15
Start
"سنقرأ الليلة ما كتبه أبي سون هون في رسالته لنا"
هانييل همست بتردد و هي تُراقب جونغ إن الذي يقود السيارة فحرك عينيه نحوها و ابتسم ليومئ
"تبدو غريباً، أنت توافق علي كل شيئ دون جدال"
جعدت أنفها تتحدث بإستغراب فرفع كتفيه بلا مُبالاة ثم ألقي بهاتفه نحوها
" سجلي هنا رقم صديقتك"
" أي صديقة تقصد؟ "
رمشت بإستغراب ليقلب شفته السُفلي
"ماذا كان إسمها؟ تلك الفتاة الهادئة هي تبدو مثلك اا... مهلاً تذكرت، سولار، نعم هي سجلي لي رقمها هنا "
ابتلعت ريقها لتتكتف بينما تهز رأسها بالنفي
"سولار تكون حبيبة سوهو و حتي إن لم تكن فأنا لن أُساعدك بإستغلال صديقتي"
قهقه بعدم تصديق و هو يتبادل النظر بينها و بين الطريق أمامه ثم مد يده نحوها ليدفع جبينها بسبابته
" فيم تُفكرين أيتها الحمقاء؟ أنا أريد رقمها في حالة حدوث أمر آخر فيُمكنني الوصول إليكِ.. قلبي كاد يتوقف من القلق و أنا لا أعرف أين ذهبتي وحدك "
ارتخت ملامحها لتبتسم بخفة حين شعرت بدغدغة بمعدتها ثم زمت شفتيها بخجل
"و لماذا سولار؟"
"بالطبع لن أطلب رقم ذاك المدعو سوهو، انظري إلي ما فعله بوجهي "
صاح بإنفعال حين تذكر تهجم جونميون عليه بالمنزل فأمالت هانييل برأسها كي تري تلك العلامات بوجهه و التي قد بدأت تختفي بالفعل
"مهلاً، هل هذا يعني أنك من فعلت ذلك بوجه سوهو؟ يااا، هل جُننت؟ كيف تضرب صديقي؟ "
قهقه بصخب دون فكاهة ليلتفت إليها برأسه ثم أعاد عينيه نحو الطريق
"صديقك هو من ضربني أولاً، يجب أن تهتمي لي أنا فأنا والدك"
"لكنك تستحق ذلك"
رفعت كتفيها تهمس بلا مُبالاة فرفع طرف شفتيه بإنزعاج و تنهد بينما يُعطي تركيزه للطريق أمامه
" و توقف عن قول أنك والدي، هذا حقاً غريب"
"غريب! لماذا ؟"
رفع حاجبيه بخبث و أمال برأسه نحوها فعقدت حاجبيها بينما تدفع وجهه بكفها ليضحك بخفه
" لأن الفارق بيننا ليس كبيراً جونغ إن"
عقدت ذراعيها إلي صدرها و التفتت تنظر إلي الطريق بجانبها فرمقها بنظرة سريعه مُبتسماً بخفه ثم مد يده نحو شعرها يُبعثره بلطف فأغلقت عينيها بقوة تدّعي الإنزعاج عكس ما تشعر به من مشاعر لطيفة
"ماذا تفعل هذه هُنا؟"
اعتدلت بجلستها حين لاحظت وجود هايون أمام بوابة المنزل فتنهد جونغ إن و التفت إليها بعدما توقف بالسيارة أمام الباب
"اسبقيني إلي الداخل"
زفرت بحنق و نزلت من السيارة لتفتح الباب الخلفي تحمل حقيبتها
"اتركيها سـ..."
تجاهلته فزم شفتيه و راقبها بينما تدخل المنزل بغضب ثم خرج من السيارة هو الآخر لينظر إلي هايون التي تقدمت منه بغضب عاقدة ذراعيها إلي صدرها
"أين كنت البارحة؟ ألم تقل أنك ستأتي إلي منزلي؟"
"أعتذر... كنت مشغولاً"
نبس بهدوء ثم مد يده نحو ذراعيها محاولاً فك عُقدتهما بإبتسامة فصفعت يده و تراجعت إلي الخلف
"مشغولاً بماذا؟ بها؟"
صرخت بإنفعال ثم أشارت إليه بسبابتها بتحذير
"إياك و محاولة إستبدالي بها كاي، أقسم سأقتلها قبل أن تُفكر بذلك "
" لا تُبالغي بتهديداتك هايون، هذا يجعلني أشعر بعدم الراحة بجانبك"
تنهد بإحباط و اقترب منها ليحتضن كتفيها قائلاً
"هانييل هي بمثابة ابنة لي طوال فترة الوصية، إنه مجرد عام و قد اقترب انتهاء نصفه لذا تحملي قليلاً "
" ابنتك؟ كاي أفق، إنها بالغة و تلك الوصية السخيفة أنا لست مُضطرة لتحملها، جدك كان غبياً بالفعل لأنه فكر بهذه الطريقة"
عقد حاجبيه بإنزعاج ليضغط بكفيه علي كتفيها ببعض القوة
" هايون إنه جدي "
" ماذا هل ستدّعي حبك و اهتمامك به الآن؟ إلام تُخطط كاي؟ هل تبحث عن إهتمام عشيقة جدك؟ "
قهقهت ساخرة و قلبت عينيها بعدم تصديق فرفع جونغ إن يده بقصد صفعها لتشهق بفزع و تجعدت ملامحها بخوف لكنه ضم قبضته و أخفضها مُجدداً
" أنا..."
