7

Start

"هذا ما كان ينقصني"

سويون هسهست بحده و هي تتفقد ساعة يدها بكل دقيقة تقريباً

هي من المفترض أنها كانت ستخرج مع أصدقائها بعد فترة طويلة لم يفعلوا بها ذلك لكنها فجأة وجدت نفسها مضطرة لإعادة ابن أخيها إلي المنزل بعدما ينتهي من تدريبات الموسيقي خاصته

زفرت بضيق حين أتاها اتصال من هانييل لترفع هاتفها مجيبة بنفاذ صبر

"حقاً سأقتل ذاك الصغير و والدته و والدتي و أخي لأتخلص من كل ذلك"

صرخت بهمس لتضحك هانييل بخفه

"لا بأس، أنا و سولار لم نصل بعد و سوهو قال أنه يمتلك اجتماع مفاجئ بالشركه لذا اهدئي هممم؟"

همهمت نهاية حديثها لتتنهد سويون ثم أومأت و كأن الأخري تراها

"حسناً لن أتأخر أيضاً.. ااه ها هم قد خرجوا "

هتفت نهاية حديثها ترفع حاجبيها بتفاجؤ حين التفتت و رأت الصغار يخرجون من بوابة المبني لتُغلق الهاتف تُعيده إلي حقيبتها بينما تبحث عن ميني بين أولئك الأطفال

حين لمحها ابتسامته تلاشت و قلب عينيه بإنزعاج لتقلب عينيها هي الأخري و تكتفت بينما تراه يقترب منها واضعاً يديه بجيوب بنطاله بتعالي

'لن أقع لنظراته البريئة المزيفة' هي فكرت داخلياً تحفظ صورته المغرورة تلك بعقلها كي لا تضعف لاحقاً و تنهدت حين وصل أمامها

"لقد تعكر مزاجي حين رؤية وجهك البشع"

"قلل الجلوس مع والدتك لأنك أصبحت نسخة منها... لا بل الإصدار الأكثر قذارة"

هسهست من بين أسنانها و انحنت تُمسك بيده تجره خلفها بعجل كي لا تتأخر لكنه سحب يده من خاصتها و تكتف بإنزعاج

"ميني رجاءً لا تُفسد يومي من بدايته"

ابتسمت بتصنع و هي تمسح علي شعره بلطف ليهز كتفيه بلا مُبالاة

" أريد مثلجات "

" لا، والدتك ستقتلني إذا سمحت لك بتناولها"

"لن أخبرها"

رمش ببرائة ليُشابك أنامله خلف ظهره بعبوس طفولي جعل من ملامح سويون ترتخي بلطف لكنها سرعان ما هزت رأسها حين استعادت وعيها

"لا... شفاهك تنتفخ و حرارتك ترتفع بسرعة لذا لست بحاجة لإخبارها فهي ستعرف ذلك حين تمرض "

ضرب الأرض بإنزعاج حين عادت تُمسك كفه تجذبه خلفها فتشبث بالأرض بقدميه و هو يُعيد جسده إلي الخلف محاولاً التحرر منها و حين فشل في التحرر منها هو بدأ بالبكاء والانتحاب بصوتٍ عالٍ جاذباً الأنظار نحوهم

" ياااا توقف عن ذلك، أنا لن أحضر لك شيئاً "

استدارت نحوه تصرخ به بغيظ ليتعالي صوت بكائه أكثر يُعاندها بينما هي حركت عينيها بإحراج حول المتواجدين...هو يجعلها تبدو لئيمه

انحنت تجلس القرفصاء أمامه لتضع يد علي فمه بينما يدها الأخري تشبثت بذراعه بقوة كي لا يفلت منها ثم هسهست بحنق

" توقف عن هذا لأنني أكاد أفقد عقلي بسببك"

"أنتِ ماذا تفعلين؟"

سويون فجأة وجدت نفسها مُلقاة أرضاً بعدما دفعها شخص ما صارخاً بها بغضب لتعقد حاجبيها بإستغراب و حركت رأسها جانباً تنظر إلي ذاك الشخص

ثيابه الواسعة التي غرق بها جسده مع نظارته الدائرية و شعره المُنسدل علي جبينه

بدا لطيفاً بهيئته يُعاكس بذلك نظراته الحادة و الغاضبة التي رمقها بها قبل أن ينحني نحو الصغير الذي تمادي ببكائه يتصنع البراءة أكثر أمام معلمه المُفضل

"إهدأ صغيري"

همس بلطف و هو يمسح علي وجنتي الصغير لتستقيم سويون بجذعها لكنها سرعان ما تأوهت بألم لتنظر بعبوس إلي معصمها الذي التوي أسفلها

كيونغسو تنهد حين لم يتوقف بكاء ميني ليتشبث الصغير بساقيه يختبئ خلفها بينما استقام كيونغسو بوقفته ينظر إلي سويون بغضب

" كيف تعنفين طفلاً بهذه القسوة؟ ألا توجد بقلبك أي رحمة؟"

عقدت حاجبيها عندما شعرت أن تلك الكلمات موجهة إليها هي فرفعت رأسها تدريجياً حتي استقرت علي أعين كيونغسو التي أظلمت

" لا أعلم كيف يتركون طفلاً بريئاً مع فتاة مريضة مثلك لكنني لن أُمرر ما فعلته بسهولة..."

