23
Start
هانييل pov
منذ موعدنا الأول مرت ثلاثة أسابيع حتي الآن، أصدقه
أنا حقاً أفعل
لكنني مازلت خائفة
جونغ إن لطيف، إنه مختلف تماماً عن ذاك المزعج و المنحرف الذي قابلته سابقاً
ليس نفس الشخص الذي لم يتوقف عن جرح مشاعر أبي
بل و الأفضل من أي شيئ هو أنه أصبح يُعطي اهتماماً للتحدث حول أبي و تصرفاته معي
لكن هل سيظل هكذا حين يعرف بأنني و تيمين بدّلنا الوصية الحقيقية؟
هل سيُسامحني حين يعرف بأن أبي لم يترك وصية تُلزمنا بالبقاء معاً لمدة عام
هل سيتفهم أنني فعلت هذا فقط حتي أحاول تغيير نظرته عن أبي و يُعيد التفكير بأمر استلام أعمال أبي بدلاً من تيمين كونه المُحامي الخاص بأبي
عقلي أصبح مشغولاً مؤخراً بذلك و كلما تعامل معي جونغ إن بطريقة أفضل كلما شعرت بالسوء أكثر
ظننت أن التحضيرات لزفاف سوهو و سولار ستجعلني أنشغل قليلاً عن التفكير بذلك لكنني كدت أُفسد الأمور لكثرة شرودي
و بالتأكيد سوهو ألقي اللوم علي جونغ إن
تنهدت بضيق بينما أتفحص سولار، تبدو علي وشك البُكاء هي الأخري
سولار واضحة للغاية و كما يبدو هي خائفة أنها ستتزوج الآن
نعرف أنها تفعل هذا فقط لأجل والد سوهو و الذي لم أكن أعرف أنه مُستغل هكذا، لكنه بالنهاية مُحق في خوفه هذا
لقد عاني لسنوات لأنه وافق علي عملية والدته و التي ماتت أثناء اجرائها لذا وعلي الرغم من أن المرض و العلاج مختلفين عن حالة والدته تماماً إلا أنه لازال يخاف ولا يُمكننا لومه
سوهو أيضاً لاحظ خوف سولار و حين حاول إلغاء كل شيئ لأجلها أخبرته أنها فقط متوترة
ربما تكون متوترة فقط و نحن من نُفكر كثيراً
" أرغب بالزواج الآن"
رمقت سويون بجانبية لأحرك عيناي بعيداً عنها بسرعة
بجدية إنها تُضيئ من شدة الحماس
هي الوحيدة بيننا المُتحمسة لأن تتزوج بهذا العمر، لا أعلم منذ متي تُفكر بهذه الطريقة
أهذا تأثير ذاك المُعلم الذي تواعده أم أنها كانت هكذا طوال الوقت و لم تُظهر ذلك
" هانييل"
التفت أنظر إلي الباب المُغلق حيث سمعت صوت جونغ إن لأترك سويون مع سولار وخرجت أنا إليه
"ماذا تريد؟"
أخرجت رأسي فقط أنظر إليه، أمر غبي لكنني لم أرغب بأن يري فستاني الآن
علي الأقل حتي أنتهي تماماً
أمال برأسه قليلاً بينما يلتصق بالباب محاولاً رؤية الفستان فأخرجت يدي أدفع وجهه بعيداً ليضحك بخفه
" لدي أمر عاجل، هل يُمكنني المُغادرة لبعض الوقت؟ "
" و ما هذا الأمر العاجل؟"
رفع كتفيه و كأنه يرفض الإجابة لأرفع حاجباي أحثه علي إجابتي فأنا لن أتوقف عن التفكير إن لم يُخبرني
" إنه رافي.. أعتقد أنه ثمل، لست واثقاً"
همهمت إليه بتفهم فوضع قُبلة سريعة علي شفتاي قبل أن يُغادر
لكن...
رافي لا يثمل وحده خاصة و إن كان لديه عملاً باليوم التالي
End pov
_________
أمام أحد الملاهي الليلية أوقف جونغ إن سيارته ثم ركض إلي الداخل بقلق حتي لمح هايون نائمة فوق أحد المقاعد و بيدها كأس فارغ
تنهد بإنزعاج و تقدم منها ليُربت علي ظهرها بينما يميل نحوها فتقدم منه النادل قائلاً
" بالكاد جعلناها تفتح الهاتف لنتصل بشخص ما فهي هنا منذ البارحة"
بدا غاضباً أثناء حديثه فزفر جونغ إن ليُخرج بعض الأموال من محفظته ثم أعطاه إياها
"أعتذر علي الفوضي"
"لا مشكلة"
أعاد جونغ إن اهتمامه نحو هايون و حاول جعلها تستفيق لكنها لم تفعل ليسحب الكأس من كفها ثم انحني يحملها بين ذراعيها قبل أن يخرج من هناك مُتجهاً حيث شقتها
_________
" سوهو أتي"
سويون صرخت بحماس حين طُرق باب الغُرفة فالتفتت سولار تنظر إلي الباب بفزع بينما هانييل اقتربت منها لتُمسك بكفها بلطف
"اهدئي، سوهو سيظل سوهو و أنتِ ستبقين سولار لا يوجد اختلاف و لا يوجد مسؤولية بالبداية لذا اهدئي"
سولار ابتسمت بتصنع محاولة تمالك أعصابها لكن كفها الذي تُمسك به هانييل كان بارداً و يرتجف بشدة
سويون فتحت الباب بعدما تحمحمت و عدّلت هيئتها لتبتسم بإتساع إلي جونميون الذي ابتسم إليها بالمُقابل قبل أن يلتفت نحو سولار
أصدر تنهيدة خافتة و هو يتقدم بخطواته منها حتي وقف أمامها ليحتضن وجنتيها بلطف ثم ترك قُبلة رقيقة فوق جبينها لتُغلق عينيها حين شعرت بأنفاسها تُصبح أثقل
"تبدين جميلة للغاية"
همس بخفوت ليُقبّل وجنتها ثم أمسك بيدها
"يدك باردة"
هتف بتفاجؤ لينظر إلي كفها التي احتضنها بكفيه ثم رفع عينيه نحوها
"خائفة؟"
هزت رأسها تنفي سريعاً
"متوترة؟"
"قـ.. ـليلاً"
همست بتلعثم فتنهد ليميل نحو أذنها مما جعلها تنكمش بفزع
" يُمكنني أن..."
