3
Start
" وصية السيد كيم سون هون لن يتم فتحها في الوقت الحالي بل بعد انتهاء امتحانات الآنسة بارك هانييل و لن يتم فتحها سوي بمنزل السيد كيم فهذه وصيته"
محامي السيد كيم و الذي كان صديقاً مُقرباً من حفيده نطق بجدية بينما يُراجع أوراق قضية هامة بين يديه و بلا مبالاة أشار نحو الباب نهاية حديثه فشخر جونغ إن ساخراً و وقف من مكانه ليلتف حول المكتب حتي أصبح واقفاً خلف كرسي صديقه ليجعله يلتف إليه و استند بكفيه فوق مسندي الكرسي ليرفع الآخر عينيه نحوه يرمقه ببرود
"تيمين... أخبرني بتلك الوصية قبل أن أفقد أعصابي"
"لن يتم فتح الوصية سوي..."
قاطعه جونغ إن بسحب ملف من فوق الطاولة يحمل إسم كيم سون هون فوقف تيمين سريعاً محاولاً أخذه منه لكن جونغ إن لم يتركه و ظل يدور حول نفسه بينما يحاول فتح تلك الوصية قائلاً ببرود
"هذا كي تتعلم إخفاء الأوراق الهامة جيداً "
" كاي توقف عن ذلك "
صرخ بغضب ليرفع المقصود كتفيه بلا مُبالاة و التفت يُعطي ظهره إلي تيمين بينما يُمرر عينيه علي تلك الأسطر و التي تجاهل جونغ إن كم المشاعر العميقة المتواجد بها مُكتفياً بمعرفة أهم النقاط و التي تلخصت في...
[ثروة السيد كيم ستكون تحت تصرف بارك هانييل إلي أن تتزوج و مصروف شهري تُحدده هي سيتم إعطاءه إلي حفيده الوحيد' كيم جونغ إن' ببداية كل شهر
إذا تم زواج هانييل قبل مرور عام من وفاة السيد كيم سون هون سيتم تحويل جميع ما يملك السيد كيم إلي حفيده الوحيد كيم جونغ إن و هو الوحيد الذي يمتلك حق التصرف بجميع الممتلكات حينها
و طوال ذلك العام سيبقي كلاهما بمنزل السيد كيم سون هون
أما إذا مر عام و هانييل لم تتزوج سيتم تحويل الثروة بأكملها إلي إسمها ]
أعين جونغ إن كانت تتحرك مراراً و تكراراً يتأكد مما يقرأه و تدريجياً ارتفع طرف شفتيه بإبتسامة ساخرة ليُمزّق تلك الورقة إلي أشلاء فتنهد تيمين و تحرك ليقف أمامه
"أمتلك العديد من النُسخ كما أن الوصية تم توثيقها لدي الحكومة بالفعل لذا..."
رفع كتفيه نهاية حديثه و عاد يجلس بمكانه خلف مكتبه مُدرك لما سيحدث بعد لحظات
تنهد حين رأي جونغ إن يدور حول نفسه بينما يركل الأرض بغضب بين فينة و أخري
شعره أخذ نصيبه من الجذب بقوة و حنجرته أوشكت أن تتأذي بسبب صراخه الحانق إلي أن توقف يلتقط أنفاسه و هو ينظر إلي تيمين
" من تكون هي ليترك لها كل شيئ و يُعاملني بإحتقار هكذا؟ أنا لن أسمح بذلك، هذا حقي أنا و ميراثي أنا و ليس تلك الـ..."
تيمين أشار إليه بسبابته بتحذير فزفر جونغ إن و اقترب من الأريكة يجلس عليها بغضب
"لن أقبل بذلك... هذا لن يحدث، سوف أرفع قضية ضدها تلك السارقة و... "
" السيد كيم هو من ذهب بنفسه لتوثيق الوصية منذ شهرين تقريباً و يوجد دليل علي ذلك لذا لا يُمكنك اتهام هانييل بالسرقة أو رفع قضية ضدها... ليس عليك سوي أن تنتقل إلي منزل جدك و تبقي هناك إلي أن تنتهي المدة "
جونغ إن كان هادئاً كما يبدو من الخارج لكنه لم يكن كذلك أبداً من الداخل
هو يرغب بالصراخ بوجه جده الآن و بهذه اللحظة لكن الآخر كان بقبره بالفعل و لا مجال للقائهم و العتاب الآن
" أتعرف؟ أنا لا أريد منه شيئاً... دع عشيقته تستمتع بما هو من حقي "
قهقه بضيق و وقف بعدها يعدل ثيابه ببعض الحدة فاقترب تيمين بمرفقيه يستند علي الطاولة أمامه و استوقف جونغ إن بصوتٍ عالٍ يتحدث
" كصديق لك دعني أُذكّرك بقطعة الأرض القريبة من حقل الزهور و التي تحتاجها بمشروع شركتك "
الآخر ضم قبضتيه ينظر إلي الأرض بشرود رغم رغبته العارمة في المُغادرة الآن لكن قطعة الأرض تلك بالنسبة إلي جونغ إن هي مستقبله اللامع
"تلك الحقيرة هل تعرف شيئاً عن محتوي الوصية؟ "
عاد بخطواته نحو مكتب تيمين يضرب عليه بحقد فأمال تيمين برأسه يرمقه ببرود
" تُدعي هانييل و ليست حقيرة، و لا، هي لا تعرف شيئاً عن الوصية لأنها لم تسرقها كما فعلت أنت و فتحتها دون اذن"
جونغ إن رفع طرف شفتيه بسخرية ليجلس علي الكُرسي مُقابلاً تيمين واضعاً قدم فوق الأخري ثم عقد ذراعيه إلي صدره بغرور
" لن تُخبرها بالمحتوي الحقيقي لهذه الوصية "
" عذراً؟ "
رفع حاجبيه بعدم فهم و سرعان ما عقدهما حين نمت ابتسامة جانبيه علي ثُغر جونغ إن
" تُريد مني تزوير الوصية؟"
استفهم ليميل جونغ إن برأسه دون إجابة فقهقه تيمين بعدم تصديق
"نحن صديقين لكن ضميري المهني أهم منك و أنا لن أفعل ذلك كما أنني لن أضع نفسي بمأزق بسببك.."
