11
Start
"صباح الخير"
جونغ إن مسح علي عينيه بنعاس و هو ينظر إلي رافي الذي يقف أمامه بإبتسامة مُتحمسة
"كم أنت صديق وفّي لم تذهب للعمل كي لا تخسرني هممم؟"
أمسك بوجنتي جونغ إن و هو يُحرك رأسه يميناً و يساراً كأنه يُداعب طفل صغير ثم ابتعد عنه تاركاً جونغ إن يقف بمكانه ينظر إلي الفراغ يستوعب ما يحدث
ارتمي رافي فوق الأريكة لينظر من حوله بحماس إلي أن جلس جونغ إن مقابلاً له بعقدة حاجبيه
" واااه المنزل بخير، هل هانييل لازالت علي قيد الحياة؟ ما هذا الهدوء؟"
جونغ إن حرك رأسه ينظر بأرجاء المنزل كما يفعل رافي ثم نظر إليه قائلاً بسخرية
"كما تري إنها السادسة صباحاً لذا من الطبيعي أن نكون نائمين خاصة و أننا لا نمتلك عملاً"
رفع طرف شفتيه بغيظ حين ذكر أمر العمل فضحك رافي بالمُقابل
" نعم لقد أتيت للتحدث معك بهذا الشأن فالمُدير رفض أمر الإجازة"
"أي... أي إجازة.."
همس بتلعثم لترتجف شفتيه بإبتسامة متوترة فابتسم رافي بإتساع
" الإجازة لمدة أسبوعين رفضها المُدير لذا يجب أن تكون بالمكتب غداً صباحاً"
"و عدم ذهابي للعمل؟"
أمال برأسه يتسائل بقلق فهز رافي رأسه
" حسناً... هو كان غاضباً من ذلك لكنني أخبرته أنك كنت بحاجة للإجازة حقاً لذا لم تحضر و بالطبع أخبرته الحقيقة، و قبل أن تسأل نعم لقد أخبرته بأنك تعتني بإبنة جدك "
جونغ إن حرك عينيه في الأرجاء بعدم استيعاب بينما رافي وقف من مكانه بمرح قائلاً
"من الجيد أنني اطمأننت عليك أنت و هانييل لقد ظننت أنكما قتلتما بعضكما لكن يبدو أنني بالغت بتفكيري، هيا إلي اللقاء، سأذهب إلي العمل الآن و لنلتقي هناك غداً "
لوّح إليه بإبتسامة و هو يُغادر بعجل في حين ظل جونغ إن واقفاً بمكانه
"أعتقد أنني مازلت بحاجة للنوم "
تثاءب بنعاس و تراجع بخطواته ليرتمي فوق الأريكة كونه يشعر بالكسل لأن يصعد إلي غرفته
______________
" صباح الخير أبي، أمي "
جونميون انحني لوالديه بخفة وهو يتجه نحو باب المنزل بخطوات سريعه فركضت والدته إليه لتقف أمامه تمنعه عن المُغادرة
" أنت لم تتناول طعامك بعد"
"أعتذر أمي لكنني أمتلك عمل مُهم"
قبّل وجنتها ليخرج بعدها فالتفتت نحو زوجها الذي ابتسم بفخر
" هذا ابني "
" قم بطرده من الشركه فهذه ليست المرة الأولي التي يُغادر بها دون طعام"
تكتفت بعبوس ليضحك زوجها بصخب ثم سبقها نحو غرفة الطعام فهو الآخر سيتأخر
صعد جونميون إلي سيارته و قاد بطريق الشركة بينما الهاتف جعله مُتصلاً بالسيارة ثم قام بالإتصال بـ سويون
" صباح الخير "
هتفت بحماس و هي تتلفت حولها تنتظر مع ميني وصول كيونغسو فعقد جونميون حاجبيه و ابتسم بينما يرمق هاتفه بنظرة سريعه قبل أن يُعيد اهتمامه للطريق أمامه
"ما هذا النشاط؟ بالعادة تتذمرين لإستيقاظك بهذا الوقت"
"أنا مُتحمسة لإيصال ميني الصغير إلي تدريبه، أليس كذلك صغيري؟"
قرصت إحدي وجنتي ميني الذي صرخ بإنزعاج و هو يحاول دفع يدها فضحك جونميون
" يااا يااا ماذا تفعلين بالصغير؟"
عقد جونميون حاجبيه حين سمع صوت رجلاً يصرخ بـ سويون فتساءل
" سويون هل يوجد خطب ما؟ "
" صباح الخير كيونغ، ااه لا تقلق سوهو هل يمكنك أن تنتظر قليلاً؟ سأتصل بك مجدداً"
همهم بتفهم فأغلقت هي الخط و رفعت عينيها بعدها نحو كيونغسو تبتسم ببلاهة بينما تلوّح إليه بيدها السليمة
"كُنتِ تُمسكين الهاتف بيدك هذه، هل تكذبين الآن؟ "
همس بهدوء لتنظر إلي يدها اليُمني حيث أشار الآخر فرفعت كتفيها
" أنا لم أقل شيئاً حتي تقول أنني أكذب، يدي مازالت تؤلمني لكنها تؤلمني و ليست مشلولة لذا بالطبع يُمكنني تحريكها و إمساك هاتف صغير كهذا لن يُسيئ حالة يدي أم أنك تُريد مني ترك يد ميني فيختطفه أحدهم"
أنهت حديثها بدرامية فلم يُبدي كيونغسو رد فعل و ظل يرمقها بفراغ لتتحمحم و اعتدلت بوقفتها أمامه
" ترفضين أن يختطفه أحدهم لكنكِ تتنمرين عليه "
رفعت حاجبيها بتفاجؤ و شهقت بضحكة متفاجئة بينما تُدير وجهها بالأرجاء
" هل تُريد أن أتنمر عليك الآن؟ "
اقتربت منه خطوة مُهددة إياه بشر مُصطنع فحرك كيونغسو عينيه نحو ميني و أشار إليه بالدخول فركض الصغير إلي داخل المبني و بين الحين و الآخر يلتفت خلفه ليتأكد مما يحدث
" أنا لست طفلاً آنسة سويون لذا لا يُمكنك التنمر عليّ"
تنهدت لتميل برأسها حتي استندت بجبينها فوق كتفه جاعلة من جسده ينتفض بخفه
"أنا حقاً أرغب بالتنمر عليك الآن، أنت لطيف"
انتحبت تختم حديثها بصراخ مكتوم فعقد حاجبيه و دفعها بعيداً عنه لينظر إليها بذهول
" أنتِ ما خطبك؟ "
" صدقاً ما خطبي؟ "
أجابته بتساؤل و رفعت يدها السليمة تتحسس وجهها بعشوائية ثم وضعتها فوق صدرها حيث ينبض قلبها بإضطراب
" لا أعلم ما يحدث لي حين رؤيتك، ااه يا إلهي أنا أفقد صورتي الرائعة و الباردة هذا مُخيف"
همست بإستغراب فرفع حاجبيه بسخرية ليميل برأسه نحوها كي يري وجهها
" و هل كنتِ تمتلكين هكذا صورة حتي؟!"
