17

Start

جونغ إن pov

بغرفتي حيث هربت بعد أن سيطرت علي عقلي بعض الأفكار الغريبة تجاه هانييل

كنت أسير ذهاباً و إياباً بينما أُفكّر بتصرفاتي بالفترة الأخيرة

مازلت أحاول تصديق ما قالته يونا و أنه لربما يكون مجرد شعور بالضيق لأنني ظلمت هانييل لكن هل قلبي سيتراقص من أجل امرأة لمجرد أنني كنت أظلمها و فجأة اكتشفت الحقيقة؟

و عن أي حقيقة أتحدث؟ هل كنت مقتنعاً بكونها عشيقة جدي؟!

أعلم أن أمي لم تكن تحب جدي و ترغب بالسيطرة عليّ لكنني لست ضعيفاً و يتم التحكم بي فقد فعلت كل شيئ بإرادتي حتي الزواج من يونا.. ليس و كأنني كنت أمتلك ما قد يمانع هذا الزواج

حتي حين أخبرتني أنه يستضيف النساء بمنزله أنا لم أكن مُصدقاً لما قالته و لم أُكذّبه لأنني ببساطة غير مهتم لهذا الهراء

فجأة و بسبب هانييل أصبحت أفكر بكل شيء.. إذا لم أكن مُصدقاً لأي من تلك الأمور فلماذا كنت أتصرف بتلك الطريقة؟

لماذا كنت عدوانياً تجاهها هي و جدي؟!

هذا يُثير حنقي... كوني أفكر بهذا الأمر و كوني لا أجد له إجابة أيضاً

و ماذا عن توتري هااا؟

لماذا أتوتر بإقترابي منها؟

أعني هي ليست المرة الأولي لي بالاقتراب من أنثي ولو قضيت اليوم أتحدث عن أمجادي و علاقاتي الغير رسمية قبل زواجي من يونا فلن يكفيني ذلك

أنا لم أحبها!

ربما فقط اهتمام أو لأنها مختلفة

قد تكون لأن هانييل لا تريد شيئاً مني بمقابل تصرفاتها معي أو أنني فقط مللت من ازعاجها و إقامة العلاقات العشوائية مع النساء

ربما كل ذلك يُفسّر سبب نفوري من هايون مؤخراً و تجاهلي لها بالإضافة إلي حديث يونا معي

لكن الحب؟!

هذا شيئ لا يُشبهني

"جونغ إن"

توقفت عن الحركة و رفعت رأسي نحو الباب حين طرقته لأتقدم منه كي أفتحه و حينها تجمدت بمكاني كالأبله

أشعر ببرودة أطرافي فجأة و تنهيدة خافتة خرجت مني بهيام حين رأيتها تقف أمامي بفستان بسيط و استبدلت نظاراتها بعدسات ذات لون مختلف عن عسليتيها

شعرها المُنسدل و غُرّتها التي تستقر علي جبينها

لماذا تمتلك هذا القدر من الرّقة بملامحها، حديثها و كذلك هيئتها؟!

" إذا كنت جاهزاً فلماذا لم تخرج؟"

سألتني بتفاجؤ وتقدمت مني لتفتح زر بذلتي و عيناي كانتا تتحركان معها حتي ابتعدت مُبتسمة

"هذا أفضل لا تُغلقه فأنا أشعر بالإختناق"

"و ما علاقة زر بذلتي بتنفسك؟"

قهقهت ساخراً فحديثها غير منطقي

" حين أنظر لأحدهم وهو يرتدي بذلة مُغلقاً الزر أشعر و كأنه يسحب أنفاسه بصعوبة لذا أشعر بالإختناق بالمُقابل"

شرحت بصوت مُختنق لترفع يديها تضبط ربطة عنقي فعقدت حاجباي حين لمحت لمعة عينيها و كأنها علي وشك البُكاء

رفعت ذقنها بأطراف أناملي كي تنظر إلي و حين تلاقت أعيننا هي ضمت شفتيها بعبوس

" لم البُكاء؟ "

همست لأمسح بسبابتي أسفل عينيها بلطف لا يليق سوي بها فأغمضت عينيها للحظات ثم فتحتهما لتنزلق دموعها علي وجنتيها

" آسفة... أنت اليوم تجعلني أشعر بوجود أبي سون هون حولي"

اعتذرت بقهقهة مُحرجة و هي تدفع يداي بعيداً عن وجهها لتمسح دموعها بعشوائية فتنهدت

ماذا فعل لها لتذكره بكل وقت؟!

كيف حصل علي حبها العميق هذا بالرغم من كونه ليس والدها الحقيقي؟!

" إذاً أنا آسف لجعلكِ تبكين "

اقتربت منها قليلاً مُمسكاً بكفيها بين خاصتاي لأشابك أناملنا سوياً

و كما يحدث معي مؤخراً أنا اقتربت منها بعقل مُغيب لأُقبّل جبينها قبلة طويلة بعض الشيئ ختمتها بتنهيدة مُرهقة من مشاعري المُبعثرة هذه

" لا أبكِ حُزناً بل سعادةً"

وضّحت بنبرة خافته فهمهمت إليها بإبتسامة ثم أمسكت بيدها أعقدها مع خاصتي

هل هذا سيجعلها تنسي كل ما حدث سابقاً من جانبي؟!