قهقه دون فُكاهة ثم هز رأسه
" أنا حقاً أشعر بالخيبة و الإنكسار هايون... لأنني بالفعل كنت غبياً سواء بتفكيري أو بإختيارك"
تنهد بإحباط ثم ابتعد عنها ليُشير إليها بالمُغادرة
"لا تأتي إلي هذا المنزل مُجدداً هايون"
بلل شفتيه ليُحرك عينيه بالأرجاء محاولاً عدم البكاء
"فهذا... منزل جدي.. الغبي "
شخر ساخراً ليدفع كتفها بينما يتخطاها ليدخل المنزل تاركاً إياها تقف بمكانها بصدمة
هو بنفسه كان مصدوماً من تلك المشاعر التي تُخالجه الآن لكنه كان ضعيفاً علي أن يُنكر حقيقة أن قلبه تأذي حين سمع ما وُصّف به جده
و ابتسامة جده التي قابله بها حين أتى جونغ إن للقائه المرة الأخيرة قد ظهرت أمام عينيه و ترددت بأذنه كلمة 'غبي' التي تفوهت بها هايون تجعل من مشاعره السيئة تتفاقم
حين دلف إلي المنزل وقف أمام الباب بعدما أغلقه بينما ينظر بهدوء نحو هانييل التي توترت
"لم تُبدّلي ثيابك بعد؟"
نبس بهدوء لتبتسم بتوتر
"هل كنتِ تتنصتين علينا؟"
أمال برأسه قليلاً يتسائل بهدوء فضمت شفتيها بخجل و أومأت إليه ليقترب منها قليلاً مما جعلها تتجمد بمكانها
"و لماذا لم تتدخلي حين سمعتي ما قالته عن جدي؟"
همهم بإبتسامة مُصطنعه لتبتلع هانييل ريقها بصعوبة غير قادرة علي إبعاد عينيها عن خاصتيه
" أردت معرفة كيف ستكون ردة فعلك"
همهم بهدوء فابتسمت هانييل و بتردد رفعت يديها نحوه حتي احتضنت وجنتيه ليخفض عينيه ينظر إلي كفيها
" رُبما ما فعلته هذا فقط كان لأجل الوصية أو الإتفاق بيننا.."
همست بخفوت ليرفع عينيه نحوها فأكملت دون أن تمحو ابتسامتها
"قد يكون السبب مُهماً لكن إجابتك سرقت عقلي و قلبي كذلك لذا لم يعد سبب ردك هذا مُهماً بالنسبة لي "
قهقهت بصخب و ابتعدت عنه تحتضن ذراعيها إلي صدرها ليضحك جونغ إن بإستغراب و تقدم منها بينما هي تدور حول نفسها بسعادة
" أنت لم تكن تعرف أنني أتنصت عليكما لكنك أخبرتها بذلك.."
وقفت بمكانها بينما تُشير نحوه بسبابتها من بين قهقهاتها ليرفع حاجبيه و وقف هو الآخر
"إنه منزل جدي"
عينيها اتسعتا بلطافة و من أسفل نظاراتها جونغ إن كان قادراً علي رؤية لمعة السعادة بهما فاقترب منها بعقل مُغيّب و أعين تمركزت نحو شفتيها الباسمتين
" هل هذه الجُملة جعلتك سعيدة لهذه الدرجة؟!"
أمال برأسه بتساؤل و رفع عينيه نحو خاصتيها ثم أخفضهما مُجدداً حيث شفتيها حين همهمت بالنفي لتهمس
"ليس هذه، بل حين أخبرتها بأنه جدك..."
ابتسمت بخفة ليبتسم بتلقائية ثم حرك كفه إلي الأعلي يحتضن عُنقها و بلطف ترك إبهامه يتحرك علي فكها براحة
" أنت لا تكره أبي سون هون، ربما غاضب منه لكنك لا تكرهه و هذا يجعلني سعيدة"
عضت علي شفتها السُفلي بإبتسامة مُتسعة ليُهمهم جونغ إن بشرود ثم همس بخفوت
" رُبما"
همهمت هانييل لتُحرك عينيها علي كامل وجهه بحركة بطيئة و ابتلعت ريقها حين فكرت بذلك...
جونغ إن من هذه المسافة و بهذا الهدوء و الراحة التي تطغي علي ملامحه يبدو وسيماً... بل ساحراً
رمشت بتوتر عندما شعرت به يقترب منها و بإستسلام أغلقت عينيها حين حطت شفتيه فوق جبينها بقُبلة طويلة ارتجف لها جسدها كاملاً ليبتعد عنها بعدها ففتحت عينيها بتخدر
" لنؤجل أمر رسالة جدي فلدي عمل أقوم به"
ابتعد عنها بينما يتحدث بجدية و لتوه استفاق من حالة اللاوعي التي كان بها حتي هانييل لاحظت توتره و تردده بالنظر نحوها فاكتفت بإيماءة بسيطة و اقتربت من حقيبتها لتحملها مُتجهة بها حيث غُرفتها بينما هو ذهب إلي غُرفته ليعمل علي مشروعه
___________
باليوم التالي و الذي يُصادف يوم عودة مينسوك الأخ الأكبر لـ سويون من سفره
هي كانت بمزاج سيئ و ذلك كان واضحاً لزوجة أخيها الشامتة و لكيونغسو الذي لاحظ ذلك حين ذهبت من أجل توصيل ميني إلي التدريب و كذلك حين عادت لإصطحابه
ليس أنها لا تُريد رؤية أخيها بل خائفة خاصة و أن سومي زوجة مينسوك كانت سعيدة بصورة مُبالغة
لا تبدو سعيدة فقط من أجل عودة زوجها بل و كأن حلمها بطرد سويون من المنزل علي وشك التحقق
تنهدت سويون بإحباط و هي تنظر إلى هاتفها حيث اسم جونميون يُضيئ الشاشة لكنها كما تجاهلت سويون و سولار فهي كذلك تجاهلته هو الاخر
وقفت من مكانها و تقدمت من خزانة ثيابها تُخرج ملابس منزلية مُريحة كونها لاتزال بنفس ثيابها منذ عادت مع ميني لكن اقتحام الصغير لغُرفتها و ركضه نحوها جعلها تتوقف عن ما كانت تفعله
"ما الخطب صغيري؟"
تسائلت بلطف حين احتضن قدمها ببكاء و انحنت لتجلس أمامه مُمسكة بكتفيه
" أبي وصل"
انقبض قلبها بخوف و سعادة بالوقت ذاته ثم ابتلعت ريقها
"و لماذا تبكي؟"
"لأنني لا أجد لوحتي، أنا لم أُحضر شيئاً آخر له"
عقدت حاجبيها بإستغراب و احتضنته بينما تمسح علي شعره من الخلف
"لا بأس سنبحث عنها سوياً، فقط إهدأ"
"أين ستبحثين عنها سويون؟"
انتفض كلاهما مع صوت سومي الحاد لتستقيم سويون عن الأرض و هي تنظر لزوجة أخيها بتفاجؤ بينما الأخري تقدمت تُلقي بثياب سويون بكل مكان
"ماذا تفعلين؟"
"لماذا تكذبين علي ميني هاا؟"
صرخت بإنفعال لتدفع سويون بعيداً عنها بينما ميني برز بشفتيه بعبوس و هو يُراقبهما بعدم فهم
"لقد رأيتك تُخفينها صباحاً"
سويون همهمت بعدم فهم لتنظر إلي ثيابها المُلقاة أرضاً ثم عادت ترفع رأسها حين بعثرت سومي ما تبقي من ثيابها و أخرجت تلك اللوحة من بينهم لكنها لم تكن سليمة بل عدة أجزاء فالتفتت إلي ميني
"ميني أنا...صدقني أنا لم..."