رفعت عينيها نحوه ببطئ فبدأت مُقلتيها تهتزان بتوتر حين تلاقت مع عينيه و كلاهما حينها التزم الصمت لبضعة لحظات قبل أن تهمس سويون بخفوت
" عينيك حقاً... "
ابتلعت ريقها بصعوبة لتُكمل بتنهيدة مُضطربة
"دائريتان"
استقام كيونغسو يرمش بضعة مرات بتوتر ثم همهم و استدار كي يدخل فسحبت هي نفساً عميقاً تستعيد وعيها قبل أن تصرخ بإسمه لتتوقف قدميه بتلقائية
"ماذا عن الخروج بموعد معي اليوم؟"
نظر إلي الفراغ بأعين متسعة بخفه و التفت إليها ليرفع عينيه نحوها ثم أجابها بهدوء بعدما ضبط نظارته بسبابته
"لا أهتم للخروج مع مُتنمرة"
قلبت عينيها بملل ثم لوّحت له و غادرت بخطوات مُبعثرة تارة تسير جهة اليمين و تارة تسير جهة اليسار كشخص ثمل حتي أوشكت علي الوقوع و الاصطدام بأحد الأعمدة فصرخت بغيظ
"إنه بسبب ذاك الدائري"
تكتفت بعبوس و اتخذت جانباً بعيداً عن عامود الإنارة فقهقه كيونغسو بخفه و هز رأسه إلي الجانبين قبل أن يدخل المبني بينما هي ظلت تقف بمكانها تنتظر الإشارة كي تعبر الطريق
"سوهو"
هتفت بتذكر لتُخرج هاتفها كي تتصل به فرفع الآخر هاتفه يري اسمها يعلو الشاشة ليُجيب بينما يتجه إلي مكتبه المُشترك مع زملائه بالشركة
" أعتذر هل تأخرت عليك؟"
"تعتذرين؟ مرحباً هل هذه سويون؟"
ضحكت بخفه ثم هزت رأسها لتركض إلي الجانب الآخر من الطريق فهمهم جونميون بينما يضع أغراضه فوق طاولة مكتبه ثم سحب المقعد ليجلس
" لماذا يتصل بي السيد العظيم كيم جونميون؟ هل هذه اللحظة حيث ستنهي صداقتك معي بمكالمة هاتفيه؟ حسناً ربما لست غنية مثلك لكنك لن تجد صديقة جميلة، جذابة و رائعة مثلي لذا احتفظ بي"
قلب عينيه بضحكة ساخره و تنهد بعدها
"للأسف لا يُمكنني إنهاء صداقتنا كي لا يشكوا بي حين أقتلك "
" يا إلهي هل لهذه الدرجة أنت تُحبني؟ "
صرخت بدرامية فضحك جونميون بصخب و سرعان ما ضم شفتيه بضحكة مكتومه بسبب الأنظار التي توجهت نحوه
" في الواقع أنا مشغول الآن لكنني اتصلت لأُخبرك بأنني أرغب بالذهاب إلي منزل هانييل"
" لماذا؟ لقد تحدثت معها و كانت بخير بعد ما حدث "
توقفت بمكانها تسأله بقلق فتنهد
" لقد تحدثت معها أيضاً ، هي قالت أنها بخير و لا يوجد شيئ لكنني لم أشعر بذلك كما تواجد ذاك الـ... "
تنهد و بلل شفتيه
" أقصد حفيد والدها تواجده معها لا يُشعرني بالراحة فهو لا يبدو كشخص جيد لذا... فقط أريد أن أطمئن عليها "
"و لماذا أذهب معك؟ أم لست أنا فقط؟ "
سألته بخبث ليتنهد الآخر بضحكة خافته
" لا سويون، سنذهب ثلاثتنا كي لا يُزعجها ذاك البغيض بأن من يزورها رجل فقط... هل فهمتي الآن؟ "
همهمت و أومأت برأسها لتتثاءب بعدها
" حسناً، متي نذهب؟ "
" اليوم عملي ينتهي عند السابعة لذا بعد الانتهاء سأمّر علي منزلك ثم منزل سولار كي نذهب سوياً"
"لا، لا تأتي إلي منزلي دعنا نلتقي بمنزل سولار "
همهم بتفهم ليُغلق الهاتف بعدها كي يُركّز بعمله بينما هي أكملت طريقها إلي المنزل و فتحت الباب فقابلتها زوجة أخيها التي تجلس مع والدتها بغرفة المعيشه
" سأنام قليلاً حتي يحين موعد خروج ميني "
أخبرتهما بهدوء فوقفت زوجة أخيها من مكانها و اقتربت لتقف أمامها عاقدة ذراعيها إلي صدرها بإبتسامة جانبيه
"لقد تحدثت مع مينسوك منذ قليل... قال أنه سيعود الأسبوع القادم"
اتسعت أعين سويون بخفه و ابتلعت ريقها هامسة بتلعثم
" لكـ لكنه تحدث معي البارحة و... هو ،هو لم يُخبرني"
"ربما لا يهتم لإخبارك"
رفعت كتفيها بلا مُبالاة فهمهمت سويون
" أحسني التصرف سويون فـ ميني مُصّر علي اخبار مينسوك بكل شيئ و أنا لن أُدافع عنكِ أو أُكذّب ما أراه"
التفتت نحو والدتها التي هسهست لها بحدة فأومأت بإبتسامة مُنكسرة
" إذا لم أسمع المنبه فلتقوموا بإيقاظي "
همست بخفوت ثم اتجهت إلي غُرفتها و صفعت الباب بقوة لترتمي فوق سريرها بعبوس
____________
تأوه جونغ إن بألم و هو يستقيم بجذعه لينظر حوله بأعين ناعسة و شعر مُبعثر ثم عقد حاجبيه حين لمح الساعة
"دواء هانييل"
همس بفزع ليركض نحو غُرفتها و فتح الباب فجأة فالتفتت تنظر إليه حيث كانت تقف أمام المرآة تضع بعض المرطبات علي بشرتها
"أخبرتك أن تطرق الباب قبل دخولك"
"إذا لم ترغبي بدخولي لأوصدته من الداخل"
أجابها بلا مُبالاة و سحب نفساً عميقاً
" هل تناولتي دوائك؟"
همهمت إليه ثم اقتربت منه بعد أن انتهت و جعدت أنفها بتقزز
" رائحتك..."
