6

Start

هانييل pov

بعض الراحة!

حملت كوب عصير و بعض المُقرمشات لأتجه نحو غرفة المعيشه أجلس أمام التلفاز و أحظي ببعض الراحة بما أن جونغ إن لن يعود للمنزل اليوم لأن زوجته مريضه

يا إلهي لقد قضيت أسوأ أسبوعين في حياتي مع هذا الرجل

أنا تقريباً كنت أخرج بثلاثة مواعيد علي الأقل في الأسبوع الواحد، هو لا ينتظر موافقتي أنا أو أي من الشباب الذين يُدبر لي مواعيد معهم و لا حتي يهتم لرفضنا

هو مُتلهف لتزويجي من أي شخص كان و قد ينجح بذلك بينما أنا لم أحرز أي تقدم معه فلازال كما هو سيئ السلوك

إنه مُنفصم، تارة يبتسم بوجهي و يُخبرني أنه والدي رغم أنني أعلم أنها ليست سوي سُخرية لكن الأمر يبدو غريباً لأنه و بلحظة أخري قد يصرخ بوجهي يُخبرني أنني سأفشل بإغوائه

أنا متي حاولت إغوائه؟

هل رُبما هو يُلمّح لتلك القُبلة؟!

لكن لا يبدو بأنه يتذكرها و كذلك لم أكن أنا من بدأ الأمر

ااه يا إلهي كان من المفترض أن أحصل علي بعض الراحة فلماذا أُفكر به؟

سحبت نفساً عميقاً لأهز رأسي كي أُبعده عن تفكيري ثم وضعت كامل إهتمامي بالتلفاز

لكن...

بعد يومين حفل تخرجي

و جونغ إن لم يُجيبني إلي الآن إذا كان سيأتي أم لا

لا أُعلّق عليه الكثير من الآمال لكنني أرغب حقاً بحضوره

لا أريد أن أكون وحيدة

End pov

____________

قاعة المسرح بالمبني التي يُقام بها التدريبات لمسابقة الصغير ميني كان يتواجد بها عدداً من الأطفال

كل منهم يجلس خلف آلته الخاصة بينما أمامهم علي المسرح كان يقف كيونغسو بإبتسامة مُتسعة يتأكد من حضور الجميع

" الجميع حاضر"

نبس بهدوء و هو يُغلق الملف ليضعه فوق البيانو ثم رفع نظراته نحو الصغار قائلاً

" وجودكم هنا يعني أنكم كنتم جيدين لكن بالطبع هذا لا يعني أن من لم يُشارك هو سيئ... فقط لنقل أن الحظ له دور لأن جميع طلابي كانوا رائعين"

تحدث بهدوء و الصغار صرخوا بحماس و هم يُصفقون بسعادة

"هل نبدأ إذاً؟"

"نعم، مُعلمي"

_____________

"مرحباً، عمتي "

سويون انحنت بإحترام لوالدة سولار قبل أن تدخل خلف سولار إلي غُرفتها

قهقهت بصوت مكتوم حين رأت غرفة سولار لتقلب الأخري عينيها بملل بينما تقترب من السرير لتجلس عليه

"آسفة لكن لا يُمكنني تحمل ذلك... غُرفتك وردية تبدو كعالم باربي"

"أنتِ تقولين ذلك بكل مرة"

سولار عبست لتضع دفترها جانباً و الذي كانت تُدون به إحدي أفكارها لرواية جديده ثم جلست مقابلة لسويون

"ما بكم يا رفاق؟ لا أحد منكم يُجيبني... نحن لم نلتقي منذ فترة طويله و لا تُجيبون رسائلي، ما الخطب؟ "

سويون انتحبت بعبوس لتتنهد سولار ثم رفعت كتفيها هامسه

"أنا فقط مشغولة"

"لا لستِ كذلك، أنتِ فقط تتجاهلين الجميع كي لا نجبرك علي أن نلتقي و تضطرين لرؤية سوهو، و هو يفعل نفس الأمر و يتجاهل الجميع كي لا يراكِ لكن ما لا أفهمه هو لماذا هانييل أيضاً تتجاهلني؟!"

عقدت حاجبيها بإنزعاج ثم أخرجت هاتفها تفتح مُحادثتها مع هانييل و مررت أمامها المُحادثة قائلة

" انظري... هي لا تُجيبني أبداً "

" يا إلهي، هل أصابها مكروهاً؟ "

انتفضت من مكانها بفزع لتقلب سويون عينيها

" أنتِ بخير رغم تجاهلك لي و لا أظن أن مكروهاً قد أصابها هي و سوهو بل يبدو أنكم اتخذتم قراراً بقطع علاقتكم معي"

"هذا غير صحيح"

سولار نفت ذلك سريعاً فقهقهت سويون بصوتٍ مكتوم حين رأت صديقتها تأخذ كلماتها علي محمل الجدية

"ما رأيك أن نذهب لرؤية هانييل و أيضاً كي نتفق علي أمر الحفل... تعلمين سنحتفل وحدنا بعد أن نتخرج رسمياً "