هزت رأسها محاولة التبرير إليه لكن نظرات الصغير المُنكسرة وهو ينظر إلي لوحته جعلتها تبتلع كلماتها لترفع عينيها نحو سومي التي ابتسمت بخبث
"لم تفعلين هذا بي؟ أنا ماذا فعلت كي تكرهيني إلي هذا الحد؟"
سويون صرخت بإنفعال و دفعت كتف سومي قبل أن تنحني علي رُكبتيها أمام ميني الذي حمل لوحته بأعين ذابلة
"ميني صدقني، أنا لم أفعل هذا"
أمسكت يده بتردد ليلتفت إليها بشهقات مكتومة
"أنا أكرهك... أنتِ سيئة "
صرخ باكياً ليُلقي بلوحته أرضاً ثم ركض إلي الخارج فارتطم بقدم والده الذي أوشك علي دخول الغُرفة
"صغيري، اشتقت إليك"
مينسوك ابتسم بإتساع ليحمل ميني بين ذراعيه ثم استقام بظهره بينما ينظر إلي الصغير بإستغراب
"لماذا تبكي؟"
التفت إلي زوجته التي عبست بحزن مُصطنع ثم حرك عينيه حيث سويون التي تجلس علي رُكبتيها بينما تبكي بصمت
"ما الذي يحدث هنا؟"
ابتسم بتوتر ليقترب منهما في حين يده كانت تُربت علي ظهر ميني الذي لم يتوقف عن البُكاء فتقدمت منه سومي قائلة بنبرة هادئة تصنعت بها الحزن
"ميني كان قد رسم لوحة لأجلك كي يُقدمها هدية لك تعبيراً عن اشتياقه إليك لكن لا أعرف لماذا سويون فعلت بها هذا "
أشارت نحو تلك اللوحة المُمزقة فمسحت سويون علي وجهها بعشوائية لتقف من مكانها قائلة بإنفعال
"قُلت أنني لم أفعل، أنا حقاً لم أفعل هذا"
انفجرت باكية ليعقد مينسوك حاجبيه بإستغراب و هو يتبادل النظرات بينهم بتوتر كونه لا يعرف كيف يتصرف بهذا الموقف إلي أن دخلت والدته الغُرفة حاملة كوب ماء بيدها
" ماذا يحدث؟"
مررت عينيها بينهم إلي أن لمحت تلك اللوحة لتتنهد سومي
" وجدنا لوحة ميني لكن سويون مزقتها"
أعين والدتها اتسعت لتضع كوب الماء جانباً ثم اقتربت من سويون بخطوات واسعة لتتراجع الأخري بفزع
"لم لا تتوقفين عن هذه التصرفات الطفولية سويون؟ ألم أُحذرك سابقاً"
"أمي اهدئي و ليهدأ الجميع"
مينسوك قاطع حديث والدته بإبتسامة لطيفه و تقدم من تلك اللوحة ليجلس علي الأرض أمامها و فوق فخذيه وضع ميني ليميل برأسه نحو الصغير مُقبّلاً جبينه
"انظر يُمكن إصلاحها "
هتف بحماس ليُقبّل رأس الصغير مُجدداً قبل أن يبدأ بوضع الأوراق بجانب بعضها
" لوحة صغيري تبدو رائعة هاا"
همس بلطف مُوزعاً قُبلات مُتفرقة علي جانب رأسه و تدريجياً بدأ الصغير يهدأ عكس سويون التي راقبت أخيها من الخلف بعبوس و بكاء صامت
" لا أعرف كيف تفعل سويون هذا، لقد تمادت كثيراً، بالبداية تُزعج ميني و تتنمر عليه ثم تركته يعود إلي المنزل مع معلمه لأنها خرجت مع أصدقائها و الآن تُمزّق هذه اللوحة و هي تعرف كم كان ميني سعيداً بها؟!"
