14

Start

جونغ إن وقف أمام المرآة يعدل ربطة عنقه بشرود يُفكر فيما سيفعله مع هايون، و الأسئلة التي قد يطرحها عليها ليتعرفا علي بعضهما و إلي أن خرج من باب منزله هو لم يجد الكلمات المناسبة التي سيخبرها بها ربما لشدة توتره

خرج من منزله بـ نية الذهاب إلي هايون كما اتفق معها بالأمس لكن كيف وصل إلي منزل تيمين صديقه؟ هو بنفسه لا يعرف

"أنا أمام منزلك"

تفوه بتلك الكلمات بمجرد أن أجاب تيمين اتصاله ليُغلق الخط بعدها مُلقياً بالهاتف بجانبه بإهمال و اتكأ بعدها بجبينه فوق المقود

"ماذا أفعل الآن؟"

صرخ بإنزعاج ليرفع رأسه عن المقود بحركة عنيفه فرأي تيمين يقف بجانب نافذته عاقداً ذراعيه إلي صدره و بحركة ملحوظه أشار تيمين بعينيه علي النافذة ليفتحها جونغ إن

"أنا من يجب أن أسألك ماذا تفعل الآن؟"

هسهس من بين أسنانه و كما يبدو فجونغ إن أيقظه من نومه

" لم تتصل بي لتوبخني لذا.."

رفع كتفيه نهاية حديثه كاذباً ليبتسم تيمين بسخرية

"أوبخك علي ماذا؟ طرد هانييل من المنزل؟"

"هي من تركته و ليس أنا من طردتها"

وضّح بإنفعال ليقلب تيمين عينيه بملل ثم أمال يستند بمرفقيه علي النافذة المفتوحه

" هذا لأنني لا أمتلك الحق لأتدخل بينكما كما أن هانييل طلبت مني أن لا أتحدث معك بشأن هذا الأمر"

"هل فعلت حقاً؟ "

أمال برأسه يتسائل بإبتسامة خفيفه ليومئ تيمين بينما يُغلق عينيه و يفتحهما بحركة بطيئة

" لقد قالت أنك لا تستحق أن أُضيّع وقتي بالنقاش معك و أنا أراها محقه "

" هي قالت ذلك؟ "

صاح بأعين متسعة ليومئ تيمين مجدداً

" كما قالت أنك شخص تافه لذا هي لم تتفاجأ من ما فعلته أنت معها"

"هانييل لن تقول ذلك"

جونغ إن نفي برأسه بنبرة واثقه ليضحك تيمين

" حسناً هذه إضافات مني لكنها حقاً طلبت مني عدم التدخل "

ابتعد عن السيارة قليلاً ليخرج منها جونغ إن ثم وقف أمامه عاقداً ذراعيه إلي صدره بينما يتكئ بظهره ضد باب السيارة مُتسائلاً

"هل تعرف أين هي؟ "

" نعم أعرف، هل تريد العنوان؟"

عقد ذراعيه هو الآخر إلي صدره يتسائل بجدية فعقد جونغ إن حاجبيه

" و هل ستعطيه لي إذا أردته؟"

همهم تيمين بتفكير لبضعة لحظات قبل أن يومئ برأسه

"نعم"

"بهذه السهولة؟"

و بالمقابل جونغ إن قهقه بعدم تصديق ليغلق تيمين عينيه و يفتحهما كإجابة

" كما يبدو من وجهك فأنت حصلت علي ما تستحق و كونك أتيت إلي بهذا الوقت تسأل عنها فربما أنت ستعتذر منها، حتي و إن كان ذلك فقط من أجل الوصية لكنه تصرف لن يصدر عن مغرور مثلك "

ارتخي حاجبي جونغ إن تدريجياً و معه تنهد تيمين

"سأعطيك العنوان فقط إذا كنت تريده لأجل الإعتذار و لا أهتم ما هو سبب اعتذارك بل ما يهمني أنك ستعتذر فقط "

رفع كتفيه بلا مُبالاة ليُبلل جونغ إن شفتيه قبل أن يومئ برأسه بتردد

" سأعتذر منها "

" وعد؟ "

" نعم، أعدك... سأعتذر منها"

____________

"مرحباً هانييل كيف حالك؟ "

لوّح بإبتسامة متسعه ليهز رأسه سريعاً يرفض هذه الطريقة بفتح حديث معها حيث كان يقف أمام باب الغرفة من الخارج يُفكر في طريقة مناسبة للتحدث معها بعد مرور هذه الفترة

" يبدو مبالغاً... هل أسألها بدون ابتسامة؟.. لا ،لا هذا سيبدو و كأنني أتيت دون إرادتي "

مجدداً هز رأسه يرفض تلك الفكرة ليسحب نفساً عميقاً قبل أن يطرق باب الغرفة

الترجل هو الحل و هذا ما اتفق عليه جونغ إن مع نفسه

كان واثقاً أنه سيُبلي حسناً و إن لم يتدرب علي حوار مناسب

لكن هذه الثقة تبددت بمجرد أن بدأ الباب يُفتح لتظهر أعين هانييل من الشق الصغير الذي صنعته بالباب ثم بدأ وجهها بالظهور تدريجياً

"كيف حالك... هانييل ؟"

اهتز طرف شفتيه بإبتسامة متوترة، و بنظرات فارغة هي كانت تنظر إليه رغم قلبها الصاخب

