الخطوة الرابعة عشر


___

تتسابق العقارب لتحديد الساعات و تمرير الثواني في حين يقرع الجرس معلنًا إنتهاء وقت النوم بنبرة صوته المزعجة

أطفأ منبهه بكسل ليعود بوضع رأسه على كتف الأخرى الغارقة بالنوم أيضًا، فرك عينيه بكتفها بطريقة غريبة جعلت من الأخرى تقبض حاجبيها بإنزاعج وسط أحلامها

هي تحلم الآن بعد ليالي طويلة من السهر، هي تنام بسلام الآن بعد صراع عنيف أجرته مع الآخر ليلة أمس بالرغم من خدر جسدها و تعطل عقلها عن العمل إلا أنها لا تزال شرسة

رفع رأسه بتعب ألقى نظرة على النائمة بجانبه ليضرب رأسها بالوسادة بخفة إنتقامًا عن الشروخ التي خلفتها على وجهه من ليلة أمس و هي تقاوم عناقه لها بالرغم من وجود إتفاق بينهما

توجه نحو الخزانة و أخرج ملابسه منها متوجهًا نحو الحمام للإستحمام معطيًا الأخرى وقتًا أطول للنوم إذ أنها لا تنام كثيراً بالعادة

إلا أنه جهل أنه حين ازال دفئه عنها طار النوم من عينيها و غزى الصداع رأسها و احتلت العواصف الكئيبة أراضي وجهها

هي فقدت الأمل من حياتها التي تضعها كل يوم في موقف أصعب من الآخر،هي لم تتخيل يومًا بأنها ستنام بين أحضان أحدهم بعد تلك الأيام العاصفة التي مرت بها

هي ترى بأن الحياة غدت لا تتسع لها في كل مرة تزيد الضغط عليها تضعها بطلة أحداث لا تود تأديتها، تحدث العديد من المشاجرات داخلها و تعصف الحرب بين عقلها و قلبها

« هيا حضري نفسك سننطلق من هنا »
أردف و هو يجفف شعره،في حين جفلت الأخرى على صوته كونها لم تنتبه على خروجه

« لن أذهب لأي مكان »

« انا لا أسألك»

« و أنا لا أطيعك »

أجابته و هي تطالعه ببرود تعدل جلستها على السرير لتستغرب أنها نامت بنفس الملابس التي خرجت بها ليلة أمس،لكنه افضل من ان تستيقظ بدونهم و هي تنام وسط احضان مختل مثله

« اليوم ستعودين للمدرسة و لا مجال للنقاش،لا تعتقدي أن فعلتك لا زالت مختبأة »

« من أنت حتى تحاسبني! »
صرخت بصوتها و هي تقوم عن السرير ليتقدم الآخر لها بأعينه الغاضبة ووجهه المشدود من الغضب

« أنا المسؤول عنك من هذا الصباح حتى تصبحين فتاة عاقلة يمكنها التحكم بتصرفاتها! »

صرخ بها بصوته العالي و هو ينهرها من كتفها جمدت الأخرى عن الحركة و لم يسمع لها صوت عدا أنفاسها الضئيلة وسط قرب الآخر منها

« ما الذي تعنيه تماماً؟ »

« أعني بأني الشخص الوحيد المتبرع بأخذ مسؤولية و الإعتناء بكِ طيلة هذه الفترة،و والدك هذا لتنسيه »

ضحكت الأخرى بسخرية بعد أن ذاب تجمد تعابيرها لتردف بسخرية له
« من أخبرك اني أملك والدًا حتى؟ »
« أنا ولدت يتيمة و سأموت كذلك أيضًا»

« تجهزي بلا ثرثرة زائدة »

« صدقني لن تجني خيرًا من إجبارك لي على ما لا أطيق »

« لا تطيلي الحديث و أسرعي »
أنهى النقاش بخروجه من الغرفة دون أن يعطي اي بال لها و لباقي حديثها

---

طويل الظل و قصيرة الظل يتناوبان بأخذ الخطوات وسط الشارع، هو أمامها و هي خلفه و لحسن حظها أنها تركت حقيبتها سابقاً في المدرسة بدلًا من أن تحملها على ظهرها في هذا الصباح

« أنتي حقاً مهملة كيف لك بترك حقيبتك بالمدرسة!»
وبخها على أمل أن تشعر بشيء بالرغم من هذا لم يجد سوى الهدوء

« هل برأيك الغيوم تتبعنا لحمايتنا ام لتتجسس علينا؟ »
تساءل محدقًا بالسماء و هو يمشي إلا أنه لم يجد سوى الهدوء مرة اخرى