اقتربت منه قليلاً تشم رائحته ثم أخرجت لسانها بملامح مُجعدة
" هذا مُقزز "
" أووه أعتذر هذا لأنني... "
أجابها بتلقائية و هو يتشمم رائحة نفسه بتوتر إلي أن لاحظ ابتسامتها التي تمنعها بعضّها علي شفتها السُفلي
"هانييل"
هسهس بضحكة بسيطة و اقترب منها فتراجعت سريعاً و هي تُشير إليه بكفها بينما تضحك بصخب قائلة
"أمزح، أمزح "
توقف بمكانه و تنهد بإنزعاج مُصطنع فابتسمت بإتساع
" لكن حقاً اذهب لتستحم فرائحتك..."
أمسكت أنفها بسبابتها و ابهامها بملامح مُشمئزة فتقدم منها مُجدداً لتصرخ بفزع و ركضت إلي خارج الغرفة
تنهد و هز رأسه ثم التفت يتأكد من خروجها ليرفع ذراعه كي يشم رائحته و أخفضه مجدداً هامساً بعبوس
"ليس سيئاً لهذه الدرجة "
________
تأرجحت سويون بقدميها بملل و هي تقف أمام المبني تنتظر خروج ميني إلي أن رأته يركض نحوها ليتشبث بقدمها بعبوس
"لم تتصرف بلطافة؟ ماذا حدث؟"
قهقهت بسخرية فرفع كفه نحوها
"قبّلي اصبعي"
ضيّقت عينيها بإستنكار فهمهم و هو يمد يده نحوها إلي الأعلي فانحنت نحوه بشك و أمسكت بكفه
"أوووه ماذا حدث؟"
شهقت بتفاجؤ حين لمحت آثار حمراء علي أطراف أنامله ليقلب الصغير شفته السُفلي بإرتجاف
" إنها تؤلم، أوتار القيثارة خدشتها اليوم لأنني استخدمت يدي بالعزف"
"أووه و لم استخدمت يدك؟"
عبست هي الأخري و جلست أمامه تُمسك بكفه لتُقبّل أنامله الواحدة تلو الأخري
"لا تقلق، ستُصبح بخير"
"أحضري لي المُثلجات و هي ستصبح بخير بعدها"
أمالت برأسها تنظر إليه بفراغ فهز جسده بدلال لتنفي هي
" لا، هذا سيجعلك تمرض و أنا لا أحب رؤيتك مريضاً لذا ما رأيك أن نُبدّل الخطة إلي شيئ آخر؟"
عبس و هز رأسه ينفي بعنف فتنهدت سويون
" عمتك محقة ميني "
كيونغسو الذي راقب الموقف بإبتسامة اقترب منهما فالتفت كلاهما إليه
" إذا كنت تمرض فلا تتناولها و استبدلها بشيئ آخر.. "
رمق سويون بنظرة جانبيه ثم انحني نحو الصغير هامساً
" إذا تناولت المثلجات فستمرض لكن ماذا لو استبدلتها بمدينة الملاهي؟ ستُجرب الكثير من الألعاب و تفوز بجوائز كما أنك ستتناول الكثير من الأطعمة المتنوعة المتواجدة بمدينة الملاهي.. غزل البنات يمتلك طعماً أفضل من المُثلجات بالمناسبة"
ابتعد قليلاً عن ميني ينظر إليه و كما توقع فالصغير وافق سريعاً علي هذا العرض المُغري
" حسناً سأذهب إلي مدينة الملاهي "
تنهدت سويون براحة لتبتسم نحو كيونغسو
" هل تُشارك معنا؟ "
"لا، لدي موعد هام"
نفي بإبتسامة بسيطة فزمت سويون شفتيها و أومأت بتفهم ليعبس ميني
"مُعلمي.."
