الخطوة الثامنة عشر

___

أغرق بين فواصل كلامك طالبًا المنجد لي من بحر هيامك، غدوت نكرة بين نفسي و نفسي كلما وقفت أمام مرآةٍ شعرتُ بظلك خلفي و إنعكاسك أمامي بالرغم من عدم تواجدك حولي

تفاصيل روحك كالقمر مليئة بالثغور و منقوشة بالندوب تخفي جانبك الأسود عنهم مظهراً المنير عليهم

أنتَ لستَ بمختلف عنهم و لكنك مميز بقلبي!

تعلقي بك أصبحَ همٌ أحمله في قلبي غدا يؤرقني في كل يوم، و حُبي لَك صار يتطفل على قلبي بلا إذنٍ مني و هذا ما كُنتُ أخشاه

أخشى تغيير نظرتي للعالم فأجدُني أتعلق بمن يعيش فيه و أستندُ عليهم و كأني دونهم صفرٌ على الشّمال و لكنك تفسدني و تفسد معتقداتي تخترق بنودي بتواجدك حولي فقلبي لم يعد يعتبرني المسيطرة و أصبح يراكَ ملكًا عليه

و أنا العسكري الذي أنوي الإنقلاب و إخراجك من أسوار قلبي،بالرّغم من قلة أحاديثنا و كثرة شجاراتنا إختلاف آرائنا و تناقض شخصياتنا إلا أني أجد فيك ما لا أجده في غيرك و ألقى كنزي المفقود أمام نظراتك المُغرِقة لي

يده الباردة تسللت للتمسك بأناملي ناظرته للحظة لأجده يبتسم لي بدفىء،لا تبتسم إلي هكذا!
لا تدعني أضعف أمامك و أخف من أجلك أنا أسوء من أن يمنحني أحدهم دفئًا

ظُلِمت و لكني ظَلَمتُ أيضًا!
ظَلَمتُ نفسي و حملتها ما لا تقوى على تحمله و أتيتَ أنتَ لي وسط الغابة التي كُنتُ تائِهة بِها تحمِل بيدِكَ قنديلًا يحوي شمعة

شمعة نجاتي و إنقلاب أُسُس حياتي
بالرغم من أنك لم تُخَلِصني من علتي الرئيسية فأنتَ إنتشلتني من إدمان الحبوب إلى إدمان الدفىء
دفئُك وحدُك سِحرٌ خاص بِك

« هل جربتي دخول الملاهي يومًا ؟ »
سألني بحماس يرغب بأن أجيبه بـلا كي يضع إسمُه على قائِمة إحدى أولى تجارُبي و يضعني من إنجازاته الأخرى التي أنجزها بي

مَعُه أجرب كل جديد و لكل جديد طعمٌ فريد ~

« هيا بِنا إذن! »
صرخ بحماس و هو يجرني خلفه تركتُ لهُ القيادة هو شخص ماهِر بالقيادة لذا سأدع الفن لأصحابِه

سَحبني نحو الإفعوانية و للتو إنتبهت الى إرتفاع كل لعبة متواجدة هنا أنا أخشى المرتفعات كيف لسحره أن ينسيني ما أخشى منه!

« توقف! »
صرخت و أنا أتجمد مكاني مِن الخوف

« ماذا لماذا! »
تساءل بنظرة بريئة مصطنعة و كأنه لا يعلم هو فقط يريدني أن أقولها بنفسي كي يسخر مني

« أعلم عن نواياك »
همست بحقد تجاهه ليبتسم بخبث و هو يقترب مني ببطيء سبب تسرع دقات قلبي

« أوه حقًا! »

« أجل »

أرخى أنامله على وجنتي ليرسم دوائرًا عشوائية بإبهامه عليها بإحدى يديه و الأخرى تربت على شعري القصير

« هذا يعني أنكِ تعلمين أني أود منكِ إلقاء جميع مخاوفِكِ جانبًا حين أكون بجانبِك و إن شعرتي بالخوفِ للحظة فحضني مسكنك، تعلمين ذلك صحيح؟ »

عجزت عن نطق الأحرف و إخراجها و و قد لاحظ ذلك نزلت يده التي كانت تربت على شعري لتحتضن يدي بشدة و يهمس أمام عيناي

« لما الخوف إذن؟ »

« لا أعلم أنا...»
«هششش»

أسكتني بسبباته حين وقفت على شفتاي تمنع الأحرف من الإنطلاق لأرتعش بخفة

« أعدِك أنها ستكون أول و أجمل تجربة لكِ»
« تمسكي بي جيدًا »

أومأتُ له لننطلق بعدها إلى الإفعوانية و قبل ذلك إقترح علي شراء القبعات كاد أن يشتري لنا ذات مظهر الفراولة إلا أني عارضت و بشدة، هل هو في الخامسة من عمره!

