16
Start
"العشاء آنسة سويون"
كيونغسو نبس بهدوء ثم التفت يعود إلي المطبخ حيث كان منذ قليل يُحضّر العشاء لكليهما فوقفت سويون من مكانها بخجل و لحقت به بخطوات غير متزنة بسبب جرح قدمها لتجلس مُجاورة له
كلاهما تناول العشاء بصمت، كما كان الإحراج و الخجل يُحيطان بهما منذ أن فصلا تلك القُبلة المُفاجئة لكليهما
لا سويون تقصدت بدء تلك القُبلة و لا كيونغسو قد أراد أن يُكمل ما بدأته هي أو الإنجراف حول مشاعره الخاطئة
"غداً..."
كيونغسو همس فجأة فرفعت سويون عينيها نحوه سريعاً بوجنتين متوردتين لتراه ينظر إلي طبقه بخجل هو الآخر
"انتظري حتي عودتي من التدريب و سأذهب معكِ لإعادتك إلي المنزل"
"ليس هناك داعٍ لـ.."
رفع رأسه لينظر إليها بحاجبين معقودين فابتلعت كلماتها بتوتر
"هذا كي أتأكد أنكِ لن تهربي مُجدداً... الهروب ليس حلاً للمشاكل يجب أن تواجهي لتعرفي رد الفعل المُقابل لا أن تُخمنيه "
ابتلعت ريقها و همهمت لتخفض رأسها حيث الطبق أمامها فاسترق كيونغسو النظرات نحوها بتردد قبل أن يُحرك يده نحوها حتي تلامست أناملهما لترفع سويون عينيها نحوه
تلاقت أعينهما بنظرات مُبهمة ليبدأ قلب سويون بالنبض بصوت عالٍ بينما قد سبقه قلب كيونغسو المُضطرب
اهتزت أطراف شفاه كيونغسو بتردد حتي ظهرت ابتسامة بسيطة لترمش سويون بضعة مرات إلي أن احتضن كفها بخاصته فابتسمت هي الأخري و كلاهما عاد يتناول الطعام بهدوء
ربما في هكذا موقف عدم الحديث سيُقلل من التوتر و الإحراج
____________
"لا تقلقي، سويون ستتخطي الأمر لكنها تحتاج إلي أن تكون وحدها لبعض الوقت"
جونميون نبس بهدوء بينما يسير ذهاباً و إياباً بغرفته حيث كان يتحدث بالهاتف مع سولار
"ربما تفاجئت أو خشيت أن يتم طردها لذا تركت المنزل بلحظة تهور لكنها ستعود و حتي إن لم تفعل فـ مينسوك سوف يُعيدها إلي المنزل فهو بدا قلقاً عليها و ليس غاضباً منها "
تنهد ليضم شفتيه بتفكير قبل أن يُكمل
" ما يشغل عقلي حالياً هو أمر مُعلم ميني... لا أذكر أن سويون ذكرته من قبل أو أنها تحدثت بشأن مواعدتهما"
قهقه ليهز رأسه إلي الجانبين ثم تقدم ليجلس علي السرير
" حين تعود سنجتمع أربعتنا و نتحدث معها لذا لنتحدث بشأننا الآن"
تنهد بإبتسامة كما ابتسمت سولار بخجل
" اشتقت إليكِ، متي ستعودين؟ "
" أنا فقط غادرت ليومين "
قهقهت بخفة ثم مسحت علي شعرها بحركة تلقائية
" بالمُناسبة أردت التحدث معك بأمر ما"
"ما هو؟"
عقد حاجبيه بتساؤل ليعتدل بجلسته فتحمحمت سولار قائلة
" والدتك كانت قد أتت و تحدثت معي بشأن زواجنا مُجدداً "
أغلق عينيه بإنزعاج و زفر بغضب لتتسع ابتسامة سولار
" لا تغضب هااا... والدتك تحدثت معي بهدوء و لم تضغط عليّ بأي شيئ "
" أنا حقاً آسف لذلك، لا أعلم ما خطب والداي"
تنهد بضيق ليُمسد جبينه بنفاذ صبر من تصرفاتهما
" في الواقع أعتقد أنهما مُحقين "
عقد حاجبيه بعدم فهم ليُهمهم بإستغراب فابتلعت سولار ريقها و أكملت بهدوء
" نحن نعرف بعضنا منذ سنوات بالفعل، ربما لم نكن حبيبين لكن هذا لا يمنع أننا نعرف بعضنا جيداً لذا الزواج لن يكون مشكلة.."
"هذا لم يكن رأيكِ سابقاً"
ضيّق عينيه بشك فهمهمت سولار
" لم يكن رأيي لكن بعدما استمعت إلي والدتك اقتنعت... يُمكننا الزواج الآن فلا مانع لدي، أم أنك لا ترغب بالزواج مني؟ "
هتفت مُمازحة نهاية حديثها ليضحك بخفوت ثم هز رأسه إلي الجانبين هامساً
" لا تعرفين كم أنتظر تلك اللحظة التي نتزوج بها"
عضت سولار علي شفتها السُفلي بإبتسامة خجولة ثم همهمت إليه هامسة هي الأخري
" إذاً دعنا نفعل كما يُريد والديك "
" زواج؟ بدون فترة مواعدة أو خُطبة؟"
تسائل بشك لتومئ سولار برأسها
"ماذا سنفعل بهما سوهو؟هل يوجد شيئ لا تعرفه عني؟ أو هل هناك ما تخفيه عني بشأنك؟"
عقد حاجبيه بتفكير ثم أصدر 'تسك' خافته ينفي ذلك
"إذاً لماذا نُضيع الوقت؟ قد نكون لازلنا صغيرين لكن هذا لا يمنع أنه بإمكاننا الزواج و أنا حقاً لا أمانع هذا"
"لا أعرف..."