وقت طويل مر عليهما بصمت إلي أن بدأت هانييل تُحرك الباب ببطئ و تراجعت إلي الخلف كي تُغلقه فوضع جونغ إن يده علي الباب سريعاً

"انتظري"

هتف بتوتر ليتوقف الباب و خلفه هانييل تختبئ

" بشأن ما حدث... أنا حقاً آسف"

"أعرف أنك تعتذر فقط من أجل الوصية و هذا يجرحني أكثر لذا غادر رجاءً"

همست بخفوت ليبتلع جونغ إن ريقه و اقترب بخطواته من الباب لينظر من خلال ذاك الشق كي يري هانييل

" ما أتي بي إلي هنا لم تكن الوصية، أنا حتي لم أُفكّر بها بل كل ما فكرت به كان أنتِ "

رفعت عينيها نحوه تنظر إلي وجهه المُلتصق بالباب محاولاً رؤيتها فتركت الباب يُفتح و تراجعت هي بضعة خطوات سامحة له بالدخول

" أعرف أنني ربما تماديت بحديثي معكِ..."

"ربما ؟! "

سألته بهدوء و ابتسمت بإنكسار فهز رأسه سريعاً و انحني قليلاً إلي مستواها مُمسكاً بكتفيها

" أعترف أنني تماديت معكِ و كثيراً لكنني كنت أمّر ببعض المشاكل الخاصة بالعمل و كذلك هايون حين رأيتها منزعجة من ما حدث أصبحت غبياً و أتصرف بتهور "

" جونغ إن... "

قاطعته بتنهيدة مُرهقه لتدفع يديه عن كتفيها قائلة

" أنا إبنة جدك بالتبني و لست عشيقته، أبي لم ينظر لي أو لأي إمرأة أخري بتلك الطريقة لأنه لم يكن يهتم كثيراً بالنساء ولا أعرف حتي لماذا أنت تفكر بهذه الطريقة .. "

" إذا لم يكن بينكما علاقة فلماذا أخفي سنك الحقيقي عني؟ لماذا قال أنه تبني طفلة صغيرة ؟ "

صرخ بإنفعال مُقاطعاً إياها ليضم شفتيه سريعاً حين أدرك أنه سُيفسد الأمور هكذا

" أبي لم يرغب منذ بالبداية أن يتبني طفلاً و كان يكتفي بزيارة دور الأيتام ليقضي وقته مع الصغار إلي أن قابلني و هذا ما أدعوه أنا بالقدر... أبي تبناني و أنا بقيت بجانبه رغم أنني تعديت السن القانوني لأنني كنت بحاجته، أردت اهتمامه بي و هو كان خائفاً أن يموت ولا أحد بجانبه... "

شهقت باكية لتضم شفتيها بعبوس بينما هو أخفض عينيه بضيق

" أبي كان يعرف أن والدتك أرسلت شخصاً كي يتجسس عليه، و لكنه لم يفعل شيئاً لها من أجلك و بالرغم من ذلك هي كذبت عليك قائلة أن أبي يستضيف نساء بمنزله علي الرغم من ان منزل أبي لم تدخله أي امرأة سواي أنا و عاملات الميتم..."

مسحت علي وجهها بعشوائية لتتقدم منه خطوة و هسهست

" عاملات الميتم كُن تأتين للحصول علي الطعام الذي حضرته مع أبي في حالة اننا لم نتفرغ للذهاب بأنفسنا و والدتك كانت تعلم بالحقيقة لكنها زورتها كي تُسيطر عليك و لا تترك لأبي المجال برؤيتك، أتعرف لماذا؟ "

قهقهت ساخرة نهاية حديثها ليعقد جونغ إن حاجبيه

" كي تكون لعبة بين يديها، و ها أنت متزوج من امرأة لا تحبها فقط لأجل مصالح والديك"

" هانييل "

همس بصوتٍ مرتجف ليرفع عينيه الدامعتين نحوها فضمت شفتيها بعبوس مجدداً

" هل حديثي عن حقيقة والديك مؤلم؟ لأنني أشعر بأضعاف هذا الألم حين يُردد الآخرين الهراء حول علاقتي مع أبي سون هون "

مررت لسانها علي شفتها السُفلي قبل أن تومئ برأسها

" آسفة إذا كانت كلماتي جارحة لكنني لست أبي سون هون و لن أصمت حفاظاً علي مشاعرك لأنك في الواقع لم تُقدّر مشاعري... قلبي يؤلمني بكل مرة تتحدث فيها عن أبي سون هون بالسوء لكنني أتحملك لأجله...أتحملك أنت و ليس عشيقتك التي أكرهها لكنك..."

ختمت حديثها بصرخة متألمه ثم رفعت يدها تضرب صدره ليندفع إلي الخلف

" أنت زدت الأمور سوءاً حين طلبت مني الإعتذار منها "

" هانييل "

أمسك بيديها يوقفها عن ضربه و بلطف سحبها إليه ليضمها بين ذراعيه

" أنا حقاً آسف "

همس بخفوت و ربت علي رأسها من الخلف لتدفن هانييل وجهها بصدره باكية

" أنا لست هنا لأجل الوصية بل لأجلك"

ابتعد قليلاً ليحتضن وجنتيها يمسح دموعها بإبهاميه ثم همس بإبتسامة

" هانييل أنا آسف"

"اعتذارك لن يُفيد بشيئ جونغ إن"

أمسكت بيديه علي وجنتيها لتُبعدهما عن وجهها بهدوء قبل أن تمسح هي علي كامل وجهها

" كلمة آسف ليست كافيه لأتخلص من الأذي النفسي الذي تسببت به لي أنت و عشيقتك "

ابتعدت عنه لتفتح الباب و دون أن ترفع عينيها نحوه أشارت بيدها إلي الخارج

" هانييل أنا..."

