيه نحوها

" احمليني، أشعر بالكسل "

ضحكت بخفه ثم تقدمت أمامه و انحنت إليه كي يصعد فوق ظهرها كي لا يؤذي ذراعها فتعلق بعنقها بينما يميل برأسه فوق كتفها بكسل

" لا تحرجيني أمام مُعلمي مجدداً "

عض جانب عنقها بإنزعاج حين تذكر الأمر فتأوهت هي بألم ثم صرخت به

"حسناً، يمكنك قول ذلك دون أسنانك أيها المُزعج"

قلب عينيه بلا مبالاة ليغمضهما بعدها بضعة لحظات قبل أن تتسائل سويون بفضول

"معلمك يبدو صغيراً، هل لذلك أنت تُحبه كثيراً؟... أعني أنت لم تكن متعلقاً بمعلم هكذا من قبل فمن قد يُحب مُعلمه؟!"

قهقهت نهاية حديثها حين تذكرت هانييل فهي تقريباً أحبت جميع مُعلميها طوال سنواتها الدراسية

" المعلم كيونغسو ليس مثل البقية، إنه لطيف للغاية"

انتحب ميني بلطافة مُتذكراً معلمه و بحماس هو قفز بمكانه فوق ظهر سويون لتتأوه بألم بسبب ذراعها لكن فضّلت أن لا تقول كي لا يزعجها الصغير فهو بدا سعيداً و متحمساً

" هل رأيته حين يبتسم؟... شفتيه تُصبحان بحجم قلب كبير و لطيف، المعلم كيونغسو هو الأفضل "

صرخ بحماس و ضحك بصخب لتضحك سويون، و بداخلها هي كانت مُمتنة للمعلم كيونغسو الذي جعلها تحصل علي هذه اللحظة الثمينة مع ابن أخيها

" مُعلمي هناك"

صرخ بهمس حين لمح كيونغسو يتقدم بدراجته من بعيد و بلطف ابتسم كيونغسو إليه ثم تحولت نظراته إلي أخري فارغة حينما التقت نظراته مع سويون التي ابتسمت ببلاهة

"مرحباً"

لوّحت له بذراعها السليمة فكاد يقع ميني لتسنده سريعاً بينما كيونغسو اقترب منهما بفزع و أمسك بيد الصغير يتسائل بقلق

"أنت بخير؟"

أومأ إليه ميني فرفعت سويون حاجبيها بتفاجؤ من ردة فعل كيونغسو التي رأتها مُبالغة

لكن بالنسبة إلي كيونغسو، سويون كانت وحش يتناول الأطفال لذا بنظره هي كانت تقصد اخافة الصغير بتركه بتلك الطريقة المتهورة

زمت سويون شفتيها و هي تُراقب ميني يدخل مع مُعلمه ثم تنهدت لتتجه إلي المقهي تقضي به وقتها إلي حين خروج الصغير كونها لا ترغب بالعودة إلي المنزل في الوقت الحالي

و بمكان آخر حيث منزل جونميون الذي كان يجلس حول طاولة الطعام مع والديه في هدوء

" جونميون"

رفع رأسه سريعاً نحو والده الذي استند بمرفقيه فوق الطاولة يتوقف عن تناول الطعام

"هل الفتاة التي تُحبها تكون هانييل؟"

تنهد ليرفع مرفقيه هو الآخر فوق الطاولة يُهمهم بالنفي إلي والده

" أخبرتك أنها ليست هانييل و لن تكون هانييل أبداً"

والده صرخ بإنزعاج و ضرب علي الطاولة بكفه قبل أن يتكتف بغضب طفيف فضحك جونميون و عاد يتناول طعامه

" أخبرني من هي "

فرق جونميون شفتيه ليرفض لكن والده أمسك بكفه سريعاً يضغط عليه برجاء و ببرائة رمش

" أعدك لن أتفوه بشيئ إلي حين ترغب أنت بأن تتخذ خطوة رسميه"

ضيّق جونميون عينيه بشك و حرك عينيه نحو والدته التي أومأت تحثه علي الحديث

"أنا لا أثق بكما"

