13

Start

"انتظر لحظه سوهو، أعتقد أن أمي قد عادت"

سولار رفعت حاجبيها بتفاجؤ حين سمعت صوت رنين جرس منزلها، و جونميون علي الجانب الآخر من الهاتف همهم لها بتفهم ليسأل بإستغراب

"ألا تمتلك والدتك مفتاحاً للمنزل؟"

"تمتلك، لكن ربما نسيته هنا"

أجابته ترفع كتفيها و تخفضهما بحركة بسيطه بينما تسير نحو الباب إلي أن وصلت إليه لتفتحه و هي تُثبّت الهاتف بإحدي يديها و يدها الأخري تتولي أمر الباب

"هانييل!"

هتفت بتفاجؤ حين رأت الأخري تقف أمام منزلها بهذا الوقت و بقلق عينيها تفحصتا صديقتها بدءاً من وجهها الباكي، ثيابها المنزلية و حتي وصلت إلي تلك الحقيبة الصغيرة بجانب قدمها

"هل يمكنني البقاء هنا الليلة؟"

همست بصوت متحشرج لتومئ سولار سريعاً ثم أمسكت بيدها تجرّها معها إلي الداخل فانحنت هانييل لتحمل حقيبتها

"ماذا حدث؟ لماذا تبكين؟"

انتفض جونميون من مكانه بقلق حين سمع ما قالته سولار بينما شهقات هانييل لم تخفي عنه كونها كانت تلتصق بسولار تقريباً

" أنا أكرهه"

صاحت هانييل بعبوس فعقد الآخرين حاجبيهما بعدم فهم إلي أن فهم جونميون مقصد هانييل ليُغلق الهاتف بغضب بينما سولار التي وضعت هاتفها جانباً لم تلحظ أنه كان لايزال علي الهاتف

"من هو؟ جونغ إن؟ هل فعل لكِ شيئاً؟"

مررت يدها بلطف علي طول ظهر هانييل تحاول تهدئتها فالتفتت إليها الأخري بعبوس ثم أمالت نحوها تتكئ برأسها علي كتف سولار

"انسي أمره، لا أريد تذكره حتي"

"كما تُريدين لكن اهدئي رجاءً"

_______________

"هل أنت حقاً حزين لأجل زميلك بالعمل أم أنك فقط منزعج كونك شعرت أنك بالنسبة إلي مديرك بلا قيمة دون قطعة الأرض و التي بالمناسبة هي ملك لجدك ليس لأي شخص آخر؟ "

يونا سألت بحذر بينما تجلس علي إحدي الأرائك بغرفة المعيشه التابعة لمنزل سون هون بينما جونغ إن الذي يجلس علي أريكة مجاورة لها حرك رأسه نحوها ينظر إليها بفراغ قبل أن يرفع كتفيه

" لا أعلم، أنا فقط أمتلك مشاعر سيئة منذ لقائي مع المدير "

همس بخفوت ليُخفض نظراته إلي كفيه المُتشابكين سوياً

" منذ لقائك مع المدير أم منذ ما حدث لك حين علمت أنك سرقت قُبلة هانييل الأولي؟!"

أمالت يونا برأسها قليلاً كي تري وجهه فأخفض هو رأسه أكثر ليتنهد بضيق

" الأمر ليس.. "

تنهد مجدداً ثم حرك رأسه تجاهها

" تلك القُبلة كانت إحدي أسباب غضبي تجاهها فكيف تسمح لرجل غريب بتقبيلها و تتصرف معي و كأن شيئاً لم يحدث، حتي حين لحقت بها إلي مركز التسوق كي تتذكرني و تعرف أن الشخص الذي قبّلته هو حفيد عشيقها قد يجعلها هذا تتوتر أو تخشاني أو أؤثر عليها بأي طريقة لكن هذا لم يحدث لذا غضبي نحوها تضاعف و أصبحت أريد إزعاجها أكثر... لكن.. لكن بعد ما قاله أصدقائها صورتها تبدلت بعيناي، ليست هانييل التي ظننتها عشيقة جدي و ليست هانييل التي ظننتها تدّعي اللُطف... "

سحب نفساً عميقاً ثم زفره ليرفع عينيه للأعلي

" لا أعلم ما حدث لي... تلك القُبلة بعدما كنت أراها شيئاً قذراً تحول الأمر و أصبحت أفكر بها بطريقة أخري "

" إذا تم تخييرك بيني و بين هايون من ستختار؟ "

يونا سألته فجأة ليرمقها بنظرات فارغه قبل أن يقلب عينيه

"هايون بالطبع"

"و إذا تم تخييرك بيني و بين هانييل؟ "

رفع كتفيه ببساطة يُجيبها

" هانييل، لكن لماذا تتجاهلين ما أقوله الآن؟ "

" و إذا تم تخييرك بين هايون و هانييل؟ "

همهم بعدم فهم لترفع يونا أحد حاجبيها بينما تهز رأسها بحركة خفيفه فعقد جونغ إن حاجبيه و حرك عينيه نحو الأرض بتفكير

" يا إلهي، أنت لا تعرف الإجابة حتي"

قهقهت بعدم تصديق ليبتلع ريقه و هو يُعيد نظراته نحوها

" لـ ليس أنني لا.. لا أعرف الإجابة... أنا فقط.. مشوش"

تنهد بتعب فتركت يونا مقعدها و اقتربت لتجلس بجانبه

"كاي، قُبلة لن تؤثر بعقلك فأنت لست مراهقة تواعد للمرة الأولي، أعني إذا كان هناك من يجب أن يتأثر بهذه القُبلة فهي هانييل ليس أنت.."