"عذراً! "

قاطعته مُضيّقة عينيها بإستغراب لتستند علي كفها السليم حتي وقفت أمامه ثم وضعت ذاك الكف أسفل كفها الآخر الذي تأذي حين وقعت

"لا أفهم عن ماذا تتحدث لكن رجاءً أيها السيد لا تتدخل فيما لا يعنيك طالما أنك لا تعرف شيئاً "

" بلي سأتدخل و إذا لم تتوقفي سأُلقي بكِ في السجن بتهمة الإعتداء علي الأطفال"

أعين سويون اتسعت بخفه لتضحك بعدم تصديق ثم نثرت شعرها بغرور

"عن أي أطفال تتحدث؟ هذا يكون ابن أخي و لمعلوماتك فقط هو ليس طفلاً بل شيطان صغير يمكنه أن يحرق العالم بملامح بريئة لن يشك بها أحد "

أصدر كيونغسو 'تسك' خافته بينما يهز رأسه بعدم تصديق ثم بعثر شعر الصغير الذي يحتضن ساقه

"هيا ميني، أنا سأوصلك إلي منزلك..."

ضغط الصغير علي ساق معلمه التي يتشبث بها و كأنه يحتمي به فسار به كيونغسو نحو دراجته بينما سويون كانت تنظر إليهما بعدم تصديق لتركض بعدها خلفهما تعترض طريقهما فأوقف كيونغسو الدراجة

" لا أعلم من تكون لكن ربما أنت تفهم الموقف بشكل خاطئ لذا رجاءً لا تتدخل و أعطني الصغير لأنني لا أريد أن يتم توبيخي بسببه"

"هل هذا ما تخشينه؟ التوبيخ؟"

قهقه بصدمة يُفسّر كلماتها بصورة خاطئه ثم هز رأسه رافضاً ذلك

"أنتِ حتماً مريضه"

قاد دراجته مُبتعداً عنها لتعقد ذراعيها إلي صدرها لكنها سرعان ما فكت عُقدتهما بتأوه مُتألم ثم عبست حين اختفي كيونغسو بدراجته

" سيتم طردي من المنزل بلا شك "

ضمت شفتيها بصراخ مكتوم بينما تضرب الأرض بقوة قبل أن تتقدم لتوقف سيارة أجرة متجهة حيث المقهي

كانت هي أول من يصل من أصدقائها فجلست أمام إحدي الطاولات و وضعت يدها السليمة علي الطاولة أمامها لتدفن رأسها بها بعبوس تُفكر في أسوأ الأمور التي ستحدث لها بسبب ذاك المُشاغب الصغير

" أحياناً يتعامل معي و كأنه يكرهني و تارة أخري يسخر مني بأنني ابنته و أنه يعتني بي كما أنه سيأتي إلي غُرفتي كل مساء ليُخبرني أنه يمتلك مواعيد باليوم التالي و أنا لا يجب أن أخرج دون إذنه... هو متسلط، سافل، مغرور و مزعج، حقاً لا أفهم ما خطبه و لا أفهم شخصيته، هل هو بارد أم فقط شخص طفولي أم ماذا؟ "

هانييل كانت تتحدث بوتيرة سريعه تسرد تفاصيل ما حدث معها بالفترة الأخيرة إلي سولار بينما تدخلان من باب المقهي لتتجها حيث الطاولة التي تجلس عليها سويون

و حتي الآن سولار مازالت تحاول استيعاب حقيقة أن من تشتم الآن ليست سويون بل هانييل

قد يكون جونغ إن مزعجاً للدرجة التي تُفقد الشخص عقله لكن ليس لدرجة أن تشتم هانييل و تصبح عصبية كلما ذُكر إسمه

" ما بكِ سويون؟"

سولار هزت كتف تلك التي لم ترفع رأسها عن الطاولة رغم سماعها لصوتهما فتبادلتا النظرات بإستغراب حين لم تحصلا علي رد قبل أن تسحبا مقعدين و تجلسا علي جانبيها

"هل حدث شيئ ما؟"

هانييل سألت لتومئ سويون بعبوس لم تتمكن صديقتيها من رؤيته

" مرحباً "

جونميون ألقي التحية بمرح حين انضم إليهم فنظرت نحوه هانييل وسولار ثم أعادتا نظراتهما إلي سويون ليرفع حاجبيه بإستغراب

"ماذا؟ هل حدث شيء ما؟ هل تم طردها من المنزل أم ماذا؟ "

رفعت هانييل كتفيها بعدم معرفة كما هزت سولار رأسها ليميل هو برأسه ينظر نحو سويون

مرت لحظات صامته قبل أن ترفع الأخري رأسها عن الطاولة تنظر إليهم بعبوس و أعين لامعة

" لقد صرخ بوجهي"

"من؟ أخيكِ؟ هل عاد؟ "

هزت رأسها تنفي أسئلة هانييل ثم تنهدت بصوتٍ عالٍ

"ذاك الدائري..."

