20

Start

بالشركة حيث يعمل جونغ إن نظرات الجميع كانت نحوه و هو ظن أنه لربما بسبب ابتسامته العاشقة التي لا تختفي عن وجهه منذ الصباح

أو ربما بسبب الفراشات التي تطوف من حوله علي الرغم من أنها لم تكن مرئية لأعين سوي أعينه

جونغ إن واقع بالحب للمرة الأولي في حياته

جونغ إن يكاد يرقص بمكانه سعادة لتلك المشاعر التي يشعر بها و هو ظن أن الجميع يُشاركه لكن في الواقع هو لم يكن كذلك بأعين الآخرين

ربما هو كان غارقاً بمشاعره اللطيفة لدرجة أنه تناسي فضيحته التي علي الأغلب الشركة بأكملها أصبحت علي علم بها

كذلك أنفه الذي أصبح بضعف حجمه الطبيعي بسبب تلك الضمادة كان مُلفتاً للإنتباه

"رافي"

لحّن اسم صديقه كمُغني أوبرا، و رافي الذي كان يُخفي وجهه محاولاً الهروب منه كي لا يراه ها هو توقف حين نُطق اسمه لكنه عاد يسير مُجدداً يحاول تجاهل جونغ إن

"يااا، رافي"

صاح بعدم تصديق ليركض نحو صديقه مُعترضاً طريقه فقلب رافي عينيه بينما يلتفت كي يتخذ الطريق المُعاكس لولا كف جونغ إن التي أمسكت بياقة قميصه من الخلف يسحبه تجاهه ليعود إلي مكانه

"أوه صباح الخير كاي، أعتذر لم أراك"

ابتسم ابتسامة بلهاء و بنظر جونغ إن هو كان يمتلك ملامح غبية... حسناً هو هكذا دائماً بالنسبة إلي جونغ إن لكن هذه المرة كان غبياً أكثر من أي وقت مضي خاصة حين أكمل طريقه محاولاً تجاهل جونغ إن

"هل بالصدفة... أنت تتجاهلني؟ "

جونغ إن سأل بحذر لتتوقف قدمي رافي عن الحركة

سحب نفساً عميقاً ثم زفره قبل أن يلتفت نحو صديقه و ابتسامته البلهاء عادت من جديد

" أعرف أننا صديقين و لا يُمكنك البقاء علي قيد الحياة بدوني لكن هل يُمكنك ادّعاء عدم معرفتك بي في الشركة فقط؟ "

رافي همس بينما يُحرك عينيه في الأرجاء يحاول التأكد من أن لا أحد يراه مع جونغ إن فعقد الآخر حاجبيه

"و لم ذلك؟.. توقف عن الحركة أيها الأحمق"

صرخ بحنق نهاية حديثه حين تحرك رافي من مكانه و دار حول جونغ إن و هذا بسبب أن شخصاً ما مر من جانبهما و رمقهما بنظرة غريبة لذا رافي أراد إخباره بطريقة غير مباشرة 'أنا لا أعرف هذا الرجل'

"الشركة بأكملها تتحدث عنك، جميع المجموعات و الصفحات الخاصة بالعاملين بالشركة كانت تتحدث عن فضيحتك بإجتماع البارحة و.. مهلاً ماذا حدث لأنفك؟"

توقف عن حديثه بعدما و أخيراً لاحظ أنف جونغ إن و كالأبله جونغ إن قهقه ليتنهد بهيام مُتذكراً قُبلته مع هانييل

" أعتقد أنني سأتزوج قريباً "

" ماذا؟ "

رافي صرخ بصدمة و تناسي أمر فضيحة جونغ إن ليقترب منه يضع كفه علي جبين الآخر

" لا يوجد حرارة،اذاً لم تتصرف بغرابة؟! أم أنك ستعود إلي يونا؟ يااا لا يُمكنكما فعل هذا بـ كريس"

جونغ إن قلب عينيه بملل ليضرب شفتي الآخر كي يتوقف عن الحديث ثم هسهس بحنق

" من ذكر تلك الغبية؟ أنا بالكاد كنت أتحملها، هل سأعود إليها بعدما تخلصت منها و أخيراً؟! "

" إذاً من؟ "

رافي عقد حاجبيه بإستغراب و مُجدداً ابتسامة جونغ إن البلهاء ظهرت أمام أعين الآخر الذي ضيّق عينيه بتفكير لتتسع عينيه تدريجياً

"هايون؟ هل جُننت؟ لا يُمكنك العودة إليها، هي لا تستحقك ولا تستحق أن تكون بحياتك بعد الآن كاي،نحن نعرف أنها كانت تُريد أموالك فقط ولا يوجد بينكما مشاعر حب حقيقيه، أعرف أنك كنت تعلم بحقيقة أنها لا تريد سوي أموالك لكن بهذه الطريقة أنت تتجاهل هذه الحقيقة و تورط نفسك كما أنها قامت بإغرائي بيوم الحفل، كانت ثملة و أتت إلي منزلي تُكمل احتفالها بإنفصالكما و أنا شاركتها ثم انتهي بنا الأمر نستيقظ علي سرير واحد، لقد خانتك بأقرب فرصة و يا إلهي اصفعني كي أتوق عن الحديـ... "

صرخ بتوتر ليصفعه جونغ إن كي يبتلع كلماته

صدر رافي أخذ يعلو و يهبط، بوتيرة سريعه محاولاً التقاط أنفاسه التي فقدها أثناء حديثه المتوتر بينما عينيه تنظران إلي جونغ إن البارد

هو لم يكن بارداً... ربما مصدوماً!