سومي نبست بحزن مُصطنع ثم انحنت لتجلس بجانب مينسوك الذي نظر إليها بعدم فهم ثم التفت نحو سويون يتسائل
" تتنمر علي ميني؟ أعتقد أنكِ بالغتي بالوصف حبيبتي "
قهقه بخفه لتتنهد زوجته
" للأسف هذه الحقيقة، مُعلم ميني قد لاحظ ذلك أيضاً و هو من قال ذلك... سويون تمادت بتصرفاتها معي لكن لم أتوقع أن تتمادي كذلك مع صغيري"
"أنتِ غبية، انظري إلي ما فعلته"
والدة سويون اقتربت منها موبخة إياها بينما تضرب رأسها لتبتعد عنها سويون صارخة ببكاء
"توقفي عن ضربي هذا مؤلم "
" انظروا إلي وقاحتها "
" أمي "
مينسوك أوقف والدته قبل أن تضرب سويون مُجدداً و تنهد بإنزعاج
" رأسي يؤلمني بالفعل لذا لا تصرخوا، سويون أخبريني لم فعلتِ ذلك؟"
تسائل بنهاية حديثه و التفت ينظر نحو سويون التي هزت رأسها إلي الجانبين و قبل أن تُبرر أي شيء رمقها ميني بنظرة حزينة قبل أن يدفن وجهه بصدر والده
"عمتي سيئة، هي تكرهني"
"لا، أنا لا أفعل"
سويون نفت ببكاء لتتلقي ضربة علي ذراعها من والدتها جعلتها تصرخ بقهر
ابتسامة زوجة أخيها الخبيثة، بكاء الصغير، غضب والدتها منها و انزعاج مينسوك الواضح بملامحه جعلها تشعر بأن كل شيئ ضدها
و كأنها مكروهة غير مرغوبه و هذا ما جعلها تصرخ بألم و ليس ضربة والدتها
"ليخرج الجميع و دعوني أتحدث مع سويون"
مينسوك تنهد قبل أن ينبس بجدية أخافت سويون فتبادل جميعهم النظرات ليحتضنه ميني بقوة رافضاً المُغادرة
"صغيري اذهب إلي... سويون"
كان يتحدث بلطف مع ميني إلي أن لاحظ ركض سويون إلي الخارج ليصرخ بإسمها ثم دفع الصغير بعيداً عنه ليركض خلفها محاولاً اللحاق بها
"سويون، انتظري"
أشار إليها بالتوقف حين لمحها تقف أمام الباب ترتدي حذائها فتركت سويون الحذاء من يدها و ركضت عارية الأقدام هاربة من المنزل ليرتدي هو حذائه علي عجل ثم لحق بها لكن دون جدوي فهو لم يتمكن من اللحاق بها
أغلق مينسوك عينيه بقوة بينما يلتقط أنفاسه ثم عاد إلي الداخل ليُحضّر هاتفه و محفظته
"إلي أين ستذهب؟"
سومي سألته بإستغراب لينظر إليها بطرف عينيه ثم مد كفه يمسح علي رأس ميني بلطف و انحني إلي مستواه هامساً
"توقف عن البكاء"
رفع كلتا يديه يحتضن بهما وجنتي ميني ثم مسح دموعه بإبهاميه
" لا تبكي، أعدك سأُصلح هذه اللوحة لكن توقف عن البكاء... إنها جميلة بالفعل و قد أعجبتني"
ابتسم الصغير لمواساة أبيه ليُربت مينسوك علي رأسه قبل أن يقف من مكانه و بجدية تبادل النظرات بين والدته و زوجته
" سأذهب للبحث عن سويون، هي بالتأكيد ستذهب إلي أحد أصدقائها "
" لقد عُدت للتو من السفر ألست مُتعباً؟ ابحث عنها لاحقاً فكما قلت هي ستكون لدي أحد أصدقائها و ليست بالشارع "
والدته همست بلطف و اقتربت منه قليلاً فأشار إليها بالتوقف
"كان عليكم التفكير بذلك حين طلبت منكم أن تهدأوا"
تراجع بخطواته ثم التفت ليُغادر المنزل
بينما سويون ركضت إلي وجهة غير محددة و غير معروفة فقط ركضت دون تفكير كارهة لتلك النظرات التي تلقتها من الجميع و كأنها مُذنبة، و ولولا قدمها التي جُرحت لظلت تركض دون وجهة لكنها الآن اضطرت للجلوس بإحدي الحدائق العامة في زاوية بعيدة عن الأنظار مُطلقة العنان لشهقاتها الباكية بالخروج
____________
"كاي"
رافي نبس بهدوء ليجلس مقابلاً إلي جونغ إن الذي همهم إليه دون أن يرفع عينيه عن الأوراق التي يعمل عليها
" حفل الغد"
همهم جونغ إن بتساؤل حين التزم الآخر الصمت ثم رفع عينيه نحو رافي ليُكمل الاخر
"المُدير طلب مني إقناعك بإحضار ابنة السيد كيم إليها"
" هانييل؟ لماذا؟"
عقد حاجبيه بإستغراب ليهز الآخر رأسه بعدم معرفة
"لم يوضح السبب لكن هل أُخبرك بما أفكر به؟ أعتقد أن ابنه سيحاول الإيقاع بـ هانييل خاصة بعدما علم بأنها تتشارك معك بالإرث... أعني لماذا قد يطلب منها الحضور بدلاً من التأكيد علي حضور يونا والتي تكون زوجتك "
أخفض جونغ إن عينيه بتفكير ليتنهد رافي حين نطق الآخر بلا مبالاة يتصنعها
" جيد، ربما ستتزوج حينها و أحصل علي ميراثي و المدير لن يحصل علي شيئ بالمقابل لأن هانييل لن تحصل علي شيئ كذلك... هذا رائع صحيح "
قهقه بمزاح و عاد إلي ما كان يفعله ليعقد رافي حاجبيه بإنزعاج
"أنت سافل أتعلم ذلك؟ "
همهم جونغ إن و أشار إليه بالمُغادرة فتركه رافي ليشرد جونغ إن بالفراغ بينما رافي ابتسم بخبث فالآخر صدق كذبته بسهولة