تنهد بتشوش ليُكمل
" هذا لا يبدو كحديثك سولار "
" لأنه ليس حديثي، هذا حديث والدتك و الذي اقتنعت به أنا... إذا لا تُريد فلن نتزوج الآن أو لاحقاً "
أنهت حديثها بإنفعال ثم أغلقت الهاتف بوجهه لتضيق عُقدة حاجبيه أكثر
هذا بدا غير طبيعي بنظره و كأن هناك ما تُخفيه سولار
_____________
️
كيونغسو تجهز للذهاب إلي التدريب بينما بغرفة الضيوف حيث قضت سويون ليلتها هي كانت شاردة بالفراغ و أفكارها قد تضاربت ما بين رؤيتها لنفسها أنها مُخطئة و تسرعت بالهروب و بين خوفها من ردة فعل أخيها
هي غير مستعدة لسماع كلمات لاذعة من مينسوك أو حتي رؤية الشك بعينيه
مينسوك ليس كوالدتها
ربما انزعاج والدتها منها مؤلم لكن حزن مينسوك و غضبه تجاهها يقتل
هو مهم بالنسبة إليها أكثر من أي شخص آخر
"آنسة سويون"
انتفضت بمكانها بفزع حين أخرجها من شرودها طرق كيونغسو علي الباب فتنهدت سامحة له بالدخول
"سأذهب إلي عملي الآن، حين أعود كوني جاهزة و رجاءً لا تهربي"
ختم حديثه برجاء و أعينه اتسعت قليلاً بينما يرفع حاجبيه فأومأت سويون لتعود أسفل الغطاء تختبئ هناك
أغمضت عينيها بقوة حين شعرت بالسرير ينخفض من أحد جانبيه ثم بقُبلةٍ تستقر فوق الجزء الظاهر من رأسها لتسحب الغطاء ببطئ حتي ظهرت عينيها لتنظر إلي كيونغسو بـ تشوش
" ستجدين طعامك علي طاولة المطبخ لذا تناولي إفطارك و احصلي علي قسط من الراحة إلي حين عودتي"
أومأت برأسها بطواعية فابتسم بخفة ليميل مُقبّلاً جبينها قبل مُغادرته
_____________
رشت هانييل بعض العطر كلمسة نهائية ثم ارتدت نظارتها لتتأكد من مظهرها مرة أخيره و سرعان ما انتفضت عندما فُتح باب غُرفتها علي حين غُرة
" جونغ إن... "
صاحت به بإنزعاج ثم تنفست براحة لتُكمل بتوبيخ حين رفع حاجبيه ببراءة مُصطنعه
"كم مرة أخبرتك أن لا تدخل الغُرفة دون إذن؟"
"إذا لم تُريدي مني الدخول لأوصدته من الداخل!"
أجابها بسخرية يُردد جملته المُعتادة ثم رفع كتفيه و أخفضهما بلا مُبالاة و هو يقترب منها
" متي ستعودين؟"
"عملي ينتهي بالخامسة"
أجابته بعد تفكير ليومئ إليها بتفهم
" إذاً أجلّي الغداء قليلاً و لنتناوله سوياً... سأطبخ لأجلك اليوم "
همس يُراقص حاجبيه بنهاية حديثه لتبتسم هانييل بخفة و ابتلعت غُصتها حين لمحت طيف والدها الراحل يمر من أمامها
و كأنه تلبّس جسد جونغ إن للحظات
" هاااي ما بكِ شاردة؟"
طرقع بإصبعيه أمام وجهها فجفلت لترمش بضعة مرات كي تعود إلي وعيها ثم أومأت إليه بإبتسامة مُتسعة
" عملي اليوم سيكون لنصف يوم بسبب الحفل لذا سأعود باكراً، هل تُريدين مني اصطحابك من العمل؟"
"لا، لا داعي لذلك... معي سيارتي"
همهم بتفهم ليمسح علي غُرّتها بلطف بينما عينيه تنظران إلي حركة أنامله
"غُرّتك أصبحت أطول من السابق"
حرك عينيه إلي الجانب قليلاً لينظر إلي شعرها الذي تربطه إلي أعلي ثم قلب شفتيه بينما يومئ
" شعرك كذلك أصبح أطول"
همهمت لتُحرك عينيها بالأرجاء بعدم فهم فما الداعي لهذا الحديث؟!
"تعرفين لقد فكرت بأمر الحفل..."