" كاي أنا آسف.. لم أقصد أن... "

" أنت؟... و هايون؟.. معاً؟"

سأله بتقطع محاولاً استيعاب الأمر فابتلع رافي ريقه

"نحن انفصلنا لكن هذا... أعني أنا لا دخل لي بحياتكما لكن أنت.. لماذا ؟"

حاول تجميع جملة مفيدة لكنه لم يتمكن من ذلك

أن يسمع هذا من رافي؟ هذا غريب و مؤلم بالوقت ذاته

ليس لأنه يشعر بالغيرة أو شيئ من هذا القبيل..

فقط كما لو أنه تعرض للخيانة

" جونغ إن المُدير يُريدك بمكتبه "

قاطع نظراتهما صوت أحد زُملائهما بالعمل ليشيح جونغ إن بنظراته بعيداً عن رافي و همهم إلي زميله قبل أن يُغادر مُتجهاً حيث مكتب مديره

و رافي الذي يُراقب صديقه يبتعد عنه تنهد

نظرات جونغ إن ليست واضحة... هل هو فقط مصدوم؟ لم يتوقع الأمر؟ يشعر بالخذلان؟ أم أنه كره حقيقة ما فعله رافي و شعر بالخيانة؟

و أياً كانت الإجابة رافي لم يكن مُهتماً لأي من ذلك.. هو فقط لا يريد خسارة جونغ إن

______________

"آسف، لنُعيد هذا المقطع مُجدداً"

كيونغسو اعتذر من طُلابه حين أفسد اللحن أثناء تدريبهم بسبب شروده

هو كان قلقاً لأن سويون لم تأتي و لم تُجب اتصالاته علي الرغم من أنها من أكدت عليه باليوم السابق أن يحضر التدريبات

لأجلها فقط حضر لكنها بالنهاية لم تأتي و الشخص الذي تولي إحضار ميني كان والده مينسوك

" أعتذر انتظروني لحظه"

اعتذر يتوقف عن العزف ليسحب هاتفه ثم خرج من القاعة كي يتصل علي سويون حين فكر أنه لربما والده له دخل بهذا الاختفاء المُفاجئ

لقد أوشك علي البُكاء من شدة خوفه

"كيونغ"

هتفت بصوتٍ غير مرح ليعقد حاجبيه

"لماذا لا تُجيبين علي إتصالاتي؟ و لماذا لم تأتي اليوم؟"

صرخ بها بإنفعال لتعقد حاجبيها بإستغراب ثم التفتت تنظر حولها قبل أن تُجيبه بهمس

" لم أنت غاضب؟ هاتفي كان علي الوضع الصامت لأنني بالمشفي و لم ألحظ أنك اتصلت سوي الآن "

"بالمشفي؟ أنتِ بخير؟"

استقام بوقفته بينما نبرته الغاضبة تحولت إلي أخري قلقة فهمهمت إليه سويون

" والد صديقي بالمشفي و أنا بالصدفة عرفت ذلك لذا كان يجب أن أكون بجانبه و نسيت تماماً أن أخبرك، أنا آسفة "

" لا، لا بأس "

تنهد براحة ليضع كفه فوق صدره يستعيد أنفاسه التي اضطربت لشدة خوفه فهمست سويون

"هل أصبحت بخير الآن؟"

همهم كإجابة ليميل بظهره نحو الحائط كي يتكئ عليه

" هل سأراكِ اليوم؟ "

ضمت شفتيها بإبتسامة خجولة بسبب نبرته الهادئة و العميقة ثم همهمت بتفكير

" لا أعلم... أعتقد أن الأمر خطير لذا لا أظن أنني قادرة علي رؤيتك اليوم لكن سأحاول الإتصال بك من حين لآخر كي أستمع إلي صوتك"

قهقه بخفة حين سمع صراخها المكتوم ليُهمهم إليها ثم أغلق الهاتف ليعود إلي طُلابه

__________

" أقنعي زوجك لأنني لم أعد أمتلك طاقة للجدال معه "

والدة سويون تحدثت بإنفعال تُشير نحو سومي التي خرجت من غُرفتها للتو فتبادلت سومي النظرات مع مينسوك قبل أن يُبعد عينيه عنها

"هو لا يتحدث معي"

تنهدت بضيق و اقتربت تجلس بجانب والدتها بالقانون فعقدت الأخري حاجبيها تنظر إلي مينسوك بإنزعاج

" لماذا لا تتحدث إلي زوجتك؟"

"سأنتقل من المنزل و هذا أمر لا نقاش به"

تجاهل سؤال والدته يُلقي ما لديه من حديث ثم وقف من مكانه كي يُغادر فاعترضت سومي طريقه

"إلي أين ستنتقل و لماذا؟"

عقدت حاجبيها بعدم فهم ليتنهد مُتكتفاً بالمُقابل

"ليس أنا فقط بل أنا و أنتِ و كذلك ميني "

" لا يُمكنك أن تأخذ مشاكل تافهة علي محمل الجد و سويون أيضاً كانت مخطئة فلماذا تُريد أن تتركني من أجل ذلك؟"

والدته صرخت بوجهه بغضب لتضع كفها علي رأسها بألم شعرت به نتيجة لإنفعالها

" هل سنترك المنزل بسبب سويون؟ "

سومي تسائلت بإستنكار ليزفر مينسوك بحنق

" سنترك المنزل لكن ليس بسبب سويون بل بسبب كلتيكما "

أشار نحو والدته ثم سومي قبل أن يتخصر و أكمل

" لقد تركت سويون أمانة لكما حين سافرت لكن لم تهتما لها، حتي و إن كانت سويون مُخطئة فيجب أن تتناقشا معها بهدوء لكن هروب سويون مني بتلك الطريقة و خوفها مني جعلني أتخيل بشاعة ما مرت به معكما... "