" بعد صدور نتائجنا هذا يعني أننا تخرجنا سويون و النتائج قد صدرت منذ أيام و هذا يعني اننا تخرجنا رسمياً لكنكِ تبحثين عن فرصة للإحتفال ليس أكثر"

بعدم اهتمام سويون قلبت عينيها و وقفت بعدها تتجه حيث خزانة ثياب سولار تُلقي بثيابها علي السرير بعشوائية

" سنذهب أولاً إلي منزل سوهو كي... "

" لا... "

اندفعت برفضها فالتفتت نحوها سويون و بعدم اهتمام رفعت كتفيها

" علي أي حال لم أكن أطلب الإذن منكِ بل أُخبرك بذلك"

_______________

" إذا لم تُخبرني الآن ما الذي تسعي إليه من تصرفاتك الغريبة هذه فصدقني سوف أخبر يونا أن هايون تسعي للحصول علي طفل منك و أنت لم ترفض ذلك"

رافي هسهس بغيظ و هو يسير بجانب جونغ إن يخرجان من الشركة لكن الآخر كان يتجاهله و يكتفي بتلك الإبتسامة المُستفزة التي غالباً ما تزور شفتيه

" كاي لا تكن مُزعجاً و أجبني هيا "

سحبه من مرفقه قبل صعوده للسيارة فتنهد جونغ إن و تجاهل صديقه يصعد إلي مقعده ليركض رافي إلي المقعد المجاور له و صعد بجانبه

"كاي"

صرخ بنفاذ صبر ليُحرك جونغ إن عينيه نحوه ثم أعادها أمامه

" لا أفهم عن ماذا تتحدث"

ادّعي الغباء ليقلب رافي عينيه ثم رفع أنامله يُخفض الواحد تلو الآخر بينما يقول

" ادّعيت أنك تتحدث مع هايون و أصبحت تتحدث عن ليالي حمراء و ما إلي ذلك، قضيت يوماً واحداً فقط مع زوجتك لكنك الآن مُتلهف للعودة إلي منزل جدك حيث هانييل و الآن أنت تُصر علي أن تدعوني أنا و يونا إلي المنزل.."

"أنت.. لا تعتقد أنني أحب هانييل؟"

جونغ إن قهقه ساخراً فهز رافي رأسه بعنف

" لا... بالنسبة إليك الحب هو إقامة علاقة مع امرأة لذا بالطبع لن تنظر إلي فتاة فوضوية مثل هانييل ... "

" من قال أنها فوضوية؟ "

أمال برأسه يتسائل ببراءة ليضرب رافي ذراعه صارخاً بضيق

" أنت قُلت ذلك حين رأيتها أول مره"

"أووه حقاً؟"

رفع حاجبيه بتفاجؤ ثم همهم برضا هامساً

" كنتُ مُحقاً "

" كاي أنت لا تؤذيها صحيح؟.. "

المقصود التفت نحوه بعقدة بين حاجبيه فابتلع رافي ريقه

" أقصد... هل كنت تحاول إيصال رسالة لها بكلماتك حول تلك الليالي الحمراء و بعدها بدأت تستغلها و تؤذيها نفسياً و الآن أنت ستحاول اذلالها أمامنا و..."

"إذا لم تتوقف عن الحديث الآن سألقي بك خارج السيارة و هي تركض بأقصي سُرعتها"

بحنق زفر رافي قبل أن يضرب كتف جونغ إن بقوة و اعتدل بعدها بجلسته ينظر إلي الطريق أمامه إلي أن وصلا حيث مقر عمل يونا التي صعدت إلي السيارة بالخلف تُلقي عليهما التحية بهدوء

" لم لا نذهب إلي منزلنا فقط؟ كاي أنت إلام تسعي بدعوتنا إلي منزل جدك؟ "

جونغ إن رمقها بنظرة سريعه و بينما يُعيد نظراته إلي الطريق هو لمح نظرة رافي نحوه التي يُخبره بها أنه ليس الوحيد الذي يشعر بالغرابة من هذا الأمر

جونغ إن لا يُحب منزل جده، و لم يدعو رافي يوماً إلي منزله و لتناول الطعام أيضاً؟!

فقط رافي و يونا تمنيا أن تكون مجرد معجزة و ليس أن جونغ إن يسعي لشيئ سيئ يفتعله بتلك الفتاة

مددت هانييل جسدها بتعب بعدما أغلقت الحاسوب خاصتها لتخلع نظارتها كي تدعك عينيها بلطف بسبب شعورها بالألم بهما ثم عادت ترتديها مرة أخرى حين فُتح باب غُرفتها فجأة

انتفضت بفزع بسبب رؤيتها جونغ إن يقف أمامها بالغرفة لكنها سرعان ما استوعبت أنه يمتلك مفتاحاً للمنزل الآن إلي جانب أنه لا يؤمن بما يُدعي المساحة الشخصيه

"متي أتيت؟"

" لدينا ضيوف..."