تحدث بعشوائية فرفعت هانييل حاجبيها بترقب ليُحرك عينيه حتي تلاقت مع خاصتيها فابتلع ريقه بصعوبة
"إذا لم ترغبي بالمجيئ فأنا لن أنزعج.. أعني رُبما يُزعجك أحدهم أو شيئ من هذا القبيل"
قهقه بتوتر ثم تراجع بخطواته ليعقد كفيه خلف ظهره في حين هانييل ضيّقت عينيها بشك
"أهو حفل خاص بالعمل أم احتفال بملهي ليلي مع أشخاص غرباء؟"
"بالطبع يخص العمل ما هذا السؤال الغريب؟ "
مُجدداً قهقه بتوتر و تراجع بخطواته حين اقتربت منه هانييل و عينيها لازالتا ترمقانه بضيق محاولة العثور علي ثغرة بحديثه لكنها لم تجد
" لا أُمانع الذهاب معك "
" لكنني لم أعد أري أن هناك داعٍ لحضورك فـ... "
عقدت هانييل حاجبيها بإستغراب ثم نكزت صدره بسبابتها ليبتلع كلماته
"تُثير شكي برفضك الغريب هذا و لذلك أنا مُصرّة علي الحضور"
ابتعدت عنه لتحمل حقيبها و رمقته بنظرة شك أخيرة ثم غادرت ليلحق بها محاولاً إقناعها فهو لا يشعر بالراحة لما قاله رافي لكن كلما زاد اصراره علي عدم حضورها تُصبح هانييل أكثر إصراراً علي الذهاب معه فربما يريد استبدالها بـ هايون كما فكرت هي
______________
انتهي كيونغسو من تدريبه ليخرج من المبني بعد طُلابه فلمح رجلاً متوسط القامة قريباً من طوله و ذو ملامح لطيفة تُشابه خاصة ميني يقف مع الصغير بالخارج كما أن ملامحه بدت قريبة من ملامح سويون لذا هو و بكل سهولة أدرك أن ذاك الرجل ليس سوي مينسوك الأخ الأكبر لسويون
"أبي، هذا مُعلمي"
ميني هتف و هو يسحب ثياب مينسوك بينما يُشير نحو كيونغسو و الذي ما إن رآه مينسوك ركض نحوه بلهفة ليبتلع كيونغسو ريقه قبل أن يبتسم بوجهه بتوتر
" دو كيونغسو.. مُعلم ميني"
"ااه كيم مينسوك.. والد ميني"
تصافحا بتوتر مُتبادل ليسحب كلاً منهما يده إلي جانبه
"سويون.. هي بخير أليس كذلك؟"
مينسوك سأل مُتنهداً بقلق فأومأ كيونغسو بإبتسامة بسيطه
"هي بخير لا تقلق... لقد اتفقت معها بأنني سأُعيدها إلي المنزل بعد انتهاء عملي "
تحمحم نهاية حديثه ليومئ مينسوك بتفهم ثم استرق نظرة علي طول الرجل الخجول أمامه قبل أن يتسائل بإستغراب
" أنت و سويون..."
كيونغسو همهم بعدم فهم ليُبلل مينسوك شفتيه بتردد قبل أن يُكمل
" هل تتواعدان؟ "
المقصود رفع حاجبيه بتفاجؤ كونه لم يتوقع هكذا سؤال و بدون وعي شرد بذلك السؤال
لقد تبادلا القُبلات و ليس من شيّم كيونغسو تبادل اللمسات الحميمية مع أي امرأة كانت
هو يمتلك مشاعر نحوها ربما ليست عميقة للغايه لكنها مشاعر لم يمتلكها نحو شخص آخر و بصفة خاصه خطيبته لذا هل تُعد تلك مواعدة؟!
"أعتقد.. شيئ كهذا"
قهقه بتوتر ليحك جانب رأسه بينما يتجاهل النظر نحو مينسوك و يدّعي اهتمامه بالصغير ميني حين أخفض يده يُبعثر شعره
" إذاً.. إلي اللقاء"
كيونغسو انسحب أولاً كي يعود إلي المنزل و عقله كان لايزال شارداً مع ذاك السؤال
و مهما كانت إجابته هو مُدرك لأنه مُخطئ
مُخطئ بحق نفسه، بحق مين هاي و بحق سويون
تنهد بضيق بينما يدخل من باب المنزل ليتوقف حين لمحها تجلس بغرفة المعيشه تضم قدميها إلي صدرها و تنظر إلي الفراغ فتقدم كي يجلس بجانبها
مرت بينهما لحظات هادئة كلاً منهما ينظر إلي مكان بعيد عن الآخر حتي همس كيونغسو
"لقد أخبرت أخيكِ أنني سأُعيدك إلي المنزل الآن"
"حسناً"
همست بخفوت لتُخفض قدميها عن الأريكة و كادت تبتعد لولا أنه أمسك بيدها يجعلها تلتفت إليه
رمقته سويون بعدم فهم لتخفض عينيها إلي كفه التي تُمسك بخاصتها و حيث كان ينظر هو
" سأُغيّر ضمادة جرحك أولاً"
همهمت بلا نقاش و استندت بظهرها إلي الخلف حين ذهب ليُحضر علبة الإسعافات و عاد بعدها ليجلس بجانبها بهدوء
رفع قدمها المُصابة يضعها فوق فخذيه ليُبعد الضمادة عن قدمها فتأوهت بخفوت و ضغطت بيديها علي الأريكة بحركة لا إرادية لينظر إلي كفها القريب منه ثم أعاد نظراته حيث جرحها
"إذا حدث شيئ كهذا مُجدداً..."
