10
Start
سارت ذهاباً و إياباً بغرفتها و أطراف أناملها وقعت ضحية لأسنانها
كيف يُحضرها إلي هنا؟
و لماذا بمقدوره فعل ما يريد و هي لا
و ماذا؟ يقول عنها طفلة أمام تلك العجوز و كلاهما يسخران منها؟
كما أنه سحب هاتفها منها منذ ساعات كي تنام و هما بالخارج لم يناما بعد
أو للحقيقة هانييل فقدت عقلها منذ أن سمعت صوت باب غُرفته يُغلق
هذا يعني أنهما سوياً!
زفرت بضيق و لم تعد تتحمل بعد أن فقدت آخر ما لديها من ذرة عقل و ها هي تسير نحو غرفته بخطوات واسعه تضرب الأرض بقوة تُفرغ القليل من غضبها و بعنف هي دفعت الباب حتي ارتطم بالحائط مُسبباً صوتاً مُخيفاً جعلهما ينتفضان بفزع
"مـ ماذا يحدث؟"
بالكاد نطق كلماته و ابتلع ريقه محاولاً استيعاب ما حدث للتو و هي بهدوء سحبت نفساً عميقاً من ثم رفعت عينيها نحوه هو و حبيبته
"كابوس مزعج كاد يقتلني و لا يمكنني النوم وحدي"
هسهست من بين أسنانها ثم اقتربت منهما دون أي اهتمام و ألقت بنفسها فوق السرير حيث ذاك الفراغ الصغير بينهما و بعد أن استقرت هناك بدأت تُحرك مؤخرتها يميناً و يساراً كي يبتعدا قليلاً
"و كيف سـ يقتلك الكابوس؟"
هايون شخرت ساخره و نكزت كتف هانييل فـ تجاهلتها الأخري و التفتت برأسها نحو جونغ إن قائلة
"لا تُغلق الضوء بجانبك لأنني أخاف الظلام"
ارتمت إلى الخلف و سحبت الغطاء فوقها بلا إهتمام لتزفر حبيبته بحنق
"ألا تخجلين من نفسك؟ كيف تنامين بيننا هكذا و... "
"اهدئي عمتي، أنا بمثابة ابنتكما لذا لا ضرر من وجودي هنا"
ابتسمت ثم استدارت على جانبها حيث جونغ إن لتنظر إليه تتسائل ببراءة مصطنعه
" هل تعتقد أن هناك ما يمنعني من النوم بجانبك... أبي ؟"
و مع كلمة أبي هي ضغطت أحرفها بغيظ فابتلع جونغ إن ريقه و هو ينظر نحو شفتيها
" لا مانع "
تنهد هامساً بإستسلام ليُلقي بجسده إلى الخلف ثم رفع ذراع يضعها فوق عينيه و الذراع الأخري أسفل رأسه
" كاي "
هايون صاحت بصدمه لكن جونغ إن كان غريباً علي نفسه و لم يعرف كيف يمنع ما يحدث لذا هو فقط تجاهلها و هي اضطرت للنوم مُلتصقة بالفتاة التي تكره تواجدها حولها و حول حبيبها
_________
جونميون وضع هاتفه جانباً ثم خرج من غرفته يتجه إلي غرفة والديه و بدون إذن فتح باب الغرفة فانتفض والديه
"أوشكت علي قتلي"
والده صاح بدرامية يُمسك بيسار صدره بينما والدته تحركت ببطئ كي لا يُلاحظها إلي أن اختفت أسفل الغطاء، وهو قد لاحظ ذلك بالفعل و قلب عينيه بإنزعاج
" لقد وضعتماني بموقف سيئ مع سولار"
تكتف يضرب الأرض بأحد قدميه مُنتظراً تفسيراً و والده بكل براءة أشار نحو زوجته يُلقي باللوم عليها
"والدتك هي من ذهبت"
"لكن أنت من دفعني للذهاب"
عينيها اتسعتا و انتفضت من مكانها بصدمة فتنهد جونميون
"هذه حياتي الخاصة إذا أخبرتكما أنه لا يجب أن تخبرانها بالأمر فهذا يعني أن لا تتحدثا بشأنه مع أنفسكما حتي... ماذا لو بهذا التصرف قطعت علاقتها بي؟"
"لكنها لم تفعل "
والدته قهقهت بخفه فتنهد جونميون و أومأ برأسه
"نعم لم تفعل لكن لا أحد منا كان مُدركاً لرد فعلها... لا أُلقي باللوم عليكما و أعرف أن ما تفعلانه هو لمصلحتي لكن فكرا أيضاً أنه ربما لا يكون كذلك و ربما يؤذيني... تعرفان أنني أحبكما و أحب كونكما متفتحين و تتعاملان معي و كأنني صديق لكما لكن أحياناً بعض التصرفات المتهورة قد تؤذيني أو تفسد خططي... أنا أيضاً أمتلك خططاً خاصة بي و أفكار أرغب بتنفيذها بوقت معين لذا رجاءً لا تُفسدا حياتي "