تجاهل الرد عليها و اقترب منها بضعة خطوات فانكمشت بتفاجؤ حين مد كفه نحو شعرها يُعدّل خصلاته بعقدة بين حاجبيه

"لا تخرجي أمامهم هكذا، لم أنتِ فوضوية ؟"

رمشت عدة مرات حين ضرب علي رأسها و ابتعد بعدها مُتجهاً إلي الخارج فركضت نحو المرآة تنظر إلي مظهرها

لم تكن بتلك الفوضوية كما يتحدث لذا هي رفعت كتفيها بعدم اهتمام حين استوعبت أنه فقط يريد ازعاجها و خرجت هي الأخري لتلحق به

جونغ إن، يونا و رافي ثلاثتهم التفتوا نحوها حين خطت غرفة المعيشه لتنحني إليهم برأسها بتوتر فابتسمت يونا و اقتربت منها تحتضنها بجانبية قائلة

"كيف حالك هانييل؟"

"بخير"

همست بخفوت تبتسم بوجهها فالأخري تبدو ودودة، بينما رافي رمق جونغ إن بحده يسبّه بعقله

هانييل بدت هادئة و لطيفه

مظهرها الخارجي كان قادراً علي إفشاء جوانب شخصيتها و لم تبدو أبداً كفتاة تركض خلف الأموال أو أنها قد تُغري جد جونغ إن... و للحقيقة رافي لم يكن أبداً مُصدقاً لذاك الأمر.. أنها عشيقة جد صديقه

" آنسه هانييل"

"فقط هانييل"

ابتسمت بتوتر حين أمسك يدها برُقي و انحني يُقبّل كفها برقة ليقلب جونغ إن عينيه بملل و اقترب يجلس علي الأريكة واضعاً قدماً فوق الأخري

" صغيرتي، جهزي الغداء للضيوف"

صاح بصوتٍ عالٍ ليتبادل رافي نظرات التفاجؤ مع يونا ثم التفتا نحو هانييل التي همهمت بإبتسامة لطيفه و اتجهت بعدها إلي المطبخ لتري ما يمتلكونه من مكونات

"ما بال تلك الـ-صغيرتي - التي تفوهت بها للتو؟"

رافي اقترب من جونغ إن يسأله بعدم فهم فجلست يونا مقابلة لهم تنظر إلي جونغ إن

" هي الآن بمثابة ابنة لي كما تعلم"

رفع كتفيه يُجيبه ببراءة ليُضيّق رافي عينيه بشك بينما يونا تركت هاتفها فوق الطاولة قبل أن تتجه إلي المطبخ حيث هانييل

" اووه، هل تريدين شيئ ما؟"

هتفت بتفاجؤ فهزت يونا رأسها بالنفي و اقتربت منها قائلة

"أتيت لمساعدتك "

" لا، لا بأس سأنتهي سريعاً لا تقلقي"

نفت هانييل بإبتسامة لكن يونا اقتربت ترتدي مئزر الطبخ و ابتسمت بإتساع بينما تمسح عليه بكفها

"هذا ليس خاصة كاي بالطبع "

التفتت نحوها هانييل و اقتربت منها بضعة خطوات بينما تنظر إلي المئزر بإبتسامة شارده

" كان خاصة أبي.. "

حركت أناملها نحو المئزر تُمررها عليه بلمسة رقيقه ثم رفعت نظراتها نحو يونا تُكمل

" بفترة امتحاناتي كان يُحب صنع الطعام و الكعك لأجلي فهو دائماً كان يقول أن الدراسة تحرق الكثير من السُعرات و تُجهد الشخص لذا يجب أن أعوض الطاقة التي أفقدها... و حين يشعر أنني في حالة نفسية سيئه سيسحبني نحو المطبخ و يُشاركني الطبخ لينتهي بنا المطاف نصنع كمية كبيره تكفينا لأشهر لذلك نذهب إلي الميتم و نُقدم الطعام الذي حضرناه للأطفال هناك.. "

عضت علي شفتها السُفلي بخجل حين وجدت أنها تحدثت كثيراً لكن ابتسامة يونا الرقيقة أبدت عدم انزعاجها

" ذاك المُراهق كان رومانسياً للغاية "

ملامحها تبدلت إلي أخري مُتفاجئة و التفتت مع يونا ينظران إلي جونغ إن الذي يقف بجانب باب المطبخ عاقداً ذراعيه إلي صدره

"أنت..."