"هيا جونميون، أنت محق بأن لا تثق بي و لا يجب عليك أن تفعل لكن حاول أن تُصدقني هذه المرة"

والده أمال برأسه بعبوس، و جونميون رغم معرفته أن والده حقاً حقاً ليس مصدراً للثقه إلا أنه تنهد بإستسلام مُتخذاً قراراً بالوثوق به هذه المره

_______________

وقفت سويون أمام المبني حيث تدريب ميني تنتظر خروجه إلي أن لمحته يخرج بين بقية أصدقائه ليركض نحوها بعبوس

"أرغب بالنوم، رأسي سينفجر"

رفعت حاجبيها بتفاجؤ و هي تنحني إلي مستواه ليرتمي بحضنها

الصغير كان يتصرف بطريقة غريبة اليوم و أكثر حميمية و هذا كان يجعل من قلبها يضطرب من تصرفاته

حركت يدها السليمة نحو ظهره تُربت عليه بلطف و همهمت إليه لكن تذكرت أنها لا يجب أن تعود إلي المنزل الآن

"ماذا عن أن نتناول الغداء سوياً و نذهب إلي الملاهي ربما أو..."

"أنا مُتعب"

ابتعد عنها يُهسهس بحده فزفرت سويون و هي تستقيم بوقفتها لتُحرك عينيها في الأرجاء بتوتر

إن عادت إلي المنزل سيتم توبيخها بواسطة والدتها و زوجة أخيها و ربما يتم اتهامها أنها تسببت في إفساد المفاجأة للصغير عن قصد

و إذا لم تعد إلي المنزل فربما يصرخ الصغير بأنها تختطفه... هو مزعج لهذا الحد

"كيونغسو"

صرخت بإسمه و ركضت نحوه بحماس حين لمحته يخرج مُمسكاً بدراجته فصفع ميني جبينه بقلة حيله بينما كيونغسو أعينه اتسعت بخفه و هو يراقبها تركض نحوه إلي أن وقفت أمامه

"كيونغسو!"

ضيّق عينيه بإستغراب كونه ليس مقرباً منها كي تُزيل الرسمية بينهما فابتسمت هي بإتساع

" ما رأيك أن نتناول الغداء سوياً، و اقضي معنا بعض الوقت إلي أن.."

عقد حاجبيه لينفي برأسه سريعاً

"نحن لسنا صديقين لنفعل لذلك و أنا لا أشعر بالراحة لتواجدك من حولي لذا من الأفضل أن تختفي من أمامي الآن"

تخطاها ليُغادر فتجعدت ملامحها بعبوس و أمسكت يده فوق مقبض الدراجة تمنعه عن الرحيل ثم التفتت نحو ميني الذي بدا مُحرجاً من تصرفاتها فتنهدت و عادت تنظر نحو كيونغسو الذي ينظر إلي يدها من أسفل نظارته

" اليوم عيد ميلاد ميني و والدته تُحضّر مُفاجئة من أجله و لا يجب أن يعود إلي المنزل الآن لكن هو يرفض الخروج معي و ربما وجودك يجعله لا يرغب بالعودة إلي المنزل الآن"

رفعت كتفيها نهاية حديثها تشرح الأمر ثم عضت علي شفتها بقلق مُنتظرة موافقة الآخر الذي أمال قليلاً كي ينظر نحو ميني

" ميني "

صرخ بإسم ميني ليركض نحوه الصغير بخجل و انحني إليه فابتسم كيونغسو و بعثر شعره

" ما رأيك أن تتناول الغداء معي اليوم؟ "

أعين ميني اتسعت بعدم تصديق و رفع رأسه نحو سويون التي ابتسمت إليه فعض الصغير علي شفته بحماس و اومأ بعنف لتنحني إليه سويون كي يصعد علي ظهرها و سريعاً ميني قفز فوق ظهرها بحماس ليعقد كيونغسو حاجبيه حين قهقهت سويون بسعادة