رفع عينيه نحو كيونغسو ليُهمهم الآخر بينما ينظر إليه
"لن نذهب اليوم... هل مُتفرّغ غداً لنذهب سوياً؟"
رمش ببراءة ليرفع كيونغسو عينيه نحو سويون فرمشت هي الأخري مُقلّدة الصغير ليبتلع كيونغسو ريقه ثم همهم بتردد
"لا مُشكلة بذلك"
"نعم"
صرخ الصغير بحماس و بتلقائية احتضن قدمي سويون
أخفضت رأسها تنظر نحو ميني المُتحمس ثم تنهدت براحة لترفع عينيها نحو كيونغسو هامسة بصوتٍ غير مسموع
" شكراً لك"
ابتسم بالمُقابل ليُغمض عينيه ثم فتحهما بحركة بطيئة كإجابة
______________
مساء بمنزل سولار حيث كانت تجلس بغُرفة المعيشه مع سويون تنتظران قدوم جونميون
دق جرس المنزل فالتفتت سولار نحو الباب بخجل لاحظته سويون التي قهقهت ساخرة قبل أن تركض إلي الباب كي تفتحه
تنهد جونميون حين رؤيتها لتتكتف هي هامسة
"اووه أعتذر هل أردت أن يفتح شخصاً آخر الباب"
" أين سولار؟"
سألها بهدوء فأومأت برأسها و أغلقت عينيها تُجيبه بدرامية
" أنا بخير شكراً علي سؤالك"
قهقه بخفة و بعثر شعرها قائلاً
"نعم تبدين كذلك، هل ذراعك أفضل؟"
" أصبح أفضل لكن يبدو و كأنه يرغب بلكم وجه أحدهم "
رفعت يدها المُجبّرة بوجهه تتخذ وضع الاستعداد فضرب عليه بخفة جعلتها تتأوه بألم
"ياااا، هذا مؤلم"
" هذا يعني أن ذراعك ليست بخير، أعتذر"
قلبت عينيها بملل حين قهقه ثم استدارت حيث سولار التي تقف بعيداً
" لم تقفين هناك؟ ألن تأتي معنا؟ "
سألتها ساخرة فضمت سولار شفتيها تتحمحم ثم اقتربت منهما ليعتدل جونميون بوقفته بينما ينظر إليها بإبتسامة فرفعت عينيها نحوه تُبادله النظرات بإبتسامة خجولة
" لم يبدو هذا كفيلم رومانسي مُبتذل؟"
تمتمت سويون بخفوت لتتبادل النظرات بينهما بإستغراب و حكت مؤخرة رأسها
"هذا مُريب"
"كيف حالك؟"
جونميون همس بلطف و مد يده يُمسك بكف سولار التي همهمت إليه تضم شفتيها بإبتسامة بينما سويون شهقت بصدمة و كأنها تعرضت للخيانة للتو
" ياا، أنت لم تسألني عن حالي..."
"هيا لنُغادر"
قاطعها جونميون بلا مُبالاة و سبقهما نحو سيارته لتلحقا به و بغيظ صعدت سويون إلي جانبه لتجعل سولار تجلس بالخلف فتنهد جونميون
" لا أعرف كيف تمتلك صديقة جميلة و رائعة مثلي و لا تُقدّرها؟"
سويون بأعين ضاقت سألته و كتفت ذراعيها بينما تلتفت نحوه بجسدها فرمقها بنظرة سريعه ثم أعاد عينيه نحو الطريق
"من كذب و قال أنكِ جميلة؟ سولار و هانييل أجمل منكِ"
أجابها بإستفزاز ثم التفت نحوها يهز حاجبيه مُغيظاً إياها فرفعت يدها السليمة بنية ضربه لكنها ضمت قبضتها
"ذاك الدائـ..."
رفع حاجبيه لتتحمحم ثم أخفضت ذراعها تُكمل بإحراج
"شـ شخص ما أخبرني بذلك"
"الجميع يُخبرك بهذا طوال الوقت سويون "
سولار همست بخفوت فالتفتت نحوها سويون بعبوس
"لكنهم لا يكذبون"
"بالطبع لا يفعلون، أنتِ جميلة و رائعة"
قهقهت سولار بخفه فرمقها جونميون بنظرة سريعه عبر المرآة الأمامية ثم تنهد بإبتسامة في حين اعتدلت سويون بجلستها و هي تنظر نحو جونميون بإنتصار
" اشتقت إلي هانييل"
سويون انتحبت بطفولية بمجرد أن لمحت باب منزل هانييل و قبل أن تتوقف السيارة هي فتحت الباب و ركضت خارجها ففرق جونميون بين شفتيه قاصداً توبيخها لكنها كانت قد ابتعدت لذا هو فقط ضم شفتيه ليتنهد بقهقهة بسيطة
"هيا لندخل"
رفع عينيه نحو المرآة ينظر إلي سولار التي همهمت إليه بإبتسامة
"سوهو"
التفت إليها بجذعه فأمالت برأسها قليلاً كي تنظر إليه و همست
"أعلم أنك غاضب من حفيد عمي سون هون بسبب ما حدث بحفل التخرج..."
عقد حاجبيه بإنزعاج حين ذكر الآخر فبللت سولار شفتيها تُكمل
"لكن هلا تجاهلت الرد عليه، لا نُريد أي مشاكل معه... لست واثقة لكن ربما هو سيُزعج هانييل أكثر كلما تشاجر معك"
"لا تقلقي، سأحاول تجاهله "
أخفض عينيه بينما يضم شفتيه بخط مُستقيم ليمد ذراعه نحو كفها و شابك أناملهما سوياً ثم رفعها نحو شفتيه يترك عليها قُبلة رقيقه
" لندخل "
" مرحباً! "
لوّحت سويون ببلاهة إلي جونغ إن الذي فتح لها الباب بعقدة بين حاجبيه فابتسمت هي بتوتر
" هل أتيت بوقت غير مناسب ربما؟!"