تقدمت منه و أوشكت علي توبيخه بأعينها التي لمعت بإنكسار لما تفوه به للتو يُفسد ذكرياتها اللطيفة مع والدها الراحل لكن جونغ إن قاطعها بلا مُبالاة قائلاً بينما يعود إلي غرفة المعيشه

"لديكِ ضيوف"

ضمت شفتيها بعبوس بعد أن ابتلعت ريقها بصعوبة لتذهب من أجل رؤية من الزائر بينما يونا تنهدت و هي تُراقب هانييل تُغادر المطبخ ثم اقتربت من الطاولة المُطلّة علي غرفة المعيشه و استندت عليها بكفيها

عبوس هانييل تلاشي تدريجياً و حلّت محله ابتسامة حين رأت أصدقائها الثلاثة يجلسون بغرفة المعيشه لتقترب منهم

"إنها علي قيد الحياة"

صاحت سويون بدرامية و ركضت نحوها تحتضنها بقوة بينما سولار قهقهت بخفة و اقتربت من هانييل هي الأخري كي تحتضنها

جونميون وقف من مكانه بعد أن ابتعدت الفتاتين عن هانييل و اقترب منها هو الآخر يحتضنها بلطف فربتت علي ظهره بإبتسامة

" و أخيراً التقينا، يجب أن يتم توبيخ ثلاثتكم بعد أن تخليتم عني لفترة طويله"

سويون انتحبت بعبوس و اقتربت تحتضن ثلاثتهم لكن سولار و جونميون انتفضا سريعاً حين تلامست أكتافهما لترفع هانييل حاجبيها بتفاجؤ و هي تنظر لهما بينما سويون قلبت عينيها بملل

"هما لم يتصالحا بعد "

أمالت نحو هانييل تهمس لها بذلك لتلتفت إليها هانييل تميل برأسها بصدمة و الأخري اومأت لها بينما تُغلق عينيها و تفتحهما بحركة بطيئة

" اا.. بالمناسبة ألن نخرج اليوم؟ لدينا الكثير من الخطط التي نحتاج إلي..."

"هانييل ممنوعة من الخروج"

جونغ إن قاطعهم ببرود ليترك مقعده بينما رافي صفع جبينه بيأس حين راقب صديقه يتدخل بين الأصدقاء الأربعة... هل فكر بغباء أن جونغ إن ربما تغير؟!

" عذراً!"

جونميون أمال برأسه بإستغراب يهمس بما تردد بأذهان أصدقائه و علي رأسهم هانييل فرفع جونغ إن كتفيه بلا مبالاة بينما يحشر كفيه بجيوب بنطاله

" هذا عقاب لها"

" هانييل ليست طفلة كي تُعاقبها"

سويون قهقهت بمزاح حين لاحظت توتر الأجواء لكن جونغ إن ابتسم لها بجانبية قبل أن يقترب من هانييل ثم رفع كفه نحو هانييل ليضرب أنفها بسبابته بلطف مُتسبباً بصدمتها كما الجميع حين قال

"ليست طفلة بل مراهقة مدمنة علي أفلام الكبار "

أعين هانييل اتسعت تشعر بالحرارة ترتفع إلي وجنتيها حين تمركزت نظرات الجميع نحوها فهزت رأسها بالنفي و ابتلعت ريقها بعدما مررت نظراتها حول الجميع ثم نظرت إلي جونغ إن تُطالبه بعينيها أن لا يتمادي بمزاحه لكنه فقط رفع حاجبيه و أخفضهما بحركة سريعة مُستفزة

"مشاهدة هذا النوع من الأفلام مُضر لصحتها النفسية و الجسديه لذا كان عليّ عقابها كي تتوقف عن ذلك... اااه الإهتمام بالأبناء أصبح صعباً هذه الأيام"

تنهد بصوتٍ عالٍ يختم حديثه بدرامية مُبالغة بينما هانييل عضت علي شفتها تمنع رغبتها العارمة في البكاء بهذه اللحظة

جونغ إن وضعها بموقف مُحرج ليس فقط أمام زوجته و صديقه بل أصدقائها المُقربين كذلك و هذا لم يكن بموقف يمكنها التبرير به

" تمتلك حساً فكاهياً عالياً سيد كيم"

جونميون ابتسم بتصنع فحرك جونغ إن نظراته نحوه

"لكن هذا النوع من المُزاح ثقيل بالنسبة إلي فتاة كما هانييل... إنها نقية و رقيقة لذا مجرد الإستماع إلي هذه الكلمات سيؤثر بنفسيتها"

تقدم من جونغ إن خطوة ليُكمل بجدية

"و أنا لن أسمح لك أن تتسبب لها بأذي و لو كان بسيطاً لا يُذكر"

جونغ إن قهقه بسخرية و تقدم خطوة من الآخر كان علي وشك أن يرد عليه لكن يونا صاحت من المطبخ بينما تشاهد ذاك النقاش الذي بدأ يحتد بينهما

" الطعام يا رفاق أنا جائعة.. هيا هانييل و ليبقي أصدقائك فهذا أكثر مُتعة من تناول الطعام مع مزعجين كما هذين "

"و ما دخلي أنا؟"

هتف رافي بعبوس حين أشارت عليه هو و جونغ إن فضحكت يونا بخفه بينما تخرج من المطبخ لتسحب هانييل من ذراعها بينما تُشير إلي سويون و سولار أن تلحقا بها

" سوهو "

سويون أمسكت مرفقه تسحبه معها نحو المطبخ مقاطعة بذلك النظرات الحادة التي يتبادلها مع جونغ إن و بالنسبة إلي جونميون فهذا الرجل الطويل ذو البشرة البرونزية قد احتل المركز الأول في قائمته السوداء

" لا تهتموا إليه فهو مُزعج"

همست بلطف و هي تمسح علي وجه هانييل التي أدمعت دون مقاومة

"هذا مُحرج، أنا حقاً لم..."

