الخطوة الخامسة والعشرون

____

حين تراخت الشمس وسقطت عن السماء تاركًة المجال للظلامِ كي ينتشر في الأفاق، وجدتني أتسابق مع أيامي العصيبة نحو الخلف إلى الماضي وفي كل خطوة أتعثر بهاويةٍ سببتها غارات الظروف بي ووجدت للحزنِ أثارً على طرقاتي المظلمة.

حين وصلت مبتغاي أمام قبر فتاة صغيرة دفنتها منذ زمن قررت أن أخرجها لألعب معها قليلًا قبل رحيلي عن هذه الدنيا.

أرجعتُ تلك الطفلة إلى مكانها الأصلي وسط قلبي وإستوطنت كياني إذ عادت بهجة أفروديت الصغيرة إلي منذرة إياي أن المهمة تمت بنجاح وأني لم أعود إلى أفروديت الصَّغيرة شكليًا فقط بل روحيًا أيضًا.

«أرى أنكِ مستمتعة بلون شعركِ الأصلي»
سمعتُ صوتَ الطَّبيب زانغ من خلفي إلتفتتُ نحوه فوجدتُ إبتسامةً لطيفة تزين ثغره وهو يتفحص مظهري أمام المرآة.

«فقط لستُ معتادة على أن تسكن شمسُ النَّهارِ خصال شعري».

«أتعلمين! شعرُكِ البُرتقالي أفضل من السابِق ما كان عليكِ تغييره سابقًا».

أردف الطبيب زانغ وهو يقييم مظهرها واضعًا يده أسفل ذقنه، إبتسمتُ نحوه بهدوء.

لقد تغيرت وبشكلٍ كبيرٍ وملحوظ، لقد أيقنتُ أن طريقي لم يعُد طويلًا وبضع خطوات تفصلني عن نقطة النِّهاية على الرُّغم من محاولات الطبيب الشديدة بإعدام تلك الأفكار عن رأسي.

أيقنتُ أنَّ الحياةَ لا تستحق المعاناة، إعتدتُ أن أُظهِر إستيائي منها بتصرفاتٍ أودت بي إلى الطريق الخطأ، واليوم أيقنت أن لا فائدة من كل التصرفات فالحياةُ لن تلين من بعدها والقوة لن تطرق بابي إن لم أحاول الوقوف بنفسي.

على الرُّغم من الماضي والحاضر أنا راضية عن مصيري، لقد منحتُ الشَّخص الذي أخلصتُ لهُ طوال الفترة السابقة نفسي، لقد كان السبب الرئيس في التَّغيير الذي طرأ علي بالرُّغم من أني لم ألمح ظِلُه منذ أسبوعين بأيامه ولياليه إلا أنهُ لا ينفك عن الظُّهور في زوايا مُخيلتي متصديًا برذاذ النِّسيان الذي أحاول قتله به.

لا أريد أن أكون أنانيةً ولو لمرة واحدة فقط
لا أريد منه التَّعلق بي أو الوقوع في لعنة حب طرفها الآخر لم يعد له فائدة على الأرض والحقيقة أني صرتُ ظلًا قد أغرُب مع الشَّمس في أحد الأيام معلنةً الفُراق.

تأكدتُ من تحقيق هدفي الآخير وهو وداعه بطريقة سيئة حتى لا يفكر في البحث عني ثانية، أعلم جيدًا أنهُ يملك كبرياءً لا يسمحُ له بالإلتفات إلى مرأة منحته ما يريد في ليلة وفرت قبل شروق الشَّمس واضعةً لنفسها سعرًا رخيصًا في نظره.

«أفروديت»
أيقظني صوت الطَّبيب من شرودي، همهت له قبل أن يتقدم نحوي ويربت أعلى كتفي.

«أريد منكِ التَّوقف عن التفكير بشكلٍ مفرط؛ لأن كل شيء سوف يكون على ما يرام أعدك بهذا».

أغرق الدَّمع عيناي حاولتُ كبحه عن النُّزول قدر المستطاع إلا أن نور الأمل المحطم في داخلها يظهر على أمام أعين طبيبها بوضوح؛ تقدم نحوها نية أن يحتضنها.

«سوف أجعل من الغد ربيعًا مُشرقًا فقط إصبري».

بللت دموعها بذور الأمل في داخله تسقيه ما يغذيه للتقدم والإزدهار أكثر، لقد قرر أن يزهر الأمل من حولها حتى تسقيه وتجني ثماره.

---

بين كل مفتاح و آخر يجد طيفها يطرق مخيلته ليعاود الضرب على رأسه بيده الأخرى محاولًا إخراجها من عقله هي التي تستوطن عقله قبل أن يطلب شرابًا و بعد أن يفعل و حين يشرب.

