5
Start
سحبت الوسادة تضعها فوق رأسها تضغط عليها بقوة علّها تمنع صوت الطرق العنيف علي الباب، المنزل لا يوجد به سواهما لذا هذا المُزعج منذ الصباح الباكر ليس سواه هو... جونغ إن
زفرت بضيق و استقامت بجذعها ترمق الباب بحنق ثم زفرت مرة أخري بصوتٍ أعلي قبل أن تسير نحو الباب بأعين ناعسة
فتحته بعنف فقابلها وجه جونغ إن الذي يتكئ بكتفه ضد إطار الباب عاقداً ذراعيه إلي صدره و بإبتسامة خفيفة لطيفه استطاع تبديد إنزعاجها لتبتسم إليه ببلاهه
"الطعام جاهز"
رفعت حاجبيها بتفاجؤ و سحبت معصمه تنظر إلي الوقت فاعتدل بوقفته بينما يُراقب رد فعلها بهدوء
" لازالت السادسة و النصف، لم سأتناول إفطاري بهذا الوقت الباكر؟ لا شكراً لك"
نفت بخجل و تراجعت بخطواتها قليلاً ليقترب هو خطوة منها عابساً بلطف
"ألم تنسي ما حدث بعد ؟"
هانييل لوهلة ارتبكت حتي أوشكت علي فقدان توازنها لكن جونغ إن أكمل حديثه لتتنهد براحة
"لم أقصد إزعاجك أنا فقط كنت غاضباً من حقيقة أن الفتاة التي تبناها جدي ليست طفله كما أخبرني بل فتاة ناضجه و غاية في الجمال"
رفع يده نهاية حديثه ليضبط خصلاتها المُبعثره فتنهدت هي بإرتجاف
لكن كل ذلك اختفي بلحظات حين وجدت سماء غرفتها تُمطر بغزارة حتي كادت تختنق
انتفضت من نومها بفزع تنظر في الأرجاء إلي أن وقعت عينيها علي جونغ إن الذي يقف بجانب سريرها حيث كانت نائمه و بيده دلو فارغ لتُدرك حينها كيف أمطرت سماء غُرفتها و كل ذلك لم يكن سوي حلم لطيف صعب تحقيقه
رمشت بضعة مرات و هي تنظر إليه يبتسم نحوها بإستفزاز و لأنه لم يتحدث هي هزت رأسها ببراءة فربما يتحدث لكنه لم يفعل لذا هي فقط رفعت كتفيها تهمس بتلعثم
"لـ لا.. أريد تناول.. الطعام.. الآن"
كلمتها الأخيرة خرجت بصوتٍ أكثر خفوتاً حين صدح صوت قهقهاته الصاخبة بالغُرفة بأكملها لتنكمش علي نفسها بفزع حين سحبها من ياقتها لتجلس علي رُكبتيها علي طرف السرير قريبة منه و بتوتر هي رفعت يديها محاولة إبعاد يده عن ياقتها لكنه أحكم قبضته عليها يجعل من ذلك أكثر صعوبه
" أين ربطة عُنقي الزرقاء؟"
رفعت حاجبيها بعدم فهم ليجرها خلفه حتي وقعت علي الأرض لكنه لم يأبه لذلك بينما هانييل لم تكن تستوعب ما يحدث إلي أن وجدت نفسها علي أرضية غُرفته
"سأستيقظ بعد قليل"
تمتمت بصوت غير مسموع ثم أغمضت عينيها ظناً منها أنه حلم آخر ستستيقظ منه قريباً لكنه لم يكن كذلك
"ياااا سوف اتأخر عن عملي"
مرة أخري سحبها من ياقتها لتقف أمامه
دفعت يده بعيداً عنها و اقتربت من خزانة ثيابه بهدوء لتُخرج ربطة عُنقه الزرقاء و التي كانت بوجهه مُباشرة
فردتها أمامه رافعة أحد حاجبيها فشهق هو بتصنع ليسحبها من يدها
"أووه يبدو أنني لم أراها "
بهدوء هانييل انسحبت من هناك مُتجاهلة ما قال لتعود إلي غُرفتها حتي توقفت بمنتصف الغُرفة تُراجع ما حدث
لربما هي لم تستيقظ بعد
عقدت حاجبيها بضيق حين استوعبت الأمر... هي ليست عبدة لديه ليتعامل معها بهمجية و كأنه مالكها الخاص
"حقير "
هسهست بضيق و استدارت بحركة عنيفة تعود إلي غُرفته مُجدداً و بهمجية هي فتحت الباب فالتفت إليها بإبتسامة مُستفزة بينما يضبط ربطة عُنقه، لم ينتفض أو يُبدي أي رد فعل متفاجئ و كأنه يتوقع ذلك
تقدمت منه بخطوات سريعه لتسحب ياقته بقوة جاعلة منه ينحني إلي مستواها ثم هسهست من بين أسنانها
" لا تتمادي بتصرفاتك معي يا هذا فأنا لست ضعيفة كما تظن..."