ضم جونغ إن شفتيه بضيق لتتنهد يونا

" لن أقول أن هذا إعجاب رغم أنني أتمني لو أنه كذلك علي الأقل هانييل مناسبة لك و ليس امرأة مثل هايون "

" يونا "

زمجر بإنزعاج لتهز هي رأسها بالنفي

" لا كاي، أنت تعرف جيداً أن هايون ليست مناسبة لك و لو أنك ظننت للحظة أنها مناسبة لك لوافقت أن تحصل علي طفل منها "

" لكنني وافقت بالفعل "

قاطعها بهدوء فرمشت هي بعدم تصديق

" اليوم... هي طلبت ذلك و أنا وافقت "

" تمزح!"

قهقهت دون فكاهة ليهز رأسه بالنفي

" إذاً أنت ترتكب جريمة بحق نفسك و بحق طفل بريئ كاي... لقد اتخذت القرار بوقت أنت مُشتت به، هل هايون من قبل طلبت منك أن تقابل جدك و لو لمرة واحده؟"

حرك عينيه بدائرية يُفكر بالأمر ثم هز رأسه بالنفي

" هل فكرت من قبل بك؟ كيف تقضي يومك؟ كيف تعيش حياتك؟ بم تشعر؟ كيف مر يومك؟ هل جمعتكما ليلة هادئه تتبادلان بها الأحاديث لتتعرفا عن بعضكما بعيداً عن الملامسات الجسديه أو أي شيئ من هذا القبيل؟ "

انفعلت بأسئلتها و هو مع كل سؤال رأسه كانت تتحرك إلي الأسفل ببطئ يتذكر ذلك... هذا لم يحدث من قبل

" هذا لم يحدث صحيح؟ "

ابتلع ريقه بصعوبة ثم همهم بتردد

" إذاً هل تعرف كيف سينشأ الطفل؟ كيف سيتم تربيته؟ ما هي شخصية هايون و هل تريد أن يكون الطفل مثلها أم مثلك أنت؟"

أغلق عينيه للحظات ثم أطلق أنفاساً مُهتزة فمدت يونا يدها نحو وجنته تُلاطفها بإبتسامة

" علاقتك مع هايون نشأت بصورة خاطئة و كلاكما منذ البداية كان يعرف أن هذه العلاقة لم تنشأ بداعي الحب بل للمصالح و لم تنويا أن تتطور لذا ربما هايون مُصرّة علي الحصول علي طفل فقط لتُسيطر علي أموالك و لا تجد نفسها وحيدة فجأة دون شخص يصرف عليها... لا أقول ذلك لأنني لا أحب هايون و واثقة أنك تعرف أنني محقه، أنت بنفسك اعتدت وجود هايون بجانبك لكنك غير واثق من أنك تُحبها... الحب الحقيقي لن يحدث بين شخصين مثلكما كاي، لا أقول أنه مستحيل لكن ما أقصده هو أنكما لم تمنحا نفسكما فرصة للوقوع بالحب حقاً لذا إذا كنت ستُنصت إلي هايون و تسمح بأن تحصلا علي طفل فلا تفعل ذلك قبل أن ننفصل و تتزوج منها "

" أتزوجها؟ "

سأل بإستغراب لتشرد عينيه بالفراغ فضمت يونا شفتيها بتفكير

" أنت مشوش حالياً لذا خذ الأمور ببساطة و لا تتسرع، حاول التقرب أكثر من هايون و تعرف علي شخصيتها، اخرجا بمواعيد بسيطه و لا تلمسها لفترة، كأنكما مراهقين خجولين في بداية علاقتهما فهذا سيُساعدك أكثر لتدرك ماهية مشاعرك و حينها يمكنك اتخاذ القرار إما بالإبتعاد عن هايون و عدم التعمق بهذه العلاقة أكثر من ذلك أو الزواج منها و افعل ما تريده حينها فلن يمنعك أحداً "

عقد حاجبيه بخفه لترفع يونا يدها الأخري نحو وجنته لتُدير وجهه إليها

" و هانييل لا تُعيدها إلي هنا إذا كنت ستفعل ذلك من أجل الوصية، إذا أردت إعادتها فيجب أن يكون ذلك لأنك أدركت خطأك و بصفتها ابنة جدك بالتبني و ليست عشيقته كما يُهيئ لك عقلك "

" لا أظنني قادر علي النظر بوجهها حتي، هي... هي توترني"

جعد ملامحه بإنزعاج لتضغط يونا علي وجنتيه قليلاً ثم رفعت حاجبيها بتحذير

" لا تُفكر بهذه الطريقة كي لا تُقنع نفسك بأنك مُعجب بها لأنك حينها ستضر نفسك، تضرها و تضر هايون... أنت لست معجباً بها كاي و هذا ما يجب أن تُفكر به، أنت فقط متوتر لأنك تشعر بالذنب ربما لأنك أدركت الحقيقة أخيراً لذا لم تعد تعرف كيف تتصرف... ربما تشعر بالذنب فقط لأنك قُمت بتقبيلها و عاملتها بسوء أو... "

توقفت عن الحديث حين دق الجرس بشكل متواصل و طرقات عنيفة كانت تضرب الباب فانتفض جونغ إن من مكانه بقلق

" إهدأ رُبما هانييل عادت لتوبيخك "

قهقهت بمزاح لتُربت علي كتفه ثم اتجهت إلى الباب لتفتحه فقابلها جونميون الذي يلتقط أنفاسه بوتيرة سريعه و كما يبدو هو غاضب لأقصي درجة

"أين زوجك؟"

هسهس من بين أسنانه فرفعت يونا حاجبيها و هي تقلب شفتيها بتعجب ثم أشارت نحو غرفة المعيشه حيث يقف جونغ إن

انحني لها جونميون برأسه قليلاً ثم سار حيث أشارت هي ليعقد جونغ إن حاجبيه حين رآه

"ما الذي أتي بك إلي..."