هز رأسه يفكر أنها  تدّعي اللطف مع الصغير أمامه فقط

جرّ كيونغسو الدراجة و هو يسير بجانبها بهدوء إلي أن وصلا إلي مطعم قريب فدخل ثلاثتهم و جلسوا حول طاولة صغيرة حيث جلس ميني بجانب سويون بينما كيونغسو يُقابلهما

" ماذا تُريد؟"

سويون سألت و هي تتفحص قائمة الطعام لكن ميني كان ينظر إلي ما يوجد خلف القائمة حيث الحلوي و بركن بعيد كان يوجد صورة للمثلجات جعلت من عينيه تلمعان

"أريد مثلجات"

"بعد الغداء صغيري و..."

كيونغسو أجابه بلطف حين تجاهلته سويون لكن عند سماعها ما يقوله الآخر هي رفعت رأسها سريعاً و هي تهزه بالرفض

"لا، لا يوجد مثلجات ميني"

التفتت نهاية حديثها إلي ميني الذي تكتف بعبوس و كيونغسو مجدداً عاد ليعقد حاجبيه

" لا ترفضي ما يُريده هو"

أمال فوق الطاولة يهمس إلي سويون بخفوت كي لا يسمعه ميني فتنهدت سويون و رفضت ذلك

" المثلجات تأثيرها عليه سيئ... قد تقتله دون مبالغة لذا لا يجب أن يتناولها و هو يعرف هذا جيداً"

بررت إليه بهدوء فعاد كيونغسو بظهره إلي الخلف و هو يرمقها بشك

" ماذا... "

كيونغسو عدّل نظارته بعدما أخبروا النادل بطلبهم ثم اقترب من الطاولة يعقد كفيه فوقها متسائلاً

" ماذا حدث لذراعك؟ "

" اااه هذا... "

قهقهت و هي تنظر إلي ذراعها المُجبّرة ثم رفعت عينيها نحوه

" مجرد حادث"

"ألم تقولي أنني السبب؟"

عقد حاجبيه بإنزعاج كونه شعر بالذنب ظناً منه أنه السبب كما قالت

"لا تنظر إلي هكذا"

قهقهت بتوتر لتضم شفتيها قبل أن تهمس

" أنت السبب في أنها كانت تؤلمني... الحادث فقط زاد الوضع سوءاً... لكنني لم أكذب"

اندفعت تُشير إليه بكفها نهاية حديثها كي لا يظن بها السوء فهمهم كيونغسو بلا مبالاة

" جدتي كانت تُعاقبها لأنها سيئة معي لكنها وقعت فوق ذراعها و حدث ذلك"

ميني تدخل بالحديث يدّعي البراءة و اللطف فأومأ كيونغسو بتفهم لتخفض سويون رأسها بخجل

" لست سيئة "

همست بخفوت و تنهدت لينظر إليها كيونغسو بهدوء إلي أن أتي النادل و وضع الطعام أمامهم فأشاح كيونغسو بنظراته بعيداً عنها

___________

طاولة الطعام وُضع فوقها أطعمة صحية فقط صنعها جونغ إن لأجل هانييل و تخصر بعدها ينظر إلي ما فعله بإبتسامة جانبية ليهز رأسه هامساً بغرور

"مثالي للغاية كاي"

استدار بعدها نحو باب غرفة هانييل ليتجه إليها كي يوقظها لكنها كانت تنظر إلي الحائط أمامها بشرود متجاهلة حديثه معها

"أنا أتحدث معكِ"

نكزها بسبابته بعدما لمح عينيها مفتوحتين فحركت نظراتها نحوه لبضعة لحظات ثم أعادتها حيث الحائط أمامها

" الإفطار جاهز، هيا قبل أن يفوت موعد الدواء"

انحني يُبعد الغطاء عن جسدها ثم سحب ذراعها بلطف لكنها احتضنت ذراعها إلي صدرها و ابتعدت عنه

" حسناً.. هانييل"