أمال بجذعه نهاية حديثه نحو طاولة المكتب و استند عليها بمرفقيه ليُكمل
" ما الغير مفهوم في أن هذه الوصية موثّقة لدي الحكومة؟"
" لم أقل أنني لن أُنفّذ وصية جدي العزيز "
شخر ساخراً حين ذكر جده ليقلب تيمين عينيه و هز رأسه إلي الجانبين بينما يعود بجذعه إلي الخلف يستند به ضد مسند الكرسي خاصته
"لقد أمهلني عاماً... أتظن أنه سيكون صعباً علي تلك الـ... "
تيمين رفع أحد حاجبيه بتحذير فزفر جونغ إن و إبتسم بتصنع بينما ينطق اسمها من بين أسنانه
"أقصد هانييل... هل سيكون صعباً عليها أن تبقي عازبة حتي انتهاء العام؟ هذا به ظلم لي لذا لا يجب أن تعرف بمحتوي الوصية الحقيقي كي لا تستغل الأمر لصالحها... لكن هذا لا يعني أننا لن نُنفذ وصية جدي"
جونغ إن حاول التلاعب بعقل تيمين الذي أخذ ينقر بسبابته علي المكتب بتفكير بينما الآخر كان يهز قدمه بتوتر
جونغ إن تغاضي عن الكثير من النقاط التي تجعله يرفض اخبارها بهذه الوصية و أهمها أن جونغ إن مُضطر للحصول علي مصروف منها و كأنه طفل صغير... هو لم يفعل ذلك حتي أمام والديه و جده
هو بالفعل لا يهتم لأموال جده، فقط ما يهمه هي قطعة الأرض القريبة من حقل الزهور لكن لأن جونغ إن كاره لفكرة أن تحصل عشيقة جده - كمان يظن- علي كل شيئ فهو سيتمسك بحقوقه و لن يتنازل عنها
"حسناً لكن الوصية الأساسية هي ما سيتم تطبيقها... ستنتقل مع زوجتك إلي منزل السيد كيم لمدة عام، هانييل لن يتم طردها من المنزل لأي سبب كان، إذا مر عام و هي لم تتزوج بعد..."
"حسناً لقد فهمت، ليس هناك داعٍ لتكرار هذا الهراء"
قاطعه بملل فتنهد تيمين ليُخرج دفتراً و قلم قائلاً بينما يفتح الدفتر
" ما الوصية التي يجب أن يتم الإفصاح عنها أمام هانييل؟ "
" لا أعرف... سوف أفكر أولاً و لنتناقش لاحقاً حول الأمر "
وقف من مكانه يُغلق أزرار بذلته و هو يتحدث ببرود فهمهم إليه تيمين و أغلق الدفتر ليخرج بعدها جونغ إن
و ما إن خرج جونغ إن من المكتب و أغلق الباب خلفه ابتسم تيمين بجانبية ليهز رأسه إلي الجانبين بسخرية
____________
،
" بعد أسبوعين سيعود أخي من سفره لذا خمنوا ماذا؟"
سويون كانت تتحدث بهدوء مُبالغ و أعينها تنظر للفراغ بشرود فتبادل سولار و جونميون النظرات سريعاً قبل أن يلتفتا نحو سويون و هانييل اللتان كانتا بحالة مُتشابهة نوعاً ما... و كأن حياتهما لم يعد لها قيمة
" سيتم طردي من المنزل بلا شك "
قهقهت لتضم شفتيها بعبوس فحركت هانييل رأسها نحوها لتتنهد
"يُمكنك أن تأتي للبقاء معي، بجميع الأحوال لقد عُدت يتيمة و وحيدة مرة أخرى"
رفعت يدها تمسح أسفل عينيها بإبتسامة مُنكسرة لتتسرب منها شهقة خافته
"توقفا عن ذلك و رجاءً لتضعا تركيزكما مع الامتحانات، الامتحانات ستبدأ بعد غد لكن حالتكما هذه لا تُبشّر بخير و صدقاني إذا بقيتما علي هذه الحالة فلن تكونا بالمراكز الأولي كما اعتدتما... لا تختما حياتكما الدراسية بدرجات كارثية"
جونميون حذرهما بنبرة حادة نوعاً ما لعل ذلك يُفيقهما لكنه تسبب ببكائهما ليُلقي برأسه فوق الطاولة بإنزعاج
" أنا مُضطرة لأن أكون خادمة لذاك الشيطان الصغير كي لا يشكوني إلي أخي "
انتحبت سويون باكية و صوتها كان مُلفتاً للأنظار لتبتسم سولار بإحراج حين رأت بعض النظرات تتجه إلي طاولتهم
" لا أعتقد أن أخيكِ سيطردك من أجل طفله أو زوجته... أعني هو لن يُصدقهما، أليس كذلك؟ "
سولار التفتت نحو جونميون بنهاية حديثها و هو سريعاً اومأ موافقاً إياها لتهز سويون رأسها إلي الجانبين
"أمي التي تعيش معنا بنفس المنزل لا تُصدقني، فهل سيفعل أخي و الذي لا يعرف كيف هي علاقتنا؟ "
حرك جونميون عينيه نحو هانييل التي تجلس مُجاورة له تبكي بصمت فمد يده نحو خاصتها المتموضعة فوق فخذها ليحتضنها بلطف و ضغط عليها بخفة مُبتسماً لها حين رفعت عينيها نحوه
" والدك أراد رؤيتك ناجحة دوماً لذا لا تُفسدي الأمر بحزنك هذا... هو لن يُعجبه الأمر بالتأكيد"
همهمت إليه بعبوس لترمقهما سولار بنظرة سريعه ثم التفتت نحو سويون قائلة
"ما رأيك أن تأتي معي إلي منزلي حتي تنتهي الامتحانات؟ كي تتمكني من التركيز بدراستك"