والديه عبسا بإنكسار فتنهد جونميون و اقترب يلقي بجسده بينهما فوق السرير ليحتضن جسد والدته
" لا أقصد أنكما سيئين بالطبع فأنا محظوظ بوالدين مثلكما لكنكما طفلين بالواقع "
" ابتعد عن زوجتي و عد لغرفتك أيها الوقح "
والده وبخه بمزاح و ضرب ذراعه فحرك جونميون كتفيه بدلال و قرر النوم بينهما الليلة لإزعاجهما
______________
صباح اليوم التالي جونغ إن تحرك بعدم راحة حين شعوره بشيئ يُقيده و مع حركته هو شعر بـ ثقل فوق صدره و خصلات ناعمه تداعب وجهه
فتح عينيه بعقدة بين حاجبيه من ثم اخفض رأسه حيث ذاك الثقل و إذ بها هانييل تتوسد صدره بينما تحتضن خصره بذراعها
"ابتعدي أيتها المُزعجه"
تمتم بضيق مُصطنع و بسبابته دفع رأسها لتتجعد ملامحها بإنزعاج و تقهقرت بجسدها نحو الخلف ثم ضمت يديها إلي صدرها تنام ببراءة و هدوء جذب انتباهه دون وعي و جعله يراقبها لدقائق
وجنتها ورديه كما شفتيها المُتفرقتان يعلوها ذاك الأنف اللطيف الذي لا تتوقف عن تجعيده كلما تحدثت معه و حاجبيها المُرتخيان براحة فوق أعينها المُغلقه
ارتفع طرف شفتيه بإبتسامة تكاد تُلاحظ حين أخرجت تنهيدة خافته من بين شفتيها لكنه سرعان ما تحمحم و استقام بجذعه حين أدرك تصرفه
سار حيث باب الحمام ليتوقف مكانه و التفت نحوها مجدداً يراها تنام بسلام
قهقه بخفه و سار ببطئ نحو السرير ليقف حيث قدميها من ثم سحب الغطاء المتواجد اسفلها و حاصرها به من كلا الجانبين و بعدها سحبه نحو الأرض ليرمش جفنيها حين شعورها بجسدها يُسحب و تزامناً مع فتح عينيها ارتطم جسدها بالأرض لتتأوه بألم
"كيم جونغ إن أيها السافل سوف أقتلك"
صرخت بغضب و تحركت كي تقف من مكانها لكنها سرعان ما وقعت مرة أخرى لتصرخ بإنزعاج
"هل تُريدين مساعده صغيرتي؟"
"أنت من يجب أن تطلب المُساعده"
هسهست بتهديد و محاولاتها بالوقوف لم تتوقف إلي أن تمكنت من النجاح لتهز جسدها كي تتحرر من الغطاء المُحيط بها فـ أسرع إليها يُقيد جسدها بين ذراعيه مُحتضناً إياها بقوة
"يااا ماذا تفعل؟"
"عديني لن تفعلي شيئاً لي "
" تشه أنت تحلم... هذا لن يحدث "
شخرت ساخره فـ ضغط بذراعيه حول جسدها أكثر
"أنت تخنقني"
"عديني هيا"
"إذا كنت جباناً هكذا فلماذا فعلت ذلك هااا؟"
حركت رأسها إلى الخلف ثم اعادته إلى الأمام بحركة سريعه لتضرب وجهه فـ صرخ بألم و اختل توازنه ليقع و هي فوقه
" اااه انها تقتلني، يا إلهي لقد وقع فوقي فيلاً يزن الملايين من الأطنان"
صرخ بدراميه لترفع حاجبيها بتفاجؤ من طفوليته
" اصمت جونغ إن "
" إنها تقتلني لينقذني أحد ما"
"ياااا"
صرخت عليه ليضحك بخفه ثم عاد يصرخ لتزفر هي
"أقسم ان لم تصمت فـ سوف أبصق بـ فمك "
عينيه اتسعتا و ضم شفتيه سريعاً بقهقهة مكتومه فتجعد أنفها بإنزعاج و حين أوشكت علي ضربه قاطعهما صوت هايون المُستنكر
" ماذا تفعلان؟ "
رفعت رأسها ببطئ نحو هايون كما فعل جونغ إن الذي ابتسم بخبث مجيباً إياها و هو يُعيد نظراته نحو تلك التي تعتليه
" أُعاقب صغيرتي التي تشاهد أشياءً للكبار منذ الصباح"
أعين هانييل اتسعت و أخفضت نظراتها نحوه فاتسعت ابتسامته الخبيثة و أحد حاجبيه ارتفع و انخفض بحركة سريعه مستفزاً إياها
" أنت..."
صاحت به ثم تنهدت لتستقيم من فوقه ثم خرجت من الغرفة حين لم تجد ما تقوله بينما هو ضحك بصخب تحت نظرات هايون المُنزعجة
" حبيبي..."