تنهد و جلس علي طرف السرير مقابلاً لها قائلاً

" ربما أخطأت بعدم حضوري الحفل لكنني نسيت، ماذا؟ ألا تنسين؟ ألستِ بشرية أم أنني فقط من أنسي؟ "

تنهد مجدداً حين لم يتلقي رداً و خرج من الغُرفة ليضع الأطباق فوق صينية و بجانبهم كوب ماء ليعود إلي الغُرفة

" لن أضغط عليكِ لمُسامحتي ، ليس و كأننا مُهتمين بالحديث سوياً لذا فقط تناولي الطعام... "

توقف عن الحديث حين دفعت الصينية بهدوء رافضة تناول الطعام فتركها و تلفت حوله باحثاً عن هاتفها إلي أن وجده فسحبه سريعاً

"ربما إحدي صديقاتك تُقنعك بتناول الطعام و..."

"لا تعبث بهاتفي "

سحبت منه الهاتف هامسة بخفوت فابتسم بجانبية و تخصر بعدها

" إذاً تناولي طعامك أو سأتصل بإحدي صديقاتك لتأتي و تقنعك هي بنفسها"

زفرت بحنق و اعتدلت بجلستها تنظر إلي الطعام بشرود قبل أن ترفع نظراتها نحوه

" لا تُهددني مُجدداً "

" أوووه هل تخافين من صديقاتك؟"

رمش ببراءة مُصطنعه و هو يميل برأسه ليجلس مُقابلاً لها

" أنا لا أخاف أحداً لكن إذا عرفت إحدي صديقتاي بما حدث فستخبران سوهو و إذا سوهو علم بذلك فسوف يكسر عظامك ثم يُلقيها إلي كلاب الشوارع بمناطق متفرقة كي يتأكد أنها لن تجتمع سوياً مجدداً "

ضحك جونغ إن بصخب حين هسهست هي بحده و عقدت ذراعيها إلي صدرها نهاية حديثها بينما تجعدت أنفها بتلقائية

" هذا يعني أنكِ... "

همس بخفوت و استند بكفيه فوق السرير بينما يقترب منها فابتلعت ريقها بتوتر بسبب اقترابه و تراجعت برأسها قليلاً حين شعرت بتلامس طفيف حدث بين أنفيهما

"ربما.. تهتمين لأمري؟"

"بالتأكيد أهتم"

دفعته من صدره بإنزعاج فعاد إلي الخلف لتتنهد هي

"لأنك حفيد أبي سون هون... و ألست والدي الحالي؟ بالطبع يجب أن أهتم لأمرك فأنا لا أريد أن أصبح يتيمة مُجدداً"

جونغ إن توتر حين لاحظ جديتها فتحمحم و اعتدل بجلسته قبل أن يضع صينية الطعام فوق قدميه قائلاً

" إذاً... هيا لتتناولي الطعام"

_____________

توقفت سويون أمام باب المنزل تنظر إلي الساعة بإبتسامة مُتسعة بعد أن نجحت في قضاء وقت طويل مع ابن أخيها بالخارج كي لا يُفسَد الحفل الصغير

"شكراً لك كيونغسو"

همست له بخفوت كي لا يسمعها ميني فعقد كيونغسو حاجبيه بإنزعاج

" لم أسمح لكِ بأن تمحي الرسمية بيننا آنسة سويون"

"ما رأيك بالإنضمام إلينا؟"

تجاهلت الرد عليه دون قصد و ركضت بعدها نحو باب المنزل فتنهد كيونغسو و هو يتلفت حوله لا يعرف هل من المفترض أن يدخل لأنها دعته أو يُغادر لأنه أراد الرفض لكنها لم تُعطيه الفرصة

"كيونغسو، تعال "

صاحت بحماس قبل أن ترفع يدها السليمة لتدق الجرس بينما كيونغسو تنهد يُتمتم بحنق

"قلت لا تُزيلي الرسمية بيننا"

باب المنزل فُتح وحده و المنزل من الداخل كان مُظلماً فتشبث الصغير ميني بقدم سويون بخوف لتضحك هي بخفة و دفعته بلطف كي يبتعد عنها ثم وجهته نحو الداخل ليضبط كيونغسو نظارته بسبابته قبل أن يلحق بهم  بخجل