End pov

---------

كلاً من جونغ إن و هانييل غادرا المنزل مُتجهين حيث مقر الحفل و الذي بدا فخماً حيث الكثير من السيارات تقف بالخارج

يبدو أن الحفل لازال ببدايته من أعداد الحاضرين الذين وصلوا بنفس الوقت

أوقف جونغ إن السيارة جانباً ثم أخرج هاتفه يتصل بـ رافي بينما هانييل انشغلت بتفحص المكان لتعقد حاجبيها و هي تنظر إلي ثيابها تارة، و تارة أخري تنظر حيث النساء اللاتي يخرجن من السيارات الأخري

"رافي أتي مع هايون، أقسم أنني لم أطلب منه إحضارها"

تحدث بإنفعال موضحاً موقفه لتنظر إليه هانييل للحظات ثم أومأت فابتسم و خرج من السيارة مُتجهاً إلي جانبها كي يفتح إليها الباب

انحني بوقار بينما يمد كفه نحوها فقهقهت بخفه لتُمسك بكفه المُمتدة إليها و خرجت من السيارة

" من بعدك آنستي الجميلة "

أشار إليها بإحترام مُمازحاً إياها فضمت هانييل شفتيها بقهقهة مكتومه ثم تحمحمت تُمسك طرفي الفستان لتتقدمه خطوة لكنها سرعان ما توقفت حين لاحظت وقوف شخصين أمامهما

"كيف حالك هانييل؟"

رافي لوّح إليها بإبتسامة مُتسعة ثم ترك هايون التي أتت معه ليتقدم من هانييل قائلاً

"أقصد آنستي الجميلة"

ضحك ساخراً من جونغ إن لتبتسم هانييل بخجل في حين قلب جونغ إن عينيه بسخط

" أي آنسة جميلة؟ ما هذه المسرحية السخيفة كاي؟"

هايون تدخلت في الحديث توتر الأجواء بكلماتها ليزفر رافي بحنق ثم أمال برأسه ينظر حيث جونغ إن قائلاً بجدية

"هي من التصقت بي و أنا لن أدخل الحفل معها فقط لكي تعرف ذلك"

أعاد نظراته نحو هانييل ليبتسم إليها بإتساع ثم عقد ذراعه بينما يقترب ليقف بجانبها مُتحدثاً بصوت مسموع

" سأدخل أنا مع هذه الجميلة"

التفتت هانييل نحو جونغ إن الذي رمقها بحدة و حرك رأسه بخفة رافضاً ذلك

" تحدث معها و أنا سأنتظرك بالداخل "

أشاحت بعينيها بعيداً عنه أثناء حديثها و قبل أن تحصل علي إجابة التفتت تُمسك بذراع رافي كي يدخلا فتقدم جونغ إن بغضب ليلحق بها لولا يد هايون التي أمسكت بذراعه تُعيده إلي مكانه فقلب عينيه بإنزعاج

"لا أريد التحدث هايون لذا اغربي عن وجهي "

" أغرب عن وجهك؟ كاي هذا ليس شيئاً يعود إليك، أنت لا تمتلك الحق في الإبتعاد عني وقتما تشاء و أن تأتي لي وقتما تشاء"

قهقهت ساخرة لتقترب منه حتي وقفت أمامه ثم رفعت كلتا ذراعيها تُحيط عنقه لتُكمل

"هذه العلاقة يوجد بها طرفين و ليس أنت فقط "

" علاقة ماذا؟ هايون دعيني أطرح عليكِ سؤالاً يدور بعقلي منذ أيام "

اعتدل بوقفته فهمهمت إليه و ابتسامتها الساخرة لم تُمحي

" لماذا دخلتي بعلاقة مع رجل متزوج و لا تعرفين متي سيترك زوجته؟ بل الأهم لماذا تظنين أننا بعلاقة لا تسمح لي أن أبتعد وقتما أشاء بالرغم من أنني لم أعدك يوماً بالزواج أو أن أبقي معكِ دائماً؟ لماذا أصبحتي في علاقة معي بالرغم من أنكِ تُدركين أنني لا أريد شيئاً سوي جسدك كما أنتِ لا تُريدين شيئاً سوي أموالي؟ لم فجأة تُعلقّين آمالاً زائفة علي علاقة منذ البداية كانت واضحة بأنها غير قائمة علي الحب أو الإستمرار إلي الأبد؟ "

رفع يديه يُمسك بذراعيها ليُبعدهما عنه حين لاحظ عقدة حاجبيها و تفكيرها برد مناسب لكن كما يبدو فهي لم تجد ليتنهد

" هايون أنا لا أكرهك لكنني لا أريد أن أؤذيكِ أو أؤذي مشاعركِ لذا من الأفضل أن ننفصل قبل أن نصل إلي نُقطة لا يوجد فيها تراجع و لا يوجد لها حل"