انتحبت بعبوس و انحنت لتجلس فوق ساقيه علي الأرضية حيث كان مُمدداً فاعتدل بجلسته و أمسك بجانبي خصرها يهمهم بتساؤل
" أنا جائعة"
" اااه موعد دواء هانييل، أوشكت علي نسيانه"
هتف بتذكر و دفعها بخفه ليقف من مكانه مُتجهاً إلي المطبخ كي يُجهز الإفطار بينما هايون عقدت حاجبيها و هي تلحق به
____________
تناولت سويون شيئاً سريعاً بينما تركض بمكانها بتعجل تحت أنظار والدتها و زوجة أخيها المنصدمة من اهتمام سويون المبالغ بعدم التأخر علي موعد تدريب ميني بينما الصغير و لأول مرة في حياته بدا غير متحمس للذهاب إلي تدريب معمله المفضل
"بالمناسبة... اذهبي أنتِ لإصطحاب ميني بعد التدريب لأنني أمتلك عملاً هاماً"
سويون تحدثت علي عجل و هي تسحب الصغير من فوق كُرسيه و هو بكل راحة تنهد كونه سيتخلص من الإحراج الذي تسببه له علي الأقل لليوم
"لكنني مشغولة و..."
"لا ،أمي رجاءً لتأتي أنتِ أو جدتي لإصطحابي اليوم "
ميني قاطع والدته برجاء لتهز رأسها بالنفي كونها مشغولة فالتفت نحو جدته بأعين لامعة و عبوس
"حسناً لا بأس"
والدة سويون وافقت لتُربت علي رأس حفيدها بإبتسامة فضمت سويون شفتيها بحماس و ركضت بعدها و هي تسحب ميني خلفها إلي الخارج تحت نظراتهم المُتعجبة
أوصلت ميني إلي موقع التدريب و...
هي اختفت داخل ذاك المبني بعدما اختبأت هناك بحذر كي لا يُلاحظها ميني أو المُعلم الدائري
قضت ساعات خلف نافذة مُطّلة علي غرفة المسرح... و حين انتهي التدريب هي ركضت إلي خارج المبني بأقصي سُرعتها
كانت كـ لص هارب من الشرطة بتلك التصرفات و لكن الإختلاف أن من كانت تهرب منه هو نفس الشخص الذي تُراقبه لتلحق به
كيونغسو صعد إلي سيارته فركضت هي نحو الطريق توقف سيارة أجرة مطالبة السائق باللحاق بسيارته
المُعلم الدائري كما تُلقبه هي دلف إلي منزله يُغلق الباب خلفه فابتسمت بإتساع قبل أن تخرج من سيارة الأجرة ثم ركضت نحو الباب تقف أمامه لتضبط بيدها السليمة ثيابها و خصلات شعرها التي تبعثرت اثر ركضها قبل أن ترفع يدها لتدق الجرس
سويون سحبت نفساً عميقاً حين سمعت صوت خطواته تقترب من الباب و حين فتحه هي ابتسمت ببلاهة ابتسامة متسعه بينما هو رمقها بنظرات فارغة...
"آنسة سويون!"
همس بإستغراب و أمال برأسه قليلاً يحاول استيعاب أنها هنا حقاً تقف أمام باب منزله
" مرحباً كيونغ"
لوّحت له بأريحية و سارت بعدها نحو الداخل دون استئذان لتتسع أعين كيونغسو بخفه و هو يُراقبها تدخل منزله بأريحية و كأنه منزلها الخاص
" كيونغ؟!.. "
لحق بها يتسائل بإستغراب و هي لم تسمعه أو ربما تجاهلته عن قصد بينما تتلفت حولها بإنبهار
"هل تعيش وحدك؟ أين والديك؟"
رمش بضعة مرات قبل أن يتحمحم بتوتر
" منزلهما بعيد عن مقر عملي لذا أعيش وحدي... عذراً آنسة سويون لكن ماذا تفعلين هنا؟ بل كيف تعرفين عنوان منزلي؟"
"اااه بشأن ذلك..."
التفتت إليه فرفع حاجبيه بخفه
" لقد لحقت بك إلي هنا"
"لماذا؟ "
ملامحه المذهولة جعلتها تضحك بخفه ثم ركضت لتجلس فوق الأريكة
" أردت معرفة أين تعيش "
" و... لماذا تريدين معرفة أين أعيش؟ "
اقترب يجلس مقابلاً لها و أمال بجذعه قليلاً إلي الأمام مشابكاً كفيه سوياً مُتجاهلاً النظر نحوها كي لا يري ملامحها التي قد تستفزه فيفقد أعصابه
" حين أتصل بك بالطبع ستقوم بحظر رقمي لذا يمكنني حينها إزعاجك بمنزلك... بالمناسبة لقد حصلت علي رقمك حين كنت أعبث بهاتفك البارحة"
تنهد كيونغسو و أعاد ظهره إلي الخلف يستند به ضد مسند الأريكة بينما ينظر إليها بهدوء
"آنسة سويون..."
همهمت إليه بإبتسامة ليُبلل كيونغسو شفتيه
" هل تعين ذلك أنكِ للتو اقتحمتي منزل رجل غريب و ذاك الرجل يعيش وحيداً و أنتِ آنسة جميلة لذا ربما يستغل الأمر و اللوم سيقع عليكِ أنتِ فقط..."