و قبل أن يُكمل سؤاله اندفع جسده إلي الخلف ليقع فوق الطاولة خلفه بقوة بسبب اللكمة التي وجهها جونميون إلي وجهه فتأوه جونغ إن بألم بينما يونا عقدت ذراعيها إلي صدرها تُراقبهما من بعيد بإبتسامة

"ماذا فعلت لها هاا؟"

صرخ بغضب و اقترب من جونغ إن ليسحبه من ياقته فدفعه الآخر بإنزعاج و مسح علي ثيابه بعقدة بين حاجبيه

" سأتصل بالشرطة"

أشار إليه بتهديد و حرك رأسه بالمكان باحثاً عن هاتفه فسحبه جونميون من ياقته مجدداً

"اتصل بهم ليستلموا جُثتك أيها الحقير "

" ابتعد عني"

حاول دفع جونميون مجدداً فلكمه مرة أخرى ليُمسك جونغ إن بوجنته بألم ثم مسح علي شفتيه بقبضته ليراها لوّثت ببعض الدماء

"ياااا"

صاح بحنق و اقترب من جونميون بخطوات سريعة يلكمه بمنتصف وجهه فجعدت يونا ملامحها و أصدرت 'تسك' خافته بينما تقترب لتجلس علي الكرسي المتواجد أمام طاولة المطبخ تُراقبهما عن قُرب

" أنا واثق أنك أنت من جعلها تبكي"

جونغ إن رمش بعدم فهم إلي أن أدرك أن الآخر غاضب بسبب هانييل فزم جونغ إن شفتيه

"هل.. هل هي بمنزلك؟"

"ماذا تقصد بقولك هذا أيها الحقير؟"

تنهدت يونا حين لُكم وجه جونغ إن مُجدداً ليقع أرضاً فصرخ هو بحنق بينما يحتضن وجنته بألم

" لا أقصد شيئاً، أنا فقط... قلق عليها"

صرخ به بدايةً ثم همس بالنهاية ليضحك جونميون بسخرية

" قلق عليها؟ هل يجب أن أصدق هذا؟"

وقف جونغ إن من مكانه ليمسح علي شفتيه ثم تأوه بينما يُغلق عينيه بألم

"لا أهتم إذا صدقت ذلك أم لا، لكنني حقاً قلق عليها"

"كل شيئ انتهي، عمي سون هون قد مات بالفعل و هو قد أخطأ بوضع هذه الوصية لأنه لم يُفكر بما تسبب به لهانييل بجعلها تعيش مع شخص مثلك "

"مـ ماذا تقصد؟"

سأله بتلعثم ليقترب منه جونميون و نكز صدره بسبابته يُهسهس بحده

" ما أقصده هو أن تبتعد عن هانييل، هذه الوصية لنعتبرها لم توجد منذ البداية، لن أسمح لها بأن تعود إلي هنا مُجدداً أو أن تقترب أنت منها لأي سبب كان... و إياك أن تحاول إزعاجها، ستندم إذا فعلت "

لكمه علي حين غُرةٍ ثم خرج من المنزل بخطوات غاضبة ليصفع الباب بقوة فابتسمت يونا بجانبية و هي تُنظر إلي الباب الذي أُغلّق للتو

" من يظن نفسه؟ "

جونغ إن هسهس بضيق ليتكئ بإحدي ذراعيه علي الأرض كي يستقيم بينما قبضته الأخري مسح بها علي جانب شفتيه بأعين غاضبة

_____________

"أبي!"

كيونغسو هتف بقلق و هو يقترب من والده بخطوات واسعه حيث كان يقف أمام غرفة العمليات و علي بُعد خطوات منه كانت تجلس زوجته و سومي الأخت الكبري لمين هاي و كذلك زوجة الأخ الأكبر لكيونغسو و الذي كان يتحدث علي هاتفه ببقعة بعيدة عنهم

والد كيونغسو تقدم منه بغضب ليُمسك بمرفقه فرفع الآخر نظارته بتوتر

"خطيبتك منذ الصباح بالمشفي و أنت تظهر الآن؟ ، أين كنت؟"

"أ أعتذر... كان لدي عمل"

ابتلع ريقه يشيح بنظراته عن والده بفزع حين تلاقت أعينهما فعقد والده حاجبيه و ترك مرفقه بخشونة يبتسم بسخرية

" ما تفعله لن ينفعك بشيئ لذا ركز علي المستقبل أيها الأحمق و توقف عن الركض خلف الموسيقي "

" هل هم بخير؟ "

كيونغسو قاطعه بإنكسار يُغيّر مجري الحديث فهمهم والده قائلاً بجدية

"مين هاي و السيد جيون بخير لكن السيدة جيون لاتزال بغرفة العمليات، حالتها سيئة... اذهب إلي خطيبتك و قم بمواساتها، كذلك ضع بعقلك أنك ستبقي معها لتهتم بها "