"هل أنتِ بعقلك حتي هانييل؟ نحن نعرف من تكونين لذا حديث ذاك الأحمق لن نصدقه"

جونميون صاح مُقاطعاً إياها بإنزعاج و جونغ إن الذي سمع ما قاله للتو التفت نحو المطبخ و كان علي وشك أن يذهب إلي هناك و افتعال شجار معه لكن رافي احتضنه من الخلف يمنعه عن ذلك

" ذاك الوقح الصغير من يظن نفسه؟ "

هسهس بحنق بعدما ألقاه رافي فوق الأريكة ليجلس بجانبه هامساً بتأنيب

"كنت أعلم أنك تُزعجها لكنك حقاً أحرجتها، المسكينة أوشكت علي البكاء من شدة الخجل"

و ما تلقاه كان فقط نظرة جانبية ساخطة من جونغ إن ثم التجاهل

"أعتقد أننا بحاجة إلي الفلفل الأحمر و..."

يونا همست بتفكير و هي تنظر إلي المكونات أمامها بينما هانييل كانت محرجة كون ما هو متواجد لن يكفي الجميع

" يُمكنني الذهاب للتسوق، أرسلوا لي رسالة بالطلبات"

جونميون نبس بهدوء لتتسع ابتسامة سويون الخبيثة

"سولار أيضاً ستذهب معك"

جميعهم نظروا إليها فقهقهت ببلاهة

" التسوق يحتاج إلي لمسة أنثويه"

رفعت كتفيها ببساطة فتبادلت سولار النظرات مع جونميون ثم أعادت نظرتها إلي سويون

" هانييل يُمكنها... "

" سأذهب وحدي"

قاطعها جونميون بخروجه من المطبخ ثم المنزل لتنكزها سويون بمرفقها هامسة

"الحقي به"

"لكن..."

"هيا لن نخسر صداقتنا بهذا العمر من أجل شخص غريب"

دفعتها من الخلف فتحمحمت سولار و استقامت بوقفتها قبل أن تلحق بجونميون بخطوات سريعه

هو لمحها حين تحركت سيارته قليلاً فتوقف بها و انتظر إلي أن صعدت إلي جانبه بهدوء تعبث بأناملها المتعاقدة فوق فخذيها بخجل تنظر إليهما

" ضعي حزام الأمان "

همس بخفوت لتومئ برأسها بينما تضع الحزام ثم عادت إلي وضعيتها السابقة حين تحرك هو بالسيارة

" إذاً دعونا نجهز المكونات إلي حين عودتهم"

يونا صفقت بحماس بعد أن أملت علي هانييل الطلبات كي تبعثها برسالة إلي جونميون بينما بغرفة المعيشه جونغ إن كان يستند بوجنته علي كفه و هو يجلس علي الأريكة برُكبتيه يُراقبهم بعبوس

" أنت مهووس"

رافي هز رأسه بيأس ليتجاهله جونغ إن مُنزعجاً من سماع ضحكات هانييل، صديقتها و زوجته

لقد تلاشي خجلها سريعاً و حصلت علي اهتمام زوجته البارده و ليس هذا ما كان يُخطط إليه في الواقع

زفر بحنق و ضرب علي الأريكة بقوة جاعلاً من رافي ينتفض بفزع لكن الآخر لم يتمكن من استيعاب الأمر أو اللحاق بصديقه الذي ترك مقعده و ركض نحو المطبخ ليستند علي نافذته من الخارج و هو يلتقط أنفاسه ينظر إلي هانييل بنظرات حاقدة بكل وضوح

هانييل توقفت عن الضحك حين رأت سويون تنظر إلي نافذة المطبخ بتوتر لتلتفت هي الأخري و بتلقائية شهقت حين رأته  مع شعور بالحرارة تسرب إلي وجنتيها حين رأته أمامها

ربما وجهه كان كفيلاً بجعلها تتذكر كلماته التي أحرجها بها منذ قليل

" ماذا تُريد؟"

يونا تكتفت تسأله بفظاظة فعقد حاجبيه و حرك نظراته إليها

"لن أتناول الغداء هنا، سأخرج بموعد مع هايون"

هانييل ضمت شفتيها بعبوس ثم عادت لما كانت تفعله بينما عقدة حاجبي جونغ إن ضاقت أكثر حين شعر بعدم اكتراثها

"اسمعني يا هذا، أنا لم أترك عملي و آتي إلي هنا و أطبخ لكي تذهب أنت و تتسكع مع تلك الحرباء لذا عد إلي مكانك و انتظر حتي يجهز الطعام أو أقسم سأفعل ما يجعلك تفقد فرصتك في الإنجاب"

يونا رفعت قبضتها تهسهس بوجهه بحنق فابتلع ريقه بتوتر ثم زم شفتيه هامساً

"هايون ليست حرباء "

" عد إلي مكانك "