"لا بأس... فحتي لو أتيت سيتم طردي بجميع الأحوال لذا سأُجرّب فرصتي الأخيرة "
مسحت علي وجهها بعشوائية لترفع هانييل حاجبيها بتفاجؤ و التفتت إليها تتسائل بهمس
"تُصبحين خادمة لميني؟ "
اومأت سويون برأسها لتتنهد كلاهما بعدها
" أعتذر يا رفاق لكن يجب أن أُغادر "
وقفت سولار من مقعدها تتحدث بعجل بعدما تلقت رسالة فرفعوا رؤوسهم نحوها
"يُمكنني إيصالك"
"لا، هناك شخص قادم لإصطحابي"
رفضت عرض جونميون بإبتسامة و سحبت حقيبتها لتُغادر تحت نظراته التي تُراقبها
"لقد نسيت مُذكرتها"
سويون هتفت بتفاجؤ و هي تحمل تلك المُذكرة أمامها و التي تركتها سولار فسحبها جونميون من يدها و ركض خلف سولار كي يلحق بها
عقد حاجبيه حين رؤيتها تلوح لسيارة ما بإبتسامة ليميل بجذعه قليلاً كي يري بفضول ذلك الشخص الذي تنتظره
"مينهو؟"
تمتم بتساؤل ليستقيم بجذعه بينما يُحرك عينيه مع تلك السيارة حتي غادرت فعاد خطواته إلي داخل المقهي و جلس معهم بعقدة حاجبيه التي لم تنفك
"لماذا لم تُعيد المذكرة لها؟"
هانييل سألته بإستغراب فرفع رأسه نحوها ثم حرك نظراته نحو سويون مُتسائلاً
"ما علاقة مينهو بسولار؟"
"اوه؟"
رفعت حاجبيها بتفاجؤ لكنها سرعان ما ابتسمت بخفة مُجيبة إياه
"أعتقد أنه مُعجب بها و سولار قررت إعطاء نفسها فرصة"
" ألا تشعرين بالغيرة؟ "
صوته كان حاداً نوعاً ما فهزت هي رأسها تنفي بإستغراب
"لماذا قد أشعر بالغيرة؟ نحن تواعدنا لفترة مؤقته و لم يكن بيننا مشاعر عميقة كي أغار عليه"
"و لماذا لم أعرف سوي الآن؟ إلى متي كنتما تنويان إخفاء الأمر عني؟ "
ضرب الطاولة بيده بغضب لتنتفض الفتاتين أمامه بفزع بسبب غضبه المُفاجئ فرفعت سويون كتفيها و أخفضتهما بحركة سريعه
" إنه موعدهما الأول، و أيضاً أنا ليس لدي الحق بإخبارك شيئ خاص بسولار "
" لا تُخبروني بأي شيئ بعد الآن سواء كان خاصاً أم لا "
وقف يحمل أغراضه و معها مُذكّرة سولار ليُغادر بخطوات سريعه أبدت غضبه لتنظر سويون إلي هانييل بتفاجؤ
"ما به غاضباً هكذا؟"
هزت هانييل رأسها بعدم معرفة لتتنهد بينما تحمل أغراضها هي الأخري
" هل ستُغادرين الآن؟ "
" لا، إذا عدت إلي المنزل سيطلبوا مني الذهاب لإصطحاب ميني من المدرسة و أنا حقاً لا أرغب بفعل ذلك"
اومأت هانييل بتفهم لتُغادر هي الأخري مُتجهة إلي المنزل
حين فتحت الباب قابلها طيف والدها بإبتسامة مُتسعة فارداً ذراعيه علي الجانبين يُطالبها بعناق فابتسمت مُتسعة و ألقت بحقيبتها جانباً لتركض نحوه لكن قبل وصولها إليه اختفي و اختفت معه ابتسامتها لتضم شفتيها بعبوس
"اشتقت إليك"
تمتمت بإختناق لتتجه إلي غُرفتها بعدما سحبت حقيبتها معها تحتضنها إلي صدرها
___________
توقفت سيارة أمام منزل سولار لتنزل منها و بإبتسامة لوّحت إلي مينهو ليُغادر بعدها و التفتت هي كي تدخل
"سولار"
جونميون دفع الباب بيده قبل أن تُغلقه ففتحته تنظر إليه بتفاجؤ هامسة بإسمه ليبتلع ريقه بينما يلتقط أنفاسه بصعوبة
" ماذا تفعل هنا؟"
"هذه"
رفع المُذكرة أمامها لتلتقطها بإبتسامة مُحرجه
"لقد نسيتها بالمقهى"
"ااه نعم، كنت علي عجلة لذا لم ألحظ ذلك "
همهم بتفهم لترفع سولار نظراتها عن المُذكرة تنظر إليه بتردد
" تفضل بالدخول"
أفسحت له مجالاً كي يدخل لينفي بإحراج حين استوعب أنه كان شارداً بها
"سوف أغادر"
همهمت بتفهم ليلتفت كي يُغادر لكنه سرعان ما عاد خطواته ففتحت الباب مرة أخرى حيث أوشكت علي إغلاقه
"رأيتك تُغادرين مع مينهو"
اومأت بإستغراب ليُبلل شفتيه ثم أكمل
" هل تتواعدان؟"
"لا... من المُبكر قول ذلك"
عضت شفتها السُفلي بخجل فاقترب منها خطوة لتتراجع خطوتين بالمُقابل
" لا تفعلي"
"ماذا؟"
رفعت عينيها نحو خاصتيه بتساؤل ليقترب منها بضعة خطوات حتي أصبح بداخل منزلها
" لا تُواعديه"
ارتجفت مُقلتيها بتوتر من نظراته الثابتة نحوها لتخفض مُقلتيها تنظر إلي كفه التي ترتفع نحوها إلي أن لامست وجنتها ليرتجف جسدها بخفه
"سوهو "
" هو لا يليق بكِ"
قاطعها بهمس خافت و خطوة أخري خطاها نحوها لتبتلع ريقها و بتلقائية رفعت كفيها تُمسك بهما نهاية سُترته
" أنـ..."