نهاية حديثه همس له ليخفض كيونغسو عينيه ثم همهم بطواعية يذهب حيث غرفة مين هاي التي وجهه والده إليها

سحب نفساً عميقاً حين فتح باب غُرفتها ليراها تبكي بصمت بينما تنظر إلي السقف بشرود فتقدم منها و سحب كُرسيّاً ليجلس عليه بجانب السرير

" كيف حالك؟ "

نبس بهدوء لتُحرّك رأسها نحوه ببطئ ثم ابتلعت ريقها تهمس بإرتجاف

" لا أشعر بقدماي"

أغلقت عينيها بقوة سامحة لشهقاتها بمغادرة ثُغرها ليُبلل كيونغسو شفتيه بتوتر ثم مد كفه نحو خاصتها يضغط عليها بلطف

"ستكونين بخير، لا تقلقي"

"أي خير هذا؟ أنا أقول أن قدماي لا أشعر بهما هل تفهم ذلك ؟"

صرخت به بغضب ليسحب يده بعيداً عنها ثم أومأ لها

" آسف"

همس بخفوت ليضغط بكفيه فوق فخذيه حين شعر بألم يُداهم قلبه

"الطبيب خرج"

سومي هتفت حين رأت باب غرفة العمليات تُفتح ليخرج الطبيب إليهم فاقتربوا منه جميعاً بقلق ينتظرون أن يتحدث بينما هو كان ينظر نحو الأرض صامتاً للحظات

"بذلنا ما بوسعنا"

تنهد ليرفع عينيه نحوهم ثم أكمل

" آسف لخسارتكم"

___________

" فكري مجدداً هانييل، أنا و أمي فقط نعيش هنا.. أمي لتقولي شيئاً"

سولار كانت تتحدث بإنزعاج منذ  أخبرتها هانييل أنها ترغب بالانتقال إلي فندق

"سولار مُحقه، لم تبحثين عن فندق و نحن هنا؟"

والدة سولار كذلك تدخلت محاولة اقناعها فابتسمت هانييل بإنكسار و هزت رأسها نافية

" هذا ليس مؤقتاً، لم يعد بإمكاني العودة إلي منزل أبي و لن أشعر بالراحة هنا لأنه بالنهاية ليس منزلي و بقائي هنا لن يكون لفترة محدوده لذا من الأفضل أن أبقي بفندق في الوقت الحالي إلي أن أجد منزلاً صغيراً لي "

همست بخفوت و سعلت بعدها لتزم سولار شفتيها بإنزعاج

" لكن هذا... "

" رجاءً سولار،  لا أريد النقاش في هذا الأمر "

قاطعتها بتنهيدة مُرهقه فالتفتت سولار نحو والدتها التي أومأت لها و اغلقت عينيها بحركة بطيئة تُطالبها بإلتزام الصمت كي لا تزعج هانييل أكثر من ذلك

"كما تُريدين ابنتي و لكن... إذا أردتي شيئاً أو أردتي أحداً ليبقي معك لا تخجلي من التحدث إلينا "

أومأت هانييل و بصمت اتجهت مع سولار إلي غُرفتها لتُبدلا ثيابهما قبل أن تُغادرا المنزل مع حقيبة هانييل

"اتصلت بـه ليقلّنا"

سولار بررت حين لمحتا سيارة جونميون تقف أمام المنزل من الخارج فتنهدت هانييل بضيق

" لم أكن أريده أن يعرف بالأمر "

ابتسمت سولار بأسف لتُمسك بحقيبة هانييل تسحبها معها إلي سيارة جونميون فخرج من السيارة سريعاً و اقترب منها ليحمل عنها الحقيبة ثم عاد إلي مقعده دون أن ينبس بحرف واحد

جونميون كان يركز بنظره علي الطريق بحاجبين معقودين، هانييل كانت شاردة بما خلف النافذة بينما سولار كانت تجلس بجانبية تتبادل النظرات ما بين جونميون المجاور لها و هانييل التي تجلس بالمقعد الخلفي

"ماذا حدث لوجهك؟"

هانييل سألت بهدوء دون أن تبعد عينيها عن النافذة بجانبها فعقدت سولار حاجبيها بإستغراب لتميل قليلاً كي تري وجه جونميون فلاحظت تورم بسيط بإحدي وجنتيه

" لا شيئ، مُجرد حادث بسيط "

أجابها بخفوت ليتوقف بالسيارة جانباً بمدخل أحد الفنادق

" هيا انزلا "

قال ذلك قبل أن ينزل من السيارة ليُخرج حقيبة هانييل بينما هي تبادلت النظرات مع سولار قبل أن تفعلا ما قاله فهدوئه هذا كان غريباً بالنسبة لهما

" أنت لن تقول لها شيئاً "

سولار اقتربت منه تهمس بتساؤل فهز رأسه نافياً ليرمق هانييل بنظرة جانبيه في حين هي كانت مشغولة بالشرود بالأرضية الصلبه

"لا، هي تفعل الصواب"

حرك رأسه نحو سولار ليُكمل

" من الأفضل أن تجد مكاناً آخر بعيد عن ذاك الوغد و هانييل لن تقبل أن تكون ضيفاً ثقيلاً علي أحدهم لذا ما تفعله هو الصواب"

شرح ليرفع كتفيه بلا مبالاة نهاية حديثه فعقدت سولار حاجبيها لترمق وجنته المتورمة بنظرة سريعه