"رجاءً جونغ إن.. غادر الآن"

قاطعته بتنهيدة خافته فابتلع ريقه ليتبادل النظرات بينها و بين الباب

" اعتني بنفسك "

همس بها قبل أن يُغادر الفندق بأكتاف مُترهلة تُبدي إحباطه فقد ظن أنها تُبرر أسباب غضبها لذا هذه بداية تنازلها ثم سيعتذر لها و تنسي الأمر لكن ذلك لم يحدث

و نتيجة لذلك جونغ إن استيقظ اليوم التالي بمزاج سيئ و من يري وجهه الناعس و عقدة حاجبيه تلك سيُدرك أنه لا يجب أن يقف بطريقه الآن

هذا بالنسبة إلي أي شخص طبيعي و ليس شخص يريد ازعاجه بكل فرصه

"هل اقتحم الزومبي العالم؟"

صرخ بدرامية بينما يجلس أمام مكتب جونغ إن الذي رفع عينيه الحادتين نحوه فاتسعت ابتسامة رافي

" هالات سوداء، شعر مُبعثر و أنف يسيل منه المخاط، تبدو بحالة سيئة؟"

جونغ إن رفع يده سريعاً يمسح أسفل أنفه فضحك رافي بصخب بينما يضرب المكتب بكلتا يديه

" يا رجل كنت أمزح معك... حسناً لكنك تمتلك هالات سوداء بالفعل"

أشار بيده أسفل عينيه نهاية حديثه ثم عقد ذراعيه إلي صدره ليتنهد جونغ إن

" إذاً؟ هل تراجعت بقرارك الغبي أم مازلت تريد من يعيد عقلك إلي مكانه؟ "

رفع قبضته بتهديد ليقلب جونغ إن عينيه قبل أن يُلقي برأسه فوق طاولة المكتب

" ذهبت إلي هانييل البارحة لكنها رفضت العودة معي"

عبس بطفولية و صديقه لم يتمكن من رؤية ذاك العبوس و إلا لكان سخر منه

" لم يكن هذا مقصدي لكن لا بأس دعني أطمئن علي هانييل أولاً... هي لماذا رفضت العودة معك؟"

رفع رأسه عن الطاولة بحركة سريعه أفزعت رافي ثم جعد أنفه بتلقائية كما تفعل هانييل ليُهسهس بحنق

"لأنها غبية"

"بالطبع ماذا توقعت منك أن تقول"

قهقه رافي ساخراً بينما يهز رأسه بحركة خفيفه قبل أن يومئ

" ربما لازالت منزعجة مما حدث لكن إذا ذهبت إليها مُجدداً قد تعود معك فـ هانييل طيبة القلب "

"أذهب إليها مُجدداً ؟"

قاطعه بصرخة صاخبه رمش بسببها رافي بتفاجؤ ليومئ بتردد

" هذا مستحيل ، لن أذهب إليها ...إذا أرادت أن تعود فلتعد بنفسها ليس و كأنني أهتم لأمرها "

____________

"أنت تُحبها و هي تُحبك فما المانع من الزواج ؟"

والدة جونميون همست و هي تُداعب شعره بينما هو كان يستلقي واضعاً رأسه فوق فخذيها

" لا يوجد مانع لكن أنا و سولار لازلنا صغيرين علي أمر الزواج هذا ...الأمر يحتاج بعض الوقت كما أن سولار ليست مستعدة بعد"

تنهدت والدته ثم همهمت

" لن أضغط عليك كثيراً لكن فكر بالأمر مجدداً "

همهم بلا مُبالاة لتضم والدته شفتيها بإحباط ثم أمالت نحوه تُقبّل جبينه فابتسم بإتساع

________

" دائري مُزعج"

هسهست سويون بحنق بينما تنظر إلي هاتفها حيث رسائلها التي قرأها كيونغسو و لم يُجيبها إلي الآن

" الإيقاع به صعب "

انتحبت بعبوس لتُلقي بجسدها إلي الخلف لكنها و بدون قصد أخطأت الهدف لتقع أرضاً بدلاً من السرير

" اه مؤلم "

تأوهت بألم لتستقيم بجذعها مُجعدة ملامحها إلي أن لمحت أقداماً تقف أمامها فشهقت بفزع

" متي دخلتي إلي هنا ؟"

عقدت حاجبيها بإستغراب لترفع سومي طرف شفتيها بسخرية ثم ضربت فخذ سويون بمقدمة قدمها

" إذهبي لإحضار ميني من التدريب "

" ألم تقولي أنك ستُحضرينه اليوم؟"

" تذكرت فجأة موعد هام "

رفعت كتفيها بعدم اهتمام لتضرب فخذها مُجدداً قبل أن تُغادر غُرفة سويون التي وقفت من مكانها بحركة عنيفه و رفعت كفها تمسح علي شعرها بإنزعاج