جعدت أنفها بإنزعاج فأخفض عينيه ينظر إلي أنفها ثم أعاد عينيه نحو خاصتيها دون رد فعل
"و لا تدخل غُرفتي مرة أخري دون إذن فأنا ناضجة و لست طفلة صغيره و لن أحكم راحتي من أجل مُتطفل مثلك"
"لا تحكمي راحتك صغيرتي "
همس بخفوت فعقدت حاجبيها لنبرته التي لامست بها من الخُبث الكثير و تدريجياً قبضتها حول ربطة عُنقه بدأت تخف ليُحاصر خصرها بذراعيه حين لاحظ ذلك
هانييل شهقت بفزع حين وجدت نفسها مُقيدة بين ذراعيه لتخفض نظراتها نحو الأسفل حيث يدها التي أوشكت علي الاختفاء بين جسديهما المُلتصقين ثم رفعت نظراتها نحوه مرة أخرى حين أمال نحوها برأسه
"لا تشعري بالخجل من والدك صغيرتي"
تحركت بعنف بين ذراعيه بإنزعاج محاولة التحرر فعادت تُجعد أنفها حين فشلت بذلك
" سنتناول العشاء بالخارج فلدينا موعد هام لذا رجاءً كوني نظيفه لا أريد أن أتعرض للإحراج بسببك"
حين ذكر النظافة هو ألقي نظراته حولها بعشوائية من رأسها إلي أخمص قدميها و معه أعين هانييل كانت تتحرك حول جسدها و ثيابها لتفهم أنها للتو تعرضت للإهانه و بطريقة غير مباشرة هو أخبرها أنها قذره
" لا أعرف كيف أكون نظيفه لذا لن أخرج معك كي لا أحرجك "
ابتسمت له بتصنع ليبتسم لها بالمقابل و ترك إحدي ذراعيه تحيط خصرها بينما الأخري رفعها نحو وجهها ليقرص أنفها بقليل من القوة فهزت رأسها كي يتركها
" تحممي، ارتدي ثياباً نظيفة و راقيه، مشطي شعرك القذر هذا جيداً و ضعي بعض العطر كي يُخفي رائحتك المُقززة "
حركت هانييل رأسها إلي الخلف بتوتر حين بدأ يقترب منها إلي أن تلامست وجنتيهما فهمس بجانب أذنها
"لا أمانع مُساعدتك صغيرتي"
عينيها اتسعتا بصدمة حين شعرت بألم طفيف بنهاية أذنها ليبتعد عنها و كأنه لم يفعل شيئاً
" هل... "
همست بعدم تصديق لترفع يدها نحو أذنها مُمسكة إياها
"عضضت أذني للتو؟"
"أووه هل فعلت؟"
رمش ببراءة بينما يميل برأسه فصرخت هي ببكاء لتركض نحو غُرفتها صافعة الباب خلفها بقوة
"ما خطبها هذه؟"
قهقه بصوتٍ مكتوم يشعر بالغرابة من ردة فعلها... ليس و كأنه قام لتوه بحركة جريئة دنيئة لم يكن يجب أن يستخدمها مع فتاة كـ هانييل
بعد بضعة ساعات كانت هانييل تجلس بالمقهى حيث تلتقي مع أصدقائها بالعادة و بالرغم من تواجدهم سوياً منذ دقائق يتبادلون أطراف الحديث كانت هي فقط تنظر إلي كوب العصير خاصتها، قدمها تهتز بتوتر و يدها تُمسك بطرف أذنها بشرود مع قلب ينبض بعنف
كان تصرف بذيئ و هي لا تُنكر ذلك لكنه كان... رُبما لطيفاً و دغدغ قلبها و هو ما يوترها
"لا هذا ليس لطيفاً"
صاحت فجأة و هي تضرب الطاولة بيدها لينتفض أصدقائها بفزع
"ما خطبك هانييل؟ ما هو الغير لطيف؟"
سولار سألتها بإبتسامة لطيفه فرفعت هانييل عينيها نحوها ثم حركت عينيها نحو سويون و جونميون لتتحمحم بتوتر
"لا.. لا شيئ"
ارتجفت شفتيها بإبتسامة متوترة ليومئوا إليها بتفهم عدا جونميون الذي شك أن للأمر علاقة بجونغ إن و لم يكن مُخطئاً بـ شكه
" بالمُناسبة سولار"
هانييل هزت رأسها إلي الجانبين تتجاهل ما حدث صباحاً بقدر الإمكان بينما جونميون رفع هاتفه ينظر إليه بتوتر حين فهم ما ستتحدث عنه هانييل
"البارحة اتصلت بكِ عدة مرات لكن أغلقتي الهاتف و لم تُعيدي الإتصال بي... هل حدث أمر ما؟"
سولار رفعت حاجبيها بهمهمة مُتسائلة إلي أن تذكرت الأمر لترمق جونميون بنظرة سريعه قبل أن تُعيد نظراتها نحو هانييل
" كان لدي موعد لذا..."