همست لتتنهد مجدداً

" لقد تغاضي عن جمالي الخلاب و وبخني من أجل ذاك الشيطان الصغير "

أصدقائها الثلاثة تبادلوا النظرات بعدم فهم فأشار جونميون علي رأسه هامساً بأنها فقدت العقل

" إنها النهاية، اليوم سيتم طردي من المنزل حقاً، ذاك الدائري سيُخبرهم بأنني اعتدي علي الأطفال"

" لا أفهم... مـ من ذاك.. الدائري؟ "

سولار ربتت علي كتفها بلطف تتسائل لتُصدر سويون صوتاً باكياً

" وجهه دائري، عينيه دائريتين، نظارته دائرية و وسامته لا حدود لها و لا نهاية كما الدائرة تماماً... هو بأكمله دائري "

انتحبت ببكاء و ألقت برأسها فوق الطاولة مجدداً ليحك جونميون أذنه بملامح تجعدت بعدم فهم

_____________

جونغ إن فتح باب المنزل ليركض نحو الحمام سريعاً، لقد أفرغ كل ما بمعدته و لازال يشعر بالألم فقد وصل إلي المنزل بصعوبة

فقط لو أن هانييل تظهر أمامه الآن هو سيقتلها بلا أدني شك

لقد أفسدت موعده مع حبيبته، أفسدت صورته أمام حبيبته، و كذلك أفسدت معدته

"هانييل"

صرخ بغضب ليتأوه بعدها حين شعر بإنكماش معدته تُصدر صوتاً عالياً، و عاد ليركض مجدداً نحو الحمام

قضي وقتاً طويلاً بالداخل حتي شعر بقدميه رخوتين و بصعوبة خرج ليجلس علي الأريكة بغرفة المعيشه

صاح بإسمها عدة مرات لكن لم يحصل علي رد فوقف من مكانه كي يبحث عنها و لم يجد لها أثراً بالمنزل رغم تحذيره لها من الخروج

جرّ قدميه بثقل نحو غرفة المعيشة مجدداً ليتمدد فوق الأريكة أمام التلفاز مُحتضناً معدته و بداخله هو يتوعد لها بالكثير إلي أن قاطع تفكيره صوت فتح الباب

هي كانت تسير نحو الداخل بحذر خشية أن تلفت انتباهه خاصة و أنها لمحت سيارته بالخارج لكن ما لم تعرفه هو أنه ينتظرها بغرفة المعيشه

"أين كنتِ؟"

نبس ببرود فشهقت بفزع و التفتت إليه بإبتسامة بلهاء

"خرجت مع أصدقائي"

"رائع"

همس بخفوت و تجعدت ملامحه بألم ليضم شفتيه بتأوه مكتوم

" مِن منْ طلبتي الإذن للخروج؟"

وقف من مكانه و اقترب منها بخطوات بطيئة فأخفضت بصرها حيث قدميه الضعيفتين ثم رفعته مرة أخرى تنظر إلي وجهه

" ليس و كأنك ستستمع إلي إذا طلبت الإذن منك "

" مازال يجب أن تُخبريني"

تجشأ ليتأوه بعدها مُمسكاً بمعدته فكشرت ملامحها بتقزز

" ألم تكن أنت من أغلق الباب بوجهي البارحة رافضاً الإنصات إليّ؟"

التزم الصمت و عاد يجلس مكانه حين شعر بتخدر قدميه فاقتربت لتجلس علي الأريكة المجاورة له

" غداً حفل تخرجي"

همست بخفوت و التفتت بجسدها نحوه لتُكمل

"أن تحضر عائلاتنا هكذا يوم لهو أمر هام، لذا و لكونك أبي كما تقول، هل ستحضر الحفل أم لا؟ "

نظر إليها بهدوء لبعض الوقت ثم همهم

"هل هذه تعني موافق أم لا؟ لم أفهم"

"حسناً، أخبريني بالموعد و المكان و أنا سأحاول المجيئ"

رمشت بضعة مرات بغير تصديق لتميل برأسها متسائلة بحذر

" هل حقاً ستأتي؟ "

" نعم، لا بأس بذلك "

تأوه مجدداً فرفعت حاجبيها بإستغراب

"ما خطبك؟هل أنت مريض؟"

شخر ساخراً ليقلب عينيه

" طفلة مشاغبة جهزت الإفطار من أجلي و تسببت بإفساد معدتي "

أصدرت 'أوه' خافته لتبتسم بإحراج كونها نسيت الأمر ثم انحنت برأسها قليلاً

" آسفة، كنت غاضبة لأنك تجاهلتني البارحة و أردت إفساد موعدك"

"هنيئاً لكِ، لقد نجحتي بذلك "

رفع طرف شفتيه بغيظ لتضم شفتيها بخجل ثم ركضت نحو الداخل فعقد حاجبيه بإنزعاج كونها تجاهلته لكن سرعان ما ارتخت ملامحه حين عادت إليه تحمل غطاءاً سميكاً و انحنت تضعه حول جسده

" ماذا تفعلين؟ "

تسائل بخفوت فابتسمت هي حين انتهت لتستقيم بجذعها

" أنت وافقت علي طلبي و كنت سبباً بسعادتي لكنني بالمقابل أفسدت موعدك، و كنت السبب بحالتك هذه لذا سأحاول تخفيف الألم عنك"

رفع حاجبيه لوهلة ثم قهقه بخفه بينما يميل برأسه

"و كيف ذلك؟"

"انتظرني قليلاً "

ركضت نحو المطبخ بإبتسامة مُتسعة باحثة عن مشروب دافئ تصنعه لكليهما و بعد مدة هي عادت إليه بكوبين تناوله أحدهما، بينما خاصتها وضعته فوق الطاولة قبل أن تركض نحو غرفتها تحت نظراته المتفاجئة من تصرفاتها التي بدت غريبة بنظره

" ما هذا؟ "

أشار بحاجبيه نحو الأوراق بين يديها التي عادت بها من الداخل فجلست علي الأريكة المجاورة له تضم ساقيها فوقها قائلة بحماس

" مر شهر تقريباً لذا أعتقد أنه حان الوقت لقراءة ما كتبه أبي لأجلنا"