" أنا سندريلا سيئة الحظ "

رفعت طرف شفتها بإنزعاج تُصدر 'تشه' خافته ثم تقدمت من المرآة تعدل ثيابها و شعرها بينما تهمس

" حتي الأمير لا يُعطيني إهتماماً "

نفثت غُرّتها و غادرت المنزل مُتجهة حيث يُقام تدريب ميني و كما يبدو فالتدريب انتهي منذ فترة بما أن الصغير كان يقف مع مُعلمه خارج المبني

تلبّست سويون وجهاً بارداً بوجهة نظرها لكنها بدت كما الطفلة العابسة التي تتصنع الغضب بطريقة واضحه للحصول علي الإهتمام ، وكيونغسو الذي فكر بذلك ابتسم بخفه ليُربت علي رأس الصغير حين تكتف بإنزعاج

" لماذا لم تأتي أمي ؟"

عقد كيونغسو حاجبيه لنبرة ميني الباكية في حين ابتسمت سويون بإتساع لتمسح علي رأس الصغير بلطف

" لديها عمل هام ، آسفة هل تأخرت كثيراً ؟"

" لا ، انتهينا للتو "

أجابها كيونغسو بهدوء فرفعت عينيها نحوه ثم قلبتهما بإنزعاج

" لم أسألك أنت "

ضم شفتيه بإبتسامة ثم أومأ لتخفض نظرها نحو ميني

" هيا لنعد إلي المنزل "

رفع يديه إليها بعبوس كي تحمله فتنهدت قبل أن تنحني إليه كي يتشبث بعنقها

" يُمكنني إيصالكما "

كيونغسو أمسك بالصغير كي يحمله عنها لكنها التفتت بعنف كي يترك الصغير ثم جعدت ملامحها بإنزعاج بينما تهز رأسها بالرفض

"شكراً لك لكننا سنعود وحدنا "

همهم كيونغسو بتفاجؤ ليتراجع مومئاً برأسه بإستغراب فغادرت هي مع الصغير بتلك الخطوات القوية التي تُخبره بها بمدي انزعاجها منه

_______________

"بارك هانييل، لقد أتيت لأجل المُقابلة"

عدّلت هانييل نظارتها الطبية بنهاية حديثها ليومئ إليها مساعد المدير ثم أشار إليها لتجلس

"المُدير لديه اجتماع الآن، سينتهي بغضون خمس دقائق"

همهمت بإبتسامة متوترة لتخلع حقيبتها تضعها فوق قدميها بعدما جلست مقابلة له فابتسم بخفة ليعقد ذراعيه إلي صدره حين لاحظ توترها من خلال تشابك كفيها فوق ملفها الخاص

"هل لي برؤية هذا الملف؟"

رفعت حاجبيها بعدم فهم فأشار بعينيه إلي الملف لتُصدر 'أوه' خافته قبل أن تُعطيه الملف

"لا تقلقي، المدير يُجري لقاء العمل فقط ليعرف الطريقة التي تسير بها عقول موظفيه لكن ما يؤهلك للعمل هنا هو ما تُقدميه أثناء فترة التدريب"

أشار إليها بالملف محاولاً جعلها تهدأ ثم عاد بظهره إلي الخلف ليفتحه كي يطلّع عليه

"ظننتك حصلتي علي مُعدل سيئ"

قهقه بعدم تصديق بينما يتفحص الملف ثم أغلقه ليضعه أمامه

" طالبة متفوقة يجب أن تمتلكي الثقة بنفسك، حتي و إن لم تكوني كذلك ما يهم هنا هو أن تبذلي جهدك و تثقي بنفسك... المدير لا يحب عديمي الثقة"

همس لها بنهاية حديثه فابتلعت ريقها و ابتسمت إليه بالمقابل لتتسع ابتسامته و إلي أن انتهي الإجتماع هو ظل يتبادل معها أحاديث عشوائية كي تتخلص من توترها و قد نجح بذلك

____________

كيونغسو كان يجلس بإحدي الغرف بمنزله و التي تحتوي علي بيانو متوسط الحجم يتدرب عليه بإنسجام تام إلي أن قاطع ذلك صوت اهتزاز هاتفه فوق طاولة البيانو فتوقف عن العزف ليقترب برأسه حيث هاتفه كي يري من المُتصل إلي أن لمح اسم سويون فابتسم بخفة

أجاب الإتصال ليضع الهاتف علي أذنه و قبل أن ينطق بحرف هي صرخت به بإنزعاج

"ياااا، من تظن نفسك كي تتجاهلني؟ هذا وقح إلي جانب أنه يؤلم إذا لم تكن تعرف سيد كيونغسو"

عقد حاجبيه بإستغراب و قهقه بخفوت لتنفخ سويون وجنتيها بغضب

"أنا لم أتجاهلك آنسة سويون"

"أوووه حقاً؟! إذاً ماذا فعلت هااا؟ ماذا تُسمي عدم إجابتك علي الهاتف أو محاولة الحديث معي طوال الأيام السابقة كما أنك لم تُخبرني عن سبب غيابك عن التدريب... "

" آنسة سويون..."