"أنت تظن أنني جميلة؟"
قاطعته بصراخ مُتحمس فرمش بضعة مرات قبل أن يترك مقعده مُتجهاً نحو المطبخ فلحقت به بحماس
"أنا لا أستغل المواقف لكن هذا لا يمنع أن ما تفعلينه خاطئاً... "
" هل ستطبخ؟ أنا جائعه "
انتحبت بعبوس و هي تُمسد معدتها ثم اقتربت من مقعد عالي يتواجد أمام طاولة المطبخ التي تفصله عن غرفة المعيشه فتنهد كيونغسو حين أكملت هي
" منذ الصباح و أنا أنتظرك لذا لم أتناول شيئاً "
"تبدين كمُلاحقة مهووسه و هذا مُخيف "
علّق بهدوء و استدار يُخرج قطع دجاج من الثلاجة ثم أخرج الخُضرة بينما سويون قهقهت ببلاهة
" لو أنني أعرف أنك هادئ بمنزلك هكذا للحقت بك منذ اليوم الأول كي أتحدث معك... كيونغ انظر لي "
تنهد و التفت نحوها قائلاً بإنزعاج
" أعتقد أنني أكبر منكِ لذا رجاءً قدمي لي بعض الإحترام"
رفع نظارته بسبابته فـ صفّرت سويون بإعجاب
"بالتفكير في الأمر أنت الأكثر وسامة و أنت تقوم بهذه الحركة "
قلّدت حركته و هو يعدل نظارته بسبابته فابتلع كيونغسو ريقه بتوتر و عاد إلي ما كان يفعله بينما هي مدت يدها السليمة نحو الطاولة تطرق عليها بأصابعها بينما تقول
" قبل أن أنسي ما أتيت لأجله... ميني يكون ابن أخي و هو طفل مزعج و متنمر صدقني.. أقسم لك أنه كذلك لذا يجب أن تعتذر لي لصراخك عليّ سابقاً كما أنك تسببت في كسر ذراعي"
استدار نحوها برأسه رافعاً أحد حاجبيه بسخرية فتحمحمت هي و قهقهت بسذاجة
"حسناً أنت فقط ساهمت بكسر ذراعي "
سحب نفساً عميقاً ثم زفره يتجاهل ثرثرتها إلي أن انتهي من تحضير الطعام ليقترب منها حتي جلس علي المقعد المجاور لها واضعاً طبقاً أمام كل منهما
" الرائحة.."
سحبت نفساً عميقاً تشم رائحة الطعام ثم زفرته بإبتسامة متسعه لترمق كيونغسو بنظرة سريعه قبل أن تبدأ بتناول الطعام بذراعها السليمة
"هل يمكنك... تناول الطعام بيدك اليُسري؟"
سألها بملامح تجعدت بقلق و هو يراها تتناول الطعام بفوضوية و هي أومأت إليه بإبتسامة مُتسعة و فم مليئ بالطعام فهمهم بـ شك و بدأ هو الآخر يتناول طعامه بهدوء
" لا أحد في المنزل سيُطعمني لذا أحاول استخدام يدي اليُسري و نوعاً ما اعتدت علي ذلك لكن... "
رفعت رأسها نحوه ليرفع رأسه هو الآخر ينظر إليها
"يُمكنك إطعامي إذا أردت"
رمشت بضعة مرات تضم شفتيها ببراءة مُصطنعه و اقتربت منه ببطئ فحدق بها كيونغسو بفراغ ثم دفع وجنتها بسبابته هامساً
" غادري بعد أن تنتهي و رجاءً لا تُكرريها مُجدداً فأنا لا أحب أن يتطفل أحدهم علي حياتي"
ابتلعت سويون ما بفمها و تحمحمت تمسح علي شفتيها برُقي قبل أن تستقيم بجذعها أمامه
"حسناً لن أفعل لكن عدني أنك ستُجيب رسائلي و اتصالاتي و لن تقوم بحظر رقمي"
"أنتِ... لم تفعلين ذلك؟ "
أمال برأسه بعدم فهم لتميل هي الأخري برأسها و ابتسمت
" لأنني أُفكر بك كثيراً منذ التقيتك"
تنهدت نهاية حديثها فانقبض قلب كيونغسو و هو ينظر إليها بتوتر قبل أن يتحمحم و قفز من فوق الكُرسي ليسير بالطبق خاصته نحو الحوض
" هل ستُجيب رسائلي؟ "
" نعم، فقط غادري"
أجابها بسرعة و رفع نظارته بسبابته بينما يرمش بتوتر فاتسعت ابتسامة سويون و أخرجت هاتفها تكتب رسالة له ليُخرج هاتفه ينظر إليه
(مرحباً هذه أنا سويون)
التفت نحوها بإستغراب فرفعت هي حاجبيها
"أرأيت؟ أنت لم تُجيب رسالتي الأولي حتي "
" هذا.. لأنكِ لازلتي هنا"
أجابها بذهول فرفعت كتفيها بلا مبالاة
"يجب أن تُجيبني بغض النظر عن المكان و الزمان و مهما كانت المسافة بيننا، كيف تريدني أن أثق بك و أنت تتجاهلني قبل أن يمر ساعة واحدة علي الأقل منذ اتفاقنا؟! "
أنهت حديثها بدرامية مبالغة فرمش كيونغسو بضعة مرات ثم مسد جبينه بإنزعاج قبل أن يُجيب رسالتها
(حسناً، سأُسجّل رقمك)
رفع عينيه نحوها لتنظر إلي هاتفها تقرأ الرسالة ثم قهقهت برضا
" إذاً سأتصل بك لاحقاً كيونغي، إلي اللقاء "
لوّحت له و ركضت نحو الباب بينما تقفز بحماس فتلفت كيونغسو حول نفسه قبل أن يتنهد
"هل حقاً تراني جميلة ؟"
استدار بتفاجؤ حين شعر بها قريبة منه لتتسع عينيه عندما وجد وجهها يكاد يلتصق بخاصته
هو حتي لم يشعر بها حين عادت إليه
" هااا؟ "
رفعت حاجبيها تحثه علي الإجابة بينما ابتسامتها اتسعت بفضول فعقد حاجبيه بإستغراب ثم ابتسم مُمسكاً بمرفقها يجرّها نحو الباب كي تُغادر
" أجبني فقط و أنا سأُغادر بنفسي"
ضغطت بقدميها علي الأرض كي لا يتمكن من دفعها أكثر فتوقف كذلك حين سحبت مرفقها من كفه و قفزت لتقف أمامه
" هيا أخبرني"
هزت جسدها بدلال لتضيق عقدة حاجبيه ثم تكتف أمامها
"و هل هذا مُهم؟"
"نعم، لذا أخبرني الحقيقة"
أومأت بعنف فسحب كيونغسو نفساً عميقاً قبل أن يومئ
" أنتِ جميلة آنسة سويون"
"حقاً!"