" دعنا ندخل"

____________

"توقف عن رمقي بهذه النظرة المزعجة "

جونغ إن هسهس بحنق ليضم رافي شفتيه ثم خرج كلاهما من المصعد مُتجهين نحو مكتب جونغ إن

" هل سيضربك فقط لأن هانييل تركت المنزل من نفسها؟"

ضيّق عينيه بشك وهو يُعيد تفحص وجه جونغ إن الذي زفر بإنزعاج ليجلس علي مقعده خلف المكتب بينما رافي اتكأ بمؤخرته ضد طاولة المكتب واضعاً يديه بجيوب بنطاله بينما ينحني نحو الآخر كي يري وجهه بصورة أوضح

"أخبرني الحقيقة، أنت ماذا فعلت؟ "

" لم أفعل شيئاً "

أجابه يدّعي اللامبالاة فمد رافي سبابته نحو شفاه جونغ إن حيث يوجد جرح بجانبهما ليضغط عليه بقوة جاعلاً من الآخر يتأوه بألم و بتلقائية صفع يده ليُعيدها رافي إلي جيبه بإبتسامة مستفزة

"ماذا حدث كاي؟"

"أخبرتك لا شيئ، هي قالت أنها لا تهتم للوصية و لا تُريد البقاء معي بعد الآن.. هذا فقط"

أجابه بإنفعال ليُمرر عينيه نحو زملائه الذين وجهوا نظراتهم نحوه فزفر بضيق و ضرب بعدها علي المكتب بغضب

" حسناً يبدو هذا منطقياً فأنا أيضاً كنت مذهولاً كيف تحملتك هانييل طوال هذه الفتره و لم تهرب منك "

قهقه بمزاح لينظر إليه الآخر بنظرات غاضبة و حاجبين معقودين

"إذاً ماذا بشأن الوصية؟"

"لا أعرف... أنا لا أعرف شيئاً و لا تسألني عن شيئ"

تنهد الآخر و همهم بتفهم ليقف من مكانه مُربتاً علي كتف جونغ إن بخفه ثم غادر المكتب يتجه إلي خاصته بينما جونغ إن رفع مرفقيه فوق المكتب ليُشابك كفيه سوياً يُريح جبينه فوقهما و أغلق عينيه بتفكير

" هذا ملف المشروع"

بعد دقائق طويلة من شروده مع نفسه هو سمع صوت شخص ما يليه سماعه لصوت شيئ يوضع علي المكتب أمامه فرفع رأسه ببطئ إلي أن استقرت نظراته علي مين جون ليبتلع ريقه بصعوبة

" حسناً"

أخفض بصره حيث الملف و مد يده نحوه كي يُمسك به لكن يد مين جون المتواجدة فوق الملف ضغطت عليه يمنعه بذلك عن الإمساك بالملف

"مين جون"

رفع نظره نحو الآخر ليتوقف عن الحديث حين رأي عينيه اغرورقتا بالدموع و بإبتسامة مُنكسرة سحب مين جون يده من فوق الملف عاجزاً عن التحدث بأي حرف ليعود إلي مقعده تحت نظرات جونغ إن الذي يُراقبه

_____________

بعد ثلاثة أيام

حركت سويون رأسها باحثة عن ميني بين زملائه إلي أن لمحته فركض نحوها يحتضن قدمها بعبوس فانحنت لتحمله متسائلة

" ترغب بالنوم؟"

همهم لها ليدفن وجهه بعنقها فنظرت نحو البوابة لمرة أخيرة قبل أن تُغادر بالصغير

"مُعلمك المُفضل لم يحضر اليوم أيضاً؟ أليس من المفترض أنه هو المسؤول عن تدريبكم لهذه المسابقة؟"

هسهست بإنزعاج ليرفع ميني رأسه عن عنقها و عقد حاجبيه قائلاً

" قالوا أنه سيعود اليوم لكنه لم يفعل، أنا حقاً حزين"

تنهدت سويون بإحباط و عاد الصغير مجدداً يضع رأسه بعنقها كي يُريح عينيه إلي أن وصلا المنزل

" مهلاً.. "

ميني أمسك بيدها يمنعها عن الخروج من الغُرفة ثم ركض نحو خزانة ثيابه فأمالت برأسها بإستغراب و هي تراه يُحاول إخراج شيئ ما

شيئاً بدا ضخماً و الصغير كاد يقع و هو يُخرجه من مكانه لكنه توازن سريعاً و عاد إليها راكضاً بينما يحمل لوحة كبيرة مطوية

"أبي سيعود بعد يومين و أنا لم أراه منذ عام تقريباً لذا أردت أن أُعطيه هذه"

تحدث و هو يلتقط أنفاسه بإرهاق فانحنت سويون علي رُكبتيها لتجلس بجانبه علي الأرض تُساعده بفتح تلك اللوحة

"أووه إنها رائعة"

هتفت بحماس بينما تنظر إلي رسمه الطفولي لصورة تجمعه مع أفراد أسرته

" الصغير هذا أنا، و هذه أمي تحتضنني أنا و أبي "

قهقهت سويون بخفه حين رأت أذرع سومين زوجة أخيها طويلة إحداهما تحتضنن خصر الرجل الذي يبدو أنه أخيها بينما الذراع الأخري تمتد إلي أسفل ركبتيها كي تصل إلي جسد ميني الصغير

"لم تضحكين؟ هل هي سيئة؟"