قاطعها بهدوء لتُجيبه بحدة

"ماذا؟"

"أنا كنت... "

تنهد و استدار يُعطي ظهره إلي البيانو ليُكمل

" كان لدي ظرف طارئ هو ما تسبب في تغيبي كما أنني لم أمتلك الوقت للتحدث مع الآخرين حول أسباب غيابي أو عن أماكن تواجدي "

" كان بإمكانك قول ذلك حين رؤيتي، و حين انتهي ظرفك الطارئ كان من المفترض أن تتحدث معي "

زمت شفتيها بعبوس بينما تتحدث فتنهد كيونغسو

" آنسة سويون... حين قُلت أننا لن نتواعد لم أكن أمزح، نحن لن نتواعد أبداً لذا لا تُعطي نفسك مكانة أكبر مما تستحقين "

ارتخت ملامحها مع كلماته ثم مررت لسانها علي طرف شفتها السُفلي بإبتسامة مصطنعه

" من ذكر المواعدة الآن أيها الأحمق غريب الأطوار؟"

ختمت حديثها بصرخة غاضبه جعلت منه ينتفض بمكانه شاهقاً بفزع

" أنا أتحدث كصديقة قلقه علي صديقها، ستقول نحن لسنا صديقين لكنني أراك صديقي لذا كنت قلقه... تشه، أنت الشخص الذي يُعطي نفسه مكانة أكبر مما يستحق"

رفعت طرف شفتيها بإنزعاج بعد حديث سريع منفعل ليعدل كيونغسو نظارته بسبابته و عينيه اتسعتا بخفة متفاجئاً

"أووه، إذاً أعتذر علي ذلك "

همهمت سويون بإستغراب من اعتذاره لكنها سرعان ما هزت رأسها قائلة

" انسي الأمر... هل أنت بخير؟ "

رمش ببطئ ثم ابتسم بخفة يُهمهم كإجابة

"هل لا بأس إذا خرجنا سوياً؟"

"إذا قلت لا هل ستأتين إلي منزلي؟"

سألها بكلمات مُتقطعه لتُهمهم سويون بتفكير ثم نفت برأسها

"لا، لقد أخبرتك أنني لن آتي إليك إذا كنت تجيب علي اتصالاتي و رسائلي "

" لكنني لم أكن أُجيب بالفترة السابقة... هل هذا يعني أنكِ أتيتِ إلي منزلي؟ "

أمال برأسه بإستغراب لينتصب ظهر سويون بفزع و هزت رأسها تنفي كاذبه

"لا هذا لم يحدث"

ظلت تنفي برأسها مقتنعة بذلك فربما ذهابها لمنزله مرة واحده حين اختفي لا تُحتسب... بعد كل شيئ إنها مرة واحده

" أنت لم تُجب اتصالاتي كما أنك لم تذهب إلي التدريب لذا قلت ربما الأمر جدي و ذهابي إلي منزلك يجعل من الأمور تُصبح أكثر سوءاً و لذلك أنا لم أذهب... إذا لم تُرد أن تخرج معي فلا بأس ليس و كأن حياتي تتوقف علي الخروج معك بموعد أو شيئ من هذا القبيل"

قهقهت ببلاهة نهاية حديثها ليضم كيونغسو شفتيه بخط مُستقيم قبل أن يُهمهم

" ما معني هذه الهمهمة؟! "

سألت بإستغراب لتميل برأسها قليلاً حين تنهد هو

" يُمكننا أن نلتقي لكن حيث أُحدد أنا "

" ااه حسناً، لا بأس "

أجابته تدّعي اللامُبالاة فهمهم مُجدداً بينما يقف من مكانه قائلاً

"سأنتظرك بمنزلي، المكان حيث سنذهب قريب منه لذا..."

شرح بهدوء لتضحك سويون بخفة بسبب توتره ثم اومأت برأسها

"لن اتأخر"

_______________

" جونغ إن! "

هانييل هتفت بتفاجؤ حين رأته يقف أمام غُرفتها، و حين سمع صوتها هو استقام بوقفته و التفت نحوها بحركة سريعة مُضطربة فتنهدت بينما تقترب من باب الغُرفة متسائلة بهدوء

"ما الذي أتي بك؟"

" لا يُمكنني تركك هنا وحدك"

أجابها بصرامة و تقدم بخطواته حين فتحت هانييل باب الغُرفة فعقدت حاجبيها و وضعت يدها حاجزاً تمنعه عن الدخول

" أنا حقاً لا أريد رؤيتك و لن أعد معك لذا غادر"

دفعته بيدها و تراجعت كي تُغلق الباب فأمسك بيدها يمنعها عن ذلك و تقدم إلي داخل الغُرفة ليدفع الباب بقدمه كي ينغلق

"لا أطلب رأيك بل أتيت لإعادتك و هذا أمر نهائي، لن أترك ابنتي تعيش وحدها بمكان كهذا"

ختم حديثه بجدية لتُحرك هانييل عينيها في الأرجاء بإستغراب قبل أن تُقهقه هامسه

" تمزح؟!"