همست بتلعثم لتبتلع كلماتها حين شعرت بإبهامه يتحرك علي وجنتها بلطف
" اهتمي بدراستك أفضل"
تراجع بخطواته إلي الخلف تحت نظراتها المُرتجفة ليغمز إليها بإبتسامة قبل أن يلتفت مُغادراً تاركاً إياها تنظر إلي الفراغ بقلب مضطرب
____________
"ااااه و أخيراً انتهت الامتحانات"
سويون صاحت بصخب و ذراعها تحتضن خصر حبيبها بينما أصدقائها الثلاثة يسيرون خلفها فضحك ثلاثتهم ليهمس جونميون بخفوت
"و لذلك ستنفصل عنك أيها المُغفل"
هانييل قهقهت بخفه لتنكز كتف جونميون بمرفقها كي يصمت بينما سولار رمقتهما بنظرة جانبيه قبل أن تُعيد نظراتها نحو سويون التي تقف مع حبيبها أمام سيارته
و علي بُعد خطوات منهم كانت هناك سيارة أخري بدت و كأنها تُراقبهم لكن لم ينتبه إليها أي منهم
"إنه مصدوم"
هانييل همست تُراقب ملامح وجه حبيب صديقتها ليضحك جونميون بصخب حين صعد الفتي إلي سيارته و غادر المكان بغضب فعادت سويون خطواتها نحوهم بإبتسامة مُتسعة
" من سيأتي معي للتسوق؟يجب أن أحُضر بعض الطلبات لأجل والدتي "
هتفت بحماس لتميل هانييل برأسها قليلاً تنظر حيث كانت تقف سويون مع حبيبها فأشارت إليها الأخري بلا مبالاة
"إنه ثرثار كما أنه سيئ بالتقبيل لذا انفصلنا... هيا من سيأتي معي؟"
تبادل الثلاثة النظرات ليضحكوا بخفه ثم اقتربت هانييل منها تحتضن ذراعها
" أنا يجب أن أتسوق"
"أنا أيضاً"
سولار كذلك انضمت لهما ليرفع جونميون كتفيه و أخفضهما بعدم اعتراض و سار بجانبهم هو الآخر حيث كان يسير علي الطرف و علي الطرف الآخر كانت تسير سولار بينما هانييل و سويون بالمنتصف
و تلك السيارة أخذت تتحرك خلفهم ببطئ كي لا يُلاحظوها
" غداً ستُفتح الوصية، أليس كذلك؟"
سويون تسائلت لتتوجه جميع النظرات نحو هانييل التي همهمت بخفوت
" هذا يعني أنكِ ستُقابلين حفيد والدك، ااه لقد سمعت أنه وسيم"
"كما أنه يمتلك زوجة"
قاطعت تأملاتها لتتنهد الأخري بإحباط
"إنه ذكي كذلك، هذا مؤسف"
"لا تأسفي كثيراً ليس و كأنكِ لو حظيتي بفرصة معه ستتزوجين به"
جونميون قهقه ساخراً لتضحك سويون سريعاً موافقة إياه
أربعتهم دخلوا إلي السوق لتتوجه سولار حيث تتواجد الفاكهة بينما هانييل كانت قد اتجهت مع سويون حيث تتواجد الخُضرة... و جونميون اكتفي بالسير بخطوات بطيئة خلف سولار يتفحص المكان بعدم اهتمام
" هل سأبدو سيئة لو قُلت أنني سعيدة بذلك؟"
سويون تسائلت بعبوس لتركض نحو أحد الأرفف بينما تجر أمامها عربة التسوق لتلحق بها هانييل
"أعني أنا حقاً اشتقت إليه لكن تأجيل عودته يعني تأجيل شجار حاد معه و كذلك تأجيل طردي من المنزل"
"لم تظنين أنه سيطردك؟"
هانييل تسائلت بعدم فهم لتسحب طبقاً مُعبأ بالطماطم تضعه بالعربة فتنهدت سويون بضيق و عادت تدفع العربة خاصتها
"لأن زوجته تكره وجودي بالمنزل و تسعي لطردي لذا لن تتوقف حتي يقوم أخي بطردي... لا أعلم حتي لماذا تكرهني بهذه الطريقة و تجعل من ميني يكرهني؟ لا أذكر أنني أزعجتها بشيئ حتي أنني أتغاضي عن الكثير من أفعالها كي يمر اليوم بسلام"
تنهدت لتلتفت بعدها نحو هانييل لكنها عقدت حاجبيها تتلفت حولها
" أين سوهو و سولار؟ "
التفتت هانييل كذلك تبحث عنهما بعينيها لترفع كتفيها بعدم معرفة
" ااه ربما سولار ذهبت إلي رُكن الفاكهة "
هتفت سويون مُتذكرة أن الأخري أرادت شراء الفاكهة فهمهمت إليها هانييل و سارتا نحو ركن الفاكهة باحثتين عنها
بينما علي الجانب الآخر كانت سولار تتجول بين أنواع مختلفة من الفاكهة تتفحصها إلي أن اصطدمت بشيئ صلب فارتد جسدها إلي الخلف مُمسكة جبينها بفزع
" سو.. سوهو! "
هتفت بتفاجؤ ليبتسم بخفه و رفع يده يمسح علي جبينها بلطف بعدما دفع يدها بعيداً عنه
" أقف هنا منذ فترة، ألم تلحظي وجودي؟"
هزت رأسها نافية ليسحب يده يضعها بجيب بنطاله و همهم بتفهم بينما يده الأخري امتدت ليسحب منها عربة التسوق
"أراكِ لم تتسوقي بعد، ألا تجدين ما تُريدينه؟"
أمال نحوها بإبتسامة فشأحت بنظراتها بعيداً عنه تنظر في الأرجاء بعشوائية و توتر