حرك عينيه نحو زوجته فابتلعت ريقها حين تحدث مجدداً و نبرته كانت حادة

" منذ وقعت بحبك و أنا أعلم كم أنتِ مُتغطرسة و أنانية لكن هذا لا يعني أنني سأتحمل أن تظهري تلك الجوانب الخبيثة مع أختي الوحيدة و تُهددينها بالطرد من منزلها... "

سومي كادت تُبرر موقفها لكن مينسوك لم يُعرها اهتماماً و التفت ينظر إلي والدته

"و أنتِ أمي.. ما كان يجب أن تتخذي صف ميني و سومي فقط لأنكِ تخشين أن يتسبب هذا في ابتعاد حفيدك عنكِ لأنكِ بالمُقابل قد تخسرين ابنتك الوحيدة و التي من المفترض أن تكوني الأمان لها..."

تنهد ليفرك جبينه حين رأي كلتيهما تبكيان و كأن هذا سيحل المشكلة

"ليس و كأننا سننهي علاقتنا.. نحن عائلة لكن إذا كان وجودنا جميعاً بنفس المنزل سيتسبب بالمشاكل لذا سأحصل علي منزل خاص بي أنا و زوجتي "

رفع سبابته يشير نحو والدته و سومي بتحذير بعدها بينما يُهسهس

"و إياكما أن أعرف بأنكما ضايقتما سويون بهذا الشأن لأنني حينها سأترك المنزل إلي الأبد لكن مع سويون و ميني و لتعيشا أنتما سوياً "

رمقهما بنظرة أخيرة قبل أن يتجه إلي غُرفته و صفع الباب بقوة جعلت منهما تنتفضان بينما تتبادلان النظرات بعبوس

__________

كلاً من جونميون و سويون كانا يجلسان متجاورين علي مقاعد الإنتظار أمام غرفة والد جونميون بالمشفي

إحدي كفيها تحركت نحو يديه محاولة تهدئة توتره فأمسك بها بين كفيه بقوة حتي انكمشت ملامحها بألم

" من الأفضل أن تدخل لرؤية والدك"

سويون همست محاولة إقناعه ليعض علي شفته السُفلي بينما يهز رأسه بعنف رافضاً ذلك

"ما تفعله ليس له داعٍ، والدك بخير و..."

"أنا غاضب منه هو و أمي كونهما أخفيا عني الأمر،غاضب من سولار لأنها علمت بالأمر و لم تُخبرني و غاضب من نفسي لأنني لم أُلاحظ لذا أنا لست مُستعداً لرؤية أبي بهذه الحالة"

هسهس بضيق و عينيه تنظران نحو الأرض بحاجبين معقودين بينما كفيه يضغطان بقوة أكبر علي كفها فأخفضت سويون عينيها تنظر إلي كفها الغارقة بين يديه ثم تنهدت لترفع عينيها نحوه بينما تمد يدها الأخري نحو يده تُربت عليها بلطف

" يُمكنني تفهم موقفك لكن الحزن لن يُفيدك بشيئ الآن... علي الأقل اطمئن علي حالة والدك أولاً ثم..."

"أنت ابن السيد كيم ؟!"

قاطع حديثها الهادئ صوت شخص ما ليلتفتا كلاهما نحو مصدر الصوت فوقف سريعاً من مكانه حين رأي الطبيب يقف أمامه

"نـ نعم"

أومأ بتردد ليبتلع ريقه حين تنهد الطبيب براحة

" بشأن حالة السيد كيم... "

نبس بجدية و اقترب منه قليلاً ليُربت علي كتف جونميون

" من الجيد أنك هنا كي تُقنع والدك بأمر العملية، هو لا يُصدق أنه لن يشعر بشيئ... الورم تم اكتشافه بوقت مُبكر لكن هو يُماطل و مع الوقت سيُصبح الأمر خارج السيطرة و لا أعلم لم يفعل هذا بنفسه "

" هل.. قد يحـدث له شيئ أو..."

جونميون سأل بتردد ليهز الطبيب رأسه بالنفي

" مع العملية وبعض الإجراءات الوقائية سيكون والدك بخير، اكتشاف الأورام بوقت مُبكر يُمكن السيطرة عليه كما أخبرتك لكن كلما ماطل والدك فهو يجعل الوضع أسوأ و يُقلل من نسبة شفائه "

همهم جونميون بتفهم ليعود و يجلس إلي مقعده مُجدداً بعدما استفسر من الطبيب عن كل ما يتعلق بوالده

" أعتقد أنك يجب أن تدخل إلي والدك الآن "

سويون همست بينما تومئ برأسها تحثه علي الدخول فزفر بضيق قبل أن يدخل الغُرفة إلي والده الذي كان يجلس علي طرف السرير بينما والدته كانت تساعده بإرتداء حذائه

"إلي أين؟"

سأل بجدية ليلتفت إليه والديه و ابتسامة مُتسعة نمت علي شفتي والده قائلاً بمرح

" سأُغادر، أعلم أنك قلق لكنني بخير، هم فقط يُبالغون"

والده أشار بيديه بعشوائية أثناء حديثه ليتقدم منه جونميون و انحني ليخلع حذائه ثم أمسك بقدمي والده يرفعها فوق السرير قائلاً بصرامة

"أنت لن تُغادر المشفي و أنا سأتحدث مع الطبيب لنُحدد موعداً لبدء العلاج و هذا لا نقاش به "

صوته ارتجف أثناء حديثه ليبتلع غصته حين شعر بكف والده تحتضن وجنته فرفع عينيه اللامعتين نحوه

"لا يُمكنك فعل هذا بي أنا و أمي،أنت أساس منزلنا و لا يُمكننا خسارتك"

شهق باكياً ليميل نحو والده مُحتضناً إياه فضمت سويون شفتيها بعبوس و انسحبت من الغرفة بينما والدة جونميون اقتربت منه لتُربت علي ظهره بلطف

" أنا حقاً بخير"

"لا، أنت لست كذلك"

صاح بإنفعال مُقاطعاً والده و ابتعد عنه ليُكمل بينما يمسح دموعه

" الطبيب قال أن الأمر ليس خطيراً لذا من الأفضل أن نبدأ بالعلاج منذ الآن و..."