إخترنا قبعات حديثة المظهر ذات لون أسود و بعض اللمسات الفنية الموضوعة عليها، خاصتي تحمل جملة " لا تهتم أبدًا " و خاصته تحمل جملة " ضوء في الظلام " 

أنا تلك التي لم تكن تهتم أبدًا حتى ظهر لي كالنور وسط الظلام، إنتشلني من الظلام الذي غرقت فيه ليدثرني داخله و حين عثرت على نفسي في أعينه  أمتطيت ظهره سندًا لي فأشعرني نوره الطاغي كم أن العالم مشرق و أن الإهتمام عليه أن لا يصب في كل مكان،بل فقط بما يتماشى مع طريق سعادتي لهذا سكبت إهتمامي عليه هو

« كل ما عليكِ فعله هو رفع يديك هكذا و الصراخ »

أشار لي قبل بدء اللعبة بالحركة و قد بدأت مقاومة إرتجاف أضلعي قليلًا قليلًا كي أرفع يداي لقد كنت أرتجف بشدة و أتصبب عرقًا و لولا تواجده حولي لما تجرأت و صعدت إلى هنا

« هل أنتَ متأكد من هذا....»
لم أكمل جملتي حتى صرخت بإسمه بذعر عكسه الذي إستجابة لي بمرح

« بـيـكـهـيـون »

« يــآآهـهـه »

أغلقت عيناي بخوف من سرعة الإفعوانية و حين قررت فتحها قليلًا وقعت أبصاري إلى الأرض أناظر فرق المسافة

إرتجفت بشدة و صرخت خوفًا إنكمشت على نفسي أشعر برجفة الخوف تحتلني أود العودة أود النزول لا أريد الجلوس هنا!
أزحت حزام الأمان لأدفع جسدي بنية الوقوع من الإفعوانية إلى الأرض لا أريد الذهاب إلى الأعلى أكره ذلك

لم أشعر بالسقوط أو التألم، و لكني شعرت به يحيط جسدي المرتجف بحضن دافىء تمسك بي قبل أن أهوي إلى الحضيض،ضمني بيداه إلى صدره الدافىء و مسح على شعري بحنان

« أنزلني! »
صرخت و الدموع على وشك الإنهمار من على حواف أعيني

« هشش لا بأس لا بأس »
همس بأذني بخفة لأضرب صدره الذي يحاصرني لا أصدق اننا نجلس بهذه الطريقة أعلى الإفعوانية

« كيف لا بأس و نحن نكاد نلمس السماء! »

« إرفعي رأسك و ناظري السماء و ألقي التحية على والدتك مِن المخزي عدم النظر إلى والدتك بالرغم من تواجد الفرصة لذلك »

إرتعشت نتيجة كلامه و شعرت بالحرج الشديد أريد أن أحتضن روح أمي و لو لمرة واحدة
رفعت رأسي ببطىء شديد و الحمرة تكتسي خدي خجلًا أكاد أن أعتصره و أنا أحيطه خوفًا من بعض المرتفعات

ناظرت السماء بأنفاس مهتاجة و لا أعلم لما و لكني أرى وجه أمي الجميل يبتسم لي بلطف ورضا على هذه السماء وسط نقاء الغيوم

أمي هل هذه أنتي؟
هل أنتي فخورة بي لأني بدأت أتجاوز مخاوفي؟

هل علي التربيت على رأس من يقابلني كما كنت تفعلين معي حين أقوم بفعلٍ جيد؛ لأنه السبب في مساعدتي لتخطي حواجز خوفي اللعينة هذه

أنزلت نظري نحو من لف حزام الأمان على كلانا خشية سقوطي من بين يديه فعلى ما يبدو أنا لست سوى ريشة رسام ضائعة تنتظر من يحتضنها بأنامله ليبدع بها و لقد كان رسامي الباهر الذي أحسن إستعمالي 

