18
Start
"تناولي هذا"
جونغ إن وضع حساء الثمالة أمام هانييل فرفعت رأسها نحوه ثم أخفضتها مُجدداً حين لاحظت نظراته الحادة نحوها
لن يتشاجرا منذ الصباح الباكر!
أمسكت بالملعقة و يدها الأخري أحاطت الطبق تقربه منها لتتناول بهدوء أزعج جونغ إن الذي أمال برأسه نحوها فتجاهلته لتخفض رأسها أكثر
قهقه يقلب عينيه بعدم تصديق ثم أمال نحوها أكثر بينما يتكئ بكفه علي الطاولة
"بارك هانييل"
هسهس من بين أسنانه ليبتسم بتصنع حين التفتت برأسها نحوه
" هل أصبحتِ بعقلك الآن لنتحدث؟"
"و هل لم أكن بعقلي من قبل؟"
سألته بغباء فعقد حاجبيه و سحب كُرسيّاً بجانبها ثم أحاط مسند كُرسيها بذراعه ليميل نحوها
" ألم أحُذرك سابقاً من الاقتراب من الرجال ؟"
عقدت حاجبيها للحظات تُفكر بذلك لتقلب شفتيها وهزت رأسها بالنفي
" هانييل لا تُفقديني أعصابي "
هسهس بحنق لتزم شفتيها بإنزعاج
" أنت من سألت و أنا أجبتك بصدق ،هل يجب أن أكذب ؟"
رفعت كتفيها بلا مُبالاة لتُعيد نظرها نحو الطبق أمامها لتتناول منه القليل قبل أن يسحبه جونغ إن من أمامها
" رأيتك سعيدة البارحة و أنت مُحاطة بالكثير من الرجال ...هذا كان مُزعجاً "
قهقه بسخرية بينما يقلب عينيه لتضيق عُقدة حاجبي هانييل ثم وقفت من مكانها كي تُغادر لولا أنامله التي التفت حول معصمها تمنعها عن ذلك ليقف أمامها مانعاً إياها عن التقدم
" لا تتجاهليني "
ضغط علي معصمها لتدفعه بقوة حتي ابتعد عنها ثم صرخت بوجهه
" أنا أتجاهلك لأنك تتفوه بالترهات منذ الصباح كما فعلت معي البارحة ، لا تظن أنه و لمجرد أنني ثملت فسأنسي ما قُلته والعودة إلي تلميحاتك السخيفة حول علاقاتي بالرجال "
ضربت صدره بنهاية حديثها ليندفع جسده إلي الخلف عاقداً حاجبيه
" و أمر ثمالتك هذا شيئاً آخر سنتحدث عنه بعدما ننتهي من أمر تقربك من الرجال "
" و ما دخلك بي ؟ ألم تكن أنت من عرفتني علي الكثير من الرجال كي أتزوج؟لماذا تتصرف كمراهقة غيورة الآن ؟"
"هذا لأنني غيور بالفعل "
صوت صراخهما هدأ بمجرد أن تفوه بتلك الكلمات دون قصد ليبتلع ريقه بينما صدرهما أخذ يعلو و يهبط محاولين التقاط أنفاسهما بعد جولة من الصراخ المُتبادل
" علي جثتي إذا خرجتي بموعد آخر سواء كان من تدبيري أم لا "
هسهس بصرامة و استدار كي يُغادر فصرخت به بتوتر
" لن تتحكم بي فأنت لم تحترم اتفاقنا و أتيت بعشيقتك إلي الحفل كما أنك بقيت معها بالخارج لوقت طويل و كأنه لا يوجد غبية تنتظرك بالداخل "
التفت نحوها بحركة سريعه و نظراته الحادة جعلتها تبتلع كلماتها لتتراجع خطوتين حين اقترب منها إلي أن أصبح بإمكانها الشعور بأنفاسه الغاضبة ترتطم بوجهها
" ألم تكن تلك الغبية هي من طلبت مني أن أتحدث مع هايون و دخلت الحفل بدوني مع رافي رغم رفضي ذلك ؟"
أمال نحوها أكثر لتعود برأسها إلي الخلف
" بالطبع لن أترجاك لتـ...."
" لقد انفصلت عن هايون "
قاطعها بهدوء فاتسعت عينيها بصدمة لتتلعثم بحديثها
" لكـ ـنني ...لم أقصد أن تفعل ذلك ..أعني أنا فقط لم أرغب برؤية وجهها و ليس إفساد علـ..علاقتكما "
تنهد ليرفع كتفيه
" لقد فعلت الأفضل لكلينا "
رمشت هانييل بتوتر و أخفضت نظراتها ليضع أنامله أسفل ذقنها كي يرفع رأسها ثم همس
"إذا كنت تذكرين ما يحدث أثناء ثمالتك فيجب أن تتذكري ما تفعلينه من كوارث و لا تلمسي مشروباً مُجدداً أيتها الحمقاء "
" أنت من دفعني إلي ذلك كما أنني لم أثمل من قبل سوي مرة واحدة و لم أفتعل كا..."
توقفت عن الحديث فجأة حين مرت من أمامها ذكري سريعة للمرة الأولي التي ثملت بها فاتسعت عينيها تدريجياً ليرفع جونغ إن حاجبيه بخبث
" أنت .."