يونا أشارت بسبابتها نحو غرفة المعيشه فاستدار جونغ إن بحنق يعود إلي مكانه سابقاً و تكتف بعبوس فضم رافي شفتيه بقهقهة مكتومه ليرمقه الآخر بنظرة حاده فرفع كتفيه بعدم اهتمام

____________

جونميون تنهد بعد أن انتهي من التسوق و دفع الحساب ليُغادر بينما سولار كانت تسير خلفه بأنامل تتشابك سوياً و بعبوس تُراقبهما

لم يخفي عنه هدوئها المُبالغ و تجاهلها النظر نحوه لذا هذا كان يُزعجه كونه ظن أنها هنا ربما للتحدث معه بشأن ما حدث

وضع الأغراض التي اشتراها بالمقعد الخلفي للسيارة و استقام بعدها يُغلق الباب فزفر حين رأي سولار تقف خلفه بعبوس و رأسها مازال مُنخفضاً لا تنظر إليه

" هل تُريدين شيئ ما؟"

سألها ببرود يتصنعه فضمت شفتيها بتردد و لم تنطق بشيئ ليتنهد

"سولار، انظري إلي"

همس بخفوت ليعقد ذراعيه إلي صدره و استند بظهره ضد السيارة بينما ينظر إليها بهدوء حين لم تفعل ذلك و ظلت تنظر إلي الأسفل

" هانييل صديقتي كما سويون، الفارق بينهما أن سويون تمتلك عائلة، كما أنها تمتلك شخصية تجعلها تعرف كيف تتصرف في أي موقف توضع به.. بينما هانييل مهما فعلت و مهما تصنعت القوة فهي ليست سوي فتاة رقيقة، و حقيقة أنها لا تمتلك عائلة فهذا يجعلها مطمعاً للكثيرين... في الواقع أنا أمتلك مشاعر نحو هانييل قد تعتقدين أنها غريبة لكنها حقيقة مشاعري نحوها.. "

ابتلعت ريقها بتوتر لترفع عينيها نحوه ببطئ فابتسم هو بخفه

" و كأنها ابنتي.. تعرفين الابنة الأولي التي أحظي بها و التي أرغب بحمايتها من العالم لذا ربما أبدو بالنسبة إليكِ و كأنني أحبها كإمرأة لكنني لم أنظر إليها هكذا يوماً و لا هي فعلت المثل... علاقتي مع هانييل مختلفة، لذا حتي و إن كانت تبعث شعوراً غريباً للمُحيطين بنا و يفسرونها كما يريدون فأنا مازلت لن أغير تصرفاتي نحوها "

عضت سولار علي شفتها السُفلي بخجل حين رفع جونميون حاجبيه و أخفضهما بحركة سريعه لتتراجع خطوة و التفتت كي تفتح الباب الأمامي لكنه سرعان ما أمسك بكفها و سحبها نحوه لتعود إلي مكانها هامساً

" لم نتحدث منذ مدة، ألم تشعري طوال تلك الفترة أنكِ رُبما مدينة لي بإعتذار؟"

ضمت شفتيها بخط مستقيم ثم زمت شفتيها تهمس بصوتٍ خافت

"و لماذا أعتذر؟"

"فقط..."

همس و رفع كفها أمام عينيه ليفرد أناملها قبل أن يُشابكها مع خاصته يتسبب بدغدغات لطيفه بمعدتها

" لـ لقد... لقد رفضت مشاعر مينهو "

همست بتلعثم حين لم ينبس بحرف آخر فهمهم يحثها علي الحديث و هو ينظر إلي أنامله التي تُداعب خاصتها بلطف فأكملت بتوتر

" أنا لم...لم أرغب بذلك منذ البداية لكنني كنت محرجة من رفضه مُجدداً"

رفع أناملها نحو شفتيه يُقبلهما بسطحية ثم رفع عينيه نحوها يري ارتجاف مُقلتيها بتوتر

"هذا جيد، مُجدداً إذا طلب أحدهم مواعدتك ارفضيه قائلة أنك ملك لشخص آخر هذا سيجعله يبتعد"

"و لم أقول ذلك؟ "

قهقهت بخجل ليضحك هو الآخر بخفوت

" لأنكِ ملك لشخص آخر بالفعل"

"لكنني لا أذكر ذلك"

أمالت برأسها تهمس بخفوت فاستقام بوقفته و اقترب منها يمحو المسافة بينهما مُحتضناً خصرها بذراعه الأخري

" تُريدين سماعها صريحة؟ "

ضمت شفتيها بخجل و تراجعت خطوة لكنه جذبها نحوه مجدداً

" سنتأخر عليهم، هيا لنعد "

تركها بإبتسامة جانبية ليركض إلي الجانب الآخر نحو مقعده فزفرت هي بإرتجاف ثم حكت مؤخرة رأسها بإحراج قبل أن تصعد إلي جانبه

إذاً... هي لم تفهم تصرفاته نحوها بصورة خاطئه

_________

جميعهم التفوا حول طاولة الطعام حيث جلس جونغ إن بمقدمة الطاولة علي يمينه يجلس رافي يجاوره جونميون و التي جلست سويون بجانبه بينما علي الجانب الآخر كانت يونا بجانبه ثم هانييل و من ثم تجلس سولار بالنهاية و التي قد لاحظت سويون وجود شيئ بينها و بين جونميون لتبتسم بخبث

" طهيك سيئ للغاية هانييل "

جونغ إن همس لينظر إليه الجميع و بلا مبالاة نبس جونميون

"تعرف طريق المطبخ اذهب و اصنع لنفسك طعاماً آخر"

"و ما شأنك أنت أيها الصغير؟"

هسهس بحنق و وقف من مكانه بينما يضرب علي الطاولة بيده فوقف جونميون بالمقابل ينظر إليه بحده

" أووه أنت عشيقها الحالي لذا..."