"مع من ذاك الموعد؟"
"فقط موعد عادي لكنني نسيت معاودة الإتصال بكِ "
جونميون قهقه ساخراً علي إجابتها فضمت هانييل شفتيها بإحراج حين لم تتمكن من التحدث حول مينهو لتسألها عنه
" لدي موعد الآن أيضاً لذا سأُغادر"
وقفت من مكانها علي عجل حين وصلتها رسالة ما فعقد جونميون حاجبيه و رفع رأسه نحوها ليُمسك بمعصمها
" مع من هذا الموعد؟"
"مجرد موعد"
أجابته بتوتر و سحبت معصمها من كفه ليُمسك به مرة أخرى و وقف هو الآخر
" مينهو؟"
عينيها اتسعتا بخفة فارتفعت طرف شفتيه بسخرية و أمال يسحب هاتفه من فوق الطاولة قبل أن يُغادر بغضب فتبادل الفتيات الثلاثة النظرات لتجلس سولار مرة أخرى
" لم هو غاضب؟ "
بعدم فهم سولار سألت لتتبادل هانييل و سويون النظرات ثم تنهدتا قبل أن تهمس سويون بصوتٍ غير مسموع
" كيف تكتب عن الرومانسية هذه الحمقاء؟!"
تنهدت سويون لتسحب كوب العصير خاصتها ترتشف منه القليل
"لم لا تُخبرينا عن موعدك الهام هذا آنسه سولار؟ "
سويون رفعت حاجبيها ساخرة فزمت سولار شفتيها بخجل
"جميعنا نعلم أنه مينهو فلماذا لا تُخبرينا الحقيقة سولار؟"
المقصودة ضمت شفتيها بعبوس حين تسائلت هانييل بصوت هادئ يحمل بعض العتاب بنبرتها
"لأن سوهو حذرني منه "
سويون صفّرت بإعجاب من إجابتها لتستند بمرفقيها فوق الطاولة تقترب من سولار بفضول ظهر بنظراتها
" سوهو ماذا قال عن الأمر؟ و لم تهتمين لحديثه؟ التفاصيل رجاءً لأنني فضولية"
هانييل قهقهت بخفه حين بللت سويون شفتيها بفضول مُبالغ لتعقد ذراعيها إلي صدرها و التفتت هي الأخري نحو سولار
" مينهو عرض عليّ المواعدة من قبل كما تعرفون لكن سوهو قال أنه لا يليق بي و يجب أن لا أواعده و أضع تركيزي بدراستي... "
نظرت إليهما للحظات تُراقب ردة فعلهما فقابلتها إيماءة فضولية من سويون تحثها علي أن تُكمل و بسبب ما يحدث هنا هانييل تمكنت من نسيان ما حدث معها صباحاً لبعض الوقت
" أنا فعلت كما قال لكن مينهو عاد للتحدث معي مرة أخري... يبدو شخصاً حساساً للغاية و أوشك علي البُكاء حين رفضته مجدداً لذا لم أعرف ماذا أفعل"
"ااه في الواقع مينهو رقيق المشاعر لكنني لست بالشخص الذي سيضعف أمام دموعه"
سويون علّقت بقهقهة بسيطه ثم عادت بظهرها إلي الخلف لتزم سولار شفتيها بعبوس حين أوشكت علي البُكاء
" هذا يعني أنه كلما أراد شخص مواعدتك و بكي لأنكِ أوشكتي علي رفضه ستقومين بمواعدته؟ "
هانييل تسائلت بهدوء لتلتفت إليها سولار مُدركة لما ستقوله هانييل تالياً
"لا يُمكنك فعل هذا سولار لذا لا تكوني مع شخصاً لا تملكين نحوه أي مشاعر و بهذا الأمر لا تهتمي سوي لمشاعرك الخاصه "
تنهدت سولار و عضت شفتها السُفلي بخجل لتقلب سويون عينيها بملل
" أنتِ لا تعرفين كيف تتخلصين من مينهو؟"
اومأت برأسها لتضحك سويون بصخب ثم أخرجت هاتفها لتتصل علي رقم مينهو و فتحت مُكبّر الصوت فنظرت إليها سولار و هانييل بإستغراب إلي أن سمعتا صوت مينهو
" لم تتصلين بي؟"
هذا كان أول ما نبس به لترفع طرف شفتيها بسخرية ثم تنهدت تُشير بعينيها نحو سولار كي تتحدث لكن الأخري هزت رأسها بسرعة ترفض ذلك
" يااا مينهو، توقف عن مُلاحقة سولار هي لا تريد أن تكون معك"
أغلقت الهاتف بوجهه سريعاً لتتسع أعين سولار بينما سويون ابتسمت ببراءة
"يا إلهي انه يتصل بي"
سولار انتفضت بفزع حين رأت اسمه يعلو شاشتها لتعقد هانييل حاجبيها
"أسلوبك خاطئ سويون"
"نعم إنه خاطئ لكنها الطريقة الوحيده لأن سولار الآن ستكون مُضطرة لإعطائه جواب نهائي إما تكون معه أو لا... موقفها لا تُحسد عليه و محرج بالنسبة إليها لكن ليكون عقاباً لها علي ما فعلته بنفسها"
رفعت كتفيها بلا مبالاة نهاية حديثها فضمت سولار شفتيها بغضب قبل أن تصرخ بهمس