صاحت بعدم تصديق لتبتلع ريقها
" أنت تذكر ما حدث ؟"
ابتسم بجانبية ليُمسك بذقنها بلطف يرفعه أكثر جاعلاً من نظراتها تتوتر
" الثمالة و الرجال ممنوعين آنسة بارك و هذا كي لا تري ما لن يُعجبك أبداً"
حذرها لترفع حاجبيها بخفة و مُقلتيها قد ارتجفتا
" موعدي مع يونا اليوم لذا قد أتأخر "
ترك ذقنها ليُقبّل جبينها فرمشت هانييل بعدم تصديق بينما تراه يرحل من أمامها بإبتسامة مُتسعة و كأنه لم يفعل شيئاً
_______
كيونغسو وقف أمام المبني من الخارج حيث تدريباته مُنتظراً بقية طُلابه
أو لنكن أكثر وضوحاً هو كان ينتظر طالباً مُعيناً و للوضوح أكثر المقصود بهذا الإنتظار هي عمة ذاك الطالب
عقد حاجبيه يُقهقه بخفه حين لمح سويون تقترب مع ميني بينما يؤرجحان يديهما المُتشابكتين في الهواء بطفولية يتبادلان حديثاً يبدو حماسياً من ملامح وجههما
اقترب منهما بخطواته عاقداً ذراعيه كونه لم يتم ملاحظته بعد فرفع ميني رأسه نحوه كما حركت سويون نظراته إليها ليبتسم كلاهما بإتساع
"مُعلمي"
ميني هتف بحماس كيونغسو لم يره من قبل ليُهمهم إلي الصغير و بعثر شعره بإبتسامة
"أظن أنني سمعت أصدقائك يبحثون عنك منذ قليل"
كيونغسو نبس كاذباً فالتفت ميني ينظر نحو البوابة ثم أعاد نظراته إلي سويون يُشير لها بأن تنحني إليه و حين فعلت هو أحاط عنقها بذراعيه الصغيرتين تاركاً قُبلة لطيفه علي وجنتها هامساً
"لا تتأخري عليّ هاا؟"
أومأت بعنف بينما تضم شفتيها بصراخ مكتوم لتستقيم بوقفتها حينما ركض نحو البوابة كي يدخل
"سيقتلني بلطافته"
تنهدت تطلق أنفاسها التي كتمتها منذ قبلة ميني لترفع عينيها نحو كيونغسو الذي يبتسم بخفة بينما ينظر إليها فشابكت كفيها خلف ظهرها و أرجحت قدميها
" هذا بفضل مُعلمه الدائري"
هتفت بحماس لتميل نحو كيونغسو تُقبّل وجنته ثم استدارت كي تُغادر بسرعة لولا يده التي أمسكت بخاصتها يُعيدها لتقف أمامه فقهقه حين لاحظ تورد وجنتيها
" هل هذا فقط ما سيحصل عليه المُعلم الدائري؟"
همس بإبتسامة جانبية و عينيه تُراقبان يده التي تُداعب خاصة سويون لتُخفض نظرها هي الأخري نحو كفيهما و ضغطت بحركة خفيفة علي أنامله كي تتوقف عن الحركة فرفع عينيه نحوها كما فعلت هي الأخري
" ماذا عن موعد بمنزلي؟ سأطبخ لأجلك "
أصدرت سويون ضحكة صاخبة قصيرة لتسحب كفها من خاصته و تكتفت أمامه ترفض ذلك بهز رأسها بعنف
"هذا لن يحدث مجدداً فأنت تستغل الفرص و قد يتطور الأمر أكثر من القُبلات و أنا لسه مستعدة لأن أُصبح أُماً بهذا العمر"
تنهد كيونغسو ليضرب بلسانه أسنانه العلوية و رفع يده يضبط نظارته بإحراج
" ألا يُمكنك التحكم بلسانك؟"
ضيّقت عينيها و هي تميل برأسها نحوه ثم نفضت رأسها بعيداً عنه تُصدر 'تشه' ساخرة
" و هل تشعر بالخجل؟ يا رجل أنا بحياتي بأكملها لم أشعر بالخجل حتي قمت أنت..."
وضع كفه علي شفتيها سريعاً و كفه الأخري خلف رأسها يمنعها عن الحديث بينما ينظر حوله بتوتر فاتسعت عينيها بخفة في حين تنهد هو و هز رأسه
" أنا المُخطئ لأنني أردت قضاء بعض الوقت معكِ، انسي الأمر"
تراجع بضعة خطوات يترك بينهما مسافة فزمت هي شفتيها و حركت رأسها بحركة دائرية تتصنع التفكير قبل أن تومئ
"حسناً سأذهب معك لكن سأحضر معي رذاذ الفلفل فقط في حالة أنك حاولت التحرش بي"
كيونغسو أغلق عينيه للحظات ثم فتحهما مجدداً ليومئ إليها
" لا تضغطي علي نفسك آنسة سويون.."
"قُمت بتقبيلي مرتين و لازلت تُناديني بآنسة سويون؟"
قاطعته بإستنكار ليقلب كيونغسو عينيه ثم لوّح لها كي يُغادر
" مهلاً كيونغ، إلي أين؟ نحن لم نكمل حديثنا بعد؟"
صاحت تُناديه من الخلف ليتجاهلها فقهقهت و التفتت هي الأخري كي تُغادر هامسة بينما تضع يدها علي قلبها
" يقول منزله و قلبي بالكاد يتحمل وجوده بجانبي..."