"لا يُمكنك شيئاً، أنا فقط متوترة لذا لا تقلق "
دفعته من صدره ليتنهد ثم تبادل النظرات مع هانييل قبل أن يعقد ذراعه مع خاصة سولار ليتجها إلي القاعة بالدور السُفلي
كان من المُفترض أن يكون زفافاً بسيطاً كما اتفق جونميون مع والده لكن بطريقة ما كانت القاعة مُمتلئة بأقاربهم الذين ظهروا من حيث لا يدري، و كان هناك أصدقاء والده وحتي مُنافسيه... كما و كأنه يتباهي بأنه سيزوج ابنه الوحيد و أخيراً
حسناً تلك كانت الحقيقة.. هو يتباهي بذلك
هانييل و سويون كانتا تسبقان العروسين بينما ينزلون السلالم، و سويون بمجرد أن لمحت كيونغسو ابتسمت بإتساع و لوّحت له ليبتسم بخفة ثم عدّل نظارته بسبابته بينما يُصفّق كما فعل جميع الحاضرين
الجميع تدريجياً بدأ يندمج مع الأجواء، و جونميون اكتشف أن أقارب والده طفوليين أكثر من والده نفسه
سويون ركضت نحو كيونغسو لتُمسك بيده تؤرجحها في الهواء بحماس بينما تُعبر عن سعادتها بوجوده
و هانييل وجدت نفسها وحيدة لتنظر حولها بتردد بينما تتراجع بخطواتها حتي وقفت ببقعة أكثر هدوءاً
فركت كفيها معاً بعبوس حاولت بقدر الإمكان إخفائه بينما عينيها اللامعتين كانتا تنظران إلي الأرض حين وجدت نفسها ضحية لأفكارها المُخيفة
" لم هذه الجميلة تقف وحدها؟"
صوت جونميون الحنون همس قريباً من أذنها لترفع عينيها نحوه و ابتسمت بخفة لتميل إلي الجانب بينما تبحث عن سولار
"أبي و أقاربه سرقوها مني، تباً إنهم عائلة من الأطفال المزعجين"
قلب عينيه ليهز رأسه ساخراً فقهقهت هانييل
" أين ذاك الوغد؟ كيف يترككِ وحدك و..."
"أنا أكبر منك أيها الصغير لذا تأدب"
جونميون قلب عينيه بضجر حين سمع صوت جونغ إن خلفه ليميل نحو هانييل هامساً
" ليتني ذكرت شيئاً ذات قيمة "
ضحكت لتُخفي وجهها خلف كفيها كي لا يراها جونغ إن بينما الآخر تقدم منهما عاقداً حاجبيه و احتضن كتفي هانييل يجذبها بعيداً عن جونميون مما جعلها ترفع رأسها كي تنظر إليه
رائحته كانت غريبة لكنها لم تتمكن من شمها بصورة واضحة كونها ليست قوية
" إلي أين ذهبت و تركتها وحدها؟"
جونميون تكتف بإنزعاج ليرفع جونغ إن كتفيه بلا مُبالاة
"أنت لست والدتي لذا لا تسأل"
"أنت.."
هسهس بينما يرفع قبضته بوجهه لكن صوت والده أيقظه مما كان علي وشك فعله ليزفر بضيق ثم رمق هانييل بنظرة سريعة قبل أن يلتفت ذاهباً إلي والده
هانييل ابتعدت عن جونغ إن و هي تدفعه بخفة تترك بينهما مسافة ثم التفتت تنظر بعيداً عنه تدّعي اهتمامها بما حولها
" هل تأخرت؟"
تسائل بإبتسامة لتنظر إليه هانييل بهدوء ترغب بشدة بالصراخ في وجهه بأنه فعل.. لقد تأخر كثيراً لكنها اكتفت بهز رأسها تنفي ذلك ثم التفتت تنظر نحو سويون التي تبدو.. خجولة!
" هل رافي بخير؟"
سألته تدّعي الإهتمام فابتلع ريقه ليبتسم بتصنع بينما يومئ برأسه
" كان ثملاً للغاية فتأخرت حتي أوصلته إلي منزله لذا..."