" ألم تكوني أنتِ من أخبرتني أنه يريد مواعدتي؟ "
" نعم لأنها كانت رسالة أراد مني توصيلها إليكِ و ليس لي الحق برفضه من نفسي و كذلك لم أجبرك أبداً علي البقاء معه و منذ البداية لم أضغط عليكِ للتفكير بالأمر فقط أخبرتك بالرسالة و كل شيئ كان بيدك أنتِ سولار لذا لا تُلقي اللوم عليّ بينما خجلك هو السبب "
تنهدت نهاية حديثها و لوهلة هي شعرت بأنها حقاً مُخطئة لكنها سرعان ما تراجعت عن تلك الفكرة فهي لم تفعل شيئاً بحق
" اذهبي إلي موعدك معه سولار و أخبريه بمشاعرك الحقيقيه فإذا ضعفتي أمام بكائه الآن تذكري أنكِ ستبكين الأضعاف لاحقاً و هو الآخر سيفعل "
هانييل أرادت التصفيق بحرارة الآن علي ما تفوهت به سويون و واثقة لو أن جونميون كان هنا لفعل المثل فهم لا يرون سويون العقلانية كل يوم
سولار سحبت نفساً عميقاً حين فكرت و اتخذت القرار النهائي لتُغادر إلي موعدها بينما سويون و هانييل التفتتا تنظران إلي بعضهما قبل أن تنفجرا ضاحكتين
"لقد شككت كثيراً أن سوهو يمتلك مشاعر نحوك لكنني واثقة الآن أن من يمتلك مشاعر نحوها هي سولار"
سويون بكل ثقة تحدثت فابتسمت هانييل بخفه و أمالت قليلاً برأسها تنظر نحو باب المقهي
" و أنا لماذا أشعر أن سولار كذلك تمتلك مشاعر نحوه؟"
"هذا أيضاً أنا واثقة منه لذا حان وقت تدخلي "
هانييل أعادت نظراتها نحو سويون لتهز رأسها نافية حين تذكرت ما قاله جونميون باليوم السابق
"لا، دعينا لا نتدخل بينهما... سوهو ناضج و يعرف كيف يتصرف لذا إذا كان يمتلك مشاعر حقاً نحو سولار فربما هناك ما يمنعه من الاعتراف الآن، أما سولار فمهما حدث هي لن تعترف لأنها خجولة للغايه"
حاولت إقناع الأخري بنبرة هادئه و كلمات بسيطه لا توحي بمعرفتها لحقيقة مشاعر جونميون نحو سولار... و سويون كانت سريعة الإقتناع فأومأت إليها بتفهم
" بالمناسبة هانييل... بعد صدور النتيجة سيتم إقامة حفل التخرج و... "
سويون ضمت شفتيها بتفكير فرفعت هانييل حاجبيها تحثها علي التحدث
" هل سيحضر جونغ إن الحفل كفرد من عائلتك؟"
"لازال باكراً التفكير في الأمر لكن يُمكنني إخبارك بكل ثقة أنه لن يفعل ذلك إلا إذا أراد إحراجي أمام الجميع "
ابتسمت بلطف تدّعي عدم الإهتمام نحو حضوره ثم حركت عينيها بعيداً عن صديقتها تشرد بالفراغ مُتذكرة تفاصيل خططها مع والدها الراحل سون هون
هانييل كانت واثقه أن يوم تخرجها كان ليُصبح أكثر أيامها مثالية و سعاده لكن لم تُفكر أنها لربما تقضيه يتيمة كما كانت دائماً
تنهدت بإحباط و هي تدخل من باب المنزل فقابلها جونغ إن عاقداً ذراعيه إلي صدره بينما يرتدي بذلة رسميه مختلفة عن التي كان يرتديها صباحاً حين غادر للعمل
"أين كنتِ؟"
"سأجهز قريباً"
همست بخفوت و جرّت خطواتها نحو غُرفتها بأكتاف مُترهلة ليعقد هو حاجبيه بإنزعاج من تجاهلها لسؤاله فلحق بها بخطوات سريعه و فتح الباب بهمجية فانتفضت هانييل بفزع و تركت طرف بلوزتها التي أوشكت علي خلعها
"أخبرتك أن لا تدخل غُرفتي دون اذن، ماذا لو أنني قد خلعت ثيابي؟"
صوتها الخجول جعله يشخر بسخرية ليقلب عينيه بملل بينما يقترب منها حتي أصبح أمامها لتتراجع إلي الخلف مُمسكة أذنها بحركة تلقائية لم يلحظها هو
"لو أنكِ لا تُريدين مني الدخول لأوصدتي الباب من الداخل... "
قهقه ساخراً ليهز رأسه إلي الجانبين
" الآن فقط عرفت كيف أغويتي ذاك المُراهق"
عقدت حاجبيها بعدم فهم بينما عينيها تتبادلان النظر ما بين شفتيه الباسمتين بإستفزاز و عينيه الخبيثتين إلي أن فهمت مقصده و من هو ذاك المقصود بكلمة مُراهق التي تفوه بها لتوه فالتف وجهه إلي الجانب الآخر بأعين اتسعت بصدمه حين شعر بحرارة وجنته اثر الصفعة القاسية التي تلقاها منها
