الخـطـوة الثـامـنـة
_____
ضحية غيمة
عنوان فكرت فيه حين كنتُ أطوف على إحداها حتى بدأت بسحبي بعمق ليزداد سحبها لي ، لتصبح هي البحيرة و أنا الغريق
كُنت أغرق و بشدة ، إلا أني عجزت عن الحراك أو الصراخ بالنجدة لأن الدفىء الذي كان يلفني وسط غرقي كدرع حامي لي أقوى من صوتي المناجي و أقوى من أي طاقة ملكتها يومًا
بدأ الدفء يزحف من كل جسدي ليصل إلى وجهي إلا أن غطاه بالكامل هنا أدركت بأني بدأت أفقد أنفاسي كان دفءًا خطيراً و خانقاً
جفلت بقوة في مكاني قبل لحظات من موتي
في الحلم ~
« حُلم »
همست بخفة و أنفاسي تتصارع على الخروج أولا لأمسح عيناي بخفة قبل أن اشرد قليلاً أطالع الحائط الزجاجي الواقع أمامي لأتنهد براحة مر زمن منذ إستيقاظي براحة و مزاج جيد كهذا
أحسست بدغدغة عند رقبتي من الجانب لأرفع يدي بغية حكها إلا أني تصلبت و كأن أحدهم أمسك آلة التحكم بي لإيقاف حركتي
طالعت الأيدي الملتفة حولي بجفون تكاد تتشقق من الصدمة ،لأغير نظري نحو المنطقة التي أردت حكها إلا أن توقف عقلي عن العمل
الحكة لم تكن سوى نتيجة إرتطام أنفاس أحدهم بي و نثر شعره الفحمي على رقبتي مع رأسه الغارق بها
كيف لم أستشعر وجوده!!
و كيف نمت حتى!!
كان يعانقني بطريقة حميمية مخدرة لأضلعي بالرغم من أني كنت أشتغل غضباً و ليس خجلاً إلا أني لم أستطع تحريكه ،جسدي عاجز عن الحركة كليًا
ربما بسبب الدفىء الذي ينشره علي ؟
أهذا يفسر الحلم المريع الذي حلمت به مسبقًا؟
لذا علي التحرك قبل أن يهرس رأسي و يخنقني
أزلت يداه عني ببطىء ،تخدر جسده التام ساعدني فهو كالأموات لم يحرك ساكناً حتى عندما أشتدت حركتي إهتياجاً و أنا أزيله عني
اللعنة هو يضع نصف ثقله علي!!
أزلت رأسه لأزيحه محاولاً إدارته إلى الجانب لأمسك نصف جسده العلوي المتكأ على كتفي باليد الآخرى
إلا أن إنزلق ثقله من بين يدي عند آخر لحظة ،و سحقاً الآن كامل جسده على كامل جسدي هل يراني فرشًا من الريش له أم مفتولة العضلات القادرة على تحمل ثقله
تأففت بغضب بعد أن أنيت بألم من ثقل جسده الذي إرتمى على جروحي العشوائية
حملت رأسه بيداي الإثنتان و قبل أن ينزلق مرة أخرى ضربت منتصف جبهته بأطراف أصابعي ليرتمي رأسه بجانب رأسي لكن على الفرشة هذه المرة
حتى الدببة القطبية لا تنام هكذا !!
بقي جسده ساكن على خاصتي
هل قلت مسبقاً بأني أكره بنية جسدي الهشة!
حملت كتفيه الثقيلان ، لأرفع قدمي نحو معدته أثبته قبل أن يسبب ضرراً أكبر بجروحي إذ إنزلق مرة أخرى
سحبت نفسي نحو الجانب لأرمي كتفيه على الفرشة ، تبقى معدته التي لن أعيدها لمكانها إلا بعد ركلها بقدمي التي تثبتها
سحبت جزئي السفلي إلا قدمي التي تثبته لأطبق خطتي و هي ركله لأتركه بعدها يكمل حلمه الذي من الواضح أنه غارق و بقوه به كما يغرق رأسه بالوسادة و جسده تعمق بالفرشة
هل يبدو لطيفًا؟
لأني أنا أحب هرس ما هو لطيف لأستشعر بلطافتها أكثر ، لذا ظهره هو طريقي الجديد
نزلت من السرير من جهته بعد أن دست على ظهره متعمدة فعل ذلك
غسلت وجهي بسرعة لأبحث عن حقيبتي أود الرحيل بأسرع وقت قبل أن يستيقظ و يلتقطني ،لا أريد مناقشة أموري معه
لا شيء يربطني به و لا أود الإختلاط به هو يبدو ذلك النوع المخادع من الناس الذي يعطيك إنطباعًا ملائكيًا عنه طامسًا ظل الشيطان الذي يتلبس ذلك الملاك
فتشت كل زاوية بالمنزل و لم أجدها إلا تلك الخزانة الطويلة لم أفتشها إذ كانت مغلقة بمفتاح ما
« لعين »
هسهست بحدة لأناظره بغضب
وقت المرح إنتهى ، ودع أحلامك يا عزيزي لأن كابوسك الواقعي قادم لإيقاضك
تقدمت له بخطوات سريعة في حين بدأت بخضه كعلبه الحليب بأمل أن يستيقظ
« هاي »
« أنت إستيقظ »
« أيها الدب »
هتفت عدة مرات بحدة إلا أن الإجابة كانت واحدة وهي " لا إجابة "
أخذت نفس عميق بنية إلقاءه و دحرجته أيضًا إلا أن المفتاح المعلق بأذنه لمع وسط أعيني ،ابتسمت بإنتصار لأمد يدي نية سحب المفتاح من الحلق المعلق بأذنه
لمست أناملي طرف أذنه ليرعبني هو بإنتفاضته المفاجئة ليدفعني بقوة للخلف أثرها سلبي عليه إذ تهاوى منزلقًا للخلف هو الآخر من الفراش إلى الأرض
« لا وقت لدي قم و أعطني حقيبتي! »
صرخت بحدة عليه لألحظ رفعه لرأسه بعد أن ظهرت بعض خصل شعره المتطايرة لي من جهة السرير المقابلة له
بدأ يقوم تدريجياً ليظهر لي كامل وجهه الذي انكمش اثر الضوء و أكتافه المتدلية نحو الاسفل بإرهاق ،كان مغمض لعيناه يبتلع ريقه ببطىء
سحقاً هل ينام و هو جالس بعد أن إهتزت الأرض من شدة وقوعه سابقاً!!