أمالت برأسها قليلاً فابتسم هو و هز رأسه
"تفضلي بالدخول"
أومأت إليه و التفتت تنظر حيث السيارة التي خرج منها جونميون و سولار للتو
و بمجرد أن تلاقت نظرات الرجلين تشاحنت الأجواء فتبادلت سويون و سولار النظرات بتوتر
" هانييل تستحم "
تحدث و عينيه لم تبتعدا عن عيني جونميون فهمهمت سويون هامسة بتلعثم
" لا.. لا بأس... يُمكننا انتظارها"
أمسكت يد جونميون تجرّه معها نحو الداخل و تواصل نظراتهما لم يقطعه سوي تخطي جونميون لجونغ إن الذي يقف أمام الباب بإنزعاج واضح
سولار انحنت برأسها قليلاً إلي جونغ إن قبل أن تدخل فأومأ هو إليها ثم لحق بهم إلي الداخل مُغلقاً الباب خلفه
" تفضلوا "
أحضر بعض المشروبات يضعها أمامهم ثم جلس علي أريكة مُقابلة لهم ينظر إليهم ببرود
" هانييل لم تُخبرني بمجيئكم"
"هي لا تعرف"
جونميون أجابه يسبق سويون بذلك فضمت هي شفتيها و أومأت توافقه
"كنا قلقين عليها لذا أتينا"
سولار همست بينما تنظر إلي الأرض مُتجاهلة النظر نحو جونغ إن فهمهم هو بتفهم
هي بدت خجولة و هادئة بنظره عكس سويون
" كما تعرف، شخص ما جرح مشاعرها لكن ماذا نتوقع من شخص عديم المشاعر"
جونميون قهقه بسخرية نهاية حديثه فأغلقت سولار عينيها بينما سويون ابتلعت ريقها بتوتر و ضحكت بعدها تُلطّف الأجواء
" لكن لا بأس بذلك... سوهو صديقنا هو من تولي أمر تسليمها الشهادة، لقد ظهر فجأة كما أبطال الدراما و الحفل انتهي بشكل جيد "
قهقهت سويون مُجدداً لكن النظرات الحادة من جانب جونميون و نظرات جونغ إن الباردة جعلت من توترها يتزايد
" هانييل لا تهتم للحفل بل بالتجمع... الإهتمام هو ما تُريده هي "
" يُمكننا... "
سولار تحدثت فجأة و رفعت رأسها نحوهم فابتلعت ريقها بتوتر بسبب الأنظار التي توجهت نحوها
"يُمكننا إقامة حفل صغير يضمنا نحن فقط و السيد كيم ليحضر بصفته ولي أمرها... أعني تعويضاً عن ما حدث بالحفل "
" و هل هذا سيجعلها تنسي؟ "
جونغ إن همس ساخراً فأمسكت سولار يد جونميون سريعاً حين أوشك علي إجابته و تعابير وجهه لم توحي بأن الأمر كان ليمر علي خير
" هانييل بسيطة للغايه، كما تغضب و تشعر بالحزن هي أيضاً تشعر بالسعادة لأبسط الأمور لذا إذا قمت بحفل صغير لأجلها هي ستكون سعيدة "
" هذا إن كان يهتم لسعادتها"
جونميون علّق بحنق فرمقه جونغ إن بنظرة جانبيه قبل أن يُعيد نظراته نحو سولار مُتجاهلاً الرد علي الآخر
" لا مُشكلة بإحتفال صغير... هل تُريدون إقامته بملهي؟ أعني من بعمركم يحبون هكذا أماكن "
ختم حديثه بسخرية فعقد جونميون حاجبيه بشك بينما سويون تقدمت بجذعها قليلاً إلي الأمام تقول بإندفاع
"لا، ليس ملهي بالطبع"
"لماذا؟"
رفع جونغ إن أحد حاجبيه بسخرية ليضم جونميون شفتيه بعد أن تنهد بضيق يُتمتم بصوت غير مسموع
" إنه يتذكر "
" بالنسبة لي لا بأس لكن إذا كان احتفالاً لأجل هانييل فلا يجب أن يكون بملهي ليلي فهي و سولار لا تُحبان هكذا أماكن ااه و حتي جونميون لا يُحب الملاهي الليليه "
"أووه حقاً؟!"
قهقه جونغ إن بعدم تصديق و سويون أومأت بعنف
" أصدقائنا أقاموا حفلاً من قبل بملهي ليلي و عمي سون هون أصرّ أن تذهب معنا هانييل كنوع من التغيير و لأنه تمني أن تحصل علي حبها الأول قبل أن تنتهي حياتها الدراسية و تبدأ الحياة العملية المُملة... "
تنهدت سويون نهاية حديثها لتتلقي نظرات متفاجئة من سولار بينما جونميون عقد حاجبيه بعدم فهم لما تفعله الأخري
" كانت المرة الأولي و الأخيرة لهانييل فلا أظن أنها ستُكرر الأمر بعدما فقدت قُبلتها الأولي مع شخص عشوائي لا تعرفه و هذا... "
" سويون "
جونميون هسهس بحده ليلتفت نحوه جونغ إن يرمقه بنظرة سريعه ثم أعاد نظراته إلي سويون التي تبتسم بإتساع
"قُـ قُلتي فقدت قُبلتها الأولي مع شخص عشوائي؟ "
تحمحم بتوتر لتومئ إليه سويون
" كادت تفقد عقلها بعدما استفاقت و قررت انها لن تدخل هكذا أماكن مرة أخري... اااه لقد اندمجت بالحديث و نسيت الأمر الأساسي"
هتفت بتفاجؤ مصطنع نهاية حديثها لتضحك بعدها ببلاهة
"هناك مقهي اعتدنا الذهاب إليه نحن الأربعة لذا يُمكننا إقامة الإحتفال هناك... سيكون رائعاً "
صفقت بحماس ليرمش جونغ إن عدة مرات ثم أومأ إليها بإبتسامة متوترة
" سأري إذا كانت هانييل قد انتهت "
أومأت إليه سويون و حركت رأسها معه وهو يسير نحو الداخل إلي أن اختفي بداخل غُرفة هانييل فحرك جونميون عينيه نحوها يُهسهس بحده
" ماذا تظنين أنكِ تفعلين سويون؟ لم تتحدثين معه عن قبلة هانييل الأولي أو ما شابه؟ هو ليس والدها الحقيقي حتي "
عقدت سويون حاجبيها ثم بوزت شفتيها بإنزعاج
" من يهتم للقبلة الأولي أو الأخيرة، أنا فقط أردت إخباره بطريقة غير مباشرة أن هانييل مختلفه عن ما يعتقد هو و ما كان يجمعها مع عمي سون هون ليس سوي علاقة أب و ابنته "
" لا تتصرفي من نفسك مجدداً "
أشار لها بصرامة لترفع طرف شفتها تُتمتم بشتائم موجهة له بصوت خافت بينما سولار تبادلت النظرات بينهما لتبتلع ريقها ثم أخفضت نظراتها نحو كفيها هامسة بخفوت
" لكن أعتقد أن سويون محقه، هو يجب أن يدرك الحقيقة و يتوقف عن إزعاج هانييل"
سويون أومأت بعبوس لترمق جونميون بنظرة حانقة بينما هو كان ينظر نحو باب غرفة هانييل حيث دخل جونغ إن، و قدمه أخذت تهتز بتوتر لمجرد التفكير أن الآخر يتذكر أمر تلك القُبلة
بالداخل حيث كانت هانييل تقف أمام المرآة تُجفف شعرها، التفتت بفزع حين فتح جونغ إن الباب فجأة و دخل دون اذن ليُغلق الباب فوضعت المُجفف فوق الطاولة أمامها قائلة بتوتر
" لا تدخل دون اذن، هذا حقاً غير مُريح"
"ااه.. لم... أنا لم أقصد.. ذلك"
حك مؤخرة رأسه بإحراج وهو يتلفت حوله متجاهلاً النظر نحوها
" أصدقائك... انهم بالخارج"
"حقاً؟!"