رفع عينيه نحوها لترفع خاصتيها تجاهه كما ارتفع حاجبيها بتلقائية
"اتصلي بي، أو تعالي إلي دون إتصال"
"ألن تقوم بطردي حينها؟"
قهقهت بمزاح فابتسم كيونغسو بخفه و رفع كفه نحو وجنتها يُمسدها بلطف فتحركت أعين سويون مع كفه ثم أعادت نظراتها إلي عينيه مرة أخري
"لن أفعل"
"كيونغ"
همست بخفوت فهمهم بتساؤل بينما ينظر إلي ابهامه الذي يتحرك علي وجنتها بأريحية
" لا تتصرف بهذه الطريقة إن كنت لا تُريد مواعدتي"
عقد حاجبيه بعدم فهم لتتحرك عينيه مع كفه التي دفعتها هي بعيداً عن وجنتها لتحتضنها بكلتا كفيها
" أعلم أنني تقربت منك و أزعجتك، ربما تصرفت بطريقة غير لائقة بفتاة مثلي فقط كي أصل إليك لكن..."
ضمت شفتيها لعدة لحظات و مع كل حرف تنطق به عُقدة حاجبي كيونغسو كانتا تضيقان أكثر
"بعد ما حدث البارحة أعتقد أنني لا أريد الأمر بهذه الطريقة، ليس أنت... أعني لا أريد أن تكون مؤقتاً و لا أريده أن يكون دون إرادتك... هل تفهمني؟ "
انفعلت قليلاً و أمالت برأسها نحوه نهاية حديثها فالتزم كيونغسو الصمت لبعض الوقت قبل أن يتسائل بهدوء
"لماذا؟"
همهمت بعدم فهم ليرفع نظراته نحوها يُعيد سؤاله بجدية و أكثر وضوحاً
" لماذا خائفة أن يكون مؤقتاً و هي ليست مرتك الأولي لذلك؟ "
ضمت شفتيها ببعض التوتر حين شعرت بأنه يستخدم الأمر ضدها،و لوهلة سويون شعرت بالندم لكونها كانت صريحة معه فأي رجل هذا الذي سيكون سعيداً حين تُخبره امرأة تتغزل به أنها امتلكت العديد من العلاقات؟!
" لأن.. "
هتفت بتسرع ثم عادت تضم شفتيها مُجدداً ليرفع كيونغسو حاجبيه بترقب
نظراته كانت مُخيفة بالنسبة إليها، و كأنها ارتكبت خطأ ما لذا هي أشاحت بوجهها بعيداً عنه بينما تُكمل بهمس
"لأنها المرة الأولي التي ينبض بها قلبي هكذا، أنا لم أُجرّب هذا الشعور مُطلقاً و لم أكن خجولة يوماً كما أنا الآن و كما كنت البارحة.. هذا و كأنني.."
أغلقت عينيها بقوة و لكونها لا تنظر إليه فهي لم تري ارتخاء ملامحه و تلك الإبتسامة الخفيفة التي بدأت تنمو علي شفتيه
" يا إلهي هذا و كأنني وقعت بالحب "
انتحبت بعبوس لتُخفي وجهها خلف كفيها بخجل بينما أعين كيونغسو كانت تتلألأ و هو ينظر إليها بشفاه تبسمت قبل أن يُقهقه بخفه
صوت قهقهاته كان مسموعاً إلي أذنيها لتُخفض كفيها عن وجهها بتردد كي تراه ظناً منها أنه يسخر
لكن تلك القهقهة لم تبدو ساخرة
رفعت حاجبيها بتفاجؤ من ردة فعله الغريبة كيف يضحك مع نفسه كالمجنون بينما يُعيد انتباهه إلي قدمها المُتأذية فأمسكت بيده قبل أن يكمل تضميدها ليرفع عينيه نحوها
هي لم تسأله و فقط اكتفت بعقد حاجبيها بخفة و كأنها تترجاه أن لا يسخر منها فضم كيونغسو شفتيه قبل أن يهمس
"هذا يعني أنني مُقبّل جيد!"
رفع يده يُعيد خُصلات شعرها خلف أذنها بإهتمام بينما سويون اتسعت عينيها تدريجياً و هي تستوعب ما تفوه به فضربت يده بخفة كي يبتعد عنها و صرخت بخجل
"هذا مُحرج، لا تقل شيئاً كهذا"
أشاحت بنظرها بعيداً عنه لتعقد ذراعيها إلي صدرها بتذمر فضحك كيونغسو بصخب يجعل منها غير مرتاحة بجلستها بسبب رنة صوته الجذابة التي تجعل من جسدها بأكمله يضطرب و ليس فقط قلبها
"توقف عن هذا"
صرخت بإنزعاج مصطنع ليُطلق كيونغسو قهقهة مكتومه ثم مد يده نحوها يفك عقدة ذراعيها و أمسك بيدها يُقرّبها من صدره حتي استقرت علي يساره
"إذاً هل هذا..."
همس بهدوء ليمد يده الأخري مُحتضناً بكفيه كف سويون المتموضع فوق قلبه لتتبادل النظرات بينهم و بين عينيه
" ما شعرتِ به البارحة و اليوم؟!"