" أبي سون هون لم يكن مُراهقاً يوماً أو ينظر لي كأكثر من ابنة لديه بل أنت الذي تمتلك ذكاء محدود و عقل صغير لا يُفكر سوي بالقذارة لذا تظن الجميع مثلك أيها المنحرف القذر"
صرخت عليه بهيستيرية بردة فعل مُبالغة بنظره و دفعته إلي الخارج تُلقي به خارج الغُرفة ثم أغلقت الباب لتوصده من الداخل و استندت بظهرها ضده بينما تضم شفتيها بعبوس حين شعرت بإرتجاف جسدها المتوتر من انفعالها للتو لكن بعد كل شيئ هي شعرت بالراحة من الداخل بعدما صرخت بوجهه كونها و بصراخها هي أخرجت بعض المشاعر السلبية التي تمتلكها منذ الصباح سواء بسبب تذكرها لوالدها الذي لم يعد متواجداً أو بسبب تصرفه الغريب معها
فتحت باب غُرفتها بعد فترة ليرفع رأسه نحوها ينظر إليها من الأعلي إلي الأسفل ثم تنهد و ابتعد بظهره عن الحائط
"ضعي بعض مساحيق التجميل لتبرز قيمة الفُستان فبشاعتك تُخفيها"
وضع كفيه بجيوب بنطاله بهدوء لترفع هانييل عينيها نحو وجنته الحمراء ثم عضت علي شفتها السُفلي بندم كونها لم تكن لتفعل ذلك لو أنها كانت بوعيها و ليست تحت تأثير الانفعال
"أنا أضع بالفعل"
أجابته بهدوء ليتفحص وجهها بعينيه و مساحيق التجميل خاصتها كانت خفيفة للغايه
"لتختاري ألوان أكثر جُرأة فهذه الألوان باهتة ولا تليق بالأسود"
"لا أمتلك غيرها لذا إذا كانت لا تُعجبك فلن أذهب إلي أي مكان"
استدارت كي تعود إلي غُرفتها فتنهد ليُحيط معصهما بأحد كفيه و سحبها معه نحو الخارج حيث سيارته فدفعها نحو بابها و استدار هو ليصعد بمقعد السائق لتتنهد هانييل قبل أن تصعد إلي جانبه
كانت هادئة و كفيها يتعاقدان فوق فخذيها بتوتر بينما الدموع قد علقت بطرف عينيها
هذا الوقت حيث يُصبح والدها صاخباً
الأغاني تكون صاخبة و هو يصرخ معها بكلمات عشوائية بينما هي تُراقبه بإستمتاع و قهقهات سعيدة لا تتوقف
لكن هذا... كان هادئاً و بارداً بصورة غير مُريحة بالنسبة إليها
"آسفة"
نبست فجأة ليرمقها بنظرة سريعه قبل أن يُعيد عينيه إلي الطريق أمامه
"علي ماذا؟"
تنهدت لنبرته الباردة و التفتت إليه بجذعها تنظر إلي وجنته ثم ابتلعت ريقها بتوتر بينما ترفع كفها بتردد نحو وجنته لتمسح عليها بإبهامها بلطف فعقد حاجبيه لتصرفها
"هل كانت مؤلمة؟"
"لا"
صفع يدها ببرود فضمت شفتيها بعبوس و عادت إلي وضعيتها الأولي حيث يديها متعانقتين فوق فخذيها و عينيها لا تنظران إلي شيئ آخر سواهما
"انزلي"
خرج من السيارة لتلحق به بخطوات سريعه تحاول مُجاراته إلي أن وصل إلي داخل مطعم راقي و حين دخلا دلهما النادل علي طاولة ما كانت كبيرة بعض الشيء و تحتوي علي الكثير من المقاعد فأدركت حينها أن جونغ إن معروف بهذا المكان فهو لم يحتاج إلي تعريف نفسه او السؤال عن الطاولة
"هل سيأتي الكثير من الأشخاص؟"
همست بتوتر و هي تتفحص المقاعد بأعينها فتجاهل الرد عليها و أخرج هاتفه يعبث به بإبتسامات يوزعها علي ما بهاتفه فحركت عينيها نحوه بفضول لكن سرعان ما أبعدت نظراتها عن الهاتف بخجل و أعين مُتسعه حين رأت مُلصق قذر قد أرسله لمن يتراسل معه
" لم هو منحرف هكذا؟ "
تمتمت تُبعثر نظراتها بالأرجاء إلي أن وصل النادل ليضع أمامهما كأسين من المياه البارده فسحبت خاصتها سريعاً تشربه دفعة واحده إلي أن اختنقت و بدأت بالسعال لكنه لم يهتم و سوي النظرة الساخرة التي رمقها بها هو لم يفعل شيئ آخر
"هل يُمكنني؟ "
أشارت نحو كأسه بصوتٍ مُختنق تحبس به سعالها فحرك عينيه نحوها و ابتسم بخفة ليمد يده نحو الكأس يدفعه نحوها فمدت يدها هي الأخري كي تُمسك به لكن ما ان لامسته أطراف أناملها سحبه هو ليشرب ما به دفعة واحده و من ثم وضع الكأس أمامه ليُعيد نظراته إلي هاتفه بينما هي ضمت شفتيها بخجل و بين الحين و الآخر جسدها ينتفض بسبب سعالها الذي تحاول السيطرة عليه