عبس بشدة بينما يتبادل النظرات بينها و بين لوحته فقهقهت سويون لتهز رأسها بالنفي

"لا، إنها لطيفه"

"أمي قالت أنها سيئة و لا أعطيها لأبي لكنني لا أمتلك شيئاً آخر أعطيه له"

عقد ذراعيه إلي صدره بطفولية و هو ينظر إلي جانب الغرفة فمدت سويون يدها تُشير نحو فتاة ما بتلك اللوحة و تسائلت بمرح

"هل هذه الجميلة تكون أنا؟"

حرك عينيه نحوها ينظر إليها قليلاً حتي تأكد أنها لا تسخر منه فابتسم بإتساع و أومأ بعنف ليتكئ بمرفقيه علي الأرضية و هو ينظر إلي لوحته بفخر

"رسمتك بشكل جيد أليس كذلك؟"

"نعم، لقد قمت برسم الجميع بشكل جيد"

قهقه بطفولية و استقام عن الأرضية ليحتضن سويون مما جعلها تتجمد بصدمة بينما هو كان يضحك بسعادة

"سوف أُعطيها لأبي حين يأتي لكن لا تُخبري أمي كي لا ترفض"

"لن أخبرها لا تقلق"

ابتسمت سومين بخبث حيث كانت تقف أمام الباب تستمع إلي حديثهما و بحذر تراجعت بخطواتها لتعود إلي غُرفتها

"اعزف له أغنية أيضاً، أخي سيكون فخوراً بك حين يراك تعزف"

"حقاً؟"

لمعت عينيه و أصبحت أضعاف حجمها فأومأت بإبتسامة

" أين قيثارتي ؟ سأتدرب علي أغنية لأجل أبي"

صرخ بحماس و هو يركض بأركان الغرفة باحثاً عن قيثارته لتتنهد سويون بإبتسامة و هي تنظر إليه حيث يركض بنشاط عكس ما كان عليه حين أحضرته من تدريبه

بعد وقت هي خرجت من غرفة الصغير و ذلك حين نام بتعب بعد أن بذل ما تبقي من جهده في العزف علي قيثارته و التحدث عن خططه لإستقبال والده

"هل أذهب إليه؟"

تمتمت بخفوت و هي تُغلق باب غرفتها قاصدة بذلك كيونغسو لكنها سرعان ما نفت برأسها ترفض هذه الفكرة و اقتربت لتجلس علي طرف سريرها مُمسكة بهاتفها

و كما كان يفعل بالأيام السابقة ، ها هو كيونغسو مُجدداً يتجاهل اتصالاتها الكثيرة فصرخت بصوت مكتوم و ارتمت تتمدد بجذعها فاردة ذراعيها علي وسعهما

______________

"أريد أن يهتم بها شخص ما، منذ وفاة أمي و هي بهذه الحالة ولا أعتقد أن أبي يمكنه الاعتناء بها بالوقت الحالي لذا..."

سومي كانت تتحدث بهدوء و هي تُمسد يد أختها الُصغري بينما حديثها كان موجهاً لكيونغسو الذي يجلس مقابلاً لها

" أنا معها منذ أيام و هي لا تستجيب لي ولا أعتقد أنها تُفضّل تواجدي حولها "

كيونغسو برر سبب رغبته بترك المشفي فتنهدت الأخري و حركت نظراتها نحو مين هاي

"لا تستمع إليها فهي..."

" توقفي"

انتفضت حين صرخت بها مين هاي فجأة

"أنا أكرهه، أكره تواجده حولي لذا اجعليه يبتعد عني "

ضربت الكوب الزجاجي علي الطاولة بجانبها ليقع أرضاً تلي ذلك صوت تكسيره ليتنهد كيونغسو

"أعتذر، يجب أن أعود إلي منزلي"

انحني بإحترام إلي سومي زوجة أخيه ثم غادر المشفي عائداً إلي منزله و براحة هو سحب نفساً عميقاً حين أصبح داخل جدران المنزل وحده

و كما توقع هو حصل علي اتصال من والده قبل مرور عشر دقائق من دخوله المنزل فأجاب بتوتر بينما يعدل نظارته بسبابته

" أبي "

" كيف تترك خطيبتك بالمشفى و تُغادر هل تريد أن يغضب السيد جيون؟"

صرخ به بغضب و كيونغسو تمكن من سماع ضربة والده القوية علي الطاولة أمامه لينتفض جسده بفزع

" ميـ مين هاي... هي من رفضت وجودي هناك"

ابتلع ريقه ليُكمل بتردد

" لا يُمكنني البقاء بجانبها لأكثر من ذلك فأنا أمتلك مسابقة هامه أُجهّز إليها و إذا تغيبت أكثر قد..."