رمشت لتبتلع ريقها بصعوبة و حاولت سحب كفها بعيداً عنه ليضغط عليه يُثبّته بمكانه
" قلبي سيخرج من مكانه صدقني، ابتعد هيا"
صاحت و عينيها اتسعتا بفزع حين شعورها بأنفاسها تضطرب مع كل مرة ينبض بها قلبها فدفع كيونغسو قدمها بعيداً عنه بإحدي كفيه تاركاً الأخري تُمسك بيد سويون ثم اقترب منها ببطئ لتتراجع إلي الخلف بتوتر
"أنت لن تغتصبني أليس كذلك؟! "
صرخت بفزع و هي تلتفت برأسها تنظر إلي الوسائد أسفلها حين شعرت بجذعها مُمدداً بالكامل، و اثر ما تفوهت به ضحك كيونغسو بخفه قبل أن يُهمهم بالنفي ليترك يدها و استند بكلتا يديه علي جانبي رأسها مُعتلياً إياها بجذعه
" أنتِ طوال الوقت تتفوهين بالترهات"
همس بتنهيدة يائسة ليهز رأسه إلي الجانبين علي تفكيرها الساذج ثم انحني نحوها ببطئ لتتسع عينيها بصدمه و ضغطت برأسها أكثر علي الوسادة محاولة الفرار منه لكن تلك كانت نقطة النهاية و لا يوجد مفر منه
كيونغسو بعد أن كان يتبادل النظرات الهائمة مع عينيها أغلق خاصتيه ببطئ حين تلامست شفاههما بسطحية لترفع سويون كفيها بتلقائية تُمسك بأعلي كتفيه فابتسم كيونغسو بخفة مُفرقاً بين شفتيه يلتقط شفتها السُفلي مُداعباً إياها بلطف لتُطلق سويون تنهيدة مُتخدرة حين شعرت به يرفع كفيه نحو خاصتيها و شابكهما سوياً قبل أن تُصبحا أسيرتي يديه يُثبتهما بجانب رأسها
و كل ما فكرت به بتلك اللحظة أن هذا الرجل مُحترف تقبيل بلا شك فهو يكاد يقتلها من لمساته الرقيقة فقط
____________
توقفت سيارة كيونغسو أمام منزل سويون و يده التي كانت تتشابك مع يدها ابتعدت عنها لينزل كلاهما من السيارة في هدوء
تقدما من باب المنزل لتتراجع سويون بخطواتها خلف كيونغسو بينما تسترق النظرات نحوه.. هي خائفة من لقاء مينسوك و بالوقت ذاته متوترة من تصرفات كيونغسو
هو يبدو هادئاً بالرغم من كل ما حدث
ابتسم و اكتفي بسحبها معه إلي منزلها لكنه لم ينطق بكلمة صريحه حول مشاعره أو عن تلك القُبلات التي تبادلاها
شهقت بخفوت و أخفضت عينيها نحو كفها حين شعرت بيده تعود إلي الخلف لتُمسك بيدها بالرغم من عدم التفاته نحوها
لم يدقا الجرس أو حتي يطرقا الباب و إذا به فُتح فجأة و اللهفة بدت بنظرات مينسوك الباحثة عن سويون حيث كانت تختبئ خلف كيونغسو بخوف
"سويون"
همس و ابتلع ريقه بصعوبة بينما يرفع حاجبيه بلهفة ينتظر وقوفها أمامه فالتفت إليها كيونغسو لتعود إلي الخلف أكثر فتنهد و سحبها من كفها التي يُمسكها ليدفعها نحو مينسوك ثم ترك يدها لترمقه بنظرة متوترة قبل أن تلتفت بنظراتها نحو أخيها الذي يقف أمامها
عقدت كفيها سوياً لتخفض رأسها بخجل فتنهد مينسوك
لحظات مرت بهدوء و كيونغسو يتبادل النظرات ما بين سويون الخجولة و أخيها ذو الملامح الحنونة لكن ذلك لم يدم كثيراً حيث اتسعت أعين كيونغسو بصدمة و رفع نظارته بسبابته بتوتر حين سُحبت أذن سويون بواسطة مينسوك الذي احتدت ملامحه لتصرخ بألم
"أخي، اتركني هذا مؤلم"
"تهربين مني أيتها الحمقاء و تقضين الليل خارجاً و تجعلينني قلقاً عليكِ"
صاح بها بإنفعال لتضم شفتيها بعبوس و عينيها قد اغرورقتا بالدموع فتنهد مينسوك ليترك أذنها ثم سحبها تجاهه مُحتضناً إياها بقوة
"كيف تفعلين هذا سويون؟ متي أصبحتِ جاحدة لهذا الحد؟ "
"أخي "
شهقت باكية لتُحيط خصره بذراعيها في حين تحمحم كيونغسو بخجل وهو يُحرك عينيه بالأرجاء
" سأُغادر إذاً"
تراجع خطوتين ليوقفه مينسوك قبل مُغادرته قائلاً
"ابقى معنا قليلاً فنحن لم نتعرف بعد"