همس بجدية بعد تفكير طويل مع نفسه حول هذه العلاقة و التي كما يبدو أن يونا كانت محقة بشأنها... هي لم تكن سوي علاقة قائمة علي المنفعة لذا لن تدوم و لا يجب أن يربطهما ببعضهما طفلاً قد يُعاني مستقبلاً بسببهما

" كاي.. "

همست بعبوس ليضم شفتيه و رفع كلتا كفيه يحتضن وجنتيها

"صدقيني هذا أفضل لكلينا... إذا بقينا صديقين سيكون هذا أفضل من أن نتخذ خطوة قد تجعلنا نخسر بعضنا إلي الأبد"

"لقد توترت علاقتي مع رافي بسببك... بسبب علاقتنا هذه"

صرخت به بإنفعال فرفع رأسه ينظر من حوله إذا كان قد انتبه أحدهم لهما بسبب صوتها لكن يبدو أن ذلك لم يحدث

" أنا لا أعرف سبب توتر علاقتك مع رافي لكنني لم أطلب منكِ أبداً أن تقطعي علاقتك معه و منذ أن أتيتِ و طلبتي مني أن نكون في علاقة و أنا لم أفرض عليكِ مع من تتحدثين أو لماذا أو بأي وقت لذا لا يُمكنك إلقاء اللوم عليّ و أنا أيضاً سأنسي حقيقة أنكِ تحدثتي عن جدي بالسوء و بمنزله دون مبرر... لنمحو الماضي و... "

" لماذا فجأة؟ "

قاطعته بصوتٍ مُختنق فعقد حاجبيه بينما يرفع كتفيه بعدم معرفة

" لأنني فجأة أصبحت أشعر بالغرابة... لا أعرف "

" تعرف أنني أحبك.. و أنت... أنت تُحبني فلماذا تُريد أن تنفصل عني؟ "

ضربت صدره ببكاء فأمسك بيده يمنعها عن ذلك ثم تنهد بضيق

" و هذا قد يكون أحد الأسباب... منذ الوهلة الأولي التي وافقت بها علي هذه العلاقة و نحن نُردد هذه الكلمة بسهولة و كأنها شيئ أساسي بعلاقتنا، و كأننا نُرضي أنفسنا بها لكنني فكرت مؤخراً... ماذا لو كانت حياتنا هكذا سوياً؟ كل شيئ لا نقصده بل مجرد واجب"

هايون كانت مذهولة مما تسمعه، جونغ إن بنفسه كان مذهولاً مما يقول لكن هذا الواقع

هو لم يُضف حديثاً أو حاول جعل كلماته عميقة كي تقبل بالإنفصال بل ترك العنان للسانه يُترجم ما يشعر به قلبه و إن كان عشوائياً و غير مُرتّب

" صديقين؟ "

سألته بإبتسامة ساخرة بينما تهز رأسها فأومأ هو بخفة لتومئ كذلك

"إذاً صديقين لا بأس بذلك"

رفعت كتفيها تتصنع اللامبالاة فعقد حاجبيه بإستغراب لكنه سرعان ما هز رأسه يطرد أي فكرة غريبه من التوغل إلي عقله فربما هايون وافقت بسرعة فقط لحفظ كرامتها

" لقد أتيت بسيارة رافي لذا سأنتظره حتي ينتهي"

نبست بجدية ليُهمهم جونغ إن ثم تقدم ليدخل معها إلي الحفل، و أمام الباب ببضعة خطوات وقف باحثاً بعينيه عن هانييل و رافي ليعقد حاجبيه حين لاحظ وقوف شخص آخر معهما

" من المفترض أن يكون هذا الحفل لأجل مصالح الشركات لكنني أحضر فقط لرؤية النساء الجميلات "

رافي تحدث مُمازحاً ليميل برأسه فوق كفه بينما ينظر إلي هانييل التي قهقهت بخجل و أخفضت نظرها فضحك ثالثهما و الذي لم يكن سوي جونغ مين أحد الشباب الذين خرجوا بموعد مدبر مع هانييل من قبل

" إذاً أنت محظوظ بالحفل هذا العام فـ يوجد هنا آنسة جميلة، رقيقة و مُهذبة ليست كأي أنثي رأيتها من قبل"

جونغ مين تغزل بـ هانييل بكل وضوح لينقر أنفها نهاية حديثه و جونغ إن الذي سمع آخر كلماته تقدم أسرع ليُحيط كتفي هانييل بحركة عنيفة جعلت من ثلاثتهم يجفلون

" لا تدعوها تخدعكم بمظهرها الخارجي فهي مُدمنة أفلام إباحية كما أنها تمتلك علاقات كثيرة مع الرجال.. "

هسهس بإبتسامة مُصطنعه جعلت من أعين هانييل تتسع بصدمة كما جونغ مين بينما رافي صفع جبهته بيأس

"جونغ إن مـ ماذا تقول؟"

هانييل نكزته من الخلف هامسة بتلعثم لكنه تجاهلها و اكتفي بتبادل النظرات مع جونغ مين الذي حرك رأسه جانباً بإبتسامة متوترة مما نبس به جونغ إن من سخافة

"صغيرتي، هل يُحضر والدك مشروباً لأجلك؟"

صاح بإبتسامة دون أن يزيح عينيه عن جونغ مين رغم أن حديثه كان موجهاً إلي هانييل التي توشك علي فقدان وعيها من الخجل

" جونغ إن يميل إلي المزاح كثيراً لذا لا تستمع إلـ..."