"سوهو ،اجلس"

هانييل بهدوء تحدثت و أشارت إلي جونميون أن يجلس ففعل ذلك بينما جونغ إن شخر ساخراً حين تم تجاهله

" فقط ليتني خرجت بموعد مع هايون لكان ذلك..."

" أجّل موعدك معها إلي الغد بعد العمل لكن الآن تناول الطعام الذي حضّرته من أجلك "

بإبتسامة لطيفه هانييل دفعت الأطباق نحو جونغ إن لينظر إليها الجميع بإستغراب و جونميون لم يكن راضياً أبداً عن ذلك لكن نظرة هانييل السريعة نحوه جعلته يضم شفتيه بإبتسامة

جونغ إن رمقها بنظرة جانبيه قبل أن يعود للجلوس مرة أخرى يتناول الطعام بإنزعاج

هذا لم يكن هدفه أبداً

كان من المفترض أن يحرجها هو، أن يبرز أمامهم كم هي سيئة كما يراها لكن هانييل كانت تتصرف بلطف مبالغ إلي جانب وجود أصدقائها و بصفة خاصه ذاك المزعج جونميون الذي أفسد جميع خططه

يونا و رافي غادرا أولاً بينما هانييل خرجت مع أصدقائها تودعهم و حين عادت كان جونغ إن يجلس أمام التلفاز يُشاهده بعقدة بين حاجبيه

" جونغ إن"

همست بخفوت حين اقتربت لتجلس بجانبه فهمهم إليها بعدم اهتمام

"أريد أن أطلب منك شيئ ما"

"طلبك مرفوض"

وقف ليتجه إلي غرفة نومه بينما هي اتسعت عينيها بصدمه لتلحق به

"لماذا ترفض قبل أن تسمع ما أريد قوله؟"

"لأنني ببساطة لا أهتم و غداً سنذهب لموعد مهم بعد أن أنتهي من موعدي مع هايون لذا كوني جاهزة و أحذرك من الخروج دون إذني "

صفع الباب بوجهها لتنظر إلي الفراغ بأعين لامعه ثم مدت يدها نحو المقبض لتفتح الباب فالتفت نحوها

" كنت أعرف أنكِ تحاولين اغرائي كما فعلتي مع... "

هو كان يتحدث بإبتسامة جانبية واثقه حين فتحت الباب و هو يُبدّل ثيابه لكن حين رؤيتها ترفع عينيها الدامعتين نحوه قلب عينيه بملل و تكتف أمامها

"لا يرق قلبي لدموع التماسيح لذا وفري محاولاتك"

" إنه حقاً أمر هام، هل يمكنك الإنصات إلي ؟"

أصدر 'أوه' خافتة مُتفاجئة لتلين ملامحه قليلاً و ابتسم بلطف فارتفع حاجبيها تدريجياً علي أمل أن يوافق لكنه و بكل برود رفض ذلك و ألقي بها خارج غُرفته

" أنا أكرهك "

صرخت بحنق ففتح الباب يبتسم إليها

" شعور متبادل "

و مرة أخري صفع الباب بوجهها فعقدت حاجبيها تزفر بعبوس ثم اتجهت إلي غُرفتها بخطوات غاضبه

___________

صباح اليوم التالي

"سيد كيم جونغ إن، الإفطار جاهز من أجلك"

وقفت بجانب طاولة الطعام تنحني إليه بإحترام و نبرتها كانت مُهذبه... مُهذبة للغايه و هذا كان يجب أن يُخيفه

جونغ إن صفر بإنبهار و هو ينظر إلي الطاولة... فنجان قهوته يتصاعد منه البُخار و بجانبه كوب ماء خلفهما طبق يحتوي على شطيرة بينما يجاورهما كوب الحليب الخاص بها و طبق الشطائر خاصتها

"ما المُناسبه؟"

سألها مُضيّقاً عينيه بشك فـ ابتسمت هي و اقتربت
تسحب الكُرسي من أجله ليُمسك بالكرسي بينما يجلس عليه بحذر خشية أن تسحبه فجأة فيجد نفسه علي الأرض بمؤخرة تهشمت من قوة الارتطام

"فقط قلت لماذا لا نضع خلافاتنا جانباً"

قهقه بعدم تصديق و اقترب منها قليلاً ينظر إلى عينيها بشك غير قادر علي تصديقها... ليس بينهما خلافات واضحه كي يضعاها جانباً