تنهد جونغ إن يقلب عينيه بملل ليُهمهم لها بلا مبالاة ثم ارتشف القليل من ذاك المشروب الذي قدمته إليه فتجعدت ملامحه بتقزز من مرارته و معدته أصدرت صوتاً خافتاً حين استقر بها المشروب لكن بعد لحظات هو بدأ يشعر بالراحة و الدفئ

رفع حاجبيه بإعجاب حين ارتشف من الكوب مرة أخري و وجد أن طعمه ليس بذلك السوء إذا لم يشرب كمية كبيرة دفعة واحده، و أثناء انشغاله بذاك الكوب بين يديه كانت هانييل تقرأ كلمات والدها بصوتٍ مُهتز، و الكلمات أخذت تتردد في رأسها بصوته

جونغ إن وضع الكوب فوق الطاولة ليعدل الغطاء حول جسده ثم أمال برأسه يستند بها فوق مسند الأريكة يُهمهم مُدّعياً انصاته إلي كلمات جده العميقة لكن هو في الواقع لم يكن مهتماً

"هل تريد أن تقرأ قليلاً؟"

هانييل تسائلت بينما تمسح أسفل عينيها لكنها توقفت حين لاحظت أن الآخر يغلق عينيه و يبدو نائماً

"جونغ إن؟"

مدت يدها تهز كتفه فالتفت بجسده إلي الجانب الآخر لتتنهد حين سمعت شخيراً خافتاً يصدر عنه

رمقت الأوراق بين يديها بنظرة سريعة قبل أن تُعيد نظراتها إلي جونغ إن ثم وقفت من مكانها لتُغلق التلفاز، و اقتربت من جونغ إن تضبط وضعيته قبل أن تتجه إلي غُرفتها

" لا بأس، لقد جلس معي بهدوء للمرة الأولي منذ التقينا، هذا يُعد تقدماً"

همست بخفوت بينما تنظر إلي الأوراق و كأنها تتحدث إلي والدها الراحل لتضعهم بخزانة ثيابها و أغلقت الخزانة بعدها بإبتسامة مُتسعة

__________

"أمي دعيني أشرح موقفي، اعاا هذا مؤلم، انتظري... "

سويون كانت تصرخ بألم و هي تركض بأرجاء المنزل هاربة من والدتها التي تُطاردها بنعلها بكفها تحت أنظار زوجة أخيها الخبيثة و الصغير ميني الذي يُمثّل البُكاء بينما يسترق النظرات من جانب قدم والدته التي يحتضنها

" كيف تتنمرين علي الصغير و تؤذي مشاعره؟ "

" عن أي مشاعر تتحدثون؟ إنه شيطان صغير، أقسم أنه ليس بطفل"

توقفت بمكانها تصرخ من بين أنفاسها لتركض مجدداً حين اقتربت منها والدتها

"مُعلمه قال أنكِ تنمرتي علي ميني للعديد من المرات"

"ذاك الدائري يكون معلمه؟"

همست بخفوت لتتسع عينيها عندما طار نعل والدتها ليرتطم برأسها من الخلف حين حاولت الفرار من الجانب الآخر ففقدت توازنها و وقعت أرضاً فوق ذراعها المُتأذية لتصرخ و هي تتلوي بألم مُمسكة بذراعها تلك

___________

أمام موقع الحفل الطُلاب كانوا يقفون في مجموعات يتبادلون الأحاديث و منهم من كان يتحدث مع والديه بينما بجانب بعيد عنهم هانييل كانت تقف وحيدة تبحث بعينيها عن أصدقائها و جونغ إن الذي لم يظهر بعد و لا يُجيب اتصالاتها

رفعت حاجبيها بتفاجؤ حين رأت سويون تقترب من بعيد بعبوس و إحدي ذراعيها مُجبّرة

"ماذا حدث؟"

"لا أريد تذكر ذلك... أمي رأتني أصرخ من الألم لكنها أيضاً قامت بضربي انتقاماً لميني، أكره حياتي"

صرخت بهمس نهاية حديثها فضمت هانييل شفتيها قبل أن تهمس بتردد

"إذاً لن تأتي عائلتك من أجل الحفل؟"

هزت سويون رأسها بعنف لتتجعد ملامحها بإنزعاج

" بالطبع لا، ليري أصدقائي كم أنا ابنة عاق و أمي تحاول تلقيني درساً لعلي أتوقف عن كوني حقيرة "

أصدرت 'تشه' خافته تختم بها حديثها لتقلب عينيها بملل لكن سرعان ما تبدد غضبها حين التفتت لتري سولار تقترب مع والدتها لتركض نحو والدة سولار سريعاً تحتضنها

"هذه والدتي التي أُريدها "

انتحبت بعبوس فضحكت والدة سولار و هي تُربت علي ظهرها بخفه بينما سولار و هانييل تبادلتا نظرات حزينه قبل أن تتنهدا

" جونغ إن قال أنه سيأتي"

هانييل عضت علي شفتها بحماس فاتسعت عيني صديقتيها لتومئ برأسها بعنف

"حقاً.. لقد أخبرته البارحة و هو لم يرفض ذلك أبداً"

"هذا رائع، أعتقد...."