هانييل حاولت تبرير موقفها أمام جونغ مين و رافي فضغط جونغ إن علي كتفها ببعض القوة و ابتسم بتصنع بينما يميل بوجهه نحوها

"حبيبة والدك هل تشعرين بالبرد؟"

رافي اختنق بلعابه حين سمع نبرة جونغ إن الودودة ليضرب علي الطاولة بقوة، و لو أنه لا يعرف الحقيقة لظن أن هانييل ابنة جونغ إن بالحقيقة

"حـ حبيـ ـبة والـ.."

هانييل همست بتلعثم بعدما رفعت رأسها نحو جونغ إن محاولة فهم ما يحدث له فجأة لكن الآخر كان مُندمجاً بدور الأب و أثناء ذلك اقتربت منهم هايون بخطوات بطيئة حتي وقفت بجانب رافي بهدوء و الذي قد تجاهلها عن قصد

" والدي يُناديني، سأعود مُجدداً "

" نعم نعم تفضل"

جونغ مين انسحب و جونغ إن لوّح إليه بإبتسامة مُصطنعه حتي ابتعد ليمحوها و التفت بعدها إلي هانييل التي لازالت تنظر إليه بعدم استيعاب

"ماذا؟"

"ماذا أنت؟ ما الذي تحاول فعله جونغ إن؟"

سألته بصراخ هامس تحت نظرات رافي و هايون التي ترسل نظرات كارهة نحو هانييل الغافلة عن وجودها في حين أجابها جونغ إن بنفس نبرتها

"كان يتغزل بكِ للتو"

"و ما العيب بذلك؟ ربما هو معجب بها و ربما يمزح "

رافي قاطع حديثهما بنبرة هادئة لينظر إليه كلاهما و حينها التقت أعين هانييل مع هايون لتعقد حاجبيها بضيق

"إذاً ليمزح بعيداً عن ابنتي"

هسهس بصرامة فانتقلت أعين هانييل إليه و تنهدت بينما تدفع ذراعه بعيداً عن كتفيها تاركة بينهما مسافة

" قُل ابنتي هذه مُجدداً و سأقتلك"

"قُل لها آنستي الجميلة سيكون أفضل"

رافي شخر ساخراً من جونغ إن الذي مد يده نحوه قاصداً ضربه لولا انه ابتعد بحركة سريعه عن الطاولة

" اووه مينسوك"

هانييل هتفت بتفاجؤ ليلتفت إليها جونغ إن و قبل أن يستوعب هي كانت قد ابتعدت عن الطاولة ليراقب تحركاتها إلي أن رآها تقف مع رجلاً غريباً و قد احتضنها بجانبية

"كيف حالك؟"

مينسوك سألها بإبتسامة مُتسعة و تلك الإبتسامات التي تتوزع بينهما هي الشيئ الوحيد الذي كان بمقدور جونغ إن رؤيته

"هل جميع رجال كوريا اتفقوا ضدي اليوم؟"

هسهس بحنق ليستند بمرفقه علي الطاولة بجانبه يُتابعهما من بعيد بينما رافي يرتشف من كأس النبيذ أمامه و هو يُراقب صديقه بأعين ضاقت بشك من تصرفاته

" أنا هنا مع جونغ إن، هو يكون حفيد أبي سون هون"

التفتت تُشير نحو جونغ إن ثم أعادت نظراتها إلي مينسوك الذي أومأ بتفهم

"سمعت بما حدث للسيد كيم، أنا آسف لذلك"

همس بأسف فإبتسمت بتصنع مومئة له

" لقد أتيت مع زوجة السيد جون كمُترجم لذا... دعينا نلتقي مُجدداً "

أمسك بيدها يُربت عليها بلطف لتومئ هانييل و انتظرت حتي غادر يقف حيث طاولة أخري بجانب امرأة شقراء فالتفتت كي تعود إلي الطاولة لولا ارتطامها بصدر صلب و الذي لم يكن سوي جونغ إن

رفعت رأسها إليه ليرفع أحد حاجبيه بإنزعاج فرفعت حاجبيها هي الأخري هامسة

" ما الأمر ؟ "

" لماذا حفل الذكري السنوي لشركتي تحول فجأة إلي حفل رجال الآنسة بارك هانييل؟"

همهمت بعدم فهم و حاجبيها عُقدا تدريجياً لتستقيم بوقفتها

"ما المقصد من كلماتك هذه؟"

"ما فهمتيه أنتِ"

همس بإبتسامة مُستفزة فضربت كتفها بكتفه عائدة إلي الطاولة لتقف بجانب رافي و بإنزعاج عقدت ذراعيها إلي صدرها تنظر بعيداً عنه

" كاي "

هايون هتفت بإبتسامة مُتسعة ليرفع رأسه نحوها ليقلب رافي عينيه و رفع كأسه يشرب منه القليل بينما هانييل التي حاولت تجاهل ذلك لم تستطع منع عينيها من استراق النظرات نحو هايون و جونغ إن