« أفرو...»
أردف و هو يلتفت نحو الخلف إلا أن صعق و هو يناظر ظهرها تجري عكس وجهتهما نحو الخلف

« سحقاً! »
هسهس بين أسنانه و هو يلاحقها

بقي يركض ورائها كالمجنون يتخبط بين عربات الزهور للمارة الخاصة بالجدات وسط الشارع، يرتطم بالمارة عكسها هي من عبرت الطريق بسلاسة و كأنها معتادة على الهروب

« مين افروديت توقفي! »

إختفت عن أنظاره حين إنعطفت لليمين هاربة ليتوقف آخذًا أنفاسه يشهق و يزفر بصوت عالي

هي تركض على أعصاب غضبه محاولًا الهرب من بطشه إلا أنها ستتعرقل بها لتغرق بثورات غضبه، هو سيجعلها كالإسفنجة تمتص كل آثار عاصفة غضبه،و وابل غضبه ذلك قادم نحوها الآن

لم يتوقف لهذا الحد فالمكان الذي علق به كلاهما كالصحن المدور إذ هربت من الشارع الذي يقع على اليمين سيلتقيها من الشارع الذي يقع على الشمال لذا لم يتردد بالركض لإغتيال فريسته من الخلف

إقترب من مكانها و لمح طيفها تتخبط بضياع بين الجدران إذ علقت في وسط المتاهة عند الزقاق الذي يحوي منازلًا مطلية بالأزرق الفاتح جميعًا

العديد من المنازل و الجدران تبدو كما و أنها ستقبل بعضها من شدة ضيق الطريق الذي لا يتسع سوى لشخص مما أثار الرعب في قلب أفروديت حين أدركت أنها ضللت طريقها و تاهت في منطقه غريبة عليها

إبتسم الآخر بخفة يختبىء بجانب الحائط عند الطريق الذي ستتقدم إليه الأخرى ،حين يلمح طيفها تتلبسه شياطين العالم الأجمع ليصبح إبليس ذو جناحين لا حدود لشره و أفكاره السوداوية مهما أقنعك بأن ما يقوم به و يدفعك إليه هو الصواب

تحركت للأمام و كادت تحرك قدميها بنية الركض إلا أن إرتطم ظهرها بقوة بالحائط جوارها مطابق جسده على جسدها يشعرها بضيق الجدران حولهم و نفاذ صبره منها و حرارة أعصابه عبر أنفاسه التي تتخبط على وجهها بالتوالي

« أنا لا ألعب معك مين أفروديت! »

أردف بأعين حمراء تتقافز شياطين الغضب داخلها مشددًا قبضتيه على يديها المحصورة بينه و بين الحائط

كان عالم بكل نفس تأخذه الأخرى من شدة قربهما، لمعت أعينها بلمعة غريبة و مختلفة

هناك جانب خفي من أفروديت هي بنفسها لم تدركه مسبقًا، و هو نوعها المفضل من الجنس الآخر

لطالما كرهت التفكير بهذا الأمر إلا أن الحقيقة تظهر بالنهاية و هي أنها تحب أولئك ذو الأعمار الكبيرة و الأعصاب الثائرة و الأعين الباردة و القبضة القاسية


لقد أعجبها غضبه؛أعينه المحقونة باللون الأحمر و العروق البارزة التي تكاد تنفجر بما فيها قبضته القاسية و محاصرته لها للضغط عليها و فرض سيطرته على حدودها

« لما؟ »
نبست بشرود لتضيف

« يعجبني التلاعب بأعصابك سيدي يجذبني جعلك تركض لأميال طوال فقط كي تلتقطني و تحكم قبضتك على جناحاي لتثبت سيطرتك داخل مملكتي»

صُدم من كلامها إلا أنه تخطاه بهدوء، للحظات كان يشابه تجاهل الطحالب صراع أسماك القرش و التونة مكملة تنفسها تحت البحر بشكل طبيعي بالرغم من بعض الإهتزازات الغير مطمئنة حولها

« توقفي عن التحديق بي بتلك الطريقة »

أردف بحزم لتجيبه بنظرة تلمع شقاوة تشعرك أنها شربت شيئًا ما لشدة إختلافها عن شخصها القديم

« انا لا أحدق بك، بل أحدق في إبليس شخصك »

هي تضيع مفتاح قلبها بحضوره، لذا عليها حرس بوابة قلبها من اي لص همجي بأفعاله الصغيره

_____

رأيكم ؟؟


توقعاتكم ؟؟

تغير أفروديت المفاجىء ؟؟










دمتم سالمين 💜💜


Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top