تنهدت لتعبر الطريق بينما تهمس تُكمل حديثها
"لو أنني أعرف أنه خطر هكذا لما اقتربت منه... ااه ذاك الدائري الوسيم"
تنهدت مجدداً لتُقهقه ببلاهة لكنها سرعان ما صرخت لتقع أرضاً حين لمحت سيارة مسرعة نحوها و قد كانت قريبة منها بالفعل
أغمضت عينيها بقوة تنتظر مغادرة روحها إلي السماء فتلك المسافة التي كانت بينها و بين السيارة و بمنتصف الطريق هكذا تعني أنه لا مفر لكن صوت احتكاك عجلات السيارة بالأرض تلاه هدوء تام جعلها تفتح عينيها ببطئ فشهقت بفزع حين وجدت أن قدمها كانت أسفل مقدمة السيارة بالفعل
هي كانت علي وشك الموت
وضعت كفيها علي الأرض محاولة الوقوف لتنظر إلي السائق بتوتر و الآخر كان يبدو بارداً لتعقد حاجبيها قبل رؤيتها الشخص الذي يجلس بالخلف ينظر نحوها مباشرةً
عقدت حاجبيها بإستغراب من نظراته نحوها فانحنت برأسها قليلاً قبل أن تركض نحو الرصيف بخطوات غير متزنة
"كيونغسو محق، أنا مغناطيس للحوادث"
تمتمت تنفض الغبار عن ثيابها بعدما استقرت فوق الرصيف ليخفض ذاك الرجل نافذة السيارة و عينيه لم تبتعدان عنها حتي شعر بها تلتفت ليرفع زجاج النافذة آمراً السائق بالتحرك
بعد عدة ساعات وقفت سويون أمام المبني تنتظر خروج كلاً من كيونغسو و ميني بينما تتحدث علي الهاتف إلي أن لمحت ميني قادم من بعيد فلوّحت إليه بإبتسامة
"حسناً سوهو، أعدك سأخبركم بالتفاصيل حين نلتقي لذا لا تقلق... صدقني أنا بخير تماماً فقط لم أكن بمزاج جيد يسمح لي بالتحدث مع الآخرين"
قهقهت بخفه حين احتضن ميني قدميها ليدفن رأسه بمعدتها بإبتسامة مُتسعة تصحبها عدة قهقهات لطيفة تخرج منه
"إذاً.. إلي اللقاء"
أغلقت الهاتف لتنحني إلي مستوي ميني و أمسكت خصره بكفيها فابتسم هو بإتساع و احتضن وجنتيها بكفيه الصغيرين ليميل برأسه حتي استند علي جبينه بخاصتها هامساً
"ميني تحدث بشيئ محرج لم يكن يجب أن يتحدث به لذا لا تغضبي هممم؟"
همهم بلطافة لتقلب سويون عينيها بينما تسحب أنفاسها بصعوبة و همهمت إليه
"هل تفوهت بلفظ سيئ؟ أين سمعته؟"
سألته بإستغراب فهز رأسه ينفي ذلك و قبل أن يتحدث قاطعهما صوت كيونغسو الذي ظهر فجأة
"أعتذر سويون، أردت أن أقوم بإيصالكما إلي المنزل لكن لدي أمر طارئ"
رفعت رأسها نحوه ثم استقامت لتقف أمامه و أومأت بتفهم قبل أن تُمسك بكف ميني الذي اختبأ خلف قدمها بخجل حين نظر نحوه كيونغسو
"لنلتقي غداً، سيكون موعداً خاصاً بنا فقط"
اقترب منها بعجل يهمس بصوتٍ خافت فاتسعت عينيها بخفة محاولة استيعاب ما تفوه به ليرفع كفه مُمسكاً بذقنها بين أنامله و حرك رأسها جانباً قليلاً ليُقبّل وجنتها بـ رقة ثم همس بجانب أذنها بقهقهة ساخرة
"و لنتناقش حينها بأمر بدئي التغزل بكِ "
ابتعد عنها ليلوّح إليها بإبتسامة بينما يُغادر متجهاً نحو سيارته فأخفضت هي عينيها تنظر إلي ميني بوجه توهج بخجل
"تباً للسانك الصغير الذي لا يعرف كيف يصمت"
_____________
"نخبكما"
رافي هتف بحماس بينما يرفع كأس الماء يضربه مع كأسي يونا و جونغ إن ليشربه ثلاثتهم قبل أن يضعوا الكؤوس جانباً و يسحب كلاً منهم طبق الطعام خاصته في حين هانييل كانت تجلس بغرفة المعيشه تعمل علي الحاسوب خاصتها
"سيد كيم كاي ما هو شعورك بعدما أصبحت مُطلقاً بهذا العمر؟"
رافي سأل بينما يمضغ طعامه فضربته يونا علي شفتيه كي يبتلع طعامه بينما جونغ إن سحب نفساً عميقاً ثم وضع يده علي قلبه يهتف بدرامية
" لقد تحررت من هذه المشعوذة لذا بالرغم من حصولي علي الطلاق و أنا لازلت ببداية عمري إلا أن هذا أفضل من قضاء عاااااا... "
صرخ بألم حين تلقي ضربة من أسفل الطاولة بواسطة يونا التي تجلس بجانبه حيث كان يترأس الطاولة فعاد يجلس إلي مكانه مُمسكاً بقدمه بألم وهو يرمق يونا بحقد بينما هانييل التفتت برأسها تنظر إلي نافذة المطبخ متسائلة
" جونغ إن، أنت بخير؟ "
رفعت حاجبيها بقلق ليبتسم جونغ إن بتلقائية
"نعم بخير، زوجتي السابقة فقط تمزح معي بلطف"
قلب عينيه ساخراً فهمهمت هانييل لتعود إلي العمل و بين لحظة و أخري ستلتفت نحو المطبخ في حين رافي ابتسم بخبث ليتكئ بمرفقه فوق الطاولة و أمال برأسه علي كفه
" لا ترمقني بهذه النظرة كي لا أقتلع مُقلتيك و أضعهما بهذا الطبق أمامك "
جونغ إن هسهس بإبتسامة مُزيفة لترتفع زوايا شفاه رافي و هو يُحرك رأسه إلي يونا
" يونا أنتِ لم تعرفي بعد أن كاي انفصل عن هايون؟"