عقد حاجبيه بخفه حين أغلق والده الهاتف بوجهه

"جسدي"

تأوه بألم ليتفقد هاتفه، هو رأي الكثير من الرسائل من سويون لكنه لم يفتحها كما مُكالماتها الكثيرة التي لم يتوقع أن تصل لهذا الرقم الكبير لكن قبل أن يُفكر في اجابتها نفد شحن هاتفه لذا هو وضعه بالشاحن فكان جيداً أن يصمد طوال هذا الوقت

خلع نظاراته يضعها فوق الطاولة قبل أن يدخل إلي الحمام لعل إغراق جسده بالماء الدافئ يُبعد عنه تلك المشاعر المتوترة و الإرهاق الذي يُسيطر عليه بصورة سيئه

قضاء ثلاثة أيام متواصلة بالمشفي مع خطيبته التي تكره تواجده حولها كان بشعاً كما أنه لم يحظي بالفرصة ليستحم أو أن يتحدث مع شخص طبيعي

ربما الكلمات التي قالها كيونغسو طوال تلك الأيام لا تتعدي العشر كلمات

موعد الطعام، موعد الدواء، هل أنتِ بخير؟

فقط ذاك النوع من الحديث عديم الفائدة و الذي تُقابله مين هاي بالصراخ بوجهه و طرده من الغرفة

__________

جونغ إن pov

"يا رجل، تبدو كالجثة"

أغلقت عيناي بإنزعاج حين سمعت صوت رافي يهمس بأذني من الخلف

لقد ركضت بمجرد انتهاء عملي لأحاول الفرار منه لكن هو قد أمسك بي أمام المصعد بسبب الازدحام المتواجد حوله

ليتني استخدمت السلالم

" اذهب و اعتذر منها، الإعتراف بالذنب و الإعتذار منها لن يقتلك"

لحنّها بإستمتاع بينما يدور من حولي لأرفع يدي بحركة سريعه جعلت من وجهه يرتطم بقبضتي فاندفع وجهه إلي الخلف متأوهاً بألم

يستحق هذا فأنا لست بمزاج له الآن

لدي ما يكفيني من المشاعر السلبية بالوقت الحالي

سواء كان بسبب مشروع مين جون الذي فقده و معه فقد بريقه و رغم أنه ليس خطئي إلا أنني أشعر أن لا أحد آخر مذنب بحقه بقدري

أو بسبب هانييل... كلما دخلت المنزل و حصلت علي وقت هادئ مع نفسي أتذكر ذاك اليوم حين صرخت بوجهي بإنفعال

إرتجاف جسدها و تلك الدموع التي لمعت بها عينيها جعلتني أشعر بالذنب و بسوء الكلمات التي تفوهت بها أنا و هايون

و منذ ذلك اليوم أنا حتي لم أتحدث مع هايون أو أقابلها

لقد تجاهلتها بالكامل فالتفكير بها يجعلني أتذكر هانييل أكثر

أكره الشعور بالذنب لكنني لا أمتلك أي مشاعر سواه الآن و ليس تجاه شخص واحد بل شخصين

" هذا الإتصال من أجلك"

عقدت حاجباي ألتفت نحو رافي الذي نكز ذراعي بنبرة منزعجه لأنظر إلي هاتفه و كان إسم هايون يضيئ الشاشة

" سأتصل بها لاحقاً"

أخفضت هاتفه بتنهيدة مُرهقة ليُهمهم هو بالمقابل ثم أعاد الهاتف إلي جيبه لنتقدم كلينا من المصعد ننتظر دورنا القادم

" هذا ما أفعله فهي مزعجة لكن البارحة هي أتت إلي منزلي"

أخفضت نظري و عيناي تحركتا نحوه قليلاً أستمع إليه فأكمل هو بسخرية

" قالت أنك تتجاهلها كما أنك لا تفتح لها باب منزلك بالرغم من وجود سيارتك أمام الباب أي أنك متواجد بالداخل لذا أنا أخبرتها أنك ربما مللت منها لكن أتعرف ماذا قالت لي؟ "

تحرك يواجهني فرفعت عيناي نحوه بهمهمة متسائلة ليضحك هو بخفة

"أنك لن تفعل لأنك وافقت بالفعل علي ما تُريده هي، أنت وافقت علي الحصول علي طفل منها؟! "

رفع أحد حاجبيه يتسائل بشك لأبتلع ريقي ثم أومأت له

رافي يكره هذه الفكرة و يُعارضها كثيراً لذا لم أرغب بإخباره كما أنني حذرت هايون من إخباره بالأمر

"سأخبر يونا بذلك"

هددني بإنفعال و تكتف بطفولية فرفعت كتفاي بلا مبالاة

" هي تعرف ذلك بالفعل "

ربت علي كتفه لأدخل المصعد و هو لحق بي بعد أن أصدر شهقة درامية عالية و بسبب وجود الكثير من الموظفين معنا هو التزم الصمت لكن يده لم تتوقف عن قرصي من الخلف بغيظ و عينيه كانتا تخترقان وجهي

أشعر بحرارة وجهي من نظراته الغاضبة نحوي

"ياااا كيم كاي "

صرخ بي بمجرد أن خرجنا من المصعد جاعلاً من الأنظار تتوجه نحونا

"أنت تمزح!"

صاح بهمس و اقترب مني لأهز رأسي نافياً ثم دفعت جبينه بسبابتي

"لا، لا أفعل"

"و أنا لا أوافق علي ذلك"

سحبني من ذراعي يمنعني عن الصعود إلي سيارتي

بدا و كأن سيبكي بعد قليل

و إلي الآن لا أفهم لماذا هو يفعل ذلك، لماذا رافي يرفض علاقتي مع هايون إلي هذه الدرجة

" أنا و هايون نحب بعضنا كما أنني و يونا سننفصل بنهاية الشهر لذا لم لا نتخذ خطوة رسمية "

" خطوة رسمية مؤخرتي، هذا لن يحدث ما دمت حياً"