ابتسمت بإتساع و هو أومأ لها بتردد ثم ضم شفتيه بينما يُراقبها و هي تُمشّط شعرها بعشوائية قبل أن تسحب نظارتها ترتديها و خرجت بعدها ليبتلع جونغ إن ريقه ثم جعد ملامحه لذاك الألم الطفيف الذي شعر به بقلبه
" لم أشعر بالغرابة؟ "
تمتم بخفوت ثم هز رأسه يطرد أي أفكار غريبة من التدفق إلي عقله
سحب نفساً عميقاً ثم زفره و وضع يديه بجيوب بنطاله ليخرج من الغرفة يلحق بـ هانييل
سار من جانب غرفة المعيشه و هو ينظر إلي هانييل و أصدقائها المُتحمسين بأحاديثهم التي تبدو بلا قيمة بنظره
ربما ما كان ذو قيمة بنظره بتلك اللحظات هو قهقهات هانييل الصاخبة بينما تتحدث مع أصدقائها
قهقهة ذات صوت صاخب لكن رقيقة، لطيفة و أنثويه بصورة جذابة لأذنيه كما عينيه
توقف أربعتهم عن الحديث و التفتوا علي صوت ارتطام قوي فوجدوا جونغ إن يُعطي وجهه للحائط يتكئ عليه بجبينه فاستقامت هانييل سريعاً لتركض إليه
"أنت بخير؟"
"اااه نعم لا تقلقي، كل شيئ... بخير"
أجابها بقهقهة متوترة و كلماته السريعة قاطعتها تنهيدة عاليه بينما يلتفت إليها بجسده فأومأت بشك ثم حركت عينيها نحو جبينه
"تؤلم؟"
رفعت كفها تمسح علي جبينه بلطف مُتسائلة بقلق فهمهم هو و عينيه ارتفعتا تنظران إلي يدها القريبة منه
" الصوت كان قوياً، فيم كنت شارداً؟"
"فقط بشيئ ما... شيئ لا قيمة له بالنسبة لي"
انفعل و هو يصفع يدها بعيداً عنه ثم تراجع بضعة خطوات فرفعت حاجبيها بتفاجؤ من ردة فعله لتومئ بتوتر
"حـ حسناً... سأعود إليهم"
استدارت كي تعود إليهم و بين لحظة و أخري هي تلتفت نحوه إلي أن انضمت إلي البقية فاستدار هو الآخر يدخل المطبخ كي يُعد لنفسه القهوة
و دون أن يستوعب عاد اهتمامه نحو هانييل مُجدداً ليقف أمام الموقد بينما عينيه تنظران جانباً حيث نافذة المطبخ المُطلّة علي غُرفة المعيشه
"لا ليس هو السبب، أنا فقط كنت مريضه... ربما بسبب التفكير بأبي سون هون، كما تعلمون هو كان يمتلك الكثير من الخطط للإحتفال بتخرجي"
هانييل كذبت بنبرة خافته كي لا يسمعها جونغ إن و بالرغم من أن جونميون لم يقتنع بذلك إلا أنه همهم يدّعي تصديقها
"ما رأيكم أن نخرج غداً؟ نلتقي بالمقهى؟ نحن لم نجلس سوياً منذ فترة و... "
جونميون بدأ حديثه بهدوء ثم التفت نحو سولار و نبرته بدت متحمسة فجأة لكن سويون قاطعته بينما ترفع يدها في الهواء قائلة
"عذراً لكنني أمتلك موعداً هاماً غداً و لا يُمكنني لقائكم، و أنتم بالطبع لن تجتمعوا بدوني "
أشارت لهم بتحذير فقلب جونميون حاجبيه و تكتف
"و أنا كنت أُفكر هل و أخيراً سويون قررت اعتزال المواعدة بعدما مرت فتره منذ المرة الأخيرة التي خرجت فيها بموعد لكن ها هي لديها موعد و هام أيضاً "
قهقه نهاية حديثه كما فعل الآخرين بينما سويون تنهدت بإبتسامة تهمس بخفوت
"هذه المرة الموعد مختلف"
"هل هو موعد عمل؟ "
هانييل همست بتساؤل فالتفتت إليها سويون لتنظر إليها بصمت لبضعة لحظات ثم هزت رأسها بالنفي
" ميني يرغب بالذهاب إلي مدينة الملاهي و أنا سأذهب معه"
"هذا غريب! لم قد يذهب معكِ بدلاً من والدته؟"
جونميون علّق بإستغراب ثم ابتسم بإتساع
"ربما الصغير بدأ يُحبك صحيح؟!"