رفع كتفيه نهاية حديثه لتومئ بتفهم ثم رمقت سويون بنظرة أخيرة قبل أن تلتفت إليه عاقدة ذراعيها إلي صدرها
" أعتقد أن رائحته التصقت بك "
رفع حاجبيه بعدم فهم ثم اتسعت عينيه تدريجياً ليحاول شم ثيابه تحت نظرات هانييل الهادئة
لكنه و بدون قصد أظهر علامة لم يلحظها هو سابقاً
"ما هذا؟"
أمسكت بطرف بذلته تُبعدها عن قميصه قليلاً ليخفض جونغ إن رأسه حيث تُشير هي
" هل رافي يضع أحمر شفاه؟ "
تركت بذلته بهدوء، و جونغ إن قد لاحظ انكسار نظراتها ليضحك بتوتر بينما يحاول مسح آثار أحمر الشفاه
"هذا مُقزز، ربما آثار تقبيله للفتاة التي كانت معه"
رمشت هانييل بضعة مرات بإحراج قبل أن تومئ إليه ثم فتحت حقيبتها تُخرج هاتفها لتعبث به تحاول تشتيت نفسها عن جونغ إن و أفكارها التي لا تدور حول شيئ سواه
"هل أنتِ.."
أمال نحوها يتحدث بتردد فرفعت عينيها نحوه ليُكمل
" مُنزعجة مني؟ "
رمقته بهدوء لبعض الوقت قبل أن تبتسم ثم هزت رأسها نافية
"مُرهقة قليلاً"
أومأ بتفهم ليقترب كي يقف بجانبها
"بالمُناسبة.. هذا الفُستان يليق بكِ، تبدين فاتنة"
ابتسمت بخجل لتعض علي شفتها السُفلي مُتناسية كل ما حدث بينما علي الطرف الآخر كيونغسو كان يُعاني مع سويون التي تبدو مُتحمسة للزواج
هذا كان لطيفاً لكن بالنسبة إلي كيونغسو هذا مُخيف فمازال هناك أموراً سويون لا تعرفها عنه كما أن والده لن يوافق علي الأمر بسهولة
هكذا أمور تجعله يشعر بالضغط مما يجعله عاجزاً عن الشعور بالسعادة
" مهلاً! أنا لم أُقابل والديك من قبل"
و كيونغسو تجمد حين وصلت سويون إلي تلك النُقطة بحديثها
"كيونغ! لماذا لم أتعرف علي والديك حتي الآن؟ أنت لا تتهرب مني أليس كذلك؟"
عينيها اتسعتا بصدمة و شهقت تُصدق تخميناتها فعقد حاجبيه
"لماذا لا تتحدث؟ أنا مُحقة أليس كذلك؟ "
" توقفي عن التفوه بالترهات هذا مُزعج"
أمسك يدها يجذبها لتقف بجانبه بينما يتحدث بهدوء فسحبت يدها من كفه لتقف أمامه عاقدة ذراعيها إلي صدرها
" أنت لا تنوي كسر قلبي، أليس كذلك؟"
ضيّقت عينيها بشك ليتنهد بينما ينظر إليها بهدوء لبضعة لحظات ثم اقترب منها ليُقبّل جبينها
" لا، لا أنوي فعل ذلك لذا قفي هُنا بجانبي و التزمي الصمت"
سحبها من يدها مُجدداً كي تقف بجانبه لكنها تركت يده مرة أخري بينما تميل بوجهها قريباً من وجهه فأخفض عينيه ينظر إليها بإستغراب... هي كانت تتفحص وجهه بغرابة
"ماذا تفعلين؟"
"أحاول حفظ ملامحك جيداً حتي أقوم برسمها و حرقها إذا فكرت في التخلي عني"
أجابته بجدية و هي تُحرك عينيها علي كامل وجهه بإهتمام فأغلق عينيه بقوة و زفر بصوتٍ عالٍ لتُقهقه سويون ببلاهة
"هل تتخيل ما قد يحدث بصورتك الثمينة؟"
"لا، بل أتخيل بشاعة الرسم الذي سترسمينه، أنتِ فاشلة بالرسم "
ابتسم بإستفزاز لتتسع أعين سويون، و قبل أن تتحدث سحبها من كفها لتقف بجانبه و ضغط علي يدها بقوة كي لا تبتعد ثم هسهس
"مستحيل أن يكون ما برأسك عقلاً طبيعياً.. هذا مُستحيل "
سويون برزت شفتها السُفلي بعبوس و انتظرت أن يُصالحها لكنه فقط تجاهلها و حرك عينيه بعيداً عنها
"كيونغي"
همست بتغنج ليتجاهلها فأمالت بوجنتها علي كتفه لينظر إليها بحدة
"سويون، نحن لسنا وحدنا هنا "
" أنا حقاً أريد أن أعرف لماذا لم تجعلني أتعرف علي والديك حتي الآن"
همست بعبوس ليتنهد كيونغسو ثم رفع كفه الأخري نحو وجنتها يمسح عليها بلطف
"سويون "
همهمت إليه لتُحرك وجنتها علي كتفه بحركة لطيفة بينما تنظر إليه
" أنا لا أعرف من هي والدتي.. و علاقتي بأبي سيئة نوعاً ما لذا لا يُمكنني جعلك تتعرفين عليهما، علي الأقل بالوقت الحالي"
سويون رمشت ببطئ محاولة استيعاب ما قاله، و بتردد سحبت وجنتها بعيداً عن كتفه لتقف بجانبه بهدوء ثم ضغطت بأناملها علي خاصته المُتشابكة معها
حرك رأسه جانباً كي ينظر إليها ثم ضغط علي كفها لترفع عينيها نحوه فابتسم بخفة
" آسف لأنني لم أُخبرك سابقاً "
" لا، لا... لقد أخبرتني من قبل أنك غير مُقرب من والديك لكنني نسيت ذلك..."