صرخ بي ليدفع كتفي بقوة ثم اتجه نحو سيارته يضرب الأرض بخطواته مُعبّراً عن غضبه

للحقيقة أنا أيضاً غير واثق من هذا

أنا؟! أكون والداً لطفل؟ كما هايون أنا لم أتخيلها يوماً والدة لطفل

حين فكرت بما قالته يونا وجدتها مُحقه... منذ تعرفت بهايون و علاقتنا مبنية علي شيئين فقط ألا و هما المال و العلاقة الجسدية

نحن لم نهتم يوماً للتعرف علي بعضنا

دخلت بالسيارة من البوابة لأراها تقف أمام الباب فتنهدت بضيق قبل أن أركن السيارة جانباً و بتعب جررت جسدي إلي خارج السيارة

" كاي"

ركضت تتعلق بعنقي لأرفع يدي أُربت علي ظهرها بتردد

هذه المشاعر... إنها غريبة

"لم تتجاهلني هااا؟ هل هذا بشأن الطفل؟ هل لأنني أضغط عليك؟"

سألتني بلهفة و ابتعدت عني قليلاً تحتضن وجنتاي فهززت رأسي نافياً مُبتسماً بزيف

" أنا مُرهق و لا أريد رؤية احد "

"لكن..."

أغمضت عيناي بنفاذ صبر و بإستسلام انسحبت بعيداً عني لأقترب من الباب كي أفتحه

" لن تتركني، أليس كذلك؟ "

توقفت حين سألتني بنبرة باكية لألتفت إليها

" ما هو مشروبي المُفضل هايون؟"

أملت برأسي قليلاً أتسائل بنبرة هادئة بينما أنظر إليها و هي بالمقابل عقدت حاجبيها بإستغراب

ربما الجميع مُخطئ و أنا تأثرت بحديثهم لذا أشعر بالغرابة بالقرب من هايون و عدم الراحة

الآن تذكرت ذلك، كانت هناك مرة قضيت بها الليل أتبادل الأحاديث مع هايون دون أن يحدث بيننا شيئ لأنها بذلك الوقت كانت تمر بدورتها الشهرية لكن... لكن هذا لا يمنع أننا تحدثنا سوياً و بإهتمام أياً كان السبب الذي منعنا عن إقامة علاقه .. أنا تحدثت يومها كثيراً، أذكر مدي حماسي بذلك الوقت

"القهوة!"

أجابتني بعد تفكير طويل لأخفض كتفاي بإحباط

" اخبرتك سابقاً أنني أُفضّل المشروبات الباردة بصفة خاصة عصير الليمون لكنني أشرب القهوة كثيراً كي تُساعدني علي التركيز"

هل يجب أن أتخذ من هذه حجة كي أُعيد التفكير بما قالته يونا و رافي أم هذا أمر طبيعي أن تنسي الشيئ الذي أُحبه و الذي أخبرتها به مباشرةً؟!

" سآتي إليكِ غداً لكن الآن غادري رجاءً "

أغلقت الباب بوجهها لا أنتظر رداً منها

غداً سأذهب إلي منزل هايون و أقضي الوقت معها نتحدث عنّا فقط

قد لا نعرف بعضنا جيداً لكن هذا لا يعني أننا لا نُحب بعضنا

أنا... يجب أن أحدد مشاعري و مواقفي تجاه الجميع و تجاه كل شيئ لأنني الآن

و كما لم يحدث من قبل أشعر بالضياع و الضيق

End pov

_____________

"جيد صغاري، يبدو أنكم لم تُقصّروا بالتدريبات أثناء غيابي"

ابتسم كيونغسو بفخر ليضبط نظارته بسبابته قبل أن يقف من مكانه يُشير إلي طُلابه

" يُمكنكم المُغادرة الآن و لنلتقي غداً"

"مُعلمي لا تتغيب مجدداً نحن نشتاق إليك"

أحد الصغار انتحب بدرامية و البقية بدأوا بإصدار أصوات متذمرة موافقين إياه ليضحك كيونغسو بخفه

"لا تقلقوا، لن أغيب مجدداً"

خرج خلف طلابه بعد أن تأكد من مغادرتهم جميعاً و بخفة ابتسم حين لمح سويون تقف بالخارج بإنتظار ميني

لكن علي عكس توقعه فهي حين رأته رمقته بنظرة حادة قبل أن تسحب الصغير معها مُغادرة إلي المنزل ليعقد كيونغسو حاجبيه بإستغراب

"مُعلمي أتي اليوم، ألن تتحدثي معه؟"

ميني سأل بتفاجؤ حين تجاهلت سويون كيونغسو و التفت يسترق نظرة نحو مُعلمه الذي وقف بمكانه يُراقبهما من بعيد ثم أعاد نظراته إلي عمته حين هسهست بحنق

"لا، لا أريد رؤيته"

______

مساءً بأحد الفنادق حيث تمكث هانييل مؤقتاً هي كانت تعمل علي بعض الأوراق الخاصة بها قبل أن يُقاطعها طرق علي باب الغُرفة لتنظر إلي هاتفها تتأكد من الساعة

"الحادية عشر!"

تمتمت بتفاجؤ ثم رفعت عينيها نحو الباب حيث كانت تجلس هي علي الأريكة المُقابلة له

اتجهت نحو الباب بخطوات حذرة و مترددة فإلي جانب أن الوقت قد تأخر هي كذلك واثقة أن لا أحد من أصدقائها قد يأتي إليها بهذا الوقت المُتأخر من الليل دون إخبارها

صنعت شقّاً صغيراً بالباب تري من الزائر ليرفع جونغ إن عينيه نحوها

"كيف حالك... هانييل ؟"



To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top