سويون هتفت بحماس لتزم شفتيها بتفكير قبل أن تُكمل

"أعتقد أنه شخص جيد لكنه فقط... لا أعلم ربما... "

" هو وسيم لكن هذا لا يجعله شخصاً جيداً لذا لا تُبرري له"

التفتوا جميعاً نحو جونميون الذي وصل لتوه يُقاطع كلمات سويون المُتلعثمة فقلبت عينيها بملل في حين أخفضت سولار نظرها بخجل، و هانييل فقط ابتسمت متجاهلة ما قيل للتو

" ألن يأتي والديك؟ "

والدة سولار سألت جونميون فابتسم الآخر و التفت يُشير إلي الخلف حيث يقف والديه سوياً

"هل.. يتشاجران ؟"

هانييل همست بتردد و هي تنظر إلي والدي جونميون فوالده بدا مُنفعلاً عكس والدته التي تُمسك بإحدي كفي زوجها تمسح عليه بلطف و هي تتحدث معه بهدوء

" إنه منزعج أنني أتيت إلي الحفل مع والداي بدلاً من الحصول علي حبيبة تُرافقني، و أمي تحاول إقناعه أن حديثه ليس له داعي... فيما يتعلق بزواجي انهما يتبادلان الأدوار بإحترافية فأبي يبدو كعجوز لم تحصل يوماً علي حفيد و تحاول إنقاذ نسل العائلة بأقصي سرعة"

قلب عينيه يهز رأسه بيأس فضحكوا جميعاً علي ما تفوه به

" والدك محق، أنتم مجموعة من الغرباء كيف لا تُواعدوا طوال سنوات دراستكم؟ ألم تمروا بمرحلة مراهقة علي الأقل؟"

والدة سولار هزت رأسها بيأس لتنفث سويون شعرها بغرور

" بالطبع هذا الحديث لا يشملني "

" نعم فأنتِ واعدتي نصف رجال الكرة الأرضية"

جونميون سخر منها فرفعت طرف شفتيها بإنزعاج ليبتسم هو بإستفزاز

" و ما المشكلة بذلك؟ أليس هذا الهدف من المواعدة؟ إيجاد شخص مناسب لذا من الطبيعي ان تنفصل عن من تواعده كلما وجدته غير مناسب، ليس مثل ابنتي التي ترفض من يرغب بمواعدتها دون تجربة حظها "

رمقت سولار بنظرة حاقده نهاية حديثها لتبتسم سويون بخبث و احتضنت سولار جانبياً بذراعها السليمة

" كانت ستوافق علي مواعدة مينهو لولا تدخل سوهو الذي منعها عن ذلك "

أعين والدة سولار اتسعت بخفه و استدارت نحو جونميون الذي لم يُبدي رد فعل

" لم فعلت ذلك؟ "

" هو لا يُناسبها"

رفع كتفيه بلا مبالاة ليُحرك عينيه نحو سولار و التي ما ان تلاقت نظراتها مع خاصته أخفضت رأسها بخجل

" و من يُناسبها؟ أنت؟ "

سويون هتفت بمزاح ليعم الصمت للحظات قبل أن يبتسم جونميون ورفع كتفيه مجدداً هامساً

"ربما"

___________

" مساء الخير، حبيبتي "

جونغ إن هتف و هو يدلف إلي غرفة النوم التابعة لمنزل هايون فوقفت الأخري من موقعها واقتربت منه بخطوات سريعه تتعلق بعنقه بينما تُقبّل شفتيه بسطحية

"ظننتك لن تأتي بعد ما حدث البارحة خاصة و أنك غادرت سريعاً ، أنا حقاً آسفه"

عبست ليُقبّل عبوسها ثم ألقي بحقيبة عمله فوق السرير ليحتضن خصرها

"كنت مريضاً لذا غادرت بسرعه لكن ها أنا ذا"

أمال نحو شفتيها بينما يدفعها إلي الخلف حتي وقعت فوق السرير ليعتليها بجذعه بينما يده أخذت تتفحص جسدها بجرأة

" انتظر... "

دفعته من صدره كي يتوقف فهمهم إليها لتتوقف حركة يديه علي جسدها بينما شفتيه تُقبلان خاصتها بتقطع

" ذهبت اليوم لشراء فستان أعجبني لكن بطاقتي كانت فارغه"

"سأُعيد شحنها"

همس من بين قُبلاته لتومئ بإبتسامة ثم عادت تدفعه مرة أخرى حين دق هاتفه فسحبته منه سريعاً

"ما هذا؟ لماذا تتصل بك هانييل؟"

"لا أعلم، ربما تريد مال أو ستُزعجني... لنتجاهلها"

أغلق الهاتف بعدما سحبه من يدها و ألقاه بعشوائية ليُعيد سحبها نحوه لكنها مجدداً قاطعته بوضع أناملها فوق شفتيه

"استحم أولاً حتي يجهز العشاء، لازال الليل طويلاً"

تنهد بضجر ليضع قبلة سطحية أخيره فوق شفتيها قبل أن ينسحب نحو خزانة الملابس بينما هي راقبته بإبتسامة إلي أن دخل الحمام لتمحو ابتسامتها تلك و ركضت بعدها نحو حقيبتها باحثة عن غرض ما لكن لا أثر له مما جعلها تتأفف بإنزعاج

"تبحثين عن هذا؟"

تجمدت بمكانها لتبتلع ريقها بصعوبة ثم التفتت إلي جونغ إن الواقف خلفها بإبتسامة جانبيه يحمل بين أنامله شريط دواء

" مجدداً هايون؟"

شخر ساخراً ليُلقيه نحوها ثم اتجه حيث حقيبة عمله يحملها بعنف فركضت نحوه تحتضن خصره من الخلف بفزع قائلة

"أنا آسفه، حقاً آسفة كاي... أنا فقط أريد أن أحصل علي طفل منك و..."