صاح بها بصوتٍ عالٍ جذب انتباه هانييل التي تراجعت برأسها إلي الخلف لعلها تسمع محادثتهم بينما تدّعي انشغالها بعملها الذي فقدت تركيزها تجاهه بالفعل
"تعني أنه أصبح عازباً؟"
يونا أمالت برأسها تتسائل بحذر ليومئ إليها رافي
" لكن لا أظن هذا سيدوم طويلاً و... مرحباً بعودة زير النساء كيم جونغ إن"
صفق بحماس و تلقي ضربة مؤلمة فوق رأسه بواسطة جونغ إن جعلته يختنق بطعامه بينما الآخر حرك رأسه محاولاً النظر من خلال نافذة المطبخ كي يتأكد أن هانييل لم تسمع ذلك
" لا أهتم للنساء بعد الآن، سأنتظر حتي أجد الحب الحقيقي و أتزوج لتكوين عائلة صغيرة لطيفة و مُحبة"
جونغ إن تحدث بصوتٍ عالٍ و دون وعي كان يُحرك رأسه و عينيه نحو الخارج حيث تجلس هانييل فالتفت رافي ينظر إلي الخارج ثم أعاد عينيه نحو جونغ إن
"أووه أعتذر لا يجب أن تسمع ابنتك هذا الحديث كي لا يتلوث عقلها بهذه الأمور "
رافي همس بجدية مُصطنعه ليرمقه جونغ إن بحدة و عاد يتناول طعامه بإنزعاج في حين عقدت يونا حاجبيها بينما تنظر إلي جونغ إن ثم التفتت تنظر نحو هانييل
"سأذهب إلي هانييل و أنتما نظفا هذه الفوضي ثم الحقا بي "
يونا أشارت لهما بعدم اكتراث لتترك الطاولة كي تغسل يديها ثم اتجهت إلي غرفة المعيشه لتجلس بجانب هانييل
" سمعت أنكِ وجدتِ عملاً"
هتفت بإبتسامة فرفعت هانييل عينيها نحوها لتعدل نظارتها بسبابتها بينما تبتسم
" لم يتم تعييني بعد، لازلت بفترة التدريب "
همهمت يونا بتفهم لتميل برأسها كي تري ما تفعله هانييل
"هل نجح جونغ إن بإيجاد زوج لكِ؟"
سألت تدّعي عدم الإهتمام فحركت هانييل رأسها نحوها لترفع الأخري كتفيها بينما تعتدل بجلستها
"كان مهووساً بتدبير مواعيد لأجلك، يقوم بدور الأب القلق علي ترك ابنته خلفه بعدما يموت لذا أنا فضولية تجاه الأمر"
قهقهت ممازحة لتميل برأسها قليلاً فأغلقت هانييل الحاسوب و وضعته جانباً قائلة
" هذا الرجل أقسم أنه مُختل، اليوم كان غاضباً و حذرني أن لا اقترب من الرجال مجدداً.. أنا لا أفهمه "
انفعلت بحديثها و هي تنظر إلي يونا التي رفعت عينيها تنظر خلف هانييل فابتلعت هانييل ريقها و التفتت ببطئ ثم شهقت لتتراجع برأسها حين وجدت جونغ إن خلفها يميل برأسه نحوها
" ذاك المُختل يكون؟ "
هسهس من بين أسنانه بإبتسامة مُصطنعه لتبتلع ريقها مُجدداً و تراجعت أكثر كي تبتعد عنه فوضع يده خلف ظهرها يمنعها عن التراجع ثم دفعها نحوه لتعقد يونا حاجبيها بإستغراب و رفعت عينيها نحو رافي لتُلاحظ ابتسامته الساخرة
" إذاً يا تُري ماذا يجب أن أفعل بلسان ابنتي السليط؟"
أمال برأسه يتسائل بترقب ليخفض عينيه نحو شفتيها و أعادهما إلي عينيها بحركة سريعه
"كاي، نحن بحاجة إلي التحدث"
دون أن يشعر تم سحبه بواسطة يونا ليفصل التواصل البصري مع هانييل و التفت ينظر إلي تلك التي تجره خلفها حيث غُرفته حتي أغلقت الباب خلفها
التفتت هانييل بفضول تجلس علي الأريكة برُكبتيها و استندت بذراعيها فوق مسند الأريكة بينما تنظر حيث غرفة جونغ إن و بجانبها رافي الذي يجلس بنفس وضعيتها
"بماذا سيتحدثان؟"
بللت شفتيها تتسائل بفضول لتنظر إلي رافي الذي ضيّق عينيه بشك
"لو أنني لا أعرف بحقيقة علاقتهما لظننت أن يونا شعرت بالغيرة لأنه اقترب منكِ و أنها الآن تطلب منه أن يعودا إلي بعضهما"
أجابها يقلب شفتيه بتفكير نهاية حديثه حتي لاحظ نظراتها المُتجمدة ليخفض عينيه نحوها و أشار بيده بعشوائية يُقهقه ببلاهة
"لكن بالطبع أنا أعرف أن جونغ إن و لو كان الرجل الأخير بهذا العالم فـ يونا لن ترمقه بنظرة إعجاب ولو مزيفة كما أنها تُحب كريس حبيبها بصورة لا تتخيليها لذا أستبعد هذا الأمر"
أومأ بإقتناع لتُخفض هانييل عينيها بتفكير ثم عادت تلتفت برأسها حيث غرفة جونغ إن
"هل أسأل أم ستُعطيني الإجابة دون إضاعة الوقت؟ "
يونا رفعت أحد حاجبيها تتسائل بصرامة بينما تتكتف أمام جونغ إن الذي يجلس علي طرف السرير و ينظر إليها بعدم فهم
" تسألين عن ماذا؟"
"هانييل"
اكتفت بذكر اسمها ليضم جونغ إن شفتيه و أخفض عينيه بعقدة بين حاجبيه و كأنه يُفكر
" رافي يظن أنك تقمصت دور والدها لكن لأنني أعرف ما يحدث فأنا واثقة أن الأمر ليس كذلك كما أنني واثقة أنك أقنعت نفسك بما نهيتك عنه"
هسهست نهاية حديثها ليتنهد بضيق
"لم أُقنع نفسي بشيئ و حتي البارحة كنت رافضاً الأمر..."