"هل أُحضّر إليك مشروباً؟"

"لا، هو سيقود في طريق عودتنا"

هانييل رفضت سريعاً و هي تنظر أمامها متجاهلة النظر نحوها مدعية اللامبالاة

" يُمكنكِ القيادة أنتِ"

جونغ إن رفع كتفيه بلا مبالاة لينظر حيث النادل الذي يمر قريباً منهم كما فعلت هايون بينما هانييل تبادلت النظرات بينهما قبل أن تخفض نظرها حيث الكأس المتموضع بين أنامل رافي و بحركة سريعة هي سحبته ليجفل رافي لكن قبل أن يستوعب هي قد ألقت ما تبقي به بفمها و ابتلعته لتتجعد ملامحها بتقزز

"لم يعد... بإمكاني ذلك"

نبست بنبرة متحشرجه لتتحمحم بمنتصف حديثها في محاولة لتنظيف حنجرتها ثم رفعت رأسها تنظر أمامها مجدداً متجاهلة النظر إليهم جميعاً و متجاهلة تلك النظرات التي تتلقاها من ثلاثتهم ما بين نظرات الصدمة من جونغ إن و هايون، و نظرات التفاجؤ و الإعجاب من جانب رافي

"لقد عُدت"

جونغ مين هتف بإبتسامة مُتسعة ليقلب جونغ إن عينيه و بصوتٍ خافت هو تمتم بحنق

"هذا اليوم لن ينتهي"

"بالمناسبة آنسة هانييل، انتظرت اتصالك لكن يبدو أنني لم أنل إعجابك"

قهقه بمزاح فابتسمت هانييل بإرتباك و هزت رأسها نافية ذلك سريعاً

"لا، أنا فقط كنت مشغولة و... أعني لم يكن هناك سبباً لإتصالي"

"مهلاً يا رجل"

رافي قاطع حديث هانييل لينظروا إليه جميعاً فاقترب يحتضن كتفي هانييل لتنخفض أعين جونغ إن نحو يد صديقه ينظر إليها بنظرات حادة كالصقر

"من ينتظر اتصالاً من هذه الجميلة؟ يجب أن تتصل أنت أولاً "

" رافي تعال إلي هنا "

جونغ إن هسهس بإبتسامة مزيفة يُغلق عينيه بقوة محاولاً تمالك أعصابه فقلب رافي شفتيه بإستغراب و ترك كتف هانييل ليقترب من جونغ إن الذي التفت يبتعد عن الطاولة قليلاً

"ماذا؟"

"أنت ما الذي تحاول فعله الآن؟ "

هسهس مجدداً فعقد رافي حاجبيه بعدم فهم

" لماذا تتغزل بهانييل كلما فتحت هذا الفم القذر؟"

"أحاول مساعدتك لتزويجها من شخص ما، هل تعرف من هو جونغ مين؟.. إذا تزوجته فسيكون الأمر و كأنك فزت باليانصيب.. ثم فمي ليس قذراً أيها السافل "

وضّح الأمر بهمس منفعل ليصرخ به بنهاية حديثه فجعد جونغ إن ملامحه و التفت برأسه ينظر نحو الطاولة ليري جونغ مين قد اقترب ليقف بجانب هانييل يتهامس معها و ضحكات يتبادلاها تحرق أعصابه فضم قبضتيه بغضب

" كي لا يخسر كلانا العمل ما رأيك أن تُبعد هذا الحقير عن هانييل الآن؟"

حرك رأسه ببطئ مُخيف لينظر إلي رافي الذي رفع حاجبيه بعدم فهم

"تتصرف بغرابة و هذا يُخيفني"

" نعم، و إذا لم تُبعده عن الطاولة الآن سأجعلك تخاف حقاً"

هدده بينما ينكز صدره بسبابته فرفع رافي طرف شفتيه بإنزعاج و هو يعود إلي الطاولة ليقف حائلاً بين هانييل و جونغ مين فنظر إليه كلاهما بتفاجؤ

" ما رأيك أن تُعرفني بوالدك كي أحظي بعلاقات تساعدني بعملي؟ "

هتف بها بمرح ليتبادل جونغ مين النظرات مع هانييل قبل أن يرفع كتفيه و هو يومئ

ابتعد رافي مع جونغ مين ليعود جونغ إن يقف بمكانه بجانب هانييل و هو ينظر نحو جونغ مين بحنق فابتسمت هايون بسخرية و هي تهز رأسها ثم سارت هي الأخري مُبتعدة عن الطاولة حين تم تجاهلها بالكامل

" لم تقل أنه حفل فاخر... من حديثك ظننته مجرد حفل صغير حتي أنني ظننته سيُقام بملهي حين قُلت أن شخص ما قد يزعجني"

هانييل تحدثت بهدوء بينما تنظر إلي الطاولة ليرمقها جونغ إن بطرف عينيه حتي لمح احمرار وجنتيها تُعلن بدء ثمالتها ليبتسم دون وعي مُتذكراً قُبلتهما الأولي

" و ها نحن منذ أتينا و المزعجين لم ينفكوا عن الظهور بوجهنا "