« أنت، هل أنت مستيقظ؟ »
سألت قبل أن يهمهم لي و هو يومأ ، إلا أن رأسه وقع على الفرشة عند آخر إيمائة له يكمل نومه ~
تباً ، أتمنى لو أستطيع النوم مثله
تنهدت بتعب لأقترب من جهته ، وقفت خلفه أناظر ظهره بغرابة
لستُ معتادة على التعامل مع أحد غريب و هو يستمر في إستفزازي و أنا لا أجد العنف سوى الحل الوحيد أمامي الان
هل أجره من شعره أو من أكتافه ؟
حاولت بطريقة الأكتاف أفل بقليل عن سحبه من شعره ولكن عند نهاية المطاف سحبت شعره كي يستيقظ
لم أصل إلى الخزانة حتى وجدته يقف أمامي يرمقني بحدة و هو يمسد شعره
« لما أنتِ متوحشة؟ »
« لأنه أمر لا يعنيك و الآن أعطيني حقيبتي و بسرعة »
هسهسهت بحدة أمام وجهه ليقلب عيناه بضجر هاتفاً بغضب
« إنها عطلة!
هل أيقضتني لسبب لعين كهذا! »
« أجل و أخرجها الآن من خزانتك اللعينة »
بدأ بالضحك بشدة لأرمقه بإستغراب
مالذي يحصل معه بحق الآلهة؟!
كان يضحك كما يضحك الأطفال على الدببة الثلاثة إلا أنه أنهى ضحكه بغباءه بعد أن ضرب رأسه بالخزانة عن طريق الخطأ و هو يترنح بنعس بضحكته
« لقد صدقتي خدعتي »
جحظت عيناي و أنا أراه يخرج الحقيبة بعد أن جر الكرسي الملقى بإهمال أمام آخر باب من الخزانة الذي قام بفتحه توًا من دون مفتاح!
« كان عليكِ الإنتباه أكثر و أن تبحثي بكل الأبواب قبل أن يمتلكك اليأس و الغضب الذي أنتج الفشل »
أردف بإبتسامة و هو يفتح آخر باب خزانة الذي كان مفتوحاً ، أعترف أنا لم أبحث به
« لا يهم أنا مغادرة »
أردفت و أنا أعطيه ظهري إلا أن أوقفني شده لمعصمي لأنظر له ببرود أوزع نظراتي بين يدي و عيناه ليتركها إلا أنه شدد من قبضته و هو يردف بأعين هلالية لامعة
« إنتظريني على الساعة الثامنة اليوم أمام باب الصيدلية »
أردف بثقة جعلتني أرمقه بإستغراب لا أستغرب طلبه لأنه لا يهمني بل أستغرب ثقته من قبولي طلبه!!
« لمَ؟ »
« يا إنها مفاجأة لا تفسديها! »
أردف بتذمر لأقاطعه ببرود
« لم أقصد سبب طلبك بل لمَ أنت واثق من قدومي؟»
أردفت ليحرك عيناه بإحراج بين الغرفة ليبتسم بمكر بعدها رادفاً
« ربما لأني أملك حل علاجك من تلك الحبوب اللعينة »
«كاذب »
إتهمته بعد أن إقتربت تجاهه بإنفعال بأعين ضيقة ليقترب هو الأخر واضعاً بين عيناي و خاصته طريق قصير نتأمل منه أعين بعضنا بوضوح
« الطبيب يكذب لكن المجرب لا يكذب أبداً عزيزتي »
« لا تتأخري سأنتظرك »
أفلتني تزامناً مع لفظه جملته لأتنهد بخفه
خرجت من منزله بعد أن أصر أن أرتدي ملابس المدرسة بالحمام خاصته بحجة أنه من المثير للإشتباه تغييرها بالمدرسة
في الواقع أشعر بالسعادة لأنه لم يصر على بقائي عنده ،هو لم يلهث خلفي يتأمل دقة خصري بالمشي كباقي الكلاب الذكورية التي طالما قابلتهم في حياتي
لم أنتبه لأي حصة من حصصي بسبب تفكيري بعرضه
في الواقع أنا أريد العلاج من تلك الحبوب بأقل ضرر ممكن،أريد أن تزهو حياتي و لو قليلاً بالرغم من إستحالة ذلك
الحصول على نوم هنيء هو أقصى طلباتي لذا أعتقد بأن الحصول على حياة زاهية بقاموسي ليس بتلك الصعوبة
قطع شرودي صوت المدير على السماعة
« الطالبة مين أفروديت إلى مكتبي حالاً »
____
رأيكم ؟؟
توقعاتكم ؟؟
دمتم بخير 💕
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top