رفع عينيه نحوها ليُبلل شفتيه حين لاحظ نظراتها الغير راضية
" لقد شعرت بالغيرة من كل ذكر اقترب منها... جونغ مين رغم أنني من دبرت لها موعداً معه بالسابق، و رافي رغم أنه صديقي و أعلم أنه لا يقصد شيئاً لكنني شعرت بالغيرة من كلاهما... شعرت بالتملك نحوها ،لا أحد يستحق ضحكتها سواي أنا و لا أحد يستحق أن يتغزل بها سواي.. هذه ليست مشاعر شفقة أو انزعاج من نفسي و أنا لست طفلاً لأكذب علي نفسي بهذه الترهات "
انفعل بحديثه حين لم تختفي نظرات يونا الغير مصدقة لحديثه بل مع كل كلمة تبدو مُكذبة إياه أكثر
" هل ستستغلها لأجل الوصية؟ "
أمالت برأسها هامسة بعدم تصديق فاتسعت أعين جونغ إن و انتفض من مكانه يقف أمامها بينما ينظر إليها بصدمة
" أنتِ تعرفين أنني لن أستغل أحداً بهذه الطريقة"
"أعرف؟"
قهقهت تقلب عينيها بعدم تصديق
"ما أعرفه أن الحب بالنسبة إليك هو علاقة جسديه لا غير ذلك،أعرف أنك لعوب لا تهتم للحب، أعرف أنك أناني و لا تحب سوي نفسك و مصلحتك، و أعرف أن هانييل لا تستحق أن تتلاعب بها حتي و إن كان مستقبلك يتوقف علي ذلك لذا أياً كان ما تُفكر به توقف عن ذلك... أخبرني الحقيقة كاي"
تقدمت منه خطوتين حتي لم يعد بينهما أي مسافة فاصلة لترفع رأسها نحوه حين أصبح يُحرك عينيه بعيداً عنها مُتجاهلاً النظر إليها و كما يبدو هو كان غاضباً إلي أقصي حد
" منذ بدأت تُفكر بتلك القُبلة و أنت تبدو مشوش لذا حتي و إن لم تكن تريد استغلالها فأنت لا يُمكنك اكتشاف أنك مُعجب بها بأيام معدودة..."
"أنا لست مُعجباً بها"
قاطعها عاقداً حاجبيه لتشخر ساخرة
"كنت أعرف"
"أنا أحب هانييل"
توقفت يونا عن الضحك بسبب نظرات جونغ إن الجادة و زفرت بحنق لتنكز صدره بسبابتها
" هذا ما قُلته بمجرد أن دخلت في علاقة مع هايون أم أنك لا تذكر؟...كاي أنت لا تعرف ما هو الحب لذا لا تفعل هذا بـ هانييل، المشكلة ليست أنك رجل يتلاعب بها بل المشكلة أنك حفيد والدها الراحل لذا لا تفعل هذا و تجعلها تكره أهم شيئ بالنسبة إليها... لا..."
"لماذا تظنين أنني سيئ إلي هذا الحد؟ "
قاطعها بحنق لتضم شفتيها بخط مستقيم
"أنا لم أُحدد حقيقة مشاعري تجاهها فقط علي أساس غيرتي نحوها بل أيضاً علي أساس مشاعري حين تركت المنزل و وجدته فارغاً.. بذلك الوقت لم أكن متلهفاً لإصطحاب هايون إلي المنزل أو أي امرأة أخري، لقد ألقيت بكرامتي أسفل قدماي و ذهبت أعتذر إليها بعدما طردتني مرة..."