كيونغسو رفع حاجبيه لينظر نحو سويون و حين تلاقت أعينهما هو أعاد نظراته نحو مينسوك و انحني بخفة قائلاً بإبتسامة
" أعتذر لكنني مشغول، ربما بوقت لاحق"
مينسوك أومأ بتفهم لينحني كيونغسو مجدداً ثم غادر فأخفض مينسوك نظراته نحو سويون لتبرز شفتيها بعبوس
" من أين وجدتِ هذا الشخص؟ هو لا يُشبهكِ أبداً"
رفع عينيه مجدداً ينظر حيث سيارة كيونغسو التي تبتعد و بعدها دخل المنزل بينما يحتضن كتف سويون
" جيد على الأقل تُحبين شخصاً ناضجاً و ليس أحمقاً مثلك"
"أخي"
"ماذا أخي، أخي؟ نعرف أنني أخيكِ لذا هيا برري موقفك قبل أن أصفع وجهك و أنا حقاً لا أمزح "
دفعها نحو الأريكة ببعض القوة لتبتلع ريقها
مينسوك ليس رقيقاً في المعاملة حين يغضب و غضبه ليس بمزحة
هي تعرف جيداً أنه إذا أراد صفعها فسيفعل ذلك دون تردد
"تحدثي سويون"
صرخ بها لتنتفض بفزع ثم حركت رأسها معه حين بدأ يتحرك أمامها ذهاباً و إياباً
" أنت... قُلت أنك تُريد التحدث معي على انفراد"
عقد حاجبيه و توقف بخطواته ليلتفت نحوها يرمقها بحدة فضمت شفتيها بقوة
"أكملي... هل هذا سبب للهروب و بدون حذاء حتى؟! "
أشار نحو قدمها بغضب حيث كانت ترتدي حذاءً رجالياً يسهل التخمين أنه خاصة كيونغسو
ميني خرج من غرفته على صوت صراخ والده بالرغم من تحذير مينسوك لهم جميعاً بعدم الخروج لكنه و بعبوس اقترب يحتضن قدم والده بينما ينظر تجاه سويون التي ارتجفت شفتيها ببكاء
" ميني اذهب إلي الداخل"
حاول تمالك أعصابه بينما يدفع الصغير بعيداً عنه فأبعد ميني عينيه عن عمته التي بدأت تبكي ثم رفع رأسه نحو والده و أشار إليه بالانحناء ليفعل
احتضن وجنتي مينسوك بلطف ليميل برأسه كي ينظر نحو سويون ثم عاد يقترب من والده ليهمس بأذنه
"أبي لا تصرخ بها قد تخاف منك"
ترك قُبلة علي وجنة والده ثم ركض بعدها نحو الداخل بوجنتين توردتا خجلاً فابتسم مينسوك بخفة ثم وقف من مكانه ليُعيد عقدة حاجبيه و اختفت ابتسامته
"لا أحب البكاء سويون، أخبريني بسبب مقنع يجعلك تهربين من المنزل بهذه الطريقة"
هسهس بحدة لترتجف سويون ثم وقفت من مكانها لتقترب منه فتراجع مُبتعداً عنها قبل أن تلمسه
" لقد بدوت... غاضباً"
شهقت من بين كلماتها ثم مسحت علي عينيها بعشوائية لتُكمل
" قُلت أنك تُريد التحدث معي لذا خشيت أن تُصدق ما قالوه... أنا لم أفعل شيئاً صدقني "
زفر بغضب و تقدم منها ليُمسك بكتفيها مُتسائلاً ببرود محاولاً تمالك أعصابه
"ما الذي يحدث بينك و بين ميني؟ "
همهمت بإستغراب ليضغط علي كتفيها بخفة يحثها على الإجابة
"أخبريني بالحقيقة دون أي إضافات ولا تنسي التفاصيل "
ارتجفت أنفاسها كما بدأت تُحرك نظراتها بعيداً عنه بتوتر فتنهد مينسوك بحدة جعلتها تنطق بفزع
"سومين لا تُريدني بالمنزل "
شهقت بفزع حين نطقت بذلك ليعقد مينسوك حاجبيه و أمال برأسه يُهمهم ليحثها علي أن تُكمل
" علاقتي بها ليست جيدة لأنها تكره تواجدي هنا لذا هي طوال الوقت تُعاملني بسوء حتى ميني كان يكرهني و يعاملني بطريقة سيئة و طوال الوقت يُخبرني... يُخبرني أنه يكرهني، أمي كانت تُصدقهما و توبخني لأجلهما و حتى سومين طوال الوقت كانت تُخبرني بأنك ستطردني من المنزل لذا كنت خائفة... "
صرخت ببكاء لتُقاطعها شهقة باكية و ألقت برأسها فوق كتف مينسوك لتُكمل بعبوس
" و أنا لا أريد رؤيتك قاسياً معي أخي"
احتضنت خصره بذراعيها ليتنهد مُحيطاً إياها بذراعيه
" هل أنتِ من فعلتِ ذلك بلوحة ميني؟ "
" أقسم أنني لم أفعل ذلك و لم أعلم بوجودها بغرفتي حتى"