أمالت برأسها قليلاً تنتظر إجابته لكنه فقط كان ينظر إليها بهدوء و حاجبيه معقودين يجعلان من الأمر يبدو أكثر واقعية

" أنا لست ابنتك "

تكتفت بإنزعاج فرفع كتفيه بلا مُبالاة عاقداً ذراعيه إلي صدره هو الآخر

" وصية جدي تقول أنني الواصي عليكِ لذا إلي حين انتهاء الفترة التي حددها جدي فأنتِ ابنتي"

" و منذ متي تهتم لكلام أبي سون هون؟"

قهقهت ساخرة ليقلب شفتيه بعدم اهتمام

" لا يُمكنك أن تُصبح والدي بسبب وصية أبي سون هون لأنني بالفعل بالغة و يمكنني فعل ما أريد و أعيش حيث أريد، و حيث أريد أنا هو  مكان بعيد عنك أنت و عشيقتك تلك "

أخرجت ضحكة ساخرة قصيرة سرعان ما تبددت و تلبستها ملامح البرود مجدداً

"غادر الآن... ليس الآن فقط بل غادر إلي الأبد فأنا لا أرغب برؤية وجهك مُجدداً "

هسهست ببرود فابتسم جونغ إن بإستفزاز و اقترب منها يميل برأسه نحوها فتراجعت هي إلي الخلف حتي لامس ظهرها إحدي الطاولات المتواجدة بجانب الغرفة

"ألم يُخبرك جدي من قبل..."

همس بفحيح كالأفعي ثم استند بكفيه علي الطاولة خلفها مُحاصراً إياها

" أنا لست مُهتماً بتنفيذ رغبات الآخرين"

ابتسم بجانبية ليميل نحوها أكثر فعقدت حاجبيها حين همس بجانب أذنها

"لذا أحضري ثيابك و هيا لنُغادر"

"إذا كنت لا تهتم لرغبات الآخرين فلماذا تُريد مني الذهاب معك؟ لماذا تُنفّذ وصية والدي و الذي لم تهتم له يوماً؟! "

ضحكت بعدم تصديق ثم دفعته من صدره ليزفر

"أحضري ثيابك"

"لا، قلت لن أذهب معك"

هزت رأسها ترفض بإصرار ليضم جونغ إن شفتيه بخط مُستقيم

" كما تُريدين "

همهمت بعدم فهم و انتظرت للحظات كي يُغادر لكنه فقط بقي هادئاً حتي وجد فرصته و انحني ليحملها علي حين غُرة واضعاً إياها فوق كتفه فصرخت بفزع و تشبثت بثيابه من الخلف بأعين مُتسعة

" أنزلني جونغ إن.. هيا أنزلني"

صرخت حين اقترب من الباب لتتمسك بالحائط كي تُعيق حركته

" سيرانا الجيران"

"و كأنني أهتم"

قهقه بعدم اهتمام و فتح الباب فضربته بقدمها كي يُغلق ثم صرخت بإستسلام

"حسناً أنزلني و دعنا نتفق أولاً"

"و هل يجب أن أثق بكِ؟"

سألها بعدم ثقه و حرك رأسه قليلاً كي يري رأسها المُتدلي إلي الخلف حيث ظهره فتنهدت هانييل

" أعدك سأعود معك لكن دعنا نتفق أولاً"

همهم بتفكير ليومئ بعدها ثم تركها لتنزل عن كتفه و بملامح مُمتعضة هي أخذت تعدل ثيابها

" هيا أحضري ثيابك "

" قُلت سنتفق أولاً"

صاحت بإنفعال و التفتت لتسير نحو السرير بإنزعاج و ألقت بجسدها علي طرفه عاقدة ذراعيها إلي صدرها واضعة القدم فوق الأخري فتقدم جونغ إن ليميل بمؤخرته حيث الطاولة المقابلة لها مُتكتفاً بإبتسامة تكاد تُلاحظ

"ماذا تريدين؟ "

همس بهدوء لترفع عينيها الحادتين نحوه تنظر إليه قليلاً قبل أن ترفع قبضتها أمامه تفرد سبابتها

"أولاً منزل أبي سون هون سيكون منزلنا و ليس منزلك أنت فقط كما قُلت، طوال فترة تواجدي لا يمكنك قول أن هذا منزلك فلا حق لك بطردي كما لا حق لي بفعل ذلك "

همهم بالموافقة دون تفكير فسحبت هانييل نفساً عميقاً ثم فردت اصبعها الوسطي

"ثانياً أنت لن تقوم بإهانتي مُجدداً أمام الغرباء و خاصة فيما يتعلق بعلاقتي مع أبي سون هون، هو كان أبي فقط و أنت تعرف هذا الآن سيد كيم "

اتسعت ابتسامته حين نطقت إسمه بحدة ليومئ إليها يهمس بخفوت

"لن أفعل"

أصدرت ضحكة قصيرة ساخره لترفع بنصرها و أكملت

"و الأهم من ذلك عشيقتك لن تدخل منزلي مُجدداً، و أنت لن تنطق بإسمها أمامي "

قهقه جونغ إن بخفه ليضم شفتيه سريعاً حين تجعد أنف هانييل بغضب

"حسناً، حسناً"

"و كذلك أنت لن تقضي أي ليلة خارج المنزل... عملك ينتهي و تعود إلي المنزل مباشرة، لا ملاهي ليليله ولا نساء "

" متي ذهبت إلي ملاهي ليلية؟ "

أمال برأسه يتسائل بخبث فتحمحمت هانييل بإحراج و أشاحت بنظراتها بعيداً عنه تُعيد عقد ذراعيها سوياً فوقف جونغ إن من مكانه و اقترب منها بخطوات بطيئة جعلتها ترتبك إلي أن وصل إليها ليفك عقدة ذراعيه ثم أمال يستند بكفيه علي السرير محاصراً إياها مُجدداً

" إذا وافقت علي شروطك هذه..."