تحدث بهدوء ليختم حديثه بقهقهة ساخرة
" هذه المرة الأولي التي أشعر فيها بالسعادة لوجود شخص بجانبي، هانييل مُميزة بالنسبة لي لذا لا تحكمي علي مشاعري.. "
" يا إلهي "
تمتمت يونا بعدم تصديق حين ذرف الآخر دموعاً دون أن يشعر و اقتربت تحتضن وجنتيه فأخفض رأسه لترفعه هي بينما تميل برأسها كي تراه
"هل.. هل حقاً تُحبها؟ "
رمشت بصدمه فضم شفتيه بعبوس لتضحك بعدم استيعاب ثم احتضنته لتُربت علي ظهره بخفه
" لماذا أصبحت حساساً فجأة؟"
قهقهت بتوتر ممازحة إياه فأغلق جونغ إن عينيه بعبوس و ضغط علي ظهرها بخفة هامساً
"شعرت بالتهديد لوهلة، هانييل ظنت أنني أردت إعادتها إلي المنزل لأجل الوصية و أنتِ تظنين مشاعري كذلك ليست سوي كذبة لأجل الوصية... و كأن جدي ينتقم مني حتي بعد موته "
شهقة خفيفه تسربت منه لتتنهد يونا و ربتت علي ظهره مجدداً تكتفي بالصمت كونها لا تعرف ما تقوله، متفاجئة هي و للغاية
جونغ إن يُحب شخصاً ما و يبكي فقط لأنه شعر أن مشاعره يتم التقليل منها؟!
هذا غريب
غريب لأن الحديث هنا ليس عن شخص آخر سوي جونغ إن زوجها السابق الرجل الأناني و المنحرف الذي لا يعرف أن يحب سوي نفسه و ما عرف الحب تجاه امرأة سوي لأجل جسدها
جونغ إن و كلمة الحب لا يُشبهان بعضهما نهائياً لذا يونا مازالت تحاول استيعاب الأمر
ربما حقيقة أن هانييل تمتلك شخصية لطيفة و رقيقة هو ما يجعلها تستوعب نوعاً ما كونها مختلفة عن أي امرأة ارتبط بها جونغ إن سابقاً لكن الأمر لازال غريباً
"ياااا هل تحاولان العـ..ـودة؟"
رافي الذي اندفع الي الغرفة يصرخ بمزاح تقطع حديثه بنهايته حين وقف مكانه بصدمة يراهما يحتضنان بعضهما ليرفع جونغ إن وجهه نحوه فتلاقت عينيه مع أعين هانييل التي أتت خلف رافي بفضول كونهما تأخرا بالغرفة
تبادلت النظرات مع جونغ إن لبعض الوقت حتي وعت علي نفسها لترمش بضعة مرات قبل أن تلتفت كي تنزل إلي غرفة المعيشه مُجدداً
"حسناً ما الذي يحدث هنا؟ ألم تتطلقا كي تتزوجي من كريس أم أنكما أدركتما حقيقة مشاعركما الآن؟"
رافي سأل بغباء بينما يحك مؤخرة رأسه بعدم استيعاب ليتجاهله جونغ إن و خرج من الغرفة بخطوات سريعه كي يلحق بـ هانييل بينما يونا تنهدت و لحقت هي الأخري بجونغ إن ليستوقفها رافي مُمسكاً بيدها
" لا تتركي شخص نبيل كـ كريس لأجل هذا اللعوب "
حذرها بنظرات جدية فتنهدت بنفاذ صبر و رفعت يدها الأخري لتلكم وجهه بقوة حتي ارتطم بإطار الباب و صرخ بألم
"هانييل، هانييل نحن كنا..."
جونغ إن لحق بها محاولاً تبرير ما رأته للتو و حين وصل لها أمسك يدها ليعترض طريقها ثم أكمل
" لا شيئ يحدث بيني و بين يونا، فقط كنا نتحدث و الأمر أصبح درامياً فجأة"
قهقه بتوتر حين همهمت و سحبت يدها بخشونة لتبتسم بتصنع
"لا دخل لي بحياتك الشخصية جونغ إن"
رفعت كتفيها بعدم اكتراث مزيف ثم تحركت مبتعدة عنه ليعترض طريقها محاولاً التبرير مُجدداً لولا أنه لمح نزول رافي مع يونا
"سوف أغادر الآن فمازال لدي دراما طويلة أحضرها مع والدي عن أهمية الزواج و مدي تهوري بالطلاق بلا بلا بلا "
يونا قلبت عينيها بسخرية و اقتربت تحمل حقيبتها ثم رمقت رافي الذي استلقي فوق الأريكة براحة بنظرة حانقه قبل أن تسحبه من ياقته
"أنت ستقوم بإيصالي"
"ليذهب معك كاي أنا لن أغادر الآن "
تذمر بإنزعاج فاقترب منه جونغ إن يدفعه هو الآخر كي يُغادر
" بل ستغادر لأنني لدي مشروع أراجعه قبل أن أنام و لتنم مبكراً أنت الآخر كي تكون قادراً علي التصفيق لي بحرارة غداً"
رافي قلب عينيه بغضب طفولي ليقفز من مكانه ثم سار بخطوات واسعة يسبق يونا إلي الخارج بينما يصرخ
"لن أدخل هذا المنزل مجدداً بعدما تم طردي منه و سأقطع علاقتي بكما "
" نعم، نعم، افعل هذا رجاءً "
يونا قهقهت ساخرة لتعقد ذراعيها إلي صدرها بينما تلحق بـ رافي، و جونغ إن التفت إلي هانييل حين أُغلق باب المنزل ليبقي معه وحدهما
تقدم منها بتردد حتي وقف أمامها حيث عادت تجلس علي الأريكة بمكانها السابق تضع الحاسوب علي قدميها و احمرار عينيها كان واضحاً من أسفل نظارتها الطبية
