الخطوة الرابعة و عشرون

_____

في إحدى الليالي إستخدمت شريط حظي بأكمله في هذه الحياة؛ فقط من أجل الإرتشاف منك وبعد أن تجرعت من حلاوتك عرفت بعدها الطعم الحقيقي لمرورة الإدمان وهو ذروة الفراق.

تلك الليلة التي تجرعت النبيذ فيها من شفتيك وأستطعمت الحلاوة بين حانات جسدك الفتنة و أقمنا حربًا سريرية خاصة بنا وحدنا.

لم أعتقد يومًا أني قد أتنازل عن مفاتني لأجل رجل وأن أشارك جوارحي قبل جسدي مع رجل ما
وأخر ما كنت أتوقعه هو أن يتعلق قلبي برجل فقد حقن الزمن مسبقًا في دمي جرعات كره لمجتمع الرجال مهما إختلفت شخصياتهم.

و لكنك كنتَ مختلفًا
لم تكُن بمكانة رجل في حياتي بل نجم أسترشد به الطريق، سند يتمسك بي قبل أن أستند عليه حتى، وفيكَ وجدت محطات تعبئة دفىء مجانية مخصصة من أجلي فقط تحثني على إكمال الطريق للعيش في أرض لا أرى سواكَ بِها.

و قبل بزوغ الشمس بقليل وجدتني أجمع كل ما يخصني من المنزل بغية التخلي عن سندي كي لا تؤذيه فطريات التعلق و التمسك بالأخرين.

أخشى أن يطول إسناده لي وتصيبه أمطار الأيام الصاخبة بغزاره فيبتل حتى تصيبه الرطوبة ويتراكم العفن عليه فيقتله المرض والتعب، فقط كي يسند عربة بلا إطارات لا يمكنها المضي للأمام أكثر!

أخذت قدماي تسير نحو الطريق الذي أتينا منه سابقًا إنها منطقة بعيدة عن المدينة قليلًا و على بعد بضعة أمتار يوجد محطة حافلات.

توقفت عند المحطة لأخرج هاتفي من جيب بنطالي نقرتُ على ذلك الرقم الذي لا يزينه إسم لأرسل رسالة إليه.

«أنا قادمة الآن».

«بإنتظارك».

أغلقت الهاتف دون الرد لأستقل الحافلة نحو وجهتي القادمة، أخذ الطريق ساعة و نصف تقريبًا لم أقم بفعل شيء سوى محاولة كبح الدمع المتطفل الذي يود التمرد عن حدود جفناي بشدة.

أعتقد أن لحظات الفراق هي أسوء اللحظات في العالم مهما إختلفت طريقة الفراق يبقى الألم نفسه لا علاج له ولا سد لذلك الثقب الذي يتوسط القلب ناشرًا الوحشة والحزن فيه.

تخطت أقدامي درجات المبنى الكبير الذي قصدته
كان مكتظًا بالبشر، من جميع الأعمار و من كلا الجنسيين بعض المظاهر كانت تعطيني لمحة عن مظهري المستقبلي والبعض الآخر كان يشبه حالتي مسبقًا في أول زيارة لي في هذا المكان، والبعض الآخر كان يعيش لحظة تمنيتُ لو أعيشها.

تمنيت لو أسكب دموع الفرح مثلهم عوضًا عن دموع الحزن التي تحرقني من الداخل.

رائحة المعقمات الطبية تصيبني بالغثيان بينما الملابس البيضاء تلك تشعرني و كأني ذاهبة إلى تكفين جسدي وهذه الجدران الباهتة تجعلني أتمنى فعلًا لو أضع نفسي في أسرع قبر مباشرة.

«لو سمحتِ».
ندهت إلى إحدى الممرضات لتجيبني بسرعة

«كيف أساعدك!».

«أين يقع مكتب الطبيب زانغ!».

«آخر الممر من جهة اليمين».

أومأت لها، متجه نحو مكتب من كشف لي حالتي سابقًا ومن خلال طلبه لي بإمضاء آخر أسبوع في تحقيق أمنياتي علمتُ عن نتائج فحصي.

طرقت باب مكتبه ليصل إلي صوته المفعم بالحيوية كمظهره أيضًا، هو رجل يشبه الشمس لا يكف عن الإشراق صباحًا ومساءً من خلف القمر السارق «تفضل».

«أفروديت أهلًا بكِ».

قام عن مجلسه مرحبًا بي، هل علي الفرح لأنه يرحب بي أم أعبس لأني على يقين بسبب ترحيبه!

«هل أنجزتِ لائحة أمنياتك!»
سألني وهو يبتسم بعطفٍ دفىء نحوي مظهرًا غمازته اللطيفة لأجيبه بـ" نعم "

«إذن مين أفروديت على ما يبدو لستِ من محبي الإلتفاف بالكلام لذا سأعطيك تبريرًا عن حالتك فورًا، جاهزة لذلك!».

«أجل».

«مين أفروديت طالبة في نهاية مشوارك الدراسي وبداية عمر الثامنة عشر، تعانين من فقر دم، إرهاق جسدي، كثرة الشعور بالدوار و الغثيان و العديد من الأعراض الأخرى التي تمت ملاحظتها من قِبَل ممرضة المدرسة التي طلبت منكِ مراجعتي، صحيحٌ ذلك!».