" لم أري شخصاً مُزعجاً إلي الآن... هذا عدا عشيقتك"

رفعت عينيها نحوه بينما تتحدث بإنفعال و بنهاية حديثها هي همست لتعبس عاقدة حاجبيها بلطافة

" و ماذا عن رافي الذي يتغزل بكِ منذ وصلنا، ثم جونغ مين الذي يلتصق بكِ كالغراء و أيضاً ذاك القصير الذي احتضنك، من هو كي يحتضن ابنتي هكذا هاا؟ "

اقترب منها بنهاية حديثه يتسائل بجدية و أنفاسه أصبحت تضرب وجهها لتتجعد ملامحها أكثر ثم رفعت يدها تنكز صدره بإنزعاج

" رافي صديقك، جونغ مين صديقي و مينسوك يكون أخيها لسويون صديقتي لذا ليفعل ما يشاء، أنت لا تتدخل و لا تقل ابنتي هذه مُجدداً "

جعدت أنفها بإنزعاج فرفع أنامله بغيظ يقرص أنفها و هسهس بحنق

"لا تُجعدي أنفك و أنتِ تتحدثين معي"

"أفعل ما أُريد"

رفعت حاجبيها بتحدي لتُجعّد أنفها أكثر و هي تقترب منه برأسها فتراجع محاولاً الإبتعاد عنها بينما يضحك

" هانييل توقفي "

" لا لن... "

أصابتها حازوقة تقطع حديثها ليتوقف جونغ إن عن محاولاته في دفعها و نظر إليها قليلاً قبل أن يضحك مُجدداً

"لقد ثملتِ "

" لا لم... أفعل"

حازوقة أخري قاطعت حديثها الرافض لذاك الاتهام ليومئ جونغ إن يدّعي تصديقها

" حسناً أنتِ لم تفعلي لكنني ثمل لذا ابقي بجانبي و لا تلتصقي برجل آخر"

أمسك يدها يُشابك أناملهما سوياً بينما يجذبها تجاهه أكثر حتي التصقت بجانبه و هانييل أومأت بأعين ناعسة متناسية أنه لم يلمس أي مشروب منذ دخولهم

تقدم عدة أشخاص يتبادلون الحديث مع جونغ إن فحاولت سحب يدها مُستغلة انشغاله معهم لكن و بمجرد أن تحركت يدها ضغط عليها بكفه أكثر دون أن يلتفت نحوها فتنهدت لترفع يدها الأخري تستند بها علي الطاولة أمامها

___________

"مرحباً.. كيونغسو"

هتفت بدايةً بحماس حتي وعت علي نفسها لتنطق اسمه بخجل لا يُشابه أبداً سويون التي اعتاد عليها و بالرغم من ذلك هو ابتسم بخفة مُعجباً بالأمر

" هل مر الأمر دون مشاكل؟"

تسائل بإهتمام ليضم قدميه إلي صدره حيث كان يجلس علي الأريكة بغرفة المعيشه التابعة لمنزله

"تم توبيخي لكن أخي نوعاً ما سامحني، و يبدو أن ميني يتجنبني "

تنهدت بإحباط فرفع حاجبيه بتفاجؤ بينما يضبط نظارته بسبابته

"هل تُريدين مني التحدث مع ميني؟ "

" تستطيع ذلك؟"

صاحت بحماس حاولت عدم إظهاره و كيونغسو همهم فلمعت أعين سويون هاتفة بسعادة

"تحدث معه لأجلي رجاءً، مهلاً لا تنتظر إلي الغد "

عقدت حاجبيها نهاية حديثها لتركض إلي خارج غرفتها متجهة إلي غرفة ميني تحت أنظار والدتها و سومي اللتان تقفان بالمطبخ

" ميني.. "

طرقت باب غُرفته بتردد و لم يصلها رداً فطرقت باب الغرفة مجدداً قائلة

"كيونغسو يريد أن يتحدث معك "

عضت علي شفتها السُفلي بتوتر حين لم يُجيبها لكنها لم تلبث حتي فُتح شق صغير من الباب لتظهر أعين ميني من خلفه فأمالت برأسها قليلاً كي تنظر إليه

"أين مُعلمي؟"

تسائل بحذر لتمد سويون يدها بالهاتف نحوه فسحبه منها و أغلق الباب بوجهها

" مُعلمي "

همس بخفوت ليبتسم كيونغسو قبل أن يبدأ الحديث مع الصغير في حين سويون كانت تقف بالخارج ترتجف بمكانها بقلق خشية أن يتسبب حديث كيونغسو في جعل الصغير يمقتها أكثر

جفلت حين فُتح الباب بعد دقائق لتخفض نظرها حيث يد ميني الظاهرة فقط و بها هاتفها فتنهدت قبل أن تأخذه منه بضيق و بأكتاف ترهلت هي عادت إلي غُرفتها

"بم أخبرته؟ هو لم ينظر بوجهي حتي"

زمت شفتيها بعبوس بينما تُغلق الباب خلفها فضحك كيونغسو بخفه

"امتدحته قليلاً، انتظري حتي يُفكر مع نفسه و سيأتي إليكِ"