"سيد كيم"
جونغ إن وقف سريعاً حين نبست امرأة بمنتصف العقد الخامس تقريباً بإسمه لتقف هانييل هي الأخري ضامة شفتيها كي لا تسعل بوجههم
خلف تلك المرأة ابنها الذي كان بنفس عمر جونغ إن و ربما أكبر منه قليلاً و بعدهما بقليل وصل زوجها الذي امتلك ملامح أكثر لُطفاً من خاصة زوجته الحاده
هانييل كادت تختنق بسبب سُعالها الذي تكتمه و كلما تسرب صوت خافت منها تلك المرأة ترمقها بنظرات غريبه و كأنها مُشمئزة منها و هذا لم يكن مُريحاً البته
هي لم تفهم سبب هذا اللقاء و لم جونغ إن قد يصطحبها هي معه بدلاً من زوجته أو حتي عشيقته لذا ظلت مُلتزمة الصمت تُراقب بهدوء ما يحدث بينهما و تلك المُحادثات التي لم تكن سوي عن العمل إلي أن تحدث ذاك الرجل بقهقهة خافته
"يبدو أن الصغار يشعرون بالملل من مُحادثتنا، جونغ مين لم لا تأخذ هانييل إلي طاولة أخري كي تشعرا بالراحة"
ذاك الشاب الذي لم يتحدث منذ وصولهم وقف من مكانه و مد كفه نحو هانييل بإبتسامة لترتفع طرف شفتيها بإبتسامة متوترة و هي تتبادل النظر بينه و بين جونغ إن الذي لم يُعرها إهتماماً فغادرت الطاولة مع المدعو جونغ مين ليجلسا بطاولة أخري بعيدة عنهم قليلاً
" هل بالعادة تكونين صامتة هكذا؟"
جونغ مين سأل بإبتسامة فضمت هانييل شفتيها و هزت رأسها بالنفي
"هناك خطب ما؟ تبدين مريضه؟"
"هُنـ هناك شيئ ما بحلقي"
أجابته بصوت خافت لتضم شفتيها سريعاً حين أوشكت علي السعال فرفع جونغ مين يده يُشير إلي النادل و طلب كوب ماء من أجلها ثم أعاد نظراته إليها حين غادر النادل
"لم تكتمين ذلك؟"
قهقه بإستغراب و هي فقط التزمت الصمت ليتنهد
" إذا كنتِ تشعرين بالخجل يُمكنك الذهاب إلي الحمام"
رفع حاجبيه يحثها علي ذلك فانحنت إليه برأسها قبل أن تقف من مكانها لكنها ارتطمت بالنادل ليقع الماء فوق فستانها و صوت تكسير الكأس لفت الأنظار إلي طاولتهم لتتسع عينيها بخفه
"لا بأس آنسه هانييل، يُمكنك الذهاب "
وقف جونغ مين من مكانه مُشيراً إليها بالذهاب فركضت هي بخجل باحثة عن الحمام بينما جونغ إن ضم قبضته بإنزعاج مُعتقداً أنها تتصرف هكذا عن قصد
"هذا... مُحرج"
تمتمت هانييل من بين سُعالها لتُخرج الهاتف سريعاً تطلب رقم تيمين بينما تضرب الأرض بقدمها بتوتر
" مرحباً هانييل"
"تيمين إنه... أعتقد أنني في.. موعد مُدبر"
"و لم تسعلين هكذا؟"
عقد حاجبيه بإستغراب فهزت رأسها و كأنه يراها
" لا أعلم هل هذا من التوتر أم شيئ عالق بحلقي أنا حقاً لا أعلم"
همهم بتفهم ليدور بكرسيه حول نفسه بينما يستمع إلي سُعالها الذي بدأ يهدأ تدريجياً
" حسناً هانييل هذا تصرف متوقع من جونغ إن لذا حاولي مُجاراته كي لا يشك بشيئ"
"لكن أنا لا أعرف كيف أتصرف مع رجل بهذه الطريقة... "
" فقط كوني علي طبيعتك هانييل، لا تقلقي ليس و كأنه سيجبرك علي الزواج"
تنهدت لتُهمهم إليه قبل أن تغلق الهاتف
سحبت نفساً عميقاً و تحمحمت تتأكد أنها تخلصت من سُعالها قبل أن تعود إلي الطاولة بإبتسامة مُحرجة
" أفضل؟ "
" أفضل "
أومأت إليه ليبتسم جونغ مين بخفه
" أنا آسفة لما حدث، ربما تسببت لك بالإحراج "
" لا تقولي ذلك... إنه مجرد حادث ليس و كأنني لا أتعرض لهكذا مواقف أبداً"
همهمت بتفهم لتُشابك يديها فوق الطاولة بتوتر حين التزم جونغ مين الصمت و هو يُراقبها بهدوء
" لا تشعرين بالراحة بسببي؟"
"لا، لا"
نفت بإنفعال مُحرجة من أنها دفعته ليشعر بذلك لكنها سرعان ما ضمت شفتيها بخجل و هي تنظر حولها بتوتر و خاصة نحو طاولة جونغ إن و والدي جونغ مين
والدته تبدو و كأنها تكرهها
" أنا..."