" فقط... لا أعرف ماذا أشتري لأجل أمي، هي تُريد فاكهة لكن لم تُحدد"
همهم جونميون بتفكير و هو يحرك العربة يسير بخطوات بطيئة و بجانبه سولار
" رأيت والدتك في الكثير من المرات و هي تتناول التفاح الأخضر لذا أعتقد سيكون من الجيد شراءه"
اومأت سولار بإبتسامة ليُكمل هو بعدها بينما يبحث عن فاكهة أخري
" ربما الفراولة أيضاً ستكون رائعة، يُمكنك صنع عصير الفراولة باللبن من أجل والدتك فهو صحي و لذيذ... هناك بعض الحلويات اللذيذة يُمكنك بها استخدام الفراولة، سوف أُرسلها إليكِ حين عودتي إلي المنزل فأنا أحفظها بمذكرة خاصة"
اندمج بالحديث بينما سولار كانت تُراقبه بإبتسامة إلي أن لاحظ ذلك ليتوقف عن وضع التفاح بعربة التسوق و استند بكفيه علي مسند العربة يتسائل بإحراج
" لا أقصد التدخل، أنا فقط أرغب بتقديم المُساعدة "
" لا، لا... لقد تفاجئت لأنك تحتفظ بطرق تحضير الحلويات في مذكرة خاصة لذا... هذا لطيف"
قهقهت بخجل نهاية حديثها ليبتسم هو الآخر بينما يحك مؤخرة رأسه
" أنتما هنا"
صاحت سويون من بعيد ليلتفت كلاهما حيث سويون و هانييل اللتان تقتربان منهما
" هل انتهيتما؟"
" ليس بعد "
أجابها جونميون بهدوء و رفع يده ينقر جبينها بسبابته حتي اندفع رأسها إلي الخلف لتمسح علي جبينها بعبوس
"صوتك عالٍ"
" مزعج"
تمتمت بحنق لتدفع عربة سولار التي يُمسكها جونميون بواسطة عربتها ليبدآ بدفع عربتهما ضد بعضهما بينما يضحكان بصخب إلي أن شعر جونميون بدفعة من الخلف جعلته يفقد توازنه ليرتطم بالعربة أمامه
"تحرك يا هذا، أنت تُعيق طريقي"
أربعتهم توقفوا عن الضحك لينظروا إلي صاحبة الصوت فرفع جونميون حاجبيه بتفاجؤ من وقاحتها و تحرك جانباً يتيح لها المكان كي تمر
"حبيبي، هيا بنا"
التفتت تسحب ذاك المشغول بهاتفه فأومأ إليها ليلحق بها
حين مر من جانب جونميون لمحته هانييل لتتسع عينيها تدريجياً مُتذكرة تلك الملامح
ملامحه بدت مألوفة بالنسبة إليها و سرعان ما مرت ذكري سريعة علي بالها بشخص ينظر لشفتيها بخدر و هو يميل نحوها مُقبّلاً إياها
رفعت يدها تعدل نظارتها بتوتر و تحركت قليلاً كي تختبئ خلف سويون حين لاحظته يرفع رأسه بعدما أغلق هاتفه و بقوة أغلقت عينيها بخجل خشية أن يتعرف عليها
"آنسه بارك؟"
جونغ إن تسائل بنبرة تميل إلي السخرية ففتحت عينيها ببطئ تنظر إليه بعدم فهم بينما أصدقائها تبادلوا النظرات فيما بينهم
" ااه مرحباً"
انحنت إليه بإحترام و رفعت رأسها بعدها تنظر إلي المرأة بجانبه فشخر جونغ إن ساخراً
" هل حقاً لم تتعرفي عليّ؟"
قهقه بعدم تصديق فنكزته هايون بتساؤل لكن الآخر لم يُزح عينيه عن هانييل
"أ أعتذر، هل... يجب أن.. أعرفك ؟"
همست بتلعثم خاتمة حديثها بنبرة متوترة و عينيها تحاول تجاهل النظر نحوه بقدر الإمكان
و علي اثر اجابتها شخر جونغ إن ساخراً مُجدداً فاقترب جونميون يقف أمامها ليمد يده نحوه جونغ إن بإبتسامة مُصطنعه
"هي لا تذكرك لذا دعنا نتعرف من جديد، لا بأس بذلك... كيم جونميون صديقها للآنسة بارك"
جونغ إن قهقه بخفه و أمال قليلاً كي يري هانييل التي اختبأت خلف جونميون لكن الأخري تشبثت بثياب جونميون أكثر لتُخفي وجهها به
" كيم جونغ إن... حفيد عشيقها الراحل"
و مرة أخري أعين هانييل اتسعت بصدمة بينما أصدقائها تبادلوا النظرات سوياً بعدم فهم
" نلتقي غداً آنسة بارك"
لوح لهم بعدم اهتمام و اقترب بعدها من هايون يحتضن خصرها بينما يبتعدان عنهم فهمست هايون بتساؤل
" لذلك أتيت بنا إلي هنا؟ "
المقصود ابتسم بجانبية و همهم يومئ برأسه
"ما الداعي لذلك؟مراقبتها لن تنفعك بشيئ "
"أردت إزعاجها فقط قبل فتح الوصية "
رفع كتفيه بلا مُبالاة و ترك خصرها ليسبقها بخطواته نحو الخارج
"ما كان مقصده من 'حفيد عشيقها الراحل' تلك التي تفوه بها؟"
جونميون التفت نحو هانييل يتسائل بعدم فهم فأخفضت رأسها بعبوس لتضم شفتيها بقوة تكتم شهقاتها
" كيم جونغ إن... هو حفيد والدك أليس كذلك؟ لذا المقصود بعشيقك..."