____________
مينسوك عاد إلي المنزل مُرهقاً و ألقي بجسده فوق الأريكة بتعب فتبادلت والدته و سومي النظرات قبل أن تلتفتا إليه
"لم تجد سويون؟ "
همهم بالنفي و مسح علي كامل وجهه بقلق
" جونميون بالعمل، هانييل كذلك بالعمل و سولار ذهبت مع والدتها في زيارة لأحد أقاربها كما أن سويون لم تُجب اتصالات أي منهم منذ الصباح"
تنهد و حرك رأسه بالأرجاء قبل أن يتسائل
"أين ميني؟"
"كان مُرهقاً لذا هو ذهب إلي النوم و طلب مني إيقاظه حين تعود"
سومي أجابته بإبتسامة ثم وقفت من مكانها كي تذهب إلي ميني لكن مينسوك أشار إليها بالتوقف
" سأذهب إليه أنا "
همهمت بتوتر حين لاحظت تجاهله النظر إلي وجهها و عادت تجلس بمكانها بينما مينسوك اتجه حيث غرفة ابنه ليتمدد علي السرير بجانبه ثم جذبه نحوه مُحتضناً إياه لكن بالرغم من تعبه و إرهاقه لم يتمكن من إغلاق عينيه و النوم براحة قلقاً علي سويون
"أبي! "
بعد بضع دقائق ميني همس بصوت ناعس حين شعر بجسده غارقاً بأحضان والده فهمهم إليه مينسوك
" أنا آسف"
شهق بعبوس ليعقد مينسوك حاجبيه بإستغراب
"لماذا؟"
"لم أقدم لك هدية"
ابتسم ليُقبّل جبين ميني ثم ربت علي ظهره من الخلف
" ابتسامتك هي أجمل هدية بالنسبة لي لكنك لا تبتسم بوجهي أيها البخيل"
دغدغه بنهاية حديثه ليُقهقه الصغير بصخب بينما يحاول دفع يد مينسوك بعيداً عنه
"أبي، سأختنق"
صرخ من بين ضحكاته ليتوقف مينسوك عن دغدغته فاستقام ميني بجلسته و التفت ليجلس مجاوراً إلي والده بينما يُعطيه وجهه
" صغيري "
همس بلطف ليومئ إليه ميني بينما يحاول التقاط أنفاسه
" عمتك لا تكرهك.. هي شخص جيد لكنها ربما تمزح معك"
ميني برز شفته السُفلي بعبوس ثم تكتف ليتنهد مينسوك
" كنت أحبها بالأيام السابقة لكنها سيئة، أنا اكرهها الآن"
استقام مينسوك بجلسته و هز رأسه سريعاً ينفي ذلك
"لا تقل هذا ميني، سويون ليست بشخص سيئ و لا تكرهك بل هي تُحبك كثيراً... ربما هي مزقت اللوحة دون قصد لذلك أخفتها خوفاً من أن تحزن، أرأيت كيف غادرت المنزل و هي تبكي من أجلك؟ هي حزينة لأنك حزين "
حاول إقناع الصغير بذلك ليعقد ميني حاجبيه و أخفض رأسه بعبوس ليُشابك أنامله سوياً
" هي الآن في الخارج وحدها و الظلام اقترب.. ألن تخاف؟ "
سأل بتفكير ليومئ مينسوك بخفه ثم همهم إليه مُتنهداً بضيق
" بالطبع ستكون خائفة "
" إذاً لماذا لا تبحث عنها؟ ماذا لو خطفها الأشرار هم سيقتلونها"
أعين ميني اتسعت ليدفع ذراع والده محاولاً دفعه عن السرير فأمسك به مينسوك
" لا أعرف أين أجدها و هي تتجاهل اتصالات الجميع"
ميني عبس ليميل برأسه بتفكير ثم صرخ بحماس
"مُعلمي، إذا اتصل بها فهي لن تتجاهله إنها تتغزل به "
" تتغزل به؟ "
مينسوك قهقه بصدمة مما تفوه به ميني و الصغير أومأ ببراءة
"هي دائماً تحرجني أمامه، لقد قامت بتصويره بهاتفها و أيضاً حصلت علي رقم هاتفه، كنت معهما و رأيتها تفعل ذلك"
"هل يتواعدان؟"
سأل بإستغراب ليرفع ميني كتفيه بعدم معرفة فوقف مينسوك سريعاً بينما يتسائل
"و أين مُعلمك ذاك أو ما اسمه؟"
"مُعلمي كيونغسو"
هتف بإبتسامة ثم ركض مُبتعداً عن السرير هو الآخر ليلحق بوالده
" سومي"
وقف أمام زوجته التي انتفضت من مكانها بمجرد أن نطق بإسمها
"المُعلم كيونغسو، هل تعرفين عنوانه أو كيف أصل إليه؟"
همهمت بعدم فهم فاقترب منها ميني ليُمسك بقدمها
"مُعلمي كيونغسو أمي، الذي ذهب معي أنا و عمتي إلي مدينة الملاهي"
الصغير وضّح إليها ليعقد مينسوك حاجبيه بإستغراب و ما فكر به هو أن كيونغسو ذاك بالتأكيد يواعد سويون لذا البحث عنه قد يوصله إليها
" ااه لقد أعطاني رقم هاتفه حين أوصل ميني سابقاً"
نبست بتردد لتُخرج هاتفها باحثة عن رقمه بينما تتبادل النظرات بين هاتفها و مينسوك الذي يمد بيده نحوها عاقداً حاجبيه بقلق
"ها هو"
سحب منها الهاتف بلهفة ليضغط علي زر الإتصال دون تفكير و إلي أن أجاب كيونغسو هو كان يهتز بمكانه بعدم راحة
" مرحباً؟! "
كيونغسو الذي أوشك علي تحضير عشائه توقف عن ذلك يُجيب علي هاتفه بإستغراب حين لمح اسم والدة ميني
"مرحباً المُعلم كيونغسو؟"
همهم بإستغراب حين سمع صوت رجلاً ليستقيم بوقفته
"أنا كيم مينسوك والد ميني"
"ااه"
كيونغسو همس بينما يعدل نظارته ليبتلع مينسوك ريقه
" عذراً لكن... ميني أخبرني أن علاقتك بـ سويون أختي جيدة نوعاً ما لذا أردت سؤالك.."