إرتجف جسدي لا إراديًا لأضع يداي في حجري تتمسك كل واحدة بالأخرى بشدة في حين إستقر رأسي نحو الأسفل مجيبة إياه بصوتٍ يكاد يسمع.

«صحيح».

«ثم أتيتي إلى هنا من أجل الفحص الشامل، وطلبتُ منكِ البوح إذ كان أي أفراد عائلتك يمتلك مرضًا معين سابقًا واتضح أن والدتك قد كانت إحدى ضحايا سرطان الدَّم سابقًا، أعتذر عن ذلك».

تقهقرت دفاعاتي دون إرادتي لتهرب شهقة من ثغري أومأ له بشدة أقوم بتأييد كلامه.

في كل مرة كنت اتمنى من الموت أن يتخذ سبيلًا نحوي و حين قرر أن يسلك طريقي وجدتني خائفة أبحث عن شجرة أو حائط أختبأ خلفه.

و لكن ما الإختلاف بين السابق و الآن
هل حين يجد الإنسان دافِعًا للحياة تتغير رغباته بأكملها، حتى رغبته في الموت تتلاشى!
هل كانَ هو ملاكي الطاهر الذي إلتقطني من ظلام أفكاري القاتل!

«آنسة أفروديت أرجو منكِ التركيز معي»
إخترق أفكاري صوت الطبيب زانغ لأعيد تماسك نفسي مجددًا.

«وفقًا للتحاليل المرض لا يزال في بدايته وأن بعض المواد المخدرة التي تم إدمانها سابقًا كانت سندًا في تنشيط المرض داخلك».

«كل ما يجب عليكِ معرفته الآن هو أننا سنبذل أقصى جهودنا لتخليصك منه لذا لا تقلقي، نحن نملك أملًا كبيرًا في ذلك!».

أردف بحزم لأستنشق ماء أنفي مغمضةً عيناي أمنعهما عن سكب الدموع من المخزي الإنفجار فجأة أمام طبيبي.

«من الآن وصاعدًا سوف تعيشين في إحدى الغرف المخصصة لكِ في هذا المشفى ولا تقلقِ حيال التكاليف».

ولأول مرة في حياتي وجدتني أنحني نحو أحدهم إحترامًا، حين وجدتني أنحني له تقديرًا لجهوده من أجل ضمان شفائي.

لو كان بيكهيون هو من علي التعبير له عن إمتناني، حينها سأتعرى عن كبريائي بغية سلب أي شيء يريده مني فهو قد منحني شغفًا للحياة في حين أنا لم أقم سوى بإضاعة وقته وتركه وحيدًا وسط الطريق.

«لا عليكِ أفروديت ليستَ جميع الأيام الماطرة سيئة فهي لا تزال جميلة بغض النظر عن صعوبة السير فيها»

إبتسمت له بإمتنان بعد أن ربت على كتفي بحنان ومن ثم نده على الممرضة كي تأخذني نحو غرفتي المخصصة.

---

و في حين ننعم بأحلام هادئة جميلة مستغنين عن واقعنا الصخب تجد ضوء النهار مُصِر على إيقاظنا ووضع نهاية لحلم الليلة السابقة.

إخترقت شمس النهار الزجاج المغطي لأحد جدران غرفة المعيشة لتزعج نومه المبعثر على تلك الأريكة العريضة.

بالرغم من أنها أريكة فقط إلا أنها حَوَت دِفء علاقة حميمة ليلة أمس وأفسدت الملاءة التي كانت تدفء محبوبته أمس بدم عفتها ليبتسم متذكرًا ليلة أمس.

بالرغم من أنه ثمل كثيرًا ليلة أمس إلا أنها ليلة لا يقوى الخمر عليها، ليلة واحدة لن ينساها طيلة عمره.

إستشعر فقدانها حول محيطة ليتعجب ذلك لم تستيقظ أفروديت قبله مسبقًا فـ كيف لها القيام اليوم خاصة بعد حب أمس الذي أغرقه بها.

أخذت أعينه جولة حول المكان لتتوقف على المنضدة، من المفترض أن مفتاح المنزل يتوسطها فأين هو لا يشغل وسطها!

عوضًا عن المفتاح كان هناك ورقة صفراء منيرة وسط الطاولة إلا أنه عجز عن أخذها.

«أخشى القيام ولا أجدك إلا في أروقة عقلي غائبة عن مدائن واقعي».

همس بضيق قبل أن يغمض عينيه بألم وهو يستشعر الظلام والحزن يتسلل إلى صدره

«ألا يرحل الجميع في النهاية!»
قد تفجر لغم خيبة مجددًا فيه حتى أحرق قلبه.

__

بارت نكد اخو اخته 😀💔

نفسي احكيلكم شغلة بس اخاف احرق عليكم فبسكت واخليكم تكملوا متابعة الأحداث شوي شوي 🤝

المهمز

رأيكم في البارت ككل!

مرض أفروديت!
حدا فيكم توقع!

بيكهيون شو رح يعمل بعدين!

توقعاتكم!

جست

دمتم سالمين 💜💜

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top