عينيها لمعتا بحماس و هو أومأ بخفة فصرخت سويون بينما تركض مُغادرة منزله بسعادة تحت نظراته الهادئة
"غريبة أطوار"
تمتم ليُغلق باب المنزل ثم قهقه بخفة و هز رأسه إلي الجانبين بعدم استيعاب
____________
"ألن تذهب إلي العمل لمدة أسبوعين حقاً؟ انظر لها إنها تبدو بخير تماماً"
هايون شهقت بتفاجؤ و بنهاية حديثها هي أشارت علي هانييل بنظراتها المُنزعجة فقلبت المقصودة عينيها بغضب و عقدت ذراعيها إلي صدرها بحركة عنيفة
" رافي سيقتلني إذا عدت إلي العمل قبل أن يؤكد الطبيب أنها أصبحت بخير "
استدارت هانييل برأسها نحو جونغ إن الذي أجاب بلا مُبالاة يُشاهد التلفاز بتركيز
" اذهبي إلي الداخل فهناك ما أرغب بالتحدث بشأنه مع كاي"
بإنزعاج أشارت إلي هانييل و اقتربت تلتصق بكاي الذي همهم مُعتقداً أن الحديث موجه إليه
" أنتِ هنا منذ الأمس و قد وافقت علي استضافتك بمنزلي لذا لا تتواقحي معي كوني لا أقول شيئاً "
قهقهت هايون بسخرية و ابتعدت عن جونغ إن قليلاً لتميل برأسها قائلة بإستفزاز
"هذا ليس منزلك بل منزل حفيد عائلة كيم الوحيد، كونك عشيقة السيد سون هون فهذا لا يعني أن هذا منزلك، إنها مسألة وقت و بعدها سيتم القائك في الشارع حيث المكان الذي يليق بكِ أيتها اليتيمة "
" أنتِ...."
هانييل صاحت بغضب و وقفت من مكانها تُشير نحو الأخري بسبابتها فـ جفل جونغ إن بفزع ليرفع رأسه نحو هانييل ثم التفت حيث هايون التي تجلس بجانبه
لقد كانتا هادئتين منذ لحظات
" ما الذي يحدث ؟"
سأل بتفاجؤ لكن لم يتلقي رداً
" أنا ماذا؟ هل أنا مُخطئة ؟ أراهن حتي أنك تحاولين إغراء كاي كي تحصلي علي كل شيئ "
" اهدئا و أخبراني ماذا يحدث "
جونغ إن وقف يُشير لهما بالهدوء لكن ما قالته هايون لن تُمرره هانييل بسهولة
" هل تظنين أن الجميع مثلك يحاول إغراء رجل متزوج و إفساد حياته ؟أنت ..."
ضمت هانييل شفتيها لبضعة لحظات تحاول عدم التمادي لكن صوت هايون و هي تتحدث عن سون هون و كذلك حين لقبتها باليتيمة تردد بعقلها فانفجرت بوجهها تُكمل
" أنت عاهرة لذا تظنين الجميع مثلك ..."