"عيد ميلاد سعيد ميني "

الأضواء عادت و معها صراخ والدة ميني و جدته فصرخ بحماس ليركض نحو الكعكة المتواجدة فوق الطاولة، و كيونغسو ابتسم علي لطافة ذاك الصغير بينما يقترب خلف سويون ثم انحني نحو المرأتين أمامه

"أمي، هذا معلمي"

ميني صاح بحماس و هو يُشير نحو كيونغسو الذي انحني مجدداً بإبتسامة متوترة فأمال الصغير نحو والدته ينتحب بصوت ظنه مُنخفضاً

"إنه لطيف، عمتي هي من دعته، أليست رائعة؟"

والدته رفعت عينيها نحو سويون التي ابتسمت بتوتر خشية أن يتم توبيخها أمام شخص غريب بينما كيونغسو قهقه علي ما تفوه به ميني للتو

كما يبدو طالبه واقع بحبه

" هل و أخيراً فعلتي شيئاً جيداً بحياتك عديمة الفائدة؟"

قهقهت ساخرة و سويون ضحكت بخفه و كأنها تلقت مديحاً للتو فرفع كيونغسو حاجبيه بتفاجؤ من نبرة والدة ميني كونها بدت وقحة بنظره

"هيا، هيا لنُطفئ الشموع"

صفقت والدة سويون تُبعد التوتر عن الجو ليلتفوا جميعاً حول الطاولة حيث الكعكة متوسطة الحجم المتواجدة بمنتصفها

حين انتهي الحفل الصغير خرج كيونغسو من هناك و خلفه سويون التي تولت أمر توصيله إلي الخارج

"شكراً لك كيو.."

"سيد كيونغسو "

قاطعها بصرامة فقهقهت بخفه و أومأت بعنف

"شكراً لك.. مُعلم كيونغسو"

تنهد حين قهقهت مجدداً و كأنها تسخر منه، صعد فوق دراجته و اتخذ وضع الاستعداد كي يُغادر لكنها وقفت أمامه قائلة

"أعطني رقم هاتفك"

رفع حاجبيه بإستغراب لتهز كتفيها قائلة ببساطة

" كي نُصبح صديقين و حينها يمكنني إزالة الرسمية بيننا "

" و من قال أنني أرغب برؤيتك مجدداً؟!"

هز رأسه بسخرية و غادر بعدها فتنهدت سويون بينما تُراقبه من الخلف و هو يُغادر

"هذا الدائري.... إنه وسيم "

_____________

"لم لا تُجيب هذه؟"

جونميون تمتم بقلق و هو يرتدي ثيابه مُقرراً الذهاب إلي منزل هانييل بعدما تجاهلت اتصالاته و رسائله مجدداً كما كانت تفعل باليومين السابقين

و بينما هو يخرج من المنزل لاحظ اختفاء سيارة والده فـ عاد خطواته إلي الداخل باحثاً عن والدته و لا يعلم لماذا أفكار غريبة و مخيفة بدأت تغزو عقله فجأة

"أبي؟!"

هتف بتفاجؤ حين وجده بمكتبه لينظر نحو باب المكتب خلفه ثم أعاد نظراته إلي والده

"ظننتك بالخارج فسيارتك ليست متواجدة"

"هل ظننتني ذهبت إلي منزل حبيبتك؟"

والده ضحك ممازحاً و جونميون تنهد براحة و هو يومئ برأسه

"لا لم أذهب و ها أنا أمامك"

جونميون أومأ بإبتسامة مرتاحه لكن سرعان ما تلاشت حين أكمل والده

"لكن والدتك فعلت... هي الآن بمنزل سولار "

تصنم جونميون بمكانه لبضعة لحظات يستوعب الأمر إلي أن صرخ بإنزعاج مُقرراً تغيير وجهته لمنزل سولار بدلاً من هانييل

"كنت أعلم أن هذا ما سيحدث "

To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top