تنهدت سويون مجدداً لترفع كتفيها بعدم معرفة
"لست واثقه لكنه بالفترة الأخيرة يتعامل معي بدلال زائد كما أنه لم يعد يشكوني إلي والدته.. حسناً هو يفعل لكن ليس كثيراً كما السابق "
ضحكت ببلاهة فابتسمت سولار بلطف ثم مدت يدها نحو خاصة سويون تحتضنها قائلة
" قد يحدث الكثير إلي حين عودة أخيكِ لذا أعتقد أنه من الأفضل أن تتوقفي عن التفكير بشأن طرده لكِ من المنزل و تهتمي بجعل الصغير يُحبك و يتعلق بكِ أكثر "
" أخي سيعود بالأسبوع القادم "
ضمت سويون شفتيها بعبوس حاولت اخفائه ثم تنهدت و ابتسمت تهتف بمرح مزيف
"لننسي أمري و دعونا نتفق علي موعد لقائنا "
_______________
" متأكدة أنكِ بخير؟ "
جونميون همس إلي هانييل بخفوت يستغل انشغال كلاً من سولار و سويون بإرتداء أحذيتهما
و المقصودة همهمت تومئ إليه بإبتسامة فزفر ليومئ لها قبل أن يخرج ثلاثتهم من المنزل
استدارت كي تعود إلي الداخل بعد مُغادرة أصدقائها فقابلها جونغ إن الذي يقف علي بُعد خطوات منها لتنظر إليه بإستغراب
"ماذا حدث لثيابك؟"
اقتربت منه بينما تنظر إلي قميصه المُلوث بشيئ ما خمّنت أنه قهوة
" مجرد حادث أثناء تحضيري للقهوة"
"لا تشربها طوال اليوم فهي تضر بصحتك"
تنهدت بإنزعاج لتُمسك بطرف قميصه قائلة بينما تنظر إلي تلك البُقعة
" بدّل ثيابك و اغسلها سريعاً قبل أن تلتصق البُقعة بقميصك و أنا سأُحضّر عصيراً طازجاً لأجلك إلي أن تنتهي"
رفعت عينيها نحوه لتتوقف عن الحديث بسبب نظراته الغريبة نحوها ثم ابتلعت ريقها بتوتر
" لم تنظر إلي هكذا؟"
همهم بعدم فهم فرفعت هي الأخري حاجبيها ليرمش بضعة مرات مستوعباً ما يفعله
" لا، لا شيئ... اا لا.. أعني سوف أذهب للنوم لذا لا تُحضّري... شيئاً "
تراجع أثناء حديثه المُتلعثم و كاد يقع إلا أنه توازن سريعاً ليلتفت حيث السلالم ثم ركض نحو غُرفته يختبئ خلف الباب بصدر يعلو و يهبط بوتيرة سريعه بينما هي ظلت بمكانها تنظر بذهول إلي باب غرفته المتواجدة أعلي السلالم
" ما خطبك أيها الأحمق؟ "
جونغ إن تمتم بإنزعاج و هو يضرب جبينه ضد باب غرفته بينما يُغلق عينيه بقوة
"لماذا أفكر بتلك القُبلة فجأة؟ إنها مجرد خطأ"
أومأ يُقنع نفسه ثم عاد يضرب جبينه بالباب ببكاء مُصطنع
"عُد إلي رشدك كاي.. قبلتها الأولي أو لا هذا لا يهم، لا تُفكّر بالأمر كثيراً، لقد كانت مجرد خطأ ثمالة"
أومأ بعنف و التفت بعدها ليتجه إلي خزانة ثيابه كي يُخرج لنفسه شيئاً آخر يرتديه
" لذلك بدت غير مُتمكنة من القُبلة و..."
عينيه اتسعتا ليضرب علي شفتيه بقوة
" توقف عن التفكير بها أيها الأحمق، هيا توقف، توقف، توقف "
___________
باليوم التالي في مدينة الملاهي حيث كانت سويون تسير بتعب كما كيونغسو الذي أفرغ كل ما يمتلك من طاقة بالصراخ و... ميني الوحيد المُتحمس بينهم و الذي كلما صرخ كلما زادت طاقته
" ماذا سألعب تالياً؟ "
ميني هتف بحماس ليتلقي نظرات فارغة من عمته و مُعلمه
"ألم تتعب بعد؟"
هز رأسه بعنف ينفي ذلك فتنهدت سويون
" الألعاب هنا خطرة ميني و أنت جربت كل ما يُمكنك تحمله"
كيونغسو مسح علي شعر الصغير بينما يتحدث إليه بإبتسامة لطيفه فعبس ميني
" لنذهب إلي الحديقة، هناك تكون أرجوحة ليست سيئة و الكثير من الأطفال حيث سيلعبون معي "
فرد ذراعيه بوسع فهزت سويون رأسها و كادت ترفض ذلك لولا كيونغسو الذي وافق كي لا ينزعج الصغير
" حسناً لا بأس، انتظراني حتي أبحث عن حديقة ما فأنا لا أعرف بمكان واحدة"
"لا بأس، أنا أعرف واحدة بطريق منزلنا "
سويون قاطعته بهدوء فأومأ كيونغسو ليُغادر ثلاثتهم مدينة الملاهي مُتجهين إلي حديقة حيث الصخب أقل
"سننتظرك هنا إلي أن تنتهي"
سويون أخبرت الصغير بذلك ليومئ إليها ثم ركض نحو أرجوحة بتلك الحديقه بينما هي تنهدت بصوت عالٍ لتُمدد قدميها علي الأرض و استندت بكفها السليمة إلي الخلف كما فعل كيونغسو و استند بكلتا كفيه إلي الخلف
" هل تخرج في نزهة مع جميع طلابك؟
سألته بإبتسامة بينما تنظر إلي السماء فالتفت يرمقها بنظرة سريعه ثم رفع رأسه هو الآخر ينظر الي الأعلي بينما يُهمهم بالنفي
" لم يسبق لأحد أن يطلب مني الخروج في نزهة، ميني كان الأول و لا أعتقد أن هناك ما يمنع ذلك "
" إذاً أنت لم توافق لأجلي"
همست لترفع طرف شفتيها بإحباط فحرك كيونغسو عينيه نحوها
"لم تُريدين أن تحصلي علي اهتمامي؟"
"هذا لأنك حصلت علي اهتمامي فلماذا لا يحدث العكس؟ "
التفتت إليه برأسها بحركة سريعه مُنفعلة بإجابتها فرفع كيونغسو حاجبيه بتفاجؤ كما تصاعدت الحرارة إلي وجنتيه
" تبدو ساذجاً فيما يتعلق بذلك، مهلاً هل أنت لم تواعد من قبل حقاً ؟ "
صاحت بعدم تصديق ليعقد حاجبيه ثم اعتدل بجلسته يعقد قدميه سوياً و استدار بجسده نحوها
"لست ساذجاً ولقد واعدت من قبل بالفعل، أنا لم أقل أنني لم أواعد "
تكتف بإنزعاج فقهقهت سويون مُعجبة بإنزعاجه و اعتدلت هي الأخري تجلس بنفس وضعيته مقابلة له
" متي كانت آخر مرة واعدت بها؟"
"حسناً هذا..."