أعين كلاً من هايون و جونغ إن اتسعت بصدمة لينظر إلي هانييل بتفاجؤ لكنها أكملت علي أي حال
" ربما تعتقدين أن الرجال جميعاً مثيرين للإشمئزاز كما جونغ إن الذي يفقد صوابه حين رؤية أي إمرأة لكن أبي سون هون لم يكن كذلك أبداً لذا لا تتحدثي عنه بهذه الطريقة "
" هانييل "
جفلت حين صرخ بها جونغ إن بغضب لتبتلع ريقها ثم أدارت وجهها بعيداً عنهما عاقدة ذراعيها إلي صدرها
" اعتذري الآن "
نفت برأسها بعنف فأمسك بذراعيها بقوة يجعلها تلتفت إليه فتقابلت عينيها مع أعين هايون التي تبتسم بإنتصار
" اعتذري عن هذه الوقاحة "
" لن أعتذر عن قولي للحقيقة بل هي من يجب أن تعتذر لأنها تحدثت عن أبي سون هون ، من تظن نفسها لتذكره "
صرخت به بالمُقابل فضغط بأنامله بقوة أكبر علي مرفقيها جاعلاً من ملامحها تتجعد بألم
" إنها حبيبتي "
" لا بل عشيقتك جونغ إن ، إذا كان هناك شخصاً مُقززاً هنا فهي و ليس سواها لذا من الأفضل أن تنظر إلي حقيقتها قبل التحدث عن الآخرين بالسوء "
"هانييل "
صرخ بها مُجدداً و رفع يده بقصد صفعها فاتسعت عينيها لتصرخ
" إلي الخارج كلاكما ، لا أريد رؤية وجهكما "
" اذهبي إلي غُرفتك هانييل "
جعدت ملامحها بإنزعاج و بصدر يعلو و يهبط بوتيرة سريعه هي تبادلت النظرات معه إلي أن همست بخفوت
" لا أُريد رؤيتها بمنزلي مُجدداً "
" للأسف لا تملكين الحق في تحديد من يدخل أو يخرج من منزلي "
أجابها بإستفزاز يضغط بأحرفه علي كلمة منزلي يؤكد إمتلاكه له فعقدت حاجبيها لتبدأ بالتحرك بمكانها و صرخت بوجهه فعقد حاجبيه مُنزعجاً من صوتها
" توقفي هانييل "
صرخ بها كي تتوقف لكن صوتها أصبح أعلي إلي أن بدأ جسدها يتمايل بضعف فتوقفت عن الصراخ ليلتقطها جونغ إن بين ذراعيه
" هـ هانييل "
همس يُربت علي وجنتيها بأحد كفيه ببعض القوة بينما اليد الأخري كانت تسند جسدها
" غادري الآن هايون "
صاح بها فعقدت حاجبيها و اقتربت تضع يدها علي كتفه فنفضها بإنزعاج
" غادري الآن و لنتحدث لاحقاً "
صرخ نهاية حديثه فشهقت بفزع ثم سارت حيث غُرفته تُبدّل ثيابها و غادرت منزله بينما هو انحني يحمل هانييل ليسير بها حيث غُرفتها
" رافي سيقتلني "
هسهس بفزع ليتركها فوق السرير ثم ركض إلي خارج الغُرفة باحثاً عن هاتفه بينما هانييل فتحت إحدي عينيها حين اختفي صوت خطواته خارج الغُرفة
تنهدت براحة حين وجدت غُرفتها فارغة من سواها ثم ضمت شفتيها بإبتسامة لتنزلق بجسدها أسفل الغطاء
" كدت أفقد وعيي حقاً"
قلبت عينيها تُتمتم برعب كونها فزعت بصدق حين صرخ بـ هايون فجأة لكن لحسن حظها هو لم يلحظ انتفاضة جسدها بين ذراعيه و إلا لكان اكتشف كذبتها
" يا إلهي ماذا أفعل الآن ؟"
تمتم جونغ إن بفزع و هو يبحث بهاتفه علي أي شخص قد يتصل به بينما يسير بخطواته عائداً إلي غُرفة هانييل
" استيقظتي ؟"
تسائل بلهفة و هو يقترب منها حين وجدها تنظر إلي الفراغ و بعبوس و حزن أجادت هانييل إظهاره هي استقامت بجذعها
" لا أُريد رؤيتها مُجدداً "
همست بخفوت و هي تنظر إلي أناملها التي تُشابكها سوياً و هو سريعاً أومأ بالموافقة
" حسناً لا بأس"
" أعلم أنك تهتم بي لأجل صديقك فأنا سمعتك تقول هذا منذ قليل ..."
همست مُجدداً و هو همهم إليها فتنهدت
" إذا أردت فيُمكنك العودة إلي عملك لست بحاجة لتصنّع إهتمامك بي ، أنا بخير "
اختبأت أسفل الغطاء بعبوس لتُغلق عينيها بحزن كونها توقعت أن ينفي ذلك و إن كان بالكذب
" هل تُريدين شيئاً ؟"
" أغلق الباب خلفك "
أجابته بخفوت فأومأ بهمهمة بسيطة قبل أن يُغادر الغُرفة براحة كونها استفاقت قبل أن يضطر للإتصال بالطبيب و يعرف رافي بالأمر بطريقة أو بأخري
___________
"أخي"
هتفت سويون بمرح حين أجابت إتصال أخيها و المقصود قهقه بخفه
" إذاً و أخيراً تنازلت أميرتنا و أجابت اتصالاتي"
ضحكت ببلاهة و حكت مؤخرة رأسها بخجل ليتنهد هو
"هل حدث شيئ؟ أعني هل غاضبة مني لذا لا تُجيبين؟"
"لا، لا الأمر ليس كذلك..."