"هانييل"
همس و انتظر قليلاً لعلها تُجيبه لكنها تجاهلته تدّعي اهتمامها بما تكتبه علي حاسوبها فـ زفر بضيق و انحني ليجلس القرفصاء أمامها
"أنا و يونا لا يوجد بيننا شيئ حقاً، فقط كنا نتحدث و أنا أصبحت درامي فجأة و بكيت لذا هي قامت بإحتضاني، حتي انظري إلي عيناي "
دون اهتمام لكرامته التي كان سيظن أنها ستنجرح في موقف آخر إذا علم أحدهم أنه يبكي، هو فقط أخبرها بالحقيقة لربما تتوقف عن تجاهله و قد فعلت ذلك حين رفعت عينيها نحوه بتردد
عينيه كانتا لاتزالان لامعتين بالفعل ورغم أنه خفيف إلا أن هانييل قد لاحظت احمرار أسفل عينيه نتيجة بكائه منذ قليل فوضعت الحاسوب جانباً قبل أن تميل برأسها إلي الأمام مُقتربة منه بينما تحتضن وجنتيه هامسة بخفوت
"لماذا بكيت؟"
رفعت حاجبيها بخفة لتخفض عينيها عن خاصتيه و تنظر إلي كفيها حين رفعه كفيه يضعهما فوقهما دون أن يزيحهما عن وجنتيه
" كنت أتحدث معها بشأنك"
"أنا؟"
عينيها اتسعتا بتفاجؤ ليومئ ثم اقترب منها أكثر يجعل من ركبتيه تلتصقان بالأريكة التي تجلس عليها
" ماذا سيحدث لي بعد عام؟ حين تتركينني هل سأستطيع العيش بدونك؟"
بلل شفتيه يوبخ نفسه داخلياً علي غبائه كونه صريح معها للغاية و هو غير مستعد لأي رد فعل منها قد يجعلها تبتعد عنه لكنه... هو فقط يبدو مُغيّباً عن الواقع حين يتعلق بها الأمر
"لمـ لماذا أتركك؟... أعني... الوصية تقول أنك ستعتني بي حتي أتزوج لكنني لم أقل أنني.. سأتزوج في خلال عام أو شيء من هذا.. القبيل"
قهقهت بتوتر بسبب نظراته التي لا تبدو كاذبة ثم ابتلعت ريقها حين استقام بجذعه ليقترب منها ببطئ
" لا أعتقد أنني سأسمح لكِ بالزواج من شخص آخر "
" جونغ إن "
همست بتوتر لتتراجع برأسها إلي الخلف تلتصق بمسند الأريكة خلفها ثم سحبت يديها بعيداً عن وجنتيه فتحمحم هو و وقف من مكانه يُشير إليها بتحذير بعدما وعي علي ما يفعله
"هذا لأنه لا ثمالة و لا رجال بعد اليوم بارك هانييل، أنا لم أنسي بعد ما حدث البارحة "
جعدت أنفها بإنزعاج حين تعالت نبرته بصورة مزعجة بعدما كان يهمس لها بصوت رجولي هادئ و يسحب أنفاسها بكلماته دون جهد يُذكر
" و أنا لم أنسي ما فعلته"
ابتسمت بريبة ليضم سبابته إلي صدره حين نظرت إليها ثم رفعت عينيها نحو خاصتيه تمحو تلك الإبتسامة لتقلب شفتيها بدلال
"نيني، هل يُمكنك أن تقرضني حاسوبك لساعة واحدة فقط؟"
رمشت ببراءة لتميل برأسها إلي الجانب و هي تضم شفتيها بلطافة جعلته يفقد توازنه
هو أوشك علي فقدان وعيه بسبب اضطراب قلبه و أنفاسه بالرغم من أن تصرفها هذا يوحي بأنها ستفتعل كارثة إلا أن عقله لم يُساعده علي التفكير بسبب قلبه الأحمق
" لمـ لماذا؟ "
حاول الإتزان بينما يتسائل و عينيه تجول بالأرجاء يتجاهل النظر إلي وجهها فاتسعت ابتسامتها لترفع كتفيها و أخفضتهما بحركة سريعه
"أريد أن أربطه بحاسوبي لأري إذا كان بإمكاني التحكم به عن بُعد بواسطة حاسوبي أم لا و بالطبع أنا أحتاج حاسوب آخر و لن أجد سوي خاصتك بهذا الوقت"
"ألن يضر هذا بملفاتي؟"
ضيّق عينيه بشك فهزت هي رأسها سريعاً
"لا، لا.. بالطبع هذا ليس له دخل أبداً بملفات حاسوبك صدقني "
ابتسمت ببراءة مُزيفة ليومئ برأسه بتردد
" سأراجع أولاً المشروع ثم أُعطيكِ إياه "
" هل يمكنني مراقبتك أثناء قيامك بذلك؟ أعني أنا فضولية حول عملك و أفكارك وهكذا أمور"
قهقهت ببلاهة بينما تستقيم من مكانها فتراجع هو إلي الخلف بفزع حتي كاد يقع ثم ابتلع ريقه ليومئ إليها
"لا بأس بذلك"
أومأ ليسير نحو غُرفته كي يُحضر حاسوبه
هو كان سيراجع المشروع بغرفة المعيشه لكن بسبب لحاق هانييل به انتهي به الأمر يُراجع المشروع علي المكتب المتواجد بزاوية غرفته و هي خلفه تتكئ علي كتفه بينما تري ما يفعله تُزيد من توتره أكثر
" لا تلمسي شيئاً آخر "
حذرها قبل أن يقف من مكانه تاركاً حاسوبه لها ليسير نحو الحمام كي يستحم قبل نومه غافلاً عن ابتسامتها الخبيثة التي رمقت بها ظهره حين مُغادرته