ضم مينسوك شفتيه بتردد فأمال كيونغسو برأسه ينتظر أن يُكمل الآخر
"هل تحدثت معها اليوم؟ "
" لقد رأيتها صباحاً حين قامت بإيصال ميني للتدريب و أثناء مغادرتهما كذلك لكننا لم نتحدث.. هل حدث شيئ ما؟ "
" لا، لا شيئ... شكراً لك و أعتذر علي ازعاجك "
" لا مشكلة"
همس بخفوت ليُنزل الهاتف عن أذنه و عينيه تنظران إلي الأرض بشرود
" ماذا يحدث معها؟ "
تمتم بقلق حين تذكر أنها لم تبدو بخير حين رآها صباحاً لذا هو قام بالإتصال بها
و علي الجانب الآخر حيث كانت سويون لاتزال تجلس بمكانها بتلك الحديقة، هي أخرجت هاتفها تنظر إليه بعبوس
اتصل مرة، اثنتين و ثلاثة لكن لا رد إلي أن سيطر عليه الخوف من أن مكروهاً قد أصابها
و بسبب قلقه هو لم يلحظ أنها أجابت اتصاله خاصة و أنها بقيت صامتة و لولا شهقتها التي تسربت من بين شفتيها دون قصد لما لاحظ أنها أجابت
"آنسة سويون! أين أنتِ ؟لما لا تُجيبين اتصالاتي هاا؟"
صاح بفزع فضمت شفتيها للحظات قبل أن تنفجر باكية ليخلع كيونغسو مئزر المطبخ علي عجل بينما يتسائل
"أخبريني الآن، أين أنتِ؟"
_____________
"واثقة أنكِ لا تُريدين حضوري؟"
جونغ إن تسائل و إحدي يديه تتولي حمل هاتفه الذي يتحدث به مع يونا بينما اليد الأخري تولت حمل حقيبته و إغلاق باب السيارة
"أعلم أن لقائه مع والديكِ سيكون بعد طلاقنا لكن كما تعلمين يُمكنني تهدئة والدك "
قهقه بخفة ليفتح باب المنزل ثم اتجه إلي الداخل و بعشوائية ألقي حقيبته فوق الأريكة ليجلس بجانب هانييل المشغولة بحاسوبها
" حسناً كما تُريدين لكن في حالة حدوث كارثة اركضي إليّ، صدري واسع سيحتويكي هااا "
ضحك بصخب لتنظر إليه هانييل بجانبية و بعنف أغلقت حاسوبها لينتفض بفزع
"إلي اللقاء إذاً"
أغلق الهاتف ليضعه فوق الطاولة أمامه ثم التفت نحو هانييل التي تكتفت ترفع أحد حاجبيها إليه
" ماذا؟ "
" مع من كنت تتحدث بهذه البذائة؟ "
جونغ إن ضحك بعدم تصديق ليقترب جالساً بجانب هانييل
" هذه لا تُدعي بذائة أيتها الصغيرة، كما أنني أتحدث مع زوجتي "
نقر أنفها بنهاية حديثه لتُجعده بإنزعاج و تراجعت إلي الخلف قليلاً مُبتعدة عنه
"ااه.. و لماذا قد تهرب يونا؟ هل حدث شيئ ما؟! "
أمالت برأسها بعدم فهم فتنهد و ألقي برأسه إلي الخلف هامساً
"لا، لكن أقصد حين نتطلق سيغضب والدها لذا أمزح بهذا الشأن "
وضّح فهمهمت بتفهم ليعقد حاجبيه بإستغراب و اقترب منها أكثر بينما كلتا كفيه احتضنتا وجنتيها
" لم وجهك شاحب هكذا؟ هل مريضة؟ بم تشعرين؟ "
"لا شيئ"
حاولت دفع يديه بعيداً عنها فأصدر 'تسك' خافته بينما يرفض الإبتعاد لتتنهد
" فقط... كنت قلقة علي سويون صديقتي فهي مُختفية منذ الصباح كما أنها تركت منزلها و لم تأتي إلي أو تذهب إلي أحد أصدقائنا.."
"أوووه هل أذهب للبحث عنها؟ "
رفع حاجبيه يهمس بقلق فابتسمت هانييل بخفة و هزت رأسها نافية
"أخيها اتصل بي منذ قليل و قال أنه وجدها، لكنني مازلت قلقة "
همهم جونغ إن ثم جذبها نحوه لتدفن هانييل رأسها بصدره بتلقائية حين تركت كفه وجنتها و اتجهت إلي شعرها تمسح عليه بلطف
" أهي عادة لديكِ أنتِ و أصدقائك بترك منازلكم و جعل الجميع قلق عليكم؟"
نبرته بدت مؤنبة بالنسبة إلي هانييل التي قهقهت بخفه
" هل تسخر الآن؟"
"لا..."
نفي برأسه و ابتعد عنها قليلاً ليُعيد كفيه إلي احتضان وجهها ثم ابتسم بينما يُمسد ابهاميه وجنتيها
"المنزل يبدو كئيباً بدونك و كأنه اعتاد علي أن تكوني جزءاً منه"
"المنزل فقط؟"
تسائلت بخفوت فهمهم جونغ إن بـ تيهٍ ليُخفض بصره نحو شفتيها و بتوتر ابتلع ريقه ثم أومأ بحركة بطيئه
"نعم، المنزل فقط"
جعدت هانييل أنفها تضم شفتيها بخط مستقيم ليبتلع جونغ إن ريقه مُجدداً ثم رفع عينيه نحو أنفها المُجعد و علي تلك الوضعية بقيا لدقائق معدودة حتي همست هانييل
"لدي عمل عليّ إنجازه لذا.."