أجابته بإنفعال لترفع رأسها نحوه فعقد حاجبيه
" هذا فقط ما كنا سنتحدث بشأنه، و لو أنكِ مُخطئة كنت سأكتفي بتوبيخك و لن أطردك من منزلك أيتها الغبية"
هسهس بحنق و رفع يده ليدفع رأسها بسبابته فعقدت حاجبيها بألم قائلة بعدم تصديق
" لقد بدوت غاضباً مني "
" ليس منكِ بل من الجميع"
صرخ بإنفعال لتجفل هي و ابتعدت عنه فتنفس بغضب
" لم أرى وجوهكم منذ أشهر طويلة و بدلاً من استقبالي بطريقة أكثر حميمية وجدت المنزل رأساً على عقب، الجميع يتشاجر، و لا يوجد احترام لوجودي، هل يُمكنكِ تخيل كمّ السوء الذي شعرت به و أنا أرى الجميع يتشاجر من حولي، و أنا لا أعرف كيف أتصرف بل و تزيدين الأمور سوءاً بهروبك "
تخصر و وجهه ارتجف من شدة غضبه فزمت سويون شفتيها و أخفضت رأسها بخجل ليُكمل
" منذ تركنا أبي و أنا أصبحت بمكانه، أنتِ ابنتي و لستِ أختي الصغري لذا حتي و إن انزعجت و فقدت أعصابي بسببك فلن أطردك من هذا المنزل... هذا منزلك سويون، و لن أطردك من حياتي لأنها ملكُ لكِ قبل أن تكون ملكاً لي...حتي و إن كنتِ شخصاً سيئاً فسأعمل علي إعادة عقلك إلي مكانه لكنني لن أسمح أن تبتعدي عني، هل تفهمين ذلك؟ "
استنشقت ماء أنفها و أومأت بعنف ليقترب منها و احتضن وجنتيها ليرفع رأسها إليه ثم أخذ يمسح دموعها بلطف
" إذا تكرر هذا الأمر سأقتلك "
هددها بصرامة لتزم شفتيها بعبوس ثم أومأت إليه
" مهما حدث أخبريني بما يحدث معكِ، أما بالنسبة إلي علاقتك مع ميني فأنا سأحاول حل سوء الفهم هذا"
أومأت مجدداً لتقترب منه محتضنة إياه بقوة فابتسم بخفة و هو يُبادلها لتهمس سويون بخفوت
" أخبر ميني أنني أخذت تلك اللوحة لأقوم بتلوينها لكنها تمزقت مني دون قصد لذا أخفيتها هناك "
مينسوك عقد حاجبيه بإستغراب حتي فهم ما تقصده ليُهمهم بتفهم
كلاهما يعي ذلك أن تلك الفعلة إذا لم تكن خاصة سويون فهذا يعني أنها من صنع سومين و هذا قد يجرح مشاعر الصغير لذا الكذب بهذه الحالة سيكون أفضل للجميع
_____________
وقف جونغ إن يجمع أغراضه لمُغادرة المكتب و حين توقف أمام المصعد شعر بشخص يضرب كتفه بقوة فأغمض عينيه بإنزعاج مُدركاً لهوية هذا الشخص المُزعج
" إذاً...هل ستأتي إلي الحفل مع هانييل؟"
سأله بينما يدور حوله كفراشة حُره ليقلب جونغ إن عينيه و همهم بالإيجاب فتوقف رافي عن الحركة و اقترب منه بعدم تصديق
"هانييل وافقت؟"
صاح تقريباً فعقد جونغ إن حاجبيه لردة فعله المُبالغة ليومئ جونغ و اقترب يدخل المصعد ليلحق به رافي
التزما الصمت حتي خرجا من المصعد ثم ركض رافي ليعترض طريقه
"هانييل وافقت علي حضور الحفل؟"
ضيّق عينيه بشك ليومئ جونغ إن و زفر بنفاذ صبر لتتسع أعين رافي
"كيف وافقت؟"
"أخبرتها بأنه لدينا حفل خاص بالشركة إذا أردتِ الحضور معي يمكنك ذلك و هي وافقت دون تردد"
رافي صرخ بعدم تصديق ليرمق جونغ إن بفراغ بينما الآخر ظل ينظر إليه بعدم فهم لبعض الوقت حتي تنهد ليُغلق عينيه ثم فتحهما بحركة بطيئة
"المدير لم يطلب حضور هانييل، أليس كذلك؟ "
الآخر ادّعي الغباء و حرك عينيه بعيداً عنه ليضم جونغ إن شفتيه بخط مستقيم
" كذبت عليّ كي أعتذر منها؟"
سأله ببرود فقهقه رافي ببلاهة ليومئ بعنف
"هل هذا واضح؟"
"أيها الأحمق لقد عادت إلي المنزل بالفعل... هل تعلم ماذا فعلت بي؟ "
تمتم بإنزعاج نهاية حديثه الصارخ مُتذكراً كيف تقلّب علي سريره طوال الليل يتخيل كيف سيتقرب منها ابن مديره و كيف سيتمكن من ردعه عن فعل ذلك
ردعه؟
نعم جونغ إن يُقنع نفسه أنه مُنزعج فقط لأنها ابنته!