"سأُريك ما الذي تفعله مدمنة الأفلام الإباحية أيها السافل"
هسهست بـ شر لتُفرقع أصابعها قبل أن تبدأ بالعمل بينما تفتح الحاسوبين أمامها
ولو أصدقائها سمعوا ما تفوهت به للتو لما صدقوا ذلك
هي حتي لم تعد ترتجف حين تقوم بشيئ سيئ تجاه جونغ إن أو حين تُجيبه بوقاحة أو ثقة
جونميون قد يفقد وعيه إذا رأي ما أصبحت عليه طفلته البريئة
"هذه النظرة تُقلقني"
شهقت بفزع لترفع عينيها عن الحاسوب بسبب صوت جونغ إن الذي ظهر فجأة و كما يبدو من شعره المبلل فهو قد انتهي من حمامه بالفعل
"أعتقد أنه من الأفضل لي مُراقبتك"
تنهد بصوتٍ عالٍ مُتخذاً قراره بعدم النوم لكنه تجمد بمكانه بأعين متسعة حين صرخت هانييل تحتضن الحاسوبين بذراعيها
"لا، ابقي مكانك"
رفع حاجبيه بتفاجؤ لتُبلل هانييل شفتيها حين وعت علي نفسها و ضحكت ببلاهة
" أتوتر إذا جلس أحدهم بجانبي و أنا أعمل كما أنك تمتلك عملاً في الصباح الباكر لذا هيا اذهب للنوم، كدت أنتهي"
أشارت إليه نحو السرير فعقد حاجبيه بشك ليتبادل النظرات بينها و بين السرير عدة مرات
"هل مشروعي حدث به شيئ ما؟"
سألها بقلق وقلبه كاد يتوقف من الفزع لكنه تنفس براحة حين هزت رأسها بالنفي
" أخبرتك أن الملفات لن يحدث لها شيئاً، هيا اذهب للنوم"
حرك قدميه نحو السرير بتردد و هو يسترق النظرات نحوها لكنه بالنهاية رفع كتفيه محاولاً تجاهل أفكاره
" هانييل "
تنهدت لتقلب عينيها حين نطق اسمها بخوف واضح و رفعت عينيها نحوه
"حسناً ها هو حاسوبك لا أريد شيئاً "
أغلقت الحاسوب تدّعي انزعاجها لكنها كانت قد انتهت بالفعل ثم وقفت من مكانها تحمل الحاسوب الخاص بها
"هل انزعجتي؟"
"لا، تُصبح علي خير"
ابتسمت في وجهه بإتساع ليبتلع ريقه و ألقي بجسده أسفل الغطاء سريعاً و كأنها ستكشف ما حدث بقلبه فقط بمجرد النظر إلي وجهه
عقدت حاجبيها بإستغراب من تصرفه و سرعان ما ابتسمت بجانبية حين تذكرت ما فعلته لتخرج من غُرفته مُتجهة إلي خاصتها بإبتسامة مُتسعة
_____________
في منزل سويون، هي كانت تجلس مع ميني الذي يتدرب علي مقاطعه بالمُسابقة بحماس كونه وجد من يهتم لأمره
و لم يكن شخصاً بل اثنين
والده و عمته التي اكتشف مؤخراً أنها شخص جيد و ليس كما أخبرته والدته
بينما سويون بين الحين و الآخر كانت تنظر إلي هاتفها تنتظر اتصال كيونغسو لكنه لم يتصل بها بالرغم من رسائلها و اتصالاتها العديدة
و هذا أقلقها لكنها حاولت تجاهل مشاعرها السلبية لعله مشغول فقط
_______________
صباح اليوم التالي الذي كان مُشرقاً و مُريحاً بالنسبة إلي هانييل علي عكس جونغ إن المتوتر
هي كانت تجلس بمكتبها بالشركة حيث تدريبها بينما تتخيل ما يحدث مع جونغ إن فهي قد ضبطت موعد ظهور الفيديو علي شاشته و من قلبها تمنت أن يتم فتحه في الوقت المُناسب
و جونغ إن...
اندمج بالشرح حول مشروعه الجديد، الصورة تلو الأخرى يتم عرضها و معها هو يتحدث بجدية يخفي حماسه نحو هذا المشروع الذي عمل عليه بجد كي يُثبت لنفسه أنه يستحق هذا العمل و ليس فقط أنه هنا لأجل مكانة عائلته و جده الراحل ....
لكن...
ذاك الصوت المُحرج... صوت قُبلات رطبه و تأوهات عاليه جعله يتسمر بمكانه يرى الأعين تنظر نحو الشاشة خلفه بإتساع و صدمة تعلو وجوههم و النساء منهن قد وضعن وجوههن بالأوراق فوق الطاوله بخجل
حرك عينيه بتردد ينظر إلي رافي الذي ينظر إلي الشاشة بصدمة كذلك و من ملامحه يبدو و كأنه فقد عقله... هو لم يعرف أيضحك علي ما يحدث بجونغ إن الآن أم يبكي و ينتحب لأنه علي الأغلب سيتم طرده هو و صديقه من العمل اليوم
جونغ إن ابتلع ريقه بصعوبة و التفت ببطئ شديد خشية من رؤية ما يحدث خلفه ليفقد توازنه سريعاً حين رأي ما يُعرض بتلك الشاشه حتي كاد يقع فاستند بكفه علي طاولة المكتب
حرك يديه بعشوائيه يحاول إغلاق الجهاز لكن لم يكن ليتوقف حتي بل الصوت كان يتعالي لأنه و بدون إدراك كان يضغط على زر الصوت و ليس الإغلاق
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top