"تحصلين علي طفل دون وعيي و دون ارادتي؟"

هسهس بحنق ليُمسك بكفيها المُتشابكين أمام معدته يفك عقدتهما ثم التفت إليها

"لم لا تريد طفلاً مني؟"

"لأنني غير مستعد لذلك، لازال أمامي الكثير لأفعله و لازال لدي أحلام أرغب بتحقيقها "

تنهدت بعبوس لتمسح دموعها بعشوائية

" هذه ليست المرة الأولي و قد حذرتك سابقاً"

"آسفه"

أجهشت باكية و عادت تحتضن خصره لتدفن رأسها بعنقه

"لن أفعلها مجدداً لكن عدني أنك ستُفكر بجدية حول الأمر... رجاءً كاي ،أريد أن نحصل علي طفلنا قريباً "

______________

"انتهي دور  الفنون، حان دور إدارة الأعمال، هيا هانييل سوهو سيصعد ليتسلم شهادته قريباً"

سويون صاحت بعجل و هي تقترب من هانييل بخطوات سريعه لتسحبها من ذراعها

الجميع كان قد دخل بالفعل و الحفل قد بدأ بينما هانييل فقط من بقيت بالخارج تنتظر جونغ إن

"هاتفه مُغلق، ربما حدث  شيئاً له "

" أو ربما لا توجد تغطية بالمكان الذي يتواجد به... دعينا ندخل أولاً و هو ليلحق بنا"

سحبتها بذراعها السليمة لتنظر هانييل نحو البوابة مرة أخيرة ثم هاتفها قبل أن تترك نفسها لسويون تجرها خلفها

أعداد الطُلاب لم تكن ضخمه لذا انتهو سريعاً إلي أن وجدت هانييل نفسها وحيدة فوق المسرح

بينما تسلم الجميع شهادته من أحد والديه أو كلاهما، حتي سويون تسلّمت الشهادة من والدة سولار، كانت هي تقف وحيدة تنتظر ظهور جونغ إن

لقد أكدت أن ولي أمرها من سيُسلمها الشهادة لكنه لم يتواجد

ضمت شفتيها بعبوس و اقتربت من الطاولة التي تحوي عدد من الرجال و النساء ذوي المكانة الرفيعه بالجامعه لتمد يدها كي تحمل الشهادة بنفسها لكن يد شخص ما سبقتها لتحملها عنها

سحبت يديها إلي جانبها لترفع عينيها الدامعتين نحوه فابتسم جونميون بلطف و أمسك الشهادة بيد بينما الأخري رفعها نحو شعرها يُربّت عليه بلطف

" أتمني لكِ مستقبلاً مُشرقاً و مليئاً بالنجاح صغيرتي"

شهقت باكية ليندفع جسده إلي الخلف حين احتضنته بقوة فتنهد بينما يُربت علي ظهرها من الخلف

و بتلك اللحظة صوت التصفيقات تعالت يظن الكثيرين أنه ربما اعتراف بالحب

لكن علي غير العادة سولار رأت ذاك المشهد دافئ بين أب و ابنته و ليس حبيبين كما كانت تظن سابقاً

أمسك جونميون كف هانييل بلطف و هو يجرها خلفه لينزلا من فوق المسرح كي يتسلم بقية الطلاب شهادتهم و اقترب كلاهما يجلسان بجانب البقية

"سأذهب إلي الحمام"

تركت شهادتها و جائزتها الخاصة مع سويون قبل أن تستأذن ثم غادرت بعدها باحثة عن الحمام لتلتفت سويون إلي سولار التي تجلس مجاورة لها

"هل ألحق بها؟"

سولار هزت رأسها بالنفي و ضمت شفتيها بعدها ثم التفتت مرة أخرى تنظر حيث الباب الذي دخلت منه هانييل لتنظر نحوه سويون هي الأخري

"إذاً، هل هي هانييل؟"

والد جونميون أمال نحوه يتسائل بخبث فجعد الآخر ملامحه بصدمه و هز رأسه بعنف فصرخ والده بهمس

" لماذا ليست هي؟"

"لا يُمكنني رؤيتها بهذه الطريقة أبي، و رجاءً توقف أو صدقني لن أخبرك عن هويتها بأي وقت قريب"

"جد مكاناً تمكث به الليلة لأنني لن أُدخلك إلي منزلي"

همهم جونميون بلا مبالاة و عقد ذراعيه إلي صدره مُدركاً أنه مجرد تهديد من والده

بينما بالحمام حيث كانت تختبئ هانييل خلف أحد أبوابه تضغط بكفها فوق فمها مانعة صوت بكائها من الخروج لكن شهقاتها كانت تتسرب بين الحين و الآخر

لقد وثقت به... بالرغم من أنه ليس والدها لكنها أرادت أن تحظي بذاك الشعور الدافئ

أن يأتي شخصاً من أجلها هي كفرد من عائلتها

لو أنه لم يُعطها الأمل لكانت اقتنعت بأنها لم تعد تمتلك عائلة بعد وفاة سون هون والدها بالتبني

لكن جونغ إن و بدون تفكير في مشاعرها تصرف بتلك الطريقة الغير مبالية

حفل التخرج بالنسبة إليها كان أسوأ مما تخيلت... هي فجأة أصبحت حساسة تجاه كل شيئ

أصبحت تري نفسها ببقعة مُظلمة وحيدة بينما تُراقب الجميع يقفون مع عائلاتهم يتبادلون أحاديث دافئة، صور لطيفة و ضحكات نابعة من القلب

و بتلك الصور التي التقطتها مع أصدقائها و عائلات أصدقائها كانت كما البُقعة المُظلمة بتلك الصور المُزهرة