نفت سريعاً ليُهمهم هو يحثها علي الحديث
" ظننتك مُنزعجاً مني و ستوبخني لذا.. "
رفعت كتفيها نهاية حديثها فعقد هو حاجبيه بإستغراب ثم تنهد
"إذاً بالمرة القادمة أجيبي و اعرفي بنفسك إذا كنت مُنزعجاً أم لا، حسناً؟ "
أمال برأسه مُتسائلاً بلطف فهمهمت هي ثم اقتربت لتجلس علي طرف السرير خاصتها و فرقت بين شفتيها بنية التحدث عن ما يحدث بالمنزل لكنه قاطعها علي عجل قائلاً
"أعتذر سويون لكن لدي عمل الآن، لنتحدث لاحقاً "
" حسناً أخي، إلي اللقاء "
أغلقت الهاتف بتنهيدة مُحبطة لتبتسم بإتساع حين لمحت إسم المُعلم الدائري و بدون تردد هي قامت بإرسال رسالة له
( هل أنت نائم؟)
عضت شفتها السُفلي بحماس تنتظر رده لكن كيونغسو كان يجلس بغرفة المعيشة بمنزله ينظر أمامه حيث تلك الفتاة العابسة
" والداي قادمان غداً"
تحدث بهدوء لتومئ إليه دون رفع عينيها نحوه فتنهد
"هل يجب أن أذهب معكم؟"
"ألا تُريد ذلك؟"
قهقهت بسخرية فضم كيونغسو شفتيه بخط مُستقيم يتنهد بضيق
"الأمر ليس كذلك لكن لدي تدريب غداً"
بينما علي الجانب الآخر سويون كانت تلتفت إلي هاتفها من حين إلي آخر تتأكد من رؤيته الرسالة لكنه لم يفعل بعد
"لا تأتي ليس و كأن فستان زفافي بالشيء الهام "
أغلق كيونغسو عينيه بقوة ثم وقف من مكانه هامساً
"مين هاي... لا يُمكنك لومي وحدي علي ترك حبيبك لكِ"
ضحكت المقصودة و وقفت من مكانها لتقترب منه حتي أصبح لا يفصل بينهما سوي بضعة انشات
" ألم تكن أنت من رفضت عدم إيقاف هذا الزواج؟ "
عقد حاجبيه بعدم رضا ثم أومأ
"أعتذر علي ذلك "
أدار وجهه بعيداً عنها حين لاحظ انزعاجها من ما قال
" سأغادر "
صاحت بغضب و التفتت تسحب حقيبتها ثم غادرت منزله فتنهد ليتجه إلي غُرفته
بملل سحب هاتفه من فوق السرير حيث تركه حين سمع صوت رنين الجرس
"هل أنت نائم؟"
همس يقرأ رسالة سويون لينظر إليها لبضعة لحظات بهدوء قبل أن يُجيب
(نعم)
انتفضت سويون تنظر إلي هاتفها حين وصلتها رسالة لتبتسم بإتساع
( إذاً هل تُجيبني بأحلامك؟ يا إلهي هل كيونغسو قام بدعوتي لزيارة أحلامه للتو؟)
ضحك بخفه و هو يقرأ رسالتها ليُلقي بجسده فوق السرير
(أنتِ من اقتحمتي أحلامي للتو و حولتها إلي كوابيس لذا أتيت لأرجوكِ بتركي و شأني)
(هل لا ترتدي نظاراتك ؟ أشعر بأنك أخطأت بالشخص الذي تتحدث معه الآن؟)
عبست بخفه و هي تكتب رسالتها بينما هو ابتسامته اتسعت
(إذاً لنتأكد من ذلك... هل أتحدث الآن مع الآنسة مُتنمرة التي تلتهم الأطفال الصغار)
عينيها اتسعتا ثم نفخت وجنتيها بإنزعاج
(نعم و هيا اذهب للنوم قبل أن ألتهمك أنت الآخر)
ضحك بصخب و استدار ينام علي أحد جانبيه قبل أن تتسع عينيه بخفه
(مهلاً أنا لست صغير)
(بلي أنت صغير و دائري كذلك)
قهقهت بـ شر و أغلقت هاتفها تضعه فوق الطاولة كما فعل هو ليهمس مع نفسه بتساؤل
"ما المقصود من هذه الدائري؟ "
_______________
خرجت هانييل من غُرفتها بينما تحمل حاسوبها لتجلس بغرفة المعيشه بينما جونغ إن كان يجلس هناك مُسبقاً و كما يبدو فهو الآخر كان مشغول بحاسوبه لذا هي خمنت أنه يعمل
"أووه أصبحتي بخير؟"
سألها دون أن ينظر نحوها فتنهدت لتُهمهم إليه قبل أن تجلس فوق الأريكة واضعة الحاسوب فوق فخذيها بعد أن عقدت قدميها سوياً
"هل تناولتي دوائك؟"
همهمت مُجدداً ليرفع رأسه نحوها يرمقها بنظرة سريعه ثم ابتسم بخبث
"ماذا ستفعلين؟ هل ستشاهدين أفلام الكبار و أنا هنا؟"
رفعت عينيها نحوه بتفاجؤ فاتسعت ابتسامته لتزفر بحنق
"يااا، لا يوجد أحد هنا لذا توقف عن إزعاجي بهذه الكلمات"
"لماذا؟ أليست الحقيقة؟"
كادت تُجيبه لكنها اكتفت بالصمت و ضمت شفتيها تُغلق عينيها بإنزعاج
" أياً يكن "
هزت رأسها لتضبط نظارتها ثم رفعت شاشة الحاسوب لتفتحه بينما جونغ إن أغلق حاسوبه و وضعه فوق الطاولة أمامه لـ يُراقب هانييل بفضول
" بحق ماذا تفعلين؟"
اقترب ليجلس بجانبها ينظر إلي ما تفعله فـ تجاهلته تُعطي كامل تركيزها لما تفعله
"لماذا تبحثين عن عمل؟"
حركت عينيها نحوه ترمقه بنظرة سريعه ثم أعادت عينيها إلي الحاسوب
" لأنني أنهيت دراستي"
"لا أقصد ذلك، لكن أنتِ ستحصلين علي مصروف شهري مني طوال فترة تواجدنا سوياً كما أنكِ حين تتزوجين سـ..."