"أمي كان لديها فرصة لتبقي معنا لوقت أطول لكن بسبب استماعنا إلي الطبيب هي قامت بعملية و فشلت و ماتت بغرفة العمليات... أنا لا أريد أن يحدث هذا معي، علي الأقل ليس قبل أن أري أحفادي و أطمئن عليك أنت و والدتك "

والده قاطعه بإنكسار ليعقد جونميون حاجبيه

" والدتك كانت مُسنه و عملية قلبها لم تكن الأولي كما أن حالتها كانت مُختلفة تماماً عن حالتك لذا لا تكن جباناً و تتركنا هكذا "

صرخ بنهاية حديثه بإنفعال لتتسع أعين والده بصدمة

" لا تتحدث معي بوقاحة أيها الـ... "

"سأتحدث كما أُريد و إذا لم ترغب بالعلاج حسناً لا تفعل و أنا لن أُريكم وجهي بعد الآن، علي الأقل كي لا أراك و أنت تموت ببطئ أمام عيناي و أتحمل ذنبك "

ركض إلي خارج الغُرفة سريعاً و سويون التي ظهرت بوجهه تجاهلها ليُكمل طريقه إلي مكان بعيد عنهم، و ذاك المكان لم يكن سوي سطح المشفي

سويون التي لحقت به تنهدت بينما تقف بجانب باب السطح تستمع إلي نحيبه بينما تبكي بصمت كونها للمرة الأولي منذ تعرفت علي جونميون تراه ينهار بتلك الطريقة بينما بالأسفل حيث والديه كانا يتبادلان النظرات الحزينة قبل أن تقترب والدة جونميون من السرير تجلس عليه بجانب زوجها ثم سحبت يده إليها تحتضنها بلطف حين همس الآخر بحزن

" لهذا لم أكن أُريده أن يعرف بالأمر"

____________

هانييل تنهدت بتعب بينما تدخل من باب المنزل، هي رأت سيارة جونغ إن بالخارج و ذلك كان كافياً ليجعل من وجنتيها تحترقان من الخجل حين تذكرت قُبلتهما باليوم السابق

ضمت شفتيها بإبتسامة خجولة تشق طريقها إلي الداخل حيث سمعت صوت التلفاز و حين لمحت رأسه من الخلف وضعت شعرها خلف أذنها بحركة تلقائية بينما تُلقي التحية بخجل

لكن جونغ إن لم يتحرك من مكانه أو يُجيبها فعقدت حاجبيها بإستغراب و تقدمت منه لتميل نحوه حيث كانت تقف خلف الأريكة

"بم أنت شارد؟"

نكزته بكتفه ليُحرك رأسه نحوها ببطئ فاتسعت عينيها بخفة بسب ارتطام أنفه الضخم بخاصتها لتستقيم بوقفتها سريعاً و هو أعاد عينيه نحو الأرض مجدداً

"هل حدث شيئ بالعمل؟... لماذا لا تُجيبني؟"

سألته بقلق و استدارت حول الأريكة لتجلس بجانبه ثم أمسكت بذقته لتجعله يلتفت إليها

" ماذا حدث؟ تبدو و كأنك..."

همست بخفوت لترفع يدها تمسح أسفل عينيه بسبابتها بلطف

"و كأنك ستبكي"

"لا شيئ، أنا فقط... لا أعلم"

تنهد يهز رأسه بضيق ثم أمال نحوها ليتكئ برأسه علي كتفها

" جونغ إن "

همست بتفاجؤ لكنها سرعان ما تنهدت لترفع يدها تُربت علي وجنته بخفه

" هل هذا بسبب ما فعلته بمشروعك؟"

سألته بتردد ليهز رأسه بالنفي ثم التزما الصمت للحظات قبل أن تسأل هانييل مُجدداً

" إذاً ماذا؟"

حرك رأسه ليستبدل رأسه بذقنه حتي أصبح قريباً منها فحركت عينيها نحوه بتردد

" أشعر بالضيق"

همس بينما ينظر إلي شفتيها ثم رفع عينيه نحو خاصتيها يري ارتجاف مُقلتيها

" أنتِ جميلة للغاية هانييل"

همهمت بخجل فقهقه جونغ إن بخفه

"هل..أنت ثمل ؟"

همهم بينما يُغلق عينيه و يفتحهما ببطئ

"فقط قليلاً"

تنهد بينما يُخفض عينيه نحو شفتيها مُجدداً

أغلق عينيه و اقترب منها فأغلقت هانييل عينيها حين شعرت بتلامس طفيف بين شفتيهما

جونغ إن ترك قُبلة رطبة رقيقه فوق شفتي هانييل ليبتعد قليلاً ينظر إليها بتخدر ثم اقترب مُجدداً ينقر شفتيها بقبلة سريعه

" جونغ...إن"

همست بأعين مُغلقه لينقر شفتيها بقبلة يُقاطع بها همسها بإسمه ثم قُبلة أخري بنهايته فقهقهت هانييل بخجل

" يُمكنني فعل هذا حتي الصباح"