"حقاً؟ و أنت كيف تعرف أنه سيفعل؟"

تسائلت بشك مُضيّقة عينيها لتتسع ابتسامة كيونغسو قائلاً بفخر

"أنا أعرف كيف أتعامل مع طُلابي و ميني من نوعية الأطفال التي ستُعطيكي ما تُريدين إذا امتدحته لكن حافظي علي استخدام كلمات حقيقية تُشبه أفعاله و تصرفاته أي لا تُبالغي بإمتداحه كي لا ينقلب الأمر ضدك"

"واااه أنت رائع"

أعينها اتسعت بإعجاب ليقلب كيونغسو عينيه بخجل

" أنتِ الآن تُبالغين "

" مهلاً.. إذاً هل تعرف كيف تتعامل معي؟ "

سألته بحماس و ألقت بنفسها فوق السرير بإهمال فرفع حاجبيه بسخرية

" و هل أنتِ طفلة؟ "

" و هل أنت تخصصك أطفال فقط؟ يااا لا تكن مُزعجاً و هيا أخبرني"

وبخته بإنزعاج ليضرب كيونغسو جبينه بيأس فيبدو أن سويون لن تحترم فارق السن بينهما و أنه الأكبر هنا

" غبية"

همس بها فهمهمت بعدم فهم ليُكمل

"ثرثارة، وقحة و... ااه مُتنمرة "

عد صفاتها علي أنامله ليضم شفتيه بضحكة مكتومه حين صرخت هي بعدم تصديق

" كيونغ، أنت تمزح الآن صحيح؟"

"لا، لا أفعل"

هز رأسه ينفي ذلك فعقدت حاجبيها بعبوس لتستقيم بجلستها

"يااا هل.. "

توقفت عن الصراخ فجأة حين طُرق باب غُرفتها ليرفع كيونغسو حاجبيه بإستغراب

" انتظر لحظة"

همست فهمهم بتفهم لتتقدم سويون من الباب كي تفتحه و حين رأت ميني يقف أمامها ابتسمت كالبلهاء

" ميني!"

ابتسامة كيونغسو ظهرت حين سمع إسم الآخر ليقول بسرعة

" أرسلي لي رسالة حين تنتهين"

همهمت بالموافقة ليُغلقا الهاتف ثم أعطت انتباهها للصغير الذي دخل إلي الغُرفة دون إذن ليقفز كي يجلس علي طرف السرير ثم حشر كفيه في الفراغ بين فخذيه فجلست سويون بجانبه بنفس وضعيته و بين لحظة و أخري تسترق النظرات نحوه بينما هو يدعي انشغاله بقدمه التي يؤرجحها في الهواء

" ميني"

همست بتردد فرفع رأسه نحوها لكنه سرعان ما أخفضها مُغلقاً عينيه بقوة و خجل

"أبي قال أنكِ كنتِ تحاولين تلوين اللوحة فقط، هل هذا صحيح؟"

سألها بتردد ليفتح عينيه ببطئ فهمهمت سويون دون تفكير

"آسفة لأنني مزقتها، لم أقصد فعل ذلك"

"لا يجب أن تأخذي شيئاً ليس ملكاً لكِ و لو أنكِ طلبتي الإذن مني لم أكن لأرفض بل كنت سأشاركك"

ضمت شفتيها بإحراج كونها تتعرض للتوبيخ من هذا الطفل ثم أومأت بهمهمة و اعتذرت بخفوت

" أنا..."

تحمحم بصوتٍ عالٍ و أدار وجهه إلي الجانب الآخر لتعقد سويون حاجبيها بإبتسامة تستغرب تصرفه اللطيف

" أنا لا أكرهكِ لقد قلت ذلك فقط لأنني كنت غاضباً منكِ "

تنهد بعبوس ليُعيد نظراته نحو كفيه بينما سويون قد اتسعت عينيها بصدمة و اقشعر جسدها لما تفوه به ميني للتو

" و آسف لأنني كنت أكذب سابقاً... أنتِ لستِ سيئة"

أكمل و مع كل كلمة رأسه تنحني أكثر و معه رأس سويون تميل كي تري وجهه الذي يخفيه

شهقت بفزع لتتراجع برأسها حين رفع رأسه نحوها فجأة عاقداً حاجبيه ثم قفز من مكانه يتخصر بأحد ذراعيه و الأخري أشار نحوها بها بتحذير

" لكن توقفي عن الالتصاق بمُعلمي لأن هذا يُحرجني"

بعد أن انتهي من تهديدها تخصر بيده الأخري كذلك يرمقها بنظرات غاضبة لطيفه فضحكت سويون بخفه و انزلقت بجسدها لتجلس علي رُكبتيها أمامه

" انظر هو الآن مُعلمك لكن حين تكبر أكثر لن يكون مُعلمك و سيحصل علي طلاب آخرين و مع الوقت قد ينسي أمرك لكن لو أنه أصبح زوج عمتك فسيكون جزءاً من العائلة و حينها يمكنك رؤيته دائماً و سيتذكرك دائماً"

ختمت حديثها بنبرة واثقه و أعينها اتسعت قليلاً بينما تحاول اقناعه ليصمت ميني قليلاً بتفكير