سولار همست بتردد لتتسع عينيها حين استوعبت مقصده و كفها سريعاً تموضعت أمام شفتيها بصدمة
" سأعود إلي المنزل"
هانييل نبست بصوتٍ مُختنق و سريعاً ركضت مُبتعدة عنهم فتحركت سويون قاصدة اللحاق بها ليُمسك جونميون بيدها يمنعها عن ذلك
" سوهو إنها... "
"اتركوها الآن... لا أعتقد أنها بمزاج للتحدث عن الأمر"
" إنه مُحق"
سولار همست بخفوت لتجر عربتها مُبتعدة عنهما و دون استكمالهم التسوق هم غادروا بعقول مشغولة بما حدث و بتلك الطريقة التي غادرت بها هانييل
بمنزل هانييل هي كانت تختبئ أسفل غطائها و بأعين تبكي بصمت كانت تُراقب صورة جمعتها بوالدها
" كيف أفعل ذلك أبي؟ "
تمتمت و شهقت باكية تتذكر كلمات أبيها الأخيرة لتُغلق الهاتف و أمالت تخفي وجهها بالوسادة
" إذا فشلت لا تغضب مني رجاءً"
جفونها التقت لتغرق بالنوم دون شعور منها بعدما تمتمت بكلماتها الأخيرة تلك
" جونميون، والدك يريد التحدث معك"
والدته تحدثت بعدما دخلت غُرفته فالتفت إليها بإبتسامة و اومأ ليقف من مكانه حيث كان يجلس علي طرف سريره محاولاً الإتصال بـ هانييل
" لن يتحدث عن أمر الشركة، أليس كذلك؟"
همس بتساؤل بينما يسير معها يتجهان حيث مكتب والده فهزت رأسها بالنفي و احتضنت ذراعه قائلة
" والدك لازال رافضاً الأمر و هو محق بذلك... لا أعلم لماذا ترفض تسلم الإدارة"
" مازال يجب أن أخضع للتدريب كي أتمكن من الحفاظ علي شركة والدي و إسمه لامعاً "
والدته ابتسمت بإتساع لتترك ذراعه ثم اقتربت من باب المكتب تطرقه قبل أن تدخل فرفع والد جونميون رأسه عن الكتاب الذي أمامه
" بُني "
ترك مقعده و اقترب من جونميون يحتضنه بجانبيه ليجلس كلاهما بعدها حيث الأريكة المتواجدة بأحد جوانب الغُرفة
" إذاً؟! "
رفع حاجبيه بتساؤل مُتبادلاً النظرات بين والديه يُراقب ابتسامتهما المُتسعه
" السيد ايم سيُقيم حفل لعيد ميلاد ابنته الرابع و العشرين و قام بعزيمتنا... أنت بصفة خاصه"
ختم حديثه بنبرة خبيثه ليضحك جونميون بخفه
"اااه لتوي تخرجت، أنا حتي لم أحصل علي شهادتي بعد"
"و هل طلبت منك أن تتزوجها الآن؟ لازال هناك..."
أصدر تنهيدة عالية ليتوقف والده عن الحديث بأعين مُتسعة
" ما المقصود من هذه التنهيدة؟ "
" أنني لن أتزوجها؟ "
أمال برأسه يُجيب والده بتساؤل فانتفض الآخر من مكانه يصرخ بغضب مُصطنع مُشيراً إليه بسبابته
" كيف تجرؤ علي عصيان أوامري أيها... "
" هناك فتاة"
والده تحمحم و عاد يجلس بمكانه بينما ابتسامة والدته اتسعت بحماس
" من تكون، ابنة من؟ ماذا تفعل و... "
" توقف عن هذا فلا يليق بك دور الصارم، أبي"
قاطعه بملل ليتنهد والده
" و هذا ما يجعلك مُدللاً و لا تستمع إلي... جميع أصدقائي حصلوا علي أحفاد و... "
"أبناء أصدقائك تعدوا الثلاثون عاماً... أنا لم أتم الثالثة و العشرون، لتوي تخرجت كما أنني وحيد فهل تعتقد أن لديك فرصة للحصول علي أحفاد بهذا الوقت؟ "
"توقف عن مُقاطعتي"
والده رفع طرف شفتيه بإنزعاج من كلمات جونميون و التي كان مُحقاً بها فابتسم جونميون
" ماذا عن فتاتك؟ "
التفت نحو والدته لتتسع ابتسامته أكثر
" لن أُخبركما عنها لأنني أعرف أنه قبل أن أخرج من هذه الغُرفة سيكون الخبر مُنتشراً لذا حين أعترف لها سأخبركما "
"ظننتك تواعد"
والدته نبست بتفاجؤ ليضحك والده بسخرية
"جونميون يواعد؟ لقد صُدمت لأنه يمتلك مشاعر نحو فتاة بالفعل... لا أعرف حتي كيف يكون هذا ابني "
" لا تتحدث و كأنك كنت لعوباً أو شيئ من هذا القبيل فحتي أمي كان جدي هو من زوجها لك لأنك لا تعرف كيف تواعد أو تتحدث مع أنثي و لو أنه تركك هكذا لما تزوجت "
رفع طرف شفتيه يبتسم بإستفزاز لوالده الذي ضم شفتيه بإحراج حين صدحت صوت ضحكات والدته بالغُرفة
____________
هانييل pov
فتحت عيناي بفزع لأنتفض عن السرير حين سمعت صوت الجرس لا يتوقف يُصدر صوتاً مُتصلاً مُزعجاً فحركت عيناي بالأرجاء أستوعب ما يحدث لكن صوت الجرس لم يُساعدني علي التفكير بأي شيئ لأتجه إلي الباب كي أفتحه و بالرغم من ذلك صوت الجرس لم يتوقف
قلبي ارتجف حين رأيته يقف أمامي واضعاً سبابته فوق زر الجرس ليبتسم بإستفزاز حين تلاقت أعيننا ثم دفعني بكفه ليدخل دون استئذان و خلفه امرأة غريبه انحنت لي برأسها قليلاً قبل أن تدخل
" إنه مُستفز لذا رجاءً تحمليه لأجلي"
تيمين و الذي كان يقف خلفهم همس بخفوت لأومئ إليه برأسي
ربما ليس هو
جونغ إن ربما كان مألوفاً بالنسبة لي فقط لأنني رأيته مرة واحدة كما الرجل الذي قبّلني
أغلقت الباب و سرت نحو الداخل حيث جلسوا بغرفة المعيشه لأجلس مُقابلة لهم و للصدق عيناي لازالت ترفض النظر إلي جونغ إن... أشعر بالتوتر
" مُقزز.. هل هذا وجه تُقابلي به ضيوفك؟"
همهمت بعدم فهم ليقف من مكانه و اقترب مني بخطوات بطيئة كأنه يتقصد التلاعب بأعصابي إلي أن وقف أمامي ليميل بجذعه نحوي فعدت برأسي إلي الخلف
"مـ ما خطبك؟"
"رائحة فمك"
جعد ملامحه بتقزز لتتسع عيناي و حينها فهمت مقصده
" أو.. أووه أعتذر أنا... "
دفعته لأقف من مكاني سريعاً أترك بيني و بينه مسافة ثم أملت أنظر نحو تيمين الذي جعد ملامحه بأسف و بعدها نظرت إلي تلك المرأة التي تبدو غير مُهتمة لأي شيئ و فقط تنظر إلي هاتفها
" بسبب صوت الجرس أنا... أعني لم أغتسل لذا..."