" و لماذا أصدقك؟"

"لا يهم... فقط أردت إخبارك بذلك أنني.. اااه من المُحرج قول ذلك أمام شخص بمثابة والدي"

ادّعت الخجل و هو قلب عينيه بسخريه ليرتشف القليل من قهوته

" شخص ما طلب مني الخروج فى موعد"

انتفض بجذعه و اقترب منها بإبتسامة مُتسعه فـ أكملت هي

" لقد اعتاد علي زيارة جدي و التقينا عدة مرات في الحفلات الخاصه بالعمل... إنه شخص جيد "

" رائع إذاً تزوجيه"

صفق بحماس لتعقد هي حاجبيها... جونغ إن أرخي دفاعاته و ظن أن ذاك هو ما يجعلها تتصرف هكذا و للحقيقة هو لم يكن يُمانع خروجها مع شخص ما خاصة و أنه يرغب بالتخلص منها سريعاً

"ما بك تتصرف و كأنك ترغب بالتخلص مني؟ "

" لا، لا.. لا تقولي هذا، أنا فقط أرغب بالاطمئنان علي صغيرتي"

مسح علي شعرها بلطف و ابتسامة مُصطنعه فـ قابلته بإبتسامة تُشابه خاصته ثم سحبت الشطيرة لتضعها بفمه

" تناولها هيا قبل أن تتأخر على عملك"

ابتسم بـ فم مليئ بتلك الشطيرة التي دفعتها به بأكملها ليسحب شطيرتها هو الآخر واضعاً اياها علي طرف شفتيها فـ فرقت بينهما لتقضم منها القليل ليدفعها بأكملها بفمها حتى كادت تختنق

تبادلا النظرات بإبتسامات مُزيفه و أعين تكاد تُغلق بسبب وجنتيهما المُنتفختين ليُديرا وجهيهما إلى الجانب الآخر

---------

جونغ إن كان يجلس علي مكتبه بإبتسامة بلهاء، تارة ينشغل بعمله بحماس و تارة أخري يشرد بعقله يتخيل نفسه بمكتب جديد، منصب جديد و ليس في كوريا بل بالخارج

هو بدا فاقداً العقل بالنسبة إلي زملائه الذين لاحظوا حالته تلك لكنه لم يلاحظ ذلك حتي

تنهد بحماس حين انتهي موعد عمله ليخرج بعدها متجهاً إلي المطعم حيث من المفترض أن يقابل حبيبته، و ربما بسبب انشغاله بأحلامه الورديه هو لم يلاحظ ألم معدته الذي لم يكن سيئاً لكنه لم يكن طفيفاً كذلك

"ماذا تقصد بشخص يرغب بالخروج معها في موعد؟"

هايون تسائلت بصوتٍ عالٍ نوعاً ما تقطع بذلك هدوء المكان فـ رمقها بنظرة سريعه ثم أعاد عينيه نحو قطعة اللحم أمامه ليُكمل تقطيعها ثم رفعها بالشوكة نحو شفتيه يتناولها ببطئ

"هذا يعني أن هناك شخص مُعجب بها"

"و أنت صدقتها؟ ماذا لو كانت تكذب؟ "

صوتها تعالي مرة أخرى فـ زفر و ألقي السكين و الشوكة من يده لينظر إليها بغضب

"ما خطبك تصرخين هكذا؟ هل أردتِ الخروج بموعد كي نتشاجر؟"

هسهس من بين أسنانه ثم دفع الكرسي و أخرج محفظته يضع الحساب علي الطاولة أمامها

" لنلغي هذا الموعد لأنني بدأت أشعر بالانزعاج"

"حبيبي أنا لم أقصد ذلك"

أمسكت يده و وقفت مُقابلة له تتلاعب بأزرار قميصه بتغنج ليتنهد

" ما أقصده أنها ربما تُريد إضاعة الوقت حتي يمر الموعد المُحدد فـ تتقاسم معك المُمتلكات"

"هانييل لا تعرف بأمر تلك الوصيه لذا لا تقلقي "

ربت علي كتفها و دفعها بخفه ليجلس بمكانه مرة أخرى عاقداً حاجبيه

"ما الأمر حبيبي؟"

هز رأسه بلا شيئ و سحب الشوكة مع السكين ليقطع اللحم لكن صوت معدته العالي و ذاك الألم الذي شعر به فجأة جعله يترك ما بيده و يركض نحو الحمام سريعاً

جونغ إن كان يُعاني بالداخل، إسهال مُفاجئ هذا شيئ ليس عادي

لا يذكر أنه كان يُعاني منه بالأيام السابقة و لا يذكر أنه تناول شيئاً فاسداً أو...

" هانييل "

هسهس من بين أسنانه مُتذكراً فنجان القهوة الذي احتساه صباحاً مع تلك الشطيرة

إذاً هذا ما كانت تسعي إليه بتصرفاتها اللطيفة نحوه... كان فخاً كما شك هو لكنه وثق بها كالأبله

To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top