قاطعته بإبتسامة متوترة ثم قهقهت ببلاهة تُكمل
"أنت مُحق يبدو أن ما برأسي ليس عقلاً طبيعياً"
____________
بعد انتهاء الزفاف.. كلاً من سويون و كيونغسو اتجها إلي حيث مكان كيونغسو المُفضل
كلاهما جلس خلف النافذة يتناولان الراميون بهدوء مُبالغ فـ سويون تقريباً لم تتفوه بشيئ منذ أخبرها كيونغسو بأمر والديه
هو ظنها مُنزعجة من حقيقة أنه لا يعرف والدته لكن و لا أي منهما تفوه بحرف لساعات طويلة
"المُسابقة ستكون ببداية الشهر القادم"
سويون تحدثت فجأة تكسر الصمت ليُهمهم كيونغسو ثم عادا للصمت مرة أخري
كيونغسو وقف من مكانه ليُحضّر طبقاً آخر من الراميون بينما سويون راقبته بعينيها لتُطلق تنهيدة خافته حين اختفي خلف تلك الأرفف المليئة بالأطعمة الغير صحيه
بعد دقائق عاد ليجلس بجانبها ثم رمق طبقها بنظرة سريعة ليجده فارغاً
"تُريدين المزيد؟"
أومأت بخفة فدفع الطبق خاصتها بعيداً ليضع الآخر الذي أحضره للتو و وضعه بينهما ليتناولاه سوياً، و سويون لم تبدو مُمانعة لذلك
" هل حقيقة أن..."
نبس بهدوء فرفعت سويون عينيها نحوه بإستغراب حين لاحظت تردده فابتسم بتوتر
" أعني هل لأنني لا أعرف والدتي هذا يُزعجك؟ ربما يكون ذلك..."
"لا.. أنا لسه مُنزعجة"
قاطعته سريعاً لتبتلع ما بفمها ثم تنهدت لتستدير نحوه بجسدها
"ظننت أنني لربما أزعجتك لذا... أنا آسفة"
"لا داعي لذلك، أعني من أين ستعرفين بذلك صحيح؟"
قهقه بتوتر لتبتسم سويون ثم عادا يتناولان الطعام بهدوء حتي تحدث كيونغسو فجأة
" كنت أتساءل لماذا أبي يُعاملني أسوأ من أخي الأكبر"
سويون حركت عينيها كي تنظر إليه ثم أعادت نظراتها إلي الطبق حين وجدته ينظر إليه بشرود و كأنه يتجنب النظر إليها
" لم يدّعي يوماً اهتمامه بي.. أخي سيحصل علي كل ما يُريد و أنا سأحصل علي ما يُريده أبي و أخي فقط... ذات يوم، تحديداً يومي الأول بالمدرسة تشاجرت مع صديق أخي، حينها أخي ضحك معه عليّ بل و شاركه التنمر عليّ لذا ظننت أنهم هكذا يمزحون بالمدرسة.."
قهقه نهاية حديثه ليخلع نظارته يضعها علي الطاولة أمامه
" كنت ساذجاً للغاية لذا كلما تعرضت للتنمر من أخي و أصدقائه اعتقدت أنهم يُحبون المزاح معي إلي أن لقبني أحدهم ذات مرة بإبن الخادمة.. "
أعين سويون اتسعت بخفة لتلتفت نحو كيونغسو الذي تنهد و أخفض عينيه إلي حجره حيث شابك يديه معاً بتوتر
" لم أفهم لم قال ذلك، و بطريقة ما الأمر تحول إلي شجار كبير لأكتشف أن ما أتعرض له ليس مزاحاً بل تنمراً... أبي أتى إلي المدرسة و ظننته قادماً لأجلي لكنه فقط أخذ أخي الأكبر و غادر، عائلات بقية الفتية قاموا بإصطحاب أبنائهم و أنا الوحيد الذي تعرضت للعقاب... ثم أصبحت الأمور أكثر وضوحاً بالنسبة لي، أنا ابن الخادمة لذلك أبي لا يُحبني مثل أخي، فهمت لماذا أمي تكره حين أناديها بأمي بينما أخي يُمكنه فعل ذلك، فهمت لماذا أخي يطلب ما يُريد و أنا لن أحصل علي شيء و إذا حصلت سيكون علي بقايا أخي "
سويون لم تدري كيف تواسيه أو حتي ماذا تقول بهذا الموقف كونها السبب بأن الأمور تحولت هكذا لذا بعد تفكير طويل هي اكتفت بمد يدها نحو كفيه المُتشابكين لتفك عقدتهما و أمسكت بيده بلطف فرفع عينيه نحوها بإبتسامة تكاد تُلاحظ
" لم أكن أتهرب منكِ أو أريد جرح مشاعركِ لكن حقيقة أنني ابن الخادمة التي لا أعرف من تكون و منبوذ عائلتي.. لا أعتقد أنه شيئ أفتخر به، لقد ظننتك ستهربين حين تعرفين بذلك "
رفع كتفيه نهاية حديثه بينما يبتسم بسخرية لتعقد سويون حاجبيها بإنزعاج
"هاااي لا تقل ذلك... أنت كيونغسو حبيبي الدائري و هذا ما أهتم إليه أنا"
" حقاً؟ "
أمال بوجنته علي كفه فوق الطاولة أمامه هامساً بإبتسامة بسيطة فأومأت سويون بعنف
" لو أنك شخص آخر كنت سأخبرك بأن تتمرد علي والدك و أخيك لكن نظراً لأنك رجلاً مُحترماً بصورة مبالغة فهذا مُستحيل أن تفعله "
ضمت شفتيها بخط مُستقيم بينما تقلب عينيها بضجر فضحك كيونغسو
" هيا، انتهي من طعامك لأُعيدك إلي المنزل"
بعثر شعرها بلطف لتزم سويون شفتيها ثم أمسكت بطرف قميصه هامسة بتغنج
" هل يُمكنني القدوم معك إلي منزلك؟ "
" ألم يرفض أخيكِ ذلك؟ "
أمال برأسه يتسائل بإستغراب فقلبت سويون عينيها بملل ثم أشارت له بلا مُبالاة
"أخي فقط يُلقي التهديدات ليس و كأنه يهتم لتلك الأمور.."