أثار الثمالة ترهقه في كل صباح منذ أسبوعين إلا أنه يقنع نفسه أنها آلام بسيطة سوف تزول مع الزمن وكما تطرق باب مخيلته يوميًا سيطردها يومًا آخر.

المسافة بين حاجبيه تطلب الرحمة منه لشدة تقارب حاجبيه بغضب من نفسه و من الصداع الذي يلازمه.

فتح باب الصيدلية الموكل بحمايتها منها سابقًا إلا أنها لم تعد موجودة لذا لم يعد لوجوده أي معنى.

إلتقطت عيناه مغلفًا أزرق اللَّون معلق على بوابة الصيدلية قام بسحبه و الدخول إلى الصيدلية من بعدها.

إستغرب وجوده في البداية إلا أنه تدارك الأمر حين وقعت عيناه على تاريخ اليوم، لم يتبقى وقت على خدمته هنا.

فتح المغلف لتظهر له تلك الأحرف المعقوفة والمشكلة على جمل وداع لنهاية لقاء ظلمه الزمن.

”سيد بيون بيكهيون المحترم....
    نقدر جهودك المبذولة في إصطياد المدمن، ولكن على ما يبدو أن مدة عملك الفعلية في تلك المنطقة شارفت على الإنتهاء؛ لذا نود إبلاغك بعد أسبوعين من الآن سوف يتم سحب مفتاح الصيدلية منك وإعادتك إلى مكانك الأصلي في مركز إعادة تأهيل المدمنين“.

لم تتغير تعابيره بعد قراءة الرسالة بدى وكأنه شارد في أمرٍ ما إلا أن قاطع وحدته صوت صراخ رجولي 

«أيها الصيدلاني اللَّعين!».

إلتفت نحو الخلف ليتهجم الآخر ذو الأعين الحادة والمشية المندفعة نحوه ينوي إمساك ياقة بيكهيون الذي لم يتحرك إنشًا يريد رؤية ما ينويه هذا المتطفل الآن.

«أين هي أفروديت! لم تحضر إلى المدرسة منذ أسبوعين و أنت الوحيد المسؤول هنا».

صُدِم بيكهيون من المعلومة إلا أنه قرر أن لا يبدي أي رد فعل إلا أن الابتسامة الساخرة أبت أن لا تندفع من ثغره وهذا أثار حنق كيونغسو المتمسك بتلابيب قميص الصيدلاني بشدة.

«إعترف قبل أن أسحب الأحرف منك على طريقتي!».

«سأعد حتى الخمسة فقط لتبعد يدك القذرة».
أردف بيكهيون بأعين ترى حبال المشنقة معلقة عليها من شدة قسوتهما والبرودة تندفع مع كل حرف يدفعه خارج ثغره.

«وإن لم أفعل».
شدد كيونغسو التمسك بقميص بيكهيون الذي بدأ بالعد أكثر.

«واحد....»
شدد الآخر التمسك بإبتسامة هازئة سرعان ما أهتزت حين فاجئه بيكهيون بلكمة بلا سابق إنذار.

«خمسة»
وجه بيكهيون لكمة إلى منتصف وجه كيونغسو الذي إرتد نحو الخلف أثر الضربة.

و لم ينتهي الشجار هنا إذ بدء كلاهما بإفراغ غضبه وقهره في الآخر، ما كانا سيتوقفان أبدًا إلا بفعل عامل خارجي.

«مفاجأة!»
صوت أنثوي غزى الأجواء الصاخبة هنا جمد حركة كلاهما، تجمدت يد بيكهيون الدامية وسط الهواء وفغر ثغر المنبطح أرضًا.

«يا إلهي هل قاطعت أمرًا... أوه!»
صمتت عن الحديث حين إلتفت الإثنين نحوها بصدمة مردفين بإسمها

«تزويو!»

ما إن صمت كلاهما حتى إلتفتا بصدمة يناظران بعض لتتحول إلى نظرات غاضبة

«هل أنتما صديقين بالصدفة!»

___

وشخصية جديدة ذات دور خفيف 🌚✨

لا تخافوا الرواية مو مطولة 😂😂
بس حبيت اضيف الشخصية لأنها رح تساعدنا في الأحداث 😌🤝

توقعاتكم عن الشخصية الجديدة!

أفروديت الجديدة! 🥺🤍
والناس الي ناسية أنه أفروديت زمان كان شعرها برتقال يعطيكم العافية 😂😂

الطبيب زانغ! 😩💛💛

كيونغسو وبيكهيون! 🌝🔥

توقعاتكم للقادم ورأيكم بالبارت!

كم بارت تتوقعوا ضل! 🐢

دمتم سالمين 🐢🤍

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top