همس بإبتسامة مُتسعة لم ترها هانييل مُغمضة الأعين ليرفع كفه نحو وجنتها مُحتضناً إياها ثم اعتدل بجلسته ليميل بجسده نحوها يتخذ زاوية أفضل لتقبيلها بينما هانييل رفعت يديها تُمسك بقميصه من جهة صدره بخجل

كفيها ارتجفا بتوتر حين عض علي شفتها بخفة ليبتسم جونغ إن عندما تسرب من هانييل تأوه خافت

جونغ إن تحرك بجسده أقرب منها بينما يميل برأسه إلي الجانب الآخر

و كفي جونغ إن انخفضا نحو يدي هانييل يُبعدهما عن صدره و رفعهما نحو عنقه ليُحيطهما به قبل أن يحتضن خصرها بذراعيه

لبضع دقائق كلاهما تبادلا قُبلات حميمية تحت مُسمي مجهول

كلاهما تناسي ماهية العلاقة التي تجمعهما

جونغ إن كان قد تمكن من نسيان سبب حزنه حين انجرف خلف مشاعره و انشغل بتقبيل هانييل و إذا كان هناك شيئاً يعمل بذلك الوقت فليس سوي قلبه الذي ينبض بعنف

أما عقله فكان قد فقد تركيزه الكامل

و هانييل كذلك رغم خجلها هي سمحت لجونغ إن بتعدي حدود علاقتهما المُدرجة تحت مُسمي 'أب و ابنته'

صوت الجرس تردد بأنحاء المنزل فارتجفت هانييل لتفصل القُبلة بأعين مُتسعة بينما تنظر إلي جونغ إن الذي ابتسم و هو يفتح عينيه ببطئ حتي تلاقت مع خاصتها

تنهد بهيام ليُحرك عينيه نحو يده التي ارتفعت تُداعب شعرها قريباً من أذنها فشهقت هانييل حين دق الجرس مُجدداً

"سـ.. أفتح.. الباب"

همست بتلعثم بينما تدفعه بخفة لتركض نحو الباب و هي تصفع وجهها بخفة كي تستفيق ثم سحبت نفساً عميقاً و زفرته قبل أن تفتح الباب

"مرحباً"

رافي لوّح إليها بإبتسامة متوترة فابتسمت بتصنع محاولة تنظيم أنفاسها ثم أومأت إليه

"كاي هنا؟"

"نعم، هو بغرفة المعيشه تفضل بالدخول"

أجابته بينما تتحرك جانباً كي تُفسح له المجال للدخول ليُهمهم إليها ثم دخل حيث كان يجلس جونغ إن

كلاهما وقف خلف الأريكة حيث مدد جونغ إن جسده بكسل و إحدي ذراعيه كانت تمنع الضوء عن إزعاجه بوضعه إياها فوق عينيه حتي نبست هانييل بخجل

" جونغ إن، رافي هنا "

رافي ابتلع ريقه بتوتر حين رأي ذراع جونغ إن يبتعد عن عينيه لينظر إليه بطريقة عكسيه

كلاهما تبادل النظرات للحظات قبل أن يعقد جونغ إن حاجبيه بإنزعاج مُتسائلاً

"ما الذي أتي بك إلي هنا؟"

"أتيت لنتحدث، لا يُمكنك الغضب مني علي شيئ تافه كهذا و... "

جونغ إن قهقه بصخب يُقاطع حديث رافي فعقدت هانييل حاجبيها بإستغراب لتُراقب جونغ إن الذي استقام بجذعه أولاً ثم وقف عن الأريكة قائلاً من بين قهقهاته

"تُسمي ما حدث بالتفاهة؟ رافي أنت أقمت علاقة مع هايون هل تعي ذلك؟ هذه ليست تفاهة "

جونغ إن الثمل نسي تماماً أمر هانييل و تفوه بما يُزعجه منذ الصباح و الشيئ الذي دفعه للشرب بمنتصف الأسبوع رغم أنه يمتلك عملاً باليوم التالي

هو كان غافلاً عن أعين هانييل التي اتسعت بصدمة

و لم يكن قادراً علي سماع صوت تحطم قلبها إلي أشلاء بعدما أدركت حقيقة أن ما يُزعج جونغ إن ليس سوي أمراً يخص حبيبته السابقة

"سأذهب إلي غُرفتي"

انسحبت إلي غُرفتها بعدما همست بنبرة مُرتجفة تُنذر بالبكاء

هذا كان قاسياً من جونغ إن و هو أدرك ذلك متأخراً حين رأي الحزن و الإنكسار يُغلّف أعين هانييل و ملامحها المخذولة

"أنا لم أقصد فعل ذلك، لقد كنت ثملاً و..."

"هذا لا يُبرر حقيقة أنك أقمت علاقة مع حبيبتي السابقة و التي لم تكن تأكدت من أنني قد انفصلت عنها حقاً"

مُجدداً جونغ إن قاطعه بحدة و اقترب منه لينكز صدره بينما يُهسهس بغضب

"مُشكلتي ليست أنك أقمت علاقة مع حبيبتي السابقة بل لأن الشخص الذي أقمت معه علاقة كانت هايون، كيف تُحذرني منها و تكره علاقتي معها و تُخبرني أنها مُستغلة و لا تُحبني بينما بأول فرصة انت أقمت معها علاقة دون تفكير بالغبي الذي يظنك صديقه؟"

صرخ بنهاية حديثه ليلكم رافي

اللكمة لم تكن قوية خاصة و أن جسد جونغ إن كان تحت تأثير الكحول لكن هذا كان مؤلماً لقلب رافي

" أخبرتك أنني كنت ثملاً "

" و ماذا عني؟ هل تعرف بم أشعر؟ "

" أنت لا تُحبها و لا تهتم لها فلماذا تُضخم الأمر؟ "