أنت الذي بين أناملك يختفي ثقل الريشة لشدة براعتك في التعامل معها

قررت أن أهديه هديه لتصرفه الجيد معي
أرحت جبيني على خاصته في حين شرد الآخر في ملامح وجهي لما على ملامحه الحادة أن تكون بهذا الإتقان و كأن الملائكة نحتتها خصيصًا إهداءً للبشرية كي تتأمله

و حين سقطت الإفعوانية نحو الأسفل إبتسمت بسعادة و قهقهت بغير تصديق في حين تبسم هو الآخر على صدى قهقهاتي

لقد مضى وقت طويل منذ آخر ضحكة حقيقية لي

لا أصدق ذلك أنا أعلى الإفعوانية بين يديه حبيسة حضنه و أضحك و أقهقه بسعادة و هدوء
بتواجده تُكتم الأصوات و يعم الهدوء حتى يتمكن قلبي من الضرب بقوة و الصراخ إنتحابًا بفضله وسط ذلك الهدوء كي لا يتم كشفه أو أنها الخلوة التي يشعر بها المحبين؟

إنتهت اللعبة و نزلنا من عليها و قد حصلنا على أفضل صورة لهذا العام بالفعل!
أعتقد أنها سوف تصبح غلافًا للعديد من المجلات من شدة جمالها

«دعينا نشتري المثلجات و نتناولها في دولاب الهواء»

« لما يبدو كل شيء و كأنه يحلق في الهواء اليوم؟ »
تسائلت بقهقه خفيفة ليجيبني بحكمة هو الآخر

« ربما لشعورك بالسعادة حين تشعرين بالسعادة تظنين أننا أعلى أحد الغيوم و لسنا على الأرض »

السعادة؟
هل هي السعادة حقًا ما أشعر به!
أنى لي أنا و السعادة أن نتقابل في طريق
أم لأنه يجاورني الطريق؟
هل هو زبون مهم لدى السعادة؟
تخطت وجودي بفضله و نثرت علي القليل منها

يبدو كذلك ~

صعدنا دولاب الهواء ووقت الغروب قد إقترب أخذت مثلجات الشوكولا من يده و شرعت بتناولها

هو حلو كهذه الشوكولا و مضر لقلبي بقدر السكريات المتواجدة فيه، و البرود الذي يغلف كلانا مؤلم لحواسي يشبه ألم ضرب المثلجات على العصب

« هل كانت تجربة ممتعة؟ »

« ليست سيئة »
أجبت بلا مبالاة في حين إستشعرت برأسه يقترب إلى ناحية خاصتي

« و ليست جيدة؟ »

« لم أقل ذلك »
إلتفت نحوه بنية إكمال وجه نظري إلا أن قمم أنفنا تصادمت لأناظر أعماق عينيه و حركته التالية خدرت حواسي

حين وضع شفتيه على طرف شفاهي و تصادمت زوايا ثغورنا تصادمًا بريئًا لطيفًا كانت نيته إزالة الشوكولا الموجودة

« بالتأكيد لن أسمح لكِ مسحها بمنديل و من ثم إلقاءه في القمامة »

همس بعبث في حين بقيت كل حواسي معطله و ما زاد من حرارة جسدي هو إسناده كامل وجهه على جانب خاصتي ليديره نحو الشمال بواسطة وجهه أيضًا

« أنظري إلى الغروب  »

ناظرت النافذة الشفافة لأرخي وجنتي على قمة أنفه التي تسند وجهي و تتكأ وجنتي عليه و تعانق أنفاسه فكي و جانب أذني و رموشه الطويلة تدغدغ وجنتي بقيامها و صعودها ببطيء تبعث بي شعور الإنتشاء و قد بلغت ذروتي حين همس لي متساءلًا

« ألا يشبهنا!  »

____

- المستخدم خارج الخدمة مؤقتا-

أحس الرومنسية الي في بارت اليوم ثقيلة كانت و انا صابني تصحر رسمي 😭😭

المهمز

رأيكم في الفصل؟

مشاعر أفروديت الي حاولت أوضحها اليوم؟

توقعاتكم للقادم؟

دمتم سالمين
💕💕💕💕💕💕💕

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top