كانت أول من غادر و لم يمنعها أحدهم لأنهم جميعاً أدركوا ما افتعله جونغ إن بقلبها بعدم حضوره

و عكس ما تخيلوا جميعاً فهي لم تبكي مجدداً بل كانت هادئه

ألقت شهادتها و جائزتها بعدم اهتمام فوق الأريكة بغرفة المعيشة لتتجه إلي غُرفتها و بعشوائية ألقت بجسدها فوق السرير تختبئ أسفل الغطاء دون تبديل فستانها أو خلع حذائها

___________

'صباح اليوم التالي'

"أمي، سوف اتأخر علي التدريب"

ميني صاح بعبوس و هو يسحب كتف والدته النائمه فدفعته بلطف و عادت للنوم متجاهلة إياه فركض نحو غرفة سويون الغارقة بالنوم و صعد إلي جانبها ليضرب بخفة علي وجنتها محاولاً إيقاظها

" ميني؟! لا رجاءً أنا متعبة من حفل البارحه ... أزعجني حين أستيقظ"

دفعته بخفه قبل أن تعود للنوم فشهق الصغير باكياً لتفتح إحدي عينيها تنظر إليه

"ميني أنا لم أفعل شيئاً لذا توقف الآن"

مثّلت البكاء و بحق هي كانت ستبكي بعد قليل حين ظنت أنه سيتم توبيخها مجدداً بسببه

" سوف اتأخر علي التدريب و أمي لا تستيقظ "

تنهدت لتستقيم بجذعها ثم أغلقت عينيها بقوة محاولة الإستيقاظ قائلة بتثاؤب تخلل حديثها الناعس

" حسناً... ارتدي ثيابك و أنا سأجهز خلال دقائق"

اومأ بعنف و ركض سريعاً نحو غرفته بينما هي دفعت الغطاء بعيداً عنها و اتجهت نحو الحمام كي تغتسل

سيارة الأجرة توقفت أمام المبني حيث يحضر الصغير تدريباته لينزل ميني و خلفه سويون التي لم تستيقظ بعد

" فقط للتذكير، لقد كان لدي حفلاً البارحه و لم أنم قبل الرابعة صباحاً لكنني استيقظت و أتيت معك كي لا تتأخر بينما والدتك لم تهتم إلي تأخيرك... لا أقصد أنها لا تهتم إليك فأنت طفلها بعد كل شيئ لكن يجب أن تتذكر أنني أهتم إليك"

و بلا مبالاة هو رفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعه ليستدير مُتجهاً إلي الداخل فرفعت طرف شفتيها بإنزعاج و التفتت كي تُغادر لكنها تذكرت شيئاً ما جعلها تركض نحو الصغير كي تلحق به

" ذاك الدائري... هل هو معلمك حقاً ؟ "

ميني رفع رأسه نحوها و هو يسير بجانبها مُتجهاً نحو الداخل و بعدم فهم هو أمال برأسه لتوضح هي

"أقصد الذي صرخ بوجهي"

"اهاا... نعم إنه معلمي"

همهمت بتفهم و أومأت برأسها لترفع نظراتها نحو تلك الأرجل التي توقفت أمام باب المسرح تمنع دخولها و رفعت عينيها تدريجياً حتي رأت كيونغسو أمامها رافعاً أحد حاجبيه و ذراعيه عُقدا إلي صدره بإنزعاج فرفعت يدها السليمة تلوح إليه بإبتسامة بلهاء

" مرحباً... "

" ادخل ميني و خذ موقعك"

بهدوء تحدث دون أن يزيح عينيه عن سويون التي ابتلعت ريقها بتوتر من نظراته، فركض الصغير نحو الداخل بعدما انحني إلي كيونغسو بإحترام

و بمجرد أن تركهما خرج كيونغسو من غرفة المسرح يبتعد بخطواته عنها كي لا يسمعه الأطفال و معه كانت سويون تتراجع إلي الخلف بتفاجؤ

" هذا التدريب مُهم للغاية لأنه يتعلق بمسابقة وطنيه و التي تكون مهمة بالنسبة إلي ميني لذا إذا تسببتي بتأخيره مُجدداً لا تلومي سوي نفسك"

"أعتقد أنك لم تلحظ ذلك لكن نبرتك بدت كـأنك تُهددني و هذا ليس لطيـ...."

قهقهت بمزاح فقاطعها بجدية

"لا تبدو بل هي تهديدية بالفعل، ربما عائلة الصغير لا تهتم لنفسيته التي تسوء بسببك لكنني أهتم كثيراً لطُلابي و بصفة خاصه ميني و لن أقبل أن تؤثري عليه "

استدار كي يدخل فركضت نحوه لتتخطاه و وقفت أمامه تمنعه عن العبور من خلال الباب ثم أشارت بعينيها نحو ذراعها المُجبّرة قائلة

" تهتم كثيراً لطُلابك لكن لا تهتم لأنك تسببت بكسر ذراعي الثمينة... "

" التدريب ينتهي عند الواحدة و النصف لذا لا تتأخري كي لا يبقي ميني وحيداً"

قاطعها بعدم اهتمام و دفعها بظاهر يده كي يدخل لطُلابه فزمت سويون شفتيها بإحراج قبل أن تلحق به إلي الداخل

"أنتِ ماذا تفعلين؟ "

سألها بهدوء كي لا يُفزع الأطفال فابتسمت بإتساع بينما ميني أخفي وجهه بإحراج من تصرفات عمته