رافي همس بحنق ليضحك جونغ إن بلا فكاهة و هز رأسه ساخراً قبل أن تتبدل ملامحه الساخرة إلي أخري غاضبة و سحب رافي من ياقته حتي التصق به

" تباً لها يا رجل من قال أنني أهتم لها أنا مجروح بسببك أنت، أنت صديقي و الشخص الذي طعنني بظهري "

" ماذا أفعل؟ حسناً أعترف أنني أخطأت لكنني دون وعي سرت خلف مشاعري و هي استغلت ذلك... أقسم لو كنت بوعيي لم أكن لأفعل ذلك حتي و إن تجردت من ثيابها أمامي... لن أقوم بخيانة صديقي خاصة و إن كان هذا الصديق هو أنت"

رافي حاول تبرير موقفه دون التعمق بأي تفاصيل لكنه و كعادته لم يعي أنه تفوه بما لا يجب أن ينطق به

" مشاعرك؟ ماذا تقصد بمشاعرك؟... أنت لا تُحب هايون"

نبس بتلعثم فأخفض رافي عينيه ليهزه جونغ إن بعنف بينما يصرخ عليه

" أنت لا تفعل أليس كذلك؟ "

" ربما... مازلت أمتلك إعجاباً نحوها"

رافي تنهد بضيق ليترك جونغ إن ياقته بالتدريج فأكمل هو

" كنت سأعرض عليها المواعدة، هي بالفعل كانت مُدركة لمشاعري نحوها والأمور كانت علي وشك أن تُصبح جدية بيننا قبل أن تتعرف عليك،أنا لم أقصد أن يحدث أي من ذلك صدقني... فقط الكحول و مشاعري الغبية هي ما جعلتني..."

"لماذا لم تُخبرني منذ البداية؟ أنت كرهتني أليس كذلك؟ أنت... "

جونغ إن قاطعه بحزن ليُمسد جبينه بغضب من نفسه بينما يُكمل

" أنت لم ترغب برؤية وجهي صحيح؟ هل بدوت حقيراً بنظرك؟ رافي أنت لم تكرهني، أخبرني أنك لم تفعل "

" بالطبع لم أفعل أيها الأحمق "

رافي قهقه بعدم تصديق ليلكم وجه جونغ إن فتمايل جسده ليقع فوق الأريكة

"هذه لأنك لكمت وجهي الوسيم لكن بجدية أنا لم أنزعج منك فيما يتعلق بهايون و لم أرغب بالتدخل بينكما لأنها كانت علاقة قذرة بينكما و كل ما اهتممت به هو أن لا تتخذ العلاقة مجري جدي كي لا تكون بورطة.. و أنا نوعاً ما كنت سأكون مُشاركاً بما يحدث معك لأنني لم أُخبرك بحقيقتها... أنها فقط تهتم للأموال، علي الرغم من أن ذلك كان واضحاً للغاية "

قلب عينيه نهاية حديثه و تكتف أمام جونغ إن الذي استند بكفيه علي الأريكة كي يرتفع بجذعه قليلاً

" لكنك تُحبها "

" تصحيح.. كنت أحبها، ربما مازلت أمتلك بقايا مشاعر غبية نحوها لكنها ستتلاشي مع الوقت فأنا لن أسمح لنفسي بالإرتباط بإمرأة مثلها، هي لا تستحق أن تكون أُماً لأطفالي"

علي الرغم من محاولته أن يكون مرحاً جونغ إن لاحظ الحزن بنبرته و بملامحه

ربما رافي كان فاشلاً في الإدّعاء، أو ربما هو كان حزيناً للحد الذي يجعل من الإدّعاء أمراً صعباً

" أنا آسف "

جونغ إن همس برأس مُنخفض بخجل فضحك رافي بينما يضرب قدم الآخر بمرح

" لست بحاجة لتكون كذلك، في الواقع لا أهتم سوي لأن تكون علاقتنا علي ما يُرام لذا هل أنت بخير معي؟"

أمال برأسه قليلاً بينما يتسائل فرفع جونغ إن عينيه نحوه ينظر إليه قليلاً ليتنهد ثم أومأ

"بالطبع"

"هذا جيد، صدقاً لم أرغب بأن تعرف بهذا الأمر كي لا تتوتر علاقتنا لكن كما تعلم أفقد السيطرة علي لساني أحياناً و أنا حقاً كنت مُحبطاً حين ذكرت أنك ترغب بالزواج من هايون و..."

توقف رافي عن الحديث حين لاحظ هانييل التي تقف علي بداية غرفة المعيشه بأعين مُتسعة فالتفت جونغ إن ينظر حيث ينظر الآخر لتلتقي عينيه مع خاصتي هانييل

" هـا..هاتفي "

همست بصوتٍ مُختنق بينما تقترب لتسحب هاتفها من فوق الطاولة ثم ركضت نحو غُرفتها ليتنهد جونغ إن و أعاد نظراته إلي رافي الذي انتفض بفزع من نظراته الحادة

"أيها الأحمق من ذكر أمر الزواج من هايون؟"

هسهس بحنق ليرفع قدمه يضرب بها فخذ رافي الذي يقف أمامه فتأوه الآخر بينما يُمسد فخذه

"أنت قُلت أنك ستتزوج قريباً و إذا لم تكن يونا إذاً هي هايون فهل تمتلك امرأة أخري بحياتك؟"

"هناك واحدة بالفعل"

صرخ به بإنفعال و أشار برأسه حيث غادرت هانييل ليُقلّده رافي بعدم فهم فهز جونغ إن رأسه مُجدداً ليسأل رافي بينما يُقلّده

"ما به رأسك؟ هل أنت بخير؟ "