تحمحم و عدل نظارته بسبابته فصفّرت سويون بإعجاب ليسحب يده بتوتر يعقدها إلي صدره مجدداً
" لقد واعدت مرة واحده بالمدرسة الثانويه.. تواعدنا منذ الصف الأول و انفصلنا حين دخولنا الجامعه"
" يا إلهي هذه فترة طويله..."
عينيها اتسعتا بصدمه ثم بللت شفتيها بفضول متسائلة
"إذاً لم انفصلتما؟"
"مشاكل بين عائلتينا تخص العمل و والدينا أجبرانا علي الانفصال "
رفع كتفيه نهاية حديثه فعقدت سويون حاجبيها
" لم يكن يجب عليك أن تنفصل عنها لهذا السبب... أعني مشاكل عائلتكما ليس لها دخل بعلاقتكما فكيف تنفصل عنها لمجرد أن يطلب منك شخص آخر أن تفعل ذلك؟"
هزت رأسها بعدم فهم فقلب كيونغسو شفتيه بتفكير ثم رفع كتفيه بعدم معرفة
"لا أعلم... أعني منذ البداية أنا واعدتها بسبب عائلتينا لذا ألا يجب أن أنفصل عنها حين ينتهي العمل و الصداقة التي كانت تجمعهما "
" فقط لو يسمعك أصدقائي الآن فسيدركون أن أسبابي مقنعة أكثر من ذلك"
قهقت بخفوت ليُهمهم كيونغسو
"ماذا عنكِ؟ متي آخر مرة واعدتي بها؟ "
" ااه هذا كان منذ وقت قريب... منذ أن حصلت أنت علي اهتمامي"
رمش بضعة مرات ليشيح بنظراته بعيداً عنها فضحكت هي حين لاحظت خجله
" هل تواعدتما لوقت طويل؟ "
" لا... تواعدنا فترة الظهيرة فقط"
التفت إليها كيونغسو بعدم فهم ثم عقد حاجبيه
" هل تسخرين مني؟ "
"لا، لا.. حقاً لقد تواعدنا فقط لفترة الظهيرة و غادرت بمنتصف الموعد"
أمال برأسه بإستغراب
"و..تلك كانت مرتك الأولي؟"
سأل بتردد لتضم سويون شفتيها بقهقهة مكتومه لكنها فشلت بمنع نفسها و انفجرت ضاحكة بصخب تحت نظرات كيونغسو المُتعجبه
"الأولي؟...أنا لا أذكر كم مرة واعدت حتي"
همهم بعدم فهم لتتحمحم سويون محاولة السيطرة علي ضحكاتها
"لقد واعدت للكثير من المرات... ربما أواعد شخصين أو ثلاثة بالأسبوع الواحد"
ضيّقت عينيها بتفكير ليجحظ الآخر بعينيه بصدمه
"لا أقصد أنني أقوم بخيانتهم أو شيئ من هذا القبيل "
وضحت سريعاً ليتنفس براحة فأكملت سويون
"أعني أنا أواعد شخصاً و ننفصل ثم أواعد آخر... لقد كانت أطول مواعدة لي لمدة شهر تقريباً و هذا أصاب أصدقائي بالصدمه حتي أنهم ظنوا أنني واقعة بالحب"
ختمت حديثها بضحكة خافته ليزم كيونغسو شفتيه
" لم تنفصلين عنهم؟ "
تأوهت سويون بصوتٍ عالٍ لتُعيد يدها إلي الخلف مُجدداً تستند عليها مُجيبة إياه بملل
" إنهم مملين لذا يوجد العديد من الأسباب لكن السبب الأهم أنهم كانوا سيئين بالتقبيل... كلما رأيت بالدراما مشهد قُبلة بين البطلين أراهما يفقدان صوابهما و قلبهما ينبض بعنف لكن هذا لم يحدث لي من قبل... لذا أنا أنفصل عنهم دون تفكير"
رفعت كتفيها نهاية حديثها فهمهم كيونغسو و أمال علي أحد جانبيه يتكئ بكفه علي الأرض جاعلاً من جسده يُصبح أقرب من خاصة سويون
" إذاً هل تنوين الإيقاع بي ثم تنفصلين عني بوقت قصير كما تفعلين مع الآخرين؟ "
رفع طرف شفتيه بسخرية يتبادل النظرات معها فابتسمت سويون بجانبية و أمالت نحوه بينما تنظر إلي شفتيه ثم رفعت عينيها نحو خاصتيه هامسة بخفوت
"هذا يعتمد علي قُدرتك بالتقبيل "
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top