عينيها اتسعتا بحماس لتُمسك بيد كيونغسو تجذبها إلي صدرها مُحتضنة إياها بقوة ما جعل من عينيه تتسعان بفزع
" هل يُمكنني رؤية ذاك الكيونغ الآخر.. أريد رؤية شعره المُبعثر مُجدداً"
هزت حاجبيها بينما تميل نحوه برجاء فتنهد كيونغسو بينما يدفع وجهها بعيداً عنه
" انتهي أولاً من طعامك"
صرخت بحماس و صفّقت بكفيها قبل أن تضع قُبلة سريعة علي وجنته فرمش كيونغسو بتوتر ثم رفع سبابته ليعدل نظارته لكن قابله الفراغ كونه خلع نظارته سابقاً فسحبها عن الطاولة سريعاً ليرتديها
___________
"هل ترغبين بمشاهدة فيلم ما؟"
جونغ إن سأل بينما يدخل غرفة هانييل التي رمقته بحدة و أنزلت طرف ثيابها التي كانت ترتديها
"كم مرة أخبرتك أن تطرق باب الغرفة أولاً؟"
"نعم، نعم.. و أنا أخبرتك بأنكِ لو لم ترغبي بدخولي لأوصدته من الداخل"
قلب عينيه و اقترب ليُلقي بجسده فوق السرير بملل فتنهدت و اقتربت تُمسك بيده محاولة سحبه بعيداً عن السرير
"لا شكراً لك، لدي عمل صباحاً لذا شاهده بمُفردك "
جونغ إن سحب كفه منها بحركة قوية جعلتها تفقد توازنها ليزحف بجسده إلي مقدمة السرير بينما يتمدد هناك براحة قائلاً
"يا للصدفة، أنا أيضاً أمتلك عملاً في الصباح الباكر"
"إذاً إذهب إلي غُرفتك كي أنام"
أشارت له نحو الخارج لينظر إلي الباب ثم إليها
" ألا يُمكنني النوم هنا؟"
هزت رأسها إلي الجانبين رافضة ذلك فتنهد ليسحب جسده عن السرير بملل حتي وقع أرضاً أمامها فعقدت ذراعيها إلي صدرها بينما تتراجع بخطواتها
" ماذا تفعل الآن؟ "
" أنا أنزعج "
أجابها بعبوس ثم وقف من مكانه بكسل
"لماذا ترفضين ذلك؟ نحن نتواعد الآن كما تعرفين "
"اذهب إلي غُرفتك جونغ إن"
هسهست بحدة ليتنهد ثم استدار حول نفسه بينما يُصدر أصواتاً مُزعجة
"توقف أيها الطفل"
قهقهت بخفة لينفي برأسه بينما لازال يدور حول نفسه
" حسناً اقضي الليل بالدوران حول نفسك هكذا"
تركته لتصعد فوق السرير ثم أغلقت الأضواء لتُغلق عينيها كي تنام
" جونغ إن"
نبست بتحذير حين شعرت بحركة فوق السرير إلي أن شعرت بذراعين تُحيطان بها ليُهمهم كإجابة
"ما الذي تفعله؟"
"أنا أخاف الظلام"
همس بطفولية لتضم هانييل شفتيها بإبتسامة ثم التفتت بينما تقول
"سأفتح الأضواء لأجلك كي تُغادر"
جذبها نحوه سريعاً ليهز رأسه نافياً ذلك فزفرت هانييل بينما تحاول دفعه بعيداً عنها
"جونغ إن"
"لن أُزعجك لذا دعيني أنام هنا"
تنهدت بإستسلام و توقفت عن المُقاومة فاتسعت ابتسامة جونغ إن بينما يضمها إلي صدره
لحظات هادئة مرت عليهما حتي اتسعت أعين جونغ إن فجأة ليهتف بإسمها بصوتٍ عالٍ جعل من جسدها ينتفض بين ذراعيه بفزع
" لقد أغلقتِ الأنوار "
" نعم! "
أجابته بإستغراب ليبتسم بخبث
"لكن سابقاً قُلتِ أنكِ تخافين الظلام"
همهمت بعدم فهم و عقدت حاجبيها بتفكير كونها لا تذكر أنها قالت شيئاً كهذا من قبـ...