"لا بأس هانييل، سننتظرك إلي أن تنتهي"
تيمين قاطعني بإبتسامة لطيفة لأومئ إليه و ركضت بعدها نحو غُرفتي أنظر إلي المرآة
لست سيئة إلي هذا الحد
حسناً... شعري مُبعثر و آثار النوم واضحة بعيناي... أعترف أن هذا ليس مظهر أُقابل به ضيوفي لكنني لست مُقززة
ألم يكن هو من أوشك علي حرق الجرس؟ هو المُخطئ
حين انتهيت سحبت نظاراتي أرتديها لأتجه بعدها إلي غرفة المعيشه أجلس مُقابلة لهم حيث كنت قبل دخولي
" حان الوقت لفـ..."
"هايون حبيبتي"
صوته العالي قاطع حديث تيمين ليزفر بحنق بينما عيناي اتجهتا إلي جونغ إن الذي يتحدث علي الهاتف بإبتسامة مُتسعة
" نلتقي الليلة؟ ااه نعم لا مُشكلة"
تنهدت بضجر بسبب همهماته الكثيرة و المُزعجة بالنسبة لي لكن سرعان ما اتسعت عيناي حين تحدث بقهقهات خافته
" ليلة حمراء تحتاج إلي قميص أحمر سيكون هذا رائعاً ألا تعتقدين ذلك؟"
اعتدلت بجلستي أنظر إلي تلك المرأة بجانبه... إذا كان يتحدث مع زوجته فلماذا يحتضن خصر هذه بحميمية و يلتصق بها هكذا؟
لا أعتقد أن هذه والدته... إنها تبدو أصغر
"إلي اللقاء حبيبتي"
أغلق الهاتف لأتحمحم أنا بينما أتحرك بمكاني بغير راحة مُنزعجة من ابتسامته الخبيثة التي يرمقني بها بين حين و آخر
"هل نفتح الوصية سيد كيم؟"
تيمين هسهس من بين أسنانه و المقصود أشار إليه بلا مُبالاة لأتنفس براحة
رجاءً خلصوني من هذا الكائن
End pov
______
" حفيدي العزيز جونغ إن..."
"دعنا نتخطي المُقدمة المُبتذلة و أخبرني بالمهم فقط"
قاطع كلمات تيمين ببرود فعقدت هانييل حاجبيها لوقاحته لكنها التزمت الصمت حين أشار تيمين بعينيه نحوها كي تهدأ و لا ينتهي هذا اللقاء بكارثة
" لا بأس تيمين... سأقرأ أنا هذه الكلمات لاحقاً "
هانييل أشارت إلي تيمين بإبتسامة لطيفه تبددت حين شخر جونغ إن ساخراً من كلماتها يهمس بكلمات مسموعة
"عشيقة جدي المُخلصة"
"كاي توقف عن ذلك سأتأخر عن عملي"
زوجته نكزته بمرفقها كي يصمت ثم أشارت نحو تيمين كي يُكمل بينما هانييل عقلها توقف حين سمعت ذاك الإسم
لم تجرؤ علي رفع عينيها نحو جونغ إن و مجدداً صورته حين اقترب منها لتقبيلها عادت تتدفق إلي عقلها و أمام عينيها تشكلت و كأنها تُشاهد مقطع مُصور بدقة عالية
قلبها اضطرب و معه أنفاسها اهتزت كما ارتجفت يدها حتي لم تشعر بنفسها و هي تتحرك علي الأريكة بعدم راحة
"أنتِ بخير هانييل؟"
رفعت رأسها نحو تيمين الذي اقترب منها يُمسك بكتفها حين لاحظ شحوبها فابتلعت ريقها لتومئ إليه بتردد
"إذاً دعونا نبدأ و أتمني أن لا أتلقي أي رفض أو تعليق سلبي علي الوصية"
تيمين حذرهم بجدية و ما كان رد جونغ إن سوي أن قلب عينيه بملل، و هانييل همهمت بجسد يرتجف من الداخل
"إذاً تفضلا هذه نُسخة"
أخرج من حقيبته نسختين يُعطي كلاً منهما واحدة ليُكمل
"هذا كي تقرأوا كل فترة كلمات السيد كيم سون هون و التي أخرج بها ما بقلبه بصدق"
نهاية حديثه التفت نحو جونغ إن فأصدر الآخر صوتاً كقهقهة صغيرة ساخره ليتنهد تيمين في حين أدمعت أعين هانييل و هي تقرأ كلمات والدها الراحل
"إنها أولي و أهم وصايا السيد كيم أن تجلسا سوياً بداية كل شهر لقراءة هذه الكلمات "
جونغ إن رفع عينيه سريعاً نحو تيمين فرفع الآخر كتفيه بعدم اهتمام فإذا وضع جونغ إن وصية بنفسه سيضع تيمين شروطاً كذلك لإزعاجه
"جميع ممتلكات السيد كيم سون هون تصبح ملكاً لحفيده السيد كيم جونغ إن...."