تسائل بهمس فعقدت حاجبيها و التفتت برأسها إليه ليبتسم بخفة ثم أكمل

"هذا يعني أنني أمتلك شروطاً أنا الآخر؟"

"بالطبع لا"

قهقهت بسخرية ليخفض عينيه نحو شفتيها بحركة غير ملحوظة ثم أعاد نظراته إلي عينيها

" لماذا؟"

"لأنني الشخص الذي تعرض للإهانة هنا "

نكزت صدره بسبابتها بينما تنطق كلماتها بتقطع فنظر جونغ إن بطرف عينيه حيث سبابتها التي تضرب صدره

" إذاً اتفقنا"

ابتعد عنها و تقدم من خزانة ثيابها ليفتحها علي وسعها لتميل هانييل برأسها بإستغراب

"حقاً؟!"

همهم بلا مبالاة لترمش هانييل بضعة مرات قبل أن تبتعد عن السرير و تقدمت بخطواتها من جونغ إن كي تقف خلفه

"أنت لن تقضي أي ليلة مع هايون طوال فترة تواجدي بالمنزل"

"ااه لقد فهمت ذلك"

أعين هانييل اتسعت بصدمه لتُمسك بيده توقفه عن العبث بثيابها و اقتربت لتقف أمامه

"حقاً؟!"

"نعم هانييل حقاً، لذا هلا ابتعدتي كي أجمع هذه الثياب؟ مازال لدي عمل يجب أن أنجزه"

دفعها بيده بخفة كي تبتعد عن طريقه لكنها سحبته معها بعيداً عن خزانة ثيابها

" أنا سأجمع ثيابي بنفسي لذا انتظرني بالأسفل"

"سأساعدك كي ننتهي سريعاً"

رفع كتفيه ببساطة ثم أمال برأسه يبتسم بخبث

" أم أنكِ خجولة من أن أري ثيابك الداخلية؟ "

عينيها اتسعتا و شهقت بخجل لتضرب صدره بحركة سريعه

"يااا، ألا تخجل من التفوه بهذه الكلمات؟"

" أي كلمات هانييل؟ إنها مجرد ثياب داخلية هذا ليس بالشيء الذي أخجل منه، أم أنكِ لا ترتدين واحدة؟"

أمسك بطرف قميصها يدّعي الغباء فصفعت يده و صرخت بفزع مُبتعدة عنه ليضحك بصخب

"أمزح معكِ، لا تكوني درامية هكذا"

"أضف شرطاً جديداً... أنت لن تتحدث بإنحراف معي"

أشارت إليه بسبابتها ليضحك بسخرية

" انتهي وقت وضع الشروط لذا لا يُمكنكِ إضافة شرط جديد "

" لكنك مازلت مُضطراً لعدم التحدث معي بسفالة"

صاحت به بخجل ليبتسم بإتساع و تقدم منها حتي تخطاها ليهمس بلا مبالاة بينما يُخرج ثيابها

" أنا سافل بطبعي هذا شيئ لا يُمكن تغييره"

"أنت..."

صرخت بقهر و ضربت الأرض بقدمها بغضب مُصطنع قبل أن تحمل ثياباً مُناسبة تسير بها نحو الحمام كي ترتديها لتُغادر معه و بمجرد أن أغلقت باب الحمام خلفها تنهدت و تقدمت من المرآة لتقف أمامها تنظر إلي نفسها بإبتسامة خفيفه

" هل... أعتبر هذا بداية نجاحي؟"

تمتمت بخفوت لتلتفت برأسها نحو الباب المُغلق و قهقهت بخفة قبل أن تشرع في تبديل ثيابها

______________

"هذا المكان..."

سويون همست بإستغراب و هي تُشير إلي المكان الذي توقف أمامه كيونغسو ثم التفتت إليه

"هل اصطحبتني معك للبقالة؟ "

قلبت عينيها بعدم تصديق ليبتسم كيونغسو ثم تخطاها ليدخل مُلقياً التحية علي الفتي الذي يجلس خلف مكتب المُحاسبة و أكمل هو طريقه حيث الرف المتواجد به عُلب الراميون

"هل سنتناول الراميون؟"

صفّرت سويون بإعجاب و صوتها العالي أحرج كيونغسو فأغلق عينيه للحظات ثم فتحهما ليُهسهس من بين أسنانه

"سنتناول الراميون هنا و ليس بالمنزل، لذا تحكمي بمُخيلتك"

ضمت سويون شفتيها بإبتسامة و أمالت برأسها علي كتف كيونغسو تنظر إليه ببراءة مُصطنعه

" أنا لم أُفكر بشيئ سوي الراميون "

رمشت عدة مرات فتحمحم كيونغسو بينما يعدل نظارته بسبابته ثم سحب عُلبتي راميون و ابتعد عن سويون التي كادت تقع

" مهلاً كيونغ أنا أحبه حاراً"

التفت إليها حين شعر ببعض الخبث بنبرتها فتوقفت هي بخطواتها وابتسمت بإتساع

" أقصد الراميون، النكهة الحارة هي الأفضل"

"انتظريني هناك سويون"