و فجأة هي تذكرت ذلك، ذكري سريعة مرت من أمام عينيها حين اقتحمت غرفته مدّعية الخوف و قامت بإفساد ليلته مع هايون
"لم أعد أخافه "
أجابته بلا مبالاة مُصطنعة ثم التفتت إليه لتحتضن خصره بذراعيها ثم دفنت رأسها بصدره بخجل
" كُنتِ تشعرين بالغيرة لذا أتيتِ إلي غُرفتي حينها أليس كذلك؟"
سألها بإستفزاز فهزت رأسها نافية بينما تدفع رأسها بداخل صدره أكثر
"لكن لماذا يبدو الأمر كذلك بالنسبة لي؟"
"قُلت أنك لن تُزعجني، أم أنك تُريد أن تقضي الليلة بغرفتك؟"
هسهست بتهديد ليزم شفتيه بعبوس ثم أغلق عينيه بينما يدفن وجهه برأسها هامساً بخفوت
" حسناً، سوف أنام"
________________
كيونغسو استيقظ بوقت باكر لتحضير الطعام لأجله و لأجل سويون قبل مُغادرته لكنه تفاجئ برؤية سويون تقف بالمطبخ بينما تضع الأطباق فوق الطاولة
"لم استيقظتي باكراً؟"
عدّل نظارته بسبابته بينما يقترب ليجلس علي الطاولة ينظر إلي الطعام الذي حضرته الأخري فابتسمت سويون بإتساع
" فكرت في أنني أريد قضاء اليوم بأكمله معك لذا سأحضر التدريبات معك و ثم..."
"لا يُمكنكِ ذلك، لقد أخبرتك من قبل أن القاعة غير مسموح لأي شخص بدخولها سوي الأطفال المُتدربين وأنا"
قاطعها بجدية لترتمي سويون علي الكُرسي المجاور له ثم أمالت برأسها نحوه
"لا"
" أنا أقل شيئاً بعد "
تذمرت بعبوس ليبتسم كيونغسو بخفة بينما يتناول ما صنعته من طعام
" لا بأس به لكنني أفضل منكِ بالطهو "
همس مُعلّقاً علي الطعام لترمقه سويون بملل
" أعرف هذا، إذاً لم تظن أنني أرغب بالزواج بك أيها الذكي؟"
رفع عينيه نحوها ثم حركهما بحركة دائرية يدّعي التفكير
"لأنكِ تُحبينني؟"
"نعم، لكن أيضاً لأنك طاهٍ بارع... أنت أفضل من أمي حتي "
كيونغسو ضحك بصخب لتصرخ سويون بعبوس
"و دائري وسيم أيضاً، أنا أعترف "
" حسناً تناولي طعامك بهدوء هيا "
بعثر شعرها بلطف ثم دفع رأسها لتنظر إلي الأكل فحركت رأسها نحوه ببطئ ليُعيد وجهها نحو الأكل لكنها مُجدداً التفتت إليه فتنهد
" سأُراقبك من نهاية القاعة، أعدك لن أُصدر أي ضوضاء"
رمقها بنظرة جانبية ليتجاهلها
" إذا تفوهتي بحرف واحد سأطردك "
تنهد بإستسلام حين ظلت صامتة مُمتنعة عن تناول الطعام، و بمجرد أن وافق قفزت نحوه لتحتضن عُنقه بينما تطبع قُبلة قوية علي وجنته ثم صرخت بحماس
" أنت أفضل كيونغ بهذا العالم "
____________
" هل يُمكنني المُغادرة؟ أنا آسفة حسناً؟ سأعود إلي منزلي و نلتقي لاحقاً"
سويون همست برجاء و هي تلتصق بكيونغسو محاولة الإختباء من أعين الآخرين
فـ نظراً لكونها ذهبت إلي منزله بالفستان الذي حضرت به زفاف سولار و جونميون فهي لم تمتلك ثياباً أخري تأتي بها مع كيونغسو الذي عرض عليها ثيابه
و كيونغسو أراد إخافتها عن طريق إمساكه ليدها بقوة بينما ينتظران حضور ميني مع والده
والده الذي يكون أخيها الأكبر و الذي هدده من قبل بطريقة غير مباشرة عن طريق إرسالها إلي منزل كيونغسو بثيابه الخاصة
"أخي"
صرخت بأعين مُتسعة حين لمحت مينسوك يخرج من السيارة ثم التفت ليُساعد ميني بالخروج فدفعت كيونغسو بقوة و ركضت إلي داخل المبني بفزع
كيونغسو التفت ينظر إليها بعدم تصديق بينما يُعيد توازنه ثم عدل نظارته بسبابته وهو يستعيد أنفاسه
أقبضتها الصغيرة تلك هي ما دفعته بهذه القوة؟
"هل تلك سويون؟"
مينسوك سأل بإستغراب و هو يقترب من كيونغسو الذي استدار نحوه سريعاً و انحني بخفة
"ااه نعم.. إنها سويون"
قهقه بتوتر ليُحرك مينسوك عينيه نحوه
تفحصه من الأسفل إلي الأعلي ليخفض كيونغسو نظره ينظر إلي نفسه كما يفعل الآخر ثم رفع عينيه نحو مينسوك حين سأل الآخر بحذر
"هل كانت ترتدي ثياباً غريبة أم أنني أتخيل؟"
كيونغسو رمش بضعة مرات ثم تحمحم
" إنها خاصتي... أعني هي لم تكن تمتلك سوي الفستان الذي ارتدته بحفل الزفاف لذا أعرتها ثيابي... لقد ركضت لأنها خائفة من أن تُفكر بشيئ آخر"