همهم بعدم فهم و رفع عينيه نحو خاصتيها بتشوش إلي أن أدرك ما يفعله فترك وجنتيها سريعاً و وقف من مكانه يحك مؤخرة رأسه بتوتر بينما يتلفت حوله بإحراج
"ااه نعم عمل.. لقد تذكرت أن... أعني لدي حفل غداً بمناسبة ذكري إنشاء شركتنا لذا كنت أريد إخبارك بأنكِ ستأتين معي.. لا أقصد أمرك أنا أطلب رأيك لذا إذا لم تُريدي..."
كان يتحدث علي عجل بينما يتلعثم من حين لآخر فضحكت هانييل بخفه ثم وقفت من مكانها لتجمع أغراضها قائلة بهدوء
" لا مُشكلة لدي، يمكنني الذهاب معك "
" حسناً إذاً اتفقنا "
لوّح لها بإبتسامة مُرتبكة و استدار كي يذهب إلي غُرفته فارتطم اصبع قدمه بالطاولة خلفه ليقفز بمكانه بألم
"توقفي عن الضحك"
صرخ بألم حين انفجرت هانييل ضاحكة فضمت شفتيها سريعاً تكتم ضحكتها بينما هو سحب حقيبته ليتجه إلي غُرفته بخطوات عرجاء و ملامحه سيطر عليها علامات الألم و الإحراج
__________
كيونغسو أوقف سيارته أمام الحديقة حيث أخبرته سويون عن مكان تواجدها ليخرج باحثاً عنها بلهفة إلي أن لمح جسد مُنكمش فوق إحدي المقاعد المتواجدة بجوانب تلك الحديقة فتنهد براحة و اقترب ليجلس بجانبها
"لقد أخبرت أخيكِ أنني وجدتك و سأُعيدك إلي المنزل"
شهقت بفزع حين سمعت صوته بجانبها لترفع رأسها سريعاً تنظر إليه بعدما كانت تدفنه بين قدميها اللتان تضمهما إلي صدرها
"لن أعود إلي المنزل"
همست بصوت مُتحشرج اثر بكائها ثم شهقت ليلتفت نحوها كيونغسو بجسده
"إذاً هل ستقضين الليل هنا؟ "
همهمت بعبوس ليتكتف كيونغسو قائلاً بجدية مُصطنعه
"إذا كُنتِ تُفكرين بأنني سأصطحبك إلي منزلي فأنتِ تتوهمين"
"لم أطلب منك شيئاً أيها الأحمق الدائري، هيا، هيا غادر"
صرخت بوجهه بينما تدفعه بقوة حتي كاد يقع ثم استدارت تُعطيه ظهرها و عادت تدفن وجهها بين قدميها ليبتسم كيونغسو بخفه
"إذاً سوف أغادر لكن لا تنسي أن تعودي إلي منزلك فأخيكِ قلق عليكِ "
تأوه بصوتٍ عالٍ بينما يقف من مكانه قاصداً المُغادرة لكن سويون لم ترفع رأسها لذا هو بدأ بالتحرك مُبتعداً عنها بينما يتقصد إصدار صوت مسموع بخطواته لعلها ترفع رأسها و تتحدث لكن ذلك لم يحدث، هي حتي لم تتحرك بمكانها أو يبدو عليها الخوف و الفزع
زفر بضيق و عاد خطواته إليها ليقف أمامها و أمسك بإحدي يديها يرفعها بعيداً عن قدمها لكنها سحبت يدها بعنف
"آنسة سويون، الوقت تأخر و أنتِ فتاة لا يجب أن تبقي بهذا المكان وحدك سيبدأ المُنحرفين بالظهور بعد قليل"
نبس بجدية لينكزها بسبابته فهزت رأسها رافضة المُغادرة ثم بدأ صوت شهقاتها بالخروج ليعقد كيونغسو حاجبيه
"لماذا تبكين الآن؟"
مد يده نحو رأسها كي يرفعه إلي أن رأي دموعها تسيل علي وجنتيها بغزارة لتلين ملامحه
" لأنني لا أريد العودة إلي المنزل و لا أريدك أن... و لا أريدك أن تظن أنني أفعل هذا كي أذهب معك إلي منزلك.. لست أنا من اتصلت بك لتأتي إليّ بل أنت من.. فعلت "
تحدثت من بين شهقاتها لتتجعد ملامح كيونغسو بضحكة بسيطة
" أنتِ مُحقة... أنا من اتصلت بكِ"
ضم شفتيه بإبتسامة ليُخرج هاتفه ثم اتصل برقم ما ليضع الهاتف بجانب أذنه
" سيد كيم، ااه هذا أنا كيونغسو.. "
عقدت سويون حاجبيها بإستغراب لتمسح دموعها بعشوائية فرفع كيونغسو يده الأُخري يُربت بها علي رأسها
" سويون نائمة الآن، هل يُمكنني إعادتها غداً؟... لا ،لا تقلق إنها بخير لكن..."