" إنها هانييل أيها الغبي "

" ما بها هانييل؟ هل لا تُريد لها أن تعرف بالأمر؟ "

سأل بغباء ليضم جونغ إن شفتيه و أغمض عينيه بقوة فقلب رافي شفتيه بإستغراب

مرت عدة ثواني عليهما بتلك الحالة حتي بدأ رافي يستوعب الأمر

عينيه اتسعتا بخفة و اختنق بلعابه بينما يُشير نحن غُرفة هانييل

" أنت.. تقصد.. أعني... هي.. هانييل ؟"

صرخ بهمس ناطقاً بإسمها ليومئ جونغ إن بعبوس

"مهلاً، أنت لا تفعل هذا فقط لأجل الوصية؟"

جونغ إن زفر بحدة ليرمش رافي عدة مرات

"هلا شرحت الأمر لي لأنني..."

"هل يُمكن للشرح أن ينتظر للغد؟ رأسي يكاد ينفجر و هناك هانييل التي فهمت الأمور بطريقة خاطئة بسبب أحمق ما"

رافي حرك عينيه جانباً حين ذكر جونغ إن ذاك 'الأحمق ما' و كأنه ليس المقصود ليُعيد رأسه نحوه جونغ إن بحركة سريعة بعدها

"هل تقصد بذلك أنك تطردني؟ "

"أووه كم أنت ذكي رافي "

صفق بسخرية ليزم الآخر شفتيه بإحراج

" حسناً لنلتقي غداً لكن رجاءً لا تتحدث معي بالشركة فأنا لا أريد أن يُثرثر الآخرين حول كم أنا سيئ لأنني أُصادق المُنحرفين"

رافي حرك يديه بعشوائية بينما يشرح الأمر فألقي جونغ إن وسادة نحوه ليضحك الآخر بصخب حين تجاوزها ثم لوّح له بمرح قبل أن يُغادر

هذا كان سريعاً.. مُحبطاً قليلاً بالنسبة إلي جونغ إن الذي اكتشف أنه جرح مشاعر صديقه دون قصد

لكن بطريقة ما هو كان راضياً كونه لم يتعرض للخيانة من أفضل صديق له

تنهد حين توقف أمام غُرفة هانييل ليطرق الباب

الأمور كانت بخير قبل مجيئ رافي لكن كل شيئ تحول فجأة

"هانييل"

طرق الباب مُجدداً ليتذكر أنه لم يسبق و طلب الإذن منها فما الذي تغير الآن؟ و قبل أن يُفكر بإجابة هو اقتحم غُرفتها لتخرج من أسفل الغطاء و رمقته بحدة

و كما يبدو من وجهها هي كانت تبكي

بل لازالت تفعل، دموعها مازالت تنهمر علي وجنتيها دون توقف

"من سمح لك بالدخول؟"

"أتيت لأُخبرك أن..."

اقترب منها بتردد ليتوقف عن الحديث حين تركت السرير بحركة عنيفه و اقتربت منه حتي وقفت أمامه بصدر يعلو و يهبط بوتيرة سريعه

"هـ هانييل؟"

همس بتوتر فعقدت حاجبيها قبل أن ترفع كفها و بلحظة ارتطم بوجه جونغ إن بقوة يجعل من وجهه يلتف إلي الجانب الآخر بصدمة

"أيها السافل"

صرخت به ببكاء لتدفعه من صدره بينما تضربه بقوة حتي أصبح بخارج الغُرفة و ذلك كان مُفاجئاً بالنسبة إلي جونغ إن الذي يلمس وجنته...مازال تحت تأثير الصدمة من صفعها له

"لا يُمكنك تقبيلي فقط لأنك تشعر بالإستياء من خيانة عشيقتك لك"

صرخت به بهيستيرية فتقدم محاولاً تبرير الأمر لكنها صفعت الباب بوجهه و بتلقائية رفع كفه أمام أنفه يحميها من أي حادث آخر قد يفقدها بسببه

"هانييل افتحي الباب و دعينا نتحدث"

طرق علي الباب بقوة حين أوصدته من الداخل لتتكئ عليه برأسها بينما تبكي بصوتٍ عالٍ لم تهتم لأن تُخفيه

" الأمر ليس كذلك، أنا فقط حزيناً لأنني ظننت أن رافي... هانييل هلا فتحتي الباب لنتحدث؟"

تنهد بضيق حين لم يعرف كيف يشرح لها الأمر ثم اقترب ليلمس الباب بكفه قائلاً

"لا تبكي هااا؟ يُمكنك صفعي مُجدداً إذا كان هذا سيجعلك تشعرين بالراحة لكن لا تبكي"

و ذلك لم يُساعدها في الهدوء بل جعل من صوت بكائها أعلي ليصرخ كي تسمعه

" أنا لم أُقبّلك لأنني مستاء من هايون بل لأنني مُعجب بشفتيكِ، لا أنا أحبهما"

هز رأسه ليصفع شفتيه ثم صرخ مجدداً

" أقصد كانتا جميلتين و مُغريتين لذا أنا فعلت ذلك... أعني أنا أحبك و ليس شفتيكِ... لا مهلاً أنا أحب شفتيكِ لكن ليس بطريقة مُنحرفة.."