كيونغسو شرح الموقف بتوتر بينما يُشير بيديه بعشوائية تارة ثم تارة أخري سيعدل نظارته بسبابته تحت نظرات مينسوك الهادئة
"فهمت "
همس بقهقهة مكتومه ثم دفع ميني نحو مُعلمه
" أخبر سويون أن تُعيد ميني إلي المنزل، و أنت مدعو علي الغداء لدينا اليوم، و لا مجال للرفض"
ختم حديثه بصرامة ليبتلع كيونغسو ريقه ثم انحني إليه بإحترام قبل أن يُمسك بيد ميني كي يدخلا
_____________
"جونغ إن "
هانييل همست بتردد فالتفت إليها بينما يجمع أغراضه بحقيبته ثم أشار إليها بالدخول
" هل تُريدين شيئاً حبيبتي؟ "
رفعت عينيها نحوه لتتسع ابتسامته ثم التفت يتأكد من وجود كل شيئ بحقيبته فتنهدت هانييل و اقتربت منه تحتضنه من الخلف و استندت برأسها علي ظهره مما جعله يتوقف عن ما يفعله
" هل هذا العمل ضروري؟"
سألته بهمس خافت فتنهد
" للأسف هو كذلك"
احتضن يديها المنعقدتين حول خصره يُجيبها بهدوء فتنهدت
"لماذا فجأة؟"
أصدرت تنهيدة مُثقلة فالتفت جونغ إن إليها ليُحيطها بذراعيه بينما هي شابكت كفيها خلف ظهره حيث كانت تُحيط خصره بذراعيها
" كان من المُفترض أن يذهب رافي فقط لكن المُدير طلب مني فجأة أن أُرافق رافي...ربما يسعي للحصول علي مشروع آخر عن طريقي"
رفع كتفيه نهاية حديثه لتبتلع هانييل ريقها ثم ألقت برأسها فوق كتفه ليعقد حاجبيه بينما رفع أحد ذراعيه ليُربت علي رأسها من الخلف بلطف
" ما خطبك هانييل؟ هل أنتِ مريضة؟ "
" أشعر بالضيق "
همست بخفوت و عينيها تنظران إلي الحائط بشرود ليميل جونغ إن برأسه قليلاً كي يري وجهها
" لماذا؟"
"لا أعلم، أنا فقط خائفة... أو.. أنا حقاً لا أعلم، كل ما أعرفه هو أنني أمتلك شعوراً سيئاً"
جونغ إن تنهد ليحتضنها بقوة فأكملت هي
" عِدني أنك لن تتركني مهما حدث"
"هانييل ما الذي..."
"عِدني بذلك جونغ إن"
قاطعته بإنفعال فعقد حاجبيه بإستغراب من تصرفاتها ثم أومأ بتردد
" أعدك أنني لن أتخلي عنكِ مهما حدث "
" إذا وقع شجار بيننا في يوم ما، مهما كان الشخص المُخطئ بيننا دعنا نعقد اتفاقاً .. "
رفعت رأسها عن كتفه لتنظر إليه ثم همست
" تذكر الكشك الصغير الذي حصلت منه علي الدب لأجلي؟"
حرك عينيه بتفكير قبل أن يومئ
" سنلتقي هناك بأول يوم من الشهر، أياً كان الشهر الذي سيحل... لتكون فرصة لنستمع إلي بعضنا، نستمع إلي المُبررات و نحاول الوصول إلي حل... أياً كان الشخص المُخطئ بيننا يجب أن يذهب كلينا إلي هناك، حتي و إن كان الشخص المُنزعج سيقوم بصفع الآخر، لا بأس بذلك طالما أنه سيأتي و نحصل علي فرصة للعودة "
تحدثت بلهفة استغربها جونغ إن، هو لم يفهم ما الداعي لهذا التفكير الآن أو حتي السبب للقيام بذلك
لكنه بداخله حيث جزء يحاول تجاهله كان يشعر بأنه سيحتاج إلي هذه الفُرصة
" و إذا لم يكن بيننا شجاراً أيضاً دعينا نلتقي هناك باليوم الأول من كل شهر لإحياء ذكري موعدنا الأول"
همس بلطف و قبّل أنفها لتُغلق عينيها بإبتسامة ثم فتحتهما و هي تُهمهم بسعادة
"لكن إذا كنت أنا الشخص المُخطئ لا يُمكنك صفعي، أنا امرأة بعد كل شيئ"
"أوووه حقاً؟ "
قهقه بسخرية لتومئ هانييل بعنف فضحك جونغ إن بصخب
" و أنا لن أنزعج منكِ مهما حدث لذا لا تقلقي بهذا الشأن"
همس بإبتسامة مُتسعة و أمال يستند علي جبينها بخاصته قبل أن يُداعب أنفيهما سوياً
" سأشتاق إليكَ "
" و نيني سيشتاق إليكِ كثيراً "
أجابها بنبرة طفولية فضحكت بخفة ثم ضربت كتفه بخجل ليميل نحو شفتيها مُقبّلاً إياها بلطف
___________
" أتمني أن يكره أبي مُعلمي"
ميني تنهد بعبوس بينما يستند بوجنته فوق كفه يُراقب والده الذي يقف مع كيونغسو بالشُرفة يتبادلان أطراف الحديث
و سويون التي تجلس بجانبه بنفس وضعيته تنهدت بإنزعاج من أخيها