" لقد قُلت أنك لن تُعيدها فكيف أعرف بذلك؟ "
رافي رفع كتفيه بلا مبالاة بينما يسير بجانبه فعقد جونغ إن حاجبيه بحنق
"لم أقل أنني من أعدتها، هي من عادت بنفسها"
ابتسم بسخرية ليصعد إلي سيارته ثم غادر قبل أن يتفوه رافي بالمزيد و اتجه إلي المنزل
بدّل ثيابه و توجه إلي المطبخ ليرتدي مئزر الطبخ ثم بحماس بدأ يُحضّر الغداء بينما يُدندن بكلمات أغنية ما حتي انتهي و أصبحت الطاولة جاهزة
وضع الغطاء علي الأطعمة المتواجدة فوق الطاولة لينظر إلي ما صنعه بفخر ثم ذهب إلي غُرفته يُحضر هاتفه كي يتصل علي هانييل
سمع صوت رنين هاتفها بالخارج ليقترب من الباب سريعاً كي يفتحه و قابلها بإبتسامة مُتسعة لتعقد حاجبيها بشك و هي تقترب منه
"ما خطبك؟"
"أُرّحب بإبنتي، أب رائع أليس كذلك؟"
ابتسم بتفاخر لتقلب هانييل عينيها ثم دفعته بخفة كي تدخل فزم شفتيه بعبوس و تراجع بخطواته ليُغلق الباب ثم لحق بها ليحمل عنها حقيبتها كي يضعها جانباً و مجدداً هي عقدت حاجبيها بشك من تصرفاته
"هل ستطلب شيئ ما؟ أنت تستغلني، أليس كذلك؟ "
تسائلت بنبرة عالية نوعاً ما حين تركها و اقترب ليسحب كُرسياً لأجلها كي تجلس عليه أمام طاولة الطعام
"و هل أبدو كشخص مُستغل؟"
رفع حاجبيه بهدوء مُتسائلاً لتغسل يديها فتقدم يناولها منشفة المطبخ لتمسح يديها بها و رفعت كتفيها ثم أخفضتهما بحركة بسيطه
"تصرفاتك توحي بذلك"
تنهد بإحباط ليجلس علي كُرسي بمقدمة الطاولة فاقتربت تجلس بجواره تتبادل النظرات بينه و بين يده التي بدأت بإبعاد الأغطية عن أواني الطعام
"هل انزعجت؟"
همهم بالنفي لكنه بدا مُنزعجاً بالرغم من ذلك
" آسفة، لم أقصد..."
"لا ،لا... أنتِ مُحقة فأنا لا أفعل شيئاً دون مقابل"
ابتسم بتصنع ليضع لها الطعام بطبقها الخاص ثم وضع لنفسه ليتناول الطعام بهدوء
"و ما المُقابل؟"
سألته لتنكز ذراعه بسبابتها حين تجاهل اجابتها
"جونغ إن.."
نكزته مُجدداً ليزمجر بإنزعاج و دفع يدها بعيداً عنه فرفعت طرف شفتيها بإنزعاج
" نيني"
همست بلطافة مُبالغة لتتسع عينيه و بصق ما بفمه ثم رفع عينيه نحوها لينتصب ظهرها بحركة سريعه و ابتسمت بتوتر
"كـ كنت أمزح"
قهقهت تهمس بتلعثم ليبتلع ريقه بصعوبة و أشاح بوجهه بعيداً عنها
"أريد تعويضك عن ما حدث... لا أريد مُقابل، و إذا كُنتِ تعتقدين أن الحفل هو المُقابل فلا تحضريه"
همس بخفوت ثم وقف من مكانه فأمسكت بيده سريعاً تُعيده إلي مقعده
"لماذا تتصرف كالأطفال الآن؟ أنا كنت أمزح فقط"
عقد ذراعيه إلي صدره يتصنع الإنزعاج و هز كتفيه بدلال فضحكت هانييل بخفه ثم أمسكت بأعواد الطعام لتتولي أمر إطعامه
" هل فعلت هذا فقط لأجلي؟ "
أمالت برأسها تتسائل بلطف بينما تمد أعواد الطعام نحو فمه فالتقط ما بها بعبوس و أومأ برأسه لتلمع أعين هانييل
" هل أُخبرك بشيئ جيد؟"
تسائلت مُجدداً و اقتربت منه قليلاً لتمسح علي جانب شفتيه فهمهم و حرك رأسه نحوها رافعاً حاجبيه بفضول
" أنت الآن تُذكّرني بأبي سون هون"
"و هل هذا شيئ جيد؟"
سألها بسخرية فأومأت بإبتسامة حزينة و لمعة عينيها أصبحتا أكثر وضوحاً فـ فك عقدة ذراعيه ليحتضن وجنتيها بـ رقة
"إنه كذلك بالنسبة لي"
هانييل همست بصوت مُختنق ليبتسم جونغ إن بخفه ثم حرك ابهاميه علي وجنتيها بلطف هامساً
" إذاً هو كذلك بالنسبة لي أيضاً "
حين شعرت هانييل بأنها علي وشك البكاء ضمت شفتيها بخط مستقيم لتقترب من جونغ إن تُحيط عنقه بذراعيها مُحتضنة إياه فتجمدت يديه بالهواء و ابتلع ريقه بتوتر حين شعر بدفئ جسدها المُلتصق به تقريباً
"أنا مُمتنة لأنك بجانبي"
"مـ ما بكِ درامية اليوم؟ "
قهقه بتوتر ليُربت علي كتفها من الخلف ثم تراجع محاولاً دفعها بعيداً عنه لكنها تشبثت به بقوة تمنعه عن ذلك
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top