ضرب جبينه بالباب ليتأوه حين نالت أنفه جزءاً من الألم ثم تنهد

" آسف انسي ما تفوهت به للتو فأنا ثمل،سنتحدث صباحاً حين أكون بعقلي كي لا أُفسد الأمور أكثر من ذلك "

ربت علي الباب بلطف و كأنه يُربت علي رأسها ليلتفت بأعين ناعسة كي يذهب إلي غُرفته و قبل أن يدخلها التفت مرة أخيرة ينظر إلي غُرفة هانييل مُقرراً أنه سيتحدث معها بالصباح

لكن صباحاً حين استيقظ و رغم أنه لم يُضيع وقته و ركض إلي غرفتها أولاً قبل أي شيئ و قبل أن يغتسل حتي لم يجدها هناك

زفر بإحباط مُدركاً أنها غادرت باكراً كي تتجنبه

و جونغ إن كان يعلم أن الأمور لن تكون علي ما يُرام فقط بمجرد اعتذار

_____________

كيونغسو زم شفتيه بعبوس حين رأي ميني يقترب مع والده بدلاً من عمته و بصعوبة تصنع ابتسامة يُقابل بها الرجل كي لا يبدو وقحاً

بينما سويون كانت تنام علي الأريكة بجوار والدة جونميون تستند برأسها علي رأس الأخري في حين كان والد جونميون ينظر إلي السقف بشرود بأعين حمراء

تلك كانت آثار النعاس و رغم رغبته العارمة بالنوم إلا أنه لم يتمكن من ذلك بسبب التفكير

هو جبان حقاً كما قال جونميون و لا يُمكنه إنكار ذلك لكن لا يُمكنه اتخاذ قراراً بهذا الشأن

منذ أن علم بأمر مرضه و أنه لازال بالبداية هو فكر بأن هذا يعني أنه مازال أمامه بعض الوقت حتي يتطور المرض و يموت بالبطئ لذا بذلك الوقت سيحاول إقامة مشروعاً ناجحاً تنتفع به زوجته و ابنه الوحيد كما أنه سيُحقق حلمه برؤية أحفاده عن طريق جعل جونميون يتزوج و هو ظن أنه كان محظوظاً أن ابنه كان لدية فتاة يُحبها و هي تُبادله المشاعر

ثم أصبحت أحلامه وردية حين علمت سولار بأمر مرضه و وافقت علي الزواج من جونميون لكن كل ذلك تبخر مع معرفة جونميون للحقيقة

و ربما كلماته القاسية كان لها دوراً في جعل والده بهذه الحالة

لأنه للتو اكتشف أنه كان أنانياً للغاية

"سويون"

نادي بصوتٍ مسموع عدة مرات حتي انتفضت سويون و زوجته من النوم لتركضا نحوه سريعاً

"أنت بخير؟"

زوجته سألته بقلق و هي كانت مُستعدة للبكاء فتنهد ليومئ إليها قبل أن يُحرك عينيه نحو سويون قائلاً بإنزعاج

"أخبري صديقك الأحمق أنني مُستعد للعلاج لكن أريد أن أتحدث معه أولاً"

و والد جونميون كان لايزال برأسه أمنية سيُحققها حتي و إن تعافي لذا زواج جونميون سيكون مُقابل العلاج

هو ابتسم بخبث علي أفكاره الذكية للغاية - من وجهة نظره - لكن بالنهاية و رغم موافقة جونميون هو تم توبيخه مُجدداً من ابنه الوحيد

___________

" و أخيراً سأري الدائري خاصتي"

سويون صرخت بحماس بينما تتحدث مع كيونغسو علي الهاتف

ذاك كان أول ما نطقت به بمجرد أن أجاب علي الهاتف ليضحك بصخب

"هل والد صديقك أصبح بخير؟"

سألها بينما يُغلق المُذكّرة أمامه ليُمدد جسده فهمهمت سويون و هي تُخرج بعض الثياب من خزانة ملابسها

" ليس تماماً لكن الأمور علي ما يُرام نوعاً ما... إذاً كيونغي هل يُمكنك تحضير العشاء من أجلي الليلة؟"

أمالت برأسها تتسائل بلطافة ليعقد كيونغسو حاجبيه بينما يتفقد ساعة يده

"و لم ليس الغداء؟"

"هذا لأنني بحاجة إلي النوم فمنذ البارحة لم أحظي بنوم جيد"

تنهدت بينما تُلقي بجسدها فوق السرير ليزم كيونغسو شفتيه بتفكير

" إذاً ما رأيك بتناول الغداء بمنزلي ثم يُمكنك أن تنامي قليلاً حتي أنهي عملي و بعدها يُمكننا تناول العشاء سوياً و الحصول علي سهرة رائعة أمام فيلم ما "

أعين كيونغسو اتسعت بحماس بينما يتخيل الأمر فضيّقت سويون عينيها بتفكير قبل أن ترفض ذلك

" لا أعتقد أنك شخص يُمكن أن أثق به لأنام بمنزله، أنت لا تتوقف عن تقبيلي و أنا مُستيقظة فماذا ستفعل بي و أنا نائمة؟ "

كيونغسو أغلق عينيه يسمع صوت تحطم أحلامه الوردية ليصفع جبينه بقلة حيله

"تمتلكين غباءً يُفقدكِ إثارتك...صدقيني لن ألمسك و أنتِ نائمة ، سأكون أحمقاً إن فعلت ذلك "

قلب عينيه نهاية حديثه لتُهمهم سويون بتفكير قبل أن تومئ بعنف

" لقد أقنعتني، جهز الغداء حتي أصل"


To be continued.....


أولاً :رمضان كريم 🌙🌨️

ثانياً :إن شاء الله التنزيل مستمر في رمضان بس هيبقي بعد الفطار

ثالثاً :أتمني اللي هيقرأ في رمضان يقرأ بعد الفطار عشان نضمن نفسنا برده و كده 🌚 بس طبعاً كلنا عارفين إن ده مش معناه إن فيه حاجه مُخلّة للأداب لا سمح الله عشان أنا رواياتي كما قلت سابقاً طاهره و هتفضل طاهره  😇

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top