" لكنه يبدو منزعجاً منكِ لن يقبل الزواج بكِ صحيح؟ "

سألها بتردد لتنفي هي سريعاً

" لا من قال ذلك؟ فقط لتعرف هو من بدأ يتغزل بعمتك الجميلة و الرائعة لكنه لا يُحب إظهار ذلك كونه خجولاً"

همست نهاية حديثها و كأنها تُخبره سراً ما ليصمت ميني مجدداً عاقداً حاجبيه فاقتربت منه سويون بفضول تنتظر إجابته حتي رفع ذراعيه يصرخ بحماس

"إذاً سأساعدك "

ألقي بجسده نحوها مُحتضناً إياها لتتسع عينيها بتفاجؤ و سرعان ما استجابت تحتضن خصره بذراعيها

" آسفة لأنني أفسدت هديتك"

"لكن مازال معي هدية أخري"

ابتعد برأسه عنها قليلاً تاركاً ذراعيه فوق كتفيها لتميل برأسها بعدم فهم و الصغير اتسعت ابتسامته الخبيثة قبل أن يركض مُتجهاً إلي غرفته

____________

" غداً سأقوم بمراجعة المشروع قبل عرضه بعد غد لذا لا تقلق "

جونغ إن كان يتحدث بجدية مع رافي الذي و فجأة أصبح متوتراً بشأن مشروع جونغ إن الذي استلمه بدلاً من مين جون

هذا يحدث عادةً حين يكون لديهما عملاً مُهماً و يثمل كلاهما و بما أن الشخص الثمل هنا هو رافي فهو درامي أضعاف العادة

" متي سنعود إلي المنزل؟ "

هانييل ألقت رأسها فوق كتف جونغ إن بنعاس ليميل برأسه نحوها كي يراها فابتسم بخفة حين رأي ارتخاء جفنيها ثم رفع كفه ليمسح علي وجنتها بلطف هامساً

"دقائق فقط، انتظري"

همهمت لتنظر إليه للحظات ثم أغمضت عينيها ليتنهد جونغ إن بإبتسامة و التفت نحو رافي الذي يرمقه بشك

"ماذا؟"

"لنتحدث بهذا الأمر حين أستفيق"

أشار نحوه هو و هانييل ليقلب جونغ إن عينيه و هز رأسه بلا مُبالاة

"انتظر السائق أنت مع هايون و أنا سأُغادر أولاً "

جونغ إن انسحب أولاً ليُحيط خصر هانييل بأحد ذراعيه و سار بها نحو الخارج حيث سيارته ليفتح الباب لأجلها و ساعدها بالدخول بينما يضع كفه أعلي رأسها كي لا يرتطم بسقف السيارة

" غبية"

ضرب جبينها بسبابته فتأوهت بخفوت لتُحرك رأسها إلي الجانب الآخر فابتسم جونغ إن بخفة قبل أن يُغلق الباب و ركض إلي الجانب الآخر ليصعد إلي جانبها

_______________

بعد بضعة ساعات و بعد أن انتهي الحفل غادر مينسوك بجسد مُرهق، لم تبدأ إجازته بعد و ها هو أتاه عمل عاجل و ليس تخصصه لكنه لم يكن بتلك الصعوبة كونه يتقن اللغتين الانجليزية و الكورية بالطبع

فتح باب المنزل ليعقد حاجبيه حين رأي ميني يقف علي الأرض مُخفضاً رأسه بينما يرتدي هودي أسود اللون و يخفي رأسه بقلنسوة الهودي حاملاً قيثارة بين يديه

و بجانبه كانت سويون تجلس علي رُكبتيها حتي أصبحت بنفس طول ميني و ثيابها تتشابه مع خاصة الصغير

"ما الذي..."

نبس بإستغراب ليُغلق الباب ثم تقدم منهما قليلاً بينما يُكمل سؤاله و هو يتلفت حوله باحثاً عن والدته و زوجته

"... يحدث هنا!"

"أبي الرائع"

سويون صاحت بصخب لترفع رأسها بحركة سريعه أفزعت مينسوك، و ميني بعدها قام بالعزف علي القيثارة يصنع لحناً يتماشي مع صوت سويون الصاخب فقهقه مينسوك بحاجبين معقودين ليتكتف يُشاهد ما يفعلانه

"أبي الرائع، اشتقت إليك"

صرخت مجدداً و ميني بجانبها يعزف بإندماج و ملامح وجهه كانت تتخذ وضعيات مختلفة مع كلمات أغنية سويون الغريبة

أغنية طويلة صاخبة لا تحتوي سوي علي جملة واحده ألا و هي 'أبي الرائع، اشتقت إليك'

مينسوك قهقه بصخب حين بدأت سويون تفتعل حركات عشوائية تظنها رقصاً و معها ميني كان يهتز بمكانه حتي تلف اللحن و أصبح عشوائياً و مُزعجاً كصوت سويون

لكن ذاك الصخب المُزعج لم يكن كذلك بالنسبة إلي مينسوك السعيد و هو يري طفليه مُندمجين سوياً و سعيدين

To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top