تيمين توقف قليلاً لينظر إلي وجوههم الواحد تلو الآخر و التي أبدت خبث جونغ إن و رضاء هانييل فابتسم بخفه و أخفض عينيه إلي الملف يُكمل
" كيم جونغ إن يكون واصياً علي بارك هانييل ابنة السيم كيم سون هون بالتبني و لا يُمكنها اتخاذ أي قرار مهم في حياتها دون الرجوع إليه و ذلك إلي أن تتزوج هانييل من شخص صالح يهتم بها حينها يمكن لجونغ إن أن يلتفت إلي حياته الخاصة و تنتهي وصايته حينها"
جونغ إن بإبتسامة جانبية رفع عينيه ينظر نحو هانييل يُراقب ردة فعلها لكنها بدت هادئة فعدا عقدة حاجبيها الخفيفة و تجعيدة أنفها هي لم تنبس بأي شيئ
" و طوال هذه الفترة سوف تعيشان بمنزل السيد كيم سون هون... كلاكما "
أكد بنهاية حديثه ليومئ كلاهما بالموافقة
"بعد كل شيئ..."
جونغ إن همس ليترك خصر زوجته و أمال بجذعه إلي الأمام بينما ينظر نحو هانييل التي رفعت عينيها نحوه بتوتر
"لقد أصبحت ابنتي و يجب علي الإهتمام بها لذا كيف أتركها تعيش وحدها "
تيمين تنهد بصوتٍ عالٍ لتضيق عقدة حاجبي هانييل
"عذراً سيد كيم لكن أبي لم يقصد هذا بالطبع... إنما يقصد أن تهتم بي كما كان يفعل هو و ليس أن تُصبح والدي"
"هل هذا اعتراف بأن العلاقة بينكما لم تكن مجرد أب و ابنته؟ "
قاطعها ببرود لتبتلع كلماتها بصدمة و وقفت من مكانها حين وقف هو الآخر
" توقف عن التلميح لأمور بشعة كهذه فليس الجميع مثلك "
صرخت به بغضب ليقف تيمين سريعاً بينهما قائلاً بهدوء
" حسناً يا رفاق دعونا نهدأ فهذا لن... "
" لا تصرخي بوجه والدك أيتها الصغيرة فربما يمنع عنكِ المصروف، أنا لست رقيقاً كجدي لن تجعلني قُبلة أو ليلة جامحة أن أرأف بكِ و أُلقي بأموالي أسفل أقدامك "
أعين تيمين اتسعت من كلمات صديقه ليلتفت سريعاً ينظر إلي هانييل التي تجمدت بمكانها ترمق جونغ إن بأعين لامعة
" ما.. الذي قُلته... للتو؟ "
تسائلت بنبرة مُختنقة تسللتها شهقة خافته ليهز رأسه بعدم تصديق و بإبتسامة ساخرة هو أشاح نظراته بعيداً عنها
" هل تعتقد أن أبي كان مثلك؟ تتحدث مع زوجتك المسكينة بينما تُمسك بخصر حبيبتك ببذائة و لا تشعر بـ..."
"عذراً لكن لا أحب أن أبدو كشخص سيئ "
زوجة جونغ إن قاطعت صراخ هانييل الهيستيري بقهقهة خافته لتضع هاتفها بحقيبتها و وقفت من مكانها لتقترب من هانييل حتي وقفت بجانبها
" أنا لست عشيقته بل زوجته... أنا هي زوجته كيم يونا لذا رجاءً لا تضعيني موضع العشيقة "
قهقهت بلطف لتتسع أعين هانييل و التفتت بعدها تنظر إلي جونغ إن من خلف أكتاف تيمين
"هذا أسوأ... يا إلهي كيف لك أن تكون..."
حركت عينيها بتيهٍ باحثة عن كلمة قد تصفه حتي صرخت به
"حقيراً "
" ياااا من تصفين بالحقير؟ "
صاح بها بصدمة و اقترب منها بخطوات سريعة شعر بها تيمين ليلتفت إلي جونغ إن و دفع صدره بكفه
"حسناً لنتوقف هنا و هيا كي لا تتأخر عن عملك "
دفعه إلي الخلف ليتراجع بخطواته فابتسمت يونا إلي هانييل و ربتت علي كتفها بلطف قبل أن تتجه نحو الأريكة تسحب حقيبتها ثم أمسكت بيد جونغ إن تجره خلفها كما أشار لها تيمين
حين خرج كلاً من جونغ إن و يونا من المنزل التفت تيمين سريعاً إلي هانييل التي أطلقت سراحه دموعها فتنهد هو لتمسح علي عينيها بعشوائية
"أنا آسف لكن..."
تنهد مرة أخرى ليُبلل شفتيه
" سوف تُعانين معه كثيراً لذا يُمكنك التراجع إذا لن تتحملي تصرفاته هذه"
ضمت شفتيها بعبوس لتنفي برأسها هامسة بخفوت
"سأتحمله لأجل أبي"
همهم بتفهم ليسحب حقيبته هو الآخر كي يلحق بهما و بمجرد أن صعد إلي السيارة بجانب جونغ إن هو ضرب كتفه بغيظ ليضحك الآخر
" إذا استمريت بإزعاجها و جرحها بهذه الطريقة سأُفصح عن الوصية الحقيقية "
" أنت لن تفعل "
جونغ إن ابتسم بثقة فقابله صديقه بإبتسامة أكثر ثقه
"جرّبني إذا أردت"
بعدم اهتمام جونغ إن رفع كتفيه ليتحرك بالسيارة من أمام المنزل بينما هانييل كانت تجلس علي الأريكة تبكي بصمت مُتمتمة بسؤال واحد من بين شفتيها و لم تنفك عن ترديده
" لم كان عليك أن تكون كاي؟"
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top