" لم أحظي بنوم جيد لذا ربما أنام بالمنزل و يفوتني موعد إعادة ميني إلي المنزل لذا سأبقي هنا حتي ينتهي... أتمني أن لا تمانع فهذا من أجل ميني"

رمشت ببراءة ليزفر كيونغسو ثم رفع كفه يُشير حيث نهاية المسرح

"إذا قاطعتي تدريباتنا فسوف أطردك إلي الخارج و حينها سأتولي إعادة ميني إلي المنزل "

نبس بصرامة و هي بسرعة أشارت بسبابتها و ابهامها علي شفتيها و كأنها سحاب تُغلقه دليلاً علي التزامها الصمت لتركض إلي نهاية القاعة تجلس حيث أشار إليها كيونغسو بينما هو هز رأسه قبل أن يُعيد نظراته إلي طُلابه

" لنُكمل "

هتف و اقترب يجلس خلف البيانو ليبدأ معزوفته و الطلاب بدأوا بمجاراته بآلاتهم الخاصة تحت نظرات سويون التي كانت تُراقبهم بنعاس فتلك الموسيقي الهادئة لم تكن تساعد علي جعلها مُستيقظة و سرعان ما أمال رأسها إلي الجانب غارقة بالنوم

___________

سبابة هانييل كانت تضرب فوق السرير بخفة بينما عينيها الدامعتين تنظران نحو الحائط بشرود

أصدرت تنهيدة خافتة مُرتجفة حين تذكرت اللحظة التي تم نداء إسمها بها لتتلقي شهادتها

كان الوضع هادئاً و جميع النظرات تتوجه نحوها حيث كانت فوق المسرح وحيدة تنتظر ظهور شخص وثقت به بسذاجة

"أبي"

تمتمت بإختناق مُتذكرة كل كلمة أخبرها بها سون هون و تخطيطاته المُتحمسة لهذا الحفل التي جعلتها تشعر بالدفئ فقط لمجرد تخيلها

سون هون كان قادراً علي جعل الجميع يشعر بالغيرة لإهتمامه و حبه المُبالغ لإبنته المُتبناة أكثر من اهتمام عائلاتهم الحقيقية بهم

لكن سون هون رحل

و جونغ إن لن يكون سون هون أبداً

انكمشت علي نفسها بوضعية الجنين لتميل بوجهها تدفنه بالوسادة ثم أغلقت عينيها بقوة لشعورها بألم قاس يسار صدرها

_____________

ميني تنهد بإنزعاج ليجلس بصورة عكسيه علي المقعد المتواجد أمام خاصة سويون ينظر إليها بحنق كونها لا تستيقظ و لولا وجود معلمه خلفه لربما كان صفع وجهها بقوة كي تستيقظ

" أيتها الآنسه..."

"تُدعي سويون"

ميني أمسك بكف كيونغسو يُخبره بذلك حين اقترب بنية إيقاظها فأومأ إليه بتفهم ثم نكز كتفها بسبابته ببعض القوة

"آنسة سويون يجب أن تُغادري"

تنهد حين لم يجد منها رداً ثم التفت يبتسم إلي ميني بتوتر

"أحضر زجاجة المياه من فوق البيانو "

ميني أومأ بحماس و ركض بعدها نحو البيانو فوق المسرح يُحضر زجاجة الماء ثم عاد يُعطيها إلي مُعلمه قبل أن يصعد فوق المقعد يجلس بوضعيته السابقة يُشاهد ما يحدث بسعادة كونه ظن أن كيونغسو سيُفرغ الزجاجة فوق رأس سويون لكن حماسه تلاشي كما ابتسامته حين وضع مُعلمه بضع قطرات فوق أنامله ثم قام برشها علي وجه سويون

انتفضت ملامح سويون لملمس الماء المفاجئ لوجهها و فتحت عينيها ببطئ حتي رأت كيونغسو يقف أمامها فاعتدلت سريعاً و استقامت تقف أمامه بإبتسامة متسعه فقابلها بنظرات فارغة

" غادري"

رفعت طرف شفتيها بإنزعاج حين التفت ليسبقهم نحو الخارج بينما ميني تخصر بإنزعاج

"هل تريدين جعل مُعلمي يكرهني؟ لماذا لم تُغادري؟"

" ماذا كان إسم مُعلمك؟"

تنهد ميني ليقلب عينيه بإنزعاج

"كيونغسو"

"رائع"

هتفت بحماس لتركض إلي الخارج فاتسعت أعين ميني بفزع و ركض ليلحق بها إلي أن ارتطمت هي بظهر كيونغسو الذي يقف أمام الباب منتظراً خروجهم، و ميني اصطدم بها من الخلف حتي كاد يقع لكنه تشبث بالحائط سريعاً

" أتمني أن ما حدث اليوم لا يتكرر مُجدداً.. هذا التدريب خاص و لا يُسمح بدخول أياً كان إلي الغرفة طالما أنه ليس من المُشاركين"

"إذاً هل يُمكنني المشاركة؟"

قهقهت بمزاح بينما تضرب كتفه فنظر إلي كتفه حيث ضربت ثم أعاد نظراته إليها و هو يمسح علي كتفه بتقزز

" لا، لا يُمكنك فهذا للأطفال فقط"

تركها و غادر ليضرب ميني الأرض بقدمه حين لاحظ انزعاج مُعلمه و رفع رأسه ينظر نحو سويون بحنق

" هيا، أنا جائعه لنتناول شيئاً ما قبل عودتنا"

To be continued...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top