همست بخفوت ليُهمهم يحثها علي الحديث لكنها لم تعرف ماذا تقول فتنهدت و أخفضت نظراتها نحو كفيها
" دعيني أُخمّن... إما أنكِ مُنزعجة من هذا الموعد أو أنكِ مُنزعجة مني"
رفعت نظراتها نحوه للحظات ثم عادت تخفضها نحو كفيها مرة أخرى
" الأمر ليس كذلك... "
عبست لتعود بظهرها إلي الخلف و أخفضت كفيها إلي حجرها دون أن تُبعد نظراتها عنهما
"أنا فقط لا أعرف كيف أتعامل بموعد ما... هـ هذه مرتي الأولي و أنا لم أكن أعرف أنني قادمة إلي موعد حتي"
قهقه جونغ مين بصخب حين التقط كلماتها الخافته فضمت هي شفتيها بخجل و أغلقت عينيها ظناً أنه يسخر منها
" هذا لطيف"
"لا تسخر مني رجاءً"
رفعت عينيها نحوه تهمس بعبوس ليضم جونغ مين شفتيه بإبتسامة و هو يُهمهم بالنفي
" لا أسخر، فهذا لطيف بالفعل... في الواقع لم أكن أرغب بهذا الموعد لأنني لا أُفكر بالزواج الآن كما أنني ظننتني سألتقي بفتاة غنية مغرورة لكن يبدو أنني مُخطئ... ربما نكون صديقين جيدين"
"هل..."
ضيّقت عينيها و هي تميل نحو الطاولة قبل أن تُكمل بوجنتين توردتا بخجل
" تعرضت للرفض لتوي؟ "
" ليس تماماً... أنتِ لطيفة هانييل، أتمني أن لا تُمانعي بأن أزيل الرسميات "
همهمت إليه بلا بأس فابتسم إليها و أكمل
" كما أخبرتك فأنا لا أُفكر بالزواج الآن، لقد أتيت إلي هنا فقط من أجل والداي... و بالطبع حين أتزوج لن يكون زواجاً مُدبراً"
تنهدت هانييل براحة و ابتسامتها اتسعت حين تخلصت من هذه المصيبة برأيها فقهقه جونغ مين بخفه
" ما هذه الراحه؟ حسناً لا يُمكنني الآن تجاهل فكرة أنني مُزعج بالنسبة إليك "
" لا، أنا فقط لم أرغب بذلك أيضاً و لم أعرف كيف من المفترض أن أرفض... أعني لتوي تخرجت من الجامعه و لازلت صغيرة فلماذا أبحث عن زوج الآن، كما أنني لا أؤمن بالزواج المُدبر"
جونغ مين أومأ إليها بتفهم قبل أن يسحب نفساً عميقاً قائلاً بهدوء
" من يعلم؟ ربما هذا الزواج يتم بموافقتنا و رضا كامل من كلينا لكن ليس الآن بالطبع لذا..."
اقترب من الطاولة يستند عليها بمرفقيه هامساً بمزاح
" لا تظني أنكِ تخلصتي مني "
ضحكت هانييل لتومئ إليه تُجاريه حديثه و هو الآخر قهقه بينما يعود بظهره إلي الخلف
"نطلب العشاء؟ "
أومأت بإبتسامة غافلة عن تلك الأعين التي تُراقبهم بعقدة بين حاجبيه
" يبدو أنهما يتفاهمان جيداً، جونغ مين بالعاده سيُغادر قبل طلب العشاء "
والد جونغ مين تحدث بإبتسامة مُتسعة و هو يلتفت نحو ابنه الذي يضحك مع هانييل براحة ثم أعاد نظراته نحو جونغ إن الذي يجلس مُقابلاً لهم
" يبدو أنها جيدة في التلاعب بالجميع"
والدة جونغ مين نبست ببرود ليُحرك جونغ إن عينيه نحوها للحظات ثم أعاد نظراته حيث هانييل
هي تبدو مُتلاعبة جيدة بنظره هو الآخر
______________
جونغ إن بعد أن فتح باب المنزل تقدم إلي الداخل و ألقي مفاتيحه فوق الطاولة بعنف مما جعل من هانييل تنتفض بفزع لتُغلق الباب و دخلت خلفه رافعة حاجبيها بتفاجؤ
"لم أنت غاضب هكذا؟ كنت سعيداً حين غادرنا المطعم"
حرك رأسه نحوها بحركة سريعه ليستقيم ظهرها بتفاجؤ من نظراته الحادة
"كيف تفعلين ذلك؟"
حركت عينيها بالأرجاء بعدم فهم ليضرب علي الطاولة بقوة و اقترب منها بخطوات واسعه فتراجعت هي بالمُقابل
"كيف تغرين الرجال بهذه السهولة؟ "
تنهدت بإنزعاج ثم رفعت كتفيها بعدم معرفة لتبتسم ببراءة
"لا أعلم، هل..."