"أتمني أن يكره أخي كيونغي "
التفتت هي و ميني ينظران إلي بعضهما ليتنهدا معاً بصوتٍ عالٍ ثم أعادا أنظارهما حيث مينسوك و كيونغسو
كلاهما تحمس لحضور كيونغسو إلي المنزل و الكثير من الخطط قد وضعاها لكن مينسوك أفسد كل شيئ حين اصطحب كيونغسو معه إلي الشرفة بعد الغداء ليتحدثا بأمور الرجال و بالمُقابل تم طرد الطفلين ميني و سويون إلي الخارج
انتفضا يقفان بحماس حين خرج كيونغسو مع مينسوك من الشُرفة لكن ابتسامتهم تلاشت تدريجياً حين نبس كيونغسو بهدوء
"عليّ الذهاب، لدي أمر طارئ"
ترهلت أكتاف ميني بإحباط ليجر قدميه إلي غُرفته بينما سويون سارت خلف كيونغسو كي تودعه
"ما ذاك الأمر الطارئ؟ هل حدث شيئ ما؟"
سألته بقلق حين خرجا من باب المنزل فابتسم كيونغسو ليهز رأسه بالنفي ثم احتضن إحدي وجنتيها
" والدي اتصل يُريد رؤيتي، رُبما يوجد شيئ يخص العمل يُريد مُناقشتي به"
همس فهمهمت سويون بتفهم و طبعت قُبلة سريعة علي شفتيه
" أراك غداً "
أومأ لينحني تاركاً قُبلة رطبة رقيقة فوق شفتيها قبل أن يُغادر
لوّحت إليه سويون بإبتسامة مُتسعة و انتظرت حتي غادر لتستدير عائدة إلي المنزل لكنها سرعان ما شهقت بفزع و انتفضت حين رأت مينسوك يقف مُستنداً بكتفه ضد إطار الباب عاقداً ذراعيه إلي صدره
ابتسمت ببلاهة و حكت مؤخرة رأسها بخجل بينما تقترب منه فأمال مينسوك ينظر خلفها ثم أعاد عينيه نحوها حين وقفت أمامه
"يُمكنني فهم لماذا ترغبين بالزواج منه"
"إنه رائع، أليس كذلك؟"
عينيها اتسعتا بحماس ليضحك مينسوك ثم احتضن كتفيها و هما يتجهان إلي الداخل
"رائع للغاية"
_________
كيونغسو دق الجرس و عقد كفيه سوياً خلف ظهره بتوتر حتي فتحت الخادمة الباب ليتجه إلي الداخل
ابتلع ريقه بصعوبة حين رأي أخيه و زوجته حاضرين بينما والده و زوجته يجلسان مُقابلان لهما
انحني إليهم بإحترام ليعدل نظارته بسبابته ثم اقترب يجلس علي أريكة مُنفردة حيث أشار له والده
"لقد.. طلبت رؤيتي"
كيونغسو همس بتلعثم و هو يتبادل النظرات بينهم جميعاً فابتسم والده
"زوجة أخيك... إنها حامل"
والده نبس بهدوء ليلتفت كيونغسو نحو أخيه و زوجته بإبتسامة صادقة
"مُبارك لكما"
أخيه أومأ كإجابة بينما زوجته ابتسمت تُجيب بصوت خافت ليُعيد كيونغسو عينيه نحو والده
" كنت أُفكّر بأننا لم نخرج معاً كعائلة منذ فترة.."
كيونغسو ابتلع ريقه و ضم شفتيه يمنع نفسه من الحديث
هو أوشك علي الصراخ بأنه لم يخرج معهم طوال حياته كفرد من العائلة لكنه التزم الصمت علي الرغم من ذلك
" لنخرج غداً... بعد تدريبك سيكون مُناسباً"
والده أشار إليه يدّعي التفكير و كيونغسو كان مُدركاً أن هذا أمر
مهما كانت صيغة حديث والده أو نبرته فبالنهاية ما يقوله سيتم تنفيذه لذا هذا أمر بالتأكيد
كيونغسو لم يُفكر بأنه فخ، هو ظن أن ربما والده و أخيراً قرر مُعاملته كشخص من العائلة
ربما كان قلقاً من حقيقة أن والده تجاهل الحديث حول مين هاي و أمر انفصالهما
لكن باليوم التالي هو فهم كل شيئ... لماذا والده لم يذكر أمر الإنفصال؟ و هذا لأن كيونغسو لا يمتلك القرار
لماذا والده دعاه معهم؟ كفرد من عائلة جيون بالمستقبل و ليس دو
كيونغسو كان يجلس بمكانه ينظر إلي الأطباق بشرود بينما الجميع يتحدثون بصوتٍ كان مؤذٍ لأذنيه
مين هاي كانت تجلس بجانبه و بطريقة غريبة هو لم يشعر بالراحة نحو ابتسامتها
والدها كان متواجداً يترأس الطاولة مُقابله والده ثم هناك مِقعداً فارغاً أمامه و بجانب ذاك المقعد تجلس زوجة أبيه ثم أخيه الأكبر و زوجته
"سيدي"
جميعهم التفتوا نحو أحد حراس والد كيونغسو الذي وقف بجانب طاولتهم و كيونغسو ببطئ حرك رأسه جانباً ينظر إلي مصدر الصوت فاتسعت عينيه تدريجياً حين رأي سويون تقف خلف ذاك الحارس
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top