تنهد و أشار إليها حيث الطاولة المُستطيلة المتواجدة بالقُرب من نافذة المحل حيث اعتاد كيونغسو أن يجلس فزمت سويون شفتيها بعبوس و سارت حيث أشار إليها ليبتسم بخفه و هز رأسه بيأس قبل أن يبدأ بتحضير الراميون لكليهما

جلست سويون خلف تلك النافذة تُراقب الطريق بعدم اهتمام بينما تضرب الطاولة بسبابتها إلي أن اقترب كيونغسو ليضع عُلبتي الراميون علي الطاولة و جلس مجاوراً لها

"تفضلي"

"شكراً لك"

همست بخفوت و سحبت العُلبة أمامها لتضع أعواد الطعام فوق الغطاء تنتظر نضوج المعكرونة

"ظننتك ستصطحبني إلي مطعم فاخر حين تحدثت عن العشاء بهذا الحماس"

"ألا يُعجبك هذا المكان؟"

تسائل بهدوء ثم رفع نظارته بسبابته فتنهدت سويون بهيام بينما تستند بوجنتها فوق كفها مُميلة برأسها نحو كيونغسو

"طالما أنك موجود فلا أهتم للمكان"

ابتسمت ببلاهة لينظر إليها كيونغسو بضعة لحظات ثم حرك عينيه ينظر إلي النافذة أمامه

" اعتدت المجيء إلي هنا كلما شعرت بالحزن أو الضيق ، هذا المكان يبدو و كأنه يسحب الطاقة السلبية من جسدي"

حركت سويون عينيها حولها بإستغراب كونه مجرد محل بقالة عادي، كما أن الطريق أمامه لا يبدو جذاباً للأعين

"لماذا؟ أعني هو يبدو مكاناً بسيطاً"

"و هذا ما يُعجبني به "

همس ليُمسك بأعواد الطعام ثم فتح الغطاء لتفعل سويون المثل و تناولت القليل منه لتُصدر أصواتاً مُتلذذة

"تناولي طعامك بهدوء"

حركت عينيها نحوه بإنزعاج لكنها سرعان ما ضحكت بسبب نظارته التي امتلأت بالبُخار حتي اختفت أعين كيونغسو بينما هو حرك رأسه نحوها

" ماذا؟"

"هل تراني حتي؟"

قهقت ساخرة لتترك الأعواد من يديها ثم مدت يدها تسحب نظارته بعيداً عن عينيه ليرمش كيونغسو محاولاً الرؤية بينما هي مسحت النظارات بطرف ثيابها

" كيف تتناول طعاماً ساخناً بينما ترتدي نظاراتك؟"

سألته بإستغراب ثم ارتدت النظارات لتنظر إلي كيونغسو

" ما رأيك؟ هل أبدو جميلة؟"

احتضنت وجنتيها ترمش بلطافة فابتسم كيونغسو بخفة و مد يده يخلع عنها النظارات لتسحب وجهها بعيداً عنه تمنعه عن ذلك

"نعم، تبدين جميلة "

" هل أصبحت عيناي دائريتين كخاصتك؟ "

"أنا لا أفهم"

همس بإنفعال لتنتفض سويون بتفاجؤ حين ترك الأعواد علي الطاولة و مد يده يسحب النظارات بعيداً عنها ليضعهما فوق الطاولة

"ما خطب هذه الدائري؟ هل تقومين بإهانتي؟"

"إهانة ماذا؟ أنت حقاً تبدو دائري "

زفر بإنزعاج و تكتف رافعاً أحد حاجبيه

" تبدو كإهانة "

" لست واثقة ما هي بالنسبة إليك لكن بالنسبة لي إنه شيئ يُعجبني للغاية.. وسيم و دائري"

صفّرت بإعجاب نهاية حديثها ليضم كيونغسو شفتيه مانعاً ابتسامته الخجولة من الظهور فابتسمت هي بإتساع و عادت تتناول الراميون لتُصدر أصواتاً مُتلذذة

"حتي المعكرونة سريعة التحضير تبدو رائعة و مميزة، أنت تمتلك أصابع دائرية ساحرة "

ضحكت بصخب علي نُكتتها الساذجة و السخيفة ليضحك كيونغسو حتي كادت تُغلق عينيه فاتسعت أعين سويون و أمسكت وجنتيه سريعاً بعدما وضعت الأعواد جانباً

" يا إلهي، ميني كان مُحقاً"

ضمت شفتيها بصراخ مكتوم ليعقد كيونغسو حاجبيه بإستغراب دون أن تُمحي ابتسامته

" بشأن ماذا؟"

"ضحكتك؟ أنت..."

ضغطت علي وجنتيه لتبرز شفتيه أكثر و بإنبهار هي كانت تنظر إليهما ثم تركته سريعاً و ابتعدت عنه لتتناول الراميون تحت نظراته المُتفاجئة

"أنت مُضر بالصحة أكثر من هذا الراميون"

تحدثت بهمس و هي تمضغ طعامها ليضحك كيونغسو بخفه لكن..

ابتسامته بدأت تختفي تدريجياً و هو يُراقبها تتناول طعامها بعشوائية بينما تهمس بكلمات متوترة مُبعثرة و غيير مفهومه ثم تنهد بضيق ليعد إلي تناول طعامه بهدوء

To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top