تقدمت منه بضعة خطوات حتي توقفت أمامه مباشرة لترفع رأسها نحوه
" هل تشعر أنك مُنجذب نحوي؟"
أمالت برأسها قليلاً فقهقه هو ساخراً و رفع كفه نحو وجنتها يُداعبها بلطف
" هل كانت هذه الطريقة التي أوقعتي بها جدي في شباكك؟"
" أبي... لقد أحبني حين رآني منذ الوهلة الأولي لذا ربما أنا أمتلك سحراً خاصاً"
ابتسمت بخفه مُتذكرة لقائها الأول مع والدها الراحل... سون هون أُعجب بها بالفعل منذ الوهلة الأولي و مع الوقت هو أحبها
لكن ذاك الحب الذي تقصده و تبادلته مع والدها مُختلف تماماً عما يقصده جونغ إن
" و لذا أنتِ تُحاولين استبداله بي "
ضغط علي وجنتها بإبهامه ببعض القوة لتتجعد أنفها بإنزعاج ثم ضربت كفه تُبعده عنها
" لن أُفكر أبداً استبدال أبي برجل آخر و صدقني إذا فعلت فلن تكون انت اختياري"
"و هل اختيارك يكون جونغ مين؟ هو في الواقع مستواه المادي أعلي لذا سيكون وجبة دسمة للصة صغيره مثلك"
قهقه بينما يمد يده نحو شعرها قاصداً مُداعبته لكنها صفعت يده بإشمئزاز و اتجهت حيث غُرفتها بينما تُتمتم بضيق
" يقول أنه والدي و بالوقت ذاته يتعامل معي و كأنني إمرأة رخيصه، أي والد هذا الذي سيتعامل مع ابنته بهذه الطريقة؟! هو لن يكون أبداً مثل أبي سون هون"
ألقت ثيابها المنزلية فوق السرير بإنزعاج لتلتفت نحو الباب بحاجبين معقودين حين فتحه بهمجية
" لا تدخل غُرفتي دون استئذان "
" لو لم ترغبي بأن أدخلها لأوصدتها من الداخل "
رفع كتفيه بلا مُبالاة لتزفر بحنق
" ماذا تُريد؟ "
" تؤ تؤ عيب أن تتحدثي مع والدك بهذه النبرة الوقحه"
هز رأسه مُغلقاً عينيه بعبوس مُصطنع لينقر أنفها بسبابته فابتسمت هي بتصنع و انحنت برأسها قليلاً
" حسناً أعتذر علي نبرتي الوقحة معك، أبي "
" جيد... و الآن أريد أن أخبرك أنني غداً لدي موعد هام بعد العمل و هذا يعني عدم خروجك من هنا أو حتي دعوة أي شخص للمنزل رجل كان أم إمرأة"
رفع حاجبيه مُشيراً إليها بسبابته بتحذير و هي بعدم اهتمام اومأت إليه
هانييل أقسمت بداخلها أنها لو أمضت وقتاً أطول مع هذا الشخص فسيُصيبها الجنون بلا شك
جونغ إن شخص غريب أطوار
لا تفهم تصرفاته و لا تفهم شخصيته
لا تفهم حتي كيف من المفترض أن تتعامل معه؟!
" حسناً... هل انتهيت؟"
همهم بتفكير ليومئ بعدها فرفعت يدها تُشير نحو الباب
"جيد، غادر إذاً كي أُبدّل ثيابي"
"هل تُريدين مُساعده؟"
ابتلعت ريقها بتوتر ثم ضمت شفتيها لتهز رأسها نافية بنفاذ صبر
"شكراً لك، و الآن غادر رجاءً"
همهم بلا مبالاة ليضع يديه بجيوب بنطاله بينما يُغادر غُرفتها و حين أغلق الباب هي استدارت باحثة عن هاتفها لكن سرعان ما انتفضت بسبب فتح جونغ إن للباب مرة أخرى
" بصدق، كيف جعلتي من جونغ مين يتقبلك بهذه السهوله؟"
تركت هاتفها فوق الطاولة تتنهد بضجر و اقتربت من جونغ إن حيث يقف بجانب الباب لتقف أمامه تنظر إليه بهدوء
" هل أنت فضولي تجاه الأمر؟"
عقد حاجبيه ليومئ إليها فابتسمت هانييل بخفه بينما تُبعد يده عن الباب و دفعته إلي الخارج بلطف هامسه
" من الجيد جعل الآخرين فضوليين حولي فهذا سيشغل عقلهم بي"
رفع طرف شفتيه بإبتسامة ساخره ليعتدل بوقفته يهمس بالمُقابل
" لن تحصلي علي اهتمامي مهما فعلتي"
ابتسمت بتصنع و كإجابة علي كلماته أغلقت عينيها و فتحتهما بحركة بطيئة ثم صفعت الباب بوجهه و هذه المرة هي تأكدت من أن توصده من الداخل
حان الوقت لأن تعتاد علي ذلك فهي لم تعد تعيش مع كيم سون هون بل مع حفيده و الذي لا يعرف عن الخجل أو الخصوصية شيئاً
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top