"سأحصل علي أموال زوجي؟!"
قاطعته بقهقهة خافته و هو أومأ
" لن أعمل من أجل المال بل لغرض آخر"
"و ما هو؟"
أمال برأسه نحوها فنظرت إليه بجانبية تُجيبه قبل أن تعيد عينيها للشاشة مجدداً
" أريد أن أُحقق حلم أبي سون هون، هو كان واثقاً بي و بأنني سأصبح يوماً المسؤولة عن قسم تطوير الأجهزة الإلكترونية بإحدي الشركات العالمية كما أردت منذ كنت صغيرة لذا كما تعلم... لكل شيئ بداية و بدايتي هي البحث عن عمل الآن"
رفعت كتفيها نهاية حديثها و استدارت بعدها تُعطيه ظهرها ليتنهد
" لماذا تهتمين لشخص ميت علي أية حال؟ "
" لأنه أبي و عدم تواجده علي قيد الحياة لا يعني قتل ذكرياتنا أو حبي تجاهه، نجاحي ذاك سيجعلني أشعر بأنه لايزال بجانبي... أنت لن تفهم ذلك "
أجابته ببساطة و ابتلعت غُصتها ليعقد حاجبيه
"لم تُحبينه إلي هذا الحد الذي يجعلك تهتمين لأمره حتي بعد وفاته؟ "
تنهدت و رفعت رأسها لبضعة لحظات قبل أن تضع الحاسوب جانباً ثم التفتت إليه
" للعديد من الأسباب، إذا كنت تهتم حقاً فلن أمانع إخبارك بالتفاصيل لكن هذا سيستغرق بعض الوقت لتفهمه و إذا لست مُهتماً فلن أُخبرك "
"فضولي أنا تجاه الإجابة لكن لن أُضيع وقتي بالإنصات إلي مواقف جدي الرومانسية معك فمجرد التخيل يجعلني أرغب بالتقيؤ"
رمقته بفراغ ثم همهمت و عادت تُعطيه ظهرها
" اذاً لا تطرح هذا السؤال مُجدداً و تُزعجني "
تبادل النظرات بين مؤخرة رأسها و أناملها التي تضغط علي أزرار الحاسوب ثم وقف ليعود إلي مقعده فهمست هي بتساؤل دون أن ترفع عينيها نحوه
" لماذا... لماذا أنت لا تُحب أبي سون هون؟"
نظر نحوها بهدوء قبل أن يبتسم بجانبية قائلاً
" هذا لا يحتاج وقتاً أو تفاصيل لذا سأُخبرك السبب حتي و إن كُنتِ لا تهتمين"
رفعت عينيها نحوه ببطئ إلي أن استقرت بعينيه ليتبادلا النظرات لبعض الوقت قبل أن يُجيب هو بهدوء
" لأنه كان مُراهقاً يهتم للفتيات الصغار و يظن أنه الوحيد القادر علي أن يُصبح غنياً و ناجحاً لذا كان يُقلل مني بكلمات معسولة يظنني مُغفل لتصديقه، هو دائماً كان يُخبرني أنه يُحبني و يثق بي و سيفعل المستحيل لأجلي لكن المرة الوحيدة التي طلبت منه شيئاً هو رفضه لذا نعم... أنا لا أحب ذاك العجوز "
اهتزت شفتي هانييل لتضمهما بعبوس و هي تُنصت إلي كلماته التي ارتجفت بها نبرته رغم تصنعه البرود و الحقد تجاه والدها
أعين جونغ إن كانت حادة، حمراء غاضبة و لامعة كما لم تكن من قبل
و كأن شخص ما قد تقصد حشو رأسه بالهراء حول جده لذا هانييل همهمت تومئ إليه كي لا يتفاقم غضبه
" هل أخبرت أبي بذلك من قبل؟"
"أووه نعم و سخر من مشاعري قائلاً أنني أفهم الأمور بصورة خاطئة"
قهقه بسخرية و أدار عينيه كي لا يبكي فابتسمت هانييل بخفة هامسه
"هذه لم تكن سخرية بل كان يقول الحقيقة"
وقفت بهدوء لتحمل حاسوبها كي تعود إلي غُرفتها بينما جونغ إن راقبها بحاجبين معقودين إلي أن دخلت غُرفتها و أغلقت الباب فقهقه بلا فُكاهة و هو يتلفت حول نفسه بضياع
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top