ابتسامته اتسعت ليُخفض يده حيث أنفها ثم نقره بخفة لتُغلق عينيها فأكمل هو حديثه
"يبدو أنها بكت كثيراً لذا... أنت تفهمني"
قهقه نهاية حديثه ليُغلق الخط بعد بضعة لحظات
" أعلم أنكِ لا تفعلين هذا كي تأتي إلي منزلي لكن لا يُمكنني تركك هنا وحدك لذا ستأتين معي"
تحدث بهدوء و مد يده نحوها لترمش سويون بإستغراب
"هل كان هذا.. أخي؟"
همهم لتميل برأسها بإستغراب
" هل وافق علي.. بقائي... معك؟"
سألته بتقطع فضحك كيونغسو بخجل ثم حك مؤخرة رأسه هامساً
" لا أعرف كيف حدث ذلك لكن يبدو أنه يعتقد بأن هناك علاقة بيننا؟ "
"ماذا؟"
صاحت بعدم تصديق و انتفضت من مكانها لتتأوه بمجرد أن لامست قدمها الأرض فأخفض كيونغسو رأسه ينظر إلي حيث تنظر هي
" أين حذائك آنسة سويون؟"
رفع رأسه نحوها ليضبط نظارته بسبابته فضمت هي شفتيها بعبوس و شابكت أناملها خلف ظهرها دون إجابة ليتنهد
" دعينا نذهب إلي منزلي ثم نتحدث"
هز رأسه بتنهيدة خافته ثم استدار ليسبقها نحو السيارة فلحقت به سويون بخطوات غير متزنة بينما تكتم تأوهاتها
صعد كلاهما إلي السيارة لينطلق بها كيونغسو مُتجهاً إلي منزله في صمت مُتبادل و بين الحين و الآخر هو كان يسترق النظرات نحوها ليتأكد أنها لاتزال مُستيقظة
"لقد وصلنا"
همس بينما يخرج من السيارة فلحقت به و هي تنظر إلى الأرض بخجل إلي أن دخلا غُرفة المعيشه ليُشير إليها كيونغسو بالجلوس ثم التفت كي يذهب إلي غُرفته من أجل إحضار ثياب لها لولا رؤيته لبُقع غريبة علي الأرضية فحرك عينيه معها إلي أن وصلت نهايتها حيث قدم سويون التي تجلس علي الأريكة مُشابكة كفيها سوياً فوق فخذيها و تنظر إليهما بخجل
"آنسة سويون"
رفعت رأسها نحوه تُهمهم بفزع فأمال برأسه بينما يُعيد النظر نحو تلك البُقع و قدمها
"هل قدمك مجروحة؟"
رفعت حاجبيها بتفاجؤ لتضم قدميها بالقُرب من الأريكة محاولة إخفائها عن أنظاره ثم نفت برأسها بعنف ليُضيّق عينيه بشك و اقترب منها ثم جلس علي رُكبتيه أمامها قبل أن يسحب إحدي قدميها بالرغم من محاولتها من منعه
لم تكن مجروحة لكنها متسخة و بها بعض الخدوش فتركها و أمسك بالأخري لتضغط سويون بأصابعها علي الأرضية محاولة منعه من رؤيتها فجذبها هو ببعض القوة ليري باطن قدمها فاتسعت عينيه ثم رفع رأسه نحوها
"كيف تحملتي ذلك حتي؟"
هز رأسه بعدم تصديق و تركها لبضع لحظات ثم عاد و معه وعاء به ماء مع قطعة قماش ، و علبة الإسعافات الأولية
جلس مجاوراً لها ليسحب قدمها السليمة ثم مسح عليها بقطعة القماش تلك كي يُنظفها بينما يتسائل بخفوت
"هل حقاً كُنتِ ستقضين الليل بتلك الحديقة لو لم أتصل بكِ؟"
همهمت كإجابة ليتوقف كيونغسو عما يفعله و نظر إليها قليلاً قبل أن يضع قدمها تلك أرضاً و رفع الأخري فوق فخذيه
"ألا تمتلكين أقارب؟ أصدقاء؟علي الأقل اذهبي إلي فندق قريب "
"لا أمتلك أقارب هنا و أخي سيصل إليّ إذا ذهبت إلي أصدقائي كما أنني خرجت من المنزل بدون أي شيئ فلا أمتلك مالاً، من الجيد أن هاتفي كان لايزال بجيبي"
أجابته بخفوت فتنهد كيونغسو
"جرحك تورم آنسة سويون، كيف تفعلين هذا بنفسك؟ "
وبخها بإنزعاج ليضع قطعة القماش جانباً ثم سحب علبة الإسعافات قريباً منه كي يُطهّر جرحها
" سيؤلمك قليلاً.. "
همس قبل أن يمسح بالمُطهر حول جرحها فتأوهت لتتجعد ملامحها بألم
" شكراً لكِ لقد أثبتي اليوم أنني كنتُ مُحقاً بشأنك، أنتِ مجنونة بجدية"
هز رأسه بضحكة بسيطة غاضبه ليُضّمد الجرح بينما يُكمل توبيخه لها و هو يضع تركيزه بما يفعله
" أياً كان ما حدث لم يكن يجب أن تتركي المنزل بهذه الطريقة و تتهوري بتفكيرك، في فترة قصيرة كسرتي ذراعك و الآن جرحتي قدمك! هل أنتِ هكذا دائماً؟ يجب أن تُفكري بالآخرين قليلاً فحياتك ليست ملكاً لكِ وحدك، ماذا لو أصابك مكروهاً؟ هل تظنين أن أخيكِ أو عائلتك كانوا ليكونوا سُعداء بذلك؟... "
رفع عينيه نحوها ليجدها تنظر إليه بإبتسامة فتنهد و كان علي وشك استكمال توبيخها لكن أناملها التي جذبت ياقته نحوها جعلت من عينيه تتسعان و ابتلع كلماته حين شعر بشفتيهما تتلامس بقبلة سطحية أصدرت صوتاً خافتاً
سويون ابتعدت عنه ببطئ لتُحرك عينيها علي وجهه تري علامات الصدمة تحتله فرمشت بضعة مرات و ابتلعت ريقها لتبتعد أناملها عن ياقته تدريجياً
"آ آسفة أنا.. لم أقصد.. آسفة"
همست بتلعثم لتبتعد عنه ثم بدأت بسحب قدمها المُصابة من فوق فخذيه فأمسك كيونغسو بقدمها تلك بإحدي يديه و مد الأخري خلف عنقها يجذبها نحوه ليُعيد التحام شفتيهما سوياً بقبلة أكثر عُمقاً من سابقتها فأغلقت سويون عينيها بقوة و ضمت قبضتيها بخجل حين شعرت بذلك...
تلك الدغدغة بقلبها و التي لم تشعر بها من قبل
إذاً...
هذه المشاعر التي يتحدث عنها أبطال الدراما؟!
إنها مؤلمة!!!
لكن بصورة...